قصة جريج العابد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2020, 03:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي قصة جريج العابد

قصة جريج العابد


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





الخطبة الأولى
إخوة الإسلام، القصص عبرة وعظة، ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف: 111]، ولهذا كانت الآيات القرآنية، والسنة النبوية، مليئة بأحسن القصص والأخبار عن الأمم الماضية. ومن هذه القصص العجيبة، قصةٌ قصّها لنا نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم فيها دروس وعبر، إنها قصة جريج العابد.

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لم يتكلم في المهد (يعني حديثي الولادة) إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم وصاحب جريج، (وذكر الثالث في روايات أخرى) قال النبي صلى الله عليه وسلم: وكان جريج رجلًا عابدًا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريج. فقال: يا رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد، أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج. فقال: يا رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج. فقال: أي رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم: لا تميته حتي ينظر إلى وجوه المومسات الزواني، فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم. قال: فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا، كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها، فوقع عليها فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟. قالوا: زنيت بهذه البغي، فولدت منك. فقال: أين الصبي؟. فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي. فصلى، فلما انصرف أتى الصبي، فطعن في بطنه، وقال: يا غلام: من أبوك؟. قال: فلان الراعي. قال: فأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا، أعيدوها وهي طين كما كانت. ففعلوا).

جريج كان رجلا عابدًا من عُبّاد بني إسرائيل الصالحين، بنى صومعته، وترهب فيها وتعبد، فجاءته أمه الحنون، ووالدته المشفقة، وكانت تزوره بين الفينة والأخرى، تأتيه وتناديه، فيشرف عليها ويجلسان فيكلمها وتكلمه ، فذات يوم وافق مجيؤها وهو قائم يصلي، فنادته بصوتها الرخيم، وندائها الرحيم: يا جريج، فلم يجبها، ولم يسمع كلامها، آثر صلاته على ندائها، وذلك لقوة شغفه بالصلاة، وحلاوة المناجاة، ثلاث مرات تعاود الرجوع إليه وتكرر عليه النداء، فيتكلم مع نفسه؛ هل أجيب أمي، أم أكمل صلاتي؟ فآثر صلاته ولم يجب أمَّه، وكان الواجب عليه أن ينصرف من صلاته ويقدم إجابة أمه؛ لأن طاعة الوالدين واجبة، والصلاة التي يصليها نافلة ، فامتنع وعق أمه، وكم للعقوق من عقوبة عاجلة وآجلة، في الدنيا والآخرة، وآثار مؤلمة وعواقب سيئة، فنظرت إليه نظرة الأم المشفقة الغاضبة، وأرادت أن يعرف عِظم حق الأم عند الله باستجابة الله دعاءها عليه، ولتعطي درسًا لكل من أغضب أحد والديه، - ومن المعلوم أن دعاء الوالدين مستجاب -، دعت عليه ألا يموت حتى يرى وجوه المومسات الزواني، هذا قصارى غضبها، فاستجاب الله دعاءها، كيف لو دعت عليه بأكبر من ذلك؟ فرحماك ربنا من المهالك.
لِأُمِّك حَقٌّ لَوْ عَلِمْت كَبِيرُ
كَثِيرُك يَا هَذَا لَدَيْهِ يَسِيرُ

فَكَمْ لَيْلَةٍ بَاتَتْ بِثِقَلِك تَشْتَكِي
لَهَا مِنْ جَوَاهَا أَنَّةٌ وَزَفِيرُ

وَفِي الْوَضْعِ لَوْ تَدْرِي عَلَيْهَا مَشَقَّةٌ
فَمِنْ غُصَصٍ مِنْهَا الْفُؤَادُ يَطِيرُ

وَكَمْ غَسَلَتْ عَنْك الْأَذَى بِيَمِينِهَا
وَمَا حِجْرُهَا إلَّا لَدَيْك سَرِيرُ

فَدُونَك فَارْغَبْ فِي عَمِيمِ دُعَائِهَا
فَأَنْتَ لِمَا تَدْعُو إلَيْهِ فَقِيرُ

فاللهم جنبنا عقوق والدينا، ووفقنا لبرهما أحياءً وأمواتا، وارحمهما كما ربونا صغارًا.

استجاب الله دعاء أم جريج، فذات يوم تعرضت إليه امرأة المومسات، بتشجيع من أهل الفساد ، ولكن الله حمى جريجا فلم يلتفت إليها، ولم ينظر إليها، بل ولم يرم ببصره إليها، حفظه الله بصلاحه، وحماه بعبادته وصِدقه ونجاحه، (احفظ الله يحفظ) ، فلما أيست وفشلت، وخابت وخسرت، وحاولت وغضِبت؛ لجأت إلى راع يرعى الغنم، فمكرت به وتحيّلت عليه، وأغرته وفتنته، ومن نفسها مكنته، فوقع عليها ، فحملت منه غلامًا، ثم بدأ مكرُها الثالث فزعمت وادعت أنه من جريج وأنه فُتن بها ، فهدموا صومعته، وأنزلوه من عبادته، بل جعلوا يتهكمون به وينشرون الافتراء عليه، ويجرونه في الطرقات مكبلا، ويخرج الناس ينظرون إليه ويتهكمون به، وممن خرج ينظر إليه مجموعة من المومسات؛ فيتذكر دعاء أمه عليه وقد تحقق. وسرعان ما جاء الفرج، وحلّ الضياء والمخرج، فظهر آثار صدق العبادة؛ وكيف تكون للعبد عند الأزمات حافظة، وعند الملمات كاشفة، والله لا يضيع عبده، ولا يخيب سعيه.

ولما كان جريج واثقًا بربه، صادقًا في عبادته، ثابتًا على أمره، فزع إلى خالقه، وصلى وناجى ربه، ليكشف الغمة ، فالصلاة تفرج الكربات، لأن الصلاة تعلق العبد برب البريات الذي بيده كل شيء ، فالصلاة تزيل العسرَ والحرج، وتجلب الفوز والفلاح ، وحينما أتوا له بالصبي الذي لم يمض على ولادته إلا ساعات ولحظات؛ طعنه طعنة بأصبعه أو بعصا ، وقال له: من أبوك يا غلام؟ والجموع شاهدة، فأجاب الصبي - بقدرة الله -: فلان الراعي. فأبرأ الله جريجًا، وتحول الموقف إلى ذكر الله، فأعظمَ الناسُ أمرَ جريج، وسبّح الناسُ وكبروا.
نقف في الخطبة التالية مع بعض الدروس والعبر من هذه القصة.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله....

الخطبة الثانية
هذه هي قصة جريج كما روتها لنا كتبُ السنة وهي قصةٌ مليئة بالعبر والعظات، تبين خطورةَ عقوق الوالدين وتركِ الاستجابة لأمرهما، وأنه سبب لحلول المصائب على الإنسان، وأنّ كلَّ هذه المحن والابتلاءات التي تعرّض لها ذلك العبد الصالح، كانت بسبب عدم استجابته لنداء أمه.
كما تؤكد هذه القصة على ضرورة الصلة بالله ومعرفته في زمن الرخاء، وأن يكون عند الإنسان رصيد من عمل صالح وبرٍّ وإحسان، ينجيه الله به في زمن الشدائد والأزمات، كما أنجى جريجاً وبرأه من التهمة بسبب صلاحه وتقواه.
وفيها كذلك بيان حال الصالحين والأولياء من عباد الله الذين لا تضطرب أفئدتهم عند المحن، ولا تطيش عقولُهم عند الفتن، بل يلجؤون إلى من بيده مقاليد الأمور، كما لجأ جريجٌ إلى ربه وفزع إلى صلاته، وكذلك كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

وفي هذه القصة إيضاح لمواقف أهل الفساد والفجور من الصالحين والأخيار في كل زمان ومكان، ومحاولتهم تشويه صورتهم؛ وتلطيخ سمعتهم، واستخدام أيَّ وسيلة لإسقاطهم من أعين الناس وفقد الثقة فيهم، وبالتالي الحيلولة دون وصول صوتهم ورسالتهم إلى الآخرين. فهؤلاء الساقطون في أوحال الرذيلة لا يطيقون حياة الطهر والعفاف ولا يهنأ لهم بال، ولا يطيب لهم عيش إلا بأن يشاركَهم الآخرون في غيِّهم وفسادهم، بل ويستنكفون أن يكون في عباد الله من يستعلي على الشهوات ومتع الحياة الزائلة.
وقصة جريج تكشف عن جزء من مخططات الأعداء في استخدامهم لسلاح المرأة والشهوة، لشغل الأمة وتضييع شبابها، ووأد روح الغيرة والتدين، وهو مخطط قديم وإن تنوعت وسائل الفتنة والإغراء.

وانظر كيف كان مجرد النظر إلى وجوه الفاجرات والعاهرات يؤذي قلوبَ الأولياء والصالحين، ويعتبرونه نوعا من البلاء والعقوبة، فكان أقصى ما دعت به أم جريج على ولدها أن يرى وجوه المومسات، وقارن ذلك بحال كثير في هذا العصر الذي انفتح الناس فيه على العالم عبر وسائل البث والاتصال الحديثة، التي تعرض المومسات صباح مساء، فأصبحوا بمحض اختيارهم وطوع إرادتهم يتمتعون بالنظر الحرام، لا إلى وجوه المومسات فقط، بل إلى ما هو أعظم من ذلك!!، ولا شك أن ذلك من العقوبات العامة التي تستوجب من المسلم أن يكون أشد حذرا على نفسه من الوقوع في فتنة النظر، فضلا عن ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله.


ومن الدروس في قصة جريج أن الابتلاء فيه خير للعبد في دنياه وأخراه؛ إذا صبر وأحسن واتقى الله في حال الشدة والرخاء، فجريج كان بعد البلاء أفضل عند الله وعند الناس منه قبل الابتلاء.
اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك عابدين.
اللهم اجعلنا عند النعماء شاكرين وعند البلاء صابرين
اللهم احفظنا بحفظك، ووفقنا لذكرك، وأمدنا بعفوك، وأكرمنا ووالدينا بالفوز بالجنة والنجاة من النار.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.24 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]