ظاهرة تصنيف الناس والتشكيك في الآخرين خطيرة على الأخوّة الإسلامية والوحدة الوطنية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859206 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393524 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215796 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-10-2023, 04:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي ظاهرة تصنيف الناس والتشكيك في الآخرين خطيرة على الأخوّة الإسلامية والوحدة الوطنية

ظاهرة تصنيف الناس والتشكيك في الآخرين خطيرة على الأخوّة الإسلامية والوحدة الوطنية



دعا فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن السديس إمام وخطيب الحرم المكي في خطبة الجمعة إلى نبذ الفرقة والانقسام؛ حيث قال: فاتَّقوا الله عبادَ الله، ولتكُن تقوَى الله على الدّوام حافزًا لكم على الاجتماعِ والاعتصامِ ونَبذِ الفرقةِ والانقسام، وقال أيضا: في مزدَحَم شؤون الحياة ومشاغِلها، وفي دوّامة قضايا الأمّة ومتغيِّراتها يتناسى كثيرون، بل ويتنكَّرون لمقصدٍ من أجلِّ مقاصِد شريعتِنا الغرَّاء، ذلكم هو مَقصد الأخوَّة الإسلاميّة والوحدَة الدينية؛ فيحِلّون محلَّ الاجتماعِ والائتلاف التفرّقَ والاختلاف، معرضين عن قولِ الحقِّ تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقولِه سبحانه: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، يقول شيخ الإسلام ابنُ تيميةَ رحمه الله: «الاعتصامُ بالجماعةِ والائتلافُ أصلٌ من أصولِ الدّين».
وأشار فضيلته إلى وجود ظواهر خطيرة في المجتمعات الإسلامية توسع هوة الخلاف في الأمة وتقطع أوصال جسدها، ومن أشدها خطورة ظاهرة تصنيف الناس والتشكيك في الآخرين، وذلك عندما قال: ومِن أخطر هذه الظواهِر ضررًا وأشدِّها ضَراوة وأثَرًا ظاهِرةٌ عَجيبٌ نفوذُها كثيرٌ رَعاعُها غفيرٌ وَقودها، تلكم هي ظاهرةُ تصنيفِ الناس وداءُ التشكيكِ في الآخَرين وعدَم الثّقة بهم، وما تمثِّله معَ بلَج الإصباحِ من ضمائرَ سوداء يحمِلها فئامٌ ضَعُفَ إيمانُهم وقلَّ ورعُهم؛ فألقَوا جلبابَ الحياء، وشغَلوا الأمَّة عن كبير قضاياها، وألبَسوا الجميعَ أثوابَ القدح والجَرح، وتدثَّروا بشهوةِ الحكم على الناس ونَسج الأحاديث والحكايات والتعلُّق بخيوط الظنونِ والأوهام، في فوضى فكريّة عارمة، يركبون ثبَج التصنيف للآخرين للتّشهير والتّمثيل والتّضليل والصدِّ عن سواء السبيل؛ فغمَسوا ألسنتَهم في رُكامٍ من الآثام، ثم بسَطوها بإِصدار الأحكام وإلصاقِ التّهَم والحطِّ من الأقدار في جُرأةٍ عجيبة وفي قاموسٍ لا ينتهي من التّصنيفات ينوء بحَمل أسفارِها جيادُ الإبل.
ودعا فضيلته إلى ميثاق شرف يحمي الأعراض من هذه التصنيفات الظالمة، حيث قال: يجرِي ذلك في جانِبَي التصنيف الدّينيّ واللادينيّ، فكم نرَى ونسمَع عبرَ المجالسِ والمنتدياتِ وشَبكات المعلوماتِ أنَّ هذا غالٍ متطرِّف، وذاك وهّابي، وآخر رجعيّ وصوليّ، وفي النيل من علماءِ الشريعة الذين يقرِّرون منهجَ السلفِ الصالح في السمعِ والطاعةِ لولاةِ أمرِ المسلمين: هذا مداهنٌ متزلِّف، وذاك مُراءٍ منافق، وثالث من علماءِ السلطان، وهكذا في سَيلٍ جارِفٍ من التّصنيفات الفكريّة والدعويّة والسلوكيّة التي تعدَّت الأفرادَ إلى المؤسَّسات والجهات والهيئات، من أجلها أقيمَت سوقُ الولاء والبراء والودّ والعداء؛ ممّا يحتِّم التوارُدَ على ميثاقِ شرفٍ أدبيٍّ يحمِي أعراضَ البرآءِ النّبلاء.
وأضاف: إن نقَّبوا في البلادِ وفتَّشوا في العبادِ ولم يجِدوا للمَرءِ أيَّ زلَّةٍ تصيَّدُوا العثَراتِ وتتبَّعوا الهفواتِ المبنيَّةَ على شُبَهٍ واهيةٍ وألفاظٍ محتَمَلة، وحين تفلِس جهودُهم من كلّ هذا قالوا: مُتوانٍ محايِد، إلى غير ذلك من ضُروب تطاوُل سعاةِ الفُرقة ودعاةِ الفتنة، فإن لم يجِدوا لا هذا ولا ذاك أوغَلوا في الطّعن في النياتِ والمقاصِد، وإن تورَّعوا سلَكوا طريقَ الإشارةِ والهمز واللّمز والغَمز؛ مما يكون أكثرَ إيقاعًا وأشدَّ تطاولاً، وهذا وغيرُه من أعظم أمراضِ القلوبِ والمخادَعَة لعلاّم الغيوب، والله المستعان.
وقال أيضاً ومن ألأَم المسالِك في هذه النزعةِ المأفونة نصبُ مشانق التجريح ووَضع رموزِ الأمّة وفضلائها على مِشرَحة النّقد الهدَّام؛ بغيةَ تحطيمهم والإحباطِ بهم بما يلوِّث وجهَ كرامتهم، قاعِدين لهم مزجرَ الكلابِ النابحة في خواطرَ ممسوخةٍ وأوجُه صفيقة وأحكامٍ جائرة وأخلاقٍ سافِلة، تسلك بصاحبها مسالكَ أهلِ الأهواء على اختلافِ مللهم؛ فإن لهم شهوَةً جامحة للوقيعة في أهلِ الفضل في الأمة، وهكذا في سيلٍ متدفِّقٍ سيّالٍ على ألسنةٍ كالسياط الحداد، دأبها التبَصبُص وديدنُها التربُّص، فالتوثُّب على الأعراض والتلذُّذ بالاعتراض مما يوسِّع جراحَ الأمة ويغتال الفضلَ بين أفرادها ويقطِّع أواصرَها؛ تأسيسًا على خيوطٍ من الأوهام ومنازلاتٍ بلا بُرهان، تجرّ إلى فتن لا يعلم عواقبَها إلا الله، وتضرِب الثقةَ في قِوام الأمنِ من خيارِ العباد، فبئس المستنقَع، وبئستِ البضاعة، والله حسبُنا وحسيبهم، ويا ويحهم يومَ تُبلى السرائر يوم القيامة!
وعن خطورتها على الأخوة الإسلامية والوحدة الوطنية قال: وحتى ينطوِي عن الساحةِ الشقاقُ والشغب وما تجرّه هذه الظاهرةُ النشاز من تعبٍ من غير أرَب، ولما تمثّله من خطورةٍ الورَم الخبيث في جسَد هذه الأمّة؛ لما لها من أثرٍ سَلبيٍّ على أُخوَّتِنا الإسلاميّة ووحدتِنا الوطنيّة - كان الواجِب تطهيرَ المجتمعِ المسلِم من هذه الرواسِب وإماطة اللّثام عن هذه الفتنة الدفينة لإطفاءِ جذوتها؛ لكيلا تعمَل عملَها في تفريقِ كلمةِ الأمّة، فيتخطّفها خصومها، ويبقى صوتُ الحقّ ضئيلا وحامِله ذليلا، وحتى تكونَ طوقَ نجاةٍ لمن أضناه مشوارُ التصنيف؛ فيُلقي عصا التّسيار قبل مفارقة هذه الدار، وسَلوةً لمظلومٍ مضرَّج برماحِ المصنِّفين وسِهام الجرّاحين.
وأعرب فضيلته عن تعجبه ممن ابتلوا بهذه الفتنة حيث قال: وإن تعجَب فعجبٌ حالُ من ابتُلوا بهذا الداء ممن دَأبهم التربُّص والترصُّد للتّحريش والتهويش وإشعالِ فتيلِ الفتنة في الأمّة والتشويش، وترَى هذا القبيلَ المأفونَ يجعَل شغلَه الشاغلَ مطاردةَ المبدِعين في الأمّة وجعْلَهم وقودَ بَلبلة وحطبَ اضطرابٍ وشِنشِنة، فحقًّا إنهم غُزاة الأعراض بالأمراض والعضِّ بالباطل في غوارِب العباد؛ فهم مقرَّنون بأصفاد الغلِّ والبغضاء والحِقد والحسدِ والشَّحناء والإفكِ والبهتان، فيا لله! كم لهذه الوظيفة الإبليسيّة من آثارٍ موجِعة على أعزِّ شيءٍ يملِكه المسلم في عقيدته وعرضه! حقًّا، لقد شوَّهوا التاريخَ وشوّهوا أنفسَهم، فلا هم قالوا خيرًا فغنِموا، ولا سكتوا فسلِموا.
وقال فضيلته مبينا دوافع هؤلاء المفتونين: إن تبحثوا عن دوافعِ هذه الظاهرةِ الخطِرة فلن تعدو كونها توجُّهات وأنماطًا فكريّة وتراكماتٍ وتيّارات مخالفةً لمنهج سلف هذه الأمة، أو تلبيسات إبليسيّة ونزغاتٍ شيطانية تهوي بصاحبها إلى درَكاتٍ سحيقةٍ من التخلُّف الفكريّ والانحطاط العقليّ والضّعف الإيماني، وكأنَّ الإمام ابنَ القيّم - رحمه الله - يصوِّر ما يجري في عصرنا حيث يقول: «وكم ترى من رجلٍ مُتورِّعٍ عن الفواحِش والظّلم ولسانه يفري في أعراضِ الأحياءِ والأموات لا يبالي ما يقول».
وحذر فضيلته من هذه الفتنة قائلا: الحذرَ الحذرَ من الفتَّانين المتجنِّين على أعراضِ المسلمين ممن سيمَاهم توظيفُ النصوص في غير مجالها، فإذا رأيتَهم فارثِ لحالهم وادعُ لهم بالعافية، ولا تكن عونًا للشيطان عليهم؛ فإنّ ذلك السُّمُّ الناقع، وتسلَّح بالدعاء أن يُقِيل الله العثرةَ ويغفِر الزلَّة.


اعداد: الشيخ د. عبد الرحمن السديس




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.
 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.90 كيلو بايت... تم توفير 3.07 كيلو بايت...بمعدل (6.03%)]