الإسلام والذوق - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 390914 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856317 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2021, 03:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام والذوق

الإسلام والذوق






إسلام عبد التواب :



لا يزال الإسلام كل يوم يبهر كل من يطالع نصوصه وتشريعاته من المؤمنين به أو غير المؤمنين، حيث يرون في انبهار وإكبار كيف اهتم الإسلام بالقضايا الكبرى من عقائد وتشريعات وعبادات، وصراع بين الحق والباطل، ثم يرون كيف خصص في إحكام جانب من اهتمامه لقضايا يعتبرها البعض جزئية أو هامشية، أو في أحسن الأحوال متروكة لعادات الناس وطباعهم واختلافاتهم.
فكما اهتم الإسلام مثلا بقضية التوحيد، وحث المؤمنين على الصلاة والزكاة، وكما اهتم بالجهاد في سبيل الله، وسماه: ذروة سنام الإسلام، فإنه أولى اهتماما كبيرا أيضا للذوق في حياة المسلم، وحثه على مراعاة ما يجعل حياته وحياة الآخرين جميلة، ولا ينفر الناس عنه.
وقد بين العلماء أن أصول الشريعة ثلاثة: ضروريات وحاجيات وتحسينيات، والذوق الذي نتحدث عنه يدخل في باب التحسينيات التي تضفي الجمال والراحة على حياة المسلم.
فإذا نظرت إلى آية الاستئذان في سورة النور رأيت عجبا، فالإسلام يتدخل هنا في أمر قد نراه يسيرا بسيطا، وهو: كيف يدخل عليك أولادك وخدمك حجرتك، وكيف ومتى يستأذن عليك أصدقاؤك وأهلك عند زيارتهم لك، فيقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (النور: 58).
«فالمؤمن إذا كان معه ملك يمين يستأذن عليهم، لأنه قد يكون في حالة لا يرضون أن يروا عليها، فيستأذن عليهم في هذه الأوقات، وهكذا أهل بيته يستأذن عليهم في الأوقات الثلاثة التي بينها الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة... فالخادم سواء كان مملوكا، أو كما نصت عليه الآية، أو غير مملوك من باب أولى، وهكذا من لم يبلغ الحلم من الصبيان يستأذن في هذه الأوقات الثلاثة، وغير الصبي من باب أولى، والكبير من باب أولى، والمقصود من هذا التحرز من كونه يرى أهل البيت على حالة غير مناسبة، فإذا استأذن استعدوا وحرصوا على أن يكونوا في حالة حسنة».
فهذا التشريع هو مراعاة وتنمية للذوق في نفوس المسلمين في أمر يتكرر يوميا، ويتحرج منه الكثيرون، بينما يفعله الآخرون دون إحساس بالذنب أو الخطأ؛ فجاء التشريع القرآني ليلفت الأنظار إلى أهمية مراعاة الذوق في الاستئذان على الناس في بيوتهم.
وفي مجال تناول الطعام نرى شائعا بين الناس أفعال وتصرفات، تثير اشمئزاز الجالسين، وتصرف نفوسهم عن مشاركة الآخرين هذا الطعام، وربما صرفته عن مصاحبة هذا الجليس، لعدم مراعاته الذوق في آداب تناول الطعام، ولو كان الذوق أمرا هينا لتركه الإسلام ولم يهتم به، ولكن لأهميته وجدنا هذا الحديث يوجه فيه النبي " صلى الله عليه وسلم" إلى بعض آداب وذوقيات تناول الطعام، فعن عمر بن أبي سلمة قال: «كنت غلاما في حجر رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك»، فما زالت تلك طعمتي بعد».
وموقف الرسول " صلى الله عليه وسلم" هنا ضبط سلوكيات الغلام وذوقه في تناول الطعام، وجعل سلوكه يتغير بعد ذلك إلى نهاية عمره، وهذا هو معنى تربية الإنسان على الذوق: أن يجعل الذوق سلوكا بديهيا في كافة جوانب حياته لا يتكلفه تكلفا.
وفي هذا الحديث إشارة إلى الاهتمام بالذوق في تناول الطعام عامة. ومن جوانب الذوق في تناول الطعام، والتي نوصي بتربية أبنائنا، وتوجيه شبابنا إليها: مضغ الطعام والفم مغلق، وعدم الحديث أثناء المضغ، وعدم مزاحمة الآخرين عند وجود أيديهم في الإناء.
وعندما يحثنا الإسلام على عيادة المريض، تجده يأمر بأن نفسح للمريض في الأمل؛ فعن أبى سعيد الخدري قال: قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئا، وهو يطيب نفس المريض».
وفي معاملة الكبير والصغير يروي سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم" أتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟». فقال الغلام: والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدا، قال: فتلّه رسول الله " صلى الله عليه وسلم" في يده.
وفي هذا الحديث مراعاة للذوق من نواح عدة، حيث راعى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" الترتيب بدءا من اليمين، ولكن هذا الترتيب كان يوجب إعطاء الغلام الصغير أولا، بينما يوجد من هم أكبر منه سنا، فاستأذنه رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ؛ فلما وجد من الغلام إصرارا على أن ينال شرف وكرامة أن يشرب خلفه " صلى الله عليه وسلم" منحه النبي " صلى الله عليه وسلم" الإناء ليشرب منه.
هذه الأمثلة التي سقناها وغيرها الكثير، تدل دلالة واضحة على أهمية الذوق من المنظور الإسلامي، فالحياة ليست أياما تنقضي على أية حال، وهي كذلك ليست مجرد أساسيات وضروريات نحتاجها، لنظل على قيد الحياة بأي شكل من الأشكال، وإنما لابد من تجميلها بالذوق والمعاملة الراقية التي تبهج المسلم، وتجعل حياته جميلة سعيدة هو ومن حوله.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.35 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]