إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60058 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 833 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2020, 02:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير

إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير
عطية بن عبدالله الباحوث




الخطبة الأولى
الحمد لله الذي زيننا بزينة الإيمان.
الحمد لله الذي ألبسنا لباس التقوى.
الحمد لله الذي جعلنا من ذكر وأنثى، وخلق فسوى.
أحمده سبحانه ما تعاقب الليل والنهار.
وأسبح بحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

وأصلي وأسلم على البشير النذير، ورحمة الله للعالمين، نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم إمام المتواضعين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

فعنوان هذه الخطبة: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]

قال ابن كثير: (( فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية ))
وقد استشرف الصحابة إلى معرفة أكرم الناس بالميزان الدنيوي، فوزن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالميزان الأخروي الذي يعطي الحقائق على وجهها ويزن الرجال بأعماله.

فعن - أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( سُئِل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيُّ الناسِ أكرَمُ ؟ قال: ( أكرَمُهم عِندَ اللهِ أتقاهم ). قالوا: ليس عن هذا نَسأَلُك، قال: ( فأَكرَمُ الناسِ يوسُفُ نبيُّ اللهِ، ابنُ نبيِّ اللهِ، ابنِ نبيِّ اللهِ، ابنِ خليلِ اللهِ ). قالوا: ليس عن هذا نَسأَلُك، قال: ( فعن مَعادِنِ العربِ تَسأَلونَني ). قالوا: نعمْ، قال: ( فخِيارُكم في الجاهليةِ خِيارُكم في الإسلامِ، إذا فَقُهوا ).رواه البخاري

هذا الربط بين الخيرية وبين التقوى هو الميزان الذي يجب علينا كمسلمين أن نزن به الناس على ظواهرهم ونحسبهم والله حسيبهم، فمن ابتغى غيره فقد خاض في عفن الجاهلية ولم يرد إلا الحياة الدنيا.

وختام الآية منهج رباني وينة ماضية والله: (عليم خبير ) أي: عليم بكم، خبير بأموركم، فيهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ويرحم من يشاء، ويعذب من يشاء، ويفضل من يشاء على من يشاء، وهو الحكيم العليم الخبير في ذلك كله، والمعنى.
لستم أنتم من تعطون الناس مقاماتهم عند الله، بل يختار وينزل من رحمته على من يشاء من عباده.

فقريش لما أرسل للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا, وإذا كان الله يرسل بشراً فغير محمد كان أحق بالرسالة ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ [الزخرف: 31] يعنون الوليد بن المغيرة المخزومي, وكان يسمى ريحانة قريش, هذا من مكة, ومسعود بن عمرو بن عبيد الله الثقفي من أهل الطائف, فقال الله تعالى ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32].


الناس ينظرون بمنظار المصلحة والوجاهة والعطاء المشبوه من الأموال، والله ينظر إلى الناس بمنظار الحق والعدل والإنصاف، فأين قلب محمد صلى الله عليه وسلم من الوليد بن المغيرة.


الله كما قسم الأرزاق قسم المناصب والكرامات والرحمات، وليس لنا والحال هذه إلا أن نسأل الله بعمل صالح أن يختارنا بفضله وكرمه وإن يتولانا فيمن تولى.

والرسالة والدين إنما وجد ليكون علماً تحمله صدور الرجال وعملاً تتحرك به أجساد الأخيار، فالتنظير بلا عمل خرافة تقع في أذهان من حرمه الله من الخير والعمل بلا هدى من الله ضلال، والعلم والعمل منهج الأنبياء.

فعن المعرور بن سويد قال: (( رأيْتُ على أبي ذر بُرْدًا، وعلى غلامِه بُرْدًا، فقلتُ: لو أخَذْتُ هذا فلَبِسْتَه كانت حُلَّةً، وأَعْطَيْتُه ثوبًا آخرَ، فقال: كان بيني وبينَ رجلٍ كلامٍ، وكانت أمُّه أَعْجَمِيَّةً، فنِلْتُ منها، فذكرَني إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: أَسَابَبْتَ فلانًا ؟ قلتُ: نعم. قال: أَفَنِلْتَ مِنْ أمِّه ؟ قلتُ: نعم. قال: إِنَّك امْرُؤٌ فيك جاهليةٌ. قلتُ: على حينِ ساعتي هذه من كِبَرِ السِّنِ ؟ قال: نعم. هم إخوانُكم، جعلهم اللهُ تحتَ أيديكم، فمَنْ جعلَ اللهُ أخاه تحتَ يدِه، فلْيُطْعِمْه ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْه مما يَلْبَسُ، ولا يُكَلِّفْه مِنَ العملَ ما يَغْلِبُه، فإن كلَّفَه ما يَغْلِبُه فلْيُعِنْه عليه )) البخاري.

إن الجاهلية ليست فقط العودة إلى عبادة صنم أو حجر، بل هي القيام بتراثها البائد ونشره والمفاخرة به واعتقاد صحته وصوابه.

فأبو ذر لم يكن يعتقد أنه بهذا الاحتقار لأخيه قد وصل إلى جاهلية قد هرب منها منذ سنوات يكابد نفسه ألا يرجع إليها.


وأبو ذر لم يكن يعلم أنه بتطاوله على عرض أخيه أنه رجع للعنصرية الجاهلية العفنة.


إن سب الناس أمر ليس بالهين لكنه عندما يكون عن سخرية واحتقار وتنقص فإن أمره أعظم لما يدل عليه من خبث السريرة وقلة الحياء من الله ومن الناس.


وأعلم أخي الكريم أن: من سبك واحتقرك ونال من عرضك فقد وصل به الجرم ما يوصفه حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرِّبا اثَنانِ و سبعونَ بابًا، أَدْناها مثلُ إِتْيانِ الرجلِ أُمَّهُ، و إِنَّ أَرْبَى الرِّبا اسْتِطَالَةُ الرجلِ في عِرْضِ أَخِيهِ )) صححه الألباني.


فإن كان الربى عظيم فإن هناك ما هو أشنع منه أن تقتطع من لحم أخيك طعام تستسيغه لكبر وتطاول في نفسك.


وإن الإنسان ببذله ونبله ليصل إلى مقامات العزة والشرف ولا شك فهذا سلمان الفارسي نال الشرف في حديث: عمرو بن عوف المزني: (( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَّ الخندقَ من أحمرَ السَّبْخَتَينِ طرفَ بني حارثةَ عامَ حربِ الأحزابِ حتى بلغ المَداحجَ فقطع لكل عشرةٍ أربعينَ ذراعًا واحتج المهاجرون والأنصارُ في سلمانَ الفارسيِّ وكان رجلًا قويًّا فقال المهاجرون سلمانُ منا وقالت الأنصارُ منا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سلمانُ منا أهلَ البيتِ)) حسنه لترمذي.

سلمان صاحب البحث عن الحق والحقيقة.

سلمان ابن تاجر مجوسي كان من شدة حبه له يحبسه في البيت كما تحبس النساء.


سلمان قدم إلى المدينة وأنفق في سبيل ذلك كل ما يملك لرحالة من العرب فخانوه وباعوه رقيقاً ليهودي.


لكنه عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عرف في وجه النور وعرف بين كتفيه خاتم النبوة فذهبت سنوات العناء كحلم ايقظته حقيقة النبوة ومسحت شقاوته حلاوة الإيمان.


فاعتقه صلى الله عليه وسلم بأربعين نخلة زرعها المصطفى بيديه وأربعين أوقية من ذهب ببركة عطائه.


وتوجه بتاج الكرامة ما نظر إلى أصله ولا إلى نسبه ولكن نظر إلى بذله وجهده من أجل دين الله.


قدم سلمان كل ما يستطيع وترك الثروة والثراء فأي نسب بعد ذلك يريده، إن الخير بين جنبي سلمان ساقه منة من الله وتفضلاً إلى جنة النعيم، ونقله من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، هكذا يكون مقام الرجال الرجل وبذله والرجل وعبادته والرجل وصدقته.


عباد الله: مهما سعينا في الدنيا إذا لم يكن لنا تجارة مع الله فنحن خاسرون لا محالة، وانظر أخي الكريم إلى تجارة صهيب الرومي فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: (( أقبَل صُهَيبٌ , رضي اللهُ عنه مهاجرًا إلى مدينةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاتبَعه نفَرٌ مِن قريشٍ، ونزَل عن راحلتِه وانتَثَل ما في كِنانتِه، ثم قال: يا معشرَ قريشٍ قد علِمتُم أني مِن أرماكم رجلًا وايمُ اللهِ لا تصِلونَ حتى أرميَ بكلِّ سهمٍ معي في كِنانتي ثم أضرِبُ بسيفي ما بقي في يدي منه شيءٌ، ثم افعَلوا ما شِئتُم، وإن شِئتُم دللتُكم على مالي وقينَتي بمكةَ وخلَّيتُم سبيلي، قالوا: نعَم، ففعَل، فلما قدِم على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، قال: ربِح البيعُ أبا يَحيى، ربِح البيعُ أبا يَحيى، قال: ونزلَتْ: ومنَ الناسِ مَن يَشري نفسَه ابتغاءَ مرضاةِ اللهِ واللهُ رؤوفٌ بالعبادِ )) إسناده جيد.

• من هو صهيب؟
قال أبو عمر بن عبد البر: كان أبو صهيب، أو عمه: عاملا لكسرى على الأبلة، وكانت منازلهم بأرض الموصل فأغارت الروم عليهم، فسبت صهيباً وهو غلام، فنشأ بالروم. ثم اشترته قبيلة كلب، وباعوه بمكة لعبد الله بن جدعان، فأعتقه.
رمى صهيب بالدنيا خلفه بمكة فاحتضنته المدينة بنورها وخيرها وبركتها.

هذا والله البيع الرابح وهذه التجارة مع الله لا خسارة والله يضاعف لمن يشاء.


صهيب بتضحيته وبذله وخدمته لدينه وصبره على العذاب في سبيله كان من أكرم الصحابة وخير من الآف العرب التي أعرضت عن الهدى والحق.


وُزن عمله وربح بيعه وشُكر بذله لأنه تقي بار.


لم ينظر أحد إلى ماضي صهيب إنما نظروا إلى حاضره وقيامه بأمر الله فكان سيداً في الجيل المبارك الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم كيف يقيسون الرجال.


كم وكم من أناس لا نراهم في أعيننا بشيء، وليس لهم في أنفسنا حظ ولا في مجالسنا نصيب قد جعل الله لهم الفردوس الأعلى حظاً ونصيباً.

فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كَمْ من أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لهُ، لَوْ أَقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّهُ، مِنْهُمْ البَرَاءُ بْنُ مالِكٍ )) قال الألباني حسن صحيح وأصله عند مسلم. - وفيه (مدفوع بالأبواب ).

المظهر والشكل والرفاهية وحسن الملبس والمركب إنها مقاييس أهل الدنيا.

أما ميزان أهل الدينا من أولياء الله: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ أهل عدل وإنصاف، فإن الكلمة في مدح فلان أو ذمة يكون لها مقام بين يدي الواحد القهار، فلا بد من إعداد العدة لسؤال قد لا نجد له جواب إلا النار.

لا نحتقر رجلاً لا يحبه أهل الدنيا وأهل الفجر والفسوق والعصيان بسبب لباس أو فقر أو عدم وجاهه.

فقد يكون مثل هؤلاء ممن وصلوا إلى كرامة الله بأن يصدقهم بما أرادوا، فهذا البراء لما كان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس فقال المسلمون يا براء أِقسم على ربك فقال أُقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم والحقتني بنبيك فحمل وحمل الناس معه فانهزم الفرس وقتل البراء.

لا نجعل لنفوسنا حظاً من الشر بما تحمله من نوايا لا تليق بمسلم يريد ما عند الله والدار الآخرة.
أقول ما سمعتم واستغفروا الله إن الله غفور رحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله المنعم المتفضل، غافر الذنب أرحم الراحمين سبحانه وتعالى، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين أما بعد:
عن عبدالله بن عمر قال: (( رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ دخل الكعبةَ، هو وأسامةُ بنُ زيدٍ وبلالٌ وعثمانُ بنُ طلحةَ. ولم يدخلها معهم أحدٌ. ثم أُغلقتْ عليهم. قال عبدُاللهِ بنُ عمرَ: فأخبرني بلالٌ أو عثمانُ بنُ طلحةَ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صلى في جوفِ الكعبةِ، بين العموديْنِ اليمانييْنِ )) مسلم.

وعن عروة بن الزبير بن العوام (( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمر بلالًا عامَ الفتحِ فأذنَ فوقَ الكعبةِ )) في مراسيل أبي داود.

يوم النصر يوم الفتح يوم العزة والكرامة.
أطاح صلى الله عليه وسلم بالأصنام الحسية في فتح مكة، وكان ولا بد أن يطيع بالأصنام المعنوية فدخل الكعبة مع الضعفة ذكراً أسامة وبلال لأنهم أصحاب سبق في الإسلام.

الكعبة التي كانت بسبب العصبية الجاهلية حكر على السادة والعظماء بل منع من دخولها في الجاهلية النبي صلى الله عليه وسلم، الآن يصعد عليها بلال ليعلن كلمة التوحيد.

وأعلم أخي الكريم أن الدنيا وإن أعطتك ظهرها فإن لنا يوماً نقف فيه بين يدي الله لا نملك من الدنيا شيئاً وإنما مؤمن تقي أو فاجر شقي.

فلنتقي الله ونرحم أنفسنا مما نجد من احتقار وازدراء للناس فوالله إنه لمرض قلبي لا ينجو من ويلاته إلا من أتى الله بقلب سليم.

الدعاء
اللهم إنا نعوذ بك من مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نعوذ بك من الكبر والعجب احتقار البشر.
اللهم نقي قلوبنا من النفاق وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا بفضلك ومنك اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ولا تجعله مشتبهاً علينا فنضل.
اللهم احفظ أمننا وإيماننا، واحفظ إمامنا وسدده وأيده بالحق وجعل له أعوان صدق وبر.
اللهم أنزل على بلاد المسلمين العافية والسلامة وردنا جميعاً إليك مرد غير فاضح ولا مخزي.
اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا وادخلنا برحمتك في الصالحين يا رب العالمين.


عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90] فاذكروا الله يذكركم واشكروه على جليل نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.68 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]