|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#81
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1234 الفرقان العلم أغلى ما يطلب إن العلم أغلى ما يُطلب في هذه الحياة؛ فلا سبيل إلى معرفة الله، ولا سبيل إلى الوصول إلى رضوان الله في الدنيا والآخرة إلا بالعلم الشرعي، ولم يأمر الله نبيه بطلب الزيادة من شيء إلا من العلم، كما قال -تعالى آمراً نبيه المصطفى [-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114). مع اقتراب عام دراسي جديد، تقع مسؤولية كبيرة على أولياء الأمور وعلى الأم على وجه الخصوص في غرس القيم الأصيلة في نفوس الأبناء، ومن أهم تلك القيم التي كان سلفنا الصالح يحرصون كل الحرص على تعليم أبنائهم إياها، أنَّ الأدب مقدمٌ على العلم، فهذه أم الإمام مالك -رحمهما الله- لما كان صغيرًا ألبسته أحسن الثياب، ثم قالت له: «يا بُنَيَّ، اذهب إلى مجالس ربيعة واجلس في مجلسه، وخذ من أدبه قبل أن تأخذ من علمه». إن وصايا الآباء لأبنائهم بتعلم الأدب قبل العلم أنشأت أجيالاً تربو على الأدب الرفيع مع المعلمين، حتى أنَّ الإمام الشافعي -رحمه الله- وهو تلميذ للإمام مالك قال: «كنت أقلب الورقة بين يدي مالك -رحمه الله- بطريقة هادئة هيبة له لئلا يسمع وقعها»، وهذا الربيع بن سليمان -رحمه الله- وهو من تلاميذ الشافعي يقول: «والله، ما تجرأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلى هيبة له»، فأين الآباء في دنيا اليوم من هذه الوصايا؟ أين الآباء الذي يحرصون على تعلُّم أبنائهم الأدب والأخلاق الحميدة؟ الأدب قبل العلم الوعيُ بأهمية التعليم تقع مسؤولية كبيرة على أولياء الأمور في بناء الوعي لدى الأبناء بأهمية التعليم وأهمية الرسالة التي يحملها الطالبُ، فيدرك أهمية كونه طالبًا مسلمًا، فيتأدب بأدب الإسلام، وننمي فيه جملة من القيم والأخلاق والمثل التي تزين سلوكه في مواطن التعامل مع الآخرين على اختلاف مراتبهم، فالأسرة عليها إرشادُ الطالب إلى حقوق المعلمين، وحقوق الزملاء، وحقوق الموظفين بداية من عامل النظافة إلى مدير المدرسة، وبيان أن هذا مما أوجبه الله -تعالى- علينا، وأن رفعة المرء لا تكون إلا بأداء الحقوق التي افترضها الله -تعالى- علينا تجاه الآخرين، فيأمرونه بحفظ اللسان، وحفظ البصر، والصبر على الأذى، فلا ينطق إلا بما ينم عن أدب واحترام لمعلميه ولزملائه وللعاملين الذين يسخرون جهدهم له ولغيره من الطلبة، فلابد أن تكون أخلاقه صادرة عن هدي القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا تغفل الأسرة عن حث أبنائها على بناء جسور الألفة والمودة بينهم وبين معلميهم، وبينهم وبين زملائهم وكل الذين يساعدون في تهيئة المناخ التعليمي المناسب لهم. رسالة للآباء والأمهات كونوا مع أبنائكم، ساعدوهم بالتوجيه ولا تفسدوهم بالترف، ووفروا لهم الجو الدراسي الملائم، وتتبعوهم بزيارة مدارسهم من أجل الوقوف على أحوال سيرهم فيها، إن أبناءكم أمانة لديكم، مروهم بالصلاة، وعلموهم الاهتمام بالواجبات وتنظيم الأوقات، اهتموا بشؤونهم وأسئلتهم، نموا مواهبهم واكتشفوا ميولهم وتمموا مداركهم، واغرسوا في قلوبهم تقوى الله -تعالى- ومحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعودوهم العمل الصالح، وحببوا لهم العلم النافع والأخلاق الحسنة. التقدير الذاتي للأبناء وعلى الأب والأم العملُ على رفْع معنويَّات أبنائهم وبناتهم، ويُشعِرونهم بتقديرهم لهم، يَمدَحونهم ويثنون على مَواطِن الخير فيهم، ولا سيَّما عند غيرِهم وبحُضورِهم، وليس الأمر مُتعلِّقًا بالأب فقط، بل على أفراد المجتمع أنْ يُشعِروا أبناءَ المسلمين بقَدرِهم، يُقدِّرونهم ويحترمونهم، يَتعامَلون معهم كما يَتعامَلون مع الكبار، فهذا له دورٌ في شُعورِهم بقدرهم، فيترفَّعون عن بعض ما لا يرضَى من الأقوال والأفعال، عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمَرِض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُه، فقعَد عند رأسِه فقال له: (أسلِمْ)، فنظَر إلى أبيه وهو عندَه فقال له: أطِعْ أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، فخرَج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقَذَه من النار». بصمات نسائية في مسيرة الحضارة الإسلامية كان للمرأة المسلمة حضورٌ في المجتمع الإسلامي منذ اللحظة الأولى لظهور الإسلام، فكانت تتعلَّم وتُعلِّم، وترحل لطلب العلم، ويقصدها الطلاب لأخذ العلم عنها، وتصنِّف الكتب، وتفتي، وتُستشار في الأمور العامَّة، فالسيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- هي أوَّل من آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - على الإطلاق، وكانت ملاذًا وحصنًا منيعًا للدعوة الإسلامية حتى وفاتها في العام العاشر من البعثة، وهو العام الذي سمَّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحزن، كذلك كانت المرأة أوَّل من ضحَّت بنفسها في سبيل الله؛ فالسيدة سمية بنت خياط -رضي الله عنها- هي أول شهيدة في الإسلام، كما كانت المرأة أول من هاجر في سبيل الله؛ فالسيدة رقية بنت النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، هي أول من هاجرت إلى الله -تعالى- مع زوجها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إلى الحبشة. الطالبة الجامعية والأهداف السامية من أهم الأهداف التي يجب على الطالبة الجامعية أن تحققها من خلال وجودها في الجامعة؛ أن تكون فتاة جامعية إسلامية الثقافة والملامح والعقيدة، وأن تعمل جاهدة على تحقيق المجتمع الإسلامي الأمثل، وأن تتحمل مسؤوليتها كاملة في الحفاظ على مجتمعنا ليبقى مسلمًا مؤمنًا متمسكًا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ فالإسلام يريد من الفتاة المسلمة أن تكون ركيزة لبناء هذه الأمة وسببا لهدايتها ونهضتها، وأن تكون سببا لسعادته وقوته، ويريدها أن تكون مربية للأجيال وبانية لشخصية أبناء هذه الأمة لتعيد لها مجدها وعزتها. رسالة