من احداث شهر صفر

[mahmoud eysa]

من أحداث شهر صفر
إخوان أون لاين - 26/02/2007






إعداد- عاطف عبد الهادي

شهر صفر هو أحد الشهور الهجرية الإثني عشر، العربية التي عرفها العرب وحفلوا بها، والإسلامية التي أقرَّها الإسلام وجعل بينها وبين شعائره وعباداته علاقةً دائمةً واتصالاً وثيقًا.

وهو الشهر الذي يأتي بعد شهر الله المحرم وقبل ربيع الأول شهر مولد الهادي البشير، و"صفر" من الإصفار بمعنى الخلو، قال بعضهم: سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها (أي خلوّها من أهلها) إذا سافروا فيه، وقيل: سَمَّوا الشهر صفرًا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفرًا من المتاع (أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له) حسب ما ذكر ابن منظور في معجمه (لسان العرب- ج/4- ص/462- 463).

ومعرفة الأحداث التي حفل بها تاريخنا وحوتها شهور العام الهجري من الأهمية بمكان لدى المسلم عامةً والداعية بشكل خاصّ؛ حتى يتسنَّى لنا أن نصل الماضي بالحاضر، وأن نعي التاريخ التليد بمفاخره ومآثره.

وهاكَ جانبًا من الأحداث التي شهدها شهر صفر من غزوات ومعارك وأحداث:

غزوات ومعارك

* غزوة الأبواء (وَدَّان) أول غزوة في الإسلام
كانت في 12 صفر من العام الثاني للهجرة، وهي أول غزوة في الإسلام، غزاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، وكان حامل اللواء فيها سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وقد استخلف رسول الله على المدينة سعدَ بن عبادة رضي الله عنه، وقد كانت الغزوة أشبه بحرب اقتصادية على قوافل قريش التي قفلت من رحلتها إلى الشام، لكن لم يحدث صدامٌ بين الفريقَين، وفي هذه الغزوة وادَع الرسولُ مخشيَّ بنَ عمرو الضمري، على ألا يغزوا المسلمون بني ضمرة، ولا بنو ضمرة المسلمين، وكان بينهما كتاب.

* سرية الرجيع.. نفدي النبي ونصبر على المحن
حيث جاء أناس من قبيلتي عضل والقارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يطلبون منه أن يرسل معهم من يعلمهم الدين ويُقرئهم القرآن، فاستجاب لهم النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عشرةً من أصحابه بقيادة عاصم بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين؛ لعل الله أن يهديَهم، وكان هذا في صفر سنة 3 من الهجرة، ولما اقتربوا من قبيلة هذيل غدر بهم المشركون وهجموا عليهم، فاستُشهد سبعة من المسلمين، ووقع ثلاثةٌ في الأسر، هم: خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق.

فأما عبد الله بن طارق فأفلت من قيوده، فلحق به الكفار وقتلوه.
وأما زيد فباعوه لصفوان بن أمية ليقتله ثأرًا لأبيه أمية بن خلف، ولما مثُل للقتل اجتمع كفار مكة ليشهدوا ذلك، فاقترب أبو سفيان منه، وقال له: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟! فأجابه زيد قائلاً: والله ما أحب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنِّي جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيتُ من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا، ثم قُتل زيد..

وأما خبيب فقد اشتراه عقبة بن الحارث ليقتله؛ لأنه قتل أباه الحارث بن عامر يوم بدر، وخرج به المشركون في مكان واسع، وصنعوا له صليبًا من خشب ليصلبوه عليه، فقال لهم خبيب: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا، فأجابوه لذلك، وبعد أن صلى آخر ركعتين في حياته قال لهم: أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طوَّلت جَزَعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة، فكان خبيب أول من سنَّ ركعتين عند القتل، وعندما ربطوه في الخشبة توجَّه إلى الله تعالى، وقال: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا.

* سرية بئر معونة والإقنات على من كادوا للإسلام
وقد استُشهد فيها سبعون من خيار الصحابة رضي الله عنهم، وهم الذين عرفوا بالقُرَّاء، إذ كانوا يحتطبون بالنهار ويصلّون بالليل، وينفقون ثمنَ حطْبهم على أهل الصُفَّة، وكان منهم المنذر بن عمرو الأنصاري، والحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق، والحكم بن كيسان، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين صباحًا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين عصوا الله ورسوله (رواه البخاري)، وكانت في صفر من السنة الرابعة للهجرة المباركة.

* أسامة بن زيد على رأس جيش عظيم لملاقاة الروم
وكان ذلك في آخر يوم من صفر من العام 11هـ= 28 من مايو 632 هـ، أي قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي اثنَي عشر يومًا؛ حيث عقد النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد (الذي كان حدثًا لم يتجاوز العشرين من عمره) لواء القيادة للجيش الذي أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- بتجهيزه وإعداده وإمداده بكبار الصحابة من المهاجرين والأنصار؛ لتأمين شبه الجزيرة العربية من الروم ذات البأس الشديد والقوة الغاشمة.

* معركة المذار
وهي معركة وقعت في 1 من صفر 12هـ= 17 من إبريل 633م بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والفرس، في مكان يقع على الشاطئ الشرقي لنهر دجلة يسمى المذار، وكان النصر حليف المسلمين.

* معركة الولجة
ووقعت في 22 من صفر 12 هـ= 8 من مايو 633م بين الفرس والمسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وانتهت بانتصار المسلمين.
* فتح أمغيشيا
بعد ستة أيام من فتح الولجة وتحديدًا في 28 من صفر 12هـ= 14 من مايو 633م فتح المسلمون بقيادة "خالد بن الوليد" بلدة "أمغيشيا" التابعة للفرس، وهي تقع على نهر الفرات، ولم يقع بأمغيشيا قتال، وإنما هجرها أهلها بعد هزيمة الفرس في "أُلَّيس"، فدخلها المسلمون فاتحين.

* فتح المدائن عاصمة الفرس
وفي 14 من صفر 16 هـ= 18 من مارس 637 م كان انتصار المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص على دولة الفرس في معركة المدائن، ودخولهم العاصمة التليدة للفرس؛ إيذانًا بسقوط دولة فارس.
* سقوط "بلنسية" حاضرة الأندلس العظيمة
وفي 27 من صفر 636هـ سقطت "بلنسية" حاضرة من حواضر الأندلس العظيمة التي تقع على البحر المتوسط، والتي تولى أبو جميل زيان بن مدافع مقاليد الحكم فيها، بعد أن انسحب واليها السابق أبو زيد بن أبي عبد الله محمد منها، ثم ذهب لملك أراجون خايمي الأول، وأعلن دخوله في طاعته، وعقد معه معاهدة دنيئة يتعهد فيها بأن يسلمه جزءًا من البلاد والحصون التي يستردها بمعاونته، بل ارتد عن الإسلام واعتنق النصرانية، واندمج في القوم الذين لجأ إليهم، وأخذ يصحبهم ويعاونهم في حروبهم ضد المسلمين.

عمل أبو جميل زيان في بلنسية على توطيد سلطانه وتثبيت حكمه وتوسيع أملاكه، والثأر من النصارى الذين خرَّبوا بلاده في حملات متتابعة، وساعده على ذلك أن ملك أراجون كان مشغولا بغزوات أخرى، فانتهز أبو جميل هذه الفرصة وقام بعدة حملات موفقة على أراضي أراجون على شاطئ البحر حتى ثغر طرطوشة، وحقق أهدافه في كل حملة يقوم بها، ولما انتهى ملك أراجون من حملاته وعاد إلى بلاده بدأ يفكر في الاستيلاء على بلنسية والقضاء على خطرها، وكان تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى استعداد عظيم وخطة محكمة، وكان يدرك أن بلنسية لن تقع في يديه إلا بعد أن يعزلها عن جيرانها، ويحرمها من كل وسائل الدعم والعون، حيث إن مواردها المحدودة لن تسمح لها بالاستمرار في المقاومة والدفاع، وكان هذا الملك يعلم أن زعماء المسلمين في شرق الأندلس على خلاف عظيم.

وفي اللحظة المناسبة أخذ ملك أراجون قراره بالغزو بعد أن استعد له، وطلب من البابا أن يبارك حملته، وأن يضفي عليها صفة الصليبية، فاستجاب لطلبه، وهرع إلى مساعدته كثير من الفرسان والسادة.

بدأت قوات ملك أراجون في الزحف إلى أراضي بلنسية الشمالية، ونجح في الاستيلاء على عدد كبير من القلاع المهمة القريبة من بلنسية، ثم عاد إلى بلاده بعد عامين قضاهما في تنفيذ مخططه، ليتابع شئون دولته الداخلية، وأقام هناك عامين توقفت خلالهما عملياته العسكرية ضد بلنسية، منتظرا الفرصة المناسبة للانقضاض عليها.

وفطن الأمير زيان إلى أن عدوه يسابق الزمن حتى يضع يده على هذا الحصن المنيع، فقام بهدم الحصن وتسويته بالأرض، غير أن هذا الإجراء لم يثن ملك أراجون عن احتلال الحصن، فاتجه إليه بحشود ضخمة ، وهاجم أنيشة وهزم المسلمين الذين تصدوا لمقاومته، واحتل المكان وابتنى فوقه حصنا جديدا منيعا، ووضع به حامية قوية، واتخذ منها قاعدة للسلب والإغارة على مختلف نواحي بلنسية.

وشعر الأمير زيان بخطورة القلعة التي أصبحت تهدد سلامة بلاده، فعزم على استعادة هذا الحصن مهما كان الثمن، فجهز جيشا كبيرا تصفه بعض المصادر بأنه بلغ أكثر من 40 ألف مقاتل، وسار نحو تل أنيشة لاسترداده، وهناك نشبت معركة هائلة لم ينجح المسلمون خلالها في تحقيق النصر على الرغم من شجاعتهم وحسن بلائهم، ومنيوا بخسارة فادحة، واستشهدت أعداد هائلة من المسلمين.

وفي يوم الجمعة الموافق (27 من صفر سنة 636هـ= 9 من أكتوبر 1238م) دخل خايمي ملك أراجون بلنسية ومعه زوجه وأكابر الأحبار والأشراف والفرسان، ورفع علم أراجون على المدينة المنكوبة، وحولت المساجد إلى كنائس، وطمست قبور المسلمين، وقضى الملك عدة أيام يقسم دور المدينة وأموالها بين رجاله وقادته ورجال الكنيسة.. وهكذا سقطت بلنسية في أيدي النصارى بعد أن حكمها المسلمون أكثر من 5 قرون.

وفيات ومواليد

كما شهد هذا الشهر الكثير من الوفيات التي كان لها دورها في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، والتي منها:
- وفاة العالم الكبير "أبو الفتح عثمان بن جني" في 28 من صفر 392هـ= 16 من يناير 1002م؛ حيث كان واحدًا من أنفع علماء العربية على مر التاريخ، له مؤلفات عظيمة تدل على نبوغه الفذ، مثل: الخصائص، وسر صناعة الإعراب، والمنصف في شرح تصريف أبي عثمان المازني.

- وفاة القائد المظفَّر "صلاح الدين الأيوبي" في 27 من صفر 589هـ= 4 من مارس 1192م، بطل حطين، ومحرر بيت المقدس، ومؤسس الدولة الأيوبية، وصاحب الإنجازات الحضارية.

- وفاة الحافظ الكبير "أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب" المعروف بالنسائي في 13 من صفر 303هـ = 19 من أغسطس 915م، وهو صاحب كتاب "سنن النسائي"، أحد الكتب الستة المعروفة التي تضم الكثير من أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم.

الشيخ أحمد ياسين

- استشهاد المجاهد العظيم والإمام المؤسس لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين، في غرة صفر؛ حيث اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني وتسعةً من مرافقيه عند مغادرته المسجد بعد أداء صلاة الفجر عن عمر يناهز 66 عامًا بأحد مساجد غزة.

- استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة حماس في قطاع غزة واثنين من مرافقيه في غارة جوية استهدفت سيارته، وذلك في 27 من صفر 1425 هـ= 17 من إبريل 2004م.

* وأيضًا شهد هذا الشهر عبر التاريخ مواليد رموز عظيمة من أئمة العلم الفكر والمعرفة، ممن كان لهم رصيد عظيم وجهد لا يستهان به في التاريخ، ومن ذلك:
- مولد الشيخ أحمد الشرباصي في 20 من صفر 1336 هـ= 17 من نوفمبر1917م، وهو أحد رواد الفكر الإسلامي في مصر، له مؤلفات كثيرة كتب بعضها وهو لا يزال طالبًا.

أحداث ذات أثر

من هذه الأحداث:
- فقد شهد هذا الشهر زواج سيدنا علي كرم الله وجهه من السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- وفي 21 من صفر 1352هـ= 15 من يونيو 1933م صدرت جريدة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية في مصر.

- وفي 22 من صفر 1352 هـ= 16 من يونيو 1933م عُقد أول مؤتمر دوري لجماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية.

- وفي 17 من صفر 1355 هـ = 8 من مايو 1936م أصدرت الحكومة الفرنسية قرارًا باعتبار اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر، ويأتي هذا القانون في سلسلة قوانين سنها الاحتلال الفرنسي لمحاربة لغة القرآن الكريم ، وفرنسة الشعب الجزائري، وتسببت هذه القوانين في زحزحة اللغة العربية واحتلال اللغة الفرنسية لمكانة متميزة في الإدارة والحكم في الجزائر.

- وفي 28 من صفر 1374 هـ= 26 أكتوبر 1954م وقعت حادثة المنشية الملفَّقة بالإسكندرية؛ حيث زعم النظام المصري كاذبًا أن الإخوان دبروا محاولةَ اغتيالٍ الرئيس جمال عبد الناصر، وعلى أثرها لاقى الإخوان من السجن والاعتقال والتعذيب في السجون ما لاقوه من عنت ومشقة، لكنَّ الجماعة خرجت بفضل الله بعد هذه المحنة أصلب عودًا وأقوى شكيمةً.
----------
[email protected]

[حسين علي محيفوظ]

اضيف الى الموضوع يقال ان شهر صفر هو شهر (((((((((((((((( الناحس ))))))))))))))
ولكن لا نوجد هذذي الكلمه شكر على هذا الموضوع الشايق و الجميل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟@؟؟@؟!#