آيات من سورة الصافات بتفسير الزركشي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2020, 04:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي آيات من سورة الصافات بتفسير الزركشي

آيات من سورة الصافات بتفسير الزركشي

د. جمال بن فرحان الريمي



﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ﴾ [الصافات: 5]
قوله تعالى: ﴿ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ﴾، أي: والمغارب[1].


قال رحمه الله: مما ورد في القرآن مجموعًا ومفردًا لفظ "المشرق والمغرب"، فقد ورد تارةً بالجمع نحو قول الله تعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ﴾ [المعارج: 40] [2]، وأخرى بالتثنية نحو: ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴾ [الرحمن: 17] [3]، وأخرى بالإفراد، قال تعالى: ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المزمل: 9] [4]، وذلك لاختصاص كلُّ مقامٍ بما يقتضيه.


فحيث جُمِعَ كان المراد نفيُ المشرق والمغرب، وحيث ثُنِّيا كان المراد مشرقيْ صعودها وارتفاعها، فإنها تبتدئ صاعدةً، حتى تنتهي إلى غاية أوْجِها وارتفاعها، فهذا مَشرق صعودها وارتفاعها، وينشأ منه فصلا الخريف والشتاء، فجعل مشرق صعودها بجملته مشرقًا واحدًا، ومشرق هبوطها بجملته مشرقًا واحدًا ومقابلهما مغربًا.

وقيل: هو إخبار عن الحركات الفَلَكِية، متحركة بحركات متداركة، لا تنضبط لخطّة ولا تدخل تحت قياس؛ لأن معنى الحركة انتقال الشيء من مكان إلى آخر، وهذه صفة الأفلاك، قال تعالى: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ﴾ [يس: 40] [5]، فهذا وجه اختلاف هذه الألفاظ بالإفراد والتثنية والجمع، وقد أجرى الله العادة أنَّ القمرَ يطلعُ في كل ليلة من مطلع غير الذي طلع فيه بالأمس، وكذلك الغروب، فهي من أول فصل الصيف في تلك المطالع والمغارب، إلى أن تنتهي إلى مطلع الاعتدال ومغربه عند أول فصل الخريف، ثم تأخذ جنوبًا في كل يوم في مطلع ومغرب، إلى أن تنتهي إلى آخر مثلها الذي يقدّر الله لها عند أول فصل الشتاء، ثم ترجع كذلك إلى أن تنتهي إلى مطلع الاعتدال الربيعي ومغربه، وهكذا أبدًا، فحيث أفرد الله له لفظ "المشرق والمغرب" أراد به الجهة نفسها التي تشتمل الواحدة على تلك المطالع جميعها، والأخرى على تلك المغارب من غير نظر إلى تعددها، وحيث جيء بلفظ "الجمع" المراد به كل فرد منها بالنسبة إلى تعدد تلك المطالع والمغارب، وهي في كل جهة مائة وثمانون يومًا، وحيث كان بلفظ التثنية فالمراد بأحدهما الجهة التي تأخذ منها الشمس من مطلع الاعتدال إلى آخر المطالع والمغارب الجنوبية، وبهذا الاعتبار مشرقان ومغربان.


وأما وجه اختصاص كلُّ موضع بما وقع منه، فأبدى فيه بعضُ المتأخرين معانيَ لطيفة فقال:
فجمع "المشارق" في قوله سبحانه: ﴿ وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ﴾، لما جاءت مع جملة المربوبات المتعددة، وهي السموات والأرض وما بينهما، كان الأحسن مجيئها مجموعة، لتنتظم مع ما تقدم من الجمع والتعدد.


ثم تأمل كيف اقتصر على المشارق دون المغارب؛ لاقتضاء الحال ذلك، فإن المشارق مظهر الأنوار، وأسباب لانتشار الحيوان وحياته، وتصرفه في معاشه وانبساطه، فهو إنشاء شهود، فقدّمه بين يدي [الرد][6] على مبدأ البعث، فكان الاقتصار على ذكر المشارق - هاهنا - في غاية المناسبة للغرض المطلوب، فتأمل هذه المعاني الكاملة، والآيات الفاضلة، التي ترقص القلوب لها طربًا، وتسيل الأفهام منها رهبًا![7].


﴿ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ﴾ [الصافات: 7]
قوله تعالى: ﴿ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ ﴾، أي: وحفظا فعلنا ذلك[8].


﴿ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ﴾ [الصافات: 8]
قوله تعالى: ﴿ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى ﴾، أي: لا يصغون[9].


﴿ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ [الصافات: 10]
قال رحمه الله: "الخطف" و"التخطف" لا يفرّق الأديب بينهما، والله تعالى فرق بينهما فتقول: "خَطِفَ" بالكسر لما تكرر، ويكون من شأن الخاطف الخطف، و"خَطَف" بالفتح حيث يقع الخطف من غير من يكون من شأنه الخطف بكلفة، وهو أبعد من "خَطَف" بالفتح، فإنه يكون لمن اتفق له على تكلف، ولم يكن متوقعًا منه، ويدل عليه أن "فَعِل" بالكسر لا يتكرر، كعَلِم وسَمِع، و"فَعَل" لا يشترط فيه ذلك، كقَتَل وضَرَب، قال تعالى ﴿ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ ﴾ فإن شغل الشيطان ذلك، وقال ﴿ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ﴾ [الحج: 31] [10]، لأن من شانه ذلك، وقال: ﴿ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ ﴾ [الأنفال: 26] [11]، فإن الناس لا تخطف الناس إلا على تكلف، وقال ﴿ وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 67] [12]، وقال: ﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾ [البقرة: 20] [13]، لأن البرق يخاف منه خطف البصر إذا قَوِي[14].


﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ [الصافات: 24]
قوله تعالى: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَوقوله: ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأعراف: 6] [15]، مع قوله: ﴿ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 39] [16]، قال الحليمي[17]: فتحمل الآية الأولى على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل، والثانية على ما يستلزم الإقرار بالنبوات من شرائع الدين وفروعه[18].


وحمله غيرُه على اختلاف الأماكن؛ لأن في القيامة مواقف كثيرة، فموضع يسأل ويناقش، وموضع آخر يُرْحم ويُلْطَفُ به، وموضع آخر يعنّف ويوبّخ وهم الكفار، وموضع آخر لا يعنّف وهم المؤمنون[19].


﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الصافات: 35]
قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾، فأخبر أنهم دخلوا النار من أجل استكبارهم وإبائهم من قول لا إله إلا الله، مفهوم هذا أنهم إذا قالوها مخلصين بها حرموا على النار، قال صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله حرمه الله على النار![20].


﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾ [الصافات: 47]
قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ [الملك: 29] [21]، فإن الإيمان لما لم يكن منحصرًا في الإيمان بالله، بل لا بد معه من رسله وملائكته وكتبه واليوم الآخر وغيره مما يتوقف صحة الإيمان عليه، بخلاف التوكل فإنه لا يكون إلا على الله وحده؛ لتفرده بالقدرة والعلم القديمين الباقيين؛ قدَّم الجار والمجرور فيه ليُؤذِن باختصاص التوكل من العبد على الله دون غيره؛ لأن غيره لا يملك ضرًا ولا نفعًا فيتوكل عليه، ولذلك قدَّم الظرف في قوله: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾؛ ليفيد النفي عنها فقط واختصاصها بذلك، بخلاف تأخيره في: ﴿ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ [22]؛ لأن نفي الريب لا يختص بالقرآن بل سائر الكتب المنزلة كذلك[23].


قوله تعالى: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ ، أي: ليس في خمر الجنة ما في خمرة غيرها من الغَوْل[24].


﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ﴾ [الصافات: 48]
قوله تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ﴾ [الصافات: 48]، أي: حور قاصرات[25].


﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الصافات: 49]
قوله تعالى: ﴿ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾، فإن العرب كانت عادتهم الكناية عن حرائر النساء بالبيض، قال امرؤ القيس:
وبَيْضَةُ خِدْرٍ لا يُرام خِباؤُها تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بها غير مُعْجَلِ[26]


﴿ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾ [الصافات: 57]
قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾ [الصافات: 57]، مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾ [الروم: 16] [27].


﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ﴾ [الصافات: 62]
قوله تعالى: ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ﴾ [الصافات: 62]، هذا من بديع التخلُّص، فإنه سبحانه خلص من وصف المخلصين وما أعد لهم، إلى وصف الظالمين وما أعد لهم[28].


﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الصافات: 65]
قوله تعالى:﴿ كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾، شبَّه بما لا نشك أنه منكر قبيح، لِمَا حصل في نفوس الناس من بشاعة صور الشياطين، وإن لم ترها عيانا[29].


قال الفراء[30] في قول الله تعالى: ﴿ كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِثلاثة أوجه:
أحدها: أنه جعل طلعها رؤوس الشياطين في القبح.
والثاني: أن العرب تسمى بعض الحيات شيطانًا وهو ذو القرن.
الثالث: أنه شوك قبيح المنظر يسمى رؤوس الشياطين.


فعلى الأول يكون تخييلاً، وعلى الثاني يكون تشبيهًا مختصًا[31].


﴿ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 68]
قال رحمه الله: اختلفت المصاحف في حرفين: ﴿ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾ و ﴿ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [آل عمران: 158] [32]، فمن رأى أن مرجعهم إلى الجحيم أشد من أكل الزقوم وشرب الحميم، وأن حشرهم إلى الله أشد عليهم من موتهم أو قتلهم في الدنيا، أثبت الألف، ومن لم ير ذلك -؛ لأنه غيب عنا فلم يستو القسمان في العلم بهما - لم يثبته وهو أولى[33].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-03-2020, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: آيات من سورة الصافات بتفسير الزركشي



ï´؟ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ï´¾ [الصافات: 71]
قوله تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ï´¾ [الصافات: 71 - 73] وهذا يقتضي أنها عاقبة رديئة، إما بكونهم غلبوا وذلوا، وإما بكونهم أُهلِكوا، ولهذا ذكر قصة إلياس دون غيرها ولم يذكر إهلاك قومه بل قال: ï´؟ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ï´¾ [الصافات: 127] روى أن الله رفع إلياس، وهذا يقتضي عذابهم في الآخرة فإن إلياس لم يقم بينهم، وإلياس المعروف بعد موسى من بني إسرائيل، وبعد موسى لم يهلك المكذبين بعذاب الاستئصال[34].


ï´؟ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ï´¾ [الصافات: 93]
قوله تعالى: ï´؟ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ï´¾ [الصافات: 93] ، قال ابن الشجري: معناه: مال عليهم بضربهم ضربًا، وقوله: بِالْيَمِينِ إما اليد أو القوة، وجوَّز ابن الشجري[35] إرادة القسم، والباء للتعليل؛ أي: لليمين التي حلفها، وهي قوله تعالى: ï´؟ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ï´¾ [الأنبياء: 57] [36].


ï´؟ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ï´¾ [الصافات: 101]
قوله تعالى: ï´؟ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ï´¾ [الصافات: 101] ï´؟ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ï´¾ [الذاريات: 28] [37]، وصفه في حال البشارة بما يؤول إليه من العلم والحلم[38].


ï´؟ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ï´¾ [الصافات: 103]
قوله تعالى: ï´؟ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ï´¾ [الصافات: 103]، أي: رُحِما وسُعِدا وتله، وابن عطية[39] يجعل التقدير: فلما أسلما أسلما، وهو مُشكِل[40].


قوله تعالى: ï´؟ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ï´¾ [الصافات: 103]، أي: أجزل له الثواب وتله[41].


وقيل في قوله: ï´؟ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ ï´¾ [الصافات: 103، 104] أي: ناديناه، والصحيح أنها عاطفة، والتقدير: عرف صبره وناديناه: ï´؟ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ï´¾ [الأنعام: 75] [42].


ï´؟ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ï´¾ [الصافات: 125]
قال ابن فارس[43]: ما في القرآن من ذكر البعل فهو الزوج كقوله تعالى: ï´؟ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ï´¾ [البقرة: 228] [44]، إلا حرفًا واحدًا في الصافات: ï´؟ أَتَدْعُونَ بَعْلًا ï´¾ فإنه أرد صنمًا[45].


قوله تعالى: ï´؟ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ï´¾ [الصافات: 125]، ذكر الرازي في تفسيره أن الكاتب الملقب بالرشيدي قال: لو قيل: "أتدعون بعلا وتَدَعون أحسن الخالقين"، أوهم أنه أحسن؛ لأنه كان قد تحصل به رعاية معنى التحسين - أيضًا - مع كونه موازنًا لـ"تذرون"، وأجاب الرازي: بأن فصاحة القرآن ليس لأجل رعاية هذه التكاليف، بل لأجل قوة المعاني وجزالة الألفاظ[46].


وقال بعضهم: مراعاة المعاني أولى من مراعاة الألفاظ فلو كان "أتدعون" "وتَدَعون" كما قال هذا القائل، لوقع الإلباس على القارىء فيجعلهما بمعنى واحد تصحيفًا منه، وحينئذ ينخرم اللفظ، إذا قرأ و"تَدْعون" الثانية بسكون الدال؛ لا سيما وخط المصحف الإمام لا ضبط "فيه" ولا نقط[47].


ï´؟ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ï´¾ [الصافات: 130]
قوله تعالى: ï´؟ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ï´¾ [الصافات: 130] أي: الناس، وقيل: إدريس، وفي حرف ابن مسعود: إدراس[48].


ï´؟ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ï´¾ [الصافات: 143]
قوله تعالى: ï´؟ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ï´¾ [الصافات: 143]، أي: المصلين[49].


ï´؟ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ï´¾ [الصافات: 164]
قوله تعالى: ï´؟ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ï´¾ [الصافات: 164]، أي: من له[50].


ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ [الصافات: 175]
قوله تعالى: ï´؟ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ [الصافات: 174، 175]، قال صاحب "الينبوع"[51]: لم يبلغني عن المفسرين فيه شيء.


وقال المفسرون في غريب القرآن: هما في المعنى كالآيتين المتقدمتين فكرر للتأكيد وتشديد الوعيد.


ويحتمل أن يكون "الحين" في الأوليين يوم بدر، و"الحين" في هاتين يوم فتح مكة.


ومن فوائد قوله تعالى في الأوليين: ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ ï´¾ وفي هاتين ï´؟ وَأَبْصِرْ ï´¾ أن الأولى بنزول العذاب بهم يوم بدر قتلاً وأسرًا وهزيمةً ورعبًا، فلما تضمنت التشفِّيَ بهم قيل له: ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ ï´¾، وأما يوم الفتح، فإنه اقترن بالظهور عليهم الإنعامُ بتأمينهم والهداية إلى إيمانهم فلم يكن وفقًا للتشفي بهم، بل كان في استسلامهم، وإسلامهم لعينه قرّة، ولقلبه مسرّة، فقيل له: ï´؟ أَبْصِرْ ï´¾.


ويحتمل على هذا - إن شاء الله - أن يكون من فوائد قوله تعالى في هذه: ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ أي يبصرون منّك عليهم بالأمان، ومنّنا عليهم بالإيمان[52].


ï´؟ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ï´¾ [الصافات: 177]
قوله تعالى: ï´؟ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ ï´¾ يعنى العذاب[53].


ï´؟ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ [الصافات: 179]
قوله تعالى: ï´؟ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ï´¾ [الصافات: 179] أي أبصرهم، بدليل قوله: ï´؟ وَأَبْصِرْهُمْ ï´¾ [54].


وسبق عن ابن ظفر السرّ في ذكر المفعول في الأول وحذفه في الثاني في هذه الآية الشريفة، أن الأولى اقتضت نزول العذاب بهم يوم بدر، فلما تضمنت التشفِّيَ قيل: "أبصرهم".


وأما الثاني فالمراد بها يوم الفتح؛ واقترن بها مع الظهور عليهم تأمينهم والدعاء إلى إيمانهم، فلم يكن وقتًا للتشفّي بل للبروز؛ فقيل له: ï´؟ أَبْصِرْ ï´¾، والمعنى: فسيبصرون منَّك عليهم[55].


[1] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أقسام الحذف 3 / 79.

[2] سورة المعارج: 40.

[3] سورة الرحمن: 17.

[4] سورة المزمل: 9.

[5] سورة يس: 40

[6] العبارة تم إثباتها من البرهان بتحقيق د. يوسف المرعشلي 4 / 17.

[7] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فيما ورد في القرآن مجموعًا ومفردًا والحكم في ذلك 4 / 14.

[8] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - الواو غير عاملة 4 / 268.

[9] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التضمين 3 / 213.

[10] سورة الحج: 31.

[11] سورة الأنفال: 26.

[12] سورة العنكبوت: 67.

[13] سورة البقرة: 20.

[14] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ألفاظ يظن بها الترادف وليست منه 4 / 54.

[15] سورة الأعراف: 6.

[16] سورة الرحمن: 39.

[17] هو القاضي العلامة، رئيس المحدثين والمتكلمين بما وراء النهر، أبو عبد الله، الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي، أحد الاذكياء الموصوفين، ومن أصحاب الوجوه في المذهب، كان متفننًا، سيال الذهن، مناظرًا، طويل الباع في الأدب والبيان، أخذ عن: الأستاذ أبي بكر القفال، وحدث عن: خلف بن محمد الخيام، وجماعة، ولد في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة، وله مصنفات نفيسة، حدث عنه: أبو عبد الله الحاكم وهو أكبر منه، والحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، توفي في شهر ربيع الاول، سنة ثلاث وأربع مئة. تهذيب سير أعلام النبلاء 2 / 271 رقم الترجمة 3785.

[18] المنهاج في شعب الإيمان لأبي عبدالله الحليمي، دار الفكر، ط/ 1 ت/ 1399هـ - 1979م، ج/ 1 ص/ 385-386.

[19] البرهان: معرفة موهم المختلف - الأسباب الموهمة الاختلاف 2/ 37.

[20] رواه البخاري، كتاب العلم - باب من خصَّ بالعلم قوماً دون قومٍ كراهية ألا يفهموا، ص/ 45، الحديث رقم128، ومسلم، كتاب الإيمان - باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة وحرم على النار، ص/ 37، الحديث رقم 53، البرهان: معاضدة السنة للقرآن 2/ 87.

[21] سورة الملك: 29.

[22] سورة البقرة: 2.

[23] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - مواضع إفادة الحصر 2/ 255.

[24] المصدر السابق: أسباب التقديم والتأخير 3/ 152.

[25] المصدر السابق: حذف الموصوف 3/ 101.

[26] ديوان امرئ القيس، ص/ 114 من معلقة: قفا نبك....
البرهان: الكنايات والتعريض في القرآن - أسباب الكناية 2/ 191.

[27] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الإقتصاص 3/ 188.

[28] المصدر السابق: معرفة المناسبات بين الآيات 1/ 47.

[29] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التشبيه 3/ 259.

[30] معاني القرآن للفراء 2/ 387.

[31] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاستعارة 3/ 270.

[32] سورة آل عمران: 158.

[33] البرهان: علم مرسوم الخط - زيادة الألف 1/ 266.

[34] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فوائد التكرير 3/ 23.

[35] أمالي ابن الشجري 2/ 434.

[36] سورة الأنبياء: 57. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الفعل - العام 3/ 131.

[37] سورة الذاريات: 28.

[38] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - تسمية الشئ بما يؤول إليه 2/ 173.

[39] المحرر الوجيز لابن عطية ص/ 1583.

[40] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الأجوبة 3/ 123.

[41] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - لما 4/ 235.

[42] سورة الأنعام:75. البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - الواو الغير عاملة 4/ 268.

[43] أفراد كلمات القرآن العزيز، لابن فارس ص/ 10.

[44] سورة البقرة: 228.

[45] البرهان: جمع الوجوه والنظائر 1/ 86.

[46] تفسير الرازي 26/ 161-162.

[47] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التجنيس 3/ 277.

[48] تصحفت في المطبوع والصحيح هو إدراسِين، انظر: كتاب المصاحف لابن أبي داوود، دار البشائر الإسلامية - بيروت/ لبنان، ط/ 2 ت/ 1423هـ - 2002م، ج/ 1 ص/ 332.
البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - الإجمال ظاهرًا وأسبابه - 2/ 135.

[49] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم اللازم على الملزوم 2/ 167.

[50] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الموصول 3/ 104.

[51] محمد بن أبى محمد بن محمد بن ظفر، المكى الأصل، المغربىّ المنشأ، سكن الشام فى الشطر الآخر من عمره؛ يلقب بالحجّة، وله من التصانيف: كتاب "الينبوع فى تفسير القرآن" كبير، كتاب "سلوان المطاع فى عدوان الأتباع" وغير ذلك، ومات بحماة فى سنة سبع أو ثمان وستين وخمسمائة. إنباه الرواة 3/ 74، رقم الترجمة 605، وكتابه "الينبوع" مخطوط كما ذكر د. المرعشلي في تحقيق البرهان 2/ 167.

[52] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فوائد التكرير 3/ 18.


[53] المصدر السابق: حذف الفاعل 3/ 94.

[54] سورة الصافات: 175.

[55] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف المفعول 3/ 109.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 95.64 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]