للمعلمات اعلمي أيتها الأخت الفاضلة التي وفقها الله لهذه المهنة، أنَّ وظيفة التعليم من أشرف الوظائف على الإطلاق؛ لأنَّها مُهمَّة الأنبياء التي بُعثوا من أجْلها؛ قال الله -تعالى-: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (آل عمران: 164)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ العلماء وَرَثَةُ الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذه، أخَذَ بحظٍّ وافر»؛ ولذلك كان نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - مُعَلِّمنا، وموجِّهنا؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّما أنا لكم بمنزلة الوالد، أعَلِّمكم)، ويشير أحدُ علماء التربية إلى أنّ مِهنة التدريس هي «المهنة الأم»، ويقول آخرُ: «المدرِّس قائد يمثِّل كلاًّ من الأب والأمِّ»، فإذا كان أمرُك هكذا أيتها المعلمة، فاحرِصْي على أن تأخُذي بمجامع صفات المربِّية المسلمة، التي بوَّأها الله هذه المسؤوليَّة العظيمة». أَرَأَيْتَ أَعْظَمَ أَوْ أَجَلَّ مِنَ الَّذِي يَبْنِي وَيُنْشِئُ أَنْفُسًا وَعُقُولاَ
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 06-10-2024 الساعة 05:57 AM. |
#82
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1235 الفرقان مسؤولية المرأة المسلمة إنَّ مسؤولية المرأة المسلمة في المجتمع هي بِناءُ الحياة السعيدة في ذاتها، المُسعِدة لكلِّ فرد في المجتمع، ابِتداءً من الزوجة ربة المنزل، ومرورًا بالأبناء، وانتهاءً بالواجب المَنُوط بها، وتحقيقًا لواجب الاستِخْلاف في الأرض، وإقامة شرع الله -عز وجل- ونصرة دينه. المرأة المسلمة والاستجابة لأمر الله إن أهم المعينات على ثبات المرأة المسلمة على طريق الخير والحق، دوام الصلة بينها وبين الله -تعالى-، وإظهار عبوديتها الحقة له -سبحانه-، ومن الصور المهمة التي تجسد لنا هذه العبودية سرعة استجابة المرأة لأوامر ربها -عزوجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما فعلته نساء الأنصار عندما نزلت آية الحجاب، في الوقت الذي نرى فيه اليوم كثيرا من النساء في غفلة عن ذلك، فالأم لا تريد لابنتها الحجاب حتى تتزوج، وأخرى تعتقد أن الحجاب سيدفنها ويقضي عليها، وسيحرمها من التمتع بالحياة، وثالثة تظن أن الحجاب له قيوده وضوابطه ومتطلباته، وهي لا تزال صغيرة لا تريد مثل هذه القيود والضوابط، بل تريد أن تمرح وتسرح وتجري هنا وهناك، تتمتع بحياتها قبل أن تكبر، أو قبل أن تتزوج، هذا بزعمها وإنا لله وإنا إليه راجعون، فلتتأمل كل امرأة ترجو الله والدار الآخرة موقف نساء المهاجرين والأنصار، ولتتخذهن قدوة صالحة لها، عسى أن تسير في طريق الهداية وتثبت عليه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «يرحم الله نساء المهاجرين الأول، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النور:31)، شققن مروطهن فاختمرن بها»، وفي رواية: «أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها». من أهم واجبات المرأة في بيتها - من أهم واجبات المرأة في بيتها تربية الأبناء والبنات، تربية إسلامية صحيحة، حتى يشبُّوا أفرادًا صالحين، وإلا كانوا وبالاً على مجتمعهم، وسببًا من أسباب فساده وانهياره؛ فالمرأة الصالحة تربي أولادها على العقيدة الصحية ، وتعلمهم القرآن، وتربيهم على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إن أحد العلماء يقول: تعلمت نصف علمي من أمي، كانت تقرأ علينا كلَّ يوم من القرآن والحديث. - والمرأة الصالحة تعتني ببيتها وتحافظ على نظافته، وتهيّئ أكبر قدر من الراحة لزوجها وأولادها، قال -عليه الصلاة والسلام-: «والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم»، فهي تحافظ على أمواله وأولاده وعلى نفسها، سواءٌ في حضوره أم غيابه. - والمرأة المسلمة لا تحمِّل زوجها ما لا يطيق من المصروف البيتي، من الإنفاق على لباسها وزينتها؛ بل تتصرف في مالها ومال زوجها بالحكمة من غير إسراف ولا تقتير. المرأة المسلمة التي نريد
نحن في حاجة للمرأة القوية في عصرنا هذا المليء بالفتن (فتن الشهوات وفتن الشبهات) نحتاج امرأة تتصف بالقوة:
أخطاء تقع فيها النساء من الأخطاء التي تقع فيها بعض الزوجات التي حذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم - نكران جميل الرجل وفضله بأقل إساءة إلى الزوجة، فتراها تحكي عنه في جل المجالس، متنكرة له ولإحسانه عليها، ولهذا حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على بيان تلك الصفة وهي نكران العشرة مع بيان علاج هذه الصفة السيئة من خلال الصدقة؛ فهي تطهير لهن مما يقع منهن من مخالفات ألسنتهن، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن». احذري أن تضيعي قلبك ووقتك! أعظم الإضاعات إضاعتان، هما أصل كل إضاعة: إضاعة القلب، وإضاعة الوقت، فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة، وإضاعة الوقت في طول الأمل، فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل، والصلاح كله في اتباع الهدى، والاستعداد للقاء الله. من خصائص الأسرة المسلمة من أهم خصائص الأسرة المسلمة ومقوماتها حرصها على إقامة حدود الله، أي تطبيق شرعه -تعالى- في شؤونها، وقيمة الحياة الزوجية بقدر تحقيقها لهذا الهدف، فإذا نكبت عنه، أو أهملته، فلا قيمة لها، ولن تؤدي الأسرة دورها التربوي على الوجه الأمثل إلا إذا التزمت بالآداب الإسلامية في شؤونها: في طعامها وشرابها، في نومها واستيقاظها، في مجالسها وأحاديثها، في جدِّها وهزلها، في أفراحها وأتراحها، وفي سائر شؤونها، وفي هذا الجو الإيماني، وفي هذا الرقي الأخلاقي ينشأ الجيل المسلم الذي نريد. وجعل بينكم مودة ورحمة أنشأ الله -تعالى- العلاقة الزوجية على أساس المودة والرحمة والسكينة والطمأنينة قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم21]، فإذا اجتمع الزوجان على أساس من الرحمة والاطمئنان النفسي المتبادل، فحينئذ يتربى الناشئ في جو سعيد يهُبُّهَا الثقة والاطمئنان، والعطف والمودة، بعيدًا عن القلق والعقد والأمراض النفسية التي تضعف شخصيته.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 10-10-2024 الساعة 11:21 PM. |
#83
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1236 الفرقان المرأة الصالحة مشعل النور والهداية المرأة الصالحة هي مشعل نور وهداية وحب ووئام، وهي مدرسة إذا أُحسن إعدادها، أخرجت أجيالاً تقود الدنيا بأسرها، وتبني الحضارات ورجالها، ولذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجال أن يختاروا من النساء ذاتَ الدين، وألا ينخدعوا بمال ولا بجمال ولا جاه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»، فأمره أن يختار النواة الصالحة، حتى تتكون منها أسرة صالحة في نفسها، نافعة لوطنها، ولبني جنسها. مواقف نبوية في تربية الأبناء حَوَتِ السنَّة النبويَّة الأصول التربوية التي تجعل المربِّي أكثر عمقًا ووَعْيًا ودِراية بحاله وحال المُرَبَّى، كما تُرَسِّخ عنده مَفاهِيم وتَصَوُّرات يستطيع بها قِيادَة هذه العمليَّة التربوية دون تَعقِيد لها، أو تَشتِيت لذهنه، أو تفريط في حقِّها، ومن ذلك ما يلي:
أمور تتساهل فيها النساء من الأمور التي تتساهل فيها النساء: عدم الاهتمام بتربية الأولاد تربية إسلامية، وإهمالهم فيما يقصرون فيه من أداء الفرائض وحقوق الله -تعالى-، وعدم النصح لهم والإنكار عليهم، ومن ذلك إهمال البنين لأداء الفرائض في المسجد، وكإهمال البنات إذا بلغن المحيض لأداء الفرائض والصيام وغيرها من الواجبات، وكذلك التغاضي عن المخالفات العقدية كأعياد الميلاد، ولبس الملابس التي عليها الصور أو الصلبان، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها». الأسرة ومسؤولية التربية الخُلُقية الأسرة عليها مسؤولية كبيرة في التربية الأخلاقية للأبناء، حتى يكونوا أسوياء؛ لأن الطفل الصغير كالصفحة البيضاء، فالأسرة تعمل على غرس القيم الأخلاقية في نفوسهم منذ الصغر كالتقوى والرحمة والعفو والحياء وعفة اللسان ومراعاة حق الله -تعالى- وحق رسوله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك مراعاة حق القرآن الكريم وحق الوالدين وحق الإخوة، وحق الجار، وحق الرفيق وحق الكبير، وحُسن التعامل مع الآخرين، مع التأكيد على آداب الإسلام، كآداب السلام واللباس، وآداب اليوم والليلة، وأذكار الصباح والمساء، مع آداب الاستئذان، وآداب المجلس، وآداب الحديث، وآداب عيادة المريض، وآداب الطعام والعُطاس والتثاؤب؛ فلهذا وغيره كانت الأسرة هي أهم المحاضن التربوية التي ينشأ فيها الأبناء. تأثيرُ القدوةِ الصالحةِ في الأطفال على الأم أن تدرك أنَّ الطفلِ لا يَسْهُلُ عليه إدراكُ المعاني المجردة؛ لذا فهو لا يقتنعُ بالأوامر بمجرد سماعها، بل يحتاج مع ذلك إلى المثالِ الواقعيِّ المشاهَدِ، الذي يدعمُ تلك التعاليمَ في نفسِهِ، ويجعله يُقْبِلُ عَلَيها ويَتَقَبَّلُها ويعملُ بها، وهذا أمرٌ لم يَغْفُل عنه السَّلَفُ الصَّالِحُ، بل تَنَبَّهُوا له، وأَرْشَدُوا إليه المربين، فها هو ذا عمرُو بن عتبةَ يُرشِد مُعلِّمَ ولدِه قائلاً: «لِيَكُنْ أولَّ إصلاحُكَ لِبَنِيَّ إصلاحُك لنفسِك، فإن عيونَهم معقودةٌ بعينك، فالحَسَنُ عندهم ما صَنَعْتَ، والقبيحُ عندهم ما تركتَ، وهذا يؤكدُ أنه لا سبيل إلى التربيةِ السليمةِ إلا بوجود قُدوةٍ صالحةٍ تغدو نموذجًا عمليًّا لامتثال الأوامر، والاستجابة لها، والانزجار عن النواهي، والامتناع عنها. صحابية جليلة طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد لنيل الشهادة صحابية جليلة طلبت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذهاب معه للجهاد؛ لتنال الشهادة فرفض وأخبرها بأنها ستموت شهيدة، قالت -رضي الله عنها-: «إنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، لمَّا غَزا بدرًا ، قُلتُ لَهُ : يا رسولَ اللَّهِ ، ائذَنْ لي في الغزوِ معَكَ أمرِّضُ مَرضاكم ، لعلَّ اللَّهَ أن يرزُقَني شَهادةً، قالَ: قرِّي في بيتِكِ فإنَّ اللَّهَ -تعالى- يرزقُكِ الشَّهادةَ، قالَ: فَكانت تسمَّى الشَّهيدةُ، قالَ: وَكانت قد قرأتِ القرآنَ فاستأذنتِ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن تتَّخذَ في دارِها مؤذِّنًا، فأذنَ لَها، قالَ: وَكانت دبَّرت غلامًا وجاريةً فقاما إليها باللَّيلِ فغمَّاها بقطيفةٍ لَها حتَّى ماتَت وذَهَبا، فأصبحَ عمرُ فقامَ في النَّاسِ، فقالَ: مَن كانَ عندَهُ من هذَينِ علمٌ، أو مَن رآهُما فليَجِئْ بِهِما، فأمرَ بِهِما فصُلِبا فَكانا أوَّلَ مصلوبٍ بالمدينةِ»، إنها الصحابية الجليلة أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث الأنصارية -رضي الله عنها. حقيقة الدور التربوي للأم ماذا نعني بدور الأم التربوي؟ إنه ببساطة دورها في صناعة الإنسان الذي يولد ولا يعلم شيئًا من أمر الحياة، فتتلقَّفه أمه وتمنحه الخطوط العريضة لشخصيته، إنه دور يتجاوز منحه الطعام الصحي والملابس النظيفة والفراش المرتب، على الرغم من أهمية هذه النقاط، لكن مع الأسف لا تفهم كثير من الأمهات طبيعة الدور التربوي المنوط بهنَّ، فلا تمنح الوقت الكمي المناسب لأبنائها، وغالبًا لا تمنحهم الوقت الكيفي النوعي، فلا تجد مجرَّد الوقت للاستماع لأبنائها، فهي مُنهَكَة في أعمالها، ناهيك عن النساء اللاتي يهدرن أوقاتهن الغالية في الثرثرة، وأمام الهاتف، وفي مواقع التواصل الاجتماعي. أهم ملامح البيت المسلم البيت المسلم لابد أن يكون عامرًا بالذكر والصلاة، وهذه العبادة هي أولى الملامح التي تميزه عن غيره من البيوت، وإننا لنعجب من بعض النساء المتفرغات لبيوتهن من الشكوى بالملل والفراغ! وقد وهبها الله فرصة عظيمة لعمارة بيتها وقلبها بالعبادة، التي هي الأولوية المطلقة للإنسان المسلم، والعبادة بمعناها العام، تشمل جميع مهام المرأة، بشرط إصلاح النية، واحتساب هذه الأعمال {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 162).
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 10-10-2024 الساعة 11:21 PM. |
#84
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1237 الفرقان النموذج النبوي الشريف في التربية المسلمون في كلِّ زمان ومكان محتاجون إلى استدعاء النموذج النبوي الشريف؛ ليقتدوا به في تعليم أبنائهم ورجالهم ومجتمعاتهم، وتربيتهم التربية الصالحة التي تمكّنهم في الأرض، والعزة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، والفوز برضا الله في كلِّ الأحوال {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21). كيف تحببين أبناءك في الصحابة؟ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هم أفضل الخلق من بعده، هم منارة الهدى وأعلام التقى، وهم السبب الأصيل في وصول الإسلام إلينا كما جاء به المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وهم قدوة في الاتباع، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»، ومن حقهم علينا أن نعرِّف أبناءنا بهم ونحببهم إليهم، وإليك بعض الأساليب المفيدة لنحبب أبناءنا وبناتنا في الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين:
ابدؤوا بأنفسكم من أفضل وسائل ترسيخ ثقافة الاعتذار في نفوس الصغار، أن يبدأ الكبار بذلك، فمن الحكمة أن يعتذر الأب أو الأم أمام الأولاد، إذا وقع أي منهما في خطأ، بل إن الوالدين إذا أخطأ أي منهما في حق أبنائهما، فمن الواجب أن يبادر بالاعتذار، فهذا أفضل أسلوب لتعزيز ذلك الخلق لديهم، الذي يرادف التواضع، علينا بوصفنا مربين، أبًا أو أما، أن نعلم أبناءنا ثقافة الاعتذار عن الخطأ، كذلك أن نعلمهم ونربيهم على قبول الاعتذار من باب التسامح والعفو، الأمر الذي يحفظ روابط المودة والأخوة، ويقوي من تماسك الأسر والمجتمعات. من مهام المرأة المسلمة في بيتها
رسالة الأمَّة في الأرض قال الله -تعالى-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة:143)، يقول المفسرون في هذه الآية: إن القرآن الكريم يحدث الأمة كلها (رجالاً ونساءً) عن دورها ورسالتها الأولى والأخيرة في هذا الكون، وعن وظيفتها الضخمة في هذه الأرض، وعن مكانها العظيم في هذه البشرية، وعن دورها الأساسي في حياة الناس، ويقتضي هذا أن تستمع إلى ربها الذي اصطفاها لهذا الأمر العظيم، وأن تنصت إلى رسولها النبي المختار والرحمة المهداة والسراج المنير، فتستضيء به، فهو رائدها وهو حاديها وهو قائدها وهو زعيمها وهو قدوتها، بل والرسول المختار من رب العالمين مالك هذا الكون إلى البشرية كلها، وهو الشهيد على الشهداء يوم القيامة؛ لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقاموا بأداء الأمانة التي ائتمنهم الله عليها، وبالواجب الذي افترضه الله عليهم، ألا وهو تبليغ هذا الحق كاملاً وقدوة حسنة في الالتزام والصدق إلى البشرية كلها. من الأخطاء الشائعة عند تربية الأبناء من الأخطاء الشائعة لبعض الآباء والأمهات، ضرب الأبناء وتعنيفهم عند عدم تنفيذ ما يطلب منهم أو عند الخروج عن حدود الأدب، ولكن مع اعتياد الضرب فإن الأبناء لا يتأثرون به، ويصبح بالنسبة إليهم شيئا عاديا، كذلك قد يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى التدليل الزائد للأبناء، ولكن يجب أن يكون هناك توازن، فيجب إعطاء الأبناء الحب والحنان والأمان أيضًا ولكن يتم كل هذا بتوازن محسوب. من أجل ترسيخ ثقافة الاعتذار في نفوس أبنائنا من أجل ترسيخ هذا الخلق الكريم لدى الأبناء، ينصح خبراء التربية، بالآتي:
__________________
|
#85
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1238 الفرقان دور الأم في ربط أبنائها بالله -تعالى ينبغي ربط قلب الولد بالله عزوجل لتكون غايته مرضاة الله والفوز بثوابه، {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} (الأنبياء:94)، وهذا الربط يمكن أن تبثه الأمهات بالقدوة الطيبة، والكلمة المسؤولة، والمتابعة الحكيمة، والتوجيه الحسن، وتهيئة البيئة المعينة لهم على الخير. مسؤولية الأم في تربية أبنائها لابد للمرأة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهل في توجيههم كسلاً أو تسويفًا أو لا مبالاة، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم:6) فلنجنب أنفسنا وأهلينا ما يستوجب النار، ودور المرأة ليس منحصرا في تربية ابنها على المأكل والمشرب والملبس؛ إذ لابد من إحسان التنشئة، ولابد من تربية أبنائها على عقيدة سليمة وتوحيد صافٍ وعبادة مستقيمة وأخلاق سوية وعلم نافع. ولتسأل الأم نفسها: كم من الوقت خصّصتْ لمتابعة أولادها؟ وكم حَبَتهم من جميل رعايتها، ورحابة صدرها، وحسن توجيهاتها؟! علمًا بأن النصائح لن تجدي إن لم تكن الأم قدوة حسنة! فيجب ألا يُدْعى الابن لمكرمة، والأم تعمل بخلافها، وإلا فكيف تطلب منه لسانًا عفيفًا وهو لا يسمع إلا الشتائم والكلمات النابية تنهال عليه؟! وكيف تطلب منه احترام الوقت، وهي تمضي معظم وقتها في ارتياد الأسواق والثرثرة في الهاتف أو خلال الزيارات؟! أختي المؤمنة: إن ابنك وديعة في يديك، فعليك رعايتها، وتقدير المسؤولية؛ فأنت صاحبة رسالة ستُسألين عنها، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:6). وفي كل تصرف من تصرفاتها وكل كلمة من كلماتها عليها أن تراقب ربها وتحاسب نفسها لئلا تفوتها الحكمة والموعظة الحسنة، وأن تراعي خصائص النمو في الفترة التي يمر فيها ابنها، فلا تعامله وهو شاب كما كان يعامل في الطفولة لئلا يتعرض للانحراف، وحتى لا تُوقِع أخطاءُ التربية أبناءنا في متاهات المبادئ في المستقبل يتخبطون بين اللهو والتفاهة، أو الشطط والغلو؛ وما ذاك إلا للبعد عن التربية الرشيدة التي تسير على هدي تعاليم الإسلام الحنيف؛ لذلك عليها تنمية مهاراتها التربوية لتتمكن من معرفة: لماذا توجه ابنها؟ ومتى توجهه؟ وما الطريقة المثلى لذلك؟ أخطاء تقع فيها المرأة المسلمة من الأمور التي تقع فيها كثير من الفتيات، أنها ما إن تنتهي إحداهن من الدراسة النظامية حتى تهجر الكتب، بل والمطالعة عمومًا، وتصبح اهتماماتها المحدودة لا تتعدى لباسها وزينتها والتفنن في ألوان الطعام والشراب، وهي هموم دنيوية قريبة التناول، لا غير، فعليها أن تعلم أن المرأة المسلمة عضو فاعل في مجتمع الإسلام، فهي مؤثرة ومتأثرة به، وهي ليست هامشية فيه أو مهملة، ولا يصح بحال أن تكون سلبية أو اتكالية؛ فأمتنا الإسلاميَّة تنتظر من يعيد لها أمجادها من أبنائها البررة وبناتها الوفيات. من صفات المعلمة المسلمة من صفات المعلمة المسلمة التواضع؛ فذلك من خلق الإسلام وقد قال -تعالى- لنبيه الكريم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} (الشعراء:215)، فتبتعد عن المفاخرة والمباهاة، فالمعلمة التي تعامل طالباتها بصلف وكبرياء لن تجني غير كرههن لها، والمعلمة التي تسخر من طالباتها ولو بالهمز واللمز تترك جرحًا غائرًا في نفس أولئك الطالبات، فأين هي من أدب الإسلام الذي حذر من تلك المثالب بقوله -تعالى-: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} (الهمزة:1)، وأين القدوة الواجبة عليها والمنتظرة منها؟! ومن صفات المعلمة المسلمة أن تكون يقظة في رسالتها: فهي يقظة لجزئيات المنهج المدرسي لتستفيد منها كما يجب، وتوظفها لخدمة عقيدتها؛ فلا يُدرس العلم بمعزل عن العقيدة، وينبغي أن تكون المعلمة يقظة لما يتجدد من أحداث يومية: فلا تدعها تمر دون استفادة منها، بل بالطرْق والحديدُ ساخن كما يقال فتعلق على الحادثة التعليق المناسب في حينه، وعليها أن تلاحظ تصرفات طالباتها، فتزجرهن عن سيّئ الأخلاق، وترغّبهن في حسنها بطريقة سليمة ولا تلجأ للتصريح إذا نفع التلميح. الاهتمام بتعليم البنات قيل: تعليم رجل واحد هو تعليم لشخص واحد، بينما تعليم امرأة واحدة يعني تعليم أسرة بكاملها، وبتعليم بناتنا وتنشئتهن النشأة الصالحة نردم الهوة الكبيرة التي تفصل أمتنا عن التقدم في كثير من ديار المسلمين، بل إن ديننا الإسلامي بلغ فيه حب العلم والترغيب في طلبه أن دعا إلى تعليم الإماء من نساء الأمة؛ كي تزول غشاوة الجهل، وتسود المعرفة الواعية، وقبل ذلك ليُعبد الله على بصيرة، وتستقيم الأجيال على أمر الله، وفيما رواه الإمام البخاري -رحمه الله- قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران». المرأة المسلمة والحرص على طلب العلم جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بحَديثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِن نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ، تُعَلِّمُنَا ممَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، قالَ: اجْتَمِعْنَ يَومَ كَذَا وَكَذَا فَاجْتَمَعْنَ، فأتَاهُنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَّمَهُنَّ ممَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: ما مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ بيْنَ يَدَيْهَا، مِن وَلَدِهَا ثَلَاثَةً، إلَّا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ. وفي روايةٍ : ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ. من وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم -للنساء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا نساء المسلمات، لا تحقرنَّ جارةٌ لجارتها، ولو فِرْسِنَ شاةٍ». قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا تحقرن جارةٌ جارتها، أي: لا تستقلل جارةٌ هديةً مُهداة لجارتها، والجارة يقصد به المجاورة للمنزل، كما يقصد بها الضَّرَّة، ولو فِرْسِن شاة: الفِرْسِن، وهو عُظَيمٌ قليلُ اللحم، وهو للبعير موضعُ الحافر للفرس، ويتوسَّع فيه فيطلق على ظِلْف الشاة أيضًا، وليس المراد حقيقة الفِرْسِن؛ فإنه لم تجرِ العادة بإهدائه، ولكن المراد من ذلك المبالغة في إهداء الشيء اليسير، وقَبوله، أي: لا تمتنع جارة من الهدية لجارتها بسبب قلَّة ما تُهديه، ولا تمتنع الجارة من قَبول هدية جارتها مهما كان المُهدَى حقيرًا تافهًا. ما يفيده الحديث
__________________
|
#86
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1239 الفرقان الالتزام بالشريعة اعْلمْي - رحمك الله - أنَّ من أصول الإيمان مَخافة الله، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه، والتحلِّي بالأخلاق الإسلامية؛ فإنَّها منقذة من الضلالة، ولن يستقيمَ حال الناس في مآلهم ومعادِهم ما لم يلتزموا بشريعة الإسلام هاجر .. قدوة نساء العالمين هاجر أم إسماعيل تلك الزوجة المؤمنة، والأم الفاضلة، والمربية القائدة، قدمت إلى مكة مع زوجها إبراهيم -عليه السلام-، ومكة يومئذ صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء، فجاءت معه طائعة راغبة، وقصتها تحكي لنا واقع امرأة من بيت النبوة. فقد كان أهم ما ميزها ورفع شأنها وذكرها، طاعتها لزوجها إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث تركها -عليه السلام- في أرض لا شجر فيها ولا بشر، وليس معها كثير زاد، ولا قريب يؤنسها في وحدتها، ولكن يستودعهما الله الذي لا تضيع ودائعه، فقالت هاجر لإبراهيم -عليه السلام-: لمن تتركنا هنا؟ فلم يرد عليها! فقالت المرأة المؤمنة: ءالله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذًا لن يضيعنا، هكذا ببساطة وثقة ويقين، فكان عاقبة هذا التفويض المطلق والاستجابة الفورية لأمر الله بلا نقاش؛ أن فجر الله لها نبع ماء في قلب الصحراء، وكان مآل الخضوع الكامل والاستسلام لإرادة الله؛ أن أرسل الله لها قبيلة جرهم تقيم بجوارها هي وابنها لتؤنس وحشتهما، وكان الشرف الأعظم والفضل الأكبر جوارها لبيت الله الحرام، وأكرمها الله -تبارك وتعالى- بأن جعل نسكًا من مناسك الحج والعمرة وهو السعي بين الصفا والمروة على خطاها، إنها كلمات نحتاج أن نقف عندها في كل أمرٍ أمرنا الله -تعالى- به، وكل نهيٍ نهانا عنه، مادام الله أمرك بأمر حتى لو رأيت فيه - من وجهة نظرك القاصرة - مضرة لك أو فوات خير فلا تترددي ونفذي؛ فالله أعلم بما ينفعك، وسيجعل لك مخرجًا وسيعوضك خيرًا، ما عليك إلا أن تنفذي أمره ولن يضيعك الله، بل ستجدين الخير ينهال عليك من حيث لا تحتسبين. فاطمة بنت الخطاب.. قوة في الدين وجرأة في الحق صحابية جليلة اشتهرت بعبادتها وورعها، حتى أطلق عليها (التائبة العابدة)، إنها السيدة فاطمة بنت الخطاب -رضي الله عنها-، أخت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، كرست حياتها لخدمة دعوة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فأصبحت امرأة داعية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لقد بدأت الدعوة بمن هو أقرب منها، بدأت بأخيها عمر بن الخطاب، ولقد سجل لها التاريخ موقفا عظيما ترك في نفوس المسلمين أثرا طيبًا ودهشة عميقة، وحوّل مسار الدعوة من ضعف إلى قوة ومن خوف إلى أمن، بدأ ذلك الموقف يوم أن وقفت تلك الوقفة التي كانت سببًا في إسلام عمر -رضي الله عنها-، لقد ضربت لنا هذه الصحابية الجليلة مثالا صارخا لمن أراد العمل في حقل الدعوة، والمساهمة في نصرة دين الله -تعالى. صفات المرأة الصالحة
الطاعة هي اللغة السائدة أهم ما ميز أسرة نبي الله إبراهيم -عليهم السلام- الطاعة المطلقة لله -تعالى-، فهاجر المؤمنة أطاعت زوجها لطاعته لله عندما تركهما في الصحراء، ثم يخرج الابن البار إسماعيل -عليه السلام- الطائع لأبيه فيقول:- {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (الصافات: 102)، فالأسرة كلها مطيعة لربها، الزوجة تطيع زوجها، الابن يطيع أباه، الجميع يسير في كنف الطاعة، وبفضل طاعتهم أنجاهم الله -تعالى- في كل المواقف التي مروا بها:- {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق). العمل الأهم للمرأة المسلمة عمل المرأة المسلمة الأهم والأعظم هو تربية أبنائها والانشغال بهم، وهذه رسالة جليلة وعمل فريد لا تقوم به إلا المرأة، فعلى عملها هذا يتوقف مستقبل الأمة، وبهذه الوظيفة تسعد الأسر، وتنجو الشعوب من مهلكات تحيق بها إن أهملتها أو فرّطت فيها؛ فالأمومة ليست نومًا، ولا كسلًا، ولا فراغًا، وإنما هي كفاح، وصبر وبلاء، وفداء، وإيثار، وتضحيات، يهون بجانب ذلك كل عمل من الأعمال. احذري.. هذه المعوقات المحبطات للأعمال!
التساهل في النصيحة من الأمور التي تتساهل فيها بعض النساء التقصير في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة وغض الطرف عن المخالفات التي تراها في الأوساط النسائية، والله -تعالى- يقول: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}.
__________________
|
#87
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1240 الفرقان الشريعة وبناء الأسرة اهتمَّت الشريعة الإسلامية ببناء الأسرة اهتماما بالغا؛ لأنّها نواة المجتمع وأساسه، وأساس الأسرة هما الزوجان؛ فصلاح العلاقة بين الزوجين صلاح للأسرة، وفسادهما فساد للأسرة، وبصلاح الأسرة يصلح المجتمع، والعكس صحيح. السكن والتراحم أهم مقاصد الأسرة في الإسلام السكن والتراحم من أهم المقاصد الأساسية للأسرة في الإسلام، وقد أشار إليهما القرآن في قوله -تعالى-: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} (الأعراف: 189)، وقوله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21). والسكن مضاد التحرك، ويطلق في الاستخدام القرآني على معنيين، السكن المادي ومنه قوله -تعالى- {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} (النحل: 80)، والسكن المعنوي كما في قوله {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التوبة: 103)، ولأجل تحقيق مقصد السكن خلق الله الزوجين من نفس واحدة؛ لأن ذلك أدعى للتآلف وأبعد عن التنافر، ولأجله أيضا شرع الزواج على التأبيد لا التأقيت، ومن ثم عد الإسلام أي نوع من أنواع الزواج المحددة بإطار زمني باطلة ولا تصح شرعا، ولأجله أيضا شرعت أحكام المعاشرة بالمعروف وآدابها بين الزوجين، ووصفها الله بالخيرية؛ إذ يقول -سبحانه- {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء:19) وهو ما يعني أن ما عدا المعاملة بالمعروف ليس سوى الشر أو الإثم، كذلك التراحم فهو يتخلل مجمل العلاقات الأسرية ويتجلى من خلالها؛ فهنالك تراحم بين الأزواج بعضهم بعضا، وتراحم بين الآباء والأبناء كما هو الحال بين نوح وابنه، وتراحم بين الإخوة كما هو الحال بين موسى وهارون، وتعدد مستويات التراحم يؤكد أنه الحافظ للاجتماع الأسري وأساس التراحم الاجتماعي. أخطاء تقع فيها النساء: التساهل في إظهار الزينة للأقارب من الأخطاء التي تقع فيها النساء التساهل في إظهار الزينة أمام الأقارب من غير المحارم، بحكم صلة الرحم التي تجعل بينهم صلات قوية وزيارات واجتماعات، لكن هذه الأمور كلها لا تبيح للمرأة أن تبدي زينتها للأقارب من غير المحارم، كابن العم، وابن العمة، وابن الخالة، وابن الخال، وغيرهم؛ فهؤلاء ليسوا محارم لها، فقد أخرج البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إيَّاكم والدخول على النساء! فقال رجل من الأنصار يا رسول الله، أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت»، فهذا الرجل كان يظن أن دخول الأقارب على المرأة لا شيء فيه، لكن الرسول بيَّن أن (الحمو) وهو قريب الزوج أو الزوجة في دخوله خطورة ومفاسد تشبه الموت، وعلى هذا فلا ينبغي أن تظهر المرأة أمام أقاربها أو أقارب الزوج، كما تظهر على إخوتها، أو كما تجلس مع زوجها (مع مراعاة عدم الخلوة). احذري .. هذه المعوقات المحبطات للأعمال! من الصفات التي ينبغي على المرأة المسلمة التحلي بها: كتمان أسرار بيتها؛ فلا تخبر فلانة ولا فلاناً بأخبار بيتها، ولا فيما يدور بينها وبين زوجها وأبنائها وبناتها، ولا تُخرج ما يحصل من الخلاف والمشكلات؛ فكلُّ بيتٍ لا يخلو من ذلك، والمرأة العاقلة تكتم وتعالج ذلك بالحكمة والرفق؛ فإنَّ بعضًا من الناس إذا علموا عمَّا يدور في البيت أخذوا يُخبِّبون النساء على أزواجهن؛ فيزيدون المشكلات إضراماً، ويتسببون في خراب البيوت وتفريق شمل الأسرة وتشتيت الأبناء والبنات، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا». صفات أمهات المؤمنين كثيرٌ من النساء المسلمات في عصرنا الحالي لا يعلمن عن صفات أمهات المؤمنين، ولا كيف كنّ؟ ولا ماذا أنجزن؟ كثيرٌ من الأمهات لا يربّين بناتهن على الاقتداء بنساء الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا يُعلّمهن صفات أمهات المؤمنين، حتى بات الكثير من النساء في عصرنا الحالي يعتقدن أنّ وجود المرأة يقتصر فقط على الزواج والإنجاب، فمَن أفضل من أمهات المؤمنين قدوة لنا ولأولادنا؟ وكيف لا نحكي لهم عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وعن السيدة زينب -رضي الله عنها- التي عُرفت بكرمها وحبّها لمساعدة الفقراء والمساكين؟ وعن السيدة خديجة -رضي الله عنها- التي وقفت بجانب زوجها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في أيام الوحي وكانت أوّل من صّدقه. حسن العشرة وقاية من الطلاق حسن العشرة من الوسائل الاحترازية التي تحمي الأسرة من الوقوع في الطلاق؛ لأن حسن العشرة تديم الألفة والمودة والحياة بين الزوجين، وقد قال الله -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء: 19)، فالله -تعالى- يُحذّر من التسرع في الطلاق والتعجل فيه، وأن الإنسان إن كره من زوجته شيئا، فلا يتصور أن ما يكرهه سبب للطلاق، فعسى أن يكون في هذا الذي يراه شرا خير، وعليه أن يتمهل؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً، إن سخِطَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ»، والأمر كذلك للنساء، لا تفرك مؤمنة مؤمنًا، إن كرهت منه خلقا رضيت له آخر. التخفف من المشكلات الأسرية من المهم أن يدرك الأبوان حاجة الأبناء لظروف أسرية مناسبة، فيها الاستقرار والرعاية والحنو؛ حتى يواصلوا عامهم الدراسي بنجاح وتميز، فمما لا شك فيه أن المشكلات الأسرية تؤثر بالسلب على التحصيل الدراسي للأبناء، وتصيبهم بالقلق والتوتر، وتتفاقم هذه الآثار بقدر ما تتعمق الخلافات الزوجية بين الأبوين، ولهذا، على الأبوين مراعاة ذلك، وإنهاء مشكلاتهما الأسرية، أو على أقل تقدير عدم مناقشة المشكلات الزوجية بحضور الأبناء، ولا سيما إذا كانوا في سن صغيرة؛ حتى يتم تجنيبهم الآثار السلبية لهذه المشكلات، وانعكاساتها على تحصيلهم الدراسي، فضلًا عن استوائهم النفسي. أم عطية الأنصارية رضي الله عنها.. الصحابية الفقيهة الصحابية الجليلة أم عطية الأنصارية، هي نَسِيْبَةُ بِنْتُ الحَارِثِ وَقِيْلَ: نَسِيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ، وهي صحابية جليلة من كبار نساء الصحابة، وهي من الصَّحَابَيات الفقيهَات، لَهَا أَحَادِيث عِدَّةُ، وروى عنها عدد من التابعين، وَهِيَ الَّتِي غَسَّلَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانت تسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يخرج مع أصحابه لتقوم على رعايتهم، وتوفيت في حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعِينَ. كانت أُمّ عَطِيَّةَ -رضي الله عنها- أنموذجًا للمرأة النشيطة التي تحرص على التعلم، وكانت تأخذ التوجيهات من النبي وتبلغها للنساء وتقوم على تنفيذها معهن، كما كانت تبادر إلى العمل التطوعي؛ فقد قَالَتْ: سافرتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وصحبه سَبْعَ مراتٍ؛ فَكُنْتُ أَصْنَعُ لَهُمْ طَعَامَهُمْ، وَأَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، وَأُدَاوِي الْمَرْضَى، وَأَقُومُ عَلَى رعايتهم، ونقلت أم عطية ما أخذته من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كثير من فقهاء التابعين الذين اعتمدوا بعد ذلك على أحاديثها فيما يتعلق بأحكام النساء.
