دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7817 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859298 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393627 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215862 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2024, 01:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة
(1)



الدرس الأول
في استقبال الشهر الكريم
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ شهر رمضان شهر مبارك، فعلى المسلم أن يستغلّه في كل ما يقرِّبه إلى ربه من أعمال الخير، وأن ينتهي العبد عن كل الشر
ور والآثام.
فيا أيها العبد المسلم:
١ - أقبل على كل خير في هذا الشهر (رمضان) ، واجتهد، وسابق، وسارع إلى فعل الحسنات طالباً ما عند الله من الثواب العظيم، وليكن ذلك من أول ليلةٍ من رمضان، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ... الحديث) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) . وفي روايةٍ: (وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ يَا طَالِبَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا طَالِبَ
الشَّرِّ أَمْسِكْ) رواه النسائي وغيره.
٢ - أيها المسلم: استجب لهذا المنادي كلّ ليلة، واجتهد في أن تقدم لآخرتك أعمالاً صالحةً، فإنّ العمر قليل، والرحيل من الدنيا قريب، والله اعلم هل تعيش إلى رمضان المقبل أم لا، فشمِّر عن ساعد الجد في التقرب إلى الله - عز وجل - بقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، والتكبير، والدعاء والصدقات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس الخير، وإصلاح القلب واللسان والج
وارح، والانخراط في طلب العلم، والدعوة إلى الله - عز وجل -، والسعي في نشر سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي تعليم القران الكريم وتعلُّمه، وفي ما ينفع الناس، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وخَيرُ النَّاسِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ) رواه الطبراني في الأوسط (صحيح) .
٣ - أيها المسلم: وأنت في هذا الشهر الكريم (رمضان) عُدْ إلى نفسك فحاسبها قبل أن تموت، وتزيَّن للعرض الأكبر، وقد قال عمر - رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل إن توزنوا فانه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر "يومئذ تعرضون لا تخفى
منكم خافية" ) ذكره الترمذي.
٤ - أيها المسلم: وأنت في هذا الشهر الكريم (رمضان) ، وهو
شهر المسارعة إلى الخيرات، فتُب إلى الله - عز وجل - توبة صادقة، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمَنُواْ توبوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحاً عسى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ... الآية} [التحريم: ٨] . ولتكن توبتك خالصةً لوجه الله تعالى، ومن جميع الذنوب، وأقبل على الله خائفاً منه، راجياً له، محباً له، عاملاً بأمره، منتهياً عن نهيه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) رواه ابن ماجه (حسن) . بل إن الله جلّ وعلا يُبدِّل سيئات التائب حسنات، كما قال تعالى: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٧٠] .


٥ - أيها المسلم: ليكن دخول شهر رمضان عليك بأن تقوم في هذا الشهر قومةً نشيطةً، وعزمةً كبيرةً على التوجه إلى ربك، والإنابة إليه، وتغيير حالك من الغفلة والإعراض إلى الإقبال والمنافسة في كل خير، وطلب النجاة من عذاب الله، وبذل الأسباب التي يدخل بها العبد الجنة، وتُرفع بها درجته عند الله، وينجو به
ا من النار، ولتكن ممن أفاق من رقدته، فسعى في حياة قلبه بذكر الله، وشكره، والتقرب إليه، وطلب ما عنده من الأجر العظيم، والنظر إلى الدنيا أنها ذاهبةٌ مُضمحلة، {وَمَا الحياة الدنيآ إِلاَّ مَتَاعُ الغرور} [الحديد: ٢٠] . ولتكن ممن يتقي الدنيا وغرورها، ويطلب الآخرة، وهي خيرٌ وأبقى، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ) رواه مسلم.
٦ - أيها المسلم: ابتعد عن الشر! وامسك عنه، واحذر منه! بل إنّك ابتعد عن الأماكن والمجالس التي فيها الشرور والذنوب، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ) رواه الترمذي وغيره (صحيح) .
وكذلك إذا ذهبت إلى السوق في رمضان أو غيره، فخذ حاجتك ثم اخرج، ولا تكن من أهل الصَّخَب في الأسواق؛ لأنها شر البقاع، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (خَير البِّقاعِ المسَاجِد وشرُّ البقَاعِ الأسْوَاق) رواه الحاكم (حسن) . وقال - صلى الله عليه وسلم: (وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ) رواه مسلم. وقد قالت عائشة - رضي الله عنها - عنه - صلى الله عليه وسلم: (لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ) رواه الترمذي. واجتنب مجالس القات، والمحرمات، والغيبة، وكل سوء. والله الموفق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-03-2024, 03:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة


(2)
الدرس الثاني
ماذا يجب عليك في صوم رمضان؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين
، وبعد:
فإن صيام رمضان عبادة عظيمة فعلى المسلم أن يهتم بها غاية الاهتمام، ومما يجب على المسلم لصيام رمضان ولكل صوم واجب ما يلي:


١ - أن يُبيِّت نية الصيام من الليل: (من أي جزء من الليل) ، ولو أكل بالليل سحوراً أو غيره بنية أن يصوم غداً فقد بيَّت النية من الليل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ) رواه النسائي (صحيح) .
فيا أيها المسلم: بيِّت النية لكل يوم لما مرّ في الحديث،
ولأن كل يوم عبادة مستقلة فيجب التبييت له.
٢ - أن يمسك عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس: (حتى تغرب الشمس) بنية التعبد لله عز وجل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) رواه الشيخان.
٣ - أن يتجنب المفطرات (يجب) ، وهذه المفط
رات هي أنواع:
الأول: الجماع بإيلاج الذكر في الفرج: وهو أعظم أنواع المفطرات وأعظمها إثماً، فمن جامع في نهار رمضان، والصوم واجبٌ عليه فإنه يلزمه القضاء والكفارة والتوبة إلى الله تعالى، كما جاء في حديث الرجل الذي وقع بامرأته في رمضان، فقال له - صلى الله عليه وسلم: (أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ مَا أَجِدُهَا قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا) رواه الشيخان.

الثاني من المفطرات: إنزال المني باختياره: بتقبيل، أو مباشرة، أو لمس، أو استمناء ونحو ذلك، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي) رواه البخاري.


أما المباشرة والتقبيل واللمس بدون إنزال فلا يفطر به، لقول عائشة - رضي الله عنها: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ) رواه الشيخان. وأما الإنزال بالاحتلام أو بالتفكير المُجرّد فلا يفطر به.
الثالث: الأكل أو الشرب: من الفم أو الأنف، أيّاً كان المأكول أو المشروب، وقد قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧] . وقال - صلى الله عليه وسلم - للقيط - رضي الله عنه: (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) رواه أهل السنن (صحيح) .
الرابع: ما كان بمعنى الأكل أو الشرب: وهو حقن الدم في الصائم؛ ل
أن الدم يغذي البدن، والإبر المغذية، وأما غير المغذية فلا يفطر بها.


الخامس: إخراج الدم بالحجامة: وكذلك سحب الدم الكثير، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .
أما إخراج الدم اليسير للتحليل، والرعاف، والنزيف، وقلع السن، والجرح فلا يفطِّر.
السادس: التقيؤ عمداً: لقوله - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة (صحيح) .


السابع: خروج دم الحيض والنفاس: لقوله - صلى الله عليه وسلم - في المرأة: (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ) رواه البخاري. فيجب على الصائم تجنب المفطرات إلا ما ليس في اختياره، كالحيض والنفاس.
الثامن: نية الفطر: لقوله - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّا
تِ) رواه الشيخان.
- كل المفطرات التي باختيار الصائم إنما يفطر بها إذا تناولها عالماً، ذاكراً، مختاراً، لا ناسياً أو مكرهاً، أو جاهلاً، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ) رواه الشيخان. لكن لا يبالغ الصائم في المضمضة والاستنشاق.
- لا يفطر الصائم بالكحل، وتقطير الدواء في أذنه، أو في عينه، أو دواء في جرح حتى لو وجد طعمه في حلقه، ولا يؤثر التسوك على الصوم، بل إن التسوك مشروعٌ في كل وقت للصائم ولغيره، ويجوز للصائم أن يخفف عنه شدة الحر والعطش بالتبرد بالماء، أو الثوب المبلول بالماء، ولا كراهة في ذلك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13-03-2024, 12:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(3)
الدرس الثالث
آداب وسنن الصيام في رمضان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:

