القبر
(قصة قصيرة)
عبدالباسط سعد عيسى
هو المعروف بشهامته وضخامة جسده وطيبة قلبه، لن يَرفض طلب صديقه المساعدة في نبْش أحد القبور لمُتَوفَّى حديثٍ، الهدف نبيل: "تحرير عمل سُفلي موجود في كفن هذا الميت"، هكذا أخبر صديقَه أن أحد الشيوخ قال له ذلك.داخ كثيرًا في البحث عن حلٍّ، الكل جزم أنه مربوط، لم يُهمل وصفةً قط إلا وجرّبها، وعَد صديقه ألا يكشف سرهما لأحد، جهز عدته وذهَبا معًا في ليلة ظلماء، حدَّد صديقه مكان القبر، وشرع بكل همة يحفر وينزل، وينزل حتى وازت أكتافه الحافة..انفجرت الدماء فجأة من رقبته وسالت على جلبابه وامتزجت بتراب القبر، استدار ببطء وحملق لأعلى في الصورة المشوشة أمامه، صديقه يقف بالقرب من حافة القبر وبيده مِنْجَلٌ يقطر دمًا، وبينما يتهاوى لقطت أذنه المُحتضَرة صوتًا وكأنه خارج من بئر عميقة:• "اعذِرني يا صاحبي؛ فلقد طلب الشيخ جُمجمةَ شابٍّ جسيم"!.