كازينو الإلحاد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74474 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2020, 02:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي كازينو الإلحاد

كازينو الإلحاد


هشام البوزيدي








لقي أبو الإلحاد صديقا له أثناء سفرة إلى العاصمة، فجلسا يتسامران في حانة (كل شيء على ما يرام) وسط المدينة. لم يكن قد رآه منذ سنوات طوال. عجب لتبدل حاله، إذ كانت علائم الثراء بادية عليه. كان يتكلم في ثقة ويمشي في خيلاء ولا يفتأ ينظر إلى ساعته الفاخرة ويقلب في يده هاتفه النقال الذي يفوق في سرعته وسعة ذاكرته حاسوب أبي الإلحاد بمراحل. وحين هم صاحبنا بالإنصراف هم أن يستفسره عن سر النعمة السابغة التي تبدو آثارها على محياه حين سأله فوزي:








"لماذا لا تقضي الليلة معي؟ سنستمتع سويا وربما نكسب بعض المال؟" نظر إليه في استغراب، ولم يلبث أن وجد نفسه في مكان لم تطأه قدماه من قبل.







كانت الألوان تنبعث من كل حدب وصوب، تمتزج بأصوات الألحان والضوضاء التي تلف المبنى، كانت أمارات البذخ والترف تبدو على هذا المكان وأهله. خيل إليه أن كل شيء حوله يعبق بريح المال والنعمة. قلب بصره في وجوه الحاضرين فرأى رجالا ونساء منكبين في لهوهم وقد أقبلوا على أصناف الآلات المبثوثة هنا وهناك. إنه عجيب عالم الكازينو. لأمر ما يستهوي اللون الأحمر الناس، إنه لون الدم واللحم ولون الشيوعية وهو اللون الغالب على هذا المكان. تساءل صاحبنا عن لون الإلحاد فترجح لديه أنه أسود قاتم. وقف خلف شيخ في السبعين يحمل في قبضته قطعا نقدية يلقمها آلة لا تشبع، كان يشخص ببصره مترقبا كلما ألقى قطعة، فتنبعث من الآلة أصوات صرير وأزيز ثم تشرع أشكال وصور في الدروان، سيارة حمراء، عمارات، حلي، كان يتوقع كل مرة أن تستقر تلك الدواليب الثلاثة الصماء على نفس الصورة لكي تلفظ الآلة أرطالا من القطع المعدنية الرنانة، لكن شيئا من ذلك لم يقع، نظر إليه أبو الإلحاد بمزيج من الشفقة والشماتة وهو يتخيله واقفا أمام هذه الآلة المخادعة منذ كان شابا غضا طري الإهاب، ترى كم مرة ابتسم الحظ في وجهه وأسمعه رنين الدراهم التي تنهمر كالمطر؟







ظل يرقب حركة المكان في شرود، ويعجب من خضوع البشر للصور والخيالات في جريهم المحموم وراء الحظ العابس، ومن لزومهم لآلات اخترعوها لعلها تتبسم بين الفينة والأخرى في وجوههم. أحس بنفسه وقد غمرته أمواج من الأرقام والحروف والصور والرنات، تحيط به الكراسي الفارهة والشاشات العملاقة. ثم خطر له أن التصور الإلحادي للكون غير بعيد من واقع هذا المكان. إن التفسير المادي لنشأة الحياة بمحض الصدفة عبر تسلسل عشوائي عبثي، ثم تطورها عبر طفرات عمياء متراكمة يجعل الكون أشبه شيء بكازينو عملاق، لا تحكمه إرادة ولا قصد ولا هدف.







في كازينو الكون الإلحادي تدور العجلة لتستقر كل مرة على نتيجة معينة، ثم تدور مرة أخرى، على هذا الوجه -زعموا- نشأ كل شيء، هكذا نشأت الغازات والسوائل والجمادات، هكذا تكونت النجوم والكواكب والمجرات، هكذا تكونت الجراثيم والحيوانات والحشرات، هكذا تكون الإنسان كي يطلع على هذا الكون العجيب ويعيه ويستكشفه ويعجب به، هكذا تكونت أجهزته الحيوية المعقدة، هكذا نشأت كرياته الحمراء والبيضاء، هكذا تكونت معلومات حمضه النووي الموسوعية. إنه كازينو لا يكافئ الفائز فيه بالجوائز المالية، بل يهبه الوجود والحياة والوعي. إن الإنسان في المذهب الإلحادي الدارويني ليس إلا فائزا محظوظا يدين للصدفة والإنتخاب المادي الطبيعي بكل ما ينعم به من وعي وفكر وإبداع. يجب على الإنسان الملحد أن يتواضع كثيرا، فليس له الفضل في شيء أبدا، إن هو إلا ذرة حقيرة في كازينو تدمن ذراته المادية المقامرة. إنها مقامرة كونية مادية عبثية مستمرة، لا تعرف حدودا ولا ضوابط، إلا ضابط الصدفة التراكمية. نظر أبو الإلحاد حوله وتساءل: "هل يعقل أن يكون الكون مجرد كازينو؟ لكن هذا الكازينو الأرضي لم ينشأ صدفة، ولم ينشأ بفعل مقامرة، بل إن أصغر عجلة فيه ثمرة دراسة وحساب وهندسة، فمن أين جاءت العجلة الكونية التي يفترض أنها بدأت يوما ما بالدوران؟ وكيف عرفت أنها حققت شيئا ذا بال حتى تتوقف عند نتيجة ما، ثم تراكم ما حصلته؟ هل تقوم الطبيعة بالتخمين كل مرة قبل أن تدير العجلة؟ إن في هذا الكازينو عمال صيانة وكهرباء ومراقبة ومحاسبة، فضلا عن الزبناء المقامرين، العابرين والمدمنين. إن ههنا عجلة ومن يديرونها، لكن الإلحاد يريد أن يوهمنا أن اللعبة واللاعب والملعب والقواعد والنظام والنتيجة والحساب كلها شيء واحد، وأن العجلة والدوران والمدير شيء واحد، وأنها جميعها ثمرة صدفة مقامرة..." أحس بيد تربت على كتفه، استدار فقال له فوزي: "تعال لترى كم هو سهل كسب المال، كم معك؟" أجاب مترددا: "معي ألفان وخمسمائة " كان قد حصل للتو على راتبه. مد فوزي يده، فما شعر أبو الإلحاد بنفسه إلا وهو يخرج من جيبه الظرف ويعطيه المال كاملا.







جلس فوزي إلى الطاولة تغمره النشوة، وفي عينيه بريق الواثق من الفوز، وبدأ يقلب الأوراق ويعدها، وضعها على الطاولة ثم أدار العجلة، نظر إليها أبو الإلحاد تدور عيناه معها كأنه يستعطفها أن تقف منه موقفا يليق بالزمالة المادية الكونية. تسارع نبض قلبه وهو يرى أنه تحت رحمة قوانين مادية صارمة لا تحابي أحدا، تفكر في سرعة العجلة وقوة احتكاكها بالهواء، واحتمالات حصول الفوز. وحين بدأت سرعتها بالتباطؤ رآها تتجه نحو الأرقام الكبيرة: مائتا ألف، مائة ألف، خمسون ألفا...، كاد قلبه يخرج من صدره، ظلت العجلة تدور حتى توقفت أخيرا وحطت الرحال عند الرمز العجيب الذي يترجم للعدم: "صفر" كاد يغمى عليه، لقد فقد لتوه مرتب شهر كامل، من أين له الآن ثمن إيجار البيت؟ بل ماذا سيأكل؟ يا ويله من أم الإلحاد! كيف له أن يخبرها بأمر كهذا؟ التفت حوله غاضبا، هم أن يسأل فوزي أن يعيره بعض المال، لكنه لم يجد له أثرا، لقد اختفى كأن الأرض ابتلعته، خرج صاحبنا من الكازينو كئيبا كسيرا تتقاذفه الهموم وينظر إلى السماء تارة وإلى الأرض أخرى وهو يكاد يجزم أن الفكر الإلحادي أكبر مقامرة أقدم عليها في حياته، ويتمنى أن يخرج يوما من عالم كازينو الإلحاد كما خرج من هذا الكازينو الصغير قبل أن يخسر نفسه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.27 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]