ومن اللوم ما قتل! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1202 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16922 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2020, 12:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي ومن اللوم ما قتل!

ومن اللوم ما قتل!


السنوسي محمد السنوسي



لكي يظلَّ حبْلُ الأخوة موصولاً، وشجرةُ المودة مثمرةً، بين مَنْ يريدون أن تنعقد بينهم أواصرُ الأخوة في الله؛ فإن عليهم أن يتحلَّوا بمجموعة من الصفات التي تحفظ لهم أخوتَهم ومودتهم، وفي مقدمة هذه الصفات: قلةُ اللَّومِ والعتابِ.


إن الإنسان خطَّاء بطبعه، أما الكمال فللَّه وحده، وأما العصمة فلرسل الله وأنبيائه فقط، فمن طلب صديقًا بلا عيب، ظلَّ طول عمره بلا صديق!


ثم إن الإنسان مَلُولٌ قليلُ الصبر، فهو قد يقبل النصيحة مرة أو مرتين أو ثلاثًا؛ لكنه حتمًا لن يظل مستعدًّا لأنْ يقبل النصح باستمرار، والخطورة: أن تأتي مرة يجد فيها الشيطان منفذًا إليه، فيزيِّن له العناد والمكابرة، ويحرِّضه على التعالي ورفض النصيحة، حتى لو كانت حقًّا.


وهذا الخُلُق الرفيع الذي نحن بصدده - قلة اللوم - تفتقر إليه العلاقات الإنسانية باختلاف طبائعها وصورها؛ فيحتاج إليه الإنسان في معاشرته لزوجه، وفي تربيته لولده، وفي سلوكه مع جاره، وفي صحبته لصديقه.


فكثرة اللوم تجعل الطرف الآخر غيرَ مكترث بما يُوجَّه إليه من نصح وإرشاد؛ فهو قد (تعوَّد) على سماع النصائح وكثرة الكلام، ومن ثم تذهب المهابة من قلبه تجاه من ينصحه، وتهتز الثقة بينهما.


فلا تُعِنْ - أخي الحبيب - الشيطانَ على أخيك، أو زوجك، أو ولدك، ولا تُكْثرْ له اللوم والعتاب؛ فمن اللَّوم ما قَتَلَ المودة والوصال؛ بل كُنْ ذكيًّا فَطِنًا، وَجِّه النقد بأدب ورفقٍ عند المهم من الأمور (فقط)، وتخيَّر الوقت المناسب، والحال المواتية، والساعة الهادئة، ثم استعمل الكناية والتعريض؛ ففيهما غُنْيَةٌ ومندوحة، وكلُّ لبيب بالإشارة يفهم، ولا تكن كمن يصرُّ على أن يقف في مهبِّ الريح، ويواجه الغضب المتصاعد بالنصح المتتابع؛ فإن النصح عندئذٍ لن يزيد الغضب إلا نارًا من الحنق والغيظ.


ضَعْ نصب عينيك حكمة بشار بن برد وهو يرشدنا في أبيات تفيض رقَّةً وحكمةً وأخوةً، فيقول:
إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًا
صَدِيقَكَ لَمْ تَلْقَ الَّذِي لاَ تُعَاتِبُهْ

فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ
مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى القَذَى
ظَمِئْتَ، وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ؟!

وَمَنْ ذَا الَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كلُّهَا؟!
كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهْ!

ولما قيل لخالد بن صفوان: أيُّ إخوانك أحب إليك؟ أجاب هو الآخر مؤكدًا على ما نريد، فقال: الذي يسدُّ خُلَّتي، ويغفرُ زلَّتي، ويُقِيلُ عَثْرتي.

فيا مَنْ تحرص على أُخوتي لك، ومودتي بك، أَقْلِلْ من اللوم، وأعنِّي على نفسي و على الشيطانِ بحسن توجيهك، ورُقِيِّ عبارتك، وهَمْسِ إشارتك؛ فإني إلى الرفقِ أحْوج، وعلى حبِّك أحرص.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.00 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]