موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 156 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 28409 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1551  
قديم 15-12-2013, 07:38 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

قصة إسلام المطرب البريطاني كات ستيفن

بقلم فراس نور الحق
ولد كات ستيفنزجورجيو في 21 يوليو 1947 بلندن في بيت مسيحي متعدد المذاهب، فقد كان أبوه يونانيًا أرثوذكسيًا، بينما والدته سويدية كاثوليكية، في الوقت الذي يعيش فيه المجتمع البريطاني طبقًا لتعاليم الكنيسة الإنجيليكانية، أدخلته أمه مدرسة دينية تعلم فيها أن الإنسان يمكن أن يصير إلهًا إذا أتقن عمله، فشجعه هذا على إجادة الغناء؛ إذ إنه سجل 8 شرائط قبل أن يبلغ العشرين من عمره، ووصلت إحدى أغنياته ضمن أفضل 10 أغنيات في بريطانيا آنذاك، فغيّر اسمه إلى كات ستيفنز، وهو الاسم الذي ذاعت به شهرته وأصبح يحلق في آفاق أوروبا كلها أثناء موجة "الهيبز" في ستينيات القرن الماضي ولم يكن قد تعدى الثانية والعشرين من عمره بعد!
وعندما أتم عامه الثاني والعشرين أصيب كات ستيفنز بمرض السل الذي أقعده في الفراش معزولاً عن الناس في أحد المستشفيات لمدة عام تقريبًا عكف فيه على القراءة في كتب الفلسفة والتصوف الشرقي وتمنى لو أنه يعرف الطريق إلى اليقين الروحي؛ إذ كان يشعر بأن حياته بها شيء غير مكتمل على الرغم من النجاح الذي حققه، وفي النهاية قرر أن يعود إلى الغناء ولكن بمفاهيم جديدة تتسق مع ما قرأه في أثناء المرض.
وبالفعل حققت أغنيتاه "الطريق لمعرفة الله"، و"ربما أموت الليلة" نجاحًا كبيرًا زاده حيرة، فطرق باب البوذية ظنًا منه أن السعادة هي أن تتنبأ بالغد لتتجنب شروره، فصار قدريًا وآمن بالنجوم وقراءة الطالع، ثم انتقل للشيوعية ظنًا منه أن السعادة هي تقسيم ثروات العالم على الجميع ولكنه شعر أنها لا تتفق مع الفطرة، فاتجه كات ستيفنز إلى تعاطي الخمور والمخدرات ليقطع هذه السلسلة الصعبة من التفكير بعد أن أدرك أنه ليست هناك عقيدة توصل إلى اليقين، وعاد إلى تعاليم الكنيسة التي أخبرته أن الله موجود ولكن يجب أن تصل له عبر وسيط، فأدى هذا به إلى أن يختار الموسيقى دينًا له يفرغ فيها أفكاره ومعتقداته ثم في نهاية المطاف هداه الله تعالى إلى الإسلام وحسن إسلام فأسس المدرسة الابتدائية الإسلامية تحت اسم "إسلامية"، ثم المدرسة الثانوية الإسلامية للبنين والبنات في شمال لندن -وهما أول مدرستين إسلاميتين بريطانيتين
صورة للمدرسة الإسلامية
أما عن قصة إسلامه فدعونا يحدثنا هو بنفسه عن قصة إسلامه:
" كل ما أريد أن أقوله هو كل ما قد عرفتموه ، لنؤكد ما قد عرفتموه : رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي أنزلها الله تعالى ـ دين حق . نحن كبشر قد أعطينا الأدلة على الخالق الذي وضعنا في قمة المخلوقات.
لقد خُلق الإنسان ليكون خليفة لله في الأرض ومن المهم أن ندرك التزامنا بأن نخلص أنفسنا من كل الأوهام ونجعل حياتنا إعداد للحياة الآخرة وأي شخص يفقد هذه الفرصة لن يعطى فرصة لأن يعود مرة أخرى لأنه ورد في القرآن الكريم حَتَّى قال الله تعالى :
(إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ )(سورة المؤمنين:9).
تربيتي الدينية المبكرة :
لقد نشأت في العالم المتقدم بكل الرفاهية والحياة المترفة، لقد ولدت في بيت مسيحي ونحن نعرف بأن كل طفل يولد على الفطرة ووالديه يجعلانه في هذا الدين أو ذاك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)..
لقد أعطيت هذا الدين (النصرانية ) وفكرت بهذه الطريقة لقد تعلمت وهي أن الله موجود، ولكن لا يوجد اتصال مباشرة مع الله لذلك يتوجب علينا أن نتصل بالله بواسطة المسيح هو في الواقع الباب المؤدي إلى الله وهذا ما عُّلمته ولكن لم أتقبله على الإطلاق.
لقد نظرت إلى بعض تماثيل المسيح إنما مجرد حجارة بدون حياة وعندما قالوا بأن الله ثلاثة أنا تحيرت كثيراً، ولكن لم أستطع المجادلة، أنا أعتقد بذلك نوعاً ما لأنني يجب علي أن أحترم معتقدات والديّ.
"نجم البوب " :
أصبحت بشكل تدريجي معزولاً عن هذه التربية الدينية ، بدأت بعزف الموسيقى وأنا أريد أن أصبح نجماً كبيراً، لقد أخذت اهتمامي كل تلك الأشياء التي شاهدتها في الأفلام ووسائل الإعلامية وربما اعتقدت بأن هذا هو ربي وهو جمع النقود، لدي عم يملك سيارة جميلة . قلت : حسناً هو يمتلكها، هو يملك الكثير من النقود لقد أثر بي الناس الذين حولي لأن أفكر بأنه هو هذا العالم هو ربهم بعد ذلك قررت بأن هذه هي الحياة بالنسبة لي لجني الكثير من النقود ، يكون لدي حياة عظيمة .
الآن نجوم البوب هم مثّلي . لقد بدأت بالأغاني ولكن لدي شعور عميق بالإنسانية ، الشعور بأن إذا أصبحت غنياً سأساعد المحتاجين كما يقول في القرآن قال الله تعالى : قول الله تعالى: {إنَّ الإنسان خُلق هلوعاً. إذا مسَّه الشر جزوعاً. وإذا مسَّه الخير منوعاً} "المعارج: 19 – 21".
وهكذا ما حدث أنني أصبحت مشهوراً جداً وأنا لا أزال مراهقاً ، لقد أصبح اسمي وصوري في كل وسائل الإعلام لقد جعلاني أكبر من الحياة، ولذلك أردت أن أعيش أكثر من الحياة والطريقة الوحيدة لفعل ذلك يجب أن أكون منتشي بالكحول والمخدرات .
في المستشفى:
بعد سنة من النجاح المالي والحياة المترفة، أصبحت مريضاً جداً وكان لزاماً عليّ أن أدخل المستشفى، بعد ذلك أصبحت أفكر ماذا سيحدث لي ، هل أنا جسد فقط !!
وكان هدفي في الحياة فقط أن أرضي هذه الجسد، لقد أدركت الآن بأن هذه المحنة هي نعمة من الله، فرصة لأن أفتح عينيّ لماذا أنا هنا ؟ لماذا أنا في السرير ؟
وبدأت أبحث عن الأجوبة في ذلك الوقت كان هناك اهتمام بالصوفية الشرفية أنا بدأت أقرأ عنها.
صورة ليوسف إسلام مع الملاكم المشهور محمد علي كلاي
وأول شيء بدأت أدركه هو الموت وأن الروح تتحرك، إنها لا تتوقف شعرت بأنني أشعر أشق الطريق إلى النعمة والإنجاز العظيم بدأت أتأمل وأكثر من ذلك أصبحت نباتي ،أنا الآن أعتقد بالسلام والزهور .. وهذه كانت النزعة العامة لي، ولكن ما أعتقد به بشكل خاص بأنني لست جسداً فقط هذا الشعور أتى لي بي إلى المستشفى.
في يوم من الأيام عندما كنت أمشي وقد هطل المطر، بدأت أركض إلى مأوى وثم أدركت بأن جسدي قد تبلل أخبرني جسدي بأنني أتبلل هذا جعلني أفكر بالقول بأن الجسد مثل الحمار ويجب أن يدرب إلى أين أذهب، وإلا سيقودك الحمار إلى الذي يريده.
ثم أدركت بأن لديّ إرادة من الله لهدايتي، أنا كنت مندهشاً بالمصطلحات الجديدة، أنا كنت أتعلم الديانة الشرقية.
بدأت بعزف الموسيقى مرة أخرى وهذه المرة بدأت أعكس أفكاري.
أنا أتذكر القصيدة الغنائية التي تقول " أنا أتمنى أن أعرف ما أتمنى أن أعرف من صنع الجنة، من صنع النار .. هل سأعرفك في السرير أو في القبر الترابي بينما الآخرين يصلون إلى الفندق الكبير وأنا عرفت بأنني كنت على الأرض" أنا كتبت أغنية أيضاً طرق معرفة الله حتى أنني أصبحت أكثر شهرة في عالم الموسيقى، أنا حقاً كان لدي وقت صعب أن أصبح غني ومشهور وبنفس الوقت أنا أبحث عن الحقيقة بشكل حاد، ثم وصلت إلى مرحلة حيث قررت بأن البوذية هي صحيحة تماماً ونبيلة ولكن لم أكن مستعداً لأن أصبح راهباً وأعزل نفسي عن المجتمع .

أنا حاولت دراسة الدلالة السحرية للأعداد (زين )، (تشنج) وبطاقات التنجيم حاولت أن أنظر مرة أخرى على الإنجيل ولم أستطع أن أجد أي شيء في هذا الوقت لم أكن أعرف أي شيء عن الدين الإسلامي.
لقد زار أخي المسجد الأقصى في القدس وكان متأثراً بشدة لأنه كان ينبض بالحياة يسود فيه من ناحية أخرى السلام على خلاف (الكنائس والكنيس التي كانت فارغة ).
القرآن :
عندما عاد إلى لندن أحضر معه ترجمة لمعاني القرآن الكريم أعطاني إياها هو لم يصبح مسلم ولكن شعر بشيء ما في هذا الدين وفكر بأنه ربما أجد شيء ما فيه أيضاً.
وعندما تلقيت الكتاب الهادي الذي سيُشرح فيه كل شيء، من أنا ؟ ما هي الغاية من الحياة، ما هي الحقيقة، وكيف تكون الحقيقة .؟ من أين أتيت ؟ أنا أدركت بأن هذا هو الدين الحق . ليس الدين الذي يفهمه الغرب، ليس فقط لشيخوختهم .
بالنسبة للغرب عندما تعتقد بدين وتجعله هو الشيء الوحيد طريقاً لك في الحياة تعتبر متعصباً أنا لست متعصباً. أنا كنت تائهاً بين الجسد والروح في البداية، ثم أدركت بأن الجسد والروح ليسا منفصلين، لا يتوجب عليك أن تذهب إلى الجبل لأن تصبح متدين يجب أن تتبع إرداة الله . ثم تستطيع أن تسموا أعلى من الملائكة.
أول شيء أريد أن أفعله الآن هو أن أكون مسلم.
لقد أدركت بأن كل شيء يعود إلى الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو خالق كل شيء من هذه النقطة بدأت أفقد التكبر في نفسي . وأدركت بأنني هنا بسبب عظمتي الخاصة ولكنني أدركت بأنني لم أخلق نفسي . وكل الغرض من وجودي هنا هو لأخضع للتعاليم التي وضعت من قبل الدين الذي يعرفه الإسلام . من هذه النقطة بدأت أكتشفت إيماني شعرت بأنني مسلم .
وأدركت الآن بفضل قراءة القرآن بأن كل الأنبياء قد أرسلهم الله يحملون نفس الرسالة فلماذا يكون المسيحيين واليهود مختلفين ؟ .

أنا عرفت الآن كيف لم يقبل اليهود عيسى المسيح وغيروا كلام الله ، حتى أن النصارى أخطأوا في فهم كلام الله ودعوا عيسى ابن الله، هذا هو جمال القرآن ، يطلب منك أن تعكس وتفكر وأن لا تعبد الشمس والقمر وبخلق الله بشكل عام هل تدرك ما هو الاختلاف بين الشمس والقمر ؟
هما على أبعاد مختلفة عن الأرض ولكن يبدوان بنفس الحجم بالنسبة لنا، وفي بعض الأوقات الواحد يتداخل بالآخر حتى أن العديد من رجال الفضاء، عندما صعدوا في الفضاء رأوا الحجم الصغير للأرض ومساحة الفضاء لقد أصبحوا مؤمنين لأنهم رأوا دلائل قدرة الله .
عندما أقرأت المزيد من القرآن، إنه يتكلم عن الصلاة والبر والإحسان، أنا لست مسلماً إلى الآن، ولكن شعرت بأن أن القرآن هو الوحيد الذي يحبني وأن الله قد أرسله لي واحتفظت به سراً . إن القرآن يتكلم بعدة مستويات أنا بدأت أفهمه على المستوى الأخير
عندما يقول:(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ)(سورة آل عمران ).
وهكذا من هذه النقطة رغبت أن أقابل أخوتي المسلمين .
التحول :
لقد قررت إذن أن أسافر إلى القدس (كما فعل أخي ) وفي القدس ذهبت إلى الجامع وجلست ، لقد سألني رجل ماذا أريد؟.
أخبرته بأنني مسلم، وسألني عن أسمي أخبرته بأن اسمي (ستيفين ) لقد كان مندهشاً ثم التحقت بالصلاة على الرغم من أنها ليست بالشكل الصحيح.
وعند العودة إلى لندن قابلت أخت تدعى نفيسة، أخبرتها بأنني أريد أن أعتنق الإسلام، أرشدتني إلى الجامع الجديد. كان ذلك في عام 1977 بعد عام ونصف تقريباً من تلقي القرآن، أدركت الآن بأنه يجب علي أن أتخلص من كبريائي أتخلص من إبليس وأوجه وجهي باتجاه واحد وهكذا في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة ذهبت إلى الإمام وأعلنت إسلامي.
لقد كان شخصاً قبلك حقق الشهرة والثروة ولكن الهادية هي التي شدتني ليس مهماً كم حاولت جاداً حتى عرفت القرآن .
أدركت الآن أنني أستطيع الاتصال المباشر مع الله على خلاف المسيحية أو أي دين آخر كما أخبرتني سيدة هندية ، " أنت لا تفهم النهدوسية " نحن نؤمن بإله واحد ونستخدم هذه الأصنام لمجرد التركيز " كانت تقوم بأنها لكي تتواجد مع الله الواحد يجب أن يكون هناك شركاء وهذه الأصنام هي الغرض. ولكن الإسلام أزاح كل هذه الحواجز والشيء الوحيد الذي يميز بين المؤمن والكافر هو الصلاة.

هذه هي عملية الطهارة :
أخيراً أتمنى أن أقول بأن كل شيء أفعله هو محبة لله وأطلب من الله وأصلي له بأن تستفيدوا من بعض تجاربي، علاوة على ذلك أحب أن أؤكد بأنني لم أتواصل مع أي مسلم قبل أن أعتنق الإسلام لقد قرأت القرآن أولاً ثم أدركت بأنه لا يوجد شخص تام الإسلام تام وإذا أردنا أن نتبع نهج النبي صلى الله عليه وسلم فسوف ننجح وعسى الله يهدينا لأن نتبع إمام الأمة محمد صلى الله عليه وسلم آمين .
يوسف إسلام (كات ستيفين ) سابقاً
المصادر :موقع يوسف إسلام
  #1552  
قديم 15-12-2013, 07:47 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الحمدلله أتممت الموضوع المتفرع من الموسوعه


لم أسلم هؤلاء

وعدد المقالات 56 مقالة تبدأ من صفحة149
وتبد المقالات من رد رقم1483حتى تصل إلى 1551
صفحه رقم 156
وبعض المقالات والمعجزات طويلة جداً ونُسق لتقسيم المعجزه من موضوعين إلى ثلاثة مواضيع لان مساحة الرد لا تكفي


وإن شاء الله غداً سوف أبد بالموضوع الجديد ...

إبداعات إسلامية

أنتظروني ... وإن شاء الله يعينني على تكملة الموسوعه

كل احتــــــــــــــرامي للجميع دون أستثناء
  #1553  
قديم 18-12-2013, 06:23 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


من هنـــا يبدا موضوع

إبداعات إسلامية


الأوقاف الإسلامية القديمة ودورها فـي النهضة التعليمية والثقافية


صورة للمدرسة النورية التي بناها نور الدين محمود زنكي رحمه الله
بقلم يسري عبد الغني عبد الله
باحث ومحاضر في الدراسات العربية والإسلامية
مداخلة أولية :-

في هذه المقالة المتواضعة نحاول الحديث عن بعض الأوقاف الإسلامية القديمة في كل من : بلاد الشام ومصر والعراق كنماذج للأوقافالإسلامية ، ودورها في النهضة التعليمية والثقافية ، وذلك على أيام الدولة العباسية (المأمون ) ، والدولة السلجوقية (نظام الملك) , والدولة النورية (نور الدين محمود) , والدولة الفاطمية (الحاكم بأمر الله) , والدولة الأيوبية (صلاح الدين الأيوبي) ، وقد كان تحديد البحث بهذه الفترات ، لأن الحديث عن الأوقاف الإسلامية ودورها الثقافي والتعليمي بوجه عام ، يتطلب منا الحديث عن الأوقاف الإسلامية قديماً وحديثاً ، وكذلك الحديث عنها في بلاد إسلامية مثل:بلاد السند،ودول المغرب العربي ، وفي بلاد أخرى سكن فيها الإسلام مدة من الزمن مثل الهند وبلاد الأندلس , وبعض الدول الغربية التي توجد فيها أوقاف إسلامية ، وهذا يتطلب دراسة موسعة لا يستطيع مقالنا المتواضع أن يفي بها ، فلعلنا نوفق في الكتابة عن الفترات والبلاد التي حددناها .
بيت الحكمة والأوقاف :
قبلإنشاءبيت الحكمة ( أول مؤسسة ثقافيةتعليميةعند المسلمين ) والذي أعلن فاعلياته الثقافية المأمون العباسي ( 218 هـ ) بعد أن أسسه والده الخليفة / هارون الرشيد ، كان الراغبون في العلم يسعون إلى منازل وبيوت الشيوخ والعلماء للسماع منهم ، أضف إلى ذلك المسجد الذي كان دائماً مكاناً للعبادة والعلم .
ولهذا السبب لم تكن هناك نفقات معينة تبذل في سبيلنشر العلوم والمعارف ، فلما ظهرت الحاجة إلى تأسيس مكان يخصص لرعاية العلم ونشر الثقافة ، ظهرت في الوقت نفسه فكرة أن يوقف (الوقف) على هذه المؤسسة الثقافية التعليمية , وقف يُنتج إيراداً يكفي للإنفاق على شئونه اوشئون القائمين بالعمل فيها . [أحمد شلبي ، التربية والتعليم في الفكر الإسلامي ، ص 373 ، بتصرف] .
إذن كان المأمون العباسي الذي يعد بحق رائداً لنشر الثقافات والمعارف في العصر العباسيهوأول من أبرز هذه الفكرة للوجود ، فإنه لم يشأ أن يكون نشاط بيت الحكمة متوقفاً على سخاء الخلفاء والأمراء ، بل أراد أن يجعل نشاطه قوياًمتجدداًمتصلاً سواء أكان الخليفة كريماً أم شحيحاً .
ومن هنا هيأ للعلماء رزقاً سخياً يتقاضونهمن وقف ثابت يفيض ريعه عليالتكاليف المطلوبة لهذه المؤسسة الثقافية التعليمة .[سيد أمير علي ، مختصر التاريخ الإسلامي ، ص 274 ].
وانتشرت فكرة المأمون هذه بين من خلفه من الخلفاء والقادة والزعماء فأصبح من ضروريات إنشاء معهد ثقافي أو مدرسة أن يعين لها وقف ثابت ، تتلقى منه ما يفي بنفقاتها ، وما يمدها بما تحتاج من مصروفات .
ثم تطور هذا الاتجاه الإيجابي ، فظهرت الأوقاف أيضاً على الذين يشغلون أنفسهم بخدمة العلم و التعليم والثقافة في المساجد ، بل إن بعض الأركان أو الأعمدة بالمساجد كان يوقف عليها أوقاف سخية يصرف ريعها إلى من يجلس بها للتدريس والتعليم .
وسوف نحاول في سطورنا القادمة أن نقدم عرضاً سريعاً لنماذج من الأوقاف الإسلامية القديمة في كل من بلاد الشام ، ومصر ، والعراق ، محاولين إظهار دورها في خدمة العلم والثقافة , محددين كلامنا بأيام الدولة العباسية ، وأيام الدولة السلجوقية ، وأيام الدولة الفاطمية ، وأيام الدولة الأيوبية ، كما ذكرنا في مقدمة المقال .
المدارس النظامية :
يقول ابن خلكان في كتابه (الوفيات ، 1 / 202 ) : إن نظام الملك (485 هـ) ، هو أول من أنشأ المدارس فاقتدى به الناس .
ولكن السبكي في (طبقات الشافعية ، 3 / 137) ، والمقريزي في (الخطط ، 2 / 363) ، يذكران لنا أن نظام الملك ليس هو أول من أنشأ المدارس في الإسلام ، فقد وجدت المدرسة البيهقية في نيسابور قبل أن يولد نظام الملك ، والمدرسة السعيدية بنيسابور أيضاً ، بناها أبو سعيد إسماعيل بن علي ، ومدرسة أخرى بنيت للأستاذ / أبي إسحاق الإسفرائيني في نيسابور كذلك .
ويحاول السبكي في طبقاته وفي نفس الموضع السابق أن يوفق بين الرأيين فينسب إلى نظام الملك ، أنه كان أول من قدر المعاليم للطلبة ، فكأن المقصود بإنشاء المدارس هو تقدير هذه المعاليم ، وصرفها للطلبة !! [أحمد شلبي ، التربية والتعليم في الفكر الإسلامي ، ص 366 ، بتصرف] .
وفي رأينا المتواضع : أننا لا نوافق على ما اقترحه السبكي من أن المراد هو أن نظام الملك الوزير السلجوقي يعد أول من قدر المعاليم لطلاب العلم ، وقول ابن خلكان السابق صريح في أن نظام الملك هو أول من أنشأ المدارس ، وليس أول من قدر المعاليم ، ثم أن العزيز بالله الفاطمي سبق نظام الملك بقرن تقريباً في تقدير هذه المعاليم للطلاب . [المقريزي ، الخطط , 2 / 241] .
المشكلة إذن هي : هل كان نظام الملك أول من أنشأ المدارس أم لا ؟ ، الجواب عندي بالإيجاب ، إذا أريد المعني الفني الدقيق لكلمة مدارس ، وأما ما نطلق عليه كلمة مدارس (مجازاً) ، مما ظهر قبل نظام الملك هو جهد متواضع ، لم يعمر طويلاً , ولم يكن قوي الأثر في الحياة الإسلامية ، وهذا الجهد المحدود ظهر قبل مدارس نيسابور بعهد طويل .
فالذي ينسب إلى نظام الملك هو هذه النهضة التعليمية التي لم تتوقف قط ، هو هذا النظام الذي وضع لتعليم المسلمين في جميع البقاع , هو هذه الشبكة من المدارس التي انتشرت في القرى والكفور والمدن ، ولا يستطيع إنسان أن يدعي أنه يجاري نظام الملك في هذا المضمار .[أحمد شلبي ، مرجع سابق ، ص 367 ، بتصرف] .
لقد بنى نظام الملك المدارس والربط والمساجد في أنحاء البلاد , وأمدها بما تحتاج من كتب ، وعين لها المدرسين والخدم ، وفتح أبوابها على مصرعيه لكل من أراد أن يطلب العلوم والمعارف ، كما بذل لها العطايا الكريمة ، وأوقف عليها الأوقاف السخية التي تكفيها على مر الأيام ، فأحيا بذلك معالم الدين الداعي إلى العلم والمعرفة ، ونشط من العلم وأهله ما كان خاملاً في أيام من قبله .
فإنشاء المدارس إذاً إنما هو واحد من أفضال نظام الملك وأياديه ، ومأثرة ترجع له وحده ، ولا ترجع إلى سواه ، ومن هنا تنتسب مثل هذه المؤسسات إلى أعظم شخصية في الدولة ، وعليه فإن تسمية المدارس النظامية مطابقة لهذه القاعدة ، فما كان في الدولة على ذلك العهد من يجاري نظام الملك ، أو يناظره .
وقفية نظامية بغداد:
كان نظام الملك أول من أنشأ المدارسـ كما ذكرنا ـ، وعندما اختلف مع السلطان السلجوقي / ملكشاه ، اغتيل في ظروف غامضة ، وبنهايته الأليمة كانت نهاية أخرى أكثر ألماً تنزل بمدارسه ( المدارس النظامية ) ، حيث توقف العمل بها تماماً ، بل أن بعضها مثل نظامية بغداد اختفت في ظروف غامضة ، واغتُصب مكانها منذعهد سحيق ، فلم يعد معروفاً حتى وقتنا هذا على وجه الدقة للباحثين والدارسين .
ويبدو ـ للأسف الشديد ـ إن هذه النهاية الأليمة لم تلحقبالبناء فقط ، وإنما بكثير مما كتب عنه أيضاً .
فقد كان مما ضاع على الباحثين هذه الوثيقة المهمةالتي كتبت فيها وقفية نظام الملك على مدارسه .
لقد ورد ذكر هذه الوثيقة في عدة مراجع ، ولكن الباحثين قديماً وحديثاً لم يستطيعوا أن يحصلوا عليها أو على نصها .
وعلى كل حال فلدينا من المصادر ما يمدنا في هذا الموضوع بمعلومات ، إن لم تكن كاملة فهي قريبة بعض الشيء من الكمال .
* يقول سبط الجوزي في كتابه (مرآة الزمان، 2 / 121): وفيها ( أي في سنة 462 هـ ) أوقف نظام الملك الأوقاف على النظامية ، وحضر الوزير والقضاة والعدول ببيت النوبة ، وكتبوا الكتب وسجلت ، ومما وقف:سوق المدرسة ، وضياع ، وأماكن ، وشرط نظام الملك الشروط المعروفة .
* ويذكر أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في كتابه (المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ، 8 / 256) ، عن حوادثنفس السنة ( 462 هـ ) : إنه في يوم الأثنين 26 من جمادى الآخرة جمع العميد أبو نصر الوجوه ، فأحضر أبا القاسم ابن الوزير فخر الدولة والنقيبين والأشراف ، وقاضي القضاة والشهود إلى المدرسة النظامية وقرئت كتب وقفيتها ، ووقف الكتب فيها ، فكان من الوقف ضياع وأملاك وسوق أقيمت على بابها .
* وهذا هو الرحالة / ابن جبير يرى و يكتب لنا في رحلته (رحلة ابن حبير ، 239) :أنه رأى ببغداد نحواً من ثلاثين مدرسة ، ويقول : إنه ما فيها مدرسة إلا وهي يقصر القصر البديع عنها ، وأعظمها وأشهرها النظامية التي بناها نظام الملك ، ولهذه المدارس أوقاف عظيمة ، وعقارات واسعة للإنفاق على الفقهاء والمدرسين بها ، وللإجراء على الطلبة .
أما ما خصص من المال لرعاية الشئون الثقافية على العموموكذلك ريع الأوقاف المعينة للمدارس ، فإن المراجع التي بين أيدينا أو المتاحة لنا، أوردت تفصيلات مفيدة ونافعة للباحثين ، نقتبس منها الآتي :ـ
·كان نظام الملك ينفق في السنة الواحدة على التعليم ما يقدر بـ ( 600000 ) دينار.[ناجي معروف ، المدرسة المستنصرية ، ص 8]
· أما الريع الذي كانت تنتجه الأوقاف المخصصة لنظاميةبغداد ، فقد ورد أنه كان 15000 دينار في العام الواحد .[محمد عبده ، الإسلام والنصرانية ، ص 98]
·وقد كان ذلك الريع كافياً لمرتبات الشيوخ ولما يدفع للطلبة ، وكان يشمل مؤونة طعامهم وملابسهم وفرشهم,وغير ذلك من ضرورات معاشهم حتى نبغ فيها جمع من الفقهاء الأفاضل ممن لا يحصونعددا [الألوسي ، تاريخ مساجد بغداد ، ص 102].
· أما أوقاف نظام الملك على نظامية أصفهان فقد بلغت 10000 دينار سنوياً .[سعيد نفيس ، مدرسة نظامية بغداد ، ص 3] .
ويجدر بالذكر هنا أن من أوفى التراجم التي كتبت عنالوزير / نظام الملك تلك التي كتبها العلامة / السبكي فيكتابه : ( طبقات الشافعية ، 3 / 135 ـ 145 ) وقد كتبت بإسلوب رائع ، وصورت الرجل على أنه من أعظم المصلحين الاجتماعيين في الإسلام ، وأن شخصيته من أقوى الشخصيات التاريخية ، ونحن نحبذ أن يعتمد أي باحث في الكتابة عن نظام الملك على ما كتبه السبكي ، وكذلك على ما كتبه عماد الدين الأصفهاني ، وابن الأثير ، وابن خلكان ، وابن الجوزي ، لتعم الفائدة بإذن الله .
رجل يرعى العلم والتعليم :
كانت مملكة نور الدين محمود زنكي في سوريا أقوى مملكة قامت على أنقاض السلاجقة ، وقد خلد نور الدين اسمه كبطل من أبطال المسلمين في حروبهم ضد أدعياء حماية الصليب .
واستطاع نور الدين أن يضم إلى سمعته الحربية مكانة كمصلح اجتماعي كبير ، ومن أبرز إصلاحاته في هذا المجال رعايته لشئون العلم والتعليم ، فلقد أعد مملكته لتواصل حركة النشاط الذي بدأه الوزيرالسلجوقي / نظام الملك ، أو لتتلقى عن العراق وخُراسان ما ضعفتا عن حمله ، وذلك بعد انهيار دولة السلاجقة . [يسري عبد الغني ، يا نور الدين ... ، ص 5 وما بعدها] .
ومن هنا جاءت أهمية الدور الذي قام به نور الدين فهو لم يكن راعياً للعلم فقط ، وإنما كان مشرفاً على نهضته وحامياً لها حتى أسلمها إلى خلفه صلاح الدين ، وفي رأينا أنه لولا نور الدين وجهوده لخيف على هذه النهضة أن تفنى وتتلاشى وتضيع ، ولكن الرجل واصل السير في الطريق الذي بناه سلفه ، فبنى في بلاد الشام ولأول مرة العديد من المدارس التي فتحت أبوابها لطلاب العلم من كافة المستويات والطبقات ، في نفس الوقت الذي فتح فيه قلبه ومعاهده العلمية للمدرسين والعلماء والفقهاء الذين ضاقت بهم أرض العراق وخراسان ، بعد ما حل بها من شقاق واضطراب .
وهكذا كان نور الدين هو حلقة الاتصال بين نظام الملك السلجوقي الذي غرس النهضة التعليمية والعلمية ، وصلاح الدين الأيوبي الذي كتب على يديه لهذه النهضة البركة والنماء .
المدرسة النورية وأوقافها :
أما فيما يتعلق بالأوقاف على المدرسة النورية الكبرى التي بناها نور الدين محمود في دمشق السورية ضمن المدارس الأخرى العديدة التي شيدها , فقد سجلت هذه الأوقاف على الحجر الذي يكون العتبة العليا لباب المدرسة ، والكتابة الموجودة عليها واضحة ويمكن قراءتها حتى يومنا هذا .
* وفي هذه الوثيقة ، وبعد البسملة ، نعرف أن الذي أمر ببناء هذه المدرسة هو الملك العادل الزاهد / نور الدين أبوالقاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر (ضاعف الله ثوابه) .
* ونعرف أنه أوقفها على أصحاب الأمام سراج الأمة أبي حنيفة (رضي الله عنه) ، ووقف عليها ، وعلى الفقهاء والمتفقهة بها جميع الحمام المستجد بسوق القمح ، والحمامين المستجدين بالوراقة , والوراقة بعوينة الحمى ، وجنينة الوزير ، والنصف والربع من بستانالجورة بالأرزه ، والأحد عشر حانوتاً خارج باب الجابية ، والساحة الملاصقة من الشرق ، والتسعة حقول بداريا ، على ما نص وشرط في كتب الوقف رغبة في الأجر والثواب ، وتقدمه بين يديه يوم الحساب .
* ويضيف : فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ، إن الله سميع عليم ، وذلك في مدة أخرها شعبان سنة سبع وستين وخمسمائة .
ومعنى ذلك هو : أن هذه الأوقاف تسلم إلى المدرسة النورية الكبرى بدمشق ، في خلال مدة أخرها شهر شعبان سنة 567 هـ .
إن هذه الوثيقة التي احتفظ لنا التاريخ بها لوثيقة مهمة تبين لنا بوضوح الأوقاف التي عينها نور الدين للمدرسة النورية الكبرى ، وقد ظهر منها أن ريعها الوفير كان يكفي للإنفاق على الطلاب والمدرسين إنفاقاً سخياً متواصلاً.
ويمكن لنا أن نعطي مثالين آخرينلنؤكد هذه الحقيقة :
المثال الأول:
فقد ذكر المؤرخ / أبو شامه ف كتابه (الروضتين، 1 / 16) : أن نور الدين وقف على المدارس الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية ، وعلى أئمتها ومدرسيها وفقهائها أوقافاً كافية .
المثال الثاني :
ويقول الرحالة / ابن جبير (رحلة ابن جبير، ص 285) : إن من مناقب نور الدين محمود أنه عين للمغاربة الذين كانوا يلحقون بزاوية المالكية بالمسجد الجامع أوقافاً كثيرة ، منها : طاحونتان ، وسبعة بساتين ، وأرض بيضاء ، وحمام ، ودكانان بالعطارين ، وجعل أحد هؤلاء المغاربة مشرفاً على هذه الأوقاف .


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



  #1554  
قديم 18-12-2013, 06:24 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــع الموضوع السابق
الأوقاف الإسلامية القديمة ودورها فـي النهضة التعليمية والثقافية


الأوقاف في مصر وبلاد الشامعلى أيام الفاطميين:
نحب أن ننبه هنا إلى أن أي حديث عن موضوع الأوقاف وأثره على النهوض بالتعليم والثقافة في مصر ، يجب أن يشمل الحديث عن بلاد الشام ( سوريا ، ولبنان ، المملكة الأردنية الهاشمية ، فلسطينالعربية ) ، وذلك لأن نفوذ الفاطميين والأيوبيين والمماليك امتد إلى بلاد الشام
العربية الإسلامية في فترات طويلة من حكم هذه الأسر ، وعليه فسنذكرأمثلةمن الأوقاف في بلاد الشام خلال كلامنا عن الأوقاف في مصر .
نقول : لقد وجدت الأوقاف على التعليم في مصر قبل عهد الوزيرالسلجوقي / نظام الملك ، وقبل ونور الدين محمود زنكي ، بوقت طويل .
*ففي سنة 378 هـ ، و في عهد العزيز بالله الخليفة الفاطمي أصبح الأزهر معهداً علمياً أكثر منه مسجداً . [استانلي بول ، القاهرة ، ص ص : 121 ـ 123 ] .
* ولذلك نجد أن الوزير الفاطمي / يعقوب بن كلس يسأل الخليفة العزيز بالله في تحديد أجور لجماعة من الفقهاء ، فأطلق لهم ما يكفي كل واحد منهم من الرزق نقداً ، وأمر لهم بشراء دار وبنائها فبنيت بجانب الجامع الأزهر ، فإذا كان يوم الجمعة حضروا إلى الجامع ، وتحلقوا فيه بعد الصلاة إلى أن تصلى العصر,وكان لهم أيضاً من مال الوزير صلة . [المقريزي ، الخطط ، 2 / 273] .
* فلما جاء الخليفة الفاطمي / الحاكم بأمر الله عمد إلى الأوقاف يعينها للإنفاق من ريعها على المساجد والمؤسسات الثقافية ، فلقد أوقف على الجامع الأزهر ، و الجامع براشدة ، ودار العلم ، أوقافاً عظيمة ذكرهافي سجل أشهد عليه قاضي القضاة / مالك بن سعيد الفاروقي .
* ويقول المقريزي في (خططه، 2 / 273 ـ 274): كانت الأوقاف عن جميع الدار المعروفة بدار القرب ، وجميع القيسارية المعروفة بقيسارية الصوف ، وجميع الدار المعروفة بدار الخرق الجديدة ، ويؤكد الحاكم بأمر الله الفاطمي على أن هذه الوقفية دائمة للأبد ، لا يوهنها تقادم السنين .
صلاح الدين والنهوض بالتعليم والوقف عليه :
الحديث عن صلاح الدين الأيوبي ، مؤسس الدولة الأيوبية ، حديث متشعب النواحي ، ومجاله خصب في أي ناحية من نواحيه ، ولكنا نريد في هذه الإلمامة السريعة المقتضبة أن نذكر المعنى الذي سبقت الإشارة إليه ونحن نتكلم عن نور الدين محمود ، فإن صلاح الدين كان أولاً قائداً من قادة نور الدين محمود ، ثم حكم مصر باسمه ، ثم خلفه على عرش مصر , ثم عرش بلاد الشام ، ومن هنا يظهر بوضوح سبب التشابه بين صلاح الدين ونور الدين والذي يحلو للعديد من المؤرخين الحديث عنه . [يسري عبد الغني ، يا نور الدين ... ، ص 14 وما بعدها ] .
لقد تلقى صلاح الدين غرس النهضة من سلفه ، فشيد لأول مرة المدارس في مصر وفي سبيل العلم والفضل كانت تهون عليه نفقات بيوت المال .[ابن جبير ، رحلة ابن جبير ، ص 58 ] .
قال صلاح الدين للخيوشاني المشرف على إحدى مدارسه : " زد احتفالا وتأنقاً ، وعلينا القيام بمئونة ذلك " [ابن جبير ، المرجع السابق ، ص 48] .
أهمية حفظ التراث :
ودخول المدارس إلى مصر ليس أمراً سهلاً لمن يكتب عن التعليم والثقافة ، لأن معناه في التحليل الأخير حفظ ذلك التراث من غوغاء التتار الذين اجتاحوا معظم أنحاء العالم الإسلامي ، وأوقفوا كثيراً من مظاهر الرقي فيه ، وكان كرم صلاح الدين وسخاءه على العلم والتعليم داعياً لجذب العلماء والطلاب لا من العراق فحسب بل من شمالي أفريقيا أيضاً ، حيث كانت مصر في منتصف المسافة ، فرحل لها من هنا وهناك جمهرة كبيرة وجدوا في صلاح الدين ملكاً باراً كريماً وحامياً عظيماً , فجمعهم الإحسان الصلاحي ، على حد قول عبد اللطيف البغدادي في كتابه [الإفادة والاعتبار ، ص 16].
وعندما جاء الأيوبيون إلى مصر نقلوا معهم حماسة الوزيرالسلجوقي / نظام الملك ، وحماسة نور الدين زنكي ، وحمايتهما للعلم ، ثم وجدوا أنفسهم في مصر,أمام تراث الفاطميين العريق ، ومدنيتهم العريضة , التي كان الفن والعلم من أنضر فروعها الوارفة.
لقد حافظ الأيوبيون على هذا التراث المزدوج ، ورعوا العلم ، وما بخلوا يوماً ، وما قتروا ساعة في الإنفاق عليه ، فأنشأوا الكثيراً من المدارس والمعاهد ، وأوقفوا عليها الأوقاف السخية .
وفي نفس الوقت ظهرت موجة من التنافس الشديد في هذا المضمار ، حيث أخذ فيها الأمراء والعلماء بنصيب ملحوظ ، وحظ وافر .
وسوف نحاول في سطورنا القادمة أن نعطي لك أمثلة موجزة لهذه الأوقاف ، ودورها في خدمة العلم والثقافة والمعرفة .
* يقول ابن جبير : إن كل مسجد يستحدث بناءه أو مدرسة أو خانقاه ( الخانقاه أو الخانكاه كلمة فارسية الأصل جمعها في العربية خوانق ، ومعناها : دار موقوفة لسكنى الزهاد والصوفية والعباد ) ، يعين لها السلطان / صلاح الدين أوقافاً تقوم بها وبساكنيها والملتزمين بها . [ابن جبير ، رحلة ابن جبير، ص 275].
* ويضيف المقريزي : أن صلاح الدين عندما بنى المدرسة الناصرية بالقرافة وقف عليها حماماً بجوارها ، وفرناً تجاهها ، وحوانيت بظاهرها ، والجزيرة التي يقال لها جزيرة الفيل ببحر النيل خارج القاهرة .[المقريزي ، الخطط ، 3 /264] .
الناس كملوكهم :
واقتدى بصلاح الدين غيره ممن أنشأوا المدارس ورعوا العلم في العهد الأيوبي ، ومن هؤلاء نذكر : ـ
* تقي الدين عمر بن شاهنشاه الأيوبي الذي اشترى منازل العز التي كانت تشرف على النيل,ومعدة لنزهة الخلفاء الفاطميين , ثم جعلها مدرسة للفقه الشافعي ، ووقف عليها الحمام وما حولها ، وبنى فندقاً بفندق النخلة ووقفه عليها ، ووقف عليها جزيرة الروضة التي كان قد اشتراها من قبل. [المقريزي ، الخطط ، 3/ 364]
* ومن المدارس التي حظيت بوقف سخي المدرسة الدماغية بدمشق السورية ، وكانت داراً لشجاع الدين بن الدماغ ، فلما مات جعلتها السيدة زوجته مدرسة للشافعية والحنفية ، ووقفت عليها ثمانية أسهم من أربعة وعشرين سهماً من المزرعة الدماغية ، والحصة من رجم الحيات ، والحصة من حمام إسرائيل خارج دمشق ، والحصة بدير سلمان من المرج ، ومزرعة شرخوب عند قصر أم حكيم ، ومحاكرات ، وغير ذلك . [النعيمي ، الدارس ، 1 / 236 ـ 237 ].
زوايا جامع عمرو بن العاص :
ويذكر لنا المقريزي ثمانية من زوايا جامع عمرو بن العاص التي كانت تقام بها حلقات تعليمية ، ويشير إلى الأوقاف التي وقفت على كل من هذه الزوايا ، وفيما يلي موجزاًببعضها : ـ
1 ـ زاوية الإمام الشافعي التي درس بها فعرفت به،ووقفتعليها أرض بناحية سندريس، ووقفها السلطان الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي .
2 ـ الزاوية الكمالية بالمقصورة المجاورة لباب الجامع الذي يدخل إليه من سوق الغزل ، ورتبها كمال الدين السمنودي ، وعليها فندق بمصر موقوف عليها .
3 ـ الزاوية التاجية أمام المحراب الخشب ، رتبها تاج الدين السطحي أو المسطحي ،وجعلها دورا بمصر موقوفا عليها .
[المقريزي ، الخطط , 2 / 255 ـ 256] .
** وهكذا كانت الأوقاف في عالمنا الإسلامي في الأعم الأغلب هي المورد الذي ينفق منه على التعليم وعلى المؤسسات الثقافية التي تقدم خدمة مجانية لعامة الناس ، ولكن في بعض الحالات كانت نفقات التعليم والثقافة تدفع بشكل مباشر من الخزانة العامة للدولة ، وقد ذكر المؤرخون أن الوزيرالفاطمي / يعقوب بن كلس كان يجري بتوجيهات من الخليفة الفاطمي / العزيز بالله ألف دينار في كل شهر على جماعة من أهل العلم والوراقين والمجلدين . [آدم ميتز ، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، 1 / 294].
ومنالأمثلة التي تدعو للعجب والدهشة ما رواه لناالرحالة / ابن بطوطة من أن أحمد ملك ( إيذج ) كان يقسم خراج بلاده أثلاثاً ، ويجعل الثلث لنفقة الزوايا والمدارس . [ابن بطوطة ، تحفةالنظار ، 2 / 31].
وقفية ست الشام :
وفي ختام هذاالمقالالمتواضع نحب أن نورد وقفية مهمة هي تلك التي وقفتها ست الشام أخت السلطان / صلاح الدين الأيوبي على المدرسة الشامية الجوانية ، وبكل أسف فإن هذه المدرسة قد خربت ، واتخذت داراً ، ولكن بقي منها بابها القديم ، وقد كتب على عتبته العليا نص الوقفية ، وتمتاز هذه الوقفية فوق أن مرجعها هو النص المكتوب على العتبة,وهو مرجع موثوق به تماماً , بأنها وقفية مفصلة دقيقة .
[أحمد شلبي ،التربية والتعليم في في الفكر الإسلامي ، ص 380 , بتصرف ].
ونحب أن نشير هنا إلى أن طريق إنفاق ريع الأوقافالخاصة بست الشام ،ورد مفصلاً فيمرجع مهم وهو كتاب تاريخ مدارس دمشق ، للعلامة / النعيمي . [1 / 202 ـ 203] .
يقول نص وقفية ست الشام : " بسم الله الرحمن الرحيم : هذه مدرسة الخاتون الكبيرة الآجلة عصمة الدين ست الشام أم حسام الدين بنت أيوب بن شادي رحمها الله ، وقفتها على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام / الشافعي ( رضي الله عنه ) ، والموقوف عليها وعليهم وعلى ما يتبع ذلك ، جميع القرية المعروفة ببزينة ، وجميع الحصة وهي أحد عشر سهماً ونصف من أربعة وعشرين سهماً من جميع المزرعة المعروفة بجرمانا ، وجميع الحصة وهي أربعة عشر سهماً من القرية المعروفة بالتينة ، ونصف القرية المعروفة بمجيدل السويدا ، وجميع القرية المعروفة بمجيدل القرية ، وذلك في سنة ثمان وعشرين وستمائة " .
** أما الإنفاق على هذه المدرسة فقد وضع على النحو التالي : ـ
أولاًـ يبدأ في الإنفاق بعمارة المدرسة ، وثمن زيت ، ومصابيح ، وحصر ، وبسط ، وقناديل ، وشمع ، وما تدعو الحاجة إليه .
ثانياًـ يدفع للمدرس غرارة من الحنطة ، وغرارة من الشعير ، ومائة وثلاثون درهماً فضة ناصرية .
ثالثاًـ عشر الباقي يصرف إلى الناظر عن تعبه وخدمته ومشارفته الأملاك الموقوفة وتردده عليها .
رابعاًـ إخراج ثلثمائة درهم فضة ناصرية في كل سنة ، تصرف في ثمن بطيخ ومشمش وحلوى في ليلة النصف من شعبان على ما يراه الناظر .
خامساًـ الباقي يصرف إلى الفقهاء والمتفقهة,والمؤذن , والقيم المعد لكنس المدرسة ورشها وفرشها وتنظيفها وإيقاد مصابيحها ، ويعطى هؤلاء على قدر استحقاقهم على ما يراه الناظر في أمر هذا الوقف من تسوية وتفضيل وزيادة ونقصان وعطاء وحرمان .
هذا وقد ذكرت الواقفة أن من شرط الفقهاء والمتفقهة والمدرس والمؤذن والقيم أن يكونوا جميعاً من أهل الخير والدين والصلاح والعفاف وحسن الطريقة وسلامة الاعتقاد والسنة والجماعة .
كما شرطت ـ رغبة منها أن يظل الملتحقون بالمدرسة في مستوى مالي لائق , و ألا يزيد عدد الفقهاء والمتفقهة المشتغلين بهذه المدرسة عن عشرين رجلاً ، من جملتهم المعيد بها والإمام ، بخلاف المدرس والمؤذن والقيم إلا أن يوجد في ارتفاع الوقف نماء وزيادة وسعة ، فللناظر أن يقيم بقدر ما زاد ونما.[النعيمي ،الدارس ، نفس الموضع السابق ، بتقديم وتأخير من جانبنا ]
والله ولي التوفيق ,,
يمكن التواصل مع المؤلف على البريد التالي: [email protected]
المراجع والأسانيد
1ـ أحمد شلبي ، التربية والتعليم في الفكر الإسلامي ( جوانب التاريخ والنظم والفلسفة ) ، الجزء الخامس من موسوعة الحضارة الإسلامية ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1987 م .
2 ـ سيد أمير علي ، مختصر تاريخ الإسلام ، لندن ، 1916 م .
3 ـ سيد أمير علي ، روح الإسلام ، لندن ، 1940 م
4 ـ ابن الجوزي ( سبط ) ، مرآة الزمان ، مخطوطة بدار الكتبالمصرية ، تحت رقم 551 ، تاريخ .55
5 ـ ابن الجوزي ( عبد الرحمن ) ، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ، حيدر أباد ، الهند ، 1359 هـ .
6 ـ ابن جبير ، رحلة ابن جبير ، ليدن ، 1907 م .
7 ـ ناجي معروف ، المدرسة المستنصرية ، بغداد ، 1935 م .
8 ـ محمد عبده ، الإسلام والنصرانية مطبوع مع العلم والمدنية ، القاهرة ، 1948 م .
9 ـ الألوسي ، تاريخ مساجد بغداد ، طبعة بيروتية مصورة ، بدون ناشر ، وبدون تاريخ .
10 ـ أبو شامه ، الروضتين في أخبار الدولتين ، القاهرة ، 1287 هـ .
11 ـ سعيد نفيس ، مدرسة نظامية بغداد ، طهران ، 1313 هـ .
12 ـ ستانلي لان بول ، القاهرة ، لندن ، 1912 م .
13 ـ ستانلي لان بول ، تاريخ مصر في العصورالوسيطة ، لندن ، 1901 م .
14 ـ المقريزي ، الخطط ، القاهرة ، 1170 هـ .
15 ـ النعيم ، الدارس فيما في دمشق من المدارس ، دمشق ، 1948 م .
16 ـ آدم متز ، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، الطبعة العربية ، القاهرة ، 1940 م .
17 ـ ابن بطوطة ، تحفة النظار ( رحلة ابن بطوطة ) ، باريس ، 1853 م .
18 ـ يسري عبد الغني ، المدنية العربية الإسلامية ( نظرات في الأصول والتطور ) ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1987 م .
19 ـ يسري عبد الغني ، يا نور الدين ... ، القاهرة ، 2004 م

  #1555  
قديم 18-12-2013, 06:26 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

هكذا كانوا يوم كنا

الدكتور حسان شمسي باشا
طيب وكاتب إسلامي سوري مقيم في السعودية
للمسلمين فضل لا ينكر على الحضارة الإنسانية قاطبة، ولا سيما على حضارة الغرب المعاصرة.
فلقد نبغ علماء المسلمين في شتى العلوم والمعارف ، ويخطئ من يظن أن المسلمين كانوا مجرد نقلة ، نقلوا التراث الإغريقي فقط ، ذلك لأنهم قد استوعبوه وهضموه وفهموا أسراره ومضامينه ، وأضافوا إليه ومزجوه بعلوم الإسلام والقرآن .
وشهد الله ما ذكر ذاكر حضارة العرب إلا استهلت بعبراتنا الشؤون ، حسرة على من كانوا رسل خير ورحمة ، وحملة علم وعرفان ، أن تذهب جهودهم الإنسانية سدى على يد من خلفوهم في الحضارة ، فرجعوا بالفضيلة قرونا إلى الوراء .
وفي مجال الطب نبغ المسلمون في علوم الطب وفروعه ، وألفوا فيه الكتب والمراجع وابتكروا الآلات الطبية ، وأقاموا المستشفيات الثابتة والمتنقلة . واتسم العمل بالمستشفيات بالطابع الإسلامي ، والطابع الخلقي والإنساني بما يفوق نظام العمل بأرقى المستشفيات في بلاد الغرب .
ومن مفاخر الإسلام حقا أن أول المستشفيات في الإسلام كانت خيمة رفيدة ، و هي امرأة كانت تداوي الجرحى ، وتحتسب بنفسها على خدمة من أصابته الجراح من المسلمين . ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصاب سعد بن معاذ رضي الله عنه السهم في غزوة الخندق:
" اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب " .
ولما تتابعت الفتوح كان الجيش مضارب فيها الممرضات من النساء يداوين الجرحى ، وهذا من جهادهن .
وكان العرب يسمون المشافي ( بيمارستانات ) ويخففونها فيقول مارستانات . وهي في الأصل كلمة فارسية معناها " معسكر المرضى ".
وكانت البيمارستانات من أول عهدها إلى زمن طويل مستشفيات عامة ، تعالج فيها جميع الأمراض والعلل من باطنية وجراحية ورمدية وعقلية ، إلى أن أصابتها الكوارث ، ودار بها الزمن وهجرها المرضى فأقفرت إلا من المجانين، فصارت كلمة مارستان تعني مأوى المجانين
وفي الوقت الذي كانت فيه المشافي تشاد في كل مدينة من المدن الإسلامية ، كانت أوروبا تغرق في ظلام الجهل والتخلف .
وكان من أشهر المشافي في أوروبا في القرون الوسطى مستشفى " أوتيل ديو " في باريس . وقد جاء ذكره في كتاب ألفه " ماكس نوردو " قال فيه عن هذا المستشفى :
" كان يستلقي في الفراش الواحد أربعة مرضى أو خمسة أو ستة. فترى قدمي الواحد في جانب رأس الآخر. وكان الأطفال الصغار إلى جانب الشيوخ الشيب. حقا إن هذا لا يصدق، ولكنه الحقيقة والواقع. كانت المرأة تئن من مخالب المخاض إلى جانب رضيع يتلوى من التشنجات ، ورجل يحترق في هذيان الحمى إلى جانب مسلول يسعل سعلته الجارحة ، و مصاب بإحدى الأمراض الجلدية يمزق جلده الأجرب بأظافره الثائرة .
كانت رائحة الهواء في قاعات المرضى فاسدة حتى أن الزوار ما كانوا يجرؤن على دخولها إلا بعد أن يضعوا على وجوههم إسفنجة مبللة خلا . وتبقى جثث الموتى أربعا وعشرين ساعة في الفراش . وقد وصفه في القرن الثامن عشر باللي ويتنون ولافوازيه في تقريرهم وصفا تقشعر منه الأبدان ، إذ رأوا الموتى جنبا إلى جنب مع الأحياء ، كما رأوا الناقهين مختلطين في غرفة واحدة مع المحتضرين ، وكانت غرفة العمليات حيث الشق والقطع والبتر تأوى الذين تعمل لهم العمليات في الغد . فكانت تعمل في وسط الغرفة نفسها ، وكان المريض يرى أمامه تحضيرات العذاب ويسمع صراخ المعذبين ، فإن كان ممن ينتظر دوره في الغد كانت أمامه صورة أوجاعه المقبلة . وإن كان ممن مر بهذا الجحيم كان أمامه منظر يذكره بالأوجاع التي قاساها ".
ولم تعمل يد التحسين في هذا المستشفى الذي أنشئ عام 660 م إلا بعد الثورة الفرنسية عام 1789 م .
لوحة جدارية لمستشفى ألماني يعود إلى القرن السادس عشر يمكن رؤية المرضى بجانب بعضهم بعضاً في غرفة كبيرة ويظهر أحد الأطباء وهو يتفقدهم
هكذا كانت حال أحد أشهر مشافي أوروبا في العصور الوسطى كما يصفها الدكتور أحمد شوكت الشطي، فماذا كانت حالة مستشفياتنا التي كان يطلق عليها البيمارستانات ؟
يقول المؤرخون إن المشافي العربية والإسلامية كانت تكرس للرضيع والوضيع ، والملك والمملوك ، والجندي والأمير .
وكان الخلفاء والأمراء والسلاطين وذوو الجاه يتبارون في بناء المشافي حتى أصبح في كل مدينة من المدن الكبرى في الإمبراطورية العربية الإسلامية مستشفى عام واحد على الأقل للعناية بالمرضى . وكان البيمارستان مؤسسة حكومية يقوم بنفقاتها أحد الخلفاء أو الأمراء.
كان المرضى يفحصون في المستشفى فيعطون من لا يحتاج إلى الاستشفاء فيه وصفة تحضر في صيدلية المستشفى. أما المرضى الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى، فتدون أسماؤهم لقبولهم، ثم يستحمون، ويـبقون في المستشفى حتى الشفاء التام، وعلامته أكل رغيف من الخبز وفروج كامل !!
وعندما يخرجونهم يعطونهم ثوبا مع كمية من الدراهم لتقوم بنفقاتهم الضرورية خارج المستشفى. وكان الناس يتمارضون رغبة منهم في الدخول إلى المستشفى والتنعم بما فيه . وكان الأطباء يغضون الطرف أحيانا عن هذا التحايل
قال خليل بن شاهين الظاهري في كتاب " النجوم الزاهرة " بعد أن زار دمشق :
" وبها بيمارستان لم ير مثله في الدنيا، وعندما دخلت دمشق سنة 831 هـ كان بصحبتي رجل أعجمي من أهل الفضل والذوق ، فلما دخل البيمارستان ، تمارض وأقام به ثلاثة أيام ورئيس الأطباء يتردد إليه، فلما فحصه وعلم حاله وصف له ما يناسبه من الأطعمة الحسنة والفواكه والحلوى . وبعد ثلاثة أيام كتب له الطبيب كلمة جاء فيها :
إن الضيف لا يقيم فوق ثلاثة أيام، وهذا يوحي بأنه أدرك أنه متمارض، ومع ذلك فقد عامله كأحد الضيوف "
وكان لكل مستشفى عام أروقة خاصة للذكور والإناث . وخصصت فيها شعب للحمى والإسهالات والجراحة والتجبير والإصابات العينية وغيرها. وألحق بأكثر المستشفيات حمام عام . ومن أقسام المستشفى صيدلية يشرف عليها صيدلي مجاز ، ومجهزة بالأدوية والشرابات والعقاقير المختلفة .
وجهز كل مستشفى بمكتبة تضم المفيد من مخطوط أبقراط وجالينوس وأطباء المسلمين، يجتمع فيها الأساتذة والطلاب بعد جولة الصباح على المرضى .
وكان للمستشفيات أوقاف تعولها، وكانت الإدارة الطبية يرعاها الطبيب الأول يعاونه رؤساء مختلف الشعب، ويعاون هؤلاء معاونوهم وتلاميذهم.
وانتشرت البيمارستانات انتشارا كبيرا في العالم الإسلامي، وكان منها نوعان :
النوع الأول: وهو البيمارستان الثابت. ومن ذلك بيمارستان النوري الكبير بدمشق
وبيمارستان قلاوون بالقاهرة .
النوع الثاني: وهو البيمارستان المحمول. وهو الذي ينقل من مكان إلى آخر بحسب
انتشار الأمراض والأوبئة والحروب.
بيمارستان قلاوون بالقاهرة
بيمارستان حلب
وبلغ من اهتمام الأمراء بالبيمارستان أن بعضهم كان يشرف بنفسه على سير العمل فيها، ومن هؤلاء أحمد بن طولون الذي اعتاد أن يتفقد أحوال المرضى في كل يوم جمعة في البيمارستان العتيق .
ولم تكن رسالة البيمارستان قاصرة على الرعاية والعلاج، وإنما امتدت لتشمل إعداد الأطباء، وتأهيلهم فكان بمثابة جامعة تخرج الأطباء، ويتبعون ما يطلق عليه في الوقت الحاضر اسمفريق العمل Team Work حيث يشترك أكثر من طبيب في تشخيص الحالة وعلاجها. وهذا المنهج الإسلامي هو الأصل الذي نشأ عنه ما يعرف في الوقت الحاضر في مجال العمل الطبي باسم مؤتمر الحالة Case Conference حيث يجتمع عدد من الأطباء والأخصائيين ويدرسون حالة مريض معينة ، ويبدي كل منهم رأيه ، ويتبادل الجميع الخبرة والمشورة .
أما المجاذم : فقد خصصت لعلاج المجذومين ، و أول مؤسسة عرفت في بلاد العرب هي مجذمة الوليد بن عبد الملك في دمشق سنة 88 هـ ، ثم تعددت المجاذم بعد ذلك . وتعد المجاذم العربية أول دور عولج فيها المصابون بالجذام معالجة فنية، وكان الدخول إليها غير تابع لقيد أو شرط، بينما كانت المجاذم في الغرب مخصصة لفئة من الناس. وكان على المقبول فيها أن يدفع رسما باهظا وأن يصطحب معه ما يحتاج إليه من مقاعد وأسرة وأواني الطعام والشراب .
وأما بيمارستانات الأمراض العقلية فقد تأسست في زمن الأمويين للعناية بالذين أصابهم مس أو اعتراهم ضعف عقلي . فقد كان المسلمون يعتبرون المعتوهين معدمين وعالة على إحسان الدولة ، لأن إصابتهم بقضاء من الله وقدره.
ولقد جاء في صك الأوقاف التي حبس ريعها لصالح المستشفى النوري أو العتيق بحلب أن كل مجنون يخص بخادمين فينزعان عنه ثيابه كل صباح ، ويحممانه بالماء البارد ، ثم يلبسانه ثيابا نظيفة ويحملانه على أداء الصلاة ، ويسمعانه قراءة القرآن يقرؤه رجل حسن الصوت ، ثم يفسحانه في الهواء الطلق .
أما في أوروبا، فكان المجانين يحرمون من دخول المستشفيات، وكانوا يقيدون بالسلاسل في بيوت الجنون، تلك البيوت التي كانت شرا من السجون، فيبقون فيها حتى ينتهي أجلهم !
فهل أتاك بعد هذا كله أن الغرب سبق حضارتنا بقرون حين اهتدوا إلى المستشفيات ؟
ولعلنا في الختام نذكر كلمة " رينان " التي يقول فيها :
" ما دخلت مسجدا قط إلا اعتراني خشوع يمازجه أسف على أني لم أكن مسلما "
فيتمنى أن يكون مسلما من ذلك الطراز: طراز نور الدين وصلاح الدين.
فإلى شحذ الهمم ودفن الظلام، نسأل الله أن يهدي المسلمين في كل مكان
  #1556  
قديم 18-12-2013, 06:27 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الإبل... فوائد في اليقظة والمنام

إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، سبحانه وتعالى, خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صاحب الخلق العظيم، وعلى آله الطيبين الطاهرين, وعلى صحابته الصادقين المجاهدين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
الإخوة والأخوات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بين أيديكم جولة علمية في بعض الإبداعات الإسلامية، قصدت منها تعريف أبناء المسلمين أهمية العلوم في بناء الحضارة الإسلامية.
فقد علم المسلمون أن من واجبهم تعمير الكون بنواميس الله في الخلق، فأسسوا حضارة علمية فريدة في تاريخ البشرية، إنها حضارة علمية مادية تقنية إيمانية، جمعت بين الإيمان بالله والعمل الصالح، والعلم النافع، والخلق العظيم وبين البناء والتعمير والإصلاح، إنها تركيبة حضارية فريدة لا توجد إلا في الحضارة الإسلامية.
ـ وقد جمعت لكم نماذج من عجائب الكائنات الحية في نفائس المخطوطات والكتب الإسلامية، بعد أن أعددت برنامجاً إذاعياً في إذاعة القرآن الكريم في مملكة البحرين في (96) حلقة في نفس الموضوع وبرنامج الثقافة العلمية في حياتنا اليومية في ( 70 ) حلقة، وبرنامج إبداعات إسلامية في ( 180 ) حلقة وطلب مني إعداد بعض هذه الحلقات للنشر فجاءت تلك المقالات التي بين أيديكم نماذج من هذه المقالات، التي أدعو الله أن تكون نافذة نطل منها على حركة التاريخ العلمي عند المسلمين، وأن تكون دافعاً لأبنائنا أن يعيدوا لأمتنا مجدها العلمي الذي وارته حقبة الحضارة الإسلامية التائهة في ديارنا العربية والإسلامية.
والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل.
المنامة في: 17/4/1426هـ
الموافق: 25/5/2005م
من عجائب الكائنات الحية في نفائس المخطوطات الإسلامية
الإبل... فوائد في اليقظة والمنام ( ا من 2 )
إعداد: د. نظمي خليل أبو العطاء
جولتنا اليوم مع عجائب المخلوقات الحية في محمية المخطوطات الإسلامية , حيث نتعرف أعجب المخلوقات وأصبر الكائنات الحية والتي قال عنها العلامة زكريا بن محمد بن محمود القزويني ( 600 ـ 682هـ ) في مخطوطته الطريفة عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: ( الإبل من الحيوانات العجيبة وإن كان عجبها سقط من أعين الناس لكثرة رؤيتهم إياها، وهو أنه حيوان عظيم الجسم، شديد الانقياد ينهض , بالحمل الثقيل ويبرك به، وتأخذ بزمامه فأرة وتقوده إلى حيث شاءت، ويتخذ على ظهره بيت يقعد الإنسان فيه مع مأكوله ومشروبه وملبوسه والوسادة والملحفة والنمرقة كما في بيته، ويتخذ للبيت سقف وهو يمشي بكل هذه. وبهذا قال ( الله ) تعالى: )أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟ (. وربما تصبر على الماء عشرة أيام، وإنما طولت رقبته ليستعين بها على النهوض بالحمل الثقيل ( وكأن القزويني هنا يقصد تطبيق قانون القوة في ذراعها تساوي المقاومة في ذراعها فإذا كان محور الارتكاز عند التقاء أقدامه بجسده، فإن حاصل ضرب وزن الرأس في طول الرقبة يُعادل الحمل في المسافة القصيرة بينه وبين محور الارتكاز عند أقدامه الأمامية، وتضاف إلى ذلك معاونة الأقدام الخلفية للجمل ورفعه إلى أعلى ). وهذا ذكاء للقزويني في فهم الشكل الظاهري للجمل ( Camelus dromedarius)لم أر مثله من قبل في علماء الشكل الظاهري للحيوان المتخصصين.
ـ ثم يستطرد القزويني الذكي في وصف أهمية طول رقبة الجمل فيقول:
ـ وينال الأرض ( أي: بطول رقبته ) يرعى منها حالة قيامه لتكون الرقبة مناسبة للقوائم، وليبلغ مشفره سائر جسده يحكه به. يهيج ( أي: جنسياً ) في شباط وعند ذلك لا خبر له بالحمل يحمل ما يحمله بعيران أو ثلاثة، عندئذٍ تؤخذ عصارة النورنج وتقطر في منخريه يذهب عنه ذلك.
ـ وإذا مرض أكل من شجرة البلوط يزول عنه.
ـ والشقشقة التي يخرجها لم تعرف أي شيء هي وقد يجتر والشقشقة خارجه، وإذا نهشته حية يأكل السرطان ( القبقب ـ الكابوريا ) تزول عنه غائلة السم. قال: قال ابن سينا: بهذا عرف أن السرطان نافع لنهش الحية.


فوائد طبية:
قال القزويني: قالوا: ليس للبعير مرارة وإنما على كبده شيء يشبهها، وهي جلدة فيها لعاب يكتحل به ينفع من الغشاء العتيق، وتطلى به الرقبة ينفع من الخوانيق، ووزن قيراط مع مثله من المسك يسقط به ينفع من الصرع.
ـ وكبده: من يداوم على أكله يدفع نزول الماء.
ـ وشحمه: لم يوضع في موضع إلا هربت منه الحيات.
ـ وسنامه: يذاب ويطلى به البواسير يسكن وجعها.
ـ وكرشه: فيه غدة إذا خرجت منه استحجرت وإذا سحقت بالخل ابيضت وهي من أنفع الأشياء للسموم القتالة.
ـ ووبره: يذار محرقاً على الأنف يحبس الرعاف ( أي: نزيف الأنف )، والدم السائل من الجراحات إذا ذر عليها.
ـ ولبنها: ينفع من السمومات كلها.
ـ وبعره: قال ابن سينا: يقطع الرعاف، ويمنع الجدري أن يبقى اثره، ويزيل الثآليل.
ـ والثابت علمياً: أن هناك مجموعة من الفطريات تعيش على بعرات الإبل تنتج كميات كبيرة من مضادات الحيوية، والمواد المثبطة لنمو الميكروبات والأنزيمات المحللة للسليلوز.
البعير لغة:
قال الدميري: سمي بعيراً لأنه يبعر، يقال: بعر البعير يبعر ( بفتح العين ) فيهما بعراً ( بتسكين العين ) كذبح يذبح ذبحاً. قاله ابن السكيت وهو اسم يقع على الذكر والأنثى وهو بمنزلة الإنسان من الناس. فالجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة، والقعود بمنزلة الفتى، والقلومي بمنزلة الجارية.
وقال وحكي عن بعض العرب: صرعتني بعيري أي: ناقتي، وشربت من لبن بعيري، وإنما يقال لها: بعير إذا أجدع والجمع أبعرة وأباعر وبعران.
قال مجاهد في قوله تعالى: )ولمن جاء به حمل بعير (أراد بالبعير الحمار لأن بعض العرب يقول للحمار بعير وهو شاذ.
وعن الجمل قال الدميري: الجمل: الذكر من الإبل قال: قال الفراء: هو زوج الناقة، وجمع الجمل جمال وأجمال وجمائل وجمالات. قال تعالى: )كأنهم جمالات صفر (.
ـ ومن الطرائف قال الدميري: رأيت بخط بعض العلماء المتقدمين المبرزين أنه كان بخراسان رجل عائن ( يعني: حسود العين )، فجلس يوماً إلى جماعة فمر بهم قطار جمال ( أي: قافلة جمال )، فقال العائن: ( أي: الحسود بالعين ) من أي جمل تريدون أن أطعمكم من لحمه، فأشاروا إلى جمل من أحسنها, فنظر إليه العائن فوقع الجمل لساعته، وكان صاحب الجمل حكيماً فقال: من ربط جملي فليحله وليقل بسم الله عظيم الشأن شديد البرهان ما شاء الله كان حبس حابس من حجر يابس وشهاب قابس. اللهم إني رددت عين العائن عليه وفي أحب الناس إليه وفي كبده وكليتيه لحم رقيق وعظم دقيق فيما له يليق )فأرجع البصر هل ترى من فطور ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير (. فوقف الجمل لساعته كأن لم يكن به بأس وندرت عين العائن.
الجمل في المنام:
قال الدميري: الجمل في المنام حج، ومن رأى جملاً يصول عليه فإنه يخاصم سفيهاً، ومن قاد جملاً بخطامه فإنه يهدي رجلاً ضالاً، ومن أكل رأس جمل في المنام اغتاب رجلاً رئيساً ومن رأى أنه يجر جملاً فإنه يقهر عدواً.
وعن الناقة قال: الناقة: الأنثى من الإبل وتجمع على نوق مثل بَدَنة وبَدُن وخشبة وخشب.
ـ وكنية الناقة: أم بّو، أم حائل، وأم حوار، وأم مسعود، ويقال لها: بنت الفحل، وبنت الفلاة، وبنت النجائب.
ـ والناقة في الرؤيا، كما قال الدميري، امرأة، فإن كانت من البخت فهي أعجمية، وإن كانت غير بختية فهي امرأة عربية، فمن رأى كأنه حلب ناقة تزوج امرأة صالحة، ومن كان متزوجاً وحلب ناقة، رزق ولداً ذكراً وربما رزق بنتاً، ومن رأى ناقة ومعها فصيلها، فإنه يدل على ظهور آية وفتنة عامة.
ـ أطرف ما قيل في الجمل:
ـ من أطرف ما قرأت عن الجمل في الكتب والمخطوطات الإسلامية ما قاله سعيد سليمان عاذرة في كتابه الإبل على لسان الجمل قال: قال الجمل: أنا الجمل أحمل الأحمال الثقال، وأقطع بها المراحل الطوال، وأكابد الكلال، وأصبر على مر النكال، ولا يعتريني من ذلك ملال, ولا أصول صولة الإدلال، بل أنقاد للطفل الصغير، ولو شاء الله لاستصعبت على الأمير الكبير، فأنا الذلول، وللأثقال حمول، لست بالخائن ولا الغلول، ولا الصائل عند الوصول، أقطع في الوصول ما يعجز عن الفحول، وأصابر الظلماء في الهواجر، ولا أحول، فإذا قضيت حق صاحبي، وبلغت مآربي، ألقيتُ حبلي على غاربي، وذهبت في البوادي أكتسب الحلال زادي، فإن سمعت صوت حادٍ سلمت إليه قيادي، وأوصلت فيه شهادي، وطلقت طيب رقادي، ومددت إليه عنقي لبلوغ مرادي، فأنا، إن ضللت فالدليل هاد، وإن زكلت آخذ بيدي من غليه انقيادي، وإن ظمئت فذكر الحبيب زادي، وأنا المسخر لكم يا شارة )وتحمل أثقالكم (فلم أزل بين رحلة ومقام حتى أصل إلى ذلك المقام. أ.هـ.
ـ وعن الإبل قال الجاحظ ( المتوفى سنة 255هـ ) في كتاب الحيوان: وفيها من خصال الشرف، والمنافع، والغناء في السفر والحضر، وفي الحرب والسلم، وفي الزينة والبهاء، وفي العُدّة والعتاد، ما ليس عند الكركدن ( وحيد القرن )، ولا عند الفيل ولا عند الجاموس.
ـ وقال خالد بن صفوان الخيل للقتال، والإبل للأحمال، والبراذين للجمال، والبغال للأثقال، والحمير للإمهال ( أي: النزهة على مهل ).
وقال رجل من بني تغلب شهد حرب البسوس: لم تصبر معنا في الحرب من الخيل إلا الكميت ومن الإبل إلا الحمر، ومن النساء إلا بنات العم.
·* *
  #1557  
قديم 18-12-2013, 06:29 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

لا يأكل من صيد غيره

واثق الخطوة يمشي (( نمراً ))
إعداد: د. نظمي خليل أبو العطاء
النمر (Panthera paradus) ذلك الكائن المعجون بالكرامة، لا يأكل من صيد غيره يمشي ( كملك ) مع أنه ليس ملك الغابة، شديد الغضب، إذا بلغ منه الغضب مبلغه قتل نفسه.
الدميري والنمر:
قال الدميري في ( حياة الحيوان الكبرى ) النمر بفتح النون وكسر الميم، ويجوز تسكين الميم، وبفتح النون وكسرها ( أي: النمر ).
والنمر كما قال الدميري: ضربٌ من السباع فيه شبه من الأسد إلا أنه أصغر منه. وهو منقط الجلد نقطاً سوداً وبيضاً. وهو أخبث من الأسد , ولا يملك نفسه عند الغضب حتى يبلغ من شدة غضبه أن يقتل نفسه.
وجمع النمر أنمار وأنمر ونمور ونِمار والأنثى نمرة. وكنية النمر ( أبو الأبراد ) وأبو الأسود وأبو جعدة وأبوجهل وأبو خطاف وأبو الصعب وأبو عمرو وأبو المرسال. والأنثى أم الأبرد وأم رقاش.
ومزاج النمر كمزاج السبع , وهو صنفان صنف عظيم الجثة صغيرة الذنب، والعكس. وكله ذو قهر وقوة، وسطوات صادقة ووثبات شديدة. وهو أعدى عدو للحيوانات، لا تروعه سطوة أحد، وهو معجب بنفسه، فإذا شبع نام ثلاثة أيام ورائحة فمه طيبة بخلاف السبع. ومنزلته من السباع في المرتبة الثانية بعد الأسد وهو ضعيف الحزم شديد الحرص، يقظان الحراك وفي طبعه عداوة الأسد، والظفر بينهما سجال وهو نهوش خطوف بعيد الوثبة فربما وثبت أربعين ذراعاً صعوداً، ومتى لم يصعد لم يأكل شيئاً، ولا يأكل من صيد غيره وينزه نفسه عن أكل الجيف.
النمر في المنام:
رؤية النمر في المنام تعني رؤية سلطان جائر، أو عدو مجاهر شديد الشوكة، فمن قتله قتل عدواً بهذه الصفة ومن أكل لحمه في المنام نال مالاً وشرفاً ومن ركبه نال سلطاناً عظيماً فإن رأى النمر ركبه ناله ضرر من سلطان أو عدو.
النمر في العلم الحديث:
النمر في العلم الحديث يتبع المملكة الحيوانية من شعيبة الحبليات شعبية ( تحت شعبة ) الفقاريات من طائفة الثدييات، رتبة اللواحم الأرضية، من العائلة القطية.
ويستوطن النمر أفريقيا وآسيا ويختلف طوله من 120 ـ 150 سم من قمة الرأس حتى قاعدة الذنب، وطول الذنب من 60 ـ 96سم وارتفاع الكتفين من 45 ـ 62سم.
يختلف فراء النمر باختلاف البيئة ويتفاوت لونه من الأصفر إلى الأصفر الداكن والرمادي الفاتح، وعلى فرائه بقع كاملة أو حلقية.
والنمر أجمل حيوانات العائلة القطية بالتوشيم الذي يزينه وهو مرن العضلات قوي شجاع جريء مخادع وهو مثال قوي للضواري، وهو أشد الضواري خطراً على الإنسان والحيوان يستطيع تسلق الأشجار واللحاق بأسرع الحيوان.
ويبلغ النمر أوج جماله أثناء مشيه أو عدوه ولا يخشى النمر الناس ومساكنهم ويقترب من القرى والمدن , ويغشى حطائر الماشية والدواجن ليلاً, وهو متى زار مكاناً يعود إليه في نفس الليلة أو بعد انقضاء فترة قصيرة , وهذا ما يعلمه السكان فيتربصون به وكثيراً ما يلقى حتفه في هذه الغزوات.
وإذا هوجم النمر أو حوصر أو أدرك خطراً يحيق بصغاره فإنه ينقض على عدوه كالصاعقة وهو يهاجم الناس دون أن يطاردوه أو يحاولوا إخراجه.
وفترة حمل الأنثى من 87 ـ 99 يوماً وتضع الأنثى نمراً واحداً أو خمسة نمور صغار.
أنواع النمور:
ومن النمور، النمر العربي الذي يعيش في المناطق الجافة جنوبي شبه الجزيرة العربية , وهناك نمر الجليد الذي يستوطن آسيا حتى سيبيريا، والنمر الأمريكي ونمر الشجر الذي يستوطن المناطق الجنوبية الشرقية من آسيا وهو يقضي معظم حياته فوق الأشجار.
البَبِر:
ونترك النمر لننتقل إلى الببر كما ذكره الدميري في كتابه حياة الحيوان الكبرى حيث قال :
البَبِرْ بباءين موحدتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة , وهو ضرب من السباع. ويقال له: البريد والفَرانق بضم الفاء وكسر النون، وهو هندي معرّب، ولا يقدر أحد على صيده وإنما تسرق جراؤه ( أي: صغاره ) ويركض بها على الخيول السابقة فإذا أدركهم أبوها ألقوا إليه قارورة بها أحد أبنائه فينشغل بالنظر إليه والحيرة في إخراج ولده منها فيفوته بقية أبنائه.
فيربي الببر الصغير ويألف الصبيان ويأنس بالأنس.
والببر يألف شجرة الكافور فإذا كان عندها لم يستطع أحد أن يأخذ منها شيئاً.
وذكر في ربيع الأبرار أن الببر على صورة الأسد الكبير هو أبيض يلمع بصفرة وخطوط سود.
وقال أرسطو: الببر سبع مهيب يكون بأرض الحبشة خاصة لا بغيرها.
الببر في العلم الحديث:
الببر في العلم الحديث من المملكة الحيوانية يتبع شعبة الجبليات , من شعيبة الفقارات, من طائفة الثدييات, تحت طائفة الفقاريات , من رتبة اللواحم الأرضية , من العائلة القطية.
ويتميز الببر بجسم مستطيل ممدود ورأس مستدير وليس بذنبه شرابه، وشعره قصير أملس يستطيل على الخدين ويكون شوارب على جانبي الفم، والأنثى أصغر حجماً من الذكر، ولون الفراء أصفر صدئي داكن على الظهر، وفاتح على الجانبين.
أما الأجزاء السفلى والناحية الإنسية من الأطراف والشفاه وأسفل الخدود فهي مبيضة، وتمتد من الظهر خطوط سود أفقية غير منتظمة، إلى الصدر البطني، والذنب أفتح لوناً من أعلى البدن وعليه حلقات سود، والشوارب بيض، والعيون كبيرة مستديرة الحدقة ولونها بني مصفر، والصغار لا تختلف في تخطيطها عن الكبار، ولكنها أفتح لوناً، وتوجد حيوانات سود وأبيض ولكنه شذوذ نادر، ويأوي الببر إلى ضفاف الأنهار المكسوة بالغاب الطويل وإلى أحراش الخيزران الكثيفة وغيرها من الأدغال التي تتيح له مخبأ منيعاً كما أنه يسكن الخرائب.
والببر حيوان فائق السرعة، خفيف الحركة , لا يتعب إلا بعد وقت طويل وجهود جبارة، فهو في غزواته يقطع مسافات شاسعة في وقت قصير، ويعدو في سرعة كبيرة، ويجيد السباحة، ولقد بالغ الناس في قدرته على القفز البعيد، ولكن التجارب أثبتت انه لا يستطيع القفز لمسافة تزيد على ستة أمتار كما لا يتسلق الببر الأشجار إلا نادراً، ومعظم غذائه من الغزال والبقر الوحشي والحيوانات المنزلية ويأكل القرود والطاووس إذا وقعت له.

الحمل والولادة:
تختلف فترات تزاوج الببر باختلاف الموطن ولا تلد الأنثى في الأحوال العادية سوى مرة واحدة في السنة وكثيراً ما تتبادل ذكور عدة أنثى واحدة وتتراوح مدة الحمل بين 98 يوماً إلى 110 أيام وتضع الأنثى ما بين 2 ـ 4 من الجراء من مكان أمين يصعب الوصول إليه.
ويبلغ وليد الببر عند وضعه نصف حجم القطة المنزلية ولا تبارح الأم صغارها في الأسبوع الأول إلا مدفوعة بألم الجوع , ولكن متى كبرت الجراء واستطاعت أن تأكل فإن الأم تعود إلى سيرتها الأولى من التجوال البعيد.
وبعد ستة أسابيع تأخذ الصغار في التنقل مع أمها من مخبأ إلى مخبأ كما أن الأم تعود لتأخذ صغارها إذا ما وقع صيد قرب مكانها، وتبدأ الصغار في الصيد بنفسها وهي في الشهر الثامن من عمرها.
وإذا أخذ جرو البير صغيراً بحيث لا يزيد عمره على شهر واحد فإنه يصبح أليفاً لا يخشى ضرره ولا تعاوده النزعة الوحشية متى كان يأخذ كفايته من الغذاء.
أما أنثى الببر الأليفة فإنها تصبح خطراً على الحراس متى وضعت وتقابلهم متجهمة مكشرة عن أنيابها إذا ما حاولوا الاقتراب منها كما أنها تهاجم الذكر بعنف إذا حاول الاقتراب من صغارها.
وفيما عدا فترة الحضانة للأولاد فالببر أليف يحب ويطيع القائمين على رعايته ويبادلهم المعاملة الحسنة بمثلها فهو يتملقها ويلزم الهدوء إزاءهم , ومع ذلك فيجب أن تظل صداقة الإنسان للببر في موضع الشك والريبة والحذر لأنه ماكر مخادع وقوي عنيد لا يسامح إذا أسيء إليه.
* * *
  #1558  
قديم 18-12-2013, 06:33 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الثعلب... سبع ذكي

إعداد: د. نظمي خليل أبو العطا
ليس له قوة الأسد أو النمر ولذلك: تسلح بذكاء خبيث نادر مكنه من البقاء في عالم، لا يبقى فيه سوى الأقوياء.. وبذلك منح الثعلب معنى جديد للقوة يعتمد على الذكاء والدهاء حتى بات وصفاً لمن يتسمون بالمكر وعرفنا ألقاباً كثعلب الصحراء، وثعلب الملاعب والثعلب الملكي Vulpes canaوهكذا نجح الثعلب في إقناع الجميع بقوته مع أنه سبع جبان.
جولتنا اليوم تبدأ بكتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري حيث قال عن جنس الثعلب:
ـ الثعلب معروف، والأنثى ثعلبة، والجمع ثعالب وكنية الثعلب أبو الحصين، وأبو نجم وأبو نوفل، وأبو الوثاب، وأبو الخبص، والأنثى أم عويل والذكر ثعلبان.
مكر الثعلب:
وقال الدميري: الثعلب سبع جبان مستضعف ذو مكر وخديعة، ولكنه لفرط الخبث والخديعة يجري مع كبار السباع ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت، وينفخ بطنه ويرفع قوائمه حتى يظن أنه مات، فإذا قرب منه حيوان وثب عليه الثعلب وصاده.. وحيلته هذه لا تفلح مع كلاب الصيد.
وقال الجاحظ في كتابه الشهير ( الحيوان ): ومن أشد سلاح الثعلب الروغان والتماوت، وسلاحه سلحة فإن سلاحه أنتن وألزج وأكثر من سلاح الحبارى.
قالت العرب: أدهى وأنتن من سلاح الثعلب.
ومن ظريف ما يحكى عن الثعلب أن البراغيث إذا كثرت في صوفه تناول صوفة منه بفمه ثم يدخل النهر قليلاً فتصعد البراغيث فراراً من الماء ثم تجتمع في الصوفة التي في فيه فيلقيها في الماء ثم يهرب.
الشافعي وحيل الثعلب:
ومما يروى من حيل الثعلب ما ذكره الشافعي ورواه الدميري قال: كنا في سفر في أرض اليمن فوضعنا سفرتنا لنتعشى، وحضرت صلاة المغرب فقمنا نصلي، ثم نتعشى فتركنا السفرة كما هي وقمنا إلى الصلاة، وكان في السفرة دجاجتان، فجاء ثعلب فأخذ إحداهما، فلما قضينا الصلاة أسفنا عليها وقلنا حرمنا طعامنا، فبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه شيء كأنه الدجاجة فوضعه فبادرنا إليه لنأخذه ونحن نحسبه الدجاجة قد ردها فلما قمنا جاء إلى الأخرى وأخذها من السفرة، وأصبنا الذي قمنا إليه لنأخذه فإذا هو ليف قد هيّأه مثل الدجاجة.
الدميري وخواص الثعلب:
قال الدميري: وشحم الثعلب إذا أذيب وقطّر في الأذن الوجعة سكن وجعها.
وعن الثعلب في الأمثال قال: قالوا: أروغ من ثعلب.
وقال الشاعر:
كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلب ما أشبه اليوم بالبارحة
الثعلب الرمليVulpes ruepelli:
يستوطن مصر والصحراء المتاخمة لحدودها والجزيرة العربية ويتميز بجسم رشيق فاتح اللون يفرقه تماماً عن الثعلب الأحمر، ولكن الفارق الكبير يتلاشى تدريجياً في الأصناف التي تستوطن جنوب أوروبا، كما قال الدكتور حسين زين الدين.
والثعلب الأوروبي أصغر من الثعلب المصري، وأطرافه أميل إلى القصر ويمتلك فروة كثيفة شديدة النعومة كما قال جونثان كينجدون وذنبه غزير الشعر.
وتوجد في مؤخرة جسم هذا الثعلب بالقرب من قاعدة الذنب غدة مميزة تفوح منها رائحة عطرية أقرب إلى رائحة البنفسج تفرز عبيرها عندما تشرع هذه الثعالب في المزاح واللهو.
ثعلب الفنك:
ومنه الفنك فضي الظهر ويستوطن من أفريقيا الجنوب، والجنوب الغربي، وهو صغير الحجم طوله 57سم والذنب طوله 30سم والآذان من 8 ـ 9سم ولونه: رمادي فضي.
وثعلب الفنك من أندر الثعالب في العالم حيث تتجمع في فروته من الخصائص ما يجعلها غاية في الكثافة والجمال والدقة والنعومة كما قال جونثان كينجدون.
ومنه الفنك الباهت، ويستوطن الكاميرون والسودان.
الفنك ـ كلب الصحراء ـ: ويوجد في شمال أفريقيا وشبه جزيرة سيناء وشمال بلاد الغرب والبراري.
وعن أسماء الثعلب وكناه قالت كوكب ديب دياب في قاموس الحيوان: ثعالة، القعلب، الحبتر، والرواغ، سمسم، والصيدناني، والعسلق، والهيطل.
وعن الذكر قالت: أبو البحيص، والثعلب، والثعلبان، والحبتر، وأبو خفص وأبو الحصين، وأبو زهرة، وأبو معاوية، وأبو نوفل، وأبو الوثاب.
وعن الأنثى قالت: ثعالة، والثعلبة، وأم رقاش، وأم عويل.
ومن أصواته: التضور ( عند الجوع )، والصياح، والضياح، والضعفاء، والوعوعة.
الثعلب ورأس الذئب الطائح:
وفي آخر كتاب الأذكياء لأبي الفرج ابن الجوزي (510 ـ 597هـ) قال:
زعموا أن أسداً وثعلباً وذئباً اصطحبوا فخرجوا يتصيدون، فصادوا حماراً وظبياً وأرنباً. فقال الأسد للذئب: اقسم بيننا صيدنا، فقال: الأمر أبين من ذلك، الحمار لك والأرنب لأبي معاوية ( يعني الثعلب ) والظبي لي، فخبطه الأسد فأطاح رأسه، ثم اقبل الأسد على الثعلب وقال: قاتله الله ما أجهله بالقسمة هات أنت يا أبا معاوية فقال الثعلب: يا أبا الحارث ( يعني: الأسد ) الأمر اوضح من ذلك الحمار لغذائك، والظبي لعشائك والأرنب فيما بين ذلك. فقال له الأسد: قاتلك الله ما أقضاك. من علمك هذه الأقضية؟ قال الثعلب: رأس الذئب الطائح عن جثته.
الثعلب في العلم الحديث:
والثعلب في العلم الحديث يصنف في المملكة الحيوانية من شعبة الحبليات، طائفة الثدييات، رتبة اللواحم الأرضية، من العائلة الكلبية، جنس الثعلب، ويتبع جنس الثعلب العديد من الأنواع منها الثعلب الأحمر، والثعلب المصري، والثعلب الرملي.
الثعلب الأحمر:
والثعلب الأحمر كما قال الدكتور حسين فرج زين الدين في أطلس ثدييات العالم: يستوطن أوروبا على التقريب، وهو الأكثر شيوعاً بين آكلات اللحوم في شبه الجزيرة العربية، وينتشر في معظم المناطق باستثناء الصحارى شديدة الحرارة والجفاف كما قال جونثان كينجدون في ثدييات الجزيرة العربية والثعلب من أكثر الثدييات تنوعاً في لونه ومظهره الخارجي، وهو رشيق الجسم كثيف الذنب يبلغ طول جسمه من 90 ـ 100 سم للذنب منها من 30 ـ 40سم، ولون الأجزاء العلوية أحمر صدئي، والتحتية أبيض.
والثعلب الأحمر حيوان ليلي يختفي طوال النهار ومدة حمل الأنثى من 60 ت 63 يوماً، وتلد من 3 ـ 9 جراء في أوائل الربيع.
وغذاؤه الدجاج والأرانب.
* * *
  #1559  
قديم 19-12-2013, 06:19 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الخيل معقود بنواصيها الخير

إسماعيل عليه السلام أول من ركب الفرس
إعداد: د. نظمي خليل أبو العطا
وتدخل جولتنا العلمية مع عجائب الكائنات الحية في نفائس المخطوطات الإسلامية جناح العائلة الخيلية من محمية المخطوطات الإسلامية، والمكتوب على مدخله: )والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ([سورة النحل آية: 80].
وأول قسم من أقسام هذا الجناح هو قسم الخيل حيث قال عنه كمال الدين محمد بن موسى الدميري (742 ـ 808 هـ) في كتابه حياة الحيوان الكبرى: الخيل جماعة الأفراس لا واحد له. وقيل: مفرده خائل.
وقال السجستاني: تصغيرها خييل. وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في المشية ويكفي في شرف الخيل أن الله تعالى أقسم بها في كتابه فقال: )والعاديات ضبحاً (وهي خيل الغزو التي تعدو فتصيح أي: تصوت بأجوافها.
وفي الصحيح: عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بأصبعيه وهو يقول: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة ). ومعنى عقد الخير بنواصيها أنه ملازم له كأنه معقود فيها.
والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل على الجبهة وكني بالناصية عن جميع ذات الفرس كما يقال فلان مبارك الناصية وميمون الغرة أي: الذات.
وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الشكال من الخيل.
والشكال: أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى بياض، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى كذا وقع تفسيره في صحيح مسلم وهذا أحد الأقوال في الشكال.
ونتابع القراءة فيما كتبه الدميري عن الخيل.
قال ابن رشيق في عمدته في باب منافع الشعر ومضاره أن أبا الطيب المتنبي لما ذهب إلى بلاد فارس ومدح عضد الدولة بن بويه الديلمي وأجزل جائزته رجع من عنده قاصداً بغداد وكان معه جماعة فخرج عليهم قطاع طريق بالقرب من بغداد فلما رأى الغلبة فر هارباً فقال له غلامه: لا يتحدث الناس عنك بالفرار أبداً وأنت القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والحرب والضرب والقرطاس والقلم
فكر راجعاً وقاتل حتى قتل فكان سبب قتله هذا البيت.
أول الفرسان:
وأول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام ولذلك سميت بالعراب.
وقال الرازي: الإبل العِراب بالكسر خلاف البخاتي من البخت والخيل العراب خلاف البراذين.
ـ والخيل في المنام كما قال الدميري: قوة وزينة وعزة وهي أشرف ما ركب من الدواب.
فمن رأى في المنام عنده شيئاً منها نال قوة وعزّاً , وربما دل ذلك على اتساع حاله وإدرار رزقه وانتصاره على أعدائه.
ومن رأى خيلاً تتطاير في الهواء فإنها فتنة.
ـ وقال زكريا بن محمد بن محمود القزويني ( 600 ـ 682 هـ ) في كتابه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: الفرس هو أحسن الحيوانات شكلاً وأشد الدواب عدواً وذكاء وله خصال حميدة وأخلاق مرضية وله صفاء اللون وحُسن الصورة وتناسب الأعضاء وحسن طاعته للفارس، كيف يشاء صرفه وانقاد له ومن الخيل ما لا يبول ولا يروث ما دام الراكب عليه.
ـ وقال: قال محمد بن السائب الكلبي إن الصافنات الجياد التي عرضت على سليمان عليه السلام كانت ألف فرس ورثها من أبيه داود عليه السلام فلما ألهته عن الصلاة حتى توارت بالحجاب عرقبها فوقد عليه قوم من الأزد وكانوا أصهاره فلما فرغوا قالوا: يا نبي الله! أرضنا شاسعة زودنا ما يبلغنا إليها فأعطاهم فرساً من تلك الخيل وقال: إذا نزلتم منزلاً فاحملوا عليه غلاماً واحتطبوا فإنكم لا توورون ( أي: توقدون ) ناركم حتى يأتيكم بطعام، فساروا بالفرس وكانوا إذا نزلوا منزلاً حملوا عليه غلامهم للقنص فلا يفوته شيء من ظبي أو بقر أو حمار إلى أن قدموا إلى بلادهم فسموا ذلك الفرس زاد الراكب وزعموا أن خيل العرب من إنتاجه.
وقال الدميري في حياة الحيوان الكبرى: الحِصان بكسر الحاء المهملة الذكر من الخيل. قيل: إنما سمي حصاناً لأنه حصن ماءه فلم ينزل إلا على كريمة.
الخيل في العلم الحديث:
والخيل في العلم الحديث من العائلة الخيلية، رتبة فردية الحافر شعيبة ( تحت شعبة ): الثدييات من شعبة الحبليات، التابعة للمملكة الحيوانية من الكائنات الحية.
وكما قال الدكتور حسين فرج زين الدين في كتابه القيم أطلس ثدييات العالم: أن العائلة الخيلية تضم الحمار، والزبرا ( أي: الحمار المخطط ) والحصان وجميعها تتميز بوجود حافر واحد يتكون من الأصبع الثالثة داخل صندوق قرني هو الحافر.
والذنب مغطّى بشعر طويل يعمل عمل المذبة أو المهشة في طرد الذباب في البيئة الخارجية والخيل حيوانات اجتماعية تعيش في قطعان قد يبلغ عدد الواحد منها بضع مئات.
والأفراس تلد صغيراً واحداً مرة كل سنتين ويولد الصغير كامل النمو مفتوح العينين يستطيع الوقوف بعد دقائق معدودة من مولده دون مساعدة ما. ومدة الحمل في الأفراس أحد عشر شهراً.
وتعمر الخيول طويلاً، وقد تلد الفرس في سن الخامسة والعشرين وقد عمر بعض الخيول خمسين عاماً.
ويوجد من الحصان صنفان فرس منغوليا الوحشي، والفرس الأهلي، والحصان العربي من الفرس الأهلية.
الحصان العربي ( Equus caballus) :
الحصان العربي من أقدم الخيول الأصيلة في العالم ويمتاز بقوة تحمله، وسرعته القائمة، وجمال منظره, وتناسق أعضائه ورشاقته , كما أنه سريع الاستجابة لقائده إذا أحسن معاملته، بالإضافة إلى إذنه المرهفة التي تطرب لسماع الإيقاع الجميل ويأتي الحصان بحركات خاصة بأرجله عند سماعها.
ومن خصائص الحصان العربي كما قال الدكتور محمد مصطفى شكري في كتابه الخيول ورعايتها: قدرته على التكيف مع الظروف الجوية الصعبة حارة كانت أم باردة , وكذلك تحمله للعطش ومحافظته على سرعته العالية لمسافات طويلة، واستغلاله لأكبر طاقة ممكنة من غذائه، كما يمكنه تحمل السير مسافات طويلة حاملاً أوزاناً تعادل ربع وزنه دون كلل.
ومنشأ الحصان العربي بالدرجة الأولى بلاد العرب, وقد كتب المؤرخ العربي الكلبي: أن العرب ينسبون جميع الخيول على خمسة أصول هي: الكحيلان، والصقلاوي، والعبيان، والحمداني، والهدبان، ولا تعتبر الخيل نقية إلا إذا كانت تنتسب إلى واحد من هذه الأصول والكلبي هو أبو المنذر هشام بن محمد الكلبي ضابط أنساب الخيل العربية منذ أن اشتهر أول فرس عربي كفحل للسفاد والف الكلبي كتاب أنساب الخيل سنة 876 ميلادية.
* * *
  #1560  
قديم 19-12-2013, 06:20 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

إسهامات علماء المسلمين في الطب

صورة للوحة زيتية قديمة تظهر الرازي وهو يعالج أحد المرضى
د. راغب السرجاني
المقصود بعلوم الحياة أو العلوم الكونية
يُطْلَق على علوم الحياة تسميات أخرى مثل: العلوم الكونية، العلوم التقنية، العلوم التطبيقية، العلوم التجريبية.. وقد آثرتُ تسميتها بعلوم الحياة وذلك في مقابل علوم الشرع؛ لأني أرى أن بها تنصلح الحياة على الأرض، وهي تعني: العلوم النافعة التي يهتدي إليها الناس بعقولهم وتجارِبهم ومشاهداتهم، ويستطيعون من خلالها عمران الأرض وإصلاحها وتسخير إمكانياتها، واستكشاف الكون والبيئة، وهي مثل علوم الطب والهندسة والفلك والكيمياء والفيزياء والجغرافيا، وعلوم الأرض والنبات والحيوان، وغير ذلك من العلوم التي تشمل الماديات المبثوثة في الكون، والتي يحتاج إليها البشر في إصلاح حياتهم.
ولقد بلغت مكانة علوم الحياة في ظلِّ الإسلام مبلغًا عظيمًا، حتى أصبح المسلمون فيها سادة، وقد ملكوا ناصيتها كما ملكوا ناصية العالم، فغدت جامعاتهم مفتوحة للطلبة الأوربيين الذين نزحوا من بلادهم لطلب تلك العلوم، وطفق ملوك أوربا وأمراؤها يَفِدُون إلى بلاد المسلمين ليعالَجوا فيها، وهو ما دعا العلاّمة الفرنسي جوستاف لوبون يتمنى لو أن المسلمين استولوا على فرنسا؛ لتغدو باريس مثل قرطبة في إسبانيا المسلمة[1]"[2].!
وقال أيضًا تعبيراً عن عظمة الحضارة العلميَّة في الإسلام: "إن أوربا مدينة للعرب (المسلمين) بحضارتها وفي هذه المقالات نتناول جوانب من إسهامات المسلمين في علوم الحياة، ونبرز عظمة هذه الإسهامات، ومكانة ذاك التغيير الذي أثّر -ولا يزال- في مسيرة الإنسانيَّة.
تطوير العلوم المتداولة
لا شكَّ أنه كانت هناك علوم كثيرة متداولة قبل المسلمين، ساهمت فيها الحضارات السابقة بآثار طيِّبة، وهو ما اتَّكأ عليه المسلمون -ولهم الفخر في إعلان ذلك والتصريح به- عند بدء نهضتهم وقيام حضارتهم، غير أنهم - وهذا هو المعيار والأساس- لم يقتصروا على مجرَّد النقل عن غيرهم ممن سبقوهم، وإنما توسَّعوا وأضافوا إضافات باهرة من ابتكاراتهم واكتشافاتهم، واستطاعوا أن يسطروا في تلك العلوم التي كانت متداولة قبلهم تاريخًا ناصعًا مشرِّفًا، وهو ما نتبيَّنه ونتلمَّسه من خلال علم الطب.
تطور الطب على يد علماء المسلمين
يُعدُّ علم الطب من أوسع مجالات العلوم الحياتية التي كان لعلماء المسلمين فيها إسهامات بارزة على مدار عصور حضارتهم الزاهرة، وكانت تلك الإسهامات على نحو غير مسبوق شمولاً وتميُّزًا وتصحيحًا للمسار؛ حتى ليُخيَّل للمطَّلع على هذه الإسهامات الخالدة كأن لم يكن طبٌّ قبل حضارة المسلمين!!
ولم يقتصر الإبداع على علاج الأمراض فحسب، بل تعدَّاه إلى تأسيس منهج تجريبي أصيل انعكست آثاره الراقية والرائعة على كافَّة جوانب الممارسة الطبيَّة وقايةً وعلاجًا، أو مرافق وأدوات، أو أبعادًا إنسانية وأخلاقية تحكم الأداء الطبي.
وإن روعة الإسهامات الإسلامية في الطبِّ لتتجلَّى في تخريج هذا الحشد من العبقريات الطِّبِّيَّة النادرة، التي كان لها -بَعْدَ الله سبحانه وتعالى- الفضل الكبير في تحويل مسار الطبِّ إلى اتجاه آخر، تابعت المسير على نهجه أجيالُ الأطباء إلى يوم الناس هذا.
الطب النبوي
وإن بدايات تلك الصنعة تكمن في أن الإنسان منذ وُجِدَ على ظهر الأرض وهو يهتدي -بإلهام ربِّه- إلى أنواع من التطبيب تتَّفِق مع مستواه العقلي وتطوُّره الإنساني، وكان ذلك النوع من الطبِّ يُعرف بالطبِّ (البدائي) انسجامًا مع المستوى الحضاري للإنسان، ولذلك نجد ابن خلدون يذكر أن: "... للبادية من أهل العمران طبًّا يبنونه في أغلب الأمر على تجربة قاصرة، ويتداولونه متوارثًا عن مشايخ الحيِّ، وربما صحَّ منه شيء، ولكنه ليس على قانون طبيعي"[3].
ولما جاء الإسلام كان للعرب في الجاهلية مثل هذا الطب، فحثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على التداوي فقال - كما روى أسامة بن شريك رضي الله عنه: "تَدَاوَوْا؛ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاِّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ: الـْهَرَمُ"[4]. وعُرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التداوي بالعسل والتمر والأعشاب الطبيعية، وغيرها مما عُرف بـ "الطب النبوي"".
غير أن علماء المسلمين لم يَقِفُوا عند حدود ذلك الطبِّ النبوي، بل أدركوا منذ وقت مبكر أن العلوم الدنيوية -والطبّ أحدها- تحتاج إلى دوام البحث والنظر، والوقوف على ما عند الأمم الأخرى منها؛ وذلك تطبيقًا لهدي الإسلام الدافع دومًا للاستزادة من كل ما هو نافع، والبحث عن الحكمة أنَّى وُجدت.. فنرى أطباء المسلمين يأخذون في التَّعَرُّفِ على الطبِّ اليوناني من خلال البلاد الإسلامية المفتوحة، كما أن الخلفاء بدءوا يستقدمون الأطباء الروم، الذين سرعان ما أخذ عنهم الأطباء المسلمون، ونشطوا في ترجمة كل ما وقع تحت أيديهم من مؤلَّفات طبية، ولعلَّ هذا يُعْتَبَرُ من أعظم أحداث العصر الأموي.
عباقرة علماء المسلمين في الطب
أبو بكر الرازي
وقد تميَّز علماء الطبِّ المسلمين بأنهم أوَّل مَنْ عَرَفَ التخصُّص؛ فكان منهم: أطباء العيون، ويسمَّون (الكحَّالين)، ومنهم الجراحون، والفاصدون (الحجَّامون)، ومنهم المختصُّون في أمراض النساء, وهكذا. وكان من عمالقة هذا العصر المبهرين أَبو بكر الرازي، والذي يُعْتَبَرُ من أعظم علماء الطبِّ في التاريخ قاطبةً، وله من الإنجازات ما يعجز هذا الكتاب عن ضمِّه!
وما كادت عجلة الأيام تدور في العصر العباسي حتى أجاد المسلمون في كل فرع من فروع الطبِّ، وصحَّحوا ما كان من أخطاء العلماء السابقين تجاه نظريات بعينها، ولم يَقِفُوا عند حَدِّ النقل والترجمة فقط, وإنما واصلوا البحث وصوَّبوا أخطاء السابقين.
علي بن عيسى الكحال
فقد تطوَّر طبُّ العيون (الكحالة) عند المسلمين, ولم يُطاوِلهم فيه أحدٌ؛ فلا اليونان من قَبْلِهِمْ، ولا اللاتين المعاصرون لهم, ولا الذين أَتَوْا من بعدهم بقرون بلغوا فيه شَأْوَهم؛ فقد كانت مؤلَّفاتهم فيه الحُجَّة الأُولَى خلال قرون طِوَال، ولا عجب أن كثيرين من المؤلِّفين كادوا يَعْتَبِرُون طبَّ العيون طبًّا عربيًّا، ويُقَرِّر المؤرِّخون أن علي بن عيسى الكحال[5] كان أعظم طبيب عيون في القرون الوسطى برُمَّتِهَا، ومؤلَّفه (التذكرة) أعظم مؤلَّفَاته[6].
صورة أحد صفحات كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف يوضح فيها بعض أدواة الجراحة التي كانت مستعملة
أبو القاسم الزهراوي
وإذا طوينا تلك الصفحة المشرقة للرازي وابن عيسى الكحال فإننا نجد أنفسنا أمام عملاق آخر يُعْتَبَرُ من أعظم الجرَّاحين في التاريخ، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق، وهو أبو القاسم الزهراوي (ت 403هـ) الذي تمكّن -كما أشرنا قبل ذلك- من اختراع أُولَى أدوات الجراحة كالمشرط والمقصِّ الجراحي، كما وَضَع الأُسُسَ والقوانين للجراحة، والتي من أهمِّها ربط الأوعية لمنع نزفها، واخترع خيوط الجراحة, وتمكَّن من إيقاف النزف بالتخثير.
وقد كان الزهراوي هو الواضع الأوَّل لعلم (المناظير الجراحية) وذلك باختراعه واستخدامه للمحاقن والمبازل الجراحية، والتي عليها يقوم هذا العلم, وقام بالفعل بتفتيت حصوة المثانة بما يشبه المنظار في الوقت الحاضر، إلى جانب أنه أوَّل مخترع ومستخدم لمنظار المهبل، ويُعْتَبَرُ كتابه (التصريف لمن عجز عن التأليف)، والذي قام بترجمته إلى اللاتينية العالم الإيطالي جيراردو[7] تحت اسم (ALTASRIF)، موسوعة طبية متكاملة لمؤسسي علم الجراحة بأوربا, وهذا باعترافهم، ولقد حلَّ الجزء الذي تكلَّم فيه الزهراوي عن الجراحة محلَّ كتابات القدماء، وظلَّ العمدةَ في فنِّ الجراحة حتى القرن السادس عشر (أي لما يزيد على خمسة قرون من زمانه)، ويشتمل على صور توضيحية للعديد من آلات الجراحة (أكثر من مائتي آلة جراحية!) كان لها أكبر الأثر فيمن أتى مِنْ بعده من الجرَّاحين الغربيين، وكانت بالغة الأهمية على الأخصِّ بالنسبة لأولئك الذين أصلحوا فنَّ الجراحة في أوربا في القرن السادس عشر؛ يقول عالم وظائف الأعضاء الكبير هالر: "إن جميع الجراحين الأوربيين الذين ظهروا بعد القرن الرابع عشر قد نهلوا واستقوا من هذا المبحث"[8].
ابن سينا
وقد برزت شخصيات إسلامية أخرى لامعة في ميدان علم الطب من أمثال ابن سينا (ت 428هـ) الذي استطاع أن يُقَدِّم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصَّل إليه من اكتشافات، وما يسَّره الله له من فتوحات طبية جليلة؛ فقد كان أوَّل من اكتشف العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، فهو الذي اكتشف لأوَّل مَرَّة طُفَيْل (الإنكلستوما), وسمَّاها الدودة المستديرة، وهو بذلك قد سبق العالِم الإيطالي (دوبيني) بنحو 900 سنة، كما أنه أوَّل من وصف الالتهاب السحائي، وأوَّل من فرَّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ، والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، مخالفًا بذلك ما استقرَّ عليه أساطين الطبِّ اليوناني القديم، فضلاً عن أنه أوَّل من فرَّق بين المغص المعوي والمغص الكلوي[9]، كما كشف ابن سينا -لأوَّل مَرَّة أيضًا- طُرُقَ العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجُدَرِيِّ والحصبة، وذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحيَّة الدقيقة في الماء والجوِّ، وقال: "إن الماء يحتوي على حيوانات صغيرة جدًّا لا تُرى بالعين المجرَّدة، وهي التي تسبِّب بعض الأمراض"[10]. وهو ما أكَّدَهُ (فان ليوتهوك) في القرن الثامن عشر والعلماء المتأخِّرون من بعده بعد اختراع المجهر.
ولهذا فإن ابن سينا يُعَدُّ أوَّل من أرسى (علم الطفيليات) الذي يحتلُّ مرتبة عالية في الطبِّ الحديث؛ فقد وَصَفَ لأوَّل مَرَّة (التهاب السحايا الأولي) وفرَّقه عن (التهاب السحايا الثانوي) -وهو الالتهاب السحائي- وغيره من الأمراض المماثلة، كما تحدَّث عن طريقة استئصال (اللوزتين)، وتناول في آرائه الطبية أنواعًا من السرطانات كسرطان الكبد، والثدي، وأورام العقد الليمفاوية، وغيرها[11].
وكان ابن سينا جرَّاحًا بارعًا؛ فقد قام بعمليات جراحية دقيقة للغاية، مثل استئصال الأورام السرطانية في مراحلها الأولى[12], وشقّ الحنجرة والقصبة الهوائية، واستئصال الخرَّاج من الغشاء البلوري بالرئة، كما عالج البواسير بطريقة الربط، ووصف -بدقَّة- حالات النواسير البولية، إلى جانب أنه توصَّل إلى طريقة مُبْتَكَرَة لعلاج الناسور الشرجي لا تزال تُسْتَخْدَم حتى الآن! وتعرَّض لحصاة الكُلَى وشرح كيفية استخراجها والمحاذير التي يجب مراعاتها، كما ذَكَرَ حالات استعمال القسطرة، وكذلك الحالات التي يُحذر استعمالها فيها[13]
كما كان له باعٌ كبير في مجال الأمراض التناسلية؛ فوصف بدقَّة بعض أمراض النساء؛ مثل: الانسداد المهبلي, والإسقاط، والأورام الليفية، وتحدث عن الأمراض التي يمكن أن تصيب النفساء؛ مثل: النزيف، واحتباس الدم، وما قد يُسَبِّبُه من أورام وحُمِّيَّات حادَّة، وأشار إلى أن تَعَفُّنِ الرحم قد ينشأ من عُسْرِ الولادة، أو موت الجنين، وهو ما لم يكن معروفًا من قبل، كما تعرَّض أيضًا للذكورة والأنوثة في الجنين, وعَزَاهَا إلى الرجل دون المرأة، وهو الأمر الذي أَكَّدَه مؤخَّرًا العلم الحديث[14].
وإلى جانب كل ما سبق كان ابن سينا على دراية واسعة بطبِّ الأسنان, وكان واضحًا دقيقًا في تحديده للغاية والهدف من مداواة نخور الأسنان حين قال: "الغرض من علاج التآكل منع الزيادة على ما تآكل؛ وذلك بتنقية الجوهر الفاسد منه، وتحليل المادَّة المؤدية إلى ذلك". ونلاحظ أن المبدأ الأساسي لمداواة الأسنان هو المحافظة عليها, وذلك بإعداد الحفرة إعدادًا فنيًّا ملائمًا، مع رفع الأجزاء النخرة منها، ثم يعمد إلى مَلْئِهَا بالمادَّة الحاشية المناسبة؛ لتعويض الضياع المادِّيِّ الذي تعرَّضَتْ له السِّنُّ؛ ممَّا يُعِيدُهَا بالتالي إلى أداء وظيفتها من جديد[15].
ولم تكن تلك حالات استثنائية للعبقرية الإسلامية في مجال الطبِّ, فقد حفل سجلُّ الأمجاد الحضارية الإسلامية بالعشرات، بل المئات من الروَّاد الذين تتلمذتْ عليهم البشرية قرونًا طويلة.
د. راغب السرجاني
[1] جوستاف لوبون: حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر ص13، 317. [2] السابق ص566. [3] ابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر 1/650. [4] أبو داود: كتاب الطب، باب في الرجل يتداوى (3855)، والترمذي (2038)، وقال: حديث حسن، وابن ماجه (3436)، وأحمد (18477)، والحاكم (8206)، وقال: حديث صحيح. ووافقه الذهبي، والبخاري في الأدب المفرد (291)، وقال الألباني: صحيح. انظر: صحيح الجامع (2930). [5] علي بن عيسى الكَحّال: هو علي بن عيسى بن علي الكَحّال، (ت 430هـ/1039م). طبيب حاذق في أمراض العين ومداواتها. وكانوا يسمونها "صناعة الكحل"، اشتهر بكتابه "تذكرة الكحالين". انظر: ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء 2/263، والزركلي: الأعلام 4/318. [6] ابن أبي أصيبعة: طبقات الأطباء 2/263. [7] جيراردو دا كريمونا Gerardo da Cremona (1114 - 1187م): مستشرق إيطالي، مولده ووفاته في (كريمونا) من مدن إيطاليا الشمالية، أقام زمنًا في طليطلة (بالأندلس)، فترجم عن العربية إلى اللاتينية أكثر من سبعين كتابًا في مختلف العلوم. [8] جوستاف لوبون: حضارة العرب ص591. [9] عامر النجار: في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية ص132، 133. [10] علي بن عبد الله الدفاع: رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية ص298. [11] عامر النجار: في تاريخ الطب في الدولة الإسلامية ص133، وانظر: فوزي طوقان: العلوم عند العرب ص17. [12] انظر: محمود الحاج قاسم: الطب عند العرب والمسلمين ص148. [13] انظر: ابن سينا: القانون 3/165. [14] المصدر السابق 2/586. [15] انظر: ابن سينا: القانون 1/192.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 75 ( الأعضاء 0 والزوار 75)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 215.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 209.82 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]