جريمة الانتحار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213690 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-08-2020, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي جريمة الانتحار

جريمة الانتحار


أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي







بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:
فمن العجيب أن نعتاد بين الفينة والأخرى سماعَ أخبار تحزُّ في النفوس، وتأسف لحال الأمة على ما آلت إليه من انفصام وجهل مطبق، ولا شك أن جناية قتل النفس - أو الانتحار بلغة العصر - من هذه الظواهر الغريبة التي استشرَتْ بشكل رهيب في المجتمع الإسلامي، فكل مرة نسمع عن شيخ وضع حدًّا لحياته لأسباب دنيوية واهية، ونسمع عن شاب - أو شابة - قتل نفسه لنشوب نزاع بينه وبين خليلته، أو فشل العلاقة العاطفية التي تربطهما خارج مؤسسة الزواج، وغيرها من الأسباب الدنيوية التي تجعل نفس المنتحر تَستسلِم لوساوس الشيطان، وتَرتكِب هذا المنكر العظيم.

ومعلوم في ديننا أن الانتحار من كبائر الذنوب، ومرتكبها يعاقب بمثل ما قتل به نفسه؛ قال الله سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 29، 30]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سمًّا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنِه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))؛ رواه البخاري (5442) ومسلم (109)، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذِّب به يوم القيامة))؛ رواه البخاري (5700) ومسلم (110).

حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة على المنتحر عقابًا له واعتبارًا لغيره، لكنه أذن للناس بالصلاة عليه؛ لأن مرتكب هذه المعصية لا يعدُّ كافرًا، ومصيره تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء تجاوز عنه وإن شاء عذّبه بحكمته وفضله وعدله؛ فعن جابر بن سمرة قال: "أُتِي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتَل نفسه بمشاقص فلم يُصلِّ عليه"؛ رواه مسلم (978). والمِشقص: سهم عريض له طرف حاد.

قال النووي: "قال العلماء: هذا الحديث محمول على التنفير من الانتحار؛ كعدم صلاته الجنازة على من عليه دَيْن، وقد صلت الصحابة على المدين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك للتنفير من الدَّيْن، وليس لأنه كافر...".

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله في مَن قتل نفسه، فهل يصلَّى عليه؟!
فأجاب: "يصلِّي عليه بعض المسلمين كسائر العصاة؛ لأنه لا يزال في حكم الإسلام عند أهل السنة"؛ "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (13 / 162).

فالحل ليس في التعدِّي على النفس والهروب إلى المجهول، بل السر في الرجوع إلى شرع الله وذِكْره ودعائه، واحتساب الأجر عنده، ورجاء رحمته وفرَجِه وفضله؛ لأنَّه بشرع الله تستقيم الحياة، وتطمئنُّ القلوب، وتسعد النفس، وتعيش حياة هنيئة في الدنيا والآخرة؛ قال جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

ومن أصول الإيمان التي إن أُشربها قلب الإنسان استحال ارتكابه لهذا الجُرم أصل الإيمان بالقدَرِ خيره وشرِّه، وهو اعتقاد أن كل شيء في هذا الكون وقع بعلم الله وإذنه، ولازمه الرضى بأقدار الله ورجاء رحمته سبحانه وفرجه، والابتعاد عن اليأس من رحمته، قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].


ونسأل الله تعالى أن يُبصِّرنا بأمور دينِنا، ويُعيننا على أنفسنا، ويدرأ عنا نزغات الشيطان، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.28 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]