إسهامات علماء التعمية في اللسانيات العربية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-06-2019, 03:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي إسهامات علماء التعمية في اللسانيات العربية

إسهامات علماء التعمية في اللسانيات العربية


د. يحيى مير علم

يتناول هذا البحث إسهامات أعلام التعمية في الدراسات اللغوية العربية وأثرها في تطورها، وذلك من خلال بيان العلاقة بين التعمية واللغة، وارتباط تطور التعمية بتطور الدراسات اللغوية، والوقوف عند ما يحتاج إليه استخراج المعمى من معارف لغوية كثيرة مثل : النحو والصرف والعروض والأصوات والمعاجم وأحكام نسج الكلمة العربية وغيرها، وأخيراً الكشف عن أبرز إسهامات أعلام التعمية في اللسانيات العربية في مجالات عدة : كالدراسات الإحصائية للحروف، ومعرفة تواتر الحروف ومراتبها، إضافة إلى تواتر الكلمات، وكذلك استغراق قوانين الائتلاف والتنافر فيما بين الحروف، وغير ذلك من علوم لغوية كانت بعيدة الأثر في التعمية واستخراجها كالعروض والقافية، والمعاجم وغيرها




1 - العلاقة بين التعمية واللغة :
تُعدّ اللغة – كما هو معلوم – مادةً لكلٍّ من التعمية واستخراج المعمى، إذ تقوم الأولى على تحويل نص واضح إلى آخر غير مفهوم باستعمال طريقة محددة، يستطيع مَنْ يعرفها أن يفهم النص، وتقوم الثانية على عكس ذلك من تحويل النص المعمى إلى آخر واضح. وهذه العلاقة الوثيقة بين التعمية واللغة تفسر ارتباط تطور كلٍّ منهما بالآخر، وتفسر كذلك حاجة كل مَنْ يعاني التعمية واستخراجها إلى المعرفة الجيدة باللغة وعلومها وبخاصة الدراسات اللسانية النحوية والصرفية والمعجمية والعروضية والدلالية والإحصائية والصوتية، كما تفسر جمع عدد غير قليل من الأعلام بين علوم اللغة وعلوم التعمية، واشتراكهم في التصنيف فيهما، وشهرتهم بالتقدّم في النوعين.

لقد أوفى اهتمام العرب باللغة وعلومها على الغاية، ولا عجب في ذلك إذ كانت العربيةُ لغةً للوحي وللتنزيل الحكيم وللرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا الدين الحنيف، والعناية بها على أيّ صورة كانت دراسة أو تدريساً أو تأليفاً أو نشراً بين المسلمين من غير العرب في أرجاء الدولة الإسلامية ممن تفيَّؤُوا ظلال هذا الدين = تُعدّ من أعظم القربات إلى الله، لما فيها من خدمة للكتاب العزيز، وصون للألسنة عن الوقوع في اللحن. ولذلك أدى اهتمام العرب بلغتهم إلى نتائج علمية مهمة في اللسانيات العربية، فقد نهضوا بدراسات صوتية هامة للحروف العربية ومخارجها وصفاتها، وأجروا دراسات كمّيّة وإحصائية على الحروف وتواترها وتنافرها واقترانها، وتعمقّوا في دراسة النحو والتراكيب، والصرف والأبنية، والدلالة وعلاقتها بغيرها، وسبقوا إلى وضع المعاجم اللغوية على اختلاف أنواعها ومناهج ترتيبها.




إن تقدم العرب في علوم اللسان كان من أبرز العوامل المهمة التي ساعدت العرب على إحراز قصب السبق في معالجة التعمية وحلّ المعمّى، وإرساء قواعدهما، وتدوين مصنفات مستقلة فيهما، بيد أن ثمّة عوامل أخرى كانت بعيدة الأثر في ذلك أيضاً، من مثل : نشاط حركة الترجمة من علوم الحضارات السابقة والمعاصرة إلى العربية، وتطوّر علوم الرياضيات كالجبر والمقابلة والحساب، وازدهار علوم الإدارة كالإنشاء والدواوين، وشيوع الكتابة والقراءة في الحضارة العربية الإسلامية وارتباطهما بالقرآن الكريم وعلومه، إضافةً إلى ما تعرّض إليه العالم الإسلامي من هجمات المغول في الشرق، والحملات الصليبية في الغرب[1]. على أن هذا التأثير لم يكن في اتجاه واحد، بل كان تأثيراً متبادلاً، فقد أسهم علماء التعمية في إغناء جوانب مهمة من الدراسات اللسانية وتطويرها، كما سيرد بيانه لاحقاً.

2- الجمع بين علوم التعمية و علوم العربية :

تقدّمت الإشارة في صدر البحث إلى ارتباط تطوّر التعمية بتقدم الدراسات اللسانية، وأن من أظهر الأدلة على ذلك جمعَ كثير من الأعلام بين علوم العربية والتعمية واستخراجها، وقد حفلت كتب التراجم على اختلاف مناهجها بأخبار أولئك العلماء، وسنورد فيما يأتي أشهر الأعلام الذين جمعوا في الاشتغال أو التصنيف بين علوم اللغة والتعمية، مقتصرين على إيراد أسمائهم مقرونةً بتواريخ وفياتهم، وموثّقةً بالعزو إلى مصادرها[2] :

- الخليل بن أحمد الفراهيدي : (100-170هـ / 718 – 786م)

نسب إليه الزبيدي قي (طبقات النحويين واللغويين) [ص51] كتاباً في المعمّى، ولا أثر له. ونقله عنه ابن نباتة في كتابه (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) وجعله أول من وضع علم المعمى. ثم نقله محمد بن الحنبلي عن ابن نُباتة في رسالته (شرح كنز من حاجى وعمّى في الأحاجي والمعمى) [ 3/ب – 4/أ ] مصورة عن نسخة المكتبة الظاهرية.

- ثوبان بن إبراهيم ذو النون المصري: (000-245هـ/000-859م)


له كتاب (حلّ الرموز وبرء الأسقام في أصول اللغات والأقلام). ذكره الدكتور رمضان ششن في كتابه (نوادر المخطوطات في مكتبات تركيا)[ 2/27 ].

- سهل بن محمد بن عثمان السجستاني : (000-248هـ/000-862م)


نقل ابن النديم في (الفهرست) [ ص92 ] عن ابن دريد أنه (كان يتبحر في الكتب، ويُخرج المعمى، حاذق بذلك، دقيق النظر فيه..).


- يعقوب بن إسحاق الكندي : (000-260هـ/000 – 873م)

له (رسالة في استخراج المعمى) وهي من رسائل الجزء الأول من كتاب (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب) [1/211-255 ].

- محمد بن أحمد بن كيسان : (القرن الثالث الهجري/القرن التاسع الميلادي)


ذكر ياقوت في (معجم الأدباء) [ 17/137 ] في ترجمة سَمِيِّهِ محمد بن أحمد بن كيسان المتوفى سنة 299هـ نقلاً عن أبي بكر الزبيدي (وليس هذا بالقديم الذي له في العروض والمعمى كتاب). ولم نجد هذا النقل في كتاب أبي بكر الزبيدي (طبقات النحويين واللغويين) ولعلّه المذكور باسم كيسان [ ص 178].

- داود بن الهيثم بن إسحاق التنوخي : (228-316هـ/843-928م)


نقل ياقوت في (معجم الأدباء) [ 11/98 ] عن الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) أنه (كان نحوياً لغوياً حسن المعرفة بالعروض واستخراج المعمى). ولم يخلّف شيئاً في التعمية.

- محمد بن أحمد بن محمد بن طباطبا : (000-322هـ /000-934م)


له (رسالة في استخراج المعمى) وهي من رسائل الجزء الثاني من كتاب (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب) [ 2/312-321 ].

- محمد بن سعيد البصير الموصلي : (القرن الرابع الهجري/القرن العاشر الميلادي)


ترجم له ياقوت في (معجم الأدباء)[ 18/203-204 ] وذكر أنه كان معاصراً لأبي علي الفارسي المتوفى (377هـ/987م) وأنه (كان ذكياً فهماً..إماماً في استخراج المعمى والعروض). ولم نجد مصدراً يؤرخ لحياته بدءاً ونهاية.

- إسحاق بن إبراهيم بن وهب الكاتب : (حوالي القرن الرابع الهجري/حوالي القرن العاشر الميلادي) له رسالة مخطوطة تبيّن أنها في كتابه (البرهان في وجوه البيان) وهي من رسائل الجزء الثاني من كتاب (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب)[ 2/108-119 ].




أحمد بن عبد العزيز الشنتمري : (كان حياً 553هـ/1158م)

ذكر السيوطي في (بغية الوعاة) [ 1/325 ] نقلاً عن ابن عبد الملك أنه (كان متقدماً في العروض وفك المعمى).

- أسعد بن مهذّب بن ممّاتي : (544-606هـ/1149-1209م)


له كتاب (خصائص المعرفة في المعميات) ذكره ياقوت في ترجمته في (معجم الأدباء) [ 6/118 ] والبغدادي في (هدية العارفين) [ 1/205 ] باسم (خصائص المعروف في المعميات).

- علي بن عَدْلان النحوي المُتَرْجِم : (583-666هـ/1187-1268م)


له كتابان :

الأول (المُؤَلَّف للملك الأشرف في حلِّ التراجم) وهي من رسائل الجزء الأول من كتاب (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب) [1/270-303 ].

الثاني (المُعْلَم) أحال عليه في رسالته الماضية [ 98/ب و 104/ب ]. ولم تذكره مصادر ترجمته.

- علي بن محمد بن الدُرَيْهِم : (712-762هـ/1312-1359م)


له عدة مؤلفات :

-(مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز) وهي من رسائل الجزء الأول من كتاب (علم التعمية واستخراج المعمى عند العرب) [1/319-360 ].

-(إيضاح المُبْهَم في حَلّ المُتَرْجَم) ذكره في مقدمة رسالته (مفتاح الكنوز)[ علم التعمية1/321 ].

-(مختصر المُبْهَم في حلّ المُتَرْجَم) ذكره الصفدي في (أعيان العصر) [ 95/ب ].

-(نظم لقواعد فنِّ المُتَرْجَم وضوابطه) ذكره أيضاً في مقدمة رسالته (مفتاح الكنوز) [ علم التعمية1/322 ].

-(قصيدة في حل رموز الأقلام المكتوبة على البرابي) ذكرت في مقال (رسائل نادرة) لمحمد أحمد دهمان نُشر في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق [ م 54، ع 2، ص360 ]. والقصيدة من رسائل المجموع رقم (139) وهو مما حوته مكتبة المرحوم أحمد تيمور باشا بالقاهرة التي زارها الأستاذ دهمان وأثبت في المقال بعض ما اختاره من مجاميعها. ولم نُصب للقصيدة ذكراً في أي مصدر آخر.

3- ما تحتاج إليه علوم التعمية من الدراسات اللغوية :


نص أكثر أعلام التعمية على ما يحتاج إليه مَنْ يعاني حلَّ المُعَمّى من صفات خاصة، ومعرفة جيدة بكثير من علوم اللغة والدراسات اللسانية، وذلك لأن استخراج المعمى يعتمد منهجيات محددة، أساسها معرفة دوران الحروف ومراتبها في اللسان المعمى، والعلم بقوانين الائتلاف والتنافر فيما بينها.

وأجمع كلام في ذلك ما نصّ عليه ابنُ عَدْلان في فاتحة مقدمة رسالته (المُؤَلَّف للملك الأشرف) : ((أما الفاتحة فإن المُتَرْجَم يُستعان على حله بأمور منها : الذكاء، وجلاء الخاطر، والنشاط، واللغة، والنحو، والتصاريف، والتراكيب المستعملة في اللغة وغيرها، ومعرفة العروض والقوافي، وما يكثر استعماله من الحروف ويتوسط ويقلّ، وما يتنافر ويتوافق من تراكيب الحروف، ومعرفة كلمات يكثر استعمالها ويقلّ ويتوسط ثنائية وثلاثية، ومعرفة الفواصل والتمجيدات وكثرة الرياضة بحصول التمرين والدُّرْبة..))[3].

ويفصّل ابنُ دنينير في بيان ما يحتاج إليه المُسْتخرِجُ إن كان المعمى نثراً أو شعراً، فإن كان المعمى من الكلام المنثور، احتاج المُستنبِطُ- إضافةً إلى المعرفة بالحروف ودورانها ومراتبها وما يأتلف منها ويتنافر – إلى صفات خاصة، قال في كتابه (مقاصد الفصول المُتَرْجمة عن حلّ الترجمة) : ((وينبغي للرجل الطالب لهذا العلم أن يكون ذكياً، دقيق النظر، لطيف الحس، قوي الحدس، نقي الفكر، صائب الظن، وإن لم يكن على هذه الصفات



المذكورة لم ينتفع بشيء من الطرق التي ذكرتها في الاستعانة على الاستنباط. وقد يكون من الناس مَنْ يكون أصل الترجمة بين يديه ولا يهتدي لقراءة ما عُمِّي فيها، وإذا كان كذلك فكيف يتهيأ له القدرة على أن يعمل شيئاً كما ذكرته، أو يفهم ؟))[4].

