تخريج حديث: حافظ على العصرين

[ابوالوليد المسلم]

تخريج حديث: حافظ على العصرين
الشيخ طارق عاطف حجازي

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي: «وَحَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ»، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٌ لِي فِيهَا أَشْغَالٌ، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي. فَقَالَ: «حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ» وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا، فَقُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ فَقَالَ: «صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا».

تخريج الحديث:
منكر: أخرجه أبو داود (428)، ويعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (1/ 341)، والطبري في «تاريخه» (11/ 341)، وفي «المنتخب من ذيل المذيل» (ص163)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (939)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (996)، والإشبيلي في كتاب «سلوك السلف» (10)، وابن حجر في «الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع» (ص48)، وابن قتيبة في «غريب الحديث» (1/ 179)، وابن قانع في «معجمه» (2/ 325، 326)، وابن حبان (1742)، والطبراني (18/ برقم 826)، والحاكم (1/ 20 و 199 - 200)، (3/ 628)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (1/ 466)، والمزي في «تهذيب الكمال» (15/ 432)، والخطابي في «غريب الحديث» (1/ 186)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (5653)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (4/ 319)، والمروزي في «الوتر – مختصره» (11)، وابن أبي خيثمة في «تاريخه» (2055)، وابن مردويه كما في «الدر المنثور» (1/ 704)، وغيرهم، من طريق خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الله بن فضالة به.

قلت: إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن فضالة، فقد روى عنه اثنان، أحدهما مجهول، وذكره ابن حبان في «الثقات».

وقال الذهبي في «المغني»: عبد الله بن فضالة، عن أبيه، ولفضالة صحبة، لا يعرفان، والخبر منكر في وقت الصلاة.

قلت: وقد اختلف في إسناده على داود بن أبي هند كما سيأتي التخريج.

وأخرجه البخاري في «التأريخ الكبير» (5/ 170) من طريق زهير بن إسحاق السلولي.

والبيهقي (1/ 466)، وابن البختري في «مجموع مصنفات أبي جعفر البختري» (687) من طريق علي بن عاصم الواسطي. كلاهما عن داود به.

قلتُ: زهير وعلي ضعيفان.

وأخرجه ابن سعد (7/ 79 - 80)، وأحمد (4/ 344)، والبخاري في «التأريخ الكبير» (5/ 170)، والطحاوي (997)، وابن حبان (1741)، والحاكم (1/ 20 و199 - 200) من طرق عن هشيم بن بشير عن داود عن أبي حرب عن فضالة. لم يذكر عبد الله.

ورواه مسلمة بن علقمة المازني - فيما ذكره البخاري في «تاريخه» (5/ 170)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (5/ 135)، والمزي في «تحفة الأشراف» (11042) عن داود، عن أبي حرب، عن عبد الله بن فضالة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، لم يذكر أباه.

قلتُ: لكن أخرجه ابن قانع (2/ 326) من طريق مسلمة بن علقمة. وفيه: عن أبيه!!

وانظر: «تهذيب الكمال» (15/ 431).

وقال ابن أبي حاتم في «العلل» (296): سألت أبي عن حديث رواه هشيم، عن داود ابن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن فضالة الليثي: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، وعَلَّمني الصلوات الخمس في مواقيتها... الحديث؟

قال أبي: ورواه خالد الواسطي، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد الله بن فضالة الليثي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبي: حديث خالد أصح عندي.

وقال ابن حبان في «صحيحه» (1742) بعد أن ذكر طريقي هشيم وخالد: سمع داود بن أبي هند هذا الخبر من أبي حرب بن أبي الأسود، ومن عبد الله بن فضالة، عن فضالة، وأدى كل خبر بلفظه، فالطريقان جميعًا محفوظان.

وانظر «الصحيحة» (1813).

قلت: والحديث على فرض صحته معناه: أدِّ العصرين – يعني الفجر والعصر – في أحسن أوقاتهما، وأد البقية على الوجه المتيسر لك في أوقات جوازها، ولا دلالة فيه على أنهما تكفيان عن الخمس.

وانظر: «معالم السنن» للخطابي (1/ 116)، و«صحيح ابن حبان» (5/ 36)، و«السنن الكبرى» للبيهقي (1/ 466)، و«عون المعبود» (1/ 420)، و«شرح سنن أبي داود» للعيني (2/ 301)، و«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للمباركفوري (2/ 331).