حكايات الأطفال قبل النوم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كيفية التعامل مع الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1169 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16851 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2020, 11:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي حكايات الأطفال قبل النوم

حكايات الأطفال قبل النوم











أ. مروة يوسف عاشور






كثيرًا ما كنَّا ننتظرُ من أمَّهاتنا حكايةً قبلَ النوم ونحن صِغار، وكانت هذه أجملَ وأصْفَى أوقات اليوم على الإطلاق، فكانتِ الأمُّ أو الجَدَّة تكافئُ مَن يُحسن في يومه ويؤدِّي واجباتِه على أكمل وجه بهذه الحِكاية، فتُحلِّق بنا في عالَم من الخيال الجميل، وتسمو بأفكارنا مع أجملِ الحكايات، وأغرب القصص وأطْرَفها، أو هكذا كنَّا نراها بعقولنا الغضَّة، وكيف كنَّا نستمع إليها بقلوبنا قبلَ آذاننا.





وكم كنَّا نُقاطِع مَن يقُصُّ علينا؛ لنستفسرَ عن مشكل، أو نستوثقَ من معلومة، أو حتى نُعبِّر عن آرائنا، أو نُفصِح عن مشاعرنا وتفاعلنا مع أحداث القصَّة، فنُشفِق على مَن يتعرَّض للظلم، ونمقُتُ ونزجر مَن يظلم ويتعدَّى الحدود، حتى وإن كنَّا نفعل مثل ما يفعل، لكن كان الكثيرُ منَّا يُصِرُّ على استنكار ما كان يعتاده ويفعَله كلَّ لحظة، ولعلَّ الأمَّ ما كانت تقصد بأغلبِ حكاياتها إلا أن تحثَّنا على شُرْب اللبن - مثلاً - أو أنْ تبغِّضَ إلينا العناد، وتحبِّب إلينا الاتحاد والتعاون، وتنفِّرنا من سيِّئ العادات، ومع أننا كنَّا نسمع بأذن غير التي نتلقَّى بها أوامرَها، ونخرج أنفسَنا من دائرة الموازنة السخيفة مع أبطال القصص، إلا أنَّنا كنَّا نُصِرُّ على سماع المزيد مِن تلك الحكايات الممتِعة، ولعلَّنا كنَّا أقربَ إلى الواقع من حيثُ اعتبارُ أنَّ هذه مجرَّد شخصيات خيالية، لا علاقة لها بالحقيقة مِن قريب أو من بعيد، كنَّا مع تفاعلنا الشديد وحماستنا القوية، نقول: هذه مجرَّد قصَّة!





هذا فقط عندما يمسُّ الموضوع واجبًا علينا أن نفعلَه، أو منكرًا يجب علينا تَرْكُه والابتعاد عنه، وهذا منطِق الصِّغار العجيب.





ثم يطوف بأعيننا الكَرَى بعد تسلُّل شعورٍ خفيٍّ بالأمان، وراحة نفسيَّة عجيبة في أثناء سماع أعذبِ الكلمات مِن فم أغْلى الناس على قلوبنا، وكم كانتْ نَوْمَتُنا رقيقةً، تنهض الأم على إثْرِها بكلِّ خفَّة؛ خشيةَ أن توقظ حبيبَها الصغير، وقد يغلبها حنانُها فتَطبَع على جبينه الأنورِ قُبلةً في رِقَّة وحنان، وتدعو له في سرِّها قبل أن تنصرِف.


ما أجملَ تلك الأيامَ، وما أعطر أريجَها!


ذلك العالَم الغريب من الحياة.


مع أنه يَغار، إلا أنَّ الحقد لا يعرف إلى قلْبه سبيلاً!


مع أنه يُكابِر ولا يعترف بالخطأ، إلا أنه يسهُل إقناعه!


مع أنه يُسيء التصرُّفَ في الكثير من المواقف، إلا أنَّه يتعامل بشفافية لا مثيلَ لها!





حتى صار مَن يريد أن يمتدحَ شخصًا في خُلُقه أو سماحته، يقول: فلان كالأطفال لا يعرِف الحِقدَ، ولا يحمل في نفسه الضغينة.





وتَمضي بنا الأيامُ، وتتغيَّر أنماط الشخصية، ويُصبح ذلك الحَمَل الوديع الذي كان لا يعرف إلا العدلَ، ولا ينطق إلا بالحق، يَكيل بمكيالَيْن، ينظر للآخرين بعَينٍ غير التي ينظر بها لنفسه، ينسى أنه كان بالأمسِ ذلك الكائن الودِيع البريء، النديّ النقيّ.





ويرزقه الله بأطفال، فيثقل الحِمْل وتتراكم الأعباء على الأمِّ، وتهمل بعضَ حقوق أطفالها، وتغفل عن رعايتهم، وتهمل الاعتناء بهم، وتنسى أو تحتقر (حكاية قبل النوم)!