فيا أخي المسلم إن للصوم آداباً يسن أن يتأدب بها الصائم، فتأدب بها - أيها المسلم- ومنها:
١ - السحور: "تسحّر أيها المسلم لصومك" ، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) رواه الشيخان , وقال - صلى الله عليه وسلم: (فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ) رواه مسلم , ومن أفضل السحور التمر، ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: (نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ) رواه أبو داود (صحيح) , وقال - صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) رواه ابن حبان (حسن) .

واجتهد أيها المسلم أن تتسحر لصومك ولو بجرعة من ماء، ولا تترك السحور، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ) رواه أحمد (حسن) .
٢ - ويسن تأخير السحور: بحيث يكون قريباً من الفجر، وفي حديث أنس - رضي الله عنه: (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ
تَسَحَّرَا فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى قُلْنَا لِأَنَسٍ كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ قَالَ قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً) رواه البخاري.

لكن احذر أيها المسلم أن تأكل أو تشرب أو تستعمل المفطرات بعد طلوع الفجر!.
٣ - يسن لك -أيها المسلم- أن تعجِّل الفطر إذا غربت الشمس، لق
وله - صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ) رواه الشيخان.
٤ - ويسن أن يفطر الصائم قبل أن يصلي المغرب، وأن يفطر على رطبات، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسواتٍ من ماء، فإن لم يجد شيئاً من ذلك، أفطر بما تيسر من طعام أو شراب أحلّه الله، لقول أنس - رضي الله عنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ
رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي (حسن) .


٥ - الصائم لا تُردُّ دعوته، فادع الله أيها الصائم بما أحببت من خيري الدنيا والآخرة، وليكن دعاؤك في يومك حتى تفطر، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده و دعوة الصائم و دعوة المسافر) رواه البيهقي في السنن (صحيح) .
٦ - يسن أن يقول الصائم عند فطره ما جاء في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَفْطَرَ قَالَ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) رواه أبو
داود (حسن) .


٧ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا
قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ) رواه مسلم.
إن تيسر لك أن تحقق هذه الأمور الأربعة فذلك خير عظيم يسره الله لك فاحرص عليه!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-03-2024, 01:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا



دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(4)
الدرس الرابع
الأعذار المبيحة للفطر في رمضان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وإن صيام رمضان و
اجبٌ على المسلم، البالغ، العاقل، القادر على الصوم، المقيم، مع السلامة من الحيض والنفاس، ويباح الفطر في رمضان عند العذر المبيح، وهذه الأعذار منها:





١ - المرض: لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٤] . والمراد به المرض المعتبر الذي يلحق صاحبه ضرر، أو زيادة المرض، أو يهلك، فيجب عليه الفطر، لقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: ١٩٥] . وقوله - صلى الله عليه وسلم: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) رواه أحمد وابن ماجة (صحيح) . فإن كان الصوم يشق عليه بلا ضرر، فلا يجب الفطر، ولكن يباح له الفطر، ويجوز له الصوم، وإن كان الصوم لا يضرُّ به ولا تلحقه مشقةٌ معتبرةٌ، فلا يباح له الفطر بل يجب عليه الصوم.




٢ - السفر المشروع أو المباح: (ثمانين كيلو فأكثر) ، فإن كان المسافر يشق عليه الصوم مشقة شديدة فيجب عليه الفطر، فإن صام كان عاصياً، وإن كان الصوم لا يشق عليه مشقة شديدة ولكن مشقة غير شديدة، فالأفضل الفطر، وإن كان الفطر والصيام عنده سواء فهو مخيرٌ بين الصوم والفطر، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (إِنْ شِئْتَ فَصُمْ وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ) رواه الشيخان.
٣ - الحامل والمرضع إن خافتا على أولادهما: فيجب عليهما الإفطار، وإن خافتا على أنفسهما فكالمريض، وإن خافتا على أنفسهما وأولادهما فيفطران
، ويلزمهما القضاء إذا أفطرتا، ولكن إذا كان الفطر من أجل أولادهما فقط فإنه يجب عليهما القضاء، ويجب على ولي الولد أن يُطعم مسكيناً عن كل يوم.





٤ - الكبير في السن: الذي فَقَدَ عقله فلا يجب عليه صوم ولا إطعام؛ لأنه غير مكلف، أما الكبير الذي لم يفقد عقله ولكنه يعجز عن الصوم، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
٥ - إذا خاف على نفسه الهلاك: لجوعٍ شديد أو عطشٍ شديد، فيجوز له الفطر بما يُذهبُ ذلك عنه، وإن احتاج الفطر لإنقاذ معصوم، أفطر وعليه القضاء فقط.
٦ - الحيض والنفاس: فلا يصح الصوم مع وجود أحدهما، لقوله - ص
لى الله عليه وسلم - في المرأة: (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ) رواه البخاري.


- ويحرم على الصائم أن يتعرض للفطر، أو لما يذهبُ بثواب صومه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - للقيط س: (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) رواه أهل السنن وأحمد (صحيح) .
- المسافر سفراً محرماً ليس له أن يترخص بالفطر في رمضان، ولا يقصر الصلاة ولا يجمع لذلك السفر، فإن الرُّخَص لا تُستباح بالمعاصي، ولقوله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٤٢]


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 15-03-2024 الساعة 12:49 AM.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15-03-2024, 12:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(5)

الدرس الخامس
منزلة صيام رمضان
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
أيها المسلم، إنّ صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، فاهتمَّ بهذا الركن الأساس؛ لتتحقَّق لك مغفرة ذنوبك المتقدمة، وهذا الا
هتمام كما يلي:
١ - يجب عليك أن يكون صومك إيماناً منك أنّ الله فرض عليك صيام شهر رمضان، وقد قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: ١٨٥] . وقال - صلى الله عليه وسلم: (أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ... الحديث) رواه احمد والنسائي (صحيح) .


٢ - واعلم يقيناً أنّ صيام شهر رمضان من الأسس الخمس التي بُنِيَ عليها الإسلام، فكن مؤمناً بذلك، عالماًً بأهمية صيام، وبمكانته في هذا الدين (الإسلام
) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عمر - رضي الله عنه: (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ) رواه الشيخان.
٣ - وتيقّنْ أيها المسلم أنّ في صومك شهر رمضان مصلحة لك؛ لأنّ الذي فرضه هو الله، الذي يعلم ما يصلحُ لخلقه، كما قال تعالى: {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطيف الخبير} [الملك: ١٤] .





٤ - وإذا صمت فاحتسب ثوابك عند الله، ولا تبحث عن شيءٍ آخر غير ثواب صومك عند ربك، فلا تكن ممن يصوم ونيَِّته بصومه الحِميَة من الأمراض، أو يطلب بصومه التَّداوي من مرضٍ قد أصابه، أو يُريد بصومه تخفيف وزنه، أو يريد بصومه تخفيف شهوته فقط، ولا يُريد ثواباًً عند الله، وقد قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أولئك الذين لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخرة إِلاَّ النار وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود: ١٥ - ١٦] .

فجرِّد نيّتك بصومك أنّك لا تريد إلا وجه الله والدار الآخرة، وأنّك مُمتثلٌ لأمرِ الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - "سمعنا وأطعنا" .
٥ - وإذا احتسبت ثواب صومك عند ربك الذي لا يجزي على الصوم إلا هو سبحانه، فتطلَّب بصومك أعلى درجات الكمال في العناية بصومك، في النيَّة والا
حتساب، والبُعد عن كلِّ ما يُؤثرُ في صومك، في بطلانه أو في ثوابه، وفي كماله، واجعل نصب عينيك قوله - صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) رواه الشيخان.


٦ - إذا صمت أيها المسلم، فليكن على بالك وفي ذهنك وقلبك إرادة وجه الله (فقط) ، مُتأمّلاً قوله تعالى في الحديث: (إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي) ، وأنّك إذا حقَّقت صيام شهر رمضان إيماناً واحتساباًً تحقّقَ لك غفران ذنوبك المتقدمة بفضل الله ورحمته (صغائر الذنوب) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان. ولكن عليك أن تجتنب كبائر الذنوب، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: ... (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) رواه مسلم وغيره. والله الموفق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15-03-2024, 11:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(6)

الدرس السادس
الحكمة من صيام رمضان
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ ما شرعه الله تعالى لعبادة من العبادات إنما ذلك لحكمةٍ
تامةٍ بالغةٍ، فالله الحكيم العليم في خلقة وشرعة وجزائه، ومن تلك العبادات الصيام فله حكمةٌ كبيرةٌ منها:


١ - إن الصيام عبادةٌ لله تعالى، فيتقرب العبد إلى ربه بترك محبوبات نفسه ومشتهياتها من الطعام والشراب والنكاح، ويظهر بذلك صدق إيمان العبد، وكمال عبوديته لربه، ومحبته له، ورجائه ثواب الله؛ لان العبد لا يترك ما يحبه إلّا لما هو أعظم عنده منه، فكن - أيها المسلم - ممن صام راغباً فيما عند الله، مُتذللا له بهذه العبادة.
٢ - ومن حكم الصيام: أن يحقق العبد تقوى الله، كما قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣] .

وهذا إنما هو الصيام الشرعي الذي حافظ صاحبه عليه من المفطِّرات، ومن قول الزور والعمل به، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري. اجتهد إن تصوم صوماً صحيحاً نقيّاً من الشوائب والشبهات.
٣ - ومن حكم الصيام: أنّ الصائم يتخلّى قلبه للفكر والذكر، ولأنّ تناول الشهوات يحصل به الغفلة، وقد يحصل به قساوة القلب، ولذا فقد أرشد النبي - ص
لى الله عليه وسلم - إلى التخفيف من الطعام والشراب، وقد قال المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتْ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ) رواه ابن ماجه (صحيح) .


٤ - ومن حكم الصيام: أنّ الغني يعرف نعمة الله عليه بنعمٍ كثيرةٍ لم يحصل عليها الفقير من المطاعم والمشارب والنكاح، فيحمد الله ويشكره، ويتذكر أخاه الفقير المسلم فيتصدق عليه، ويعطيه من مال الله الذي آتاه، فيا أيها الأغنياء: تصدَّقوا على الفقراء في هذا الشهر الكريم (رمضان) ، وأعطوا عطاء من لا يخشى الفقر، وجودوا بالمال والخير على إخوانكم المحتاجين، وكونوا شاكرين لنعم الله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا) رواه مسلم.


٥ - ومن حكم الصيام: أنّه يضيق مجاري الدم بسبب الجوع والعطش، فتضيق مجاري الشيطان في البدن، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) رواه البخاري. كما أن الصيام يكسر قوة الشهوة، ولذلك أيها الشباب ومن في حكمهم: استمعوا لهذا الحديث، واعملوا به، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه الشيخان. والله الموفق.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17-03-2024, 01:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة


(7)

الدرس السابع
من فضائل صيام رمضان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
إن للصوم فضائل عديدة، فجديرٌ بك -أيها المسلم- أن تعتني بالصوم، ومن فضائل الصوم في رمضان وغيره:





١ - أن صوم رمضان سبب لمغفرة الذنوب: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان. وقال - صلى الله عليه وسلم: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) رواه مسلم.
٢ - أن ثواب الصوم بغير حساب: وليس له عدد معين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) رواه الشيخان. وفي روايةٍ لمسلم: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي) .


٣ - أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ) رواه الشيخان.
٤ - أن للصائم فرحتين: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) رواه الشيخان.
٥ - أن الصيام جنة ووقاية: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ) رواه الشيخان.


٦ - أن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة: وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ) رواه أحمد والحاكم (صحيح) .
٧ - أن في الجنة باب الريان يدخل منه الصائمون: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ) رواه الشيخان.


وقال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) رواه الشيخان.
٨ - أن صيام يوم في سبيل الله يباعد الله به حر جهنم عن صاحبه سبعمائة خريفاً: كما قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ حَرَّ جَهَنَّمَ عَنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) رواه النسائي وابن ماجة (صحيح) , ورواه الشيخان بنحوه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18-03-2024, 01:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(8)

الدرس الثامن
فضل قيام رمضان
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ قيام الليل مشروع (مسنون) ، وقد ذكر الله تعالى الذي
ن يُصلُّون صلاةَ الليل فقال تعالى: ... {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان:٦٤] .


وقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٦،١٧] .
ولذا أيها المسلم اجتهد في رمضان في قيام الليل، وذلك كما يلي:
١ - اعلم أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سنّ لنا قيام شهر رمضان، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ ثُمَّ
صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ) رواه الشيخان.


٢ - وليكن قيامك (صلاة الليل في رمضان، التراويح) إنّما تق
ومه إيماناً بالله وبما أعدّه من الثواب لمن قام رمضان، واحتساباً (طلباًً لثواب الله) ، ولا يكن الدافع لك إلى القيام في رمضان رياء أو سمعة، أو مال، أو لطلب رياضة المفاصل أو نحو ذلك، فان قمت رمضان إيماناً واحتساباً تحقَّق لك ما قال - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان.
٣ - وليس لقيام رمضان (التراويح) عدد معين محدود لا بد منه، فإذا صلّيت - أيها المسلم- مع الإمام فاستمرَّ معه حتى ينصرف؛ ليُكتب لك قيام ليلة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ
لَيْلَةٍ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .

٤ - لكن الأفضل لك - أيها المسلم- أن تصلي التراويح مع الإمام الذي يُصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ويُطيلها ويخشعُ فيها، وكذلك إمام المسجد لو يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ويٌطيل فيها فهذا هو الأكمل والأفضل، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنّها سُئلت: كيف كانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: (مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ
عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً) رواه الشيخان. وفي حديث ابن عباسٍ - رضي الله عنه - أنّه قال: (كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي بِاللَّيْلِ) رواه البخاري.
٥ - والأولى لإمام المسجد الذي يصلي بالناس التراو
يح أن يسلّم بهم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة؛ حتى لا يشُقَّ عليهم، أو يقع عندهم شيء من التشويش، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ) رواه الشيخان. وقال - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل: (مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى) رواه الشيخان.


وللمصلي أن يسرد وتره خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً، ولكن إذا صلّى تسعاً جلس في الثامنة، فيتشهد ثم يقوم فيصلي التاسعة ويتشهد ويدعو ويسلم، ولكنّ السرد إنّما يكون للمصلي إذا صلّى وحده أو بجماعةٍ اختاروا ذلك.
٦ - والأفضل إطالة الصلاة (صلاة التراويح) أو غيرها من قيام الليل، فعن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: (أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَتَمِيمًا الدَّارِيَّ أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً قَالَ وَقَدْ كَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِيِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلَّا فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ) رواه مالك (صحيح) .


وقال - صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ) رواه مسلم.
ليحذر الذي يصلي بالناس من السرعة التي تذهب بالخشوع والطمأنينة! وليقم الإمام ببعض التدبُّر، فإذا مرّ بآيةٍ فيها سؤال سأل الله، أو تسبيح سبّح الله، كما فعل - صلى الله عليه وسلم -.
٧ - يجوز للنساء الحضور لصلاة التراويح في المساجد، إذا أُمِنَت الفتنة منهنّ أو بهنّ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ) رواه الشيخان.
ويشرع للنساء أن يبدأن بالصف المؤخَّر عكس الرجال، وأن ينصرفن عندما يسلم الإمام فوراً من انتهاء الصلاة. والله الموفّق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19-03-2024, 12:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا



دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(9)
الدرس التاسع
فلنعتنِ بصيامنا!
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الصيام - ومنه صيام رمضان - حسّاس متأثر بأعمال الصائم وأقواله، فعليك - أيها المسلم - أن تعتني بصومك عنايةً فائقةً جداً؛ ليكون صومك مقبولاًً عند الله عز وجل، مُحققاًً ثمرة تقوى الله بما يلي:


١ - احفظ صومك حفظاً تاماً من الكلام الزور (الكذب وغيره) (كل كلام باطل محرم) ، ولا تتكلم بكلمة حتى تعيها وتتفهّمها وتتبيّن فيها، فإن كانت كلمةً صالحةً سديدةً فتكلم بها، وإن كانت كلمةً محرّمةً فدعها، وتذكّر أنّك إن تكلمت بها فقد تذهب بثواب صومك، وتصبح ليس لك من صومك إلا الجوع والعطش، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ) رواه احمد وابن ماجه (صحيح) . وعند الطبرانيّ في الكبير: (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ) صحيح.


٢ - احفظ صومك من العمل بالزّور (الأعمال المحرمة) ، وحاسب نفسك على أعمال جوارحك (رجليك - يديك - مطعمك - مشربك - ملبسك - دوائك - عملك - كل الأمانات - حقوق الله - حقوق العباد - حقوق النفس الواجبة) ، وقم بكل ما أوجب الله عليك، ودع كل ما حرّمه الله عليك، واعلم أنّك إن لم تترك قول الزور والعمل به، فليس لك من صيامك إلاّ الجوع والعطش، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري.

٣ - تجنّب اللغو في القول، والفاحش من الكلام في صومك، وتجنّب كل ما يكون طريقاً لإثارة الشهوة التي توقع الصائم في الإفطار من الصوم الواجب، أو تُض
عف ثوابه، وهو ما يسمَّى ... (الرفث) ، واعلم أن الصّوم ليس تركاً للطّعام والشّراب فقط، ولكنه عن المحرمات كلها، وعمّا يوقع فيها ويكون سبباً لها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث ... الحديث) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (صحيح) .


٤ - ابتعد عن الجهل وأنت صائم، لا تجهل على احدٍ من الناس، أو الحيوانات، حتى أنّك لا تجهل على أولادك، أو زوجتك، أو موظفيك أو غيرهم؛ وذلك لتحافظ على صيامك، ولا ترفث مع زوجتك بما قد يؤدي إلى الإمذاء أو غيره؛ لأنه يُضعف ثواب صومك، وقد يكون الجهل أو الرفث يذهبُ بثواب صومك فاحذر! وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ) رواه البخاري.
٥ - إذا كنت صائماً فحافظ على ثواب صيامك، اترك الصخب!
اترك الخصام والصياح! وكن هادئاً مرتاح البال، وإذا كان عندك خصومة لتصيح فيها وهي بحق، فأخِّرها حتى ينتهي الصيام، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ) رواه البخاري.


٦ - كن شديد المحافظة على صومك (على صحته وعلى كمال ثوابه) وعليه حتى لو سبّك أحدٌ أو قاتلك أو شاتمك فلا تردّ عليه إلّا بكلمة: (إني صائم، إني صائم) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ ... الحديث) رواه الشيخان. وفي لفظ عند البخاري: (فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ
قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) .
انتبه لصيامك! وصُنْه عما يذهب به، أو يُضعف ثوابه، أو يؤثر فيه، وكن عاقلاً، هادئاً، رزيناًً، مُتسامحاًً في ما هو لك، بعيداً عن كل لفظةٍ أو حركةٍ مُحرّمةٍ أو فيها شبهة. والله الموفّق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19-03-2024, 11:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(10)
الدرس العاشر
رمضان شهر القرآن
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
أيها المسلم: إنّ شهر رمضان هو الشهر الذي قال الله تعالى عنه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهدى والفرقان} [البقرة: ١٨٥] . فإذا علمت ذلك فاجتهد بما يلي:


١ - اجتهد في قراءة القرآن بنيةٍ خالصةٍ لله تعالى، وقلبٍ حاضرٍ، وتلاوته بتأنٍّ وتروٍّ بدون عجلة، ولكن بتدبُّرٍ وفهمٍ ووعيٍ وترتيلٍ، وقد قال الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} ِ [المزمل: ٤] .
وإذا قرأت بعضاً من الآيات وفهمت ما فيها فاسأل نفسك عن تطبيق ذلك والعمل به، اجمع بين الفقه في القرآن والعمل بما تعلمه، وقد قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ليدبروا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الألباب} [ص: ٢٩] .
٢ - إذا تيسَّر لك أن تتدارس القران مع بعض طلبة العلم ممَّن هو عالمٌ بالقرآن، ومعانية وأحكامه؛ ليفيدك في بيان الآيات وشرحها فذلك أمرٌ طيبٌ، وابحث عمّن تدرس معه القرآن في ليالي رمضان، وإذا كان من أولادك وأهلك ممن يسهل المدارسة معه أو مِن مُحبِّيك فهو أفضل، فإنّ مدارسة القرآن في شهر رمضان وتفهُّمه من أفضل الأعمال الصالحة.


وقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) رواه الشيخان. وإذا حصل لك المدارسة للقرآن، وفهمت بعضاً من الآيات، فكن مطبِّقاً لها فوراً، ومن ذلك أنّك ستمرُّ عليك آيات الإنفاق والحث على فعل الخير، فكن جواداً كريماً بكل خيرٍ وعطاءٍ وصدقةٍ.
٣ - إن لم يتيسر لك أحدٌ من طلاب العلم، فخُذ لك تفسيراً مُيسّراً للقرآن، بحيث تراجع الآيات التي قرأتها في هذا التفسير الذي يعينك على فهم القرآن، وليكن التفسير من التفاسير التي على منهج السلف في العقيدة، والعبادة، والأخلاق، واقرأ القرآن في شهر رمضان على قدر الاستطاعة، ثلاث مرات، أو مرّتين، أو أكثر أو أقلّ، وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما: (يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ فِي شَهْرٍ قَالَ إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ يُرَدِّدُ الْكَلَامَ أَبُو مُوسَى وَتَنَاقَصَهُ حَتَّى قَالَ اقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ قَالَ إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ قَالَ لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ) رواه أبو داوود (صحيح) .


٤ - عندما تتلو القرآن زيِّن القرآن بصوتك، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (زيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْناً) رواه الحاكم (صحيح) . واقرأ قراءة الخاشع لله، الذي يخشى الله، بظهور ذلك في قراءته، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث جابر - رضي الله عنه: (إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ) رواه ابن ماجه (صحيح) .


٥ - اقرأ القرآن في رمضان أو غير رمضان، وتدبّر في قراءة القرآن، ومن ذلك التدبُّر: إذا مررت بآيةٍ فيها ذكر الجنة فاسأل الله الجنة، وإذا مررت بآيةٍ فيها ذكر النار فاستعذ بالله من النار، وإذا مررت بآيةٍ فيها ذكر الرحمة فقل: اللهمّ ارحمني أو نحو ذلك، أو بآية استغفار فاستغفر الله، أو بآيةٍ فيها تسبيح فسبِّح الله، أو سؤال فاسأل الله، أو بآيةٍ فيها ذكر آيات الله كالليل والنهار والشمس والقمر، وكل ما خلق الله، فتفكّر في هذا الخلق الذي فيه دلالة على قدرة الله العظيمة؛ لتعود ذاكراً لله، قائماً، وقاعداً، وعلى جنبك، وقد ازداد الإيمان عندك، بل إذا قرأت القرآن في النوافل فافعل كما كان - صلى الله عليه وسلم - يفعل، فإنّه صلى ليلةً فكان - صلى الله عليه وسلم - (إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ) رواه مسلم.
اعمل لك ولأهلك في رمضان برنامجاً مع القران.


٦ - من أفضل المدارسة للقرآن أن تكون في المسجد، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) رواه مسلم. فاحرص على ذلك أيها المسلم!
٧ - تأدّب بآداب قراءة القرآن المستحبة، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن، وإذا مررت بآية سجدة فاسجد، وكن على طهارة. والله الموفق.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 147.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 140.58 كيلو بايت... تم توفير 6.56 كيلو بايت...بمعدل (4.46%)]