ويستكمل ابنُ دنينير حديثه في صدر القسم الثاني من كتابه تحت عنوان (في حلّ ما عُمّي من الكلام المنظوم) فيقول : ((وبعد ذلك فأقرب الدلائل على هذا العلم أن يكون المُستنبِطُ عالماً بالعروض والقوافي وعلم الشعر، بصيراً بالكتابة، كثير الحفظ للشعر، مكَّاراً بالمعمى، فإذا كان كذلك فلا يعسر عليه استنباطُ ما صعب منه))[5].

ومثل ذلك ما أورده صاحب (أدب الشعراء) في مقدمة رسالته (في استخراج المعمى من الشعر) حيث نصّ على ما ينبغي أن يكون عليه مُستخرِجُ معمى المنظوم قال: ((يجب أن يكون المُخرِجُ له عروضياً، قافياً، بصيراً بالكتابة، شاعراً، لطيف الحس، ألمعي الحدس، كثير الحفظ للشعر، خداعاً للمعمى عليه، محاملاً عليه، رزّافاً، فإذا جمع ذلك لم يتعذر عليه إخراج صعبه وسهله..))[6]. ثم يتبع ذلك بما ينتج عنه إن نقص شيء مما سبق.

وجاء ابنُ الدُّرَيْهِم بعده فاقتصر - مما تقدم - على ضرورة معرفة اللغة، قال في رسالته (مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز) : ((ولا بد لمن يعاني هذا العلم من معرفة اللغة التي يروم حلّ قلمها، أو ما يُتَرْجم بلسانها وقواعدها، وما هو من الحروف أكثر وقعاً ودوراناً منها كحروف المد واللين في سائر اللغات، وكالألف في العربي، والسين في الرومي والأرمني، والنون في المُغْلي..))[7].

على أن ما تقدم بيانه ليس منبتَّ الصلة عما سبق من مصنفات التعمية، فقد سبق الكندي إلى كثير منه، غير أنه جاء مفرّقاً في رسالته أثناء حديثه عن سبل استخراج المعمى[8].

وبنحوه ما ذكره صاحب المقالتين (مجهول) في رسالته الأولى، حيث صدّرها ببيان ما يحتاج إليه المُستخرِجُ من صفات خاصة، أكدت أهمية مراعاة الجانب النفسي في استخراج المعمى، أوفى فيه على الغاية تفصيلاً ودقّةً، ثم تحدث بعدها عن طرق الحلّ التي تعتمد على معارف لغوية، جاءت مفرّقة عليها[9].

وقد ظهر مما تقدم أن تعمية المنظوم أو الشعر واستخراجه كان من الأهمية بمكان لدى أكثر أعلام التعمية، ولا عجب فالشعر أحد قسمي الكلام، وهو إلى ذلك ديوان العرب، ولذلك ما وجدنا اقترانَ علم العروض والقافية بعلم التعمية لدى كثير من اللغويين والنحاة كما تقدم. والحق أن أكثر ما وقفنا عليه من مصنفات التعمية تناول المعمى من الشعر، وطرقَ حلِّه، وما يحتاج إليه مُستخرِجُه مما تقدم بيانه ونقله، ووجدنا أمثلة ذلك في مؤلفات التعمية غير المفردة لمعمى الشعر. وأقدمهم في هذا الكنديُ الذي نصّ على ثلاثة مبادئ تستعمل في استخراجه إضافةً إلى المبادئ المستعملة في النثر وهي : معرفة القوافي، ومعرفة عدد حروف البيت وفق أوزان الشعر، ومعرفة الحروف الخُرْس (الصامتة) وما يليها من مصوتات[10].

وأما ابنُ عدلان فأفرد قاعدتين للأمور التي تعتمد في حلّ المعمى من الشعر، وذلك بعد أن استوفى معالجة الكلام المنثور، أهم ما فيهما : معرفة العروض والقافية، والتشاطير والروي، وعدد حروف كل بحر[11].

ومثل ذلك ما صنعه إسحاق بن وهب الكاتب، فقد تحدث عن حل المعمى من الشعر بعد فراغه من الكلام على استخراج المعمى من النثر، وهو في هذا لا يخرج عما تقدم[12].

وأما ابنُ دنينير فقد وقف القسم الثاني من كتابه على حلّ ما عُمِّي من الكلام المنظوم، وتناول جميع قضاياه بالتفصيل والشرح في ثلاثين فصلاً (ما بين 36-66)[13]. وهذا أوسع كلام وجدناه في مصنفات التعمية غير المفردة لتعمية الشعر.

على أن أظهر دليل على خطر شأن الشعر، وارتباط علم العروض والقافية بالتعمية، كان وجودَ كثير من مصنفات التعمية، أفردها أصحابها للشعر وحده مثل رسالة أبي الحسن ابن طباطبا في استخراج المعمى[14]، ورسالة استخراج المعمى من الشعر المجردة من أدب الشعراء[15]. وكذلك ما نقلناه من كتاب الجرهمي ورسالته[16].



وللموضوع تتمة




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-06-2019, 03:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إسهامات علماء التعمية في اللسانيات العربية

إسهامات علماء التعمية في اللسانيات العربية


د. يحيى مير علم





4 - أبرز إسهامات أعلام التعمية في اللسانيات العربية :
مضت الإشارة إلى العلاقة الوثيقة بين علوم التعمية وعلوم اللغة العربية كالنحو والصرف والأصوات والعروض والمعاجم وغيرها من الدراسات اللغوية اللسانية مثل إحصاء دوران الحروف ومراتبها وقوانين الائتلاف والتنافر فيما بينها. ولما كان استخراج المعميات يعتمد على الدراية الجيدة بجميع ما تقدم، فقد عُني أصحاب التعمية بجوانب من الدراسات اللغوية، وأغنوها بنتائج مهمة، وأوضح ما ظهر ذلك في المجالات التالية :

الدراسات الإحصائية للحروف :
تعود نشأة الإحصاء اللغوي إلى الصدر الأول من العلماء اللذين عُنوا بالقرآن الكريم فأحصوا حروفه وكلماته وآياته وسوره مستعينين بما رأوه مناسباً في ضبط حسابهم آنذاك، وانتهوا إلى معرفة دوران الحروف فيه ومراتبها. وطبيعي أن تكون نتائج تلك الإحصاءات من التباين بمكان، وذلك لجملة من الأسباب لا مجال لذكرها[17]. أمّا ما عني به أصحاب المعاجم من حساب مَبْلَغ ما يرتفع من أبنية كلام العرب : الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية، مهملها ومستعملها، وصحيحها ومعتلها، ومضاعفها فذلك قديم مبسوط في مقدمات كثير من المعاجم وغيرها[18]. بيد أنه على أهميته لا يندرج فيما نحن بصدده.

غير أن ما نريده هنا هو إحصاء دوران الحروف أو تواترها في نصوص مكتوبة ومعرفة مراتبها تبعاً لاستعمالها في النص. وهذا قد وجدناه لدى أعلام التعمية دون غيرهم، لأهمية ذلك في استخراج المعمى إمّا طال النص، ولعل أول إحصاء من هذا النوع في تاريخ الدراسات الكمّيّة اللسانية على اللغة العربية كان إحصاءَ الكندي (ت260هـ) في رسالته في استخراج المعمى، فقد تحدث في صدرها عن مراتب الحروف في الاستعمال، وضرورة معرفتها لاستنباط المعمى، وأنها تختلف من لسان لآخر، ثم ذكر مراتبها وفق إحصائية قام بها بنفسه[19] قال: ((فإذ قد أنبأنا عن ذلك فلنذكر الآن مراتب الحروف في الكثرة والقلة في اللسان العربي، فنقول :

إنّ الألف أكثر ما استعمل في اللسان العربي من الحروف. ثم ل، ثم م، ثم هـ، ثم و، ثم ي، ثم ن، ثم ر، ثم ع، ثم ف، ثم ت، ثم ب، ثم ك، جميعاً فإنهما سواء، ثم د، ثم س، ثم ق، ثم ح، ثم ج، ثم ذ، ثم ص، ثم ش، ثم ض، ثم خ، ثم ث، ثم ز، ثم ط، والغين سواء، ثم ظ.

فإذا أصبنا في سبع ورقات من العربي :
600 ألفاً، 437 لاماً، 320 ميماً، 273 هاء، 262 واواً، 252 ياءً، 222 نوناً، 155 راء، 131 عيناً، 122 فاء، 120 تاء، 112 باء، 112 كافاً، 92 دالاً، 91 سيناً، 63 قافاً، 57 حاء، 46 جيماً، 35 ذالاً، 32 صاداً، 20 خاء، 17 ثاء، 15 طاء، 15 غيناً، وثماني ظاءات))[20].

وجاء ابنُ دنينير بعد أكثر من ثلاثة قرون (ت 627هـ) فأفاد من إحصاء الكندي، وعمد إلى إجراء إحصاء للحروف في نصّ ما، فانتهى منه إلى إثبات صحة ما صنعه الكندي، قال في كتابه (مقاصد الفصول المترجمة عن حل الترجمة) : ((وقد اعتبرت مراتب الحروف على ما ذكره يعقوب الكندي رحمه الله، يقول : إنه عمد إلى سبعة أجلاد، فعدّ جميع مراتب الحروف منها، وذكر أنه وجد حرف الألف ستة آلاف، واللام ألفين وثلاثمئة وسبعة وتسعين، والميم ثلاثمئة وعشرين ثم على ما ذكر. فهجس في نفسي أن أعمد إلى أوراق وأعدها وأعلم مراتب الحروف منها.

فعمدت إلى ثلاث أوراق من كلام منثور مشتمل على رسائل، فعددت ألفاتها فوجدتها خمسمئة وخمسة وسبعين ألفاً، وثلاثمئة وستين لاماً، ومئتين وخمسة وستين ميماً، وستين هاءً، ومئتين وخمسين واواً، ومئتين وثلاثين ياءً، ومئتين وخمسة وعشرين نوناً، ومئة وخمسة وتسعين راءً، ومئة وسبعين عيناً، ومئة وخمساً وأربعين فاءً، ومئة وخمسة عشر تاءً، ومئة وخمس باءات، وخمساً وتسعين كافاً، وثمانين دالاً، وخمسة وسبعين سيناً، واثنين وستين قافاً، وخمسين حاءً، وثلاثاً وأربعين جيماً، واثنين وثلاثين ذالاً، وثمانية وعشرين صاداً، وسبعة عشر شيناً، وثلاث عشر خاءً، وأحد عشر ثاءً، وتسع راءات، وثماني طاءات، وسبع ظاءات، وخمس غينات. فعلمت صحة ما قاله يعقوب بن إسحاق رحمه الله))[21].

وتبعه ابنُ عدلان (ت666هـ) الذي تحدث في القاعدة الأولى من مصنفه (المُؤَلّف للملك الأشرف) عن مراتب الحروف، وجعلها ثلاثة أقسام : كثيرة ومتوسطة وقليلة، وذكر مَبْلَغ دوران كلّ حرف منها ضمن مجموعته، وذلك وفق استعماله في نص قام بإحصائه، قال :

((اعلم أن المراتب إمّا كثيرة، وهي سبعة يجمعها : (الموهين). فالألف إذا وقعت في كتابة ستمئة، كانت اللام أربعمئة ناقصاً أحرفاً يسيرة أو زائداً ذلك، والميم ثلاثمئة وعشرين كذلك، والهاء مئتين وسبعين كذلك، والواو مئتين وستين كذلك، والياء مئتين وخمسين كذلك، والنون مئتين وعشرين كذلك، هذا هو الغالب، وقد تتقلب المراتب.

وإمّا متوسطة، وهي أحد عشر يجمعها : (رعفت بكدس قحج)، فالراء أولها، فإذا وقعت الراء تبعاً لما ذكرنا تكون مئة وخمسة وخمسين ناقصاً فزائداً، والعين مئة وثمانية وثلاثين كذلك، والفاء مئة واثنين وعشرين، والتاء مئة وثماني عشرة، والباء مئة واثنتي عشرة، وكذلك الكاف، واثنين وتسعين دالاً، وستة وثمانين سيناً، وثلاثة وستين قافاً، وسبعة وخمسين حاء، وستة وأربعين جيماً.

والقليلة عشرة، يجمعها بيت من الشعر، كلّ حرف منها في أول كل كلمة منه، وهو :

ظلمٌ غزا طاب زوراً ثاويا خَوْفَ ضَنىً شِبْتَ صَبّاً ذاويا


فالظاء إذا وقعت تبعاً لما ذكرنا كانت ثماني ظاءات، واثنتي عشرة غيناً، وخمسة عشر طاء، وستة عشر زاياً، وسبع عشرة ثاء، وعشرين خاء، وثلاثة وعشرين ضاداً، وثمانية وعشرين شيناً، واثنتين وثلاثين صاداً، وخمسة وثلاثين ذالاً))[22].

وفيما يلي جدول يشتمل على دوران الحروف ومراتبها لدى كُلّ من : الكندي وابن دُنَيْنير وابن عَدْلان، تيسيراً للمقارنة، وجمعاً لشتات ما تفرّق آنفاً :


دوران الحروف ومراتبها لدى الكندي وابن دُنَيْنير وابن عَدْلان

الكندي
ابن دنينير
ابن عدلان
الحروف
مراتبها
دورانها
نسبتها
مراتبها
دورانها
نسبتها
مراتبها
دورانها
نسبتها
1
الألف
600
16.63
الألف
575
16.76
الألف
600
16.54
2
اللام
437
12.11
اللام
360
10.50
اللام
400
11.02
3
الميم
320
8.87
الميم
265
7.73
الميم
320
8.82
4
الهاء
273
7.57
الهاء
260
7.58
الهاء
270
7.44
5
الواو
262
7.26
الواو
250
7.29
الواو
260
7.17
6
الياء
252
6.98
الياء
230
6.71
الياء
250
6.89
7
النون
221
6.13
النون
225
6.56
النون
220
6.07
8
الراء
155
4.30
الراء
195
5.69
الراء
155
4.27
9
العين
131
3.63
العين
170
4.96
العين
138
3.80
10
الفاء
122
3.38
الفاء
145
4.23
الفاء
122
3.36
11
التاء
120
3.33
التاء
115
3.35
التاء
118
3.25
12
الباء
112
3.10
الباء
105
3.06
الباء
112
3.09
13
الكاف
112
3.10
الكاف
095
2.77
الكاف
112
3.09
14
الدال
092
2.55
الدال
080
2.33
الدال
092
2.54
15
السين
091
2.52
السين
075
2.19
السين
086
2.37
16
القاف
063
1.75
القاف
062
1.81
القاف
063
1.74
17
الحاء
057
1.58
الحاء
050
1.46
الحاء
057
1.57
18
الجيم
046
1.27
الجيم
043
1.25
الجيم
046
1.27
19
الذال
035
0.97
الذال
032
0.93
الذال
035
0.96
20
الصاد
032
0.89
الصاد
028
0.82
الصاد
032
0.88
21
الخاء
020
0.55
الشين
017
0.50
الشين
028
0.77
22
الثاء
017
0.47
الخاء
013
0.38
الضاد
023
0.63
23
الطاء
015
0.41
الثاء
011
0.32
الخاء
020
0.55
24
الغين
015
0.41
الزاي
009
0.26
الثاء
017
0.47
25
الظاء
008
0.22
الطاء
008
0.23
الزاي
016
0.44
26
الزاي
000
000
الظاء
007
0.20
الطاء
015
0.41
27
الشين
000
000
الغين
005
0.15
الغين
012
0.33
28
الضاد
000
000
الضاد
000
000
الظاء
008
0.22
المجموع
3608
100%
المجموع
3430
100%
المجموع
3627
100%


ب- ائتلاف الحروف وتنافرها في نسج الكلمة العربية :
سبق الأقدمون من علماء العربية إلى دراسة أحكام نسج الكلمة العربية[23]، وذكروا قدراً متفاوتاً من قوانين اقتران الحروف وتنافرها في الثنائيات، وأرجعوا علة ائتلاف الحروف أو اقترانها أو مزجها إلى تباعد مخارج الحروف، وعلة تنافر الحروف إلى قرب مخارجها[24]، فالأولى تجعل التأليف حسناً، والثانية تجعله قبيحاً أو ممتنعاً. بيد أن أعلام التعمية لم يقتصروا في مؤلفاتهم على جهود من سبقهم، بل تعمقوا في دراسة القوانين الصوتية واللسانية التي تحكم بناء أو نسج الكلمة العربية، وعُنُوا باستقصائها، على نحوٍ لم نجده عند مَنْ سبقهم، وذلك لأن استخراج المعمى يتوقف على معرفتها إن كان النص قصيراً، لا يسمح بدوران الحروف مرات عدة، ولا ينفع في استخراجه استعمال الحيل الكمّيّة القائمة على معرفة دوران الحروف ومراتبها، بل يحتاج إلى معرفة بالحيل الكيفية القائمة على الدراية بالقوانين الصوتية الناظمة لائتلاف الحروف وتنافرها، ولكن استعمال هذه القوانين يكون مجدياً إن كان النصّ المعمى معروف الفواصل، أي فيه رمز للفراغ بين الكلمات، فإن كان النصّ المعمى مُدْمَجاً لا فاصل فيه فلا تكون هذه القوانين مجديةً في الاستخراج، لأن احتمال ورود حرفين متنافرين يكون وارداً في ثنائية حرفها الأول نهاية ثنائية، وحرفها الثاني بداية ثنائية. لذلك كان استخراج التعمية المُدْمَجَة (بلا فاصل) من أصعب أنواع التعمية البسيطة، لأن كثيراً من منهجيات الاستخراج لا تنفع قبل معرفة الفاصل[25].

ويُعَدُّ الكنديُّ أسبقَ أهل التعمية في ذلك، وأكثرهم استقصاء، فقد شرح في رسالته[26] القواعد الأساسية في تحديد ما يقترن من الحروف وما لا يقترن، فقسم الحروف إلى أصلية (16 حرفاً) ومتغيرة زائدة (12 حرفاً) ثم يشرح قوانين التنافر مقصورةً على الحروف الأصلية مع السين من المتغيرة، ويستعرضها حرفاً حرفاً على الترتيب الهجائي، فيذكر مع كل حرف ما لا يقارنه من الحروف، فاجتمع له من حالات التنافر أو قوانينه (94 حالة) ولا نعلم أحداً سبقه إلى مثل ذلك. وفيما يلي خلاصة لما أورده الكندي في جدول يمثل ما لا يقترن من الحروف لديه[27].


جدول يمثل مالا يقترن من الحروف عند الكندي
الحرف
الرمز
مالا يأتلف معه
الثنائيات – عديمة الائتلاف
س
ث
ذ
ص
ض
ظ
س ث
س ذ
س ص
س ض
س ظ
ث س
ذ س
ص س
ض س
ظ س
ث
ذ
ز
ص
ض
ظ
س
ث ذ
ث ز
ث ص
ث ض
ث ظ
ث س
ذ ث
ز ث
ص ث
ض ث
ظ ث
س ث
ث
ش
ث ش
ذ
ز
ص
ض
ط
ظ
س
ذ ز
ذ ص
ذ ض
ذ ط
ذ ظ
ذ س
ز ذ
ص ذ
ض ذ
ط ذ
ظ ذ
س ذ
ذ
ش
غ
ذ ش
ذ غ
ز
ص
ظ
س
ز ص
ص ز
ز ط
ظ ز
ز س
س ز
ز
ش
ض
ز ش
ز ض
ز
ط
ط ز
ص
ض
ط
ظ
ص ض
ض ص
ص ط
ط ص
ص ظ
ظ ص
ص
ج
ش
ص ج
ص ش
ص
د
د ص
ض
ط
ظ
ش
ض ط
ط ض
ض ظ
ظ ض
ض ش
ش ض
ض
ق
ض ق
ض
د
د ض
ظ
ط
ج
د
ظ ط
ط ظ
ظ ج
ج ظ
ظ د
د ظ
ظ
ح
ق
ش
خ
ظ ح
ظ ق
ظ ش
ظ خ
ج
ط
غ
ق
ج ط
ج غ
ج ق
ط ج
غ ج
ق ج
ح
خ
ع
غ
ح خ
خ ح
ح ع
ع ح
ح غ
غ ح
خ
غ
خ غ
غ خ
خ
ع
ع خ
د
ز
ط
د ز
د ط
ش
س
س ش
ع
غ
ع غ
غ ع
غ
ق
ق غ


وجاء ابنُ دنينير (ت627 هـ) بعد أربعة قرون من الكندي فأفاد من صنيعه، وعقد فصلين في كتابه لأقسام الحروف على اختلاف أوصافها، ولما يأتلف من الحروف وما يتباين، وقسم الحروف إلى أربعة أقسام هي : ما يأتلف بالتقدير والتأخير، وما لا يأتلف لا بالتقديم ولا بالتأخير، وما يأتلف بالتقديم دون التأخير، وما يأتلف بالتأخير دون التقديم. وفصّل في قسمة الحروف إلى أصلية ومتغيرة، ثم أتبع ذلك بإيراد جدول ضمنه أقسام الحروف المتقدمة : ما يقترن وما لا يقترن، والمتغير والأصلي، والمعمل والمهمل[28]. وفيما يلي خلاصة ما أورده ابن دُنَيْنير في كتابه :

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 107.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 105.46 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]