__________________
|
#88
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1241 الفرقان المرأة وفقه الأولويات على المرأة المسلمة وضع كل مهامها وفقًا لمدى الأولوية التي تندرج تحتها؛ فهي أولًا أَمَة لله -تعالى- عابدة له، ثم هي زوجة عليها يتقدم العمران، وهي أم صانعة للأجيال، وهي مسؤولة عن بيتها راعية له، ثم هي داعية لمحيطها وفقًا لقدراتها، فهي إيجابية متفاعلة، تقدم خدمات ضرورية ولازمة لنهضة أمتها. المرأة وصلة الرحم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله -تعالى- خلَق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامَتِ الرَّحِمُ، فقالت: هذا مقامُ العائذِ مِن القطيعة، قال: نعم، أما تَرْضَين أن أصِلَ مَن وصلكِ، وأقطع مَن قطعكِ؟ قالتْ: بلى، قال: فذلكَ لكِ»، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}» (محمد:22). في تلك الصورةِ الرائعة التي تحدَّث عنها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ مبينًا حقيقة الموقف الإلهي من الرَّحِم ومن وصلها - تتجلَّى حفاوةُ الإسلام بصلة الرحم؛ حيث تقوم بين يدي الله فتستعيذُ به ممَّن قطعها، وكانت عنايةُ الإسلام بصلة الرحم مِن المبادئ الإسلامية الأولى منذ اليوم الأول الذي صدع فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بدعوته؛ فهذا جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - في حواره الطويل مع النجاشي مَلِكِ الحبشة، يقول له: «وأُمِرْنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء»، ولا يَخفَى على المرأة الفَطِنة الواعية أن صلةَ الرحم مَطلوبةٌ مِن المرأة، كما هي مطلوبة مِن الرجل، والخطابُ مُوجَّه للإنسان المسلم حيث كان، والمرأةُ التي رشَّحَتْ نفسها لتكونَ امرأةً مؤمنة تعمل على نهضة الأمة ورفعتها، تُمارِس الصلة بنفسها وتُمارِسه بحثِّ زوجها، وتعليم أبنائها وتحبيبها إليهم. كوني قدوة لبناتك الأم في بيتها قدوة لبناتها في ملابسها وحجابها وكلامها وحشمتها؛ حيث إنهن ينظرن لها مربيةً ومعلمةً، وفي الغالب الأعم تكون البنات على أخلاق أمهاتهن، فلتتقِ الله -تعالى- الأمهات في فلذات الأكباد، ولتستثمر ذلك في دلالتهن على الخير، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دل على خير، فله مثل أجر فاعله». صلة الرحم أمر هين لين صلة الرحم أمرٌ هيِّن ليِّن، تارة تكون بالزيارةِ الوَدود التي تُوطِّد أواصر القربى، وتفجر ينابيع المحبة والمودة، وتارةً تكون بالكلمة الطيبة، والبسمة الحانية، واللقاء الحسن، والمزاج المعتدِل، والسؤال الصادق عن الأخبار والأحوال، وتارةً بالنصيحة الصادقة الصادرة من قلب حريص على الآخر، يحبُّ له ما يحب لنفسه، وتارةً بإظهار العطف والشفقة والمواساة، وتارةً بالمال الذي يدفع الفاقة ويُنفِّس الكربة، إلى غير ذلك مِن أعمالِ البر والخير والتواصل، التي تزكي العاطفة الإنسانية، وتُنمِّي مشاعر الألفة والمحبة والتكافل والتراحم؛ ولهذا جاء التوجيهُ النبوي الكريم حاضًّا على استمرار الصلة، ولو كانت في أبسط أنواعها وأقلها كلفةً؛ «بُلُّوا أرحامكم ولو بالسلامِ». المرأة في عصر النبوة المرأة في عصر النبوة لم يكن يمنعهنَّ الحياء الذي يَتَحَلَّيْنَ به أن يتفقَّهن في الدين، ويسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عمَّا جَهِلْنَ منه، ولم تكنْ رعايتهنَّ البالغة بحقوق الزوج والبيت والولد، لِتحولَ بينهنَّ وبين المنافسة في الهدى والخير، والمثوبة والبر، ابتغاء رضوان الله ورسوله، قُلنَ يومًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، غلبَنا عليك الرجال، فاستأثروا بك، وذهبوا بحديثك، فاخْتَر لنا يومًا من تلقاء نفسك نأتيك فيه، فتعظنا بمواعظ الله، وتعُلِّمنا ممَّا علَّمك الله، فقال: «موعدكنَّ بيت فلانة»، فاجتمعن فيه، إنه أدبٌ في الخطاب، وكَرَمٌ في الجواب، وحِرْصٌ على الوفاء، رغبةً في العلم والتعليم، ورجاء للفقه في الدين، وهذا بعض ما كان منه ومنهنَّ، -صلوات الله وسلامه عليه-، و-رضوان الله عنهن. من حق الزوج على زوجته من حق الزوج على زوجته أن تطيعه في غير معصية، وأن تحفظه في نفسها وماله، وأن تمتنع عن مقارفة أي شيء يضيق به، فلا تعبس في وجهه، ولا تبدو في صورة يكرهها، وهذا من أعظم الحقوق، روى الحاكم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الناس أعظم حقًا على المرأة؟ قال: زوجها، وقالت: فأي الناس أعظم حقًا على الرجل؟ قال: أُمه»، ويؤكد رسول الله هذا الحق فيقول: «لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها»، وقد وصف الله -سبحانه- الزوجات الصالحات فقال: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} (سورة النساء: من الآية 34)، والقانتات أي الطائعات، والحافظات للغيب: أي اللائي يحفظن غيبة أزواجهن، فلا يخنَّه في نفس أو مال، وهذا أسمى ما تكون عليه المرأة، وبه تدوم الحياة الزوجية، وتسعد، وقد جاء في الحديث، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها طاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك». احتواء الخلافات لدوام العشرة على المرأة المسلمة أن تحتويَ الخلاف مع زوجها، ولا تُظهره لأولاده، وأن تتنازل وتتغافل فيما يمكن التنازل والتغافل عنه بقدر الإمكان، وذلك مقابل بقاء العشرة الزوجية واستمرار تلك الأسرة يسودها الألفة والمحبة، وهكذا للزوج يقال فيما يخصه من التنازل والتغافل فيما يمكن التغافل عنه، أما إذا صار الزوجان متقابلين في الخصومات واللجاجات، فإن الأسرة لا تستقر ولا تطمئن، وتنخر فيها المشكلات، وتتسع دائرة الخلاف، وحينها يصعب الحل. الحياء والإيمان قرينان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الحياء والإيمان قُرِنا جميعاً، فإذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر»، وقال الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحياءُ خيرٌ كُله»، من هنا فإن حرص المرأة على الحياء والاستمساك به، هو الحرص على الفضيلة والعفة والخُلُق القويم، الذي يجبر كل تقصير، ويمنع كل قبيح، ويأمر بكل مليح؛ فما كان الحياءُ في شيءٍ إلا زانهُ، وما نُزِعَ من شيءٍ إلا شانهُ، فلو ضاع الحياء ضاعت المرأة معه؛ إذ أنه لا يمكن الوصول إلى المرأة والإيقاع بها قبل القضاء على هذا الخُلُق العظيم (خُلُق الحياء). أمور تتساهل فيها النساء من الأمور التي تتساهل فيها بعض النساء، التلطف واللين في الكلام عند مخاطبة الرجال الأجانب عنها؛ فالإسلام حرَّم على المرأة كل ما يلفت نظر الرجال إليها، فحرَّم عليها أن تتعطر لكون الرائحة الطيبة تلفت الأنظار إليها، وحرَّم عليها لفت الأسماع بصوت يصدر من حليها وخلخالها، قال -تعالى-: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور: 31)، فكذلك حُرِّم عليها التَّرقُّق والتلين في الكلام؛ حتى لا يطمع فيها الرجال، قال -تعالى-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} (الأحزاب:32)، قال ابن كثير -رحمه الله في تفسير هذه الآية-: «ومعنى هذا: أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها».
__________________
|
#89
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
__________________
|
#90
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1243 الفرقان أهمية العلم بسِيَر أمهات المؤمنين إن أهمية العلم بسير أمهات المؤمنين، اللاتي طهرهن الله واختصهن بمكانة عالية، ليكنّ مدارس للتربية والفضيلة، ومنارات هادية للأخلاق والقيم الإسلامية، تكمن في نقلهن لأجيال المسلمين الحكمة النبوية والأخلاق الحميدة من خلال عيشهن في بيت النبي الكريم، ليصنعن نموذجًا مثاليا للمرأة المسلمة الصالحة، المتعلمة والعاملة، والصابرة الزاهدة. لقد اختص الله -تعالى- كل واحدة من أمهات المؤمنين بمزايا وخصائص، لا توجد في نساء العالمين، كيف لا؟ وقد زكاهن الله في كتابه الكريم، وسجل لهن هذا الفضل في قرآن يتلى إلى يوم الدين، ومما فضلهن الله به، أن الوحي المبارك كان يتنزل في بيوتهن في الليل والنهار، وليس بعد ذلك الفضل شرف ومنقبة، ومنزلة ومرتبة، قال -تعالى-: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (الأحزاب:34)، وقد نقلت أمهات المؤمنين ما كان يجري في البيت النبوي، من الهدي والسمت إلى الأمة الإسلامية، ولقد بين القرآن الكريم أن لأمهات المؤمنين فضائل ومناقب شريفة، منها أنهن أمهات للمؤمنين والمؤمنات جميعهم، مع ما لهن من شرف الصحبة والمعية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن تلك الفضائل العلية: أنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، على زينة الدنيا ومتاعها، لما خيرهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآثرن الصبر على الجوع، والعيش على ما تيسر من زاد قليل، ومتاع زهيد من كسوة وبيت وغيره، كما ذكر الله ذلك فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}(الأحزاب: 28-29). رسالة إلى كل فتاة الحياء زينتك، وتاج أمرك، وهو منبع الإيمان بالله -تعالى-، فلا ترخي سمعك لأولئك المخادعين، الذين يدعونك إلى التبرّج باسم الحرية والانفتاح؛ فالحرية في ديننا هي العبوديّة المطلقة لخالقنا -سبحانه وتعالى-، وبانضباطنا للشرع وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، وبهذا نكون على الطريق المستقيم الذي يرضاه الله لنا -سبحانه وتعالى. أمهات المؤمنين معلمات وقدوة للبشرية أمهات المؤمنين قدمن مثالا صادقا على سلوك المرأة المسلمة الصالحة، العالمة والعاملة، والمجاهدة في سبيل الله، والحافظة لبيتها وزوجها، فوجب علينا التعرف عليهن، وعلى حياتهن وفضلهن، ومكانتهن في الإسلام بعد دخولهن بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد اهتدين بهديه - صلى الله عليه وسلم -، ونهلن من ينابيع العلم النبوي، والمعرفة بكتاب الله -عز وجل-، فهن معلمات وقدوة لنساء البشرية جميعا، بنقل سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الشريفة، والتعريف بأحواله وأعماله وخلقه في بيته وبين أهله. أهمية وجود المرأة القدوة إن وجود المرأة القدوة من أعظم أسباب القوة والالتزام والعطاء في المجتمع المسلم؛ وذلك لأن وجود المرأة القدوة يعني وجود البنت الصالحة والزوجة الصالحة والأم المربية، ومن ثم وجود الأسرة الناجحة والذرية الصالحة والمجتمع المسلم المنشود، فنحن عندما نولي المرأة اهتماماً كبيراً فإننا نهيئ أسباباً عظيمة لأهم الأمور وأخطرها في بناء المجتمعات عمومًا، وفي بناء المجتمع المسلم خصوصًا. قدوات زائفة! من الفتن المعاصرة أن يرتبط كثير من الفتيات عبر وسائل التواصل والإعلام الحديث بشخصيات لا تصلح أن تكون قدوةً في دين ولا علم، ولا خلق ولا سلوك، إما لفسادها وانحرافها وإما لجهلها وسطحيتها، إن هذه القدوات الزائفة قد تزين للمعجبات بهن الإلحاد والبدع والتبرج والاختلاط والتمرد على منظومة القيم والأخلاق، بأسلوب مباشر مرة وبأساليب غير مباشرة في كثير من الأحيان، فعلى الآباء والأمهات أن يبينوا لبناتهن خطر اتخاذ هؤلاء قدوة لهن، وآثاره السيئة عليهن، وعليكم أن توثقوا صلتهن بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبسير الصالحين والصالحات من سلف هذه الأمة، فسيجدن القدوة الصالحة في العقيدة والإيمان والعبادة والأخلاق. كيفية زكاة حلي النساء سئل الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- كيف نزكي ذهب النساء؟ فأجاب -رحمه الله-: يزكى مثل ما يزكى غيره ربع العشر، بالنسبة للذهب يزكى ربع العشر ولو يلبس، الصواب فيه: الزكاة ولو يلبس، إذا بلغ النصاب تخرج ربع العشر من قيمة الحلي من الذهب، والخواتم، والقلادة، والأسورة، وغير ذلك، يعرف وزنه في السوق، ويزكى بقدر قيمته في السوق الذهب المعروف، هذا إذا كان ذهبًا وفضة، أما غير ذلك من الماس، وأنواع الحلي التي غير الذهب والفضة فما فيها زكاة إذا كانت للبس، لا للبيع، ولا للتجارة، ليس فيها زكاة. أثر القدوة الصالحة إن القدوة الحسنة لها الأثر البالغ في تقويم العقيدة والعبادة والخلق والسلوك، وكذلك القدوة السيئة لها الأثر البالغ في الزيغ والضلال في العقيدة والعبادة والخلق والسلوك؛ فلتحرصي أختي غاية الحرص على أن تقتدي بالصالحات، ولتحرصي أن تكوني قدوة صالحة لزوجك وبناتك وأبنائك وغيرهم كما قال -تعالى- عن عباد الرحمن أنهم يدعون ربهم فيقولون: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. مخالفات تقع فيها النساء من الأمور التي تتساهل فيها بعض النساء ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا سيما في الأوساط النسائية، والله -تعالى- يقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه}، وكذلك إهمال بعض النساء للنصح للزوج والأولاد - بنين وبنات - فيما يقصرون فيه من أداء الفرائض، وعدم النصح لهم، ومن ذلك تكاسل الزوج والأبناء عن الذهاب للمسجد لأداء الفرائض، وكإهمال البنات إذا بلغن المحيض لأداء الفرائض والصيام وغيرها من الواجبات. مفهوم العزة بالإسلام من أهم المفاهيم التي ينبغي على المرأة المسلمة أن تتشربها وترسخها في نفسها: مفهوم العزة بالإسلام، والعزة لهذا الدين، فهذه العزة تصنع من شخصية المرأة المسلمة شخصية تستطيع بها أن تكون امرأة قدوة، ومربية، وداعية، وصابرة، وأن تكون امرأة مستعلية على ركام الدنيا بكل ما تحويه من الفتن، فإذا فقدت المرأة عزتها بهذا الدين فإنها تصبح نهماً وطمعاً لكل عدو ماكر يتربص بها الدوائر، ويريد أن يدخل إلى نفسها كل غريب عن الإسلام، وكل منافٍ لدين الله، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله».
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |