#1
|
||||
|
||||
علامات الفعل والحرف
علامات الفعل والحرف أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن علامات الفعل: العلامات الخاصة بالأفعال: العلامات الخاصة بالأفعال هي - كما سبق -: العلامات المميِّزة لكل نوع من الأفعال عن النوعين الآخرين؛ ولذلك فهي على عددِ أنواع الأفعال، فهي على ثلاثة أقسام: 1 - علامات خاصة بالفعل الماضي: فتميِّزه عن الفعل المضارع والفعل الأمر. 2 - علامات خاصة بالفعل المضارع: فهي تميزه عن الفعل الماضي والفعل الأمر. 3 - علامات خاصة بالفعل الأمر: فهي تميزه عن الفعل المضارع والفعل الماضي. وكما أن هذه العلامات الخاصة تُميِّز كل فعل عن أخوَيْه الآخرينِ، فإنها كذلك تأخذ نفس حكم العلامات العامة، من كونها تدل على أن ما دخلت عليه فعلٌ وليس اسمًا ولا حرفًا، كما سبق أن ذكرنا، وعليه فالعلامات الخاصة تدل على شيئينِ: أولًا: تدل على أن الكلمة التي دخلَت عليها هذه العلامة فعلٌ، لا اسم ولا حرف، وهذا حكم عام. ثانيًا: تدل على نوعية الفعل الذي دخلت عليه، وهذا حكم خاص. وبهذا يُعلَم أن العلامات العامة للأفعال تختلفُ عن العلامات الخاصة لها، في أنها لا تدل إلا على أن الكلمة التي دخلت عليها فعل، لا اسم ولا حرف، بغضِّ النظر عن نوع هذا الفعل. أولًا: العلامات الخاصة بالفعل الماضي: للفعل الماضي علامتانِ تخصَّانِه؛ هما: 1 - تاء الفاعل: وهي التاء المتحرِّكة التي تلحَقُ آخر الفعل الماضي، وتكون فاعلًا، ولها مع الفعل الماضي ستةُ أشكالٍ، تختلف باختلاف نوعية الفاعل؛ وهي: 1 - تكون مضمومةً للمتكلم المفرد: مذكرًا كان أو مؤنثًا: ومثال المذكر قوله تعالى: ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ﴾ [القصص: 28]، وقوله سبحانه: ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾ [يوسف: 4]. ومثال المؤنث: ﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [النمل: 44]. 2 - وتكون مفتوحةً للمخاطَب المذكر المفرد؛ نحو قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ﴾ [النساء: 65]، وقوله سبحانه: ﴿قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ﴾ [هود: 79]، وقوله عز وجل: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا﴾ [ق: 22]. 3 - وتكون مكسورةً للمخاطَبة المؤنَّثة المفردة؛ نحو قولِ النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: ((ما لكِ، أنفستِ؟)). 4 - وتكون مضمومةً مُتبعةً بميم وألفٍ للمثنى المذكر والمثنى المؤنث؛ نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجلينِ اللذين صلَّيا في رِحالِهما: ((إذا صليتُما في رحالِكما، ثم أتيتُما مسجد جماعة، فصلِّيا معهم، فإنها لكما نافلةٌ)). 5 - وتكون مضمومة متبعة بميم لجماعة الذكور؛ نحو قوله تعالى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ﴾ [الأنفال: 41]، وقوله عز وجل: ﴿فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ [النساء: 23]، وقوله سبحانه: ﴿لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ﴾ [الحشر: 11]. 6 - وتكون مضمومة متبعة بنونٍ مشدَّدة لجماعة الإناث؛ نحو قوله تعالى: ﴿إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ [الأحزاب: 32]، ونحو قوله سبحانه: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾ [الأحزاب: 32][1]. 2 - وتاء التأنيث الساكنة: وهي التاء الساكنة التي تلحَق آخر الفعل الماضي، وتدل على أن فاعل هذا الفعل الذي اتصلت به مؤنَّثٌ، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿قَالَتْ نَمْلَةٌ﴾ [النمل: 18]، وقوله سبحانه: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ [ق: 19]، وقوله عز وجل: ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ [البقرة: 79]. ثانيًا: العلامات الخاصة بالفعل المضارع: للفعل المضارع علامات تخصُّه؛ نذكر منها: 1 - أن يقبل دخول (لم) عليه؛ نحو قوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 3، 4]؛ فالأفعال (يلد، يولد، يكن) أفعال مضارعة، بدليل دخول (لم) عليها. 2 - أن يقبل دخول حرفَي التنفيس - أي: الاستقبال - وهما: السين: وهي تكون للاستقبال القريب؛ نحو قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ﴾ [البقرة: 142]، وقوله سبحانه: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى﴾ [المزمل: 20]؛ فالفعلان (يقول، يكون) فعلانِ مضارعان، بدليل دخول السين عليهما. وسوف: وهي تكون للاستقبال البعيد؛ نحو قوله عز وجل: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: 3]، وقوله سبحانه: ﴿سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا﴾ [النساء: 56]؛ فالفعلان (تعلمون، نُصلِيهم)، فعلان مضارعان، بدليل دخول (سوف) عليهما. 3 - أن يقبل دخول (لن) عليه؛ نحو قوله سبحانه: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾ [البقرة: 80]، وقوله عز وجل: ﴿قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ﴾ [طه: 91]، وقوله تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا﴾ [البقرة: 24]، فالكلمات: (تَمَسَّنا، نَبْرَح، تفعلوا) أفعال مضارعة؛ لدخول (لن) عليها. ثالثًا: العلامات الخاصة بالفعل الأمر: علامةُ الفعلِ الأمرِ الخاصةُ به، هي مجموع أمرينِ معًا؛ هما: الأمر الأول: قَبوله ياءَ المخاطَبة المؤنثة. والأمر الثاني: دلالته على الطلب. فلا بد من وجود الأمرين معًا، ومثال ذلك قولُه تعالى: ﴿ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا﴾ [النحل: 69]، فالفعلان (كُلِي، واسلُكِي) فِعلَا أمرٍ؛ لأنهما اجتمع فيهما قَبولُ ياء المخاطبة مع الدلالة على الطلب. علامات الحرف: اعلم - رحِمك الله - أن علامةَ الحرف عدميةٌ؛ وعليه فكلُّ كلمة لا تقبل شيئًا من علامات الاسم، ولا شيئًا من علامات الفعل؛ فهي حرف، فالحرف علامته عدمُ العلامة، وهذا يُشبِه قولنا أحيانًا: (والدليل عدم الدليل)؛ ولذلك قال الحريري رحمه الله في "مُلحَة الإعراب": والحرفُ ما ليسَتْ له عَلامَهْ *** فقِسْ على قولِي تكُنْ علَّامَهْ ويقولون أيضًا: إن الحرف نظيرُ الحاء مع الخاء والجيم: فإن علامة الخاء نقطة من فوق، وعلامة الجيم نقطة من تحت، وعلامة الحاء عدم النقط رأسًا. ومثال الحرف: (هل، وبل)، فإنهما لا يقبلان شيئًا من علامات الأسماء، ولا شيئًا من علامات الأفعال، فانتفى أن يكونا اسمينِ، وأن يكونا فعلينِ، وتعيَّن أن يكونا حرفينِ؛ إذ ليس لنا إلا ثلاثة أقسام، وقد انتفى اثنان، فتعيَّن الثالث. ومثال ذلك أيضًا الحرف (قد)، وتأمَّل معي هذا المثال: يقول مُقِيمُ الصلاة: "قد قامت الصلاة"، فهذه الجملة مكونة من ثلاث كلمات: (قد)، وهي حرف؛ لأنها لا تقبل لا علامات الفعل ولا علامات الاسم. (قامت)، وهي فعل؛ لأنها قبلت تاء التأنيث الساكنة. (الصلاة)، وهي اسم؛ لأنها قبلت (أل). [1] وبأي هذه الصور الست أتَتْ تاء الفاعل، فهي دليل على كون الكلمة التي اتَّصلت بها فعلًا ماضيًا، لا اسمًا ولا حرفًا، ولا فعلًا مضارعًا، ولا فعلَ أمر.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |