ابني الحبيب هذه حقوقك فاستمسك بها - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 616 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15820 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          زيادة التوعية بالحجاب ومواجهة ملابس العرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من آداب الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          60 عاماً من المجازر والانتهاكات لمسلمي أراكان في بورما ومجلس الأمن يهـب سريعـا لنجدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2020, 03:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,349
الدولة : Egypt
افتراضي ابني الحبيب هذه حقوقك فاستمسك بها

ابني الحبيب هذه حقوقك فاستمسك بها
نظمي خليل أبو العطا موسى

ابني الحبيب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أكتب إليك هذه الرسالة لتنقل لك حبي وأشواقي وتقديري واحترامي، أكتبها إليك لأعرفك بحقوقك عند الله - سبحانه وتعالى - وعند رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى والديك والمجتمع.
أكتبها إليك لتعلم أن الله - سبحانه وتعالى - يحبك، وأعطاك حقوقًا لم يعطها لك أحدًا من قبله، ولن يعطيها لك أحدًا أبدًا، ولتعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحبك وأنه أعطاك حقوقًا لم يعطها لك أحد آخر من خلق الله.
أكتبها إليك حتى لا يكذب عليك أحد ويخدعك ويقول لك أن الإسلام ظلمك وأن بعض النظم الدولية هي التي حمت لك حقوقك، فتحبها وتكره دينك.
بالعكس يا ابني الحبيب الله - سبحانه وتعالى - هو الذي خلقك، ووهبك، وأعطاك، وأهداك العقل الذي تفكر به، والأعين التي ترى بها، والآذان التي تسمع بها، واللسان الذي تتكلم به، ويساعدك على بلع الطعام وتذوقه ومعرفة حلوه من مره، وأعطاك الله القدمين واليدين والأصابع التي تمسك بها وتكتب بها، وتلعب بها، وإذا أردت أن تعرف قيمة أصابعك اربط يدك بمنديل أو قطعة قماش ثم حاول بعد ذلك تناول الأشياء، أو تشغيل الكمبيوتر أو أي لعبة عندك لتعلم أهمية هذه النعمة، وأعطاك الله - سبحانه وتعالى - الأسنان القوية والجلد الحسن والشعر الجميل وكل مكونات جسمك الجميل.
واعلم ابني الحبيب أن الله - سبحانه وتعالى - خلق أبيك آدم بيديه، وخلق أمك حواء وكرمك الله وجعلك مخلوقًا مكرمًا كما قال - تعالى -: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)[الإسراء: 70].
ولم يخلقك الله -تعالى- عبثًا بل خلقك لغاية مقدرة، ولم يتركك هملاً بعد أن خلقك بل أرسل إليك الرسل، وانزل إليك الكتب وبين لك ما ينفعك في الدنيا والآخرة، وما يحبه لك، فهداك، وعلمك، وأخرجك من الظلمات إلى النور، وحفظ لك الكتاب الخاتم القرآن الكريم من التحريف والتزييف، ليكون معك شاهدًا على حب الله -تعالى- لك وأنه -سبحانه وتعالى- معك، يحفظك ويرزقك، ويشفيك، ويقبل التوبة منك.
الله -سبحانه وتعالى- جعل لك من الحقوق ما يحفظ بها كرامتك، فطلب من أبيك أن يتزوج أمك، وأن يعلنا ذلك للجميع حتى يعلموا أن هذه أمك وهذا أبيك، وزرع الله -سبحانه وتعالى- حبك في قلب أمك وفي قلب أبيك، فتشوقًا ليوم ميلادك وحافظا على صحتك، وذهبت أمك إلى الطبيب لتطمئن على صحتك، وتغذت الغذاء الصحي لتنمو في بطن أمك النمو الصحي والسليم، وامتنعت أمك عن المواد المضرة بصحتك من التدخين والجراثيم والميكروبات والمواد الكيماوية والأشعة وحمتك من الصدمات وكل ما يسبب لك الضرر وأنت في بطن أمك، وفرح الجميع بنموك في بطن أمك، وانتظروا يوم ميلادك واستعدوا له.
كما حفظ الله -تعالى- لك بيئتك الرحمية من الجراثيم، وخلط الأنساب، وجعل بيئة الرحم محرمة على كل إنسان إلا والدك، وبذلك حفظ الله -سبحانه وتعالى- عليك نسبك، وأشهد الناس على أن صاحب الزراعة في هذه البيئة الرحِمية الطاهرة هو والدك.
وأمر الله -سبحانه وتعالى- أبويك باختيار الاسم الحسن لك حتى لا تتضايق بعد ذلك من اسمك، كما أمر الله -سبحانه وتعالى- أبوك أن يختار لك الأم الصالحة بنت الأصول الوراثية والاجتماعية والتربوية المتميزة، وأمر أمك أن تختار لك الأب المؤمن القوي الصحيح الصحة، والقادر على تجهيز بيت الأسرة، والإنفاق على الأسرة، وأمره بالحفاظ على صحة ولدتك، ودينها، وحالتها النفسية وجعل ذلك من المقربات إلى الله - تعالى -، ومن الأسس الدينية للأسرة السعيدة.
ثم أمر أمك أن ترضعك لمدة عامين كاملين، الرضاعة الصحية، وأودع في قلبها حبك والعطف عليك، والخوف عليك؛ قال -تعالى-: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)[البقرة: 233].
ثم أمر الله -سبحانه وتعالى- والديك بحسن تربيتك وتعليمك الصدق، والشجاعة، والشهامة، والحرية، والعلم النافع، وجعل لهما الثواب الكبير على تربيتك، ورعايتك وقال لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم))[رواه مسلم].
وكفل الله لك الحق في الحياة وأنت جنين، وحرم قتلك وأنت طفل صغير، وحرم الله الاعتداء عليك بدنيًا ونفسيًا واجتماعيًا في أي مرحلة من مراحل حياتك، فقال -تعالى-: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً)[الإسراء: 31].
هذا حقك في الحياة كفله الله -سبحانه وتعالى- لك منذ خلق الله آدم -عليه السلام-، والذي لم تعرفه المدنية الحديثة إلاَّ حديثًا، فاعلم ذلك لتعتز بدينك وحب ربك ورسولك، ولا يخدعك أحد ويقول لك أن الإسلام أهدرك حقوقك وحرمك منها.
ومن الحقوق التي كفلها الله -تعالى- وحفظها لك حقك في الانتساب إلى أبيك، وحرم الله أن يأخذك غير أبيك وينسبك إليه، فيلحق بك العار بين أقرانك عندما يعلمون أنك منتسب لغير أبيك، فقال - تعالى -: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ)[الأحزاب: 5].
وهذه نعمة كبرى، فأنت تعلم علم اليقين مَنْ أبوك، وهذه نعمة لا يعرفها إلا من فقدها من اللقطاء وغيرهم.
ومن الحقوق التي كفلها الله لك حقك في الرعاية في الصغر، والعناية بك من حيث النظافة، والمأكل، والمشرب، والملبس، ومن يهمل في هذا الحق يعاقب عند الله في الآخرة، وجعل الله - سبحانه وتعالى - هذه مسؤولية الوالدين، أومسؤولية الأم عند غياب الأب، وجعل الله رعايتك أوجب شيء على أمك وأبيك وأجدادك.
فديننا دين الرحمة، والمحبة، والعناية، والرعاية، وسبق الإسلام البشرية في هذا الحق لك، فاعلم ذلك لتعلم رحمة الله - تعالى -بك، ولتعلم عظمة دينك، وأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمداعبتك وأنت صغير، وقد كفل الله لك حق المساواة مع جميع الأطفال وخاصة مع إخوانك، فالعدل بين الأولاد واجب ذكورًا أو إناثًا دون تفريق بين الولد والبنت، لذلك وجب عليك أن لا تظن لأنك ولد مفضل على أختك البنت، أنت ولد لك حقوق وعليك واجبات، ولك متطلبات تخصك كولد في الملابس والألعاب، ولأختك متطلبات تخصها في الملابس والألعاب، ومحاولة الولد التميز على اخته يورث النفوس الضغينة، ويخالف شرع الله، والمساواة بين الولد والبنت في الإسلام ليس معناه إلغاء الفوارق الجسمية والنفسية والدينية بين الولد والبنت، وأعني بالولد هنا الذكر والبنت هي الأنثى، فلا تجعل أحدًا يقنعك أنك أفضل من أختك لكونك ذكرًا، ولا تجعل أحدًا يساوي بينك وبينها في كل شيء، لأن لكل مسؤولية ووظيفة في الحياة، والحياة لا تستغني عن الذكر ولا تستغني عن الأنثى، كلاكما يكمل بعضكم البعض، والحياة من دون النوع الآخر لا تستقيم ولا تنتظم.
وقد كفلت الشريعة الإسلامية، ودين الله حقك في التعليم، فديننا دين العلم وأول كلمة نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (اقرأ)، لم يقل: صل أو صم أو حج أو وحَّدْ، ولكن قال: (اقرأ)، لأن القراءة طريق العلم، والعلم، طريق التوحيد ومعرفة دين الله، وبذلك جعل الله للعلم مكانة عالية، وفضل الذين يعلمون على الذين لا يعلمون، قال - تعالى -: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[الزمر: 9].
ومن حق الولد على والده أن يُحسن تسميته، ويعلمه الكتابة، وفي غزوة بدر جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فداء الأسير أن يُعلم أولاد المسلمين الكتابة، وجعل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، والإسلام غير مسؤول عن الأمية المنتشرة في المجتمعات المسلمة، ولكن الجهل هو السبب في لتفشي هذا الجهل، فلا يوحين لك أحد أن الإسلام هو سبب تخلف المسلمين، المسلمون عندما تمسكوا بدينهم تعلموا العلوم النافعة الشرعية، والكونية، وابرعوا وتفوقوا وأبدعوا، ويشهد على ذلك الجوانب العلمية في الحضارة الإسلامية، وعليك أن تبحث عن دور المسلمين في بناء الحياة العلمية في حضارتهم الإسلامية لتعلم أن ابن النفيس اكتشف الدورة الدموية الصغرى، وابن الهيثم صحح أخطاء السابقين في الضوء ونحن الذين اخترعنا الصفر ولولا هذا الاختراع لتعقدت الحياة الرياضية في العالم، والأرقام التي تكتب بها أوروبا هي أرقام عربية إسلامية، وعليك ابني الحبيب أن تتعاون مع أقرانك، وأن تتفوق في دراستك، وأن تتعاونوا على العودة بنا إلى مجدنا العلمي السابق ولا تجعل أحدًا يقنعك أن الإسلام هو سبب تخلفنا، بالعكس عندما تمسكنا بالإسلام تقدمنا، وعندما تخلينا عن ديننا تخلفنا، وعودتنا إلى عزتنا العلمية مسؤوليتك ومسؤولية الجيل الذي تنتمي إليه أنت.
تعاون مع زملائك لعودتنا إلى التقدم العلمي والقيادة الخُلقية للعالم نحن نحتاج إلى جيل من أمثالك من صناع الحياة، وصناع الحضارة الخلقية فهل نستطيع ذلك؟!
ابني الحبيب: لقد كفلت الشريعة الإسلامية لك حقًا لم تكفله النظم الوضعية، وإنما كفله الدين وكفلته الشرائع الإلهية، وهو حقك في التربية الإيمانية، فجميع النظم الوضعية نظرت إليك كبناء جسدي حيوي أو آلة حيوية، وأغفلت الحالة الإيمانية الشرعية، فالإيمان فطرة أودعها الله فيك وفي بني البشر كما قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))[رواه البخاري]، فكلنا يولد على الإيمان الخالص، والتوحيد الخالص، ثم تلعب التربية الدور الرئيس في إبعادنا عن الإيمان أو اقترابنا منه.
ولذلك كفل الإسلام لك حق التربية الإيمانية المتمشية مع فطرتك؛ والتربية الإيمانية وقاية للصغير وصونًا له من الخروج عن القيم الأصيلة.
لذلك أوجب الإسلام على الوالدين تربية الأبناء الأدب الحسن، وتعويدهم الفضائل، وجذبهم إلى الأخلاق العظيمة، والأولاد أمانة في عنق الوالدين، وهما مسؤولان عنهم يوم القيامة، وبتربيتهم التربية الإيمانية الخلقية وقاية لهم من الانحراف الخلقي في الدنيا ومن ودخول النار في الآخرة، والخلود معًا في جنة النعيم، حيث النعيم الدائم والمقيم، قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)[الطور: 21].
والله يوصي الآباء ويقول لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم: 6].
فمن حقك علينا أن نعلمك ونربيك التربية الإيمانية التي تسعدك في الدنيا وتقيك من النار في الآخرة.
ابني الحبيب: البيت ليس معلفًا للأجساد ولا مأوى للغرائز البدنية، ولكن البيت هو المكان الذي نعيش فيه مع من نحب من الآباء والأخوة والأرحام ومن نحبهم ومن نتعلم منهم حب الله - تعالى -، وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحب الخير، وحب الأخلاق، وحب الدنيا، وحب الآخرة، نحن نأكل ونلبس ونتمتع لنعيش في هذه الحياة وفق منهاج الله، ولكننا لا نعيش لنأكل ونشرب ونلبس ثم نموت كما تموت الأنعام؛ قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ)[محمد: 12].
فالذي يتمتع ويأكل كالأنعام مثواه النار، والذي يتمتع ويأكل لطاعة الله والعمل الصالح له جنات تجري من تحتها الأنهار فتمتع وكل، تمتع وكل أكل المؤمنين، وتجنب التمتع والأكل البهيمي الحيواني المادي فقط.
وقد جعل الله لك حق التربية الإيمانية التي تفتقدها النظم المادية الوضعية، لذلك رغم النعيم الدنيوي العميم الذي هم فيه فهم غير سعداء لأن الروح شقية جائعة وغذاؤها الإيمان والتربية الإيمانية فكم تساوي هذه النعمة يا ابني الحبيب؟!
اسمع لقمان الحكيم وهو يربي ابنه التربية الإيمانية كما قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)[لقمان: 13-19].
هذه هي التربية الإيمانية، وهي حق لك غير موجود في كل النظم الوضعية غير الشرعية.
وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم معاذ بن جبل فيقول له: ((يا معاذ؛ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة بالحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن))[حديث صحيح بجميع شواهده].
وكان معاذ -رضي الله عنه- من النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنزلة عليَّة فإنه قال له: ((يا معاذ؛ والله إني لأحبك))[جزء من حديث صحيح].
وهذه الوصية فيها حق الله وحق العباد: ((اتق الله حيثما كنت)) كلمة جامعة في السر والعلانية، ((وخالق الناس بخلق حسن)) حق العباد، وهذه قمة التربية الإيمانية، إعطاء كل ذي حق حقه وتقوى الله في كل مكان، ومحبته وطاعته في كل زمان ومكان.
وعلم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ابن عباس التربية الإيمانية فقال: ((يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظ، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف))[حديث حسن صحيح].
وهذا الحديث يهز القلب هزًا عميقًا متواصلاً ليطبع فيه عقيدة التوحيد، وينفي عنه كل شبهة من شبهات الشرك فتردد معاني التوحيد في مقاطعة على فترات متقاربة إما نصًا وإما معنًا. [دراسات في الحديث النبوي، محمد الندوي، مكتبة العبيكان: الرياض (ص: 51) (1995م)].
هذا يا بني حقك في التربية الخُلقية الإيمانية التوحيدية التي لن تجدها إلاَّ في الإسلام دين الله، وعند الموحدين غير المبتدعين، فتمسك بها، واعلم أن فيها سعادتك في الدنيا والآخرة.
ابني الحبيب: حمى الإسلام حقوق الإنسان وهو ميت كما حماها وهو حي، فقد كَرم الله الإنسان حيًا وميتًا، واعتبر حرمة الميت واجبة شرعًا وكلف الشرع الإسلامي الأقارب، والمجتمع، والأمة، والدولة، بحماية جثمان الميت ودفنه وفق الشريعة، ومنع التشهير به بعد الموت، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التمثيل والتنكيل بالميت والقتيل، ولو كان من الأعداء المحاربين في المعركة، وبين - صلى الله عليه وسلم - أن كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الإثم، ويخرج من هذا التشريح للدراسة والتعليم وفي الحالات الجنائية، وأوجب الإسلام غسل الميت، وتكفينه ودفنه وأوصى بتنفيذ وصيته، ومن حق المسلم على المسلم المشاركة في جنازته مع احترام جنازة الميت حتى ولو لم يكن مسلمًا.
وحمى الإسلام عرض الميت ومن الهدى النبوي: ((اذكروا محاسن موتاكم))[رواه أبو داود].
ومنع الجلوس والمشي على القبور، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لئن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر))[رواه مسلم].
وتبرئة لذمة الميت فقد أوجب الشرع وفاء دينه قبل تقسيم التركة وبذلك حفظ الله سمعة الإنسان الميت قال - تعالى -: (مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها أوْ دَيْن)[النساء: 12].
وحمى الله حقك في الحرية وعمر بن الخطاب هو القائل: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا" فالإنسان يولد حرًا ويجب أن يعيش حرًا.
فكل إنسان له الحرية في التفكير والبحث والاختيار ومعرفة أسرار الكون، وحرية التعبير والدعوة إلى الخير، بشرط أن لا تمس حرية الآخرين وحقوقهم ولا تخرج على معلوم من الدين بالضرورة، فلا يجو لك ولا لغيرك تجاوز الحد مع عقائد الآخرين؛ قال -تعالى-: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[الأنعام: 108].
فالله يمنعنا من سب الأصنام، وما يعبده الناس، وبين الله أنه زيَّن لكل أمة عملها، فالكل يعتقد أنه على الحق وما عداه على الضلال.
وهنا أذكرك ابني بما يحدث في غرف الحوار والمناقشة على شبكة الإنترنت من تجاوز الحد في الحوار، وقد يصل الأمر إلى السب واللعن، وهذا خطأ كبير وقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بمجادلة المخالفين لنا بالحسنى، قال -تعالى-: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[العنكبوت: 46].
هذا أدب الحوار وهذه حدود الحرية في الحوار، ليس الهدف التقبيح والتحقير ولكن الهدف الوصول إلى الحق فاحذر التجاوز مع المخالفين لك في الدين وبين لهم أن ربنا أمرنا بالمجادلة بالتي هي أحسن.
ومن أعظم ما في الإسلام أنه بنى الاعتقاد على الدلائل العلمية وعلى النصوص الشرعية، وحق التدين مرتبط بالعقل والفكر والقناعة الشخصية، والعقيدة في القلب ولا سلطان عليها إلا لله وحده: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)[البقرة: 256].
وقال -تعالى-: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ)[يونس: 99].
وعلمنا الله -سبحانه وتعالى- أن الدين الحق هو دين الفطرة: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)[الروم: 30].
- الدين القيم هو الذي يعبد الله وحده لا شريك له: (ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ)[الأنعام: 102].
-الله -سبحانه وتعالى- وحده أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، قال -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ)[الإخلاص: 1-4].
- الله ليس كمثله شيء وهو قادر على كل شيء: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى: 11].
- الخلق لله والأمر لله: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[الأعراف: 54].
- فإن دعاك غير مسلم لترك دينك فاسأله وماذا في دينك أفضل من ديني؟!
- ومن تعبد؟ هل تعبد عبدًا من عباد الله؟!
- هل تشرك مع الله نبيًا مرسلاً أو عبدًا مخلوقًا؟ هل تتخذ لله ولدًا تعبده؟! هل ربًا في ثلاثة أو ثلاثة في واحد؟!
- وماذا يعيب ديني حتى أتركه؟!
- وما دليله العلمي العملي على صدق ما يقول؟!! اجعله يأتي بالدليل من دينه وليس من ديننا.
- وما بفرَّه من الإسلام؟ أيفَّره أن يُعبد الله وحده لا شريك له؟!
- أنت عندك القرآن الكريم بما فيه من الإعجاز، وإشارات علمية، سبق بها العلم الحديث، وعليك تعلم هذه الإشارات لتتأكد أن القرآن معجزة تحدى الله بها العالم أن يأتوا بمثله من حيث اللغة، والإشارات العلمية والحقائق الكونية.
ابني الحبيب: نحن في عصر العلم والله أعطانا العقل والآيات العلمية والحقائق الكونية ولا يوجد دين بني على العقل والعلم مثل الإسلام وهذا دورك لتتعلم ذلك قبل مجادلة الناس في دينك أو قبول تشكيكك فيه، المغايرون لك في دينك يستغلون جهلك بهذا الدين القيم ويشككون فيه، عندنا المعجزة العظمى القرآن الكريم، وهي معجزة باقية يمكن دراستها، والمشككون ليس عندهم سوى الحكايات والقصص القابلة للرفض أو القبول ولا دليل علمي عملي واقعي واحد على صدقهم، في القرآن مراحل نمو الجنين: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)[المؤمنون: 14].
وفي القرآن مراحل نمو النبات: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[الأنعام: 99].
وفي القرآن خصائص النحل والنمل والعنكبوت والذباب، والجبال، والأنهار والبحار والأنهار، والفلك وكلها حقائق يثبتها العلم الحديث فماذا عند الآخرين من ذلك؟! اسألهم وادرس وقارن وتعلم لتعلم من حقك أن تؤمن على عقل وعلم وبصيرة والآيات القرآنية كلها تؤيد ذلك قال -تعالى-: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[يوسف: 108].
اقرأ، وتعلم، وسوف تعلم وتتحقق من صدق هذا الكتاب، الحقائق في القرآن، والحقائق في الكون، والقرآن يتحدى، والمستقبل لهذا الدين.
قال - تعالى -: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ)[الكهف: 29].
ابني الحبيب: الإسلام جاء بالشورى، قال -تعالى-: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)[آل عمران: 159] (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)[الشورى: 38] والرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر الأنصار في بيعة العقبة أن ينتخبوا نوابهم فاختاروا اثنى عشر واحدًا منهم، وهذه أول مرة في التاريخ يتم انتخاب النقباء والنواب.
أنا لا أحب أن أعطيك كبسولات معلوماتية جاهزة ولكن عليك البحث في كل ما أكتبه لك بنفسك لتتعلم دينك بنفسك ولترى بنفسك عظمة هذا الدين، لا تتهيب الموضوع، ولكن اقبل وتعلم وسوف تعلم بأن الأمر ميسر طالما كانت عندك الدافعية للتعلم والمعرفة، وعندك النية الخالصة للوصول إلى الحق.
صاحب البضاعة المتميزة يتركك تقلب فيها بنفسك، وتتفحصها، وتختبرها وتعرضها على المختصين، والله -تعالى- يقول: (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[البقرة: 111].
ابني الحبيب: ساوى القرآن الكريم وساوت السنة النبوية المطهرة بين المرأة والرجل وميز المرأة على الرجل في العديد من النقاط، على عكس ما يفهم معظم الناس.
فالله -تعالى- يقول: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)[البقرة: 228].
قال المفسرون هذه أَدَلُّ آية على مساواة الرجل والمرأة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنما النساء شقائق الرجال))[رواه أبو داود].
وجعل الله الطلاق حق للرجل، والخلع حق للمرأة، والمرأة تنشز والرجل ينشز، قال -تعالى-: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً)[النساء: 128].
هذا في حق نشوز الرجل، أما في حق نشوز المرأة، فقال -تعالى-: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)[النساء: 34].
وهناك ثلاثون حالة ترث المرأة فيها مثل الرجل أو أكثر منه، وأربع حالات فقط ترث المرأة أقل من الرجل، والأخت تأخذ نصف الميراث دون أي أعباء والتزامات، والأخ يأخذ ضعف الأخت وعليه تجهيز بيت الزوجية، ودفع المهر، وتكلفة الزواج، وأعباء الحياة المالية، ورعاية محارمه من النساء المحتاجات لتلك الرعاية، الموضوع شائق فعليك دراسته، وقد ميز الله المرأة عن الرجل في المسكن والنفقة والرعاية من قبل الرجل وقد أوصى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالنساء طوال حياته وخاصة في حجة الوداع وخطبة حجة الوداع فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((استوصوا بالنساء خيرًا)) جزء من خطبة الوداع [رواه البخاري ومسلم].
ابني الحبيب: جعل الله لزوجك عليك حقوقًا، وجعل لك عليها حقوقًا تحفظ عليك بيتك ودينك وعرضك ومالك وكرامتك وصحتك النفسية، وهذه الحقوق لا توجد إلاَّ في شرع الله ودين الله دين العدل والعطف والرحمة وإعطاء كل ذي حق حقه.
ابني الحبيب: كفل الإسلام لك حق العمل وحفظ لك حقك في العمل في الدنيا والآخرة؛ قال -تعالى-: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[التوبة: 105]، وقال -تعالى-: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الجمعة: 10].
وجعل الله التفضيل بين العباد بالتقوى والعمل الصالح؛ قال -تعالى-: (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ)[الأنعام: 132].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((لأن يأخذ أحدكم حبلة فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه))[رواه البخاري].
فكل جهد نافع وكل عمل شريف، والأعمال اليدوية مقررة شرعًا ومطلوبة في الدين، ولك حق العمل وحق الامتناع عنه.
ابني الحبيب: لجميع أقرانك في المجتمع حق العيش في وطنهم مع اختلاف معتقداتهم وأديانهم ومذاهبهم، فالاختلاف سنة من سنن الله في الخلْق، ولكن الخطير أن يتحول هذا الاختلاف إلى خلاف ونزاع وشقاق وفشل، قال -تعالى-: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الأنفال: 46].
هذا هو الاختلاف المذموم، فتعامل مع جيرانك بحب، وتعايش معهم في سلام، وابتعد عن مواطن الفتن، وخاصة الفتن الدينية والعرقية والمذهبية، وما يترتب عليها من فتن عامة؛ قال -تعالى-: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الأنفال: 25].
- شديد العقاب لمن تسبب في الفتنة.
- شديد العقاب لمن ساهم في الفتنة.
- شديد العقاب لمن رضى الفتنة.
- شديد العقاب لمن ساعد على استمرار الفتنة.
- شديد العقاب لمن لم يحاول إخماد الفتنة.
فاحذر ابني الحبيب أن تكون واحدًا منهم.
وهنا أحذرك من العمل السري والتنظيمات السرية التي تثبت بالأدلة العلمية والبراهين التاريخية فشلها وخطورتها فهي أوكار الشياطين والمفسدين وهي منظمات مخترقة ومكشوفة وضررها أكثر من نفعها، كما أحذرك من العنف واستخدامه في الحياة والدعوة إلى دين الله -جل وعلا-.
عليك بالتربية، والتعليم، والعمل الخيري الرسمي الواضح إن كنت راغبًا في الإصلاح، فالتربية تصلح، والانقلابات والتنظيمات السرية تؤدي إلى الفتن.
أنت لك حق العمل والإصلاح، وللمجتمع الحق في الأمن والأمان والاستقرار والتغيير العلمي التربوي طويل المدى.
ابني الحبيب: الحلول الودية والأخوية هي الطريق الأمثل لحل المشكلات، ومع ذلك فأنت لك حق التقاضي وحق القضاء العادل وقد أمر الله بالعدل بين الناس وأجمع المسلمون على مشروعية القضاء والدولة لإقامة الحق والعدل بين الناس، والجميع أمام القضاء سواء، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)[النساء: 135].
وقال -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].
وهذه الآية جمعت الخير كله وأمرت به والشر كله فنهت عنه، هذا دينك فلا تنخدع بغيره، فالعدل كل العدل في دين الله: (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً)[النساء: 85].
كما يقر الإسلام العدل بين الناس جميعًا.
ابني الحبيب: هذه أهم حقوقك في الحياة قد جعلها الله دينًا واجب النفاذ وتوعد من يخالف ذلك بالعذاب المهين، هي حقوق يجب أن تؤدي بك إلى العمل بوصية المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: ((اتق الله حيثما كنت)).
هذا يا ابني الحبيب ما قصدت أن أقوله لك حتى لا يقول لك آخر أن الإسلام ليس فيه حقوق للإنسان أو أن الإسلام ظلم المرأة.
وعليك يا ابني بإتقان عملك؛ فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث المتفق عليه: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)) فاعمل عملك بحب وإبداع وإتقان.
واعلم أن العبادة في الإسلام تشمل كل ما تقوم به من عمل نافع وصالح في الحياة وأن الشعائر جزء من العبادة مهمتها إصلاحك لتنجح في باقي العبادات في العمل، والمجتمع، والبيت كما قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)[[الأنعام: 161-165].
أأمل يا ابني الحبيب أن تعاود قراءة الآيات السابقات مرات ومرات وتعلم ونتعلم معانيها لترى فيها الفوز العظيم.
بقى يا ابني أن أقول لك أن الله شرع لنا الدين لصالحنا ليحفظ علينا الدين والنفس، والعقل، والنسل والمال وهذا ما يسميه علماء المسلمين بالمقاصد العامة للشريعة الإسلامية، أو الكليات الخمس، وبذلك يكون الدين قد حفظ عليك مصالحك وما ينفعك وأينما وجد شرع الله وجدت المصلحة الحقيقية، وأينما وجدت المصلحة الحقيقية وجد شرع الله، وهذه بعض حقوقك التي كفلها الله لك فادرسها وتعلمها وتمسك بها على بصيرة ولا تستبدل بها ما هو أدنى منها بكثير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 82.38 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.23%)]