تخريج حديث: الأذنان من الرأس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216168 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859728 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394071 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-09-2023, 08:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي تخريج حديث: الأذنان من الرأس

تخريج حديث: الأذنان من الرأس
الشيخ محمد طه شعبان

روى أبو أمامة، وأبو هريرة، وعبد الله بن زيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». (1/ 150) و (1/ 162).
ضعيف جدًّا.
وقد روي عن عدد من الصحابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث الأول: عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.
أخرجه أبو عبيد في «الطهور» (88) و (359)، وأحمد (22223) و (22310)، والأثرم في «سننه» (8)، وابن ماجه (444)، والروياني في «مسنده» (2/ 301)، والطحاوي في «معاني الآثار» (143)، والطبراني في «الكبير» (8/ 121) (7554)، وابن عدي في «الكامل» (6/ 28)، والدارقطني في «سننه» (357) و (358) و (360)، وفي «المؤتلف والمختلف» (3/ 1206)، والمخلص (2269)، والبيهقي في «الكبير» (312)، وفي «الخلافيات» (223)، وابن الجوزي في «التحقيق» (138)، من طرق، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة رضي الله عنه، به.

قال البيهقي: «وهذا الحديث يقال فيه من وجهين:
أحدهما: ضعف بعض الرواة.
والآخر: دخول الشك في رفعه.
وبصحة ذلك أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا عباس الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سنان بن ربيعة يحدث عن حماد بن زيد، ليس هو بالقوي. أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، حدثنا أبو سعيد الخلال، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا ابن عون، وذُكر عنده شهر بن حوشب، فقال: إن شهرًا تركوه. قوله: تركوه؛ أي: طعنوا فيه، وأخذته ألسنة الناس. وبإسناده حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا شبابة، قال: سمعت شعبة، يقول: كان شهر بن حوشب رافق رجلًا من أهل الشام فسرق عيبته، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا أبي، قال: كان شهر بن حوشب على بيت المال، فأخذ خريطة فيها دراهم، فقال القائل:
لقد باعَ شهرٌ دينَه بخريطةٍ
فمَن يأمنُ القرَّاءَ بعدَك يا شهرُ




أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الفقيه، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا دعلج بن أحمد، قال: سألت موسى بن هارون عن هذا الحديث، فقال: ليس بشيء، فيه شهر بن حوشب، وشهر ضعيف. قال البيهقي: والحديث في رفعه شك» اهـ.

وقد ذهب ابن الجوزي إلى تقوية هذا الحديث، فقال في «التحقيق» (1/ 152): «فإذا قال الخصم: في هذا الحديث سنان، وشهر؛ فأما سنان فقال أبو حاتم الرازي: هو مضطرب الحديث، وأما شهر؛ فقال ابن عدي: ليس بالقوي، ولا يحتج بحديثه. وقال الدارقطني: قال سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد: إن قوله: الأذنان من الرأس من قول أبي أمامة غير مرفوع، وهو الصواب!

فالجواب: أما شهر، فقد وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وأما سنان، فإنما قال فيه يحيى: ليس بالقوي، والاضطراب في الحديث لا يمنع الثقة.

وجواب قول من قال: هو قول أبي أمامة أن نقول: الراوي قد يرفع الشيء وقد يفتي به» اهـ.

وقد تعقبه ابن عبد الهادي في «التنقيح» (1/ 207)، قائلًا: «وهذه الطريقة التي سلكها المؤلف ومن تابعه في أن الأخذ بالمرفوع في كل موضع، طريقة ضعيفة، لم يسلكها أحد من المحققين، وأئمة العلل في الحديث» اهـ.

وأخرج الحديث الطبري في «تفسيره» (8/ 171)، عن محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، أو عن أبي هريرة، شك ابن بزيع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

وأخرجه أحمد (22282)، عن يونس المؤدب، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل وجهه ثلاثًا، ويديه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه، وقال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال حماد: فلا أدري من قول أبي أمامة أو من قول النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على المؤقين.

وأخرجه أبو داود (134)، ومن طريقه البيهقي في «الكبير» (314)، وفي «الخلافيات» (232) و (233)، قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، ح وحدثنا مسدد، وقتيبة، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة رضي الله عنه، وذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح المأقين، قال: وقال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال سليمان بن حرب: يقولها: أبو أمامة.

قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو من أبي أمامة؛ يعني: قصة الأذنين.

وأخرجه الترمذي (37)، عن قتيبة، به.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (359)، من طريق معلى بن منصور، عن حماد، عن سنان، عن شهر، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أبي أمامة، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»، بالشك.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (361)، والبيهقي في «الكبير» (313)، عن سليمان بن حرب، به، وعنده قال سليمان بن حرب: «الأذنان من الرأس؛ إنما هو قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا فقد بدل، أو كلمة قالها سليمان؛ أي: أخطأ».

قال الترمذي: «هذا حديث ليس إسناده بذاك القائم».

وقال الدارقطني: «حدثنا دعلج بن أحمد، قال: سألت موسى بن هارون عن هذا الحديث، قال: ليس بشيء؛ فيه شهر بن حوشب، وشهر ضعيف، والحديث في رفعه شك. وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: سنان بن ربيعة أبو ربيعة مضطرب الحديث» اهـ.

وقال الدارقطني في «العلل» (12/ 263): «قال سليمان بن حرب في هذا الحديث، عن حماد بن زيد: إن قوله: والأذنان من الرأس هو من قول أبي أمامة غير مرفوع. وهو الصواب».

قلت: وخلاصة هذا الطريق أنه معل بالشك في رفعه ووقفه، وضعف شهر، وسنان بن ربيعة، وقد تقدم بعض كلام الأئمة فيهما.

وقد قال ابن عدي في شهر بن حوشب (6/ 176)، بعدما ذكر له عدة أحاديث: «ولشهر بن حوشب هذا غير ما ذكرت من الحديث، ويروي عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث غيرها، وعامة ما يرويه هو وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولا يتدين به» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 459): «كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، وعن الأثبات المقلوبات».

وروي الحديث من طريق أخرى.

فقد أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/ 439)، والدارقطني في «السنن» (364)، والبيهقي في «الخلافيات» (238)، من طريق أحمد بن عيسى الخشاب، عن عبد الله بن يوسف، عن عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه إلا أحمد بن عيسى، وإنما يروي هذا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة» اهـ.

وقال الدارقطني: «أبو بكر بن أبي مريم ضعيف».
قلت: وأحمد بن عيسى الخشاب.
قال ابن يونس في «تاريخه» (46): «كان مضطرب الحديث جدًّا».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 160): «يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد من الأخبار» اهـ.

وقال ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (230): «قال الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: حدث بأحاديث لا يُحدِّث بها غيره.
وقال ابن حبان: يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة.
وقال محمد بن طاهر: أحمد بن عيسى كذاب يضع الحديث» اهـ.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (363)، من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني: «هذا مرسل، وروي عنه متصلًا، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح، وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف» اهـ.

وأخرجه تمام في «فوائده» (1571)، وابن عساكر في «تاريخه» (54/ 150)، من طريق عثمان بن فائد، عن أبي معاذ الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: هذا إسناد تالف.
عثمان بن فائد.
قال البخاري كما في «الضعفاء الكبير» (4/ 224): «في حديثه نظر».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 75): «يأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات حتى يسبق إلى القلب أنه كان يعملها تعمدًا، لا يجوز الاحتجاج به» اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 28): «عثمان بن فائد، أبو لبابة القرشي. يروي عنه سليمان بن عبد الرحمن، منكر الحديث»، ثم ذكر له أحاديث، ثم قال: «ولعثمان بن فائد غير ما ذكرت من الحديث، وهو قليل الحديث، وعامة ما يرويه ليس بالمحفوظ».

وأبو معاذ الألهاني، لم أقف على ترجمة له، ويغلب على ظني أنه علي بن يزيد الألهاني، فهو الذي يروي عن القاسم بن عبد الرحمن، وقد اختلف في كنيته.

قال المزي في «التهذيب» (21/ 178): «علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني، ويقال: الهلالي، أبو عبد الملك، ويقال: أبو الحسن، الشامي الدمشقي. روى عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي نسخة كبيرة» اهـ.

وعلي بن يزيد، قال فيه البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 301): «منكر الحديث، عن القاسم بن أبي عبد الرحمن».

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (432): «علي بن يزيد، الدمشقي، أبو عبد الملك، يروي عن القاسم، متروك الحديث».

وقال يعقوب بن شيبة كما في «تهذيب الكمال» (21/ 179): «حدثني عبد الله بن شعيب، قال: قرأ عليَّ يحيى بن معين: علي بن يزيد الشامي ضعيف. قال: وحدثني محمد بن عمر، قال: قال يحيى بن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعاف كلها. وقال يعقوب: علي بن يزيد: واهي الحديث، كثير المنكرات» اهـ.

والقاسم؛ هو ابن عبد الرحمن الشامي، مولى معاوية.

روى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 113)، عن أبي بكر الأثرم، قال: «سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر حديثًا عن القاسم الشامي، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الدباغ طهوره، فأنكره، وحمل على القاسم، وقال: يروي علي بن يزيد عنه أعاجيب، وتكلم فيهما، وقال: ما أرى هذا إلا من قِبَل القاسم».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 214): «كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها» اهـ.

وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (10/ 623)، والدارقطني في «سننه» (365)، من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (365)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (234)، قال: حدثنا ابن مبشر، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.

قال الدارقطني: «جعفر بن الزبير، متروك».
قلت: جعفر بن الزبير؛ هو الشامي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 192): «تركوه».

وروى العقيلي في «الضعفاء» (1/ 496): عن غندر، قال: رأيت شعبة راكبًا على حمار، فقيل له: أين تريد يا أبا بسطام؟ قال: أذهب فأستعدي على هذا، يعني جعفر بن الزبير، وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة حديث كذب.

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 479): «سمعت أبي يقول: جعفر بن الزبير متروك الحديث، كان ينزل البصرة، وكان ذاهب الحديث، لا أرى أن أحدث عنه، وهو متروك الحديث.

سمعت أبا زرعة يقول - وكان في كتابنا حديث عن جعفر بن الزبير - فقال: اضربوا عليه. فقلت: ما حال جعفر بن الزبير، أضعيف هو؟ قال: كما يكون، لا أحدث عنه، ليس بشيء» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 250): «يروي عن القاسم مولى معاوية، وغيره أشياء كأنها موضوعة، وكان ممن غلب عليه التقشف حتى صار وهمه شبيهًا بالوضع» اهـ.

وعلي بن عاصم.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 290): «ليس بالقوي عندهم. وقال وهب بن بقية: سمعت يزيد بن زريع، قال: حدثنا علي، عن خالد ببضعة عشر حديثًا، فسألنا خالدًا عن حديث، فأنكره، ثم آخر فأنكره، ثم ثالث فأنكره، فأخبرناه، فقال: كذاب فاحذروه» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 89): «كان ممن يخطئ، ويقيم على خطئه، فإذا تبين له لم يرجع».

وذكر له ابن عدي عدة أحاديث، ثم قال (8/ 107): «والضعف بيِّن على حديثه، وابناه خير منه؛ الحسن وعاصم؛ لأنه ليس لابنيه من المناكير عشر ما له» اهـ.

وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق، يخطئ ويصر».
وقد أخطأ بعض الرواة فجعله من مسند أسماء بنت يزيد.

قال الدارقطني في «العلل» (15/ 305) وقد سئل عن حديث شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: الأذنان من الرأس؟

فقال: «يرويه حماد بن زيد، واختلف عنه: حدث به محمد بن عبد الرحيم الشماخي، كان بالشام، ولم يكن مرضيًّا، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد؛ والمحفوظ عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر، عن أبي أمامة» اهـ.

قلت: وهذا الحديث له شواهد، إليك بيانها:
الحديث الثاني: عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه.
أخرجه ابن ماجه (443)، والبيهقي في «الخلافيات» (241)، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال ابن حجر في «النكت» (1/ 410، 411): «أما حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه، فرواه ابن ماجه، قال: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأذنان من الرأس». قال المنذري: هذا الإسناد متصل، ورواته محتج بهم، وهو أمثل إسناد في هذا الباب. قلت: هذا الإسناد رجاله رجال مسلم، إلا أن له علة؛ فإنه من رواية سويد بن سعيد، كما ترى، وقد وهم فيه، وذكر الترمذي في «العلل الكبير» أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فضعف سويدًا.

قلت: وهو وإن أخرج له مسلم في صحيحه فقد ضعفه الأئمة، واعتذر مسلم عن تخريج حديثه، بأنه ما أخرج له إلا ما له أصل من رواية غيره، وقد كان مسلم لقيه وسمع منه قبل أن يعمى ويتلقن ما ليس من حديثه، وإنما كثرت المناكير في روايته بعد عماه.

وقد حدَّث بهذا الحديث في حال صحته فأتى به على الصواب؛ فرواه البيهقي من رواية عمران بن موسى السختياني، عن سويد، بسنده إلى عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ بثلثي مد، وجعل يدلك، قال: «والأذنان من الرأس». انتهى.

وقوله: قال: والأذنان من الرأس، هو من قول عبد الله بن زيد رضي الله عنه والمرفوع منه ذكر الوضوء بثلثي مد والدلك» اهـ.

قلت: وسويد بن سعيد.

قال الترمذي في «العلل الكبير» (ص394): «ذكر محمد سويد بن سعيد، فضعفه جدًّا، وقال: كان ما لقِّن شيئًا لُقِّنَه، وضعَّف أمره».

وروى الخطيب في «تاريخه» (10/ 316)، عن الآجري، قال: سألت أبا داود عن سويد، فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: سويد مات منذ حين. وسمعت يحيى، قال: هو حلال الدم».

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (260): «سويد بن سعيد الحدثاني، ليس بثقة».
وقال يعقوب بن شيبة في «تاريخ بغداد» (10/ 316): «صدوق، مضطرب الحفظ، ولا سيما بعدما عمي».
وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق في نفسه؛ إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابن معين القول».

وقال الحافظ أيضًا في «النكت» (1/ 275): «وقد اشتد إنكار أبي زرعة الرازي على مسلم في تخريجه لحديثه، فاعتذر إليه من ذلك بما ذكرناه، من أنه لم يخرج ما تفرد به، وكان سويد بن سعيد مستقيم الأمر، ثم طرأ عليه العمى، فتغيَّر، وحدَّث في حال تغيره بمناكير كثيرة، حتى قال يحي بن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته، فليس ما ينفرد به على هذا صحيحًا» اهـ.
♦ ♦ ♦
الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وله عن أبي هريرة رضي الله عنه طرق:
الطريق الأول: أخرجه ابن ماجه (445)، والطبراني في «الأوسط» (8318)، والدارقطني في «سننه» (352)، والبيهقي في «الخلافيات» (209) و (210)، من طريق عمرو بن الحصين، عن محمد بن عبد الله بن عُلاثة، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني عقبه: «عمرو بن الحصين، وابن علاثة ضعيفان».
وقال البيهقي عقبه: «محمد بن عبد الله بن علاثة الشامي، ذاهب الحديث بمرة، له مناكير عن الأوزاعي وغيره من أئمة المسلمين».

قال البخاري عن ابن علاثة في «التاريخ الكبير» (1/ 132): «في حفظه نظر».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 302): «قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين، أنه قال: محمد بن عبد الله بن علاثة، ثقة.

سئل أبو زرعة عن ابن علاثة، فقال: صالح، كأنه بصري، أصله من الجزيرة.
سئل أبي عن محمد بن عبد الله بن علاثة، فقال: يكتب حديثه، ولا يحتج به»اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 291): «كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي بالمعضلات عن الأثبات، لا يحل ذكره في الكتب، إلا على جهة القدح فيه ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب»اهـ.

وعمرو بن الحصين؛ هو الكلابي البصري، متروك.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 229): «سمع منه أبي، وقال: تركت الرواية عنه، ولم يحدثنا بحديثه، وقال: هو ذاهب الحديث، ليس بشيء، أخرج أول شيء أحاديث مشبَّهة حسانًا، ثم أخرج بعد لابن عُلاثة أحاديث موضوعة، فأفسد علينا ما كتبنا عنه، فتركنا حديثه.

وسئل أبو زرعة عنه عند ما امتنع من التحديث عنه، فقال: ليس هو في موضع يُحدَّث عنه؛ هو واهي الحديث»اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (8/6): «حدَّث بغير حديث عن الثقات منكر، وهو مظلم الحديث».

وقال الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (2/ 165): «متروك».
وقال ابن حجر في «التقريب»: «متروك».

الطريق الثاني: أخرجه الدارقطني في «سننه» (354)، والبيهقي في «الخلافيات» (215)، وابن عساكر في «تاريخه» (51/ 88)، من طريق البختري بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني: «البختري بن عبيد ضعيف، وأبوه مجهول».
قلت: البختري بن عبيد.
قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 427): «ضعيف الحديث ذاهب».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 232): «البختري بن عبيد، يروي عن أبيه عن أبي هريرة بنسخة فيها عجائب، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد؛ لمخالفته الأثبات في الروايات، مع عدم تقدم عدالته» اهـ.

وقال في «المدخل إلى الصحيح» (27): «روى عن أبيه عن أبي هريرة أحاديث موضوعة».

وقال ابن عدي في «الكامل» (2/ 500): «روى عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قدر عشرين حديثًا، عامتها مناكير، فيها: أشربوا أعينكم الماء، وفيها: الأذنان من الرأس» اهـ.

وقال الحافظ في «التقريب»: «ضعيف متروك».

الطريق الثالث: أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (6370)، وابن حبان في «المجروحين» (2/ 86)، والطبراني في «الأوسط» (538)، والدارقطني في «السنن» (347)، من طريق، عن علي بن هاشم، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَمَضْمَضْ وَلْيَسْتَنْثِرْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

علي بن هاشم بن البريد، متكلم فيه.
وثقه ابن معين، وقال ابن المديني وأبو زرعة: «صدوق».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 86): «كان غاليًا في التشيع، ممن يروي المناكير عن المشاهير حتى كثر ذلك في رواياته، مع ما يقلب من الأسانيد.

حدثنا مكحول، قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سمعت ابن نمير يقول، علي بن هاشم كان مفرطًا في التشيع، منكر الحديث» اهـ.

وإسماعيل بن مسلم؛ هو المكي العبدي.

روى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 198)، عن علي بن المديني، قال: سمعت يحيى - يعني القطان - وسئل عن إسماعيل بن مسلم المكي، قال: «لم يزل مختلطًا، كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة ضروب».

وفيه أيضًا، عن أحمد بن حنبل، قال: «إسماعيل بن مسلم المكي منكر الحديث».
وفيه أيضًا، عن ابن المديني، قال: «إسماعيل بن مسلم المكي، لا أكتب حديثه».
وفيه أيضًا، قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن إسماعيل بن مسلم العبدي، فقال: هو ضعيف الحديث مخلِّط.
قلت له: هو أحب إليك أو عمرو بن عبيد؟ قال جميعًا ضعيفين، وإسماعيل هو ضعيف الحديث، ليس بمتروك، يُكتب حديثه.
قال: وسمعت أبا زرعة ذكر إسماعيل بن مسلم المكي، فقال: هو بصري سكن مكة يحدِّث عن الحسن، ضعيف الحديث».

وقال الدوري في «التاريخ» (3237): «سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ليس بشيء».

وقال ابن المديني في «العلل» (85): «وإسماعيل بن مسلم المكي لا يُكتب حديثه».

وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 279): «حدثنا أحمد بن أصرم المزني، قال: قلت لأحمد بن محمد بن حنبل: حدثونا عن علي بن مسهر، عن إسماعيل بن مسلم، فلما قلت له: إسماعيل بن مسلم، قال بيده هكذا، كأنه ضعفه».

وفيه أيضًا، «حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ما روى عن الحسن في القراءات، فأما إذا جاء إلى المسند يسند عن الحسن، عن سمرة أحاديث مناكير، وعن عمرو بن دينار يسند عنه مناكير، ليس أراه بشيء، وكأنه ضعفه» اهـ.

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 372): «تركه ابن المبارك، وربما روى عنه، وتركه يحيى، وابن مهدي».

وروى الترمذي في «العلل» (430) حديث «حد الساحر ضربة بالسيف»، ثم قال: «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، وإنما رواه إسماعيل بن مسلم. وضَعَّف إسماعيل بن مسلم المكي جدًّا.

وقال الآجري في «سؤالات أبي داود» (1301): «سمعت أبا داود يقول: ترك يحيى بن سعيد أحاديث إسماعيل بن مسلم، الذي يقال له: المكي».

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (36): «متروك الحديث».

وروى له ابن خزيمة حديثًا في «صحيحه» (2429)، ثم عقبه بقوله: «هو إسماعيل بن مسلم المكي، وأنا أبرأ من عهدته».

وذكره الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (76).

وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 281): «حدثني الخضر، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: قلت لأبي عبد الله: إسماعيل بن مسلم المكي، تُرِك حديثه للقدر، أو من أجل حديثه؟ قال: لا، حديثه كما رأيت، عن عمرو بن دينار، والزهري، قلت: وعن الحسن، ومحمد بن المنكدر؟ قال: نعم، عجائب» اهـ.

الطريق الرابع: أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (214)، من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

إسماعيل بن عياش، ضعيف.
وعبد الوهاب بن الضحاك؛ هو ابن أبان العُرْضي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 100): «عنده عجائب».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 74): «عبد الوهاب بن الضحاك السلمي، قاص أهل سلمية، أبو الحارث، سمع منه أبي بالسلمية، وترك حديثه والرواية عنه، وقال: كان يكذب.

سمعت أبي يقول: سألت أبا اليمان عنه، فقال: لا يُكتب عنه، هذا قاص، ثم أتيناه فأخرج إلينا شيئًا من الحديث، فقال هذا جميع ما عندي، ثم بلغني أنه أخرج بعدنا حديثًا كثيرًا.

سمعت أبي يقول: وقيل لي: إنه أخذ فوائد أبي اليمان، فكان يحدث بها عن إسماعيل بن عياش، وحدث بأحاديث كثيرة موضوعة، فخرجت إليه، فقلت: ألا تخاف الله عز وجل، فضمن لي أن لا يحدث بها، فحدث بها بعد ذلك»اهـ.

وقال أبو داود في «سؤالات الآجري» (1681): «عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي، يضع الحديث، قد رأيته».

وقال العقيلي في «الضعفاء» (3/ 568): «متروك الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 131): «كان ممن يسرق الحديث، ويرويه، ويجيب فيما يسأل، ويحدث بما يقرأ عليه، لا يحل الاحتجاج به، ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار» اهـ.

وقال ابن حجر في «التقريب»: «متروك، كذبه أبو حاتم».

الطريق الخامس: أخرجه عبد الرزاق (27)، ومن طريقه الدارقطني (353)، والبيهقي في «الخلافيات» (217)، عن عبد الله بن محرر، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا.

قال الدارقطني: «ابن محرر متروك».
قلت: وقال: البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 212): «عبد الله بن محرر، منكر الحديث».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (332): «متروك الحديث».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (5/ 176): «قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن محرر، ليس بشيء.

قال عمرو بن علي الصيرفي: عبد الله بن محرر، متروك الحديث.

سألت أبي عن عبد الله بن محرر، فقال: متروك الحديث، منكر الحديث، ضعيف الحديث، ترك حديثه عبد الله بن المبارك.

سألت أبا زرعة عن عبد الله بن محرر، فقال: ضعيف الحديث، وامتنع من قراءة حديثه، وضربنا عليه» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 516): «كان من خيار عباد الله، ممن يكذب ولا يعلم، ويقلب الأخبار ولا يفهم» اهـ.

الحديث الرابع: عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وله عن ابن عمر رضي الله عنهما طرق:
الطريق الأول: أخرجه ابن عدي في «الكامل» (2/ 98)، وابن المقرئ في «معجمه» (31)، والبيهقي في «الخلافيات» (152)، من طريق عيسى بن يونس الرملي الفاخوري، عن ضمرة بن ربيعة، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «وهكذا رواه القاسم بن يحيى بن يونس البزار، عن إسماعيل بن عياش. والقاسم بن يحيى ضعيف. أخبرني بذلك أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ: القاسم بن يحيى ضعيف.


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-09-2023, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تخريج حديث: الأذنان من الرأس



وضمرة بن ربيعة أيضًا ليس بالقوي، فإن سلم منهما، فالحمل فيه على إسماعيل بن عياش، ورفعُه وهَمٌ، والصواب موقوف.

سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ يقول: إسماعيل بن عياش على جلالة محله إذا انفرد بحديث، لم يُقبل منه؛ لسوء حفظه، ولإسماعيل أخوات في روايته المناكير عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

فمنها ما أخبرناه أحمد بن علي المقرئ، حدثنا محمد بن عوف الطائي، حدثنا أبو اليمان، حدثني إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير نسائكم العفيفة الغلمة».

قال الحاكم: ففي هذا الحديث الواحد غنية لمن تدبره من أهل الصنعة»اهـ، ثم ذكر البيهقي كلام العلماء في تضعيف إسماعيل بن عياش.

قلت: عيسى بن يونس الرملي، صدوق.

وضمرة بن ربيعة.
قال ابن حجر في «التقريب»: «صدوق يهم قليلًا».
وقد روي عن إسماعيل بن عياش من طريق أخرى.

أخرجه الدارقطني في «سننه» (322)، من طريق أحمد بن محمد بن المستلم بن حيان، مولى بني هاشم، قال: حدثنا أبو عبد الله القاسم بن يحيى بن يونس البزاز، قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني: «رفْعُه وهَمٌ؛ والصواب عن ابن عمر من قوله، والقاسم بن يحيى هذا ضعيف».

قلت: وأحمد بن محمد بن المستلم بن حيان، مجهول الحال، لم أجد له ترجمة إلا عند الخطيب في «تاريخه» (6/ 278)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

قلت: وقد روي من طريق إسماعيل بن عياش موقوفًا.

فقد قال ابن المقرئ عقب روايته للطريق المرفوعة (31): حدثنا سلمة بن قتيبة، قال: حدثنا أبو عمير بن النحاس، قال: حدثنا ضمرة، قال: حدثنا إسماعيل، عن يحيى، عن نافع، عن ابن عمر، مثله، موقوفًا.

سلمة بن قتيبة لم أجد من ترجم له إلا ما ذكره الذهبي عنه في «اختصار السنن الكبير» (2/ 1035)، قال: «شيخ يعتبر به».

وأبو عمير بن النحاس؛ هو عيسى بن محمد، ثقة.

الطريق الثاني: أخرجه الدارقطني في «سننه» (321)، وفي «العلل» (12/ 346)، والمخلص (1233)، والبيهقي في «الخلافيات» (150)، والخطيب في «تاريخه» (16/ 240)، من طريق الجراح بن مخلد، قال: أخبرنا يحيى بن العريان الهروي، قال: أخبرنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني في «السنن»: «كذا قال، وهو وهَمٌ؛ والصواب عن أسامة بن زيد، عن هلال بن أسامة الفهري، عن ابن عمر، موقوفًا، هذا وهَمٌ، ولا يصح وما بعده، وقد بيَّنت عللها» اهـ.

قلت: الجراح بن مخلد، ذكره ابن حبان في «الثقات» (8/ 164)، وقال الحافظ في «التقريب»: «ثقة».

ويحيى بن العريان الهروي، مجهول الحال، ترجمه الخطيب في «تاريخه»، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وحاتم بن إسماعيل، صدوق يهم، كما في «التقريب».

وأسامة بن زيد الليثي.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 284، 285): «أخبرنا محمد بن حمويه بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب، قال: قال أحمد بن حنبل: ترك يحيى بن سعيد حديث أسامة بن زيد بأخرة.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليَّ، قال: قال أبي: روى أسامة بن زيد عن نافع أحاديث مناكير، قلت له: إن أسامة حسن الحديث، فقال: إذا تدبرت حديثه فستعرف النكرة فيها.

أخبرنا علي بن طاهر فيما كتب إليَّ، قال: حدثنا الأثرم: سمعت أبا عبد الله يُسأل عن أسامة بن زيد، فقال: ليس بشيء.

قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أسامة بن زيد الليثي هو الذي روى عنه جعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، ومعن ابن عيسى، وهو ثقة.

أخبرنا ابن أبي خيثمة، فيما كتب إليَّ، قال: سمعت يحيى بن معين سئل عن أسامة بن زيد الليثي، قال: كان يحيى بن سعيد يضعفه.

سمعت أبي يقول: أسامة بن زيد الليثي يكتب حديثه، ولا يحتج به» اهـ.
قلت: وفي هذا الطريق أيضًا انقطاع بين أسامة بن زيد، وابن عمر.

وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (163)، والدارقطني في «سننه» (327)، والبيهقي في «الخلافيات» (151)، عن أبي أسامة، عن أسامة بن زيد، عن هلال بن أسامة الفهري، عن ابن عمر، قال: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا عليه.

وأخرجه الخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (1/ 187)، من طريق وكيع، قال: حدثنا أسامة بن زيد، عن هلال بن أسامة الفهري، قال: سمعت ابن عمر يقول: «الأذن من الرأس».

قال البيهقي: «وقد روي عن أبي زيد الهروي بإسناد واه، عن حاتم بن إسماعيل مثله مسندًا، ومن رواه مسندًا ليس ممن يقبل منه ما يتفرد به؛ إذ لم تثبت عدالته، فكيف إذا خالف الثقات؛ مثل وكيع بن الجراح الحافظ المتقن، وأبي أسامة حماد بن أسامة، المتفق على عدالتهما، وقد أتيا به موقوفًا. وكذلك رواه سفيان الثوري في «الجامع»، عن سالم أبي النضر، عن سعيد بن مرجانة، عن ابن عمر، أنه قال: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا» اهـ.

قلت: أبو أسامة؛ هو حماد بن أسامة، ثقة ثبت.

وهلال بن أسامة، قال الحافظ في «التقريب»: «شيخ مجهول، لم يرو عنه إلا أسامة بن زيد الليثي».

الطريق الثالث: أخرجه ابن عدي في «الكامل» (5/ 89)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (163)، قال: حدثنا محمد بن حلبس البخاري، قال: حدثني نصر بن صالح أبو الليث الهمداني، قال: حدثنا حفص بن داود أبو عمر الربعي البخاري، قال: حدثنا عيسى الغنجار، قال: حدثنا محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: هذا إسناد تالف.

محمد بن حلبس، ونصر بن صالح، لم أجد من ترجم لهما، ولا من تكلم فيهما بجرح ولا تعديل.

وحفص بن داود، ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 172)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في «الثقات» (8/ 200).

وعيسى بن موسى الغنجار، قال الحاكم في «سؤالات السجزي» (88): «ثقة، ولم يؤخذ عليه إلا كثرة روايته عن الكذابين».

محمد بن الفضل؛ هو ابن عطية.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 57): «عن يحيى بن الضريس، قال لعمرو بن عيسى، وحدث عن محمد بن الفضل: ألم أنهك عن هذا الكذاب.

عن إسحاق بن سليمان، وسئل عن حديث من حديث محمد بن الفضل الخراساني، فقال: تسألوني عن حديث الكذابين؟!

عن أحمد بن حنبل: ليس بشيء.
قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين أنه قال: محمد بن الفضل بن عطية ليس بشيء.
سئل يحيى بن معين عن الفضل بن عطية، فقال: هو والد محمد بن الفضل الكذاب.
عن عمرو بن علي، قال: محمد بن الفضل متروك الحديث، كذاب.
سألت أبي عن محمد بن الفضل بن عطية، فقال: ذاهب الحديث، تُرك حديثه.
سمعت أبا زرعة، وقيل له: ما قصة محمد بن الفضل؟ فقال: ضعيف» اهـ.

وقال الجوزجاني في «أحوال الرجال» (372): «محمد بن الفضل بن عطية، كان كذابًا، سألت ابن حنبل عنه، فقال: ذاك عجب، يجيئك بالطامات» اهـ.

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (542): «متروك الحديث».

وزيد العمي، ضعيف.

الطريق الرابع: أخرجه الدارقطني في «سننه» (330)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (162)، من طريق إدريس بن الحكم العنزي، قال: أخبرنا محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني: «محمد بن الفضل؛ هو ابن عطية، متروك الحديث».
قلت: وهذا إسناد تالف - أيضًا - كسابقه؛ لوجود محمد بن الفضل بن عطية، وزيد العمي فيه.
وإدريس بن الحكم، مجهول، ترجمه الخطيب في «تاريخه» (7/ 463)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

الطريق الخامس: أخرجه الخطيب في «تاريخه» (8/ 420)، من طريق الحسن بن كليب، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيُمَضْمِضْ وَلْيَسْتَنْثِرْ، وَالأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال ابن عساكر: «قال لنا البرقاني، قال أبو الحسن الدارقطني: هذا حديث منكر بهذا الإسناد متصلًا، تفرد به الحسن بن كليب، وهو ضعيف الحديث؛ والمحفوظ: عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا» اهـ.

قلت: ومصعب بن المقدام، صدوق له أوهام.
قلت: وحديث ابن جريج عن سليمان بن موسى المرسل، ستأتي إن شاء الله.

الطريق السادس: أخرجه الدارقطني في «سننه» (323)، وتمام في «فوائده» (620)، والبيهقي في «الخلافيات» (160)، والخطيب في «تاريخه» (8/ 420)، عن محمد بن عمر بن أيوب المعدِّل، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن وهيب الغزي، قال: أخبرنا محمد بن أبي السري، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

محمد بن عمر بن أيوب المعدِّل، وعبد الله بن محمد بن وهيب، مجهولان.
ومحمد بن أبي السري؛ هو محمد بن المتوكل، ضعيف.

قلت: وفي الحديث أيضًا قلب وإبدال؛ حيث أُبدل عبد الله بن عمر العمري بأخيه عبيد الله بن عمر.
حيث قال الدارقطني عقبه: «كذا قال عبد الرزاق: عن عبيد الله. ورفعه أيضًا وهَمٌ» اهـ.
قلت: عبد الله بن عمر العمري.

قال الإمام أحمد كما في «الضعفاء» للعقيلي (3/ 282): «كان يزيد في الأسانيد، ويخالف، وكان رجلًا صالحًا».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 498): «كان ممن غلب عليه الصلاح والعبادة حتى غفل عن حفظ الأخبار، وجودة الحفظ للآثار، فوقع المناكير في روايته، فلما فحش خطؤه استحق الترك، وهو الذي روى عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ خلل لحيته» اهـ.

وأخرجه البيهقي في «الخلافيات» (159)، من طريق محمد بن حمدون البغدادي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن السندي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الغزي، قال: حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرفوعًا.

محمد بن حمدون البغدادي، مجهول الحال، ترجمه الخطيب في «تاريخه» (3/ 119)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ومحمد بن عبد الرحمن بن السندي.
وقد صُحِّف «محمد» في «الخلافيات» إلى «أحمد».

ترجمه الخطيب في «تاريخه» (3/ 550)، وقال: «محمد بن عبد الرحمن بن السندي بن موسى، أبو بكر الهمذاني.. أحاديثه تدل على حفظه ومعرفته، روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص، وابن شاهين، وكان ثقة» اهـ.

وإسحاق بن إبراهيم الغزي.
ترجمه الحافظ في «اللسان» (2/ 28)، وقال: «إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو عمران الغزي قاضيها. روى عن أحمد بن صالح المصري. وعنه الفضل بن عبيد الله الهاشمي. ضعفه الدارقطني، وأورد له في «الغرائب» حديثًا، وقال: هذا غير محفوظ» اهـ.

وابن أبي السري، ضعيف، كما تقدم.
قلت: وهذا الإسناد على ما فيه من ضعف شديد، قد خولف.

قال الدارقطني عقب الحديث: «ورواه إسحاق بن إبراهيم قاضي غزة، عن ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبيد الله. ورفعه أيضًا وهم، ووهم في ذكر الثوري؛ وإنما رواه عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر، أخي عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عنه، موقوفًا» اهـ.

ثم روى (324)، ما رواه عبد الرزاق (24)، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا.

وأخرجه أيضًا من هذا الوجه البيهقي في «الخلافيات» (161).
قال الدارقطني: «وكذلك رواه محمد بن إسحاق، عن نافع، وعبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر موقوفًا».

قلت: أخرجه الدولابي في «الكنى» (2037)، والطحاوي في «معاني الآثار» (153)، وابن المقرئ في «معجمه» (512)، والدارقطني في «سننه» (325)، والبيهقي في «الخلافيات» (170)، عن ابن إسحاق، قال: حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر كان يقول: «الأذنان من الرأس، فامسحوا بهما»، موقوفًا.

قلت: وهذا إسناد حسن، وقد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث، وهو موقوف.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (326)، والبيهقي في «الخلافيات» (171)، من طريق وكيع، قال: حدثنا عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: «الأذنان من الرأس».

قلت: وعبد الله بن نافع، منكر الحديث كما قال البخاري، وأبو حاتم.

قلت: وكذا رواه عبد الرزاق (25)، عن الثوري، عن أبي النضر سالم بن النضر، عن سعيد بن مرجانة، عن ابن عمر، موقوفًا.

قلت: وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه الدولابي في «الكنى والأسماء» (1902)، والدارقطني (328)، والبيهقي في «الخلافيات» (168)، عن وكيع، عن سفيان، عن سالم أبي النضر، عن سعيد بن مرجانة، عن ابن عمر، به.

قلت: فثبت الحديث موقوفًا.

وقد روي موقوفًا أيضًا من طرق أخرى لا تخلو من مقال.

فقد أخرجه أبو يوسف في «الآثار» (32)، عن أبي حنيفة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن رجل، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا.

وأخرجه ابن المقرئ في «معجمه» (587)، من طريق أبي داود، قال: حدثني محمد بن مسلم، قال: حدثني جدي، قال رجل لابن عمر: أخبرني عن الأذنين، أهما من الرأس؟ قال: «مقدمهما من الوجه ومؤخرهما من الرأس، وإذا توضأت فاغسل مقدمهما، وإذا مسحت رأسك، فامسح مؤخرهما».

وأخرجه أحمد في «العلل» (1860)، عن غندر محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت مولى لقريش، قال: سمعت من ابن عمر، سئل عن الأذنين، فقال: «هما من الرأس»، هكذا موقوفًا.

قال عبد الله: «قال أبي: قال هشيم: هو غيلان بن عبد الله مولى قريش».

قلت: غيلان ضعيف.

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (41/ 350)، من طريق آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني رجل كان بواسط مولى لبني مخزوم، قال: سمعت ابن عمر يقول: «الأذنان من الرأس».

وأخرجه أبو عبيد في «الطهور» (362)، والطحاوي في «معاني الآثار» (154)، والدارقطني في «سننه» (329)، عن هشيم، قال: أخبرنا غيلان بن عبد الله، مولى بني مخزوم، قال: سمعت ابن عمر، يقول: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا.

وأخرجه البيهقي في «الخلافيات» (169)، من طريق الدارقطني، قال: حدثنا علي بن مبشر، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا عبد الحكيم بن منصور، قال: حدثنا غيلان بن عبد الله، عن ابن عمر، موقوفًا.

الطريق السابع: أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (199)، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن محمد بن عبد الواحد الرازي، عن محمد بن أحمد بن علي البرذعي، عن الحسن بن مأمون البرذعي، عن بشر بن عمرو بن سام، عن أبي عمرو بن سام، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عمر، وابن عباس ﭫ، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «هذا إسناد واه، لا تقوم به الحجة، وأكثر رواته مجهولون، فإن سلم منهم فعبد الوهاب بن مجاهد على الطريق، وهو ليس بالقوي، ولم يسمع من أبيه.

قال وكيع: كانوا يقولون: إنه لم يسمع من أبيه شيئًا.

أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، قال: عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر يروي عن أبيه أحاديث موضوعة» اهـ.

الحديث الخامس: عن سليمان بن موسى، مرسلًا.
أخرجه عبد الرزاق (23)، وأبو عبيد (360)، وابن أبي شيبة (156)، والعقيلي (5/ 209)، والدارقطني (277) و (335) و (336) و (337) و (338)، والبيهقي في «الخلافيات» (175) و (247)، والخطيب في «تاريخه» (8/ 420)، عن ابن جريج، قال: حدثني سليمان بن موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

سليمان بن موسى؛ هو الأشدق.
قال علي بن المديني كما في «الضعفاء» (2/ 536): «سليمان بن موسى، مطعون فيه».
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 38): «عنده مناكير».
وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 142): «في حديثه بعض الاضطراب».
وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق، فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل».

وقد أخرجه الدارقطني في «سننه» (339)، ومن طريقه ابن الجوزي في «التحقيق» (141)، عن علي بن مبشر، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني: «وهِمَ علي بن عاصم في قوله: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي قبله أصح عن ابن جريج».

قلت: علي بن عاصم الواسطي، تقدم الكلام فيه، وأنه كثير الخطأ.

وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي.
ترجمه الذهبي في «السير» (15/ 25)، وقال: «الإمام، الثقة، المحدث».
* ومحمد بن حرب الواسطي النشائي، بالمعجمة، صدوق.

الحديث السادس: عن ابن عباس رضي الله عنهما.
له عن ابن عباس طرق:
الطريق الأول: أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (5/ 260)، وابن عدي في «الكامل» (9/ 84)، والدارقطني (348) و (349) و (350)، والبيهقي في «الخلافيات» (191)، من طريق محمد بن زياد اليشكري، قال: حدثنا ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الأذنين أمن الرأس هما أم من الوجه؟ قال: «هُمَا مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «محمد بن زياد هذا هو الطحان، كذاب خبيث».

وروى ابن عدي في «الكامل» (9/ 82)، عن أبي يوسف الصيدلاني، قال: قدم محمد بن زياد الرقة بعد موت ميمون بن مهران.

وقال أبو داود في «سؤالات الآجري» (493): «سمعت أحمد بن حنبل قال: ما كان أجرأه يقول: حدثنا ميمون بن مهران».

وقال العقيلي في «الضعفاء» (5/ 259): «حدثنا عبد الله، قال: سألت أبي عن محمد بن زياد، كان يحدث عن ميمون بن مهران؟ فقال: كذاب خبيث أعور، يضع الحديث كذاب» اهـ.

وقال ابن معين في «رواية الدوري» (4940): «كان كذابًا خبيثًا».
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 83): «يتهم بوضع الحديث».
وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 258): «متروك الحديث».
وقال الجوزجاني في «أحوال الرجال» (363): «كان كذابًا، يحمل عن ميمون بن مهران».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 259): «كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويأتي عن الأثبات بالأشياء المعضلات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة القدح فيه، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار عند أهل الصناعة خصوصًا دون غيرهم» اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (9/ 86): «ولمحمد بن زياد هذا غير ما ذكرت من الحديث، وهو بيِّن الأمر في الضعفاء، يروي عن ميمون بن مهران أحاديث مناكير، لا يرويها غيره، ولا يتابعه أحد من الثقات عليها» اهـ.

الطريق الثاني: أخرجه الطبراني في «الكبير» (10/ 322) (10784)، من طريق قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اسْتَنْشِقُوا مَرَّتَيْنِ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الألباني في «الصحيحة» (1/ 87، 88): «وهذا سند صحيح، ورجاله كلهم ثقات، ولا أعلم له علة، ومن الغرائب أن هذه الطريق مع صحتها أغفلها كل من خرَّج الحديث من المتأخرين؛ كالزيلعي، وابن حجر، وغيرهما ممن ليس مختصًّا في التخريج، بل أغفله - أيضًا - الحافظ الهيثمي، فلم يورده في «مجمع الزوائد» مع أنه على شرطه! وهذا كله مصداق قول القائل: كم ترك الأول للآخر. وهو دليل واضح على أهمية الرجوع إلى الأمهات عند إرادة التحقيق في حديث ما، فإنه سيجد فيها ما يجعل بحثه أقرب ما يكون نضجًا وصوابًا. والله تعالى هو الموفق»اهـ.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-09-2023, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تخريج حديث: الأذنان من الرأس



قلت: قد أجاب الشيخ شعيب الأرناؤوط على الشيخ الألباني، فقال في «تحقيق المسند» (36/ 558، 559): «قال الشيخ الألباني رحمه الله عقب إيراده له في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (36): وهذا سند صحيح، رجالهم كلهم ثقات، ولا أعلم له علة.

قلنا: نعم إسناده صحيح، لكن قوله: «الأذنان من الرأس» مما نجزم أنه زيادة أقحمها بعض النساخ في متن الحديث، فراجت على الشيخ وظنها منه، وليس الأمر كذلك، فقد أخرجه ابن أبي شيبة (1/27)، وأبو داود (141)، وابن ماجه (408)، من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد، لكن دون قوله: «الأذنان من الرأس».

وكذا أخرجه الطيالسي (2725)، وابن أبي شيبة (1 /27)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (7 /201)، وأحمد بن حنبل في «المسند» (2012) و (2887) و (3296)، وابن الجارود في «المنتقى» (77)، والنسائي في «الكبرى» (97)، والحاكم (1 /148)، والبيهقي (1 /49)، والمزي في «تهذيب الكمال» (23 /333، 334)، من طرق، عن ابن أبي ذئب، به. وليس في حديثهم جميعًا هذه الزيادة.

ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه ويقويه، أن الحافظ الهيثمي لم يورده في «مجمع الزوائد»، مع أنه على شرطه، ثم إن من اعتنى بتخريج هذا الحديث؛ كالحافظين الزيلعي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهما، لم يذكرا الحديث من هذه الطريق، وهم القوم يُفزع إليهم عند المعضلات؛ فتبين من خلال ما ذكرناه أن هذه الزيادة مما أضافها النساخ إلى الحديث في رواية الطبراني، وأنها لم ترد مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق يحتج به»اهـ.

قلت: هو كما قال رحمه الله.

الطريق الثالث: مدارها على عطاء.
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/ 430)، والدارقطني في «السنن» (341)، والمخلص (1232)، والبيهقي في «الخلافيات» (181)، وابن الجوزي في «التحقيق» (143)، من طريق أحمد بن بكر أبي سعيد البالسي، عن محمد بن مصعب القرقساني، عن إسرائيل، عن جابر الجعفي، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمَضْمِضْ، وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: هذا إسناد ساقط.

أحمد بن بكر البالسي.
قال ابن حبان في «الثقات» (8/ 51): «كان يخطئ».

وقال ابن عدي في «الكامل» (1/ 430): «قال لنا عبد الملك بن محمد: أحمد بن بكر بن أبي فضل البالسي، روى أحاديث مناكير عن الثقات» اهـ.

وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (158)، وكذا الذهبي في «الميزان» (1/ 116)، وقالا: «قال أبو الفتح الأزدي: كان يضع الحديث».

وأورد له الهيثمي في «المجمع» حديثًا (2/ 176)، وقال: «قال الأزدي: كان يضع الحديث».

ومحمد بن مصعب القرقساني.
قال عبد الله بن أحمد في «العلل» (3840): «سألت أبي عن محمد بن مصعب القرقساني، فقال: لا بأس به، وحدثنا عنه بأحاديث كثيرة».

وقال أيضًا (3829): «سألت يحيى عن محمد بن مصعب القرقساني، فقال لي: ليس بشيء، وقال: كان لي رفيقًا، وكان صاحب غزو كثير، فحدثنا يومًا عن أبي الأشهب، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين، أنه كره بيع السلاح في الفتنة، قال يحيى: فقلت: أنَّا لمحمد بن مصعب هذا، يروونه عن أبي رجاء قوله؟ فقال: هكذا سمعته، ثم قال لي يحيى: لم يكن من أصحاب الحديث» اهـ.

وقال عبد الله أيضًا (1142): «سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن محمد بن مصعب من أصحاب الحديث، كان مغفلًا حدث عنه أبي الأشهب عن أبي رجاء عن عمران بن حصين كره بيع السلاح في الفتنة، وإنما هو كلام أبي رجاء»اهـ.

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 239): «كان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 103): «سألت أبي عنه، فقال: ليس بقوي.

سألت أبا زرعة عن محمد بن مصعب القرقساني، فقال: صدوق في الحديث، ولكنه حدث بأحاديث منكرة. قلت: فليس هذا مما يضعفه؟ قال: نظن أنه غلط فيها.

سألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث، قلت له: إن أبا زرعة قال كذا، وحكيت له كلامه، فقال: ليس هو عندي كذا، ضُعِّف لما حدث بهذه المناكير»اهـ.

وجابر الجعفي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 210): «تركه عبد الرحمن بن مهدي.
قال لي بيان: سمعت يحيى بن سعيد يقول: تركنا جابرًا قبل أن يقدم علينا الثوري.

وقال لي أبو سعيد الحداد: سمعت يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قال الشعبي: يا جابر، لا تموت حتى تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال إسماعيل: فما مضى الأيام والليالي، حتى اتُّهم بالكذب»اهـ.


وفي جابر كلام كثير.
قال ابن عدي عقب الحديث: «وهذا الحديث لا يعرف إلا بأحمد بن بكر».
قلت: بل توبع.

فقد أخرجه الدارقطني في «سننه» (342)، من طريق علي بن عمر بن الحسن التميمي، قال: حدثنا حسن بن علي الصفار، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، عن حسن بن صالح، عن جابر، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله سواء، إلا أنه قال: «وَلْيَسْتَنْثِرْ».

علي بن عمر بن الحسن التميمي، وحسن بن علي الصفار، مجهولان، ليست لهما ترجمة.

ومصعب بن المقدام، صدوق له أوهام.

وأخرجه (343)، من طريق علي بن يونس، عن إبراهيم بن طهمان، عن جابر، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لَا يَتِمُّ الْوُضُوءُ إِلَّا بِهِمَا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: علي بن يونس البلخي، قال العقيلي في «الضعفاء» (4/ 284): «لا يتابع على حديثه».

قال الدارقطني عقب هذا الطريق: «جابر ضعيف، وقد اختلف عنه فأرسله الحكم بن عبد الله أبو مطيع، عن إبراهيم بن طهمان، عن جابر، عن عطاء، وهو أشبه بالصواب»اهـ.

ثم أخرجه (344)، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا أبو مطيع الخراساني، عن إبراهيم بن طهمان، عن جابر، عن عطاء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ مِنْ وَظِيفَةِ الْوُضُوءِ، لَا يَتِمُّ الْوُضُوءُ إِلَّا بِهِمَا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

محمد بن القاسم بن زكريا.
قال الذهبي في «الميزان» (4/ 245): «تُكلم فيه».

وعباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد.

قال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 163): «كان رافضيًّا داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير، فاستحق الترك».

وقال ابن عدي في «الكامل» (7/ 288): «عباد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة، وفيه غلو فيما فيه من التشيع، وروى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم»اهـ.

وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق رافضي، حديثه في البخاري مقرون، بالغ ابن حبان فقال: يستحق الترك».

وأبو مطيع الخراساني؛ هو الحكم بن عبد الله.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 121، 122): «أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليَّ، قال: سألت أبي عن الحكم بن عبد الله أبي مطيع البلخي، قال: لا ينبغي أن يُروى عنه.

قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه قال: أبو مطيع الخراساني ليس بشيء.

سألت أبي عن أبي مطيع البلخي، فقال: كان قاضي بلخ، وكان مرجئًا ضعيف الحديث. وانتهى في كتاب الزكاة إلى حديث له، فامتنع من قراءته، وقال: لا أحدث عنه»اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (3/ 255): «وأبو مطيع بيِّن الضعف في أحاديثه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه».

وإبراهيم بن طهمان، ثقة يغرب، كما في «التقريب».

قال الدارقطني عقب هذا الطريق: «ورواه عمر بن قيس المكي، عن عطاء، عن ابن عباس، موقوفًا».

ثم أخرجه (345)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (197)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي حامد الخصيب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الواسطي، قال: حدثنا أبو منصور، قال: حدثنا عمر بن قيس، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «الأذنان من الرأس في الوضوء، ومن الوجه في الإحرام».

قال الدارقطني: «عمر بن قيس ضعيف».
قلت: هذا إسناد ساقط.

عمر بن قيس؛ هو المكي، المعروف بسندل.

قال عبد الله بن أحمد في «العلل» (1351): «سألت أبي عن عمر بن قيس، فقال: هو الذي يقال له: سندل، فقال: ليس يسوى حديثه شيئًا، أحاديثه بواطيل».

وقال أحمد كما في «الجرح والتعديل» (6/ 129): «متروك الحديث، لم يكن حديثه بصحيح».

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 187): «منكر الحديث. قال يحيى القطان: كنت قاعدًا في المسجد ليلة، وعمر بن قيس يحدث، وما حفل يحيى به. قال يحيى: سمعته يحدث عن عطاء، عن عبيد بن عمير في دية اليهودي، والنصراني، وأعاجيب»اهـ.

وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 130): «ضعيف الحديث، متروك الحديث».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (460): «متروك الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 56): «يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات».

وقال الحافظ في «التقريب»: «متروك».

وأبو بكر بن أبي حامد الخصيب؛ هو أحمد بن محمد بن موسى.
ترجمه الخطيب في «تاريخه» (6/ 266)، وقال: «كان ثقة صدوقًا».

ومحمد بن إسحاق الواسطي، مجهول الحال.
ترجمه الخطيب في «تاريخه» (2/ 47)، قال: «محمد بن إسحاق الخياط، حدث عن أبي منصور الحارث بن منصور الواسطي»، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأبو منصور؛ هو الحارث بن منصور الواسطي.
قال ابن عدي في «الكامل» (3/ 212): «في حديثه اضطراب».
وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق يهم».

قلت: قال الدارقطني عقب هذا الطريق: «وروي عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس، واختلف عنه».

ثم أخرجه (346)، وكذا البيهقي في «الخلافيات» (183)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (4/ 380) و (7/ 416)، من طريق سويد بن سعيد، قال: حدثنا القاسم بن غصن، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ سُنَّةٌ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: هذا إسناد تالف، وقد تقدم الكلام في سويد بن سعيد، وإسماعيل بن مسلم.

وأما القاسم بن غصن، فقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 116): «أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليَّ، قال: قال أبي: القاسم بن غصن يحدث بأحاديث منكرة.

سألت أبا زرعة عن القاسم بن غصن، فقال: ليس بقوي.
سألت أبي عن القاسم بن غصن، فقال: ضعيف الحديث»اهـ.

وقد قال الدارقطني عقب هذا الحديث: «إسماعيل بن مسلم ضعيف، والقاسم بن غصن مثله. خالفه علي بن هاشم، فرواه عن إسماعيل بن مسلم المكي، عن عطاء، عن أبي هريرة، ولا يصح أيضًا»اهـ.

وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (4/ 516)، والدارقطني في «السنن» (333) و (334)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 281)، والبيهقي في «الخلافيات» (177)، من طريق الربيع بن بدر، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَضْمِضُوا وَاسْتَنْشِقُوا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال ابن عدي: «وهذا عن ابن جريج لا يرويه غير الربيع بن بدر، وغندر صاحب شعبة، ومن حديث غندر ليس بالمحفوظ»اهـ.

وقال الدارقطني: «الربيع بن بدر، متروك الحديث».

ثم أخرجه ابن عدي (4/ 516) و (6/ 537)، وكذا أخرجه الدارقطني (331)، والبيهقي في «الخلافيات» (172) و (173)، وابن الجوزي في «التحقيق» (140)، من طريق أبي كامل الجحدري، قال: حدثنا غندر، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.

قال ابن عدي: «قال أبو كامل: لم أكتب عن غندر غير هذا الحديث، أفادني عنه عبد الله بن سلمة الأفطس»اهـ.

قلت: فبيَّن أبو كامل الجحدري، وهو ثقة، أنه لم يسمعه من محمد بن جعفر مباشرة، وإنما أخذه من عبد الله بن سلمة الأفطس، وهو متروك متهم بالكذب.

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 100): «عبد الله بن سلمة، الأفطس، البصري. قال أحمد: ترك الناس حديثه»اهـ.

وقال عبد الله بن أحمد في «العلل» (3256): «سألت أبي عن عبد الله بن سلمة الأفطس، قال: ترك الناس حديثه، قال: كان يجلس إلى أزهر السمان فيحدث أزهر ويكتب على الأرض كذب كذب، وكان خبيث اللسان»اهـ.

وقال الدوري في روايته (1454): «سمعت يحيى يقول: كان يحيى بن سعيد يقول: عبد الله بن سلمة الأفطس، ليس بثقة».

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (342): «عبد الله بن سلمة الأفطس، متروك الحديث».

وقد قال الدارقطني أيضًا عقب الحديث: «تفرد به أبو كامل، عن غندر، ووهم عليه فيه، تابعه الربيع بن بدر، وهو متروك، عن ابن جريج، والصواب عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا»اهـ.

الطريق الرابع: أخرجه ابن أبي شيبة (160)، والدارقطني (351)، والبيهقي في «الخلافيات» (196)، عن وكيع، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا.

قلت: وهذا موقوف ضعيف؛ لضعف علي بن زيد.

الحديث السابع: عن عائشة رضي الله عنها.
أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (244)، من طريق أحمد بن إبراهيم الجوري، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق المروزي، عن إسماعيل بن بشر البلخي، عن عصام بن يوسف، عن ابن المبارك، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لَا تَتِمُّ الصَّلَاةُ إِلَّا بِهِ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «وهِمَ فيه عصام بن يوسف، أو من دونه، والصواب مرسل».

قلت: عصام بن يوسف.
ذكره ابن حبان في «الثقات» (8/ 521)، وقال: «كان صاحب حديث، ثبتًا في الرواية، وربما أخطأ».

وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 527): «وقد روى عصام هذا عن الثوري وعن غيره أحاديث لا يتابع عليها».

* وشيخه إسماعيل بن بشر البلخي، مجهول الحال، وقد ترجمه ابن حبان في «الثقات» (8/ 106).

* وأحمد بن إبراهيم الجوري، مجهول الحال، ترجمه الذهبي في «السير» (16/ 439)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأخرجه العقيلي في «الضعفاء» (5/ 208)، والدارقطني في «سننه» (340)، والبيهقي في «الخلافيات» (246)، من طريق محمد بن الأزهر الجوزجاني، قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنهما، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَتَمَضْمَضْ وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

آفة هذا الطريق محمد بن الأزهر الجوزجاني.
قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 210): «مجهول».
وهو على جهالته قد خولف.

فقد تقدم ما أخرجه عبد الرزاق وغيره، عن ابن جريج، قال: حدثني سليمان بن موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

وسليمان بن موسى ضعيف أيضًا.

وقد سئل الدارقطني في «العلل» (14/ 105)، عن حديث عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا بد منه.

فقال: «يرويه عصام بن يوسف، عن ابن المبارك، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

وكذلك روي عن الفضل بن موسى، عن ابن جريج، وكلا الروايتين وهَمٌ في الإسناد والمتن، والصحيح، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري مرسلًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: مضمضوا واستنشقوا، والأذنان من الرأس»اهـ.

وقال البيهقي في «الخلافيات» (1/ 180): «هؤلاء الذين وصلوا هذا الإسناد، تارة عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، كما قدمنا ذكره، وتارة عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وغير ذلك مما سبق ذكرنا له، ليسوا من الصدق والعدالة بحيث إذا تفردوا بشيء يُقبل ذلك منهم، أو جاز الاحتجاج بخبرهم، فكيف إذا خالفوا الثقات، وباينوا الأثبات، وعمدوا إلى المعضلات فجودوها، وقصدوا إلى المراسيل والموقوفات فأسندوها؛ والزيادة إنما هي مقبولة عن المعروف بالعدالة، والمشهور بالصدق والأمانة، دون من كان مشهورًا بالكذب والخيانة، أو منسوبًا إلى نوع من الجهالة»اهـ.

الحديث الثامن: عن أبي موسى رضي الله عنه.
أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (1/ 143)، والطبراني في «الأوسط» (4084)، وابن عدي في «الكامل» (2/ 249)، والدارقطني في «سننه» (355)، والبيهقي في «الخلافيات» (206)، عن علي بن جعفر بن زياد الأحمر، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان، قال: أخبرنا أشعث، عن الحسن، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال العقيلي: «أشعث بن سوار لا يتابع عليه، والأسانيد في هذا الباب لينة».

وقال الدارقطني: «رفعه علي بن جعفر، عن عبد الرحيم، والصواب موقوف، والحسن لم يسمع من أبي موسى».

فقد أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (158)، ومن طريقه الأثرم في «سننه» (10)، وابن المنذر في «الأوسط» (396)، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أشعث، عن الحسن، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: «الأذنان من الرأس».

قلت: فهذا لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا؛ لضعف أشعث بن سوار، وعدم سماع الحسن من أبي موسى.

الحديث التاسع: عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وقد روي عن أنس رضي الله عنه من ثلاث طرق:
الطريق الأول: أخرجه الدارقطني في «سننه» (366)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (218)، قال: حدثنا عبد الصمد بن علي، قال: حدثنا الحسن بن خلف بن سليمان الجرجاني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجرجاني، قال: حدثنا عفان بن سيار، قال: حدثنا عبد الحكم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني: «عبد الحكم لا يحتج به».

قلت: عبد الحكم؛ هو ابن عبد الله القسملي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 129): «عبد الحكم القسملي البصري، عن أنس، وعن أبي الصديق [الناجي]، منكر الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 126): «كان ممن يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، ولا أعلم له منه مشافهة، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب»اهـ.

وقال الحاكم في «المدخل إلى الصحيح» (134): «عبد الحكم بن عبد الله القسملي روى عن أنس أحاديث موضوعة».

والحسن بن خلف بن سليمان الجرجاني، وإسحاق بن إبراهيم الجرجاني، مجاهيل الحال.

وعفان بن سيار الجرجاني.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 72): «لا يعرف بكبير حديث».
وقال الذهبي في «ديوان الضعفاء» (2850): «ليس بحجة».
قلت: فهذا سند ساقط.
وقد روي عن عبد الحكم من طريق أخرى.

أخرجه ابن عدي في «الكامل» (2/ 416)، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سفيان، قال: حدثنا الحسين بن مرزوق، قال: حدثنا بشر بن محمد الواسطي، قال: حدثنا عبد الحكم، عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: وهذا الإسناد كسابقه؛ عبد الله بن أبي سفيان، والحسين بن مرزوق، مجهولان.

وبشر بن محمد، صدوق.
الطريق الثاني: أخرجه ابن عدي في «الكامل» (4/ 256)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (222)، قال: حدثنا محمد بن حلبس البخاري، قال: حدثنا علي بن الحسن بن عبدة البخاري، قال: حدثنا حفص بن داود الربعي، قال: حدثنا عيسى الغنجار، عن خارجة، عن الهيثم بن جماز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: هذا إسناد تالف، فيه مجاهيل، والهيثم بن جماز متروك، ومحمد بن حلبس البخاري، وحفص بن داود الربعي، وعيسى الغنجار، قد تقدم بيان حالهم.

ويزيد الرقاشي، ضعيف.
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين»: «متروك».

الطريق الثالث: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3362)، قال: حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي، قال: حدثني جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل المدني، قال: أراني أنس بن مالك الوضوء، أخذ ركوة فوضعها عن يساره، وصب على يده اليمنى فغسلهما ثلاثًا، ثم أدار الركوة على يده اليمنى فتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وأخذ ماء جديدًا لصماخه، فمسح صماخه، فقلت له: قد مسحت أذنك، فقال: يا غلام، إنهن من الرأس، ليس هن من الوجه، ثم قال: يا غلام، هل رأيت وفهمت أم أعيد عليك؟ فقلت: قد كفاني، وقد فهمت قال: فهكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

قال الطبراني: «لم يرو عمر بن أبان عن أنس غير هذا الحديث».
قلت: هذا إسناد منكر، وأنى لجعفر بن حميد أن يدرك جده أنس بن مالك رضي الله عنه؟!

قال الذهبي في «الميزان» (1/ 371): «جعفر بن حميد الأنصاري، عن جده لأمه عمر بن أبان المزني أنه رأى أنسًا؛ انفرد عنه الطبراني بما أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن الرازاني، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي، حدثني جدى لأمي عمران بن أبان بن معقل المدني، قال: أراني أنس بن مالك الوضوء، فمسح صماخه، وقال: يا غلام إنهن من الرأس، هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

قلت: وعمر بن أبان لا يُدرى من هو، والحديث ثُمَانِيٌّ لنا[1] على ضعفه» اهـ.

الحديث العاشر: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.
أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (243)، وابن عساكر في «تاريخه» (51/ 234)، من طريق محمد بن عثمان بن أبي سويد الذارع، عن هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة، قال: كنت إلى جنب منبر الحجاج بن يوسف، فقال في خطبته: سمعت سمرة بن جندب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «الحجاج بن يوسف لا يحتج بحديثه إن كان عنه محفوظًا، والطريق إليه سليمًا، ولا يخفى حاله على أحد» اهـ.

قلت: بل الراوي عنه محمد بن عثمان بن أبي سويد الذارع.
قال عنه ابن عدي في «الكامل» (9/ 452): «حدث عن الثقات ما لم يتابع عليه، وكان يقرأ عليه من نسخة له ما ليس من حديثه عن قوم رآهم أو لم يرهم، ويقلب الأسانيد عليه، فيقر به» اهـ.

الحديث الحادي عشر: عن جابر رضي الله عنه.
أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (204)، من طريق سلام بن أبي خبزة، عن إسماعيل بن أمية، وإسماعيل المكي، عن عطاء، عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمَضْمِضْ وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «ذكر جابر فيه خطأ، وقد اختلف فيه على إسماعيل المكي كما سبق ذكري له، والأشبه بالصواب حديث عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، كما تقدم ذكري له. والله أعلم»اهـ.

قلت: سلام بن أبي خبزة.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 134): «ضعفه قتيبة جدًّا، ولم يحدث عنه».
وفي «ميزان الاعتدال» (2/ 164): «قال ابن المديني: يضع الحديث».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 260، 261): «روى عنه سعيد بن محمد الجرمي، وسمع منه قتيبة، وضعفه ولم يحدث عنه. سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه، فقال: ليس بقوي، ولا كذاب.

سئل أبو زرعة عن سلام بن أبي خبزة، فقال: بصري منكر الحديث»اهـ.
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (238): «متروك الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 431): «كثير الخطأ، معضل الأخبار، يروي عن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به»اهـ.

قال البيهقي في «الخلافيات» (1/ 144): «روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الأذنان من الرأس»، بأسانيد كثيرة، ما منها إسناد إلا وله علة»اهـ.

وقال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الوسطى» (1/ 171): «وقد روي عن أبي أمامة، وابن عباس، وأبي موسى، وأبي هريرة، وابن عمر كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الأذنان من الرأس»، ولا يصح منها كلها شيء»اهـ.

[1] وقد تحرفت في بعض الكتب إلى: «والحديث إنما دلنا على ضعفه»؛ وهو تحريف؛ وإنما المعنى: أن سند الذهبي ثماني؛ أي: بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية رواة، وفيه علو لكن مع ضعف السند. كما نبه عليه أبو غدة في حاشية اللسان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 129.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 127.26 كيلو بايت... تم توفير 2.64 كيلو بايت...بمعدل (2.03%)]