|
|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الدخول من بوابة الأحزان عبد الرحمن بن صالح العشماوي
الدخول من بوابة الأحزان عبد الرحمن بن صالح العشماوي جرح ٌعلى جرحٍ تهز كياني *** وتمد لي لهبا من الأحزانِ خط من الألم المبرّح ساخنٌ *** يسري من الأقصى إلى الشيشانِ ويضم كوسوفا التي اكتملت بها *** مأساة هذا العصر في البلقانِ ويضم باميرا التي شهدت بما *** شهد المدى من حسرة الأفغانِ ويثير ألف قضية وقضية *** رحلت بأمتنا إلى الطوفانِ يا صرخة الألم التي اشتعلت على *** شفة الجريح كألسن النيرانِ يا أدمع الثكلى التي رسمت لنا *** في مقلتيها حسرة الوجدانِ يا ألف باكية وألف يتيمة *** يا ألف هاربة بلا عنوانِ يا ألف شيخ في انحناء ظهورهم *** خبر يحدثنا عن الطغيانِ يا ألف مئذنة توقف نبضها *** يا ألف محراب بلا أركانِ يا ألف طفل قارئ أمسوا بلا *** كتب ولا نُسخ من القرآنِ يا ألف مسلمة شربن تعاسة *** ولبسن ثوب مذلة وهوانِ يا ألف دار ما يزال ركامها *** يُلقي عن المأساة ألف بيانِ يا ألف ألف قذيفة روسية *** رسمت ملامح وحشة الإنسانِ يا ألف مؤتمر على أوراقها *** جثم انتهاك شريعة الرحمنِ ماذا يقول الشعرُ؟ كيف أصوغه؟ *** أتصاغ شعرا ثورة البركانِ أتصاغ شعرا أدمع تجري كما *** يجري لهيب النار في الأجفانِ ماذا يقول الشعر؟ دمع حروفه *** يجري كشلال على الأوزانِ ويكاد يغرق كلما يلقاه من *** لفظ ومن معنى ومن ألحانِ يا من تسائلني عن الريح التي *** هبت عواصفها على الأوطانِ وعن الجحافل ما تريد جيوشها *** من هذه الغارات في الشيشان ِ أو ما لهم دين يرقق أنفسا *** جُبلت على الإلحاد والكفرانِ لا تسأليني عن ديانة أمة *** لم تبق للإنجيل فضل بيانِ هي حرّفته لكي تنال مكانة *** مرموقة في دولة الرومانِ ما دينهم إلا بقايا من سنا *** دين المسيح وظلمة اليونانِ مزجت بأهواء الرجال وأصبحت *** دينا يحقق رغبة الرهبانِ دينا تلبّس بالأساطير التي *** تمضي بصاحبها إلى الهذيانِ أرأيت دينا صافيا يحي على *** أرجوحة صُنعت من الصلبانِ أوَ بعد هذا تطلبين عدالةً *** ممن يشوّه صورة الأديانِ؟ ما الروس إلا صورة من عُملة *** مشؤومة شُبكت على النكرانِ هم أول الوجهين والغرب الذي *** يستمريء التضليل وجه ثاني آلاف قتلى المسلمين كأنما *** هم في حقول تجارب الفئرانِ! والغرب يرسم كل يوم خطة *** لرعاية الحشرات والديدانِ! إعلامه يقتات من أخبارنا *** ويبثها مصحوبة بأغاني! يا غربُ، يا قلبا أمات شعوره *** لهب من الأحقاد والأضغانِ ما بال مجلس خوفكم لا ينطوي *** إلا على التضليل والبهتانِ؟ ما باله يلقى مآسي أمتي *** وجراحها بالصمت والخذلانِ؟ أين القوانين التي برزت لنا *** في أرض تيمور وفي السودانِ؟! أوَ ليس في الشيشان جرح نازف *** أوَ ما لكم فيها شهود عيانِ؟! ما ذنب طفلٍ مُزّقت أعضائه *** وغدا قعيدا ما له قدمانِ؟! ما ذنب وجه يتيمة أضحى بلا **** ثغرٍ تصوغُ جماله الشفتانِ؟! ما ذنبها؟! صارت بغير حقيبة *** وبلا يد يمنى ودون لسانِ؟! ما ذنب مسلمة تحطم قلبها *** لما رأت في الأفق ليل دخانِ؟! فقدت رفيق حياتها وصغارها *** في ليلة دموية العدوانِ ما ذنبها؟! فقدت منابع حبها *** وأمام عينيها قضى الأبَوَانِ ما ذنب أم حينما انكشف الدجى *** وجدت بقايا مقلة وبنانِ؟! ورأت حذاءً واحداً وظفيرةً *** محروقةً، ودماً على الجدرانِ ويداً قد انفصلت عن الجسم الذي *** نسفته قنبلةُ العدو الجاني وبقيةً من معصمِ الزّوجِ الذي *** ضم الصغار بلهفةٍ وحنانِ ورأت شظايا من قذائف مجرمٍ *** شهدت بما اقترفته كفُّ جبانِ يا غربُ، إن مات الضمير فإنما *** موت الضمير علامة الخسرانِ يا ألف مليون بكيتُ لأنني *** أبصرتكم في الأرض دون مكانِ ولأنني أبصرتُ بعضَ رجالِكم *** يتلذذون بطاعة الشيطانِ يتسلقون جدار كل إثارة *** ويحسِّنون قبائحَ العصيانِ ولأنني أبصرتُ بعضَ نسائِكم *** يلقين شرعَ الله باستهجانِ من حولهن النبع يصفو ماؤه *** وبه تتم سعادة الظمآنِ وكؤوسَهن مليئةً بطحالب *** وعقولَهن سريعة الذّوَبانِ ولأنني أبصرتُ ظبيتنا التي *** هربت، تمد يدا إلى الثعبانِ وتعيش وهم تحرر وهي التي *** وضعت يديها في يد السجانِ ولأنني يا ألف مليونٍ أرى *** عين الشموخ بكت على الفرسانِ وبكت على صهوات خيل إبائنا *** لم تحمل الأبطال في الميدانِ يا ألف مليون بكيتُ وإنما *** أبكي لأن ضياعكم أبكاني ما ذا يقول الشعرُ في العصر الذي *** يقتات من ألمي ومن أشجاني؟ يا ألف مليون حبال مشاعري *** موصولة بالخالق الديانِ أنا لست أيأسُ من مصائبنا التي *** تُذكي لهيبَ الحزن في وجداني أنا ما يئستُ إذا بكيتُ لما أرى *** من وطأة الأحداث في الشيشانِ فلربما كان الدخولُ إلى العلا *** والمجد من بوابة الأحزانِ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |