الملعونون في القرآن والسنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فضل دعاء غائب لغائب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          مناقشة في الناسخ والمنسوخ للشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 1930 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4427 - عددالزوار : 862665 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3958 - عددالزوار : 397083 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 1916 )           »          الإضراب عن العمــل وحكمه في الشرع الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 17761 )           »          حسن الخلق عبادة عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          إلى منكري بعث الموتى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          العلماء وهموم العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-04-2024, 12:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,282
الدولة : Egypt
افتراضي الملعونون في القرآن والسنة

الملعونون في القرآن والسنة (1)

د. أمير بن محمد المدري

الحمد لله خلق الخلق بقدرته، وبث في الكون آثار عظمته، وجعل الهدى والسعادة في طاعته و شريعته، أحمده سبحانه وأشكره على عظيم كرمه ونعمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته و لا في الوهيته ولا في أسمائه وصفاته، وأشهد أن نبينا وحبينا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خليقته، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وعترته.

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته والاستمساك بحبله وشريعته ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

معاشر المؤمنين: لو أن رجلًا أبغضه جيرانه، وطردوه، وكرهوه وأبعدوه، لتساءلنا، ماذا فعل؟ وما الذي اقترفته يداه؟ حتى يُطرد ويبعد.ً؟.

ولو أن رجلًا في شركته، أو عمله طرده رؤساؤه، أو توقفوا عن إكرامه وترقيته، لتساءلنا ماذا فعل وما الذي اقترفته يداه، حتى جوزي بهذا الطرد والإبعاد؟.

ولو أن رجلًا أقصته قبيلته وجماعته، فأصبح مبغوضًا مكروهًا، طريدًا، لتساءلنا جميعا عن السبب.

واليوم -ويا للأسف- بعض المسلمين يرتكبون ألوانًا وأصنافًا وأنواعًا من الأعمال التي توجب الطرد والإقصاء والإبعاد، ليس عن الملك ولا عن الأمير والوزير، ولا عن الجار والقريب، ولا عن الصديق والحبيب، بل هو طرد وإبعاد عن رحمة الله العزيز الكريم -- دون أن يشعروا.

لذا سنغوص وإياكم في ظلال القران الكريم والسنة النبوية لنتأمل في الآيات والأحاديث التي جاء فيها لعن من الله، ولعن من نبيه -‘-، لأقوام بسبب أفعال وتصرفات وصفات قاموا بها، وأوجبت لهم ذلك البعد والطرد والإقصاء.

واللعن، أيها الكرام هو: الطرد والإبعاد عن رحمة الله عزوجل.

واللعن و الطرد من الرحمة لا يكون إلا لله وحده، فهو سبحانه يطرد من يشاء من رحمته، أو يدخل من يشاء في رحمته: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23].

أيها المسلمون:
لقد أصبح اللعن والقذف عادة عند فئة من الناس في هذا الزمان حتى أصبح وكأنه تحية عند البعض مع أن اللعن كبيرة من كبائر الذنوب، فما بالك فيمن يكون هذا دأبه مع أبنائه وإخوانه وزوجته وأصحابه، واللعن ليس من اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فعنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ قَالَ « إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً ». [رواه مسلم ] وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: « لَمْ يَكُنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- سَبَّابًا ولاَ فَحَّاشًا ولاَ لَعَّانًا.

وكثرة اللعن سبب لدخول النار كما في الحديث المتفق عليه عن ابي سعيد الخدري «يا معشر النساء تصدقن، ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة: وما لنا أكثر أهل النار؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير))[متفق عليه].

و عَنْ عائشة -رضي الله عنها-أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النبي -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَلَعَنَتْ بَعِيرًا لَهَا فَأَمَرَ بِهِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُرَدَّ وقَالَ « لاَ يَصْحَبُنِى شَىْءٌ مَلْعُونٌ ». [رواه أحمد]..

وما بالنا بمن يلعن أقرب الناس إليه؛ لأتفه الاسباب.
وما بالنا بمن جعلوا اللعنة فاكهة يتفكهون بها وهم يتضاحكون؟!.نسأل الله العافية.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش والبذيء» [صحيح البخاري: كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله، وهو لا يشعر 1/ 17. وصحيح مسلم: كتاب الإيمان باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر 2/ 54].

بل إن اللعانين يُحرمون في الآخرة من الشفاعة لغيرهم روى الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه قول النبي ص: «إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شفعاء ولا شهداء».

ولعن المؤمن كقتله؛ لأن القاتل يقطع من قَتَله عن منافع الدنيا، والذي يلعن المؤمن يريد أن يقطعه عن نعيم الآخرة، وعن رحمة الله التي وسعت كل شيء، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لعن مؤمنًا، فهو كقتله»[ صحيح البخاري: كتاب الأدب (6105) عن ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه-، وروى مسلف في الإيمان (110) بعضه].

وفي سنن أبي داود عن النبي قال: «إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبوابها دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا، فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلًا، وإلا رجعت إلى قائلها».


أخي المسلم:
إياك ثم إياك أن تلعن شخصا بعينه مسلما أو كافرا عاصيًا أو طائعا؛ لأنك لا تدري بما يختم له.


عباد الله:
سنعيش وإياكم مع هؤلاء الملعونين في القران والسنة. وهم سبعة وستون صنفا سنعيش مع بعض منهم.

أولًا: الملعونون في القرآن: وهم خمسة عشر.
أولهم ورئيسهم وزعيمهم وكبيرهم إبليس عليه اللعنة: ولُعن لرفضه وتحديه للأمر الرباني أمر رب العالمين بالسجود لآدم وتكبره وغروره وحسده لآدم قال تعالى: ﴿ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ﴾ [النساء: 117].

وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الحجر: 35]، وإذا أردنا أن نلعن إبليس فيجوز خاصة في الصلاة والأفضل التعوذ منه. عن أبي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ « أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ». ثُمَّ قَالَ « أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ ». ثَلاَثًا. وبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاَةِ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِى الصَّلاَةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ ورَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ. قَالَ « إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِى وجْهِى فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلْتُ أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ واللَّهِ لَوْلاَ دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ ولْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ». [رواه مسلم].

الصنف الثاني من الملعونين في القرآن وهم أكثر الناس لعنًا في القرآن هم يهود بني إسرائيل، قتلة الأنبياء آكلي الربا من وضعوا السم لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم--صلى الله عليه وسلم- قال تعالى عن اليهود: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 60].

اليهود لُعنوا لكفرهم وهم يعلمون انه الحق قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 88]. ﴿ اليهود لُعنوا لكتمانهم الحق بعدما جاءهم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159].

اليهود لُعنوا لتحريفم التوراة والكتب المنزلة واستهزائهم بالدين، قال تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 46].

اليهود لُعنوا لنقضهم ميثاق الله الذي واثقهم إياه عندما رفع فوقهم الطور، قال تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13].

اليهود لُعنوا لتطاولهم على مقام الله رب العالمين، قال تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 64].

اليهود لُعنوا لعصيانهم أنبيائهم فحلت عليهم دعوة ولعنة أنبيائهم، وقد لعنهم داوود في مزاميره وعيسى في إنجيله﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾ [المائدة: 78].

عباد الله:
أبعد هذه اللعنات على اليهود نطمع في السلام معهم، أبعد أن تجرؤا على الله ونقضوا العهود معه نثق في عهودهم؟ ونجري نحو التطبيع معهم حاشا وكلا.

الصنف الثالث من الملعونين هم الكاذبين:
انظر لآية المباهلة التي ساجلها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وأَبْنَاءكُمْ ونِسَاءنَا ونِسَاءكُمْ وأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران: 61]، وقال تعالى: ﴿ والْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾[النور: 7]. عَنْ عائشة -رضي الله عنها-قَالَتْ: «مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْكَذِبِ ولَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُحَدِّثُ عِنْدَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- بِالْكِذْبَةِ فَمَا يَزَالُ في نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً» [من سنن الترمذي -قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ].

المؤمن قد يبخل قد يجبن لكنه لا يكذب بأي حال من الأحوال. يقول -صلى الله عليه وسلم-: «تحرّوا الصدق، وإن رأيتم أن الهلكة فيه، فإن فيه النجاة».

الصنف الرابع من الملعونين في القرآن الظالمين: قال تعالى: ﴿ ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ ويَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]. والظلم درجات أعظمه الكفر، والشرك ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

ومن أعظم الظلم سفك الدماء، وقذف الابرياء، والخوض في الاعراض، وأكل أموال الناس بالباطل.

كل الذنوب تهون إلا ظلم العباد. ﴿ يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ولَهُمْ اللَّعْنَةُ ولَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [غافر: 52].

﴿ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإنسان: 31].

عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

عباد الله:
الصنف الخامس من الملعونين في القرآن أهل النفاق: من يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان، أهل النفاق المذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء والى هؤلاء. يدعون الصلاح وهم مفسدون في الارض هم أشد على الاسلام من اليهود والنصارى.

قال تعالى: ﴿ وعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ والْمُنَافِقَاتِ والْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ ولَعَنَهُمُ اللَّهُ ولَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 68]، وقال تعالى في سورة الأحزاب عنهم: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلّا قَلِيلًا [الأحزاب: 60]﴿ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴾ [الأحزاب: 61].

والصنف السادس من الملعونين في القرآن هم أهل الكفر وخاصة الأمم السابقة التي كفرت: قال تعالى عنهم ﴿ وأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ويَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴾ [هود: 60]﴿ وأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً ويَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴾ [هود: 99].

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161].

ومن الملعونين في القران سابعا قاتل النفس لمحرمة بغير الحق: قال تعالى: ﴿ ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ ولَعَنَهُ وأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: 93].

وقال صلى الله عليه وسلم: « مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ» [رواه ابن ماجة وضعفه الألباني].

وقال صلى الله عليه وسلم: « لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ »[ رواه الترمذي والنسائي]. ونظر ابن عمر ك يوما إلى الكعبة، فقال: «ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك».

ومن الملعونين في القرآن. ثامنا شجرة الزقوم فهي من شجر جهنم: قال تعالى: ﴿ ومَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ والشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ونُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إلّا طُغْيَانًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 60]،، ومن المفسرين من قال أن الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة العائلة لليهود- فالخلف والسلف ملعونين، ومن يعرف أن سورة الإسراء تتسمى بسورة بني إسرائيل يضع هذا التفسير في التأكيد لا في الاحتمال.

حديثنا لم ينته بعد ولنا لقاء، إن شاء الله في جمعة قادمة.

أسأل الله أن يغفر ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يقوي إيماننا، هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير، محمد المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.15 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]