آلام الشعر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191073 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2651 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 933 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92801 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-10-2020, 05:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي آلام الشعر

آلام الشعر


نرمين رأفت زايد





تئن أشعارُنا الآن منا، وتصدر صراخًا وآهات على ما آل إليه حالها، تبكى في كل يوم وكل ليلة، بل تنزف أنهارًا على ضياعها، تتلفت حولها كأنما تبحث عن أمر جاد، ترى علام تتلفت؟! ترى لماذا تئن وتصرخ وتبكي! حزينة بسبب ما أصابها من التيه، وكلما تذكرت أنها تائهة في أرض أهلها، ازدادت ألَمًا وحسرة، فهم حولها وهي تعلم، فهي تعلم بل تتيقن أن هذه الأرض هي التي نبتت فيها، وهي التي تربى فيها ونمى آباؤها وأجدادها، وتعلم أنهم تربوا في كنف أناس عظام كالملوك، كانوا حين يكتبون أشعارهم يحيطونها بعناية فائقة، وينتقون أجمل وأفضل الأساليب والألفاظ لها، كانوا يزينونها بأفضل حُلِيّ، كانت تلبس خير ثياب، فتنظر أشعارنا الآن وتتعجب، أين أشعار أجدادي، لماذا حتى لا أسمع الناس يرددونها؟ ثم تسأل نفسها: لماذا أصبحت فقيرة إلى هذا الحد؟ ولماذا تهت من أهلي؟ ولماذا لا يرعاني أحد؟ أأنا من نسل هذه القصائد العظيمة وأنا فقيرة الكلمات، معدومة الحس، ألفاظي كلغة أخرى غير لغة البيان التي تربى عليها أهلي قديمًا، أأصبحت أذواق الناس هكذا حقًّا؛ حتى يكتبوني بهذا المستوى الرديء؟



تُكرر هذه الأسئلة على نفسها مرارًا وتكرارًا، أراها دائمًا على هذه الحال، فاقتربت منها ذات مرة ربما أجد إلى الحديث معها سبيلاً، فلما اقتربت حاولت أن أخفي علامات العجب من على وجهي بابتسامة هادئة، وسألتها ما الأمر؟ فردت سريعًا: أحتاج المساعدة ولا أحتاج لوصف حالي، فحالي يصف نفسه، واستطردت في الحديث وقالت: كنت من عائلة غنية وعظيمة، ولكنى افتقرت شيئًا فشيئًا، وأصبحت مع أناس غير الذين تعودت عليهم، فظننت أنني تائهة بالرغم من أنني متأكدة من المكان لا الأشخاص.



فكرت قليلاً ثم قلت لها:

بعض ظنونك صائبة وبعضها لا، إننا نسل أهل البيان ولكننا غيَّرنا جلدنا شيئًا فشيئًا، حتى ظننت أنَّ من تعيشين معهم أناس مختلفون أو نسل أمة مختلفة، أصبحنا لا نشابههم لا من قريب ولا من بعيد، ولكن لا تقلقي نحن نسلهم بالفعل، وقد لحقنا تدهور كبير في لغتنا، أصبحنا لا نعرف عنها إلا قشورًا، أصبحنا مزدوجي اللغة، إحداهما عامية أدخلناها في كتابتك، فأفقرناك وسرقنا حُليك وثيابك الحسنة، وسرقنا البهجة من عينيك، ولغة أخرى هي الفصحى لا نعرف عنها أكثر من ذلك، نظن ألفاظها غريبة، ومعانيها أغرب، ولكنها حلوة الموقع في النفس كما سمعنا من أجدادنا، حقًّا كان أجدادنا عظام وأنت أيضًا كان أجدادك عظام؛ لأن أجدادي هم من كتبوا أجدادك بزينة فائقة وروعة وإتقان، فقد كان أجدادك يبهرون كل من قرأهم، فيزداد أجدادي افتخارًا وإكبارًا، وانفعلت في حديثي وقلت: كانت أمواج البحار ترقص على أشعارهم، وترتطم ببعضها وتتقلب من روعة ألفاظها ومدى انسجامها، وكانت النجوم تتلألأ عيناها من الإعجاب بما فيها من طبيعة خلاَّبة ووصف عجيب لكل ما فيها، كانت السيوف تترفع بنفسها من حماسة الكلمات، كانت الطبول تصفق ترحيبًا بكل إبداع جديد، حقًّا لقد كان الذوق والحس لدى أجدادي أفضل منا بكثير.



وصمت لحظة، فانخرطت في البكاء كأنها قد انتظرت هذه اللحظة، حتى تتفجر في البكاء، فأخذتني الحَميَّة وقمت من مكاني فجأة، وجمعت الناس حولي في لمح البصر من صوتي وصياحي، وربما بذل الصدى معي دورًا كبيرًا في جمع الناس، وبدأت أصف حالها، فوجدت من يتحمس لي ويريد المساعدة، ولمحت في أعين كثيرين عجزًا يختلط ببعض من الإرادة، ولكنني وجدت الكثير يستهزئ بنبرات صوتية مستفزة، كأنما أحبوا الذل والهوان بهذه الأشعار، فأفلت بمن اقتنعوا بحديثي، وخطبت فيهم وقلت: علينا أن نبرز لهؤلاء أننا قادرون، علينا أن نريهم آيات الروعة والإبداع، علينا تربية جيل جديد من القصائد الحسنة؛ حتى لا يقع أبناؤنا فيما وقعنا فيه من الضياع، فلنبني جيلاً جديدًا، ونلقنهم العربية وأشعارها خير تلقين، ونُنمي ذوقهم الشعرى، ولنختبر حاستهم، ولننبت منهم أفضل القصائد، فلنضع على عاتقنا هذا الحمل حتى نرتقي بالذوق الشعرى الارتقاء الذى يرتضيه، وحتى نُزيِّن التراث الشعرى بقصائد تستحق الاحترام، وتكون خير زاد لخير خلف كما ترك لنا الأقدمون زادنا، ولنجعل من قصائد هؤلاء الأقدمين نبعًا فكرياًّ لنا، ونجعل من الواقع الذى نحياه خير تصوير وتجسيد، ولنفجر من الأعماق خير إحساس، وما أظن ذلك مستحيلاً.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.38 كيلو بايت... تم توفير 1.91 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]