عزيزتي الأم:


لو تُدركين كم هي مهمَّة تلك الحِكاية؟


لو تعلمين ما يُمكِنك زَرْعُه في أبنائك بتلك القصص، لَمَا استبدلتِ بهذا الخير العظيم سويعاتٍ يجلسها صغيرك أمامَ ذلك الجهاز الساحر (التلفاز)، فيتلقَّى منه الأوامر، ويحلِّق به فيما يشاء من أجواء.





هذه نصائح أوجِّهها لكلِّ أمٍّ تريد بأبنائها الخيرَ، وترجو لهم النفْع في الدارين:


هذا العَقْل النديُّ الذي أمامك يُخاطبك بكلِّ رقَّة أنْ أمدِّيني بالوقود اللازم لحياتي، ولا تتركيني فريسةً لتلفاز أو فضائيات، اسقيني مِن عذْب كلماتك، كما كنتِ تُرضعينني بالأمس عطفَك مع حليبك النقي، فلا تتركيه بحُجَّة ضِيق الوقت، ولا تظنِّي أنَّ جلوسك بجانبه أمامَ التلفاز لمشاهدة أفلام الكارتون سيُزيل شعورَك بتأنيب الضمير، فلخروج الكلمات مِن فمك وإلْقاؤها بأسلوبك، له وقْعٌ في نفْس الصغير يختلف تمامًا عن أسلوب التِّلفاز، تأمَّلِيه عندما ينفعل معك ويناقشك في كلِّ ما حدَث في القصة، تأمَّليه وهو ينظر إليك وينتظر البقية بلهْفَة، اسقيه مع كلِّ معلومة رِقَّةً وحنانًا، مُدِّي جسر المحبَّة بينكما، وتواصلي معه بلُغة العيْن والجسد، وازرعي فيه كلَّ جميل ونافع.





لستِ بحاجة لخيال واسع لسَرْد القصص على أطفالك، فالكُتُب مليئة بالقصص النافعة التي يمكنك الانتقاءُ منها، ويكفيك سِيرةُ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما فيها من قصص تُنمِّي في الصِّغار كلَّ صفات الخير، وتنزع من نفوسهم كلَّ نزعة شرّ، تُؤصِّل فيهم القِيَم الإسلامية التي تَسلبُهم إيَّاها الكثيرُ من القنوات الفضائية المخصَّصة للأطفال.





بإمكانك أيضًا التأمُّلُ في حياة الصحابة، وبعض التابعين والسَّلف الصالح؛ كقِصَّة مُصْعَب بن عُمَير مع أمِّه، أو سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما - وكذلك أبو هريرة - رضي الله عنه - وكيف كان يقِف على الباب، ويُنادي أمَّه: رَحِمَك الله يا أمَّاه، كما ربَّيْتِني صغيرًا، فتردُّ عليه: رَحِمَك الله يا بنيَّ، كما بَرِرْتَني كبيرةً.





وقصَّة الإمام أحمد، وكيف كانت أمه تُسخِّن له الماء فتذهب به إلى المسجد؛ لصِغَر سِنِّه، وتنتظره عندَ الباب فتُعيده إلى البيت.





التاريخ الإسلامي مليءٌ بالخير، فانتقِي منه ما تشائين، واغرسيه في هذه النفْس البريئة؛ لتُسقَى بماء الطُّهْر والنقاء، لتشبَّ على حب الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كذلك في القصص القرآني أرْوَعُ الأمثلة في الصبر واليقين، والبر والطاعة.





بإمكانكِ - عزيزتي الأمّ - أن تنمِّي في طفلك القدرةَ على التخيُّل، ولا يخفَى عليكِ فائدةُ هذا الأمر؛ لتيسير فهْم الكثير من الأمور، والاستعانة على فَهْم الدروس، وتقوية حافظةِ الطِّفل لدرجة كبيرة، فالأطفال الذين لا قُدرةَ لهم على التخيُّل لا يتمكَّنون من الحِفظ بسُهولة، كما أنَّ التخيل يَزيد مِن نسبة ذكائه، ويجعله أكثرَ إدراكًا وإحاطةً، حتى بالمواد العلمية.





الحكاية توفِّر عليكِ الكثيرَ من الأوامر التي لا يُظهِر الطفل أيَّ استجابة لها، تقول إحدى الأمهات: إنَّها كثيرًا ما حذَّرتْ طفلتها ذات السنوات الأربع مِن اللعب بأعواد الثِّقاب، وما كانتِ الطفلة لتُظهرَ أي استجابة، أو حتى اقتناع بخُطورة الأمر، فعندما قصَّت عليها قصةَ أحد الأطفال وما تَعرَّض له مِن حروق بسبب اللَّعِب بالثِّقاب، امتنعتِ الطفلة على الفور، برغم عِلْمها تمامًا أنَّ هذه القصة مِن خيال والدتها، لكنَّ تقريب الصورة بهذا الشكل بيَّن لها حقيقةَ الأمر، ووفَّر على الأمِّ الكثير، لكن تذكَّري أنَّ الطفل ذكي، ولا يُشترط أنَّ ما يصلح لهذا الطفل سيَصلُح لغيره، ولكن بلا شكٍّ سيُعينك توضيحُ الصورة بالحكاية على تقريب الفِكرة إلى ذهْن الطفل، وحُسْن استيعابه لما تقولين.





تشكو كثيرٌ من الأمهات من أنَّ طفلها لا يُجيبها عندما تناديه، وقد تلحَظ عليه بعضَ الشرود في أثناء الحديث، ويحدُث هذا كثيرًا للطفل الثاني؛ خاصَّة بعدَ مجيء طفل ثالث، فيبقى مذهولاً عن عالَمه، قليل الانتباه، بطيء الفَهْم، وتَكْرار الحكايات قبلَ النوم على مسامعِ مَن له تلك الشخصية، مع تَكْرار الأسئلة التي تستوضِح مدى فهْمه واستيعابه لما يسمع، كلُّ هذا يعين الأم - بإذن الله - على الارْتقاء بمستوى فَهْمِه وذكائه.





بعض الأمَّهات تفعَلُ أمرًا أكثر إيجابيةً مع طفلها، فتقصُّ عليه قصة، وتطلب منه في اليوم التالي أن يقصَّ هو عليها قصَّةً، وتتبادل معه ذلك، فتتعمد الإكثارَ من الأسئلة عندما يَروي الطفلُ حكايته، وتمدُّه بالمعلومات التي تُريدها، وتناقشه في كلِّ صغيرة وكبيرة، وهذا يُكسِب الطفل شجاعةً، ويُنمِّي فيه رُوحَ المشاركة، والثِّقة بالنفْس، والقدرة على الحديث والتواصُل، ويُحسِّن لُغته كثيرًا.





مِن خلال حكاية قبل النَّوم، بإمكانك - عزيزتي الأم - أن تَقيسي مدَى تقدُّم طفلك، ومدى تفوُّقِه العقلي، وبإمكانك أن تساعديه على تنميةِ قدراته، ولا تظنِّي أنَّ القصة قد تكون أعْلى من مستواه، فجرِّبِي أولاً، فلعلَّه يستوعب منها الشيء الكثير، وليس شرْطًا أن يفهم كلَّ كلمة وكلَّ حرْف فيها، على ألاَّ تبالغي في الارْتقاء بمستوى القِصَّة بما يزيد مِن صعوبة فَهْمها، فطفل الثالثة - مثلاً - لا يستطيع فَهْمَ قصة مناسبة لطفل العاشِرة، في حين يرى الأخيرُ ما يناسب الأول ساذجًا، ويستشعر فيه الملل.





قصص الحيوان مِن أجْمل ما يروق للطفل، والحديث على ألْسِنتهم يبدو للأطفال قِمَّة المتعة والإثارة، فلا مانعَ أبدًا من أن تتخيَّري من الكُتب الأدبية الهادِفة، ككتاب "كليلة ودمنة"، وتقومي بعرْض بعض قصصه الرائعة الشائقة على الطفل؛ كقصة الحمامة المطوقة، وما فيها مِن إظهار أهمية الاتحاد وحُسْن خَصْلة الإيثار، وكذلك قصة الرجل الذي سقَط في البئر وكان أسفله تِنِّين جائع، وتعلق الرجل على خشبة فوْق البئر، ولكن كان هناك جرذان يأكلان اللوح الخشبي، وبدلاً من أن يفكر في حلٍّ لما هو فيه وينجو بنفسه، انشغل بلَعْق عسل وجدَه إلى جواره في كُوة، حتى وقَع فريسةً للتنِّين، وهذه القصة تُعلِّم أهميةَ المبادرة إلى اتِّخاذ القرار، وسُرْعة التفكير في حلول عمليَّة للمشكلات، كما توضِّح أهميةَ المحافظة على الوقت، ويوجد بالكِتاب الكثير من القصص الرائعة الماتعة، أنْصحُ كلَّ أم بهذا الكتاب العجيب، المليء بالحِكم والمواعظ، والأخبار الشائقة.





اعمَلِي على تثقيف نفسك جيدًا، فاقرئي الحكايةَ قبل سرْدها على طفلك، وجهِّزيها في عقلك، ثم أمدِّيه بالمعلومات بأسلوبكِ المميَّز، ولْتشعريه في بعض الأحيان بأنَّك تشاركينه تحصيل المعلومة؛ لئلا يظنَّ في نفسه إحاطةَ الوالدين بكلِّ شيء - كما يحدُث لبعض الأطفال.





تخشَى بعضُ الأمهات - كما يُخبرْنَ - من أن تصبح هذه العادةُ حقًّا مكتسبًا للطفل، فإنْ طرأ على الأم طارئٌ كَتَعب أو شُغل، لا يصبر الطِّفل، ولا يُقدِّر الموقف، ويبكي ويثور من أجْل سماع الحكاية، وبهذا ستصبح في مأزقٍ في وقت غير مناسب.





وللتخلُّص من ذلك بإمكانها تعويدُ الطفل وإخباره بأنَّ هذه القصة ستكون متى ما تَمكَّنَت الأمُّ من سرْدها، فإن تعبتْ أو شُغلت فلن تستطيعَ أن تقُصَّها عليه، وبإمكانها أن تُجرِّب ذلك عدَّةَ مرات، ولو لم تكن مُتعَبَة؛ حتى يعتادَ الطفل ذلك، ويعلم أنَّ الأمر ليس إلزاميًّا، وهذا خيرٌ من حِرْمانه من هذا الخير؛ خشيةَ تمسكه به.





عزيزتي الأم:


ألا يَحزُنُك ما ترينه من تفكُّكٍ أُسَري يجتاح مجتمعَنا الإسلاميَّ، حتى كاد يصبح شعارًا لها وسمةً لا تنفكُّ عنها؟!


أتُحبِّين أن تكون أسرتُك على هذا النحو المؤلِم؟!





يناشد الأطباء النفسيُّون أمَّهاتِ اليوم بالعودة إلى تلك العادة الجميلة، وعدم التخلِّي عنها، فيقول الدكتور يسري عبدالمحسن - أستاذ الطب النفسي بكلية طب القاهرة -: "إنَّ (لِحدوتة) قبل النوم أهميةً خاصَّة للطفل الذي يَعيش بخياله أكثرَ من حياته لواقعها، فهو يَسْرح كثيرًا ويتأمَّل، ويتصوَّر الأشياء، ويُضيف إلى ما هو واقعي ملموس شيئًا من الخيال حسبَ ما يتراءى له وَفْقًا لحالته المعنويَّة وأحاسيسه الوجدانية، كطفلٍ يحلُم في أثناء يقظته، ويتعامل مع اللُّعْبة وكأنها حقيقة، فقد يُكلِّمها ويأمرها ويحرِّكها، وقد يضرِبُها في محاولة لتطويعها لإرادته ورَغباتِه، وهذا التلاعُبُ بالخيال هو سِمة من سمات الطفولة، وله أهميَّةٌ في إثراء فِكر الطفل، وتنمية موهبته نحوَ التعبير عن نفسه.





إنَّ الطفلَ يحتاج إلى المزيد مِن الحكايات التي تجعله يعيش الخيالَ ويتأمَّل، ويصبح في جوٍّ من اللاواقعية.





وعلى الأمِّ أن تُدرِكَ أهميةَ الحكايات كوسيلةٍ تربوية لتوجيه الطِّفل، كما أنَّ (لحدوتة) قبل النوم بالذات أهميَّةً خاصة؛ لأنها تظلُّ راسخةً في ذاكرة الطفل، ويصعُب عليه نسيانها؛ لأنَّها تختَمِر في عقله، وتثبت في مركز الذاكرة في مُخِّه في أثناء النوم".





وتقول إحْدى المشرِفات التربويات: "قد وَرِثْنا ونحن أطفالٌ أشياءَ مهمَّةً جدًّا، من أهمها الحِكاية من الجَدَّة والأمّ، لكنَّ طفلَ اليوم لا يحظى بكلِّ ما حظينا به من تواصُلٍ؛ بسبب عمَل الأمِّ وانشغالها، وهذا ما سَلَب أطفالَ هذا الجيل متعةَ سماعِ القصص المحبَّبة، و(الحواديت) المسلِّية التي توسِّع خيالَهم ومداركهم".





جرِّبي فقط العودةَ لتلك العادة، ولاحِظي ما سيحدُث لطفلك من تغيُّرٍ وتأثُّرٍ ملموسٍ على سلوكه، وارتباطه بك، وبالأُسرة بوجه عام، ولتضعي خطَّةً لبعض المبادئ والأهداف التي ستزرعِينها في نفسه هذا الشَّهْر، ولتتابعي التطورَ أولاً بأوَّل، وثِقي أنَّ فيها الخيرَ الكثير بإذن الله، وقد تَجدِين بعضَ الصعوباتِ، أو تشعرين بثِقل المهمَّة في البداية، لكن تذكَّري أنَّ عشر دقائق لطِفلك بين أحضانك قبلَ النوم تعمل ما لا تعمَلُه الساعات.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.78 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]