العجب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213495 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2020, 12:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي العجب

العجب


د. أمين بن عبدالله الشقاوي







الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.













وبعد:



فإن من عظائم الأمور وكبائر الذنوب التي تهلك صاحبها، وتفسد عليه أعماله تلك الخصلة الذميمة العُجب[1]، قال الراغب الأصفهاني: العجب ظن الإنسان في نفسه استحقاق منزلة هو غير مستحق لها، قال بعضهم: هو استعظام النعمة والركون إليها، مع نسيان إضافتها إلى المنعم عز وجل.







قال تعالى:﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25]، وقال تعالى عن قارون: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [القصص: 78].







وقال تعالى: ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾ [الكهف: 34-35].







فلما أعجب بما عنده نسي أن هذا فضل الله عليه، وأن الذي أعطاه قادر على أن يأخذه فيعود فقيراً كما كان، فكانت عاقبته ما ذكره الله: ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ [الكهف: 42].







روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بينما رجُل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل جمته[2]، إذ خسف الله به، فهو يتجلجلُ[3] إلى يوم القيامةِ»[4].







وروى البزار من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو لم تكونوا تذنبون، لخشيت عليكم ما هو أكبر منهُ العُجب»[5].







وروى البزار من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث مُهلكات شُح مُطاع، وهوى مُتبع، وإعجابُ المرءِ بنفسه»[6].







ورُوِيَ عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «الهلاك في شيئين العُجب والقنوط»[7].







قال ابن قدامة رحمه الله: واعلم أن العُجب يدعو إلى الكبر؛ لأنه أحد أسبابه، فيتولد من العُجب الكبر، ومن الكبر الآفات الكثيرة، وهذا مع الخلق، فأما مع الخالق فإن العُجب بالطاعات نتيجة استعظامها، فكأنه َيمُنُّ على الله تعالى بفعلها، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها، ويعمى عن آفاتها المفسدة لها، وإنما يتفقد آفات الأعمال من خاف ردها دون من رضيها وأُعجب بها، والعُجب إنما يكون بوصف كمال من علم أو عمل، فإن انضاف إلى ذلك أن يرى حقاً له عند الله إدلالاً، فالعُجب يحصل باستعظام ما عُجِب به، والإدلال يوجب توقع الجزاء، مثل أن يتوقع إجابة دعائه وينكر رده[8]. ا هـ.







وعلة العُجب الجهل المحض، وعلاجه المعرفة المضادة لذلك الجهل، أي معرفة بأن ذلك الذي أثار إعجابه نعمة من الله عليه من غير حق سبق له، ومن غير وسيلة يدلي بها، ومن ثم ينبغي أن يكون إعجابه بجود الله وكرمه وفضله، وإذا تم علم الإنسان لم ير لنفسه عملاً ولم يُعجب به؛ لأن الله هو الذي وفقه إليه، وإذا قيس بالنعم لم يَفِ بمعشار عُشرها، هذا إذا سلم من شائبة وسلم من غفلة، فأما والغفلات تحيط به، فينبغي أن يُغلِّب الحذر من رده، ويخاف العقاب على التقصير فيه، هذا في علاج العُجب إجمالاً، أما علاج حالاته تفصيلاً، فإن ذلك يختلف باختلاف ما يحدث به العُجب، فإن كان ناشئاً عن حالة البدن وما يتمتع به صاحبه من الجمال والقوة ونحوهما، فعلاجه التفكر في أقذار باطنه، وفي أول أمره وآخره، وفي الوجوه الجميلة والأبدان الناعمة، كيف تمرغت في التراب وأنتنت في القبور حتى استقذرتها الطباع؟!.







وإن كان العُجب بكثرة الأموال والأولاد والخدم والأقارب والأنصار، فعلاجه أن يعلم ضعفه وضعفهم، وأن للمال آفات كثيرة وأنه غادٍ ورائح ولا أصل له.







ومرَّ بالحسن البصري شاب عليه بزة له حسنة، فدعاه فقال له: «ابن آدم مُعجب بشبابه، محب لشمائله، كأن القبر قد وارى بدنك، وكأنك قد لاقيت عملك، ويحك داوِ قلبك، فإن مراد الله من العباد صلاح قلوبهم»، وقال مسروق: «كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلاً أن يُعجب بعمله»[9].







قيل للحسن البصري: من شر الناس؟ قال: من يرى أنه أفضلهم، وقال بعضهم: الكاذب في نهاية البعد من الفضل، والمرائي أسوأ حالاً منه؛ لأنه يكذب بفعله وقوله، والمعجب أسوأ حالاً منهما، فإنهما يريان نقص أنفسهما ويريدان إخفاءه، والمعجب عمي عن مساوئ نفسه ورآها محاسن وسُر بها، وقد قال إبليس: إذا ظفرت من ابن آدم بثلاث لا أطالبه بغيرها: إذا عجب بنفسه، واستكثر عمله، ونسي ذنوبه[10].







والخلاصة: «أن العُجب آفة كبيرة، ومرض خطير من أمراض القلوب، وإن لم يتداركه صاحبه فإنه يهلكه، ويكون سبباً في بطلان عمله، وسقوطه من عين ربه».







والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



ـــــــــــــ



[1] الذريعة إلى مكارم الشريعة، ص 306.





[2] هي مجتمع الشعر إذا تدلى من الرأس إلى المنكبين.



[3] المراد أنه ينزل في الأرض مضطرباً متدافعاً.



[4] ص1132، برقم 5789، وصحيح مسلم ص866، برقم 2088.



[5] كشف الأستار (4/ 244) برقم 3633، وقال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب ( 3/545- 546) : رواه البزار بإسناد جيد.



[6] (1/ 59) برقم 80، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1802.



[7] مختصر منهاج القاصدين، ص298- 299.



[8] مختصر منهاج القاصدين، ص298- 299.



[9] بتصرف واختصار من كتاب نضرة النعيم (11/5357- 5358).



[10] الذريعة إلى مكارم الشريعة، ص306- 307.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.74 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]