مسلسل مجموعة الثأر المقدس (عملية فندق بارك ) الحلقة الأولى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الليبراليون الجدد.. عمالة تحت الطلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2007, 09:55 AM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
Cool مسلسل مجموعة الثأر المقدس (عملية فندق بارك ) الحلقة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
(قاتلوهم يعذبهم الله بأبديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)







مسلسل مجموعة الثأر المقدّس (عملية فندق بارك)


قصة نسج أبطالها من واقع امتلأ مرارة أسطورة في الثأر

سبعة أبطال أذاقوا المحتل ويلات القسام

وصاغوا من صنيعهم مثلا في الانتقام

وصفوا بمرتكبي المذبحة

عملية هزت أركان المحتل في زمن الذل والهوان
وما زال اسمهم يلوح في ذاكرة الوجدان
ردوا على مجازر المحتل بمعلية اعتبرت الأكبر والأعنف في تاريخه منذ الانتفاضتين
وما زالت صداها يتردد مع وقع كل تفجير
يجلوا دياجير الظلام
انها عملية فندق بارك الشهيرة
وفرسانها هم أبطلال الثأر المقدس
هؤلاء الأبطال الذين حملت إحدى أياديهم مصحفا والأخرى حارت بين ضغطة على الزناد وبين انتزاع أرواح جلادي هذه الأمة بكبسة زر الانتقام..
لقد كانت توأمة بين أرواحهم والسلاح، هذه الأرواح التي انتفضت لتلبي نداء الثأر المقدس، فعشقت الجهاد فكرا ومنهجا وسلوكا، سلاحهم العقيدة التي وجدت لها مكانا في مستقر قلوبهم فهاجت بها جوارحهم، ترفع لواء العزة والكرامة التي تغذي عروق أياديهم بالإباء لتستبسل في ميدان التحدي رصاصا ينطلق مع كل تحريكة إصبع يرقص على أنغام صدى صوت الرصاص وألحان التفجير التي ترعب آلة الرعب التي لا تقهر.. ولكنها انكسرت كالطير الجريح.. تترنح وهي تهوي أمام ضربات من جعلوا من أجسادهم حمم تحرق فيهم كل أخضر ويابس.. وتثخن فيهم الجراح التي تحفر في كل مغتصبة خندقا يدمي عنفوانهم ويمرغ كبرياءهم.. فكانت عمليتهم الشهيرة في قلب نتانيا خير شاهد ودليل...

الحلقة الأولى
الأسير البطل
مسؤول خلية الثأر المقدس
القائد القسامي المهندس "عباس السيد"









أسد قسامي صاغ من لحن البطولة أسطورة نسج على أنغمها تاريخا يعزف كل لحظة وحين حينما علم ذلك الجيل الصاعد كيف يكون الثأر والانتقام.. كيف يكون النزال حينما يستنشق الفارس عبير طيب الغبار ورهج السنابك في ساح الوغى مترجلا لا يحتمي بجدار..
إنه القائد المهندس عباس السيد.. واحد من ألئك الذين طلقوا الدنيا وزينتها ليسرجوا خيلهم في معركة القدس والأقصى غير آبهين بقسوة الجلاد ولا بسلاحه الفتاك ولا ببلدوزراته المحصنة.. ليكون رد هذا القسامي عملية استشهادية اعتبرت الأعنف والأكبر والأكثر إيلاما للاحتلال.. إنها عملية بارك الشهير في قلب نتانيا.. فلم ينل بعدها وسام الشهادة على أرض الإسراء والمعراج بل تقلد وسام الأسر في السجون الصهيونية في أرض الرباط.
المولد والنشأة:
ولد الأسير القسامي المهندس عباس السيد المكنى "بأبي عبد الله" في مدينة طولكرم عام 1966م وهو ينحدر من أسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام، تربى في المساجد والتحق بركب الإخوان المسلمين على الرغم من صغر سنه.
تعليمه:
تلقى عباس تعليمه في مدارس طولكرم حتى حصل على شهادة الثانوية في الفرع العلمي بتفوق وبمعدل93.2% أهّله لدراسة الهندسة الميكانيكية التي تلقاها في جامعة اليرموك في الأردن التي نشط فيها في مجال العمل الطلابي حيث كان أحد أعضاء مجلس طلبة جامعة اليرموك الفاعلين من أبناء الكتلة الإسلامية.. وعلى الرغم من ذلك فقد حافظ على تفوقه في الدراسة.. وقد وتخرج بعدها عباس من الجامعة ليعود الى ارض الوطن فلسطين التي انتظرته ليذود عن حماها..
عمله:
بعد عودته الى أرض الوطن فلسطين استطاع عباس العمل في مجال الأجهزة الطبية وإدارة أقسام الصيانة بشركة (الانترميد) بفعل توفيق الله له أولا ثم لقدراته الني تنم عن ذكاء وتميز عقلي ومهني مما دفع الشركة الى ان ترسله بمنحة دراسية لمواصلة تعليمه، ليعود بعد عام الى ارض الوطن يحل شهادة الماجستير في صيانة الأجهزة والمعدات الطبية ليتنقل بعدها بين الأعمال الحرة ذات الصلة بالإلكترونيات فضلا عن عمله في بعض المستشفيات.
شخصية قيادية:
لم تكن الكلمات البلاغية المصبوغة بكل أشكال البيان التي تخرج من فمه استرسالا بلا لعثمة ولا إرباك إلا شاهدة على الشخصية التي اختبأت خلف تواضع شخصية فريدة تحمل من الصفات القيادية المتميزة ما جعلها من الأكثر حبا في قلوب أبناء طولكرم الذين كانوا يحتشدون بالآلاف لسماع تصريحاته وتحليلاته السياسية التي كانت تخفي في ثناياها وعيدا برد قاس على مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل لا بالكلمات بل بفعل مزلزل يرتقب..
هذا هو عباس الأب الحاني الذي يتقن فن احتواء جميع عناصره والجمع بين كوادره.. هذا المفكر السياسي صاحب التحليلات الدقيقة والرؤيا المبنية على وعي وإدراك لحقيقة الصراع وطبيعة الواقع.. وهذا القائد العسكري المخطط والمعد للعمليات الأكثر وقعا وإيلاما للاحتلال.. وهذا المتحدث والخطابي الذي تلامس كلماته عمق القلوب فتداوي الجراح.. وهذا المطارِد للاحتلال المطلوب رقم 1 في المحافظة والذي أدرج اسمه على رأس قائمة المطلوبين للتصفية بعدما أرهق الاحتلال بحثا عنه.. وهذا الصلب الصابر والعصي على الكسر أمام سطوة السجان الذي لم يجد إلا ضرب سلام التحية أما صخرة وصفها بالأسطورة حينما خرج من التحقيق محطما لكل أساليب تحقيقهم في عسقلان، ليصبح بعدها مثلا يحتذى.
زواجه من أحدى رائدات العمل الإسلامي:
هذا القائد بهذا المستوى لم يكن ليختار شريكة لحياته من ذوات الدنيا.. ففي عام 1993م تزوج عباس من إحدى قياديات العمل الإسلامي في مدينة طولكرم السيدة "إخلاص عبد الكريم الصويص" (أم عبد الله) والتي رزق منها بمولودته البكر "مودة" وبابنه "عبد الله".. فقد عاشت حياة مريرة وأحزانا كثيرة.. ولم تهنأ بحياة زوجية مستقرة وهي تواجه الصعاب وتتحمل الأذى لتكون نموذجا لزوجة صبورة كريمة ملتزمة.. وأم مربية فاضلة.. مؤمنة بربها مدركة أن كرامة هذه الأمة لا تعود إلا بالتضحيات.. فليس أقل من أن تحتسب عند الله الأجر وتصبر لتشد من أزر زوجها العباس الذي كانت كلماته تدق جنبات مسامعها كل لحظة وحين وهو يقول لها "أريدك كالخنساء وسمية.. أريدك والدنيا في يديك بل تحت قدميك…".
رحلاته مع الاعتقال:
الاعتقال الأول: لم يمض على زواج عباس الشهرين من أم عبد الله وإذا بجيش الاحتلال يطرق باب بيته الصغير بضربات مدوية في ليلة شديدة الظلمة ليسلب الفرحة من عيون عباس وزوجته التي صبرها رغم الهلع والقيد في يديه بقوله "إنني قد اخترتك لمثل هذه الأيام فكوني عند حسن ظني بك"، ثم وضعوا الغطاء على عينيه وقادوه بكل وحشية في جيب عسكري ليقع بعدها فريسة الاعتقال مدة لا تقل عن 11 شهرا.. ثلاثة منها في غياهب التحقيق في سجن طولكرم المركزي.. ليفرج عنه لاحقا في 21/5/1994م من سجن النقب الصحراوي.
الاعتقال الثاني: فرحة الإفراج عن عباس اكتحلت بلون الترقب والحذر.. فلم يمض ستة شهور على خروجه من المعتقل وإذا بالمشهد نفسه يتكرر.. طرقات باب.. وصرخات جنود.. ومداهمة للمنزل أشد من سابقتها، فلم يترك شيء في المنزل إلا وقعت عليه يد الجنود تفتيشا وتخريبا.. ثم اقتياد لعباس معصوب العينين ومقيد اليدين ليجد نفسه أمام اعتقال إداري في 22/11/1994م.. ولم يدم به الحال طويلا على ذلك حتى حول للتحقيق في سجن عسقلان المركزي الذي كان يعتبر في حينها "بالمسلخ" للأساليب الوحشية المتبعة مع المعتقلين في القضايا العسكرية.. فكانت فترة التحقيق معه عصيبة.. عانى فيها من أنواع العذاب أشكالا وألوانا بدءا بالضغوط النفسية ومرورا بأساليب الشبح والهز العنيف المحرم دوليا والعزل في زنازين انفرادية.. بالإضافة الى تهديده باعتقال زوجته من أجل تحطيم وكسر معنوياته العالية.. وبالفعل تم استدعاؤها الى الإدارة المدنية في طولكرم، ولكن تقديرات الله بإلغاء الاستدعاء تمت.. إلا أن بعد أسبوعين طوق الجنود باب المنزل الذي تم اقتحامه بوحشية وهمجية بالغة.. ثم تم جمع كل أفراد العائلة في غرفة واحدة.. وطلب الضابط من زوجته الجلوس على كرسي أمامه ثم أخذ بالتحقيق معها على مرأى ومسمع من أهلها.. واستمر التحقيق ثلاث ساعات متواصلة حتى قالت للمحقق "أعتقد أن مدة الضيافة قد انتهت.. فقد صارت الساعة الآن الواحدة والنصف بعد منتصف الليل !! ماذا تريد أكثر من ذلك؟؟!!… ".. وتبين لها أن المحقق كان يريد رسالة أعطاها إياها عباس في المحكمة فيها عن أساليب التعذيب التي تعرض لها في التحقيق.. ولكنها أنكرت أخذها شيئا وبكل جرأة ورباطة جأش قالت لهم "فتشوا كما تشاءون".. وهكذا خرجوا من البيت دون أن يحققوا مبتغاهم.. فهكذا أرادوا لأساليبهم التي تعارض كل الأعراف وحقوق الإنسان ان تبقى طي الجدران.. خمسة شهور من التحقيق المرير لم تلن له قناه.. وبقي صابرا متحديا بأن ينتزعوا منه اعتراف بمسؤوليته عن خلية عسكرية جميع أفرادها انتهى بهم الأمر الى الاعتراف بقادته لهم وبشكل مباشر من خلال المواجهة معهم في مكاتب التحقيق.. فلم يكن حينها جواب هذا الأسد الهصور إلا أن قال للمحققين "أتصدقهم وتكذبني".. وما أن انقضت فترة التحقيق حتى وقف جنرالات التحقيق أمامه احتراما ضاربين التحية العسكرية له.. ليصبح بعدها مثلا يضرب من قبل المحققين لمن يصمد لأكثر من أسبوع "أتظن نفسك عباس السيد".. فعلى الرغم من شدة البلاء إلا أن عباس كان يستشعر لذة الأذى في سبيل الله وإغاظة أعدائه وقد أفصح عن ذلك في إحدى رسائله الى زوجته خلال اعتقاله حيث يقول فيها:
(( كانت أيام التحقيق جميلة جدا.. حافلة بالمغامرات.. كانت تمر علي لحظات لم أتذوق طعمها من قبل.. كنت أشعر بقوة منبعها الاعتصام بحبل الله.. هي قوة أقوى من المحققين أنفسهم.. كانت تجربة غنية تزيد المرء إصرارا على المضي قدما في طريق الجنة.. تجربة تكشف عن معادن الرجال.. تجربة زالت آلامها وبقيت ذكرياتها الجميلة.. فصرحوا لي بتخوفهم من المد الإسلامي.. وعدم ثقتهم ببقاء دولتهم كما يزعمون.. كنت أعاملهم معاملة الند... فأصبحوا بعد فترة من التحقيق ضعفاء مهزومون عند مواجهتي ))
لقد وهب الله عباس قوة عجيبة وقدرات قلّما يتصف بها إنسان.. فمظهره المتأنق كان يخفي عزما من حديد.. جسّده الصمود الأسطوري في زنازين الاحتلال وأقبية التحقيق حيث أصبح اسمه متداولا في كراسات الأمن لدى سجناء حركة حماس داخل السجون والمعتقلات الصهيونية تحت عنوان "رجال قهروا الشاباك" وعن ذلك يقول احد الأسرى الذين عايشوا عباس خلال التحقيق معه عام 1994م ان عباس نقش على جدران الزنازين عبارات تحثّ الأسرى على الصمود مثل "الإنكار أقرب الطرق الى الدار" و" الاعتراف خيانة لله والوطن والمبدأ الكريم" غير ان أكثر تلك العبارات الموقعة باسم عباس السيد رفعا للمعنويات وشحنا للهمم كانت عبارة كتبها بالخبز الرطب الذي جفّ ليبقى على جدار الزنزانة تقول" إن ألم الشبح يزول، وقبح المحقق يختفي، لكن ألم الاعتراف باق لا يزول فاحذروا الاعتراف".
يتبع
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-09-2007, 10:00 AM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي

وهكذا قضى عباس فترة تجاوزت 19 شهرا في السجون المركزية الى أن أفرج عنه في 22/11/1996م في ظل ما يسمى بعملية السلام.
الاعتقال الثالث: لقد مرت الأيام والشهور بعد الإفراج عنه رزق خلالها بطفلته "مودة".. الى أن تم اعتقاله للمرة الثالثة.. ولكنها كانت صدمة أعنف وأشد من سابقاتها لأن السجان هذه المرة ليس الاحتلال.. بل كان السجان هو السلطة الفلسطينية رفيق الدرب الجهادية في الماضي.. ليمضي في سجونها تسعة عشر شهرا أخرى حتى عام (1999).. وكما يقال:….
(( وظلم ذوي القربى أشد مضادة على النفس من وقع الحسام المهند ))
نقل الى سجن أريحا المشهور بوحشية التحقيق والتعذيب في أشد أيام الصيف حرارة وعزل في غرف مليئة بالذباب والدبابير.. كان يغرق في عرقه ولا يجد الماء إلا ما يبقيه على قيد الحياة وبعدها نقل الى سجن (جنيد) في مدينة نابلس حتى أفرج عنه عام 5/6/1999م.
قصة الإفراج عنه من سجون السلطة:
أما الإفراج عن عباس فكان له قصة وحكاية.. ففي يوم اتصل كل السجناء بذويهم طالبين منهم الحضور وجلب الطعام معهم أثناء الزيارة على أن يكفي لهم ولسبعة أشخاص آخرين وكان هذا في آخر يوم من رمضان .. فاجتمع أهالي المعتقلين في السجن ودخلوا غرفهم.. وتم تحضير طعام الإفطار الذي كان عملا منظما للغاية تبعه صلاة المغرب جماعة.. وعندما حضر السجانون لإغلاق السجن فوجؤوا برفض ذوي المعتقلين الخروج من السجن.. حتى يتم الإفراج عن أبنائهم ليقضوا فترة العيد معهم.. وحينها جرت مفاوضات بين السجانين وأربعة ممثلين عن المعتقلين ومن بينهم المهندس عباس السيد.. فحصلت الخلافات وتتابعت الاتصالات والمفاوضات لحل هذه الأزمة حتى وصلت لكافة المستويات بما فيهم الرئيس الراحل ياسر عرفات.. فانتهت الخطوة بإصدار السلطة قائمة مكونة من سبعة عشر معتقلا يفرج عنهم بالحال ومن بينهم عباس على أن تكون هذه خطوة أولية نحو الإفراج عن الجميع.. ولكن هذا القائد الذي تقدم الصفوف رفض الخروج حتى يفرج عن الجميع في آن واحد.. عندها وعد المعتقلين بقائمة ثانية تتضمن الأغلبية بعد أسبوعين فقط.. وعليه تمت إجراءات الإفراج عن عباس في تاريخ 5/6/1999م أي بعد اعتقال دام تسعة عشر شهرا.
القائد الذي ألهب الجماهير بكلماته:
ومضت شهور قلائل فإذا "بعبد الله" الذي يشبه أباه يرى النور في عام 2000م.. التي آذنت بانطلاق شرارة انتفاضة الأقصى.. فتقلد أبو عبد الله مهام قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في محافظة طولكرم وتمثيل الحركة في وسائل الإعلام كأحد القادة السياسيين البارزين الناطقين باسمها.. وكان أيضا عضوا في التنسيق الفصائلي في المحافظة.. فراح يعقد الندوات ويقدم المحاضرات ويوجه الفعاليات الوطنية والشعبية ويلقي الكلمات في المهرجانات ومسيرات التأبين.. فما أن يعلم المواطنون بكلمة لعباس إلا وتجدهم يتدافعون بالآلاف.. تلهب مشاعرهم كلماته العذبة وأسلوبه الرصين في عرض أفكاره التي كانت تدغدغ العواطف وتشعل الهيجان على المحتل.. فقد حظي باحترام الشارع الفلسطيني الذي رأى حرصه على الوحدة الوطنية.. وتجذيره فكر مقاومة الاحتلال وغرسه في قلوب الناس مهما كلّف ذلك الأمر.. فأصبحت حياة عباس الجهادية تتصاعد وتيرتها وهو المعروف بقصص الصمود الأسطورية في التحقيق.. حتى أصبح هم الاحتلال تصفيته جسديا للتخلص منه.. فأدرجوا اسمه على قائمة كبار المطلوبين.. ونشروا اسمه وصوره في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية كأحد أبرز القادة العسكريين الذين يعزى لهم التخطيط لعمليات استشهادية في قلب المناطق المحتلة عام 48م.. فبدأت عملية المتابعة والمراقبة لعباس من قبل عملاء المحتل في وقت متزامن مع اغتيال القادة السياسيين جمال منصور وجمال سليم.. فنجح بالإفلات من المتابعة مرات عديدة.. وعلى الرغم من خطورة الوضع الأمني لعباس واختفائه الكامل عن الأنظار في 3/5/2001م إلا انه بقي وفيا لدماء رفاق دربه طيلة فترة مطاردته.. حتى ظهر لأول مرة في مسيرة الشهيد القسامي فواز بدران في 13/7/2001م الذي تم اغتياله عن طريق تفجير سيارة مفخخة بمادة موجهة شديدة الانفجار.. حين اخذ المشاركون يهتفون للمهندس عباس وهو يعلنها صريحة مدوّية: "نحن في حركة المقاومة الإسلامية حماس لا مبرر لوجودنا على الإطلاق دون جهاد وتضحيات ومن دون دماء، الموت مكتوب علينا فلنمت ميتة العز التي تحيي بنا من خلفنا".. فاتخذت السلطة الفلسطينية من ذلك ذريعة لاعتقاله بحجة حمايته والحفاظ على حياته.
