|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أهلي يذيقونني الويلات لأنني أرملة
أهلي يذيقونني الويلات لأنني أرملة الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة ترملت وتعيش مع أهلها، وتعاني الأمرَّيْنِ من أمها، فهي تختلق معها المشاكل اختلاقًا، وتحرِّض عليها أباها فيضربها؛ لذا فقد تجنَّبت مَن في البيت، وتسأل: ما النصيحة في ذلك؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ترمَّلت منذ سنوات، واضْطُررت للعيش مع أهلي، ومن هنا تبدأ المشكلة؛ فأنا وأمي في صراع دائم، ومشاكل مستمرة، فأنا ألقى كل أنواع الذل والإهانة بسببها، فهي تعاملني معاملة سيئة، وتختلق المشاكل معي لأتفه الأسباب، فهي لا تمتلك أدنى مستوًى من العلم أو الدين كي تحسن معاملتي، فمثلًا إذا تمادت معي أختي الصغرى (7 سنوات)، وقمت بمعاقبتها لعدم احترامها ولضربها لابني دائمًا، أو لعبثها الدائم، فإنها تقلب البيت رأسًا على عقب، منتهزة الفرصة لإيذائي وافتعال المشاكل معي، وتحرِّض والدي عليَّ، فينهال بالضرب عليَّ دون معرفة السبب، فبدأت - كحلٍّ للأمر - أن أتحاشى التعامل معها، وأتجنب أيَّ أمر قد يزعجها، لسببين: لأنني لا أريد عقوقها وإغضاب ربي عز وجل، ولأنني أريد استقرارًا نفسيًّا وعائليًّا، حتى إنني أتجنب الكلام معها، حتى لا يوافق لحظة نزغ شيطان، فتزداد الأمور سوءًا، فأنا بوضع لا يحتمل مزيدًا من الألم، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيبدو للمتأمل في مشكلتكِ الملامح الآتية: ١- أمكِ ووالدكِ سريعا الغضب. ٢- قد يكون بينكِ وبينهما مشاكل واختلافات قديمة أثَّرت في تعاملهم معكِ. ٣- قد لا تكونين أحسنتِ احتواءهما والتودد إليهما. ٤- ربما أن الظروف الأمنية والمعيشية التي تعانون منها أثَّرت في سلوككم، وأورثتكم قلقًا وسرعة انفعال، وضعفَ تحمُّلٍ لأي مشكلة. ٥- الأصل أن الأم حتى وإن كانت غير متعلمة، فإنها تحنو على بناتها وأولادها وتعطف عليهم، ولا ترضى أبدًا أن يصيبهم أحدٌ بأذًى، فكيف تؤذيهم هي؟! ولا يشذُّ عن ذلك أحدٌ إلا لأسبابٍ أخرى؛ مثل: سوء تصرفات بعض الأبناء، وعقوق سابق، أو ذنوب يرتكبها بعضهم، وبسببها يتسلط عليهم الأقربون بالأذية. وفي حالات نادرة يكون السبب خارجيًّا من حسد أو سحر أو مسٍّ، ولِما سبق، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: الحل بمشيئة الله في الآتي: أولًا: أهم علاج هو الدعاء للوالدين ولنفسكِ بالتوفيق لحسن الأخلاق؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. ثانيًا: كثرة الاستغفار؛ لأنه ربما أن تسلُّطَهما بسبب معاصٍ لم تنتبهوا لها؛ قال تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]، وقال عز وجل: ﴿ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 9 – 12]. ثالثًا: تفقَّدي نفسكِ وحاسبيها، فإن وجدتِ أخطاءَ سابقة تُسبِّب أذيةَ أهلكِ لكِ، فتوبي منها، واعتذري لهم. رابعًا: اجتهدي في برهما والإحسان إليهما، مهما أصابكِ منهما؛ لأن البر ليس مجرد مكافأة، بل واجب ومكافأة، ولو كانا مشركَيْنِ، فكيف بالمؤمنين؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]. خامسًا: احتسبي الأجر العظيم في برِّهما، والصبر على ما قد يصيبكِ منهما؛ ففيه تكفير لخطاياكِ، ورفع لدرجاتكِ في الجنة؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. سادسًا: اكظمي غيظكِ معهما، واجتهدي في عدم مجاراتهم في المجادلات، وعدم رفع الصوت؛ لأن المجادلات ورفع الصوت فضلًا عن أنها لا تجوز معهما، فهي تحرك حفيظتهما عليكِ وتزيد الحبة قبة. سابعًا: أكثري من الاسترجاع والحوقلة؛ لأنه بالاسترجاع يعظُمُ الأجر، وبالحوقلة يُدفع الأذى. ثامنًا: أكثري من أمور تقوِّي إيمانكِ، وتزيدكِ صبرًا وتحملًا وسعادة؛ وهي: أ- الصلاة. ب- وتلاوة القرآن. ج- والذكر، خاصة أذكار الصباح والمساء؛ ففيهما أجر عظيم وحِرزٌ من أيِّ أذًى. تاسعًا: استعيذي بالله كثيرًا من الغضب، واسألي الله لكِ ولوالديكِ الحِلم والأَناة والرِّفق. عاشرًا: كلما غضبتِ، فاعملي بالسنة من تعوُّذٍ بالله من الشيطان، وتغييرٍ لهيئة الجلوس وللمكان، والوضوء. ملحوظة: ليس كل ما يُصيب المؤمن بسبب ذنوب سابقة، فقد يكون مجرد ابتلاء وامتحان، وتكفيرًا للخطايا، ورفعًا للدرجات، فافرحي بفضل الله عليكِ. حفظكِ الله، ورزقكم جميعًا الحلم والرفق والصبر. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |