الهدهد الحكيم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2020, 05:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الهدهد الحكيم

الهدهد الحكيم

د. بشرى بنت عبد الله اللهو







(كان يا ما كان في قديم الزمان) كان هناك غابة اسمها غابة السلام، وعلى الرغم من اسمها المسالم، إلا أنها كانت كمثل غابات الزمان لا تخلو من فترات انعدام السلام، وكان يميزها أمران: سلطان عادل وهدهد حكيم، وكان السلطان يهتم بأمر الهدهد ويثق بآرائه، فتعالوا بنا نرَ أحوال هذا الهدهد: هل يستحق هذه الثقة؟
كان الهدهد يحبُّ سكان الغابة حباً صادقاً حقيقياً؛ يُثني عليهم إن أحسنوا، ويعتب عليهم عتاباً محبَّباً إلى نفوسهم إن أساؤوا؛ لأنهم كانوا يعلمون صدق نواياه، وعلى الرغم من من كونه حكيم الغابة، إلا أنه كان يحمل قلباً رحيماً حنوناً، وصدراً يسع الجميع، وتمتد محبته إلى جميع السكان دون تفرقة بينهم، بل كان يرحم فقيرهم وضعيفهم ومريضهم، وكلَّ معذبٍ ومضطهد عندهم، ويرفع أمرهم للسلطان، فشاع صيته وازدحمت الجماهير أمام بيته؛ لأنه لم يكن يعطيهم حِكَماً نظرية، بل يقدِّم لهم برامج عملية ليضع حلولاً دائمةً لكل من عانى مثل معاناتهم، وبالطبع - مثل سائر غابات الدنيا - لم تخلُ الساحة من الحساد الذين تطوَّعوا، بل هرولوا للفتنة لدى السلطان قائلين:
إنه يسحب البساط من تحتك، والناس يحبونه أكثر منك.


ولكن هل تذكرون ماذا كانت صفة السلطان؟ لقد كان السلطان العادل.
أجاب السلطان: هذا خبر مفرح وليس محزناً، مثل هذا سيعينني على العدل مع الرعية، أيها الكاتب! اكتب: أصدرنا (فرماناً) بأن يعيَّن الهدهد الحكيم مستشاراً في مجلسي.
وطارت طيور الفرح تنشر الخبر عبر الغابة، ووصل الخبر الجميعَ قبل أن يصل منادي السلطان، ففرح الجميع إلا شخصاً واحداً اهتمَّ وحزن، من هو يا تُرى؟
إنه الهدهد الحكيم نفسه. أغلق باب بيته لأول مرة وأعلن الحِداد، وتدخَّل المصلحون:
- هذا شرف يتمناه الجميع.
الهدهد: إلا أنا؛ فأنا لديَّ الشرف، ولديَّ المال؛ فما الذي سيزيدني إن أصبحت مستشاراً؟
- ستكسب حب الناس.


الهدهد: أنا في موقعي أكسب حب الناس أفضل، وإن أضيفت لي صفة الرسمية، أخاف أن أفقد حب الجميع، السلطان والناس.
- لماذا؟
الهدهد: ألا ترون المستشارين السابقين كيف يتكلمون؟ إنهم مقيَّدون.
شهق الجميع باستغراب وصرخوا: مقيَّدون؟!
طارت طيور الفرح لتعود بعد قليل قائلة:
- سيدي الحكيم! اقتربنا إلى كل المستشارين ولم نرَ أي قيدٍ في أقدامهم أو رقابهم.
الهدهد: لا، بل توجد، ولكنها خفية؛ فكيف أتنازل عن حريتي وانطلاقي؟
- سيدي الحيكم هؤلاء تزيِّنهم المناصب ولكنك أنت تزين المنصب؛ وفرق شاسع بين من يبغي إصلاحاً ومن يبغي وجاهة.
الهدهد: ولكن المنصب له فتنة.
- وأنت ستصمد أمام هذه الفتنة؛ فإن رفضت فسيأتي غيرك قد يعيث في الأرض الفساد، ولا تنسَ أن
هذا أمر سلطاني لا يقبل الرفض.


وقَبِل الهدهد الحكيم سائلاً الله أن يكون نافعاً لأهل الغابة.
وبدأ العمل، وبدأت أشياء كثيرة لم يكن معتاداً عليها... رسميات وقيود بدأت تثقل عليه.
وفي أحد المجالس الرسمية، طُرحَ موضوع لم يعجبه، فأحب أن يبدي رأيه، ولكنه شعر أن هناك قيداً حول رقبته، لم يصدق نفسه، تلمَّسه بيده... إنه موجود! خاف وذُعِر وقفز يريد الهرب، ولكنه صُدِم حين أحس أن هناك قيداً آخر في قدمه! حاول الخلاص منه، ولكن دون فائدة، شعر زميله في المجلس بما يعانيه، فحاول أن يخفف عنه (كما تعودنا).
فقال الهدهد: لا، لا، أنا سأستقيل.
- من الأفضل أن تُعوِّد نفسك على ذلك؛ لأنها قيود ستبقى آثارها حتى بعد أن تستقيل. أَصدُقُكَ القول: أن تكون هنا بقيودك ستنتج أفضل من الآخرين.
فقال متنهداً: آهٍ على زمن الحرية.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.14 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]