دليل الإنابة (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2020, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي دليل الإنابة (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له)

دليل الإنابة


﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ

(المحصول الجامع لشروح ثلاثة الأصول)


د. فهد بن بادي المرشدي

قال المصنف رحمه الله: (وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [الزمر: 54].

الشرح الإجمالي:
(ودليل) أن (الإنابة) عبادة عظيمة: أن الله جل وعلا أَمرَ عباده بها في (قوله تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْبقلوبكم، وارجعوا إليه بالطاعة، ﴿ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾ بجوارحكم، وأخلصوا له التوحيد، فهو ظاهرٌ في أنها عبادة، وأنه يحبها شرعًا ودينًا[1].

الشرح التفصيلي:
ذكر المصنف دليل العبادة التاسعة وهي الإنابة، والإنابة هي: الرجوع، وأصل الكلمة في اللغة يدل على اعتياد مكان ورجوع إليه[2]، والنوب: رجوع الشيء مرة بعد أخرى، يقال: فلانٌ ينتاب فلانًا؛ أي: يقصده مرة بعد أخرى[3].

والإنابة إلى الله شرعًا هي:رجوع القلب عما سوى الله جل وعلا إلى الله جل وعلا محبة وخوفًا ورجاءً[4]، فهي: رجوع مع العمل الذي يتضمن الذل والتعظيم[5].

ومن جميل الترتيب ذكر الإنابة بعد الخشية؛ لأن الذي يخشى الله لا بد أن يخاف عقابه، فيُنيب إليه[6]، والإنابة بمعنى التوبة، ولكنها آكد من التوبة؛ لأنها توبة مع إقبال إلى الله عز وجل، فالتوبة إقلاع وندم على ما مضى، وعزم على ألا يعود، والإنابة فيها المعاني الثلاثة، وتزيد معنى آخر وهو: الإقبال على الله تعالى بالعبادات، فإذا تجدد له الإقبال بعد توبته، فهذا منيب إلى الله تعالى[7]، ولهذا اقتصر المصنف على ذكر الإنابة، ولم يذكر التوبة من أنواع العبادة؛ لأن صورة العبادة بالنسبة للإنابة أوضح من صورتها بالنسبة إلى التوبة، بسبب زيادة الإقبال على العبادة، ولأن الإنابة أعم من التوبة[8].

واستدل المصنف على كون الإنابة عبادة بقوله تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾، ووجه الاستدلال من الآية: أن الله تعالى أمر بالإنابة إليه، ولا يأمر إلا بما هو محبوب عنده مرضي لديه، فتكون داخلة في تعريف العبادة، وهذا الدليل العام على كونها من العبادة، وما دام ثبت كونها عبادة، فلا يجوز التوجه بها لغير الله تعالى؛ لأن الأدلة العامة دلَّت على أن أي نوع من أنواع العبادة لا يجوز أن يُتوجه به لغير الله تعالى، ومن توجه به لغير الله جل وعلا فقد كفر، ومن هذه الأدلة العامة قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]، وقوله: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 117]، ونحو هذه الأدلة[9]، هذا الاستدلال العام، وهناك دليل خاص في أنه يجب إفراد الله جل وعلا بالإنابة، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]،وهذه الكلمة قالها شعيب عليه السلام، وأخبر الله جل وعلا بها عنه في معرض الثناء عليه، قال: ﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾؛ أي: عليه وحده لا غيره توكلت، ومجيء الجار والمجرور متقدمًا على ما يتعلق به وهو الفعل، دال على وجوب حصرها وقصرها واختصاصها بالله جل وعلا، ثم قال: ﴿ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ وحده لا إلى سواه؛ أي: أرجعُ محبًّا راجيًا خائفًا عن كل ما سوى الله جل وعلا إلى الله وحده، فلما قدم الجارَّ والمجرور على ما يتعلق به وهو الفعل، دلَّ على أن هذه العبادة، وهي: الإنابة مختصة بالله جل وعلا[10]، فإذًا الإنابة صارت عبادة بهذا الدليل؛ وأيضًا لأنها شيء متعلق بالقلب، ولا تقوم بالقلب إلا مع أنواع أُخَر من العبوديات، فحقيقة الإنابة رجوع القلب عما سوى الله جل وعلا إلى الله جل وعلا وحده، وهذا الرجوع ليس رجوعًا مجردًا، ولكنه رجوع للقلب مع تعلقه ورجائه، فحقيقة الإنابة أنها لا تقوم وحدها، فالقلب المنيب إلى الله جل وعلا إذا أناب إليه، فإنه يرجع، وقد قام به أنواع من العبودية، منها: الرجاء والخوف والمحبة، ونحو ذلك، فالمنيب إلى الله جل وعلا هو الذي رجع إلى الله جل وعلا عما سوى الله جل وعلا، ولا يكون رجوعه هذا إلا بعد أن يقوم بقلبه أنواع من العبوديات أعظمها محبة الله جل وعلا، والخوف منه، ورجاؤه [11].

وإذا ثبت أن الإنابة عبادة، فإنه يجب إفراد الله تعالى بها، وقد حصر الله تعالى في آيات عديدة الإنابة إليه وحده، كما حكى الله عن أنبيائه عليهم السلام في قوله تعالى:﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4]، وحكى الله تعالى عن نبيه شعيب عليه السلام قوله لقومه كما تقدم: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، وقوله تعالى حكاية عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى: 10]، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام يتهجد من الليل: (اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبتُ)[12].

والإنابة الشركية، هي: الإنابة إلى غير الله جل وعلا فيما هو من أمور الشرع والدين؛ كما يفعله كثير من مريدي الشيوخ الذين إذا ارتكبوا الذنوب جاؤوا إلى شيوخهم فاعترفوا عندهم، وذلوا وتابوا إليهم، فإذا قَبِلَ الشيخ توبتهم، وإنابتهم، رفعها إلى الله، فتاب عليهم بزعمهم [13].


[1] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (40)، وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (99).

[2] معجم مقاييس اللغة، لابن فارس (966).

[3] مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني (827).

[4] ينظر: تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (28)، وشرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (97).

[5] المحصول من شرح ثلاثة الأصول، عبدالله الغنيمان (108).

[6] ينظر: تنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (1 /449).

[7] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (40)؛ وحصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول، عبدالله الفوزان (90).

[8] حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول، عبدالله الفوزان (91).

[9] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (98).

[10] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (98).

[11] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (97).

[12]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: التهجد، باب: التهجد بالليل، برقم (1120)؛ وأخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (769).

[13] ينظر: تنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (1 /453).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.49 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]