اللغة العربيّة.. والتواصل الحضاري - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60058 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 833 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-10-2019, 03:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي اللغة العربيّة.. والتواصل الحضاري

اللغة العربيّة.. والتواصل الحضاري

أنور محمود زناتي





من المؤكد أن الحضارة الإسلامية (Islamic Civilization ) كان لها دورها الفعّال في التواصل بين الشعوب، وهذا الدور لم ينقطع على مرّ الزمن، ولكنه في العصر الوسيط (Medieval ) كان أكثر وأعرض وأعمق، وذلك بفضل ما توصلت إليه الحضارة الإسلامية من أسباب التقدم والرقيّ، وحتى العصر الحديث ما زالت هناك آثار لتلك الحضارة. ولعل أجلى ما تتضح عليه صورة ذلك الأثر هو اللغة العربية.
واللغة بصفة عامة تلعب دورًا هامًا في صياغة عقلية الفرد والمجتمع ـ وهو ما ذهب إليه إدوارد سابير (Edward Sapir) ([1 ])من أن: "اللغة تنظم تجربة المجتمع"، وهي التي تصوغ عالمه وواقعه الحقيقي، وأن: "كل لغة تنطوي على رؤية خاصة للعالم". وذهب سابير وورف إلى أن اللغة "أساس تشكيل الأفكار، ودليل على النشاط الفكري للفرد"، وإن الأمر ليتجاوز ذلك إلى المجتمع ذاته؛ إذ نجدها الأساس الذي تنبني عليه الهوية الاجتماعية علاوة على الهوية الفردية". (2).
وفي هذا المقال سوف نتعرض للألفاظ المشتركة بين اللغة العربية واللغات الأخرى والتي تؤكد دور الإسلام في إيجاد تواصل وتماذج بين الحضارات، وهذا التواصل سيؤدي إلى بناء علاقات حميمة وتفاعلات حضارية تقرّب بين الأطراف المختلفة.
ويتفق هذا البحث مع ما ذهبت إليه مينيكه شيبر (MinekeSchipper) (3 ) من تأكيد على أن الإنسانية تتكون من أقرباء لم يهتموا أبدًا بأن يلتقوا، وأن المعرفة المشتركة هي مفتاح مهم للتعايش السلمي على كل المستويات؛ فالنظر إلى ما نشترك فيه كآدميين مثمر تمامًا، وهو أكثر إلحاحًا اليوم عن أي وقت مضى. هذه نقطة انطلاق تتفوق كثيرًا على الإصرار الدائم على "نحن" في مقابل "هم"، على من ينتمي في مقابل من لا ينتمي، وفي أسوأ الأحوال، إسقاط محاور خطيرة للشر "بيننا" و "بينهم" "Us" and "them" (4 ).
فاللغة لها خاصية إنسانية (Feature of human ) ترتبط بالإنسان دون الحيوان؛ ولذلك عدها (وليام ويتني) مؤسسة اجتماعية (5)، واللغة كائن حي، وكلّما اتسعت حضارة أمة، نهضت لغتها وسمت أساليبها، وتعدّدت فيها فنون القول، ودخلت فيها ألفاظ جديدة عن طريق الوضع، والاشتقاق والاقتباس أو الاقتراض للتعبير عن المسمّيات والأفكار الجديدة، فتحيا هذه اللغة، وتتطور عبر الزمن، وتتلاقح مع غيرها من اللغات.
ولا أحد منّا ينكر أنّ اللغات تتداخل وتتلاقح كلما اتصلت إحداها بالأخرى بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وأنّ أية لغة من اللغات في العالم كما تؤثر في غيرها، فإنها أيضًا تتأثر. وإنّه "من المتعذر أن تظل لغة بمأمن من الاحتكاك بلغة أخرى" (6). ويرى عالم اللغة الفرنسي (جوزيف فندريس) أن تطور اللغة مستمر في معزل عن كلّ تأثير خارجي، يُعدّ أمرًا مثاليًّا لا يكاد يتحقق في أية لغة، بل على العكس من ذلك، فإنّ الأثر الذي يقع على لغة ما من لغات مجاورة لها، كثيرًا ما يؤدي دورًا هامًّا في التطور اللغوي، ذلك لأنّ احتكاك اللغات ضرورة تاريخية، واحتكاكها يؤدي حتمًا إلى تداخلها (7).
يقول المستشرق إرنست رينان (Ernest Renan) (8 ) في كتابه تاريخ اللغات السامية (Histoire générale des languessémitiques ): "إن انتشار اللغة العربية ليعتبر من أغرب ما وقع في تاريخ البشر كما يُعتبر من أصعب الأمور التي استعصى حلها؛ فقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادئ ذي بدء، فبدت فجأة على غاية الكمال سلسة غاية السلاسة، غنية أي غنى،... وإن اللغة العربية - ولا جدال - قد عمّت أجزاء كبرى من العالم".
ويقول جوستاف لوبون (Gustave Le Bon) (9 ) صاحب كتاب حضارة العرب (La civilisation des Arabes) (10 ): "كلما تعمّق المرء في دراسة العربية تجلّت له أمور جديدة، واتسعت أمامه الآفاق، وثبت له أن القرون الوسطى لم تعرف الأمم القديمة إلاّ بوساطة العرب، وأن العرب هم الذين مدّنوا أوروبا في المادة والعقل والخلق".
ويقول ديفيد صمويل مرجليوث (11) (Margoliouth ) الأستاذ بجامعة أوكسفورد: "أن اللغة العربية لاتزال حية حياة حقيقية، وهى واحدة من ثلاث لغات استولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليه غيرها، الإنجليزية الإسبانية أختاها تخالف أختيها بأن زمان حدوثهما معروف، ولا يزيد سنهما على قرون معدودة، أما اللغة العربية فابتداؤها أقدم من كل تاريخ".
ويقول الأستاذ ماكس فانتا جوا (Max Vintéjoux ) فى كتابه "المعجزة العربية" (Le miracle arabe ): "الحق أن مؤرخينا قد حاولوا جهدهم أن يجعلوا من العالم الغربي محورًا للتاريخ مع العلم بأن كل مراقب يدرك أن الشرق الأدنى هو المحور الحقيقي لتاريخ القرون الوسطى. إن تأثير اللغة العربية (Arabic influence ) قد شكّل تفكيرنا بصورة كبيرة" (12).
وقد لاحظ ذلك فيلسوف الحضارة أزوالد شبنجلر (13) (Oswald Spengler ) فى كتابه الشهير "سقوط الغرب"Downfall of the (Occident قائلاً: "لقد لعبت العربية دورًا أساسيًّا كوسيلة لنشر المعارف، وآلية التفكير خلال المرحلة التاريخية التى بدأت حين احتكر العرب على حساب اليونان Greek والرومان Romans عن طريق الهند، ثم انتهت حين خسروها" (14).
والاحتكاك المباشر وغير المباشر بين الشعوب ولغاتها أدّى إلى انتقال مفردات اللغة العربيةِ( Arabic vocabulary ) إلى اللغات الأخرى (other ********s ). كالإسبانية Spanish والإيطالية Italian ، واليونانية Greek والتركية Turkish والفارسية والإنجليزية والفرنسية.. الخ (15).
ونتيجة للتعايش (Coexistence ) بين اللغات يقع التأثير والتأثر بين فيما بينها ويتمثل في اقتراض الألفاظ (Borrowing words )، فيتسع محل اللغة وتتطور وتزداد حيويتها، وتلك سنة اللغات حين التعايش والاحتكاك
(Coexistence and friction ) والتجاور (Dialogue ). ونجد اللغة العربية كغيرها من اللغات في العالم عبر التاريخ تداخلت مع اللغات الأخرى حين احتكت، واتصلت بالأمم المجاورة بسبب الحروب والمعاملات التجارية والثقافية، فأثّرت وتأثّرت حسب قانون التجاور والتواصل الحضاري (16).
وقد أدّى التواصل الحضاري واللغوي (Cultural communication and linguistic ) إلى دخول الآلاف من الكلمات العربية إلى اللغات الأجنبية، وتنوعت تلك الألفاظ ما بين علمية وأدبية وحياتية تتعلق بأمور المعيشة، بل والمصطلحات العلمية أيضًا، وقد ذكر ابن سينا الكثير من العقاقير التي دخلت في علم النبات، وعلم الصيدلة عند الأوروبيين، وظل الكثير منها بأسمائها العربية في اللغات الأجنبية كعنبر (Ambra )، والزعفران (Safaran ) والكافور (Kampfer )، والتمر الهندي(Tamar inda ) وعود الند(Aloe ) والحشيش (Haschisch ) والمسك (Muskat ) والصندل (Sandelholz ) وغيرها.. ويكفي العرب فخرًا ما بقي من الأسماء الطبية في اللغات الغربية كالكحول والصداع (Soda )، وقد سجّل الأستاذ ويسلر في كتابه "الحضارة العربية" الكلمات العربية التي دخلت اللغات الأجنبية (17).
وتطلق الأرقام العربية (Arabic numerals ) على الرموز الكتابية التي تمثل الأعداد وتكتب على النحو الآتي:1-2-3-4-5-6-7-8-9-0، وذلك في مقابل الأرقام الرومانية الــتي كـــــانت مستعـــملة من قبل مـــثل I.V.X.D.M .. والغريب هو أن تعترف القواميس الغربية بأن الرموز الرقمية المستعملة في أوروبا وأكثرية بلدان العالم هي أرقام عربية، وأن يعتقد الكثيرون من العرب اليوم أنها أرقام غربية إفرنجية.
وقد نُقلت كلمة "صفر" العربية والصفر هو الخالي أو الخلوى، إلى اللاتينية هكذا: ( Cifra Cifrum ) بمعنى "الصفر"، ثم أُطلقت من بعد على العدد عامة، كما نجد في اللغات الأوروبية: (chiffre ) في الفرنسية و(cifra ) الأسبانية. ومنها أخذت كلمة "السفرة" في الدبلوماسية أي اللغة الرمزية؛ لأنها تقوم على أرقام (18).
ويتضح أثر العرب على حياة الغرب الحضارية حتى في أسماء الأيام ****s of days التي يستعملونها فلو عدنا إلى أصلها لما بعدت الحقيقة عن أنهم أول من فكّر فيها؛ فقد جاء عن إخوان الصفا (19).
"اعلمْ أن الليل والنهار وساعاتهما مقسومة بين الكواكب السيارة، فأول ساعة من يوم الأحد للشمس، وأول ساعة من يوم الاثنين للقمر، وأول ساعة من يوم الثلاثاء للمريخ، وأول ساعة من يوم الأربعاء، لعطارد، وأول ساعة من يوم الخميس للمشتري، وأول ساعة من يوم الجمعة للزهرة، وأول ساعة من يوم السبت لزحل"20). ودعنا نبحث عن أسماء الأيام باللغتين الانجليزية والفرنسية، فستكون النتيجة مطابقة لا مثيل لها أُخذت من حسابات العرب والمسلمين وحضارتهم، فالأيام: الأحد Sunday والاثنين Monday ، الثلاثاءTuesday ، الأربعاءWednesday ، الخميسThursday ، الجمعة Friday ، السبتSaturday ؛ فالأحد يوم الشمس والاثنين يوم القمر والثلاثاء يوم تموز وهو آلهة الرعد قديمًا والجمعة يوم الآلهة في Friy زوجة عطارد وتشبه الزهرة في صفاتها وزحل للسبت، أما في الفرنسية فإن Mardi هو مارس المريخ ليوم الثلاثاء، وMardi الأربعاء يوم عطارد، و Mercridi ليوم الخميس المشتري، Jeudi يوم الجمعة وهو يوم الزهرة، فإذا كانت الحضارة الغربية بحاجة إلى الاستعانة وبالأسماء العربية، وأخذتها من الحضارة الإسلامية فكيف ينكر أثرها الواضح».
وتحفل لغات أوروبية عديدة بكلمات وعبارات استعارتها من اللغة العربية، وبما أن الأفكار والمفاهيم تتخذ شكلها في صورة كلمات، فإن الدَّين الثقافي الذي يدين به الغربيون للحضارة العربية الإسلامية ينعكس في الكلمات المستعارة من اللغة العربية والتي يستخدمها المثقفون والمتعلمون من الغربيين في لغاتهم حتى يومنا هذا؛ فإذا أخذنا على سبيل المثال كلمة سراط، فهي strada ،street ، strase ، هذه كلمات مشتركة لها أساس في اللغة العربية وهي فعل سار – سيرا العربي. وإذا أخذنا كلمة سطر، أسطورة، تبين لنا أنها امتدت في العديد من اللغات بشكل History ، فإما أن تكون هذه الأفعال العربية مشتقة من هذه الأسماء المشتركة التي تدل على معناها، وهذا بعيد عن المنطق السليم، و إما أن هذه الأسماء مشتقة من هذه الأفعال العربية، وهذا أقرب إلى المنطق السليم.
وكلمة Safari في اللغات الأوروبية والتي تعني الرحلة وخاصة رحلات القنص، مأخوذة من الكلمة العربية سفري نسبه إلى سفر. وكلمة Racket وكلمة raquette مضرب التنس، مأخوذة من العربية راحة نسبة إلى راحة اليد كلمة Magazine معناها إما مجلة او مخزن للذخيرة أو البضائع، وهي أصلاً من الكلمه عربية مخزن. وكلمة Amber بمعنى الكهرمان، أصلها عربي وهي عنبر. وكلمة Admiral من العربية أمير البحر، وكلمة Alcove من العربية القبة، وكلمة Algebra من العربية الجبر، وكلمة Apricot من العربية البرقوق، وكلمة Arsenal من العربية دار الصناعة وكلمة Cumin من العربية كمون، وكلمة Gazelle من العربية غزال، وكلمة Genie من العربية جنّي، وكلمة Lute من العربية العود، وكلمة Tariff من العربية تعريفة، وكلمة Typhoon من العربية طوفان.
ونلاحظ التناغم العجيب، ونتخيّل معًا مدى التقارب بين كلمة عربية، وهي كلمة رفض نجدها في الإيطالية Rifiuto والفرنسية ريفوز refuser ، وأخرى إنكليزية REFUSE . يحملنا ذلك على ضرورة إدراك القواسم المشتركة بين كل اللغات ودلالتها الحضارية.
ويُعدّ انتشار الكلمات العربية داخل اللغة الإسبانية دليل على عمق التأثير العربي والإسلامي الذي يظل حتى يومنا هذا شاهدًا على حضارة أسّسها العرب في شبه الجزيرة الإيبيرية (Iberian Peninsula) (21 ). فمع الفتح الإسلامي للأندلس (22) فتحت صفحة لالتقاء ثقافتين ثقافتين هما العربية الإسلامية واللاتينية المسيحية، اتصلتا وتفاعلتا فتعرّضتا للتأثير المتبادل عبر عصور التعايش المشترك(23).
وقد لاحظ المستعرب الإسباني (Arabista español ) خوان برنيط (Juan-Vernet ) في كتابه "المسلمون الإسبان"
( LOS MUSULMANES ESPAÑOLES ) إنه من العسير جدًا أن نحدد مدى التأثير الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية، ذلك أن الأندلس كانت دائمًا هدفًا للهجرات الشرقية مما يكون له أثره فيما قبل الإسلام بكثير على أن هناك أشياء ماثلة لا يمكن الشك في أنها إسلامية، وذلك ما هو موجود في اللغة من ألفاظ وتعبيرات(24).
أما عن تأثير اللغة العربية في اللغة الإيطالية، فيقول رينالدي: "لقد ترك المسلمون عددًا عظيمًا من كلماتهم في اللغة الصقلية والإيطالية، وانتقل كثير من الكلمات الصقلية التي من أصل عربي إلى اللغة الإيطالية ثم تداخلت في اللغة العربية الفصحى، ولم تكن الكلمات فقط هي التي دخلت إيطاليا، وإنما تسرّبت أيضًا بعض جداول من الدم العربي في الجالية العربية التي نقلها معه إلى مدينة لوشيرا، الملك فريدريك الثاني... ولا يزال الجزء الأعظم من الكلمات العربية الباقية في لغتنا الإيطالية التي تفوق الحصر دخلت اللغة بطريق المدنية لا بطريق الاستعمار... إن وجود هذه الكلمات في اللغة الإيطالية، يشهد بما كان للمدنية العربية من نفوذ عظيم في العالم المسيحي".
ومن أمثلة الكلمات العربية التي دخلت الايطالية كلمة قالب العربية (25) نجدها في الإيطالية calibro ، وكلمة مرتبة materasso بمعنى فراش (26) وكلمة الكحول العربية نجدها في الإيطالية al ، وكلمة chitarra من العربية قيثار، وكلمة طرمبة العربية: Trmbp ، وتعني مضخة المياه، وكلمة مملوك العربية نجدها في الإيطالية mamelucco ، وسلطان sultano ، وزرافة giraffa ، وقيراط carato .
هذا الزخم إن دل على شيء فإنما يدلّ على عمق التواصل الحضاري بين شعوب الأرض قاطبة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الهوامش
(1) إدوارد سابير 1884 -1939م. عالم أمريكي متخصص في علم الأنثروبولوجيا وعلم اللغة. بحث في العلاقة بين اللغة والثقافة والشخصية وساعد في تأسيس فرعين جديدين للبحث في علم الإنسان هما: علم الإنسان اللغوي، وعلم الإنسان النفسي. للمزيد راجع، صابر الحباشة: من قضايا الفكر اللساني في النحو والدلالة واللسانية صفحات للدراسات والنشر، 2009 م.
(2) للمزيد راجع، إدوارد سابير: اللغة مقدمة في دراسة الكلام، ترجمة المنصف عاشور، الدار العربية للكتاب، تونس، 1997، ص 155.
(3) مينيكه شيبر تعمل أستاذة في الدراسات الأدبية المقارنة بجامعة لايدن في هولندة، ولها العديد من الكتب والدراسات حول المرأة والأدب في الثقافات المختلفة.
Mineke Schipper, Never Marry a Woman with Big Feet, Yale University Press, 2003 .
(4) مينيكه شيبر: النساء في أمثال الشعوب؛ إياك والزواج من كبيرة القدمين، ترجمة منى إبراهيم وهالة كمال، دار الشروق، القاهرة 2008، ص 25.
(5) فردينان دي سوسير، محاضرات في الألسنية العامة، ترجمة يوسف غازي ومجيد النصر، ص21.
(6) رمضان عبد التواب: فصول في فقه اللغة، مكتبة الخانجي، ط 3، القاهرة 1987، ص 258..
(7) فندريس: اللغة، ترجمة عبد الحميد الدواخلي، مكتبة أنجلو المصرية، القاهرة، ص 34..
(8) إرنست رينان Ernest Renan مؤرخ وفيلسوف ومستشرق فرنسي، تعمق في معرفة اللغات، وخاصة اللغات السامية، حتى صار من ثـقاتها. راجع أنور محمود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.
(9) جوستاف لوبون: (1841 - 1931) طبيب، ومؤرخ فرنسي، عُني بالحضارة الشرقية. من أشهر آثاره: حضارة العرب وحضارات الهند و"حضارة العرب في الأندلس". راجع أنور محمود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.
(10 ) جوستاف لوبون: حضارة العرب، ترجمة: عادل زعيتر، دار إحياء الكتب العربية القاهرة 1956.
(11) ديفيد صموئيل مرجوليوث Margoliouth (1858م-1940م) بدأ حياته العلمية بدراسة اليونانية واللاتينية، ثم اهتم بدراسة اللغات السامية، فتعلم العربية، ومن أشهر مؤلفاته ما كتبه في السيرة النبوية، وكتابه عن الإسلام. راجع، أنور محمود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.
(12) راجع مقال علماء اللغات فى أوروبا وأمريكا يؤكدون عالمية اللغة العربية، المجلس الدولي للغة العربية
http://www.alarabiah.org/index.php?op=3&poo=73&pooo=3
(13) ولد شبنجلر في مدينة بلاكنبورغ، وذلك في شهر أيار سنة 1880 وحين شبّ درّس العلوم الطبيعية في جامعة برلين، وبعد تخرّجه رحل إلى مدينة ميونخ ليعيش بقية عمره في القراءة والكتابة، معزولاً، أو معتزلاً الناس، ومنقطعًا للبحث والتنقيب، حتى مات في شهر أيار، سنة 1936. راجع، أنور محمود زناتي: علم التاريخ واتجاهات تفسيره، مكتبة الأنجلو المصرية، 2007 م، ص 119.
(14) كتب شبنجلر كتابه الشهير "سقوط الغرب" في مرحلة ما بين 1918 و1922، فدشَّن فيه نمطًا من الكتابة التاريخية الحضارية ترتكز على أساسين اثنين حاسمين، هما "التشاؤم البطولي"، و"الثأرية المضادة". راجع، طيب تزيني: التشاؤم البطولي والثأرية المضادة، جريدة الاتحاد الإماراتية، بتاريخ 3 مارس 2009 م.
(15) إبراهيم أنيس، من أسرار اللغة القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1978م، 117.
(16) سعيد أحمد بيومي: أم اللغات، دراسة في خصائص اللغة العربية والنهوض بها، مكتبة الآداب، ط1، القاهرة، 2002 ص 36.
(17) لمزيد من التفاصيل راجع، عبد الرحمن بدوي، دور العرب في تكوين الفكر الغربي، دار الآداب – بيروت، 1965.
(18) لمزيد من التفاصيل راجع، أنور محمود زناتي: الطريق إلى صدام الحضارات، مكتبة الأنجلو المصرية، 2006 م.
(19) إخوان الصفا: فرقة فكرية عُرفت باسم "إخوان الصفاء وخلاّن الوفاء"، اشتهرت بتصنيفها مجموعة من الرