شبهات على الطرق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2020, 06:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي شبهات على الطرق

شبهات على الطرق

مدخل وتمهيد


أ. د. جابر قميحة



الحقيقة واضحة، الحقيقة دامغة، ولكن أصوات الشبهات المنكرة لا تَكِلُّ ولا تهدأ، بعض هذه الأصوات مدفوعٌ بسوء النية، وضعف الوازع الإيماني، وبعضها متأثِّر بالفكر العَلماني، منبهر متعبِّد لكل ما هو غربي أو أجنبي، وبعضها يجري وراء شهرة جوفاء، على طريقة: "خالِفْ تُعرَفْ".


وأيًّا كان الدافع الظاهر أو الخفي، فليس من همِّنا - في بحثنا هذا - تقييم هذه الدوافع وتفصيل القول فيها، ولكن يهمنا التعرفُ على أهم هذه الشبهات ومناقشتها في إيجاز:
يرى واحد من كبار كتَّابنا: "أن عنصرَ الأخلاق في الأديان ليس كلَّ جوهرها، وأن بعض البلاد قد استطاعت أن تجدَ في الأخلاق غنًى لها عن الأديان؛ إنما قوة الدِّين وحقيقته في العقيدة والإيمان بالذات الأزلية"[1].


ونسي الكاتب المفكر - أو تناسى - أن الإيمانَ النقي بالذات الأزلية لا يتحقق لمن لا خُلُق له، وكيف يتحقَّق مِثل هذا الإيمان لكذَّاب، أو غادر، أو زانٍ، أو قاتل.


والفصل بين الدِّين والخُلُق سيظل فصلاً صناعيًّا واهيًا؛ لأن الدِّينَ هو أقوى المصادر وأغناها بالقِيَم الخُلُقية:
فالإحساس الدِّيني هو أقوى الأحاسيس، وسيظل أقواها وأعمقَها؛ لأنه يستمدُّ بقاءَه وقوَّته من الفطرة الإنسانية التي لا تموت، وشعور التدين حتى في أبسط صورِه يُكسِب الأخلاقَ بقاءً وقوة، ويربطها دائمًا بالذاتِ الأزلية الخالدة.


والذين يَدْعون إلى "علمانية" الأخلاق ينسَوْن حقيقتين:
الحقيقة الأولى: أن القِيَم الاجتماعية عُرضة للتغييرِ والتقلُّب، والهبوط والصعود، تحت تأثير الأيديولوجيات الوضعيَّة التي قد تعصفُ بكثير منها، وقد تُفرِّغ بعضَها من مضامينه الحقيقية، وقد تُحوِّل بعضَها إلى النقيض، ويُصبِح المجتمع أسيرَ "قائمة" جديدة من القِيَم لها دُعاتُها وفلاسفتها الذين يدعمونها بالحيثيات الوجيهة، والتبريرات الطلية التي تطمس معالِمَ الحقيقة.


والحقيقة الثانية: أن القِيَم الإسلامية ثابتة، ولكنها غيرُ جامدة، مَرِنةٌ، ولكنها لا تقبَل التميُّع، تعرِفُ السَّماحة، ولكنها لا تقبَل التهاون.


ولعل موقف النبي صلى الله عليه وسلم من حِلف الفُضول الجاهلي، واختلافَ موقفه مع مُسَيلِمة الكذاب عن موقفه مع عُيَينةَ بن حصن - يوضِّحُ الفَرق بين الثبات والأصالة، وبين الجمود والتحجُّر، والفَرْق بين المرونة والسماحة، وبين التهاون والتفريط.


واعتناق الأخلاق الدِّينية - زيادة على مسايرته للفطرة الإنسانية - له ما يؤيِّده من الواقع العملي التاريخي؛ ففي تاريخنا الإسلامي المَثَل الأعلى، بل المُثُل العليا؛ محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، نعم كل قيمة أخلاقية لها واقعٌ عملي في سجلِّ هؤلاء الأشراف، وهذا السجل يُعد "مرجعًا عمليًّا" لمن أراد القدوةَ، وطلَب الأُسوة، واستشرَف الاحتذاء.


وحتى لو سايَرْنا منطق الماديين والعَلمانيين الذين يُخضِعون الأشياء لمقياس المنفعة، أو معيار "المكاسب والمخاسر"، حتى على هذا الاعتبار يبقى رصيدُنا الخُلقي الإسلامي "تجارة" لا تبورُ، ولن تبورَ، وتبقى حصيلةُ هذه التجارة فائقةً دائنة أبدًا؛ لأن القيمة الخُلقية فيها لا تنفصل، بل تتلاحم بالقيمة الإيمانية؛ فالصِّدق والجهاد والكرم والتضحية وكل المعاني الإنسانية لا يمكن أن يكونَ لها قيمةٌ في عُزلة عن الإيمان؛ يقول الحق - سبحانه وتعالى -:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 10، 11].


ونتيجة هذا التحلي، وحصيلة هذا السلوك وذلك المسار، هي أعظم النتائج في الآخرة، وأقوى الثمراتِ في الدنيا:
﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 12، 13].


وإنه لرِبْح ضخم هائل أن يعطيَ المؤمنُ الدنيا ويأخذَ الآخرة؛ فالذي يتَّجِر بالدرهم فيكسِبُ عشرةً يغبِطه كلُّ مَن في السوق، فكيف بمن يتجر في أيام قليلة معدودة في هذه الأرض، ومتاعٍ محدود في هذه الحياة الدنيا، فيكسب به خلودًا لا يعلم له نهاية إلا ما شاء الله، ومتاعًا غيرَ مقطوعٍ ولا ممنوع[2].


والله - سبحانه وتعالى - وسِعَت رحمتُه كلَّ شيء، هو ذو الفضل العظيم على عباده، يعطي أنَّى يشاء وأيان يريد، ولكن مِن عدلِه ومن رحمته بالعباد أيضًا: أنه جعَل منطق الجزاء - أي منطق الثواب والعقاب، ومناصرته لعباده، أو تخلِّيه عنهم - يعتمد على فكرة "المقابل المبذول" من العبد؛ حتى لا يتواكلَ استنادًا إلى سَعة رحمته تعالى وعظيمِ عفوه وكرَمِه الذي لا يُحَدُّ، وتأتي الآيات تترى تأييدًا لهذا الميزان الذي لا يميل ولا يجُورُ، ومنها:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].


﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47].


﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].


﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾ [التوبة: 111].


﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16].


﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ﴾ [الكهف: 59].


﴿ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59].


وهذا المعيار الواضح المنضبط يجعلُ المؤمِنَ مطمئنَّ القلب، ثابت الفؤاد؛ لأنه يُوقِنُ - بحقٍّ - أن المقابل ليس عادلاً فحسب، ولكنه فيَّاضٌ كريم أيضًا، فهو يعلم أن:
﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 160].


وقد يزيدُ الثواب على الأمثال العشرة حتى يبلغَ مئاتِ الأضعاف:
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].


وكل ما سبق يُبرِز أمامنا حقيقةً واضحة، مؤدَّاها: أن الالتزامَ بالدِّين، وأَخْذَ النفس والمجتمع بقواعده وقِيَمه - يضمن لنا كسوبًا هائلة في الدنيا والآخرة، ولكن تبقى هناك عدةُ شبهات يتشبثُ بها المشكِّكون في القِيَم الدينية، وهي في مجموعها تكاد تكون واقعًا ظاهريًّا مشهودًا للشبهة الأساسية التي عرضنا لها في مستهلِّ هذا الفصل:
فهناك مَن حققوا انتصارات عسكرية باهرة على الرغمِ من أنهم ملاحدةٌ لا يعرفون الله؛ فالشُّيوعيون في فيتنام الشمالية استطاعوا أن يكسِروا أكبرَ وأقوى دولة في العالم، وهي أمريكا.


وأمريكا في وقتنا الحاضر تُعتَبَر سيدةَ دول العالم، وصاحبة اليد العليا دائمًا في القروض والمَعُونات الاقتصادية والعسكرية، وصوتُها هو أرفع الأصوات وأقواها في المحافل والمنظَّمات الدولية، هذه هي صورةُ أمريكا الآن على ما فيها من موبقات وتمزُّقات خُلُقية في مجال الجِنس والخمر والمخدِّرات.


وهناك شعوب وثنيَّة أو لادِينية حقَّقت في مجال الثقافة والتقدم الصناعي والعلمي إنجازاتٍ مذهلة؛ مثل: اليابان، والصين، والهند.


وشهِد هذا القرن - وخصوصًا ابتداءً من أواخر الأربعينيات - هزائمَ منكَرة للعرب والمسلمين؛ أصحابِ أكرمِ الرسالات وأنبلِها على أيدي عصابات الصَّهاينة الذين لا دِينَ لهم ولا خُلُق.


والربط بين الخُلُق وسلامة التديُّن، وبين انتصار المسلمين، وجَعْل الثاني نتيجةً وحصيلةً للأول قد ينقُضُه ما نعرفه من حال الدولة الإسلامية في العصر العباسي مثلاً؛ ففي عهد هارون الرشيد - وهو العصرُ الذهبي للدولة الإسلامية - تحققت إنجازاتٌ اجتماعية، وانتصارات عسكرية هائلة.


والعصر الذي نعيشه الآن لا يستسيغ الدعوةَ إلى إسلامية الخُلُق، أو الهيمنة الدِّينية على السلوك والتربية والإعلام والسياسة، بعد أن أصبح الطابَع العَلماني يسُود العالَم كلَّه، والأمة المصرية - بصفة خاصة - فيها ملايينُ من غير المسلمين، ومثل هذه الدعوة قد تسيء إلى مشاعرِهم، وتدعو إلى الحرجِ والتطاحن والبغضاء.


هذه الشبهات في مجموعها تعتمدُ على "الظاهر البراق" أكثرَ من اعتمادها على التحليل العميق للواقع والظواهر، والأسباب والعِلَل والنتائج؛ فكثير من هذه النتائج ما زال يحبو على أول العتبات، ومن ثَم كان الحُكْم بأنها باهرة حاسمة نهائيةٌ فيه من الإسراف والغلو الشيءُ الكثير، ويكون الخروج بهذا الحُكم من دائرته الخاصة ليأخذَ صورة التعميم والشمولية خطأً قاتلاً.


وانتصار الشيوعين في فيتنام على القوات الأمريكية لم يكن انتصارَ وثنيَّة على إيمان، ولكنه كان انتصارَ مظلوم مسحوق على ظالِم غاصب ناهب، وحتى لو فرضنا جدلاً أن هؤلاء انتصروا "بحماسة الإلحاد"، فلماذا لا نحاول نحن أن نخوضَ معاركَنا بحماسة الحقِّ والإيمان؟ أليس الحقُّ أقوى، والإيمان الحيُّ أبقى؟!


وأمريكا - حقيقة - هي دولة الجِنس والخمر والأفيون والحشيش والحبوب المخدِّرة، وفي تقرير رسمي نشر في أمريكا سنة 1979 ثبت أن عددَ الذين يتعاطَوْن المخدرات يزيد على 6% من عدد سكان الولايات المتحدة[3]، ومع ذلك فأمريكا هي أمريكا؛ أقوى دول العالم اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، مما يؤكدُ أن السلوك الخُلُقي يرتبط أساسًا بالحريةِ الشخصية، وأن ذلك لا يؤثِّر بأي حال في كيان الدولة، ولا يهزُّ مركزها في الداخل أو الخارج!


هذا ما يقوله أصحاب الهوى، أو هذا ما يمكن أن يقولوه، ولكن أشدهم حماسة لا يستطيع أن يدعيَ أن المخدِّرات والخمر والجنس هي سبب التفوق السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي في أمريكا، حتى لو زعم أن هذه الموبقاتِ لا تنال من قوتها.


على أن هناك أصواتًا قوية تدرك خطورةَ هذه السموم على الشعب الأمريكي، وتنادي هذه الأصوات بمنعِها، أو على الأقل بأن تُفرَض عليها قيودٌ أشدُّ وأعتى، وقد ذكرنا أن الحكومة الأمريكية قامت في العشرينيات بمحاولةٍ قوية لتحريم الخمر تحريمًا قاطعًا.


وعلينا ألا ننسى في هذا المقام أن المجتمعَ الأمريكي فيه من "عوامل التعويض" العِلمية والثقافية والاقتصادية ما يخفِّفُ من تأثير عوامل الهدم اللاأخلاقية؛ فأثَرُ الأفيون في دولة فقيرة متخلِّفة - كالصين - كان أشدَّ وأعتى من أثرِه في الشعب الأمريكي، والزِّنا والخمر في شعب إفريقي يؤتيان آثارَهما القاصمة أسرعَ وأقوى وأضرى مما يؤتيانِها في دولة أوربية عندها من الرصيد المالي والاقتصادي والتكنولوجي ما يعوِّض - إلى حد كبير - عن انهيار جانبٍ من الكيان المعنوي للأمة.


وهل يستطيع أحد أن ينكر أن دولةً كأمريكا ستكون أكثرَ قوة واستقرارًا في كل المجالات لو خلَتْ حياتها من كلِّ هذه المآثم أو أغلبها؟!


وينضمُّ إلى عوامل التعويض المادية عديدٌ من عوامل التعويض المعنوية، مما يخفِّفُ من وطأة هذا الشرخ الخطير الذي أصاب جدار القِيَم بالمآثم التي أشرتُ إليها.


إن الشعوبَ الأوربية والأمريكية هي أحرصُ شعوب العالَم على النِّظام والعمل في حماسة وإخلاص، مع الالتزام بدقة المواعيد والولاء الحي للدولة والقانون، والشعور بالمسؤولية.


[1] توفيق الحكيم: تحت شمس الفكر 16.

[2] سيد قطب: الظلال 6/3559.

[3] انظر جريدة "الأخبار" القاهرية في 6/4/1953.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.36 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]