شكسبير متنبي الغرب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-10-2022, 08:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي شكسبير متنبي الغرب

شكسبير متنبي الغرب

عبدالحميد أحمد ناصر المدري
ما قادني إلى أن أصف شكسبير بمتنبي الغرب هي الجملة التالية: (المتنبي شكسبير العرب) التي قالها احد الزملاء عندما كنا نتناقش حول بعض المناهج النقدية. وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث- والحديث معه لا يُمل- سألته عن الدراسة التي يعكف عليها حاليا فقال لي أنه يقوم بإجراء دراسة مقارنة عن شعر الحكمة عند وليم شكسبير وابو الطيب المتنبي، وأنه اكتشف أن المتنبي شكسبير العرب. فقلت له أن اختياره لهذا الموضوع رائع وموفق، ووفقا لمعرفتي المتواضعة، لم أسمع بإن أحد تتطرق لمثل هذا الموضوع، ولكني استسمحته في أن أعلق على جُزئية من كلامه وهو أن يعكس المعلومة التي توصل إليها لتصبح (شكسبير مُتنبي الغرب) بدلاً من (المتنبي شكسبير العرب)، وذلك لعدة اسباب:
أولًا: المتنبي ظهر قبل شكسبير بمئات السنين، فالمتنبي ولد عام 915 م، وشكسبير ولد عام 1564م وليس من اللائق أدبيًّا أن يُشبه السابق باللاحق، فقد ذاع صيت المتنبي قبل أن يذيع صيت شكسبير؛ لذلك وجب أن نشبه اللاحق بالسابق، وليس من المنطقي القول: إن المتنبي اقتبس أو استفاد من شكسبير، ولكن من المنطقي أن نقول: إن شكسبير - لا يستبعد أنه - اقتبس أو استفاد من شعر المتنبي كما استفاد من الكُتاب الذين سبقوه ككرستوفر مارلو وجوفري تشوسر وغيرهم.
ثانيًا: كان المتنبي أعظم شعراء العرب، وأبلغهم حكمة، وأجزلهم لفظًا ومعنًى، وأكثرهم تمكُّنا من اللغة العربية، وكان يُلقَّب بنادرة زمانه.
ثالثًا: ما يزال شِعر المتنبي مصدر إلهام لكل الشعراء العرب، ومفخرة الأدب العربي، ويعدُّه الكثير من النقاد شاعر العرب الأكبر عبر العصور.
رابعًا: المتنبي يغرف من بحر اللغة العربية حكمًا ودُررًا[1]:
إذا غامرتَ في شرفٍ مَروم
فلا تقنَع بما دُونَ النُّجومِ
فطعمُ المَوتِ في أَمرٍ حقيرٍ
كطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ


على قَدرِ أَهلِ العَزمِ تأتي العزائمُ
وتأتي على قَدرِ الكِرام المَكارمُ
وتعظُم في عين الصَّغيرِ صغارُها
وتَصغُرُ في عينِ العظيمِ العَظائمُ


متى تَزُرْ قومَ مَن تهوى زيارتَها
لا يُتحِفوك بغير البِيضِ والأَسَلِ
والهَجرُ أقتَلُ لي مما أُراقبُه
أنا الغريقُ فما خَوفي مِن البَلَلِ
خذ ما تراهُ ودَعْ شيئًا سمعتَ به
في طلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ



وما ماضي الشبابِ بمستردٍّ
ولا يومٌ يمرُّ بمُستعادِ
متى لحظتْ بياضَ الشيبِ عَيني
فقد وجدتْهُ منها في السَّوادِ
متى ما ازددتُ مِن بَعد التناهي
فقد وقَعَ انتِقاصي في ازديادِي



إذا أنتَ أكرمْتَ الكريمَ ملكتَهُ
وإن أنتَ أكرمْتَ اللئيم تمرَّدَا

وأستطيع أن أجزم أنَّ الحِكمة لا تخلو من قصيدة من قصائد المتنبي، فلا أَدري هل المُتنبي شاعر حكيم؟ أم حكيم شاعر؟ أم كلاهما؟
وفي المقابل أنا لا أقلِّل من شأن شكسبير ومكانته في الأدب الإنجليزي؛ فهو شاعر ومُمثِّل ورائد المسرح الإنجليزي بلا منازع، ولم يظهر من ينافسه هذة المكانة إلا الكاتب المسرحي جورج برناردشو في القرن العشرين، الذي يعدُّه النقاد أعظم كاتب مسرحي بعد شكسبير.
وما تتميز به مسرحيات شكسبير الشعرية هو عالمية القضية؛ فمثلًا قضايا الغيرة والطموح والحب والآلام النفسية والثروة والجنون في مسرحياته على التوالي عطيل وماكبث وروميو وجوليت وهاملت والملك لير، تعدُّ قضايا عالمية، وهذا ما جعل مسرحياته تصلح لكل زمان ومكان، وقد قال فيه الكاتب المسرحي بن جونسن (1572 - 1637): إنه ليس لعصر بعينه، بل لكل العصور[2]، ومُجمل ما كتبه شكسبير هو 36 مسرحية، و154 قصيدة سونيتية، وقصيدتان سرديتان[3].
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا نَنظر إلى مبدعي الغرب على أنهم أفضل منا في كثير من الأمور؟ لماذا عندما نتكلم أو نكتب نَستشهِد بباحثين ومفكِّرين غربيين حتى وإن كنا نتكلَّم أو نكتب عن ثقافتنا العربية؟ فهل ثقافتنا قاصرة وعاجزة إلى هذا الحد؟ لا وألف لا، ولكننا بدأنا نتشرَّب ثقافة دخيلة أثَّرت على ثقافتنا تحت ما يُسمَّى التعدُّد الثقافي (multiculturalism) الذي لم يعد يَقتصِر الغرض منه على تشجيع التفاهم بين الشعوب، بل تعدى إلى أبعد من ذلك بكثير، أما تُراثنا الثقافي والأدبي، فيزخر بالعباقرة والمُبدعين، فلو أخذنا الشِّعر ورواده، لوجدنا - على سبيل المثال، لا على سبيل الحصْر - أنَّ المتنبي يشكِّل مدرسة أدبية بحدِّ ذاته، والأعشى مدرسة، وامرأ القيس مدرسة، والجواهري مدرسة، وأحمد شوقي مدرسة وغيرهم مِن الشُّعراء.
وأنا هنا لا أُقلِّل مِن دور الغرب في صناعة الحضارة الحالية الرائدة التي تنعم بها البشرية جميعًا دون استثناء، والتي في المقابل يَكتوي الجميع بنارها وجحيمها، بل أحترم علماء الغرب والشرق لإنسانيتهم ولما بذَلوه في سبيل إسعاد البشرية.
ولكنَّ عتابي على كل مَن يُقلِّل من قيمة تراثنا الثقافي والأدبي، ولا أعني هنا بالضرورة زميلي؛ فقد قال ما قال بكل عفْوية، ولم يكن يقصد أن يضع المتنبي موضع الدونية بالنسبة لوليم شكسبير، وعتابي - في الحقيقة - لأولئك الذين ينصبون العداء لصبغتِهم العربية والإسلامية، الذين يرون كل مَن يصطبغ بها على أنه دوني وما دون ذلك لا دوني.
[1] ديوان المتنبي، بيروت، دار بيروت للطباعة والنشر، 1983.
[2] Jonson, Ben. "To the Memory of my Beloved, The Author, Master William Shakespeare, and What he Hath Left us". A poem, first published in 1623 as part of the preface to Shakespeare's First Folio.
[3] Boyce, Charles. Critical Companion to William Shakespeare: A literary Reference to His Life and Works. Vol. 1. New York: Facts on Life, 2005. Print.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.31 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]