الاعتقال الرابع: وفي إحدى الأيام اتصل عباس يزوجته وأخبرها بأنه سيتناول وجبة الغداء معها في بيت والدها فما أن وصل حتى اتصلت المخابرات الفلسطينية به.. وطلبت منه الحضور.. فذهب للقائهم دون تردد كونه اعتاد لقاءات الفصائل والأجهزة الأمنية بعد تمثيل حركة حماس خاصة في ظل أجواء الاجتياحات وقصف المقرات والمقاطعات فلا وجود لما يستدعي القلق من إمكانية اعتقاله فأخبر زوجته بتحضير الطعام لتناوله بعد العودة.. فانتظرته ساعة تلو الأخرى ولكنه لم يعد.. فبدأت بإجراء بعض الاتصالات للتحري عن سبب تأخره وإذا بخبر اعتقاله في سجن السلطة (المقاطعة) ينزل كالصاعقة عليها وعلى حركة حماس.. فقد أصبح المهندس في القفص كوجبة جاهزة لجيش الاحتلال وطياريهم.. فقامت الدنيا ولم تقعد وبدأت المظاهرات والاحتجاجات في مدينة طولكرم على اعتقال الناطق الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية حماس وممثلها في التنسيق الفصائلي على كافة المستويات.. واستنكرت كافة الفصائل هذا الاعتقال الذي يعد شرخا كبيرا في صفوف الوحدة الوطنية التي رسختها تلك الانتفاضة المباركة.. ورغم شدة الاحتجاجات الا أن السلطة لم تستجب لأية مطالبات وبحجة أصبحت واهية (قرار سياسي ناتج عن الضغوط).. وبأنه قرار اعتقال صادر عن الرئيس عرفات الوحيد الذي يملك الإفراج عنه.. فوقع عباس بين فكي رحى في آن واحد يهود وذوي القربى.. وعاد عهد المعاناة والألم والجراح من جديد.
مطاردة طارد فيها الاحتلال:
عهد جديد يمر غير عهد الاعتقالات والمداهمات.. وغير عهد الاستقرار والمبيت بأمان في بيت زوجي هادئ.. وغير عهد لقيا الأحبة والصحبة في أروقة الطرقات أو في باحات المساجد.. انه يختلف عن سابقاته.. عهد لم يعرف عباس فيه الأمن ولا الأمان.. عهد لم تجتمع فيه العائلة إلا لسويعات أو دقائق معدودة يتخللها الخوف والرعب والقلق.. وانتظار صاروخ الأباتشي الذي لا يعرف في طريقه كبيرا أو صغيرا.. إنه عهد المطاردة.
فبعد أن أوشك الاحتلال على اجتياح مدينة طولكرم في عام 2002م ووسط تحليق طائرات الموت في السماء وورود الإنذارات بحملة كبيرة سينفذها الاحتلال في طولكرم تطال مقاومين.. وبعد الاجتياح الذي حصل في جنين وقلقيلية.. اضطرت أجهزة السلطة الأمنية الى نقله من داخل المقاطعة التي كان يحتجز فيها فخرج عباس من السجن واختفى عن الأنظار وعن متابعة أجهزة الأمن الفلسطينية التي اعتقلت شقيقه الأكبر "سبع السيد" الذي بمثابة الأب الفعلي للأسرة ويرى فيه عباس بمثابة الوالد.. وهو أحد قادة حركة فتح في طولكرم.. اعتقل شقيقه لإجباره على تسليم نفسه دون ان يجدي ذلك نفعا.. فلجأت الأجهزة الأمنية الى ما هو أسوأ.. فقامت باعتقال زوجته وهو ما أثار مشاعر الغضب لدى المواطنين الذين ساروا في مظاهرات ومسيرات غضب أمام مبنى المقاطعة فاضطرت السلطة أمام إصرارهم لإطلاق سراحها.. وقام شقيق عباس بالإضراب عن الطعام نقل على إثرها الى المستشفى الحكومي نتيجة الانهيار الذي أصابه فثارت ثائرة الشعب الكرماوي الذي انتفض من جديد في مسيرة حاشدة اقتحمت مكان احتجازه في المستشفى وهذا ما دفع السلطة الى الإفراج عن شقيقه أيضا دون ان تتمكن من الإيقاع بعباس.
عمليات الاغتيال تتواصل وقسم بالثأر:
لم تتوقف عمليات الاغتيال الصهيوني فقد ودع عباس شهيدا جديدا من رفاق دربه القساميين.. الشهيد عامر الحضيري الذي أصابت صواريخ الاباتشي سيارته بثلاث صواريخ واحترق جسده الطاهر بصورة مؤلمة.. فاقسم الكثير من أصدقائه ومنهم عباس بالثأر والانتقام.
فلم يشأ عباس ان يكون الرد على جرائم الاحتلال بطريقة تقليدية.. بل أرادها ردّا مزلزلا مجلجلا يذيق المحتل ويلات الانتقام.. بعملية نوعية يشفي بها صدور المؤمنين.. مختارا من بينهم عاشقا من عشاق الشهادة ممن يتسابقون لنيل وسام الاستشهاد.. فأرادها كبرى عمليات القسام وكبرى معارك الثأر المقدس.. ففي 27/3/2002م كان الاحتلال على موعد مع الفارس الذي ترجل عن فرسه ليغرس شظايا ثأر القسام في أجساد 32 صهيونيا وقعوا قتلى و أكثر من 180 جريحا معظمهم في حالة الخطر والخطر الشديد وذلك في قلب نتانيا فيما يعرف بفندق بارك الذي أصبح دمارا بعد أن فجر الاستشهادي عبد الباسط عوده جسده الطاهر في داخله عشية ما يسمى عندهم بعيد الفصح.. لتكون بذلك العملية الأكبر والأضخم في تاريخ الاحتلال الذي وصفها بالمذبحة أو بالمجزرة.
رحلته مع القسام:
لم يكن عباس السيد بعلاقة مع كتائب القسام في بداية انتفاضة الأقصى كونه ممثل الحركة في الجانب السياسي لما تميز به من قدرات في مجال الخطابة والتحليل والتخطيط الاستراتيجي والحضور الجيد أمام الجمهور ووسائل الإعلام.. الى أن وقعت عملية استشهادية في قلب نتانيا عام 2001م هزت أركان الاحتلال.. وكانت أول عملية نوعية في انتفاضة الأقصى توقع 3 قتلى صهاينة وأثر من 50 جريحا.. فلم يكن معروفا في حينها من المسؤول الى أن أن جاء في يومها القسامي الشهيد فواز بدران الحافظ لكتاب الله والذي تلقى تعليمه في الأردن الى المهندس عباس ليطلب منه تبني العملية.. عباس لم يشأ الاستعجال فتأنى يومين حتى تجلت التفاصيل فأعلن عن المعلية وتوعد الاحتلال بعشر عمليات مشابهة.. عرفت بالعهدة القسامية التي كان أول فرسانها الاستشهادي أحمد عليان الذي قام بتنظيمه فواز بدران للعمل في كتائب القسام..
وعلى الفور قام المهندس عباس بضم فواز بدران الى جهاز الكتائب.. طاليا منه تعليمه كيفية تصنيع المادة المتفجرة التي تلقاها في الأردن على يد أحد مجاهدي الشيشان.. والتي سميت فيما بعد بمادة قسام19 شديدة التفجير.. وبالفعل تعلم عباس كيفية تصنيع المادة وطلب من حارسه الشخصي الشهيد عامر الحضيري تعلم تصنيع المادة والذي أرسل فيما بعد بمهمة نشرها في الضفة..
وبعد خمس عمليات صدق فيها القسام وعده بعهدة قسامية عشريه.. تم الترتيب لعملية سادسة بطلها الاستشهادي محمود مرمش الذي فجر نفسه أمام مدخل تجمع تجاري في قلب نتانيا قتل خلالها 6 صهاينة وجرح ما يزيد عن المئة.. ليخرج العدو الصهيوني بعدها بتصريح قائل "أن هذه العملية هي الأولى من نوعها في مجال استخدام مواد جديدة شديدة الانفجار تقتل وتصيب الكثير من غير الحاجة الى وجود قطع معدنية ومسامير وقد امتلكتها حركة حماس مؤخرا" وعلى إثر هذه العملية وقع اغتيال المجاهد القسامي فواز بدران.. ليقسم عباس بعدها بتنفيذ خمسة عمليات ثأر يبتدئها بعبد الباسط عودة.. ولكن في حينها لم يكتب للعملية النجاح فقد اعتقل القسامي نهاد أبو كشك الذي كان يحمل هوية صهيونية وهو احد مرافقي عباس وحراسه وذلك أثناء توجه الى نابلس لإحضار حزام ناسف مجهز على يد الخبير الشهيد مهند الطاهر ومعه أيضا وصية الاستشهادي التي وقعت في يد الاحتلال فاعتبر عبد الباسط في حينها قنبلة موقوته طورد على إثرها كما تم اغتيال من وصفته حماس بالفارس عامر الحضيري بواسطة ثلاثة صواريخ أطلقت من طائرة أباتشي حرقت جسده بالكامل.. ليشتد غضب المهندس عباس فأقسم بالثأر المقدس..
طلب عباس من القسامي المعتقل معمر شحرور الاستعداد لمهمة كبيرة.. يكون فيها الرد مؤلما لقوات الاحتلال.. ففي يوم استدعاه عباس وأبلغه بقرب موعد التنفيذ.. وعلى الفور توجه معمر لتجهيز عبد الباسط.. الذي كان قدى اختفى عن الأنظار وكانت المشكلة في كيفية وصوله الى قلب نتانيا فجرى تنظيم الأسير القسامي فتحي الخصيب الذي استطاع الحصول على أوراق مزورة شبه رسمية يمكنه من التنقل عبر الحواجز والوصول الى أي هدف داخل الأراضي المحتلة عام 48م يساعده في ذلك اتقانه للهجة العبرية.. وبالفعل في تاريخ 27/3/2002م كان رد القسام وكان الانتقام.. بمعلية نوعية.. سميت بعملية الثأر المقدس.. وهكذا أصبح المهندس القسامي عباس المطلوب رقم واحد لقوات الاحتلال.. فكان مطارَدا ومطارِدا لهم.. ولم يكتفي بهذا الحد بل سعى لامتلاك مادة سامة شديدة المفعول تعرف بمادة "السيانيد" تضاعف عدد القتلى الى عشرة أضعاف.. ولكنه لم يتوفق في استخدامها وجرى اعتقاله في شهر 5/2002م على يد القوات الخاصة في حملة شرسة على المدينة ومخيم طولكرم أعقبت حصارا مشددا استمر لأيام طويلة.
ستة شهور من التحقيق الشرس والتعذيب المستمر:
لم يكتف الاحتلال بالتحقيق الميداني مع المهندس عباس السيد بل لجؤوا الى تعذيبه بشكل شرس في أقبية التحقيق.. حيث كان يجبر على البقاء يقظا لمدة ستة أيام متواصلة ثم يترك ليستريح ساعتين ثم تعاد الكرة مرة أخرى.. يستلم تعذيبه فريق من المحققين يقوم بضربه وتعذيبه في أماكن حساسة متفرقة في جسده تصل به الى أعلى درجات الألم ولا يترك لدقائق الا في حالات الإغماء.. ثم يستريح الفريق بعد التعب ليستلم بدلا منه فريق آخر يمارس نفس الأساليب وهكذا بالتناوب لإجباره على الاعتراف عن مكان مادة "السيانيد" والتي من أجلها فضل الاحتلال اعتقاله بدلا من اغتياله..
ظهر الحقد بحكم فاق الخيال:
وظهر الحقد الصهيوني على عباس جليّا في مطالبات بعض القضاة الصهاينة بإنزال عقوبة الإعدام بحقه هو وأعضاء خليته القسامية (معمر شحرور ونصر زيتاوي وفتحي خصيب ومهند شريم) غير ان المحكمة الصهيونية استقرت على إصدار حكما بحقه بالسجن مدة (36) مؤبدا إضافة الى (200) سنة أخرى.
و هكذا تمضي الأيام بعباس السيد.. الذي تمسك بعقيدته.. وتشبث بأرضه.. وبحث عن كرامة شعبه بين سطور المقاومة.. وألبس القسام تاج الفخار بعمله البطولي حين أبر بقسمه.. بالثأر المقدس لدماء القادة ولدماء الشهداء العظام.. فلم ترهبه باستيلات التعذيب والقهر والحرمان.. ولم تثنه آلة الموت بيد الطغيان.. عن مقاومة من دنسوا الأرض وهتكوا العرض واستباحوا الحرمات.. فصنع من جهاده أسطورة خطت بأحرف من نور بين صفحات المجد والعزة والكرامة.. صفحات فلسطين أرض الرباط.. ومهد الرسالات..
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-09-2007, 10:10 AM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي

صور الأسير القسامى المجاهد\ عباس السيد (أبو عبد الله)
مؤسس خلية الثأر المقدس













أرجو أن تنال إعجابكم
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-09-2007, 10:31 AM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
Icon1

مسلسل مجموعة الثأر المقدّس (عملية فندق بارك)
الحلقة الثانية
الاسير البطل القسامي معمر شحرور








قسامي أخر أطل كنجم متلألئ في سماء فلسطين.. ليرسم صورة جديدة لعمالقة تربوا في عرين كتائب العز والفخار.. ممن صنعوا من المحن والآلام آمالا.. ومن الغضب بركانا.. ومن الانتقام دمارا..
إنه القسامي البطل معمر شحرور.. صاحب الروح الفكاهية.. واحد من ألئك الذين تسلحوا بعقيدة القرآن.. وانطلقوا بخطا ثابتة نحو ردع الطغيان.. ليردوا على إجرامه بمعلية ثأر مقدسة تخلدت على مر الأزمان.. فما كان منهم إلا أن مرغوا أنف المحتل بالتراب.. فلم ينل بعدها وسام الشهادة على أرض الإسراء والمعراج بل تقلد وسام الأسر في السجون الصهيونية في أرض الرباط.
المولد والنشأة:
ولد الأسير القسامي معمر فتحي شريف شحرور في طولكرم عام 21/9/1979م.. وهو ينحدر من عائلة عريقة في العمل النضالي ضد الاحتلال.. التحق بركب الدعوة في المساجد منذ نعومة أظفاره.. تربى في حلقات الذكر والقرآن.. وانضم للعمل المقاوم في حركة حماس على الرغم من صغر سنه في بدايات حياته..
تعليمه:
تلقى القسامي معمر تحصيله العملي في كلية فلسطين التقنية حيث تخرج منها حاملا لشهادة الدبلوم في التربية الرياضية، ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة ليكمل دراسة البكالوريوس في التربية الإسلامية إلا أن المطاردة حالت دون تلقيه لهذا العلم الشرعي المكمل للإعداد البدني.. كما أن حقد الصهاينة حرمه قبل الحصول على شهادة الدبلوم من المنحة التي حصل عليها لدراسة القانون في تونس بعدما أنهى دراسة الثانوية في مدرسة إحسان سمارة في طولكرم.
نشاطه في الانتفاضة:
وهكذا وقع معمر في سجال غير مباشر مع مخابرات الاحتلال الصهيوني في ريعان شبابه.. ليجد نفسه أمام معركة جديدة ومن نوع جديد في مقاومة المحتل.. ففي عام 2000م عام انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة انخرط في العمل الميداني هو ورفيق دربه الشهيد عامر الحضيري ومعه نصر يتيمة ونهاد كشك ومهند شريم حيث كانوا جميعا يأتمرون بأمر القائد القسامي عباس السيد.. فكان معمر يتقدم صفوف المسيرات التي كانت تتوجه لما يعرف بالمقر العسكري الصهيوني DCO حيث يتم رشق جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة.. ولكنه على غير العادة المتبعة في المسيرات فقد كان يقود المسيرة هو وعامر من خلال ترديد الشعارات بواسطة السماعات اليدوية وبعد وصولها الى أقرب نقطة على DCO يبدأ بمحاولات اقتحام منطقة المصانع الصهيونية المقامة على أرض خضوري سعيا الى إيقاع إصابات في صفوف الحراس هناك.. مستخدما سلاح الحجر وما يعرف أيضا بالدفاش –السلاح اليدوي المكون من ماسروة مياه مغلقة من اتجاه ومعبأة برصاص حقيقي-.
من الحجر الى كتائب القسام:
وهكذا استمر عمله في تحريك المسيرات وتنظيم التظاهرات واستخدام وسائل بدائية في مقاومة المحتل.. الى أن جاءت تلك اللحظة التي انضم فيها الى كتائب عز الدين القسام.. ليبدأ معهم رحلته الجديدة نحو الشهادة التي لم ينلها بسبب الاعتقال..
فقد انتقل من رمي الحجر والزجاجات الحارقة على الحواجز العسكرية الى قبض اليد على زناد موت المحتل برصاص معبأ بالإيمان.. ومن نقل المصابين وذرف الدموع على الشهداء جندي ميداني في حماس الى فارس قسامي في كتائب العز والفخار.
وبدأ معمر مع هذه النقلة النوعية بالتدرب على استخدام السلاح وتجهيز الأحزمة الناسفة على يد القائد القسامي الشهيد نشأت جبارة.. فخاض معارك شرسة مع القوات الصهيونية التي حاولت التوغل في بدايات انتفاضة الأقصى.. وفي أحد الأيام وقبل صلاة الفجر تفاجأ جميع أهالي طولكرم بعدد من الآليات الصهيونية تتقدم من الجهة الجنوبية للمدينة أثناء استراحة المقاومين الذين أنهكم تعب الانتظار.. فاختار الصهاينة في حينها وقتا حرجا لمباغتة المقاومين ولكنهم تفاجؤوا بأسود رابضة تترصد تحركاتهم وتمطرهم بطلقات من أسلحة رشاشة لم تظهر إلا في ذلك اليوم.. أنهم أسود القسام الذين خرجوا للذود عن حمى المدينة التي أراد الغاصبون إعادة احتلالها مرة ثانية..
لقد كان هذا الموقف أول ظهور لمعمر بزي عسكري يحمل سلاح الإم16 القصيرة يقاوم تقدم الآليات الصهيونية المصفحة.. مما دفعها للفرار كالأرنب أمام ضربات لم يكونوا ليتوقعوها ممن نذروا أنفسهم لله.
القسم والانتقام:
وفي يوم 5/8/2001م كان القسامي عامر الحضرير رفيق دربه على موعد مع الشهادة بعدما نالت من جسده الطاهر صواريخ الحقد الصهيوني التي أحرقت جسده بالكامل في عملية اغتيال جبانة.. أحرقت قلب معمر وأشعلت في صدره رغبة بالثأر والانتقام.. في عملية تفوق كل تصور تهتز لها أرض فلسطين المحتلة لتكون دمارا على المحتل ويطرب بأنغامها جيل النصر القادم الذي يحمل الأمل وتباشير التحرير.. فضلا عن اعتقال رفيق دربه الآخر القسامي نهاد كشك المحكوم عليه بالسجن المؤبد.. فأقسم معر ومن بقي معه من رفاق على الرد الرادع فأبر بقسمه.. بانفجار ارتجفت له أرض نتانيا..
تفاصيل عملية بارك الشهيرة:
ففي 27/3/2002م رقصت أرض نتانيا المحتلة عام 48م على دقات صوت التفجير الذي سوى مطعم بارك دمارا حيث كان يتواجد قطعان المستوطنين الراقصين على جراحات الشعب الفلسطيني في يوم عيد الفصح عندهم.. لقد كانت عملية استشهادية اعتبرت الأضخم في تاريخ الاحتلال نفذها الاستشهادي القسامي عبد الباسط عودة ابن محافظة طولكرم.. قتل خلالها 32 إسرائيليا وجرح مالا يقل عن 180 معظمهم في حالة خطرة..
تجنيد الاستشهاديين:
لقد بدأ معمر عمله مع القائد القسامي عباس السيد كمرافق وحارس شخصي الى جانب الشهيد عامر الحضيري والمعتقل نهاد أبو كشك.. وبعد انضمام الشهيد القسامي فواز بدران مهندس مادة القسام19 شديدة التفجير الى كتائب القسام ونجاح عمليته الأولى التي نفذها الاستشهادي أحمد عليان.. وعد عباس السيد الصهاينة بعشر عمليات استشهادية عرفت بالعهدة القسامية العشرية.. اغتيل خلال تنفيذها القسامي فواز البدران.. فأراد المهندس عباس الرد بخماسية تؤلم المحتل.. فطلب من القسامي معمر شحرور والقسامي المعتقل نهاد أبو كشك بواسطة رجل اتصال القسامي عامر الحضيري العمل على تجنيد الاستشهاديين للمهمة القادمة ولم يكونا يعلما أن صاحب الطلب هو عباس السيد.. فوقع اختيار نهاد على الاستشهادي عبد الباسط عودة ووقع اختيار معمر على المعتقل نضال قلق.. وبعد اعتقال نهاد واغتيال عامر في نفس اليوم انكشف أمر الخلية القسامية فاضطر المهندس عباس وحارسه معمر الى الاختفاء والمطاردة.. ولم يكن في يد معمر ما يقوم به فقام بالتواصل مع الشهيد القسامي علي الحضيري شقيق الشهيد عامر واتفقا على الانتقام لاغتيال عامر ولكن لم يملكا الوسائل التي تساعدهم.
ساعة الصفر:
وفي إحدى الأيام التي ظهر فيها معمر أثناء توجهه للصلاة في المسجد بعد طول غياب التقى في القائد المهندس عباس السيد الذي عرض عليه الانضمام الى كتائب القسام فأخبره معمر في حينها "أنه عضو في الكتائب".. فأعطاه عباس مبلغا من المال ليوصله الى عبد الباسط عودة ونضال القلق اللذين طوردا بعد العثور على وصيتهما في جيب نهاد لحظة الاعتقال المفاجئ.. وبدأت ساعة الصفر في ليلة استدعى فيها المهندس عباس معمر لإحدى الشقق السكنية السرية في المدينة وطلب منه إحضار الاستشهاديين "عبد الباسط ونضال" فحضر عبد الباسط واعتذر نضال لمرض ألم به.. وتم تصوير عبد الباسط الذي ألقى وصيته ثم انطلق من الشقة في رحلة الثأر المقدس الى مطعم بارك في قلب نتانيا ليوقع فيهم 32 قتيلا وأكثر من 180 جريحا معظمهم في حالة الخطر.. حيث تم نقله بواسطة السائق فتحي الخصيب الذي كان يجيد العبرية ويمتلك أوراقا مزورة شبه رسمية تسمح له بالتجول بسهولة في قلب الأراضي المحتلة عام 48م.
الاعتقال:
لقد كانت عملية الاعتقال لهذا القسامي شاهدة على عظم صنيع هذا البطل حينما أقسم على الثأر المقدس فأبر بقسمه.. ففي 9/5/2002م شوهدت المروحيات الصهيونية تحلق بكثافة فوق ضاحية ذنابة التي تبعد نصف كيلومتر عن مدينة طولكرم.. وبعد دقائق من تحليق المروحيات القتالية التي تستخدم عادة في الاغتيالات.. بدأ تطويق المنطقة بالكامل بواسطة مئات الآليات المصفحة من المجنزرات والدبابات وجيبات الهمر الأمريكية وسيارات مراقبة خاصة والمئات من جنود المشاة الذي انتشروا في أرجاء المنطقة.. في عملية وصفت بالأضخم في محافظة طولكرم.. وبعد ساعة من تطويق المكان سمع صوت المكبرات الصهيونية تصرخ بأعلى صوت 'معمر سلم نفسك' 'معمر سنقصف المنزل الذي تختبئ فيه بالقذائف 'معمر أمك وأختك معنا رهينة حتى تسلم نفسك'.. بهذه الكلمات التي توسل فيها جيش الاحتلال القسامي معمر تسليم نفسه بعد مطاردة طالت مدتها دون التمكن من أسره حيث كان يخرج من بين أنيابهم في كل مرة سالما حينما حاولوا اعتقاله أكثر من مرة من منزله أو من أماكن اعتقدوا وجوده فيها.

وحينما باءت كل محاولاتهم بالفشل.. وثبت لهم عجز أجهزتهم الفنية والإلكترونية عن رصد مكان معمر بالرغم من قربهم منه.. لجؤوا الى طرق لا إنسانية فقد أجبر مسؤول المنطقة في الجيش الصهيوني أم معمر وأخته على الصراخ بمكبر الصوت.. كوسيلة ضغط أخرى من أجل تسليم نفسه.. وبعد سبع ساعات ومع كلمات أمه التي ألقيت على الأرض وهي تصرخ 'يما سلم حالك يا بطل... الله يرضى عليك'.. خرج معمر الذي رق قلبه لأمه وأخته كالأسد الهصور من عرينه.. رافع الرأس مبتسما ابتسامة المنتصر الذي جر وحده جيوشا جرارة من اجل اعتقاله.. وكأنه ميدان حرب تتقابل فيه الجيوش المدججة بالسلاح والعتاد.. فما كان من القائد العسكري للجيش الصهيوني إلا أن قام بإلقاء تحية المحاربين له.. لمّا رأى تلك الجندية التي ارتسمت ملامحها في كل تعابير وجه معمر.
الحكم مدى الحياة 29 مرة
لم يكتفي الصهاينة باعتقال القسامي معمر وبالتحقيق الميداني معه فقد حكم عليه بالسجن الفعلي مدى الحياة 29 مرة (29 مؤبد) و20 سنة إضافية هو والثلاثة الذين كانوا معه في المحكمة نصر ومهند وفتحي الذين وقفوا كالجبال الشم وهم يتلقون حكما غير واقعيا لا ينم إلا عن حقد دفين.
بصمات عز باقية:
بالرغم من اعتقال معمر إلا أن بصماته بقيت في كل ميدان.. فقد غاب عن الأنظار ولكن صورته التي أرق فيها الصهاينة وألب حياتهم ما زالت تعشعش في قلوب أهالي المحافظة الذين وجدوا فيه رجل التضحية والفداء.. رجل المقاومة والإباء.. تستذكره أجيال النصر حاملة اللواء..
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-09-2007, 10:37 AM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي

صور الأسير القسامى المجاهد\ معمر شحرور
أحد أعضاء خلية الثأر المقدس
















أرجو أن تنال إعجابكم
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 109.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 105.74 كيلو بايت... تم توفير 3.78 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]