|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
دموع الخشية والخشوع
القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الموحى به إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر المعجز بلفظه ومعناه
وهو كتاب رب العالمين الذي أرسله للبشرية جمعاء، ولعل أفضل وصف للذكر الحكيم هو ما قاله خير من نطق بالضاد على الإطلاق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال: " كتاب الله تعالى؛ فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه. " (أخرجه الترمذي) وفي رواية:"هو الذي لم تنته الجن، إذ سمعته أن قالوا:"إنا سمعنا قرآنا عجبا". من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم". ولعظمة هذا القرآن الكريم، تخشع له السموات وترتجف؛ فقد ورد في الحديث الشريف عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أراد الله أن يوحي بالأمر، تكلم بالوحي، أخذت السموات منه رعدة شديدة، خوفا من الله عز وجل، فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا سجدا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة؛ كلما مر بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول جبريل: قال الحق، وهو العلي الكبير، فيقولون كلهم مثلما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل." (رواه الطبراني) قال تعالى :" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله"(أواخر سورة الحشر) فكيف بحال الإنسان الضعيف الرهيف الإحساس وهو يسمع كلام الله وينصت؟ أخرج البخاري عن عمر بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم بن عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اقرأ علي! فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"الآية41 قال: حسبك الآن. فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان (رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود) هذا رسول الله اللين المخبث لله الخاشع لجلاله المتفكر في عظمته تذرف عيناه الدموع وهو صلى الله عليه وسلم الحبيب المحبوب لذي العزة والجبروت.. ولكنها دموع الخشية والخشوع ، دموع تنجي صاحبها من عذاب الله رحمة ومغفرة منه سبحانه فالحق تعالى لا يجمع على عبده خوفين ؛ إن خافه في الدنيا أمنه في الآخرة ... أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :" لما نزلت" أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون "( سورة النجم آية 59و60) بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم، فبكينا ببكائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يلج النار من بكى من خشية الله .."( الترغيب ج 5 ص190) وأخرج البيهقي والأصبهاني عن أنس رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقودها الناس والحجارة" (سورة البقرة الآية 14 ) فقال: أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهيبها، قال: وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل أسود فهتف(ضج بالبكاء ورفع صوته) بالبكاء فنزل جبريل عليه السلام فقال: من هذا الباكي بين يديك؟ قال: رجل من الحبشة، وأثنى عليه معروفا، قال: فإن الله عز وجل يقول : وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي !لا تبكي عين عبد في الدنيا من مخافتي إلا أكثرت ضحكها في الجنة (الترغيب ج 5 ص 194) إن البكاء من خشية الله ليست فقط تلك الدموع التي تنساب من العينين عند سماع القرآن أو قراءته بل إنها خشوع القلب والجوارح لعظمة هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم عليم، إنه كلام الله الذي تتصدع من عظمته الجبال وتنفطر من ثقله السموات والأرض وتخشع له الملائكة والأنبياء . إن قراءة القرآن وسماعه عبادة يتقرب بها العبد وتتقرب بها الأمة إلى الله سبحانه وتعالى، تسمو وتعظم هذه العبادة إذا صحبتها دموع الخشوع والتأثر بكلام الله، وكيف لا يفعل ذلك كل محب مُتيَّم بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الذي بكى من سماع القرآن وعليه أنزل؟ وللدخول على الله من هذا الباب العظيم المقرب من الله الحليم الكريم والمبعد من النار التي وقودها الناس والحجارة لا بأس بآداب يمكن أن تيسر هذا الأمر بإذن الله : 1. الوضوء والسواك والتعطر تطهرا وتأدبا وتعظيما لكلام الله . 2. استقبال القبلة واختيار المكان المناسب للخشوع فأشرف المجالس ما استقبل به القبلة. 3. الانشغال بكتاب الله والابتعاد عما يشغل أو يلهي 4. العزم والنية الصادقة على العمل بالقرآن 5. التفاعل مع الآيات المقروءة وتدبرها 6. حسن الإنصات والاستماع 7. تزيين الصوت بالقراءة 8. حب النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار من الصلاة عليه فذلك مما يرقق القلوب ويحمل على الإتباع 9. استشعار المرء أنه هو المقصود بالخطاب الإلهي ولقد أعجبتني كلمات ترنم بها أحد الشعراء وهو يرى طفلة بريئة تخشع لكلام الله فلتسمع معي أيها الزائر الكريم ما نشر بموقع لها للمرأة المتميزة بقلم:د.عبد المعطي الدالاتي يقول: "رؤى طفلةٌ مؤمنة تعدّ عمرَها على أصابعها الخمسة ألفيتُها يوماً غارقة في الاستماع لسورة الرحمن بصوت المقرئ مشاري بن راشد، فلما رفعتُ وجهَها غطّت عينيها بيديها، لتخفي عني الدموع فلا والله ما غسلتُ قلبي بأصفى من بريقها" رأيتكِ حين ذرفتِ الدم * لترتيلِ صوتٍ بديعٍ بديعْ دموعُك فاضتْ خشوعاً هنا * ففاضتْ دموعي أنا في خشوعْ أتُخفين دمعكِ خلفَ اليدينِ * فكيف ستخفينَ عطرَ الدموعْ؟ وكيف ستُخفين حبَّ الإلهِ * وحبَّ الرسولِ و خَفقَ الضلوعْ ؟ ******* بنيةُ ! حيـن وقفتِ معي * بكل حبـورٍ لكي تركعي تقولينَ : آميـنَ يا ربَّنا * وتكبيرُكِ الحُلْوُ في مسمعي عبرتُ الفضا وملكتُ السما * مجرّاتُها صرْنَ في أضلعي وقفتُ إمـاماً .. ولكنّما * دموعُكِ أمّتْ هُنا أدمعي لا عجب أن تبكي طفلة في الخامسة من عمرها تأثرا بكلام الله ولكن العجب كل العجب لمن يقرأ كتاب الله أو يسمعه ولا تخشع جوارحه ولا يلين قلبه ولا تدمع عينه ...و ما ذلك إلا لما علا القلوب من ظلمة الغفلة عن ذكر الله واليوم الآخر. نسأل الله أن يلين قلوبنا بذكره وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلاء أحزاننا وذهاب غمنا وهمنا آمين |
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم
الله ---الله--على كلامك الماتع المتين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الناجون من سرطان الخصية تهددهم أنواع اخرى من السرطانات | د / أحمد محمد باذيب | كل ما يتعلق بمرض السرطان | 4 | 18-01-2012 09:05 PM |
دموع الخشية | وســـــــــام* | الملتقى الاسلامي العام | 21 | 14-03-2009 06:14 PM |
دموع التائبين | mahbob | ملتقى الشباب المسلم | 8 | 04-08-2008 03:28 AM |
دموع عراقيه | ابو الفاروق | ملتقى الشعر والخواطر | 5 | 18-02-2007 10:39 PM |
دموع ساخنة | shkkj | من بوح قلمي | 3 | 08-12-2006 02:02 AM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |