|
|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الخيال والخروج من القبر
الخيال والخروج من القبر محمد البشير عثمان ملاح ظَلَّت عقيدةٌ في معظمِ بلاد إفريقيا؛ خاصَّةً عندَ المسلمين، أنَّ الإنسان الميِّت يخرُجُ مِن قبره في اليوم الثالِث لوفاته، ويَحضُر إلى أهلِه، ويُطالِب ببعضِ الأشياء التي تخصُّه، وهذا عندَ بعضِ القبائل! وهذه العقيدة تظلُّ مصدرَ سُخرية منهم؛ أنتم ياقبيلة كذا تخرُجون مِن قبوركم، وهذا الاعتقاد يخالف الكتابَ والسُّنة؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَنا أَوَّلُ مَن ينشقُّ عنه قبرُه ولافخَر))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديثِ الفتَى الذي قتلَه واحدٌ مِن الجن مِن قبيلة نصيبين في غزوةِ الأحزاب عندَما ذهَب الفتَى ليُحدِث عهدًا بأهله، وعندما وصَل بيتَه وجَد زوجتَه تقف أمامَ باب الغُرفة خائفةً، فهمَّ بضرْبِها فقالت: على رِسْلك وأدخلتْه الغرفةَ فوجَد ثُعبانًا يرقُد على الفراش، فضربه برمحه فقَطَعه نِصفين، وضرَب النصف الثاني من الثعبان الفتى فقتَله حالاً، فقال أبوسعيد الخدريُّ: يارسولَ الله، مات فلان، وحَكَى القصةَ فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((استغفِروا لصاحبِكم، إنَّما هي موتةٌ واحدة))، وهذا العملُ يقوم به القرين مِن الجنِّ؛ ليضلَّ الناسَ ويفسد عقيدتَهم، ولكلِّ إنسان قرين موكل، قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -(ما مِن أحدٍ إلاَّ وُكِّل به قرينُه مِن الجنِّ ومِن الملائكة))، قالوا: وأنتَ يا رسولَ الله [يعني: معك قرين]؟ قال: ((نَعم، ولكن أعانَني الله عليه فأسْلَم، فلا يأمُرني إلا بحقٍّ))، وكلمة أحد نَكِره تُفيد العمومَ والقَرين يُوسوس للإنسانِ بالشرِّ؛ قال الله - تعالى - ﴿ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [الناس: 4 - 6]، والجن عالَمٌ مِثل البشر، منهم البليد والذكي، والمارد والقوي والضعيف، وعمَل الخيال يقوم به المرَدةُ ليضلُّوا الناسَ، ويأتي بهيئة الشخصِ المتوفَّى، وبعض الناس الذين يَتعاملون مع الجنِّ يَعرِفون ذلك، والذي يقوم بهذا العملِ مِن الجن ينال الرُّتَبَ والدرجات عندَ ملوك الجنِّ وقادتهم، فالعمليَّة فيها تضحية كبيرة ومخاطَرة بالنفس، وهذه الواقعة يَحكيها أحد الإخوة المعالجين بالقرآنِ، وهو من أهلِ التوحيد، قال: في عام 1998 بأمبدة بأمِّدرمان السودان، كنتُ أُعطي الدروس والمحاضرات للنِّساء في داري وفي أحدِ الأيام انطلقتْ شائعةٌ أنَّ فلانًا الذي ماتَ قبل خمسة أيَّام خرَج من قبره، وحضَر إلى أهله وأخَذ بعضَ الأشياء التي تخصُّه، ووجدت الشائعة ترويجًا كاملاً، وأصبحت حديثَ المجالس، قال: قمتُ بحفر قبْر داخل منزلي وطلبتُ بعضَ الناس بالدُّخولِ فيه مِثل الميِّت، وأدخلت زَوْجتي وبنتي وأختي وبحضورِ عددٍ كبيرٍ مِن النساء وطلبتُ منهنَّ الخروج فلم يستطعْنَ لضِيق اللحد وعدَم وجودِ مساحة للاستعدال، ثم دخَلَ نِساء أُخريات وعجزن كلهنَّ وأحضرتُ رِجالاً وعجزوا كذلك عن الخروجِ، فقلت: هذا للإنسان الحيِّ لم يَخرُج، فما بالُكم بالميِّت، والذي وضَع فَوقَه الطوب ثُم التراب؟! فدُحضت تلك الشائعة، وبعدَ مُضيِّ شهرين عندما نزَل المطر ذهبتُ للزراعة وكنتُ أقود حراثةً وذهبتُ إلى قرية قريبة لشراءِ وقود للحراثة، وأثناء وقوفي أمام أحد المنازل خرجتْ عروسة تمزِّق في ثِيابها وتصرُخ بأعلى صوتها وتَضرِب كلَّ إنسان يقترب منها، فخرَج أهلُها وأمسكوها! فقلت: أدخلوها في غرفةٍ وطلبتُ من زوجِها وأمّها وإخوانها الإمساكَ بها، وقرأتُ عليها بعضَ الآيات، وفجأةً صرخَتْ بأعلى صوتِها، قالت: تركْنا لك أمبدة وهربْنا إلى هنا، فماذا تُريد منَّا؟ قال: خفت خوفًا شديدًا! أمَّا البنت فلقدْ كتَب الله لها الشفاء بإذنه تعالَى، وذهبتُ إلى مكان الزِّراعة لحراثةِ الأرض وواصلتُ عمَلي حتى بعدَ صلاة العشاء، وظَهر شخص يلبس ثيابًا بيضًا ملتحيًا أمامَ الحراثة وفي كلِّ مرة يطلُب مني التوقفَ ولا أهتمُّ به، وكان معي ولدي وابن أخي وبعدَ إصرار منه توقفتُ، وقلت: ماذا تريد؟ فقال: أريد التعاون معك وأنتَ تحميني وأنا أدلُّك على الناس قلت: مَن أنت؟ قال أنا واحد مِن الجن الذين شُردنا وسُجِن بعضنا وقُتِل آخرون! قلت: كيف ذلك؟ قال: عندما حفرتَ القبر وأقنعتَ الناس بالدليلِ أنَّه لاأحدَ يستطيع الخروجَ من القبر بعدَ الموت، ونحن أكثر مِن 2000 مِن الجن نُروِّج لذلك، فمِنا مَن سُجِن ومَن عُذِّب ومَن قُتِل، ومَن هرَب، فكيف واحد مِن البشر يَهزِمنا؟! فقلت: لا أريد اتفاقًا معك وعُدتُ للحراثة، وقلت لابني: مارأيت ذلك الشخص الذي كان يَتحدَّث معي قالا: لا أحدَ كان يُحادِثك، بل كنت تُحرِّك يديك وتتكلَّم! وقالا لي: أنتَ نزلتَ مِن الحراثة ولم تُطفِئ الماكينة ولا النور، فقلت لهما إذًا هذا الجنُّ نفسه، ومنذُ ذلك ترَك العلاج بالقرآن. سوف نواصل - بإذن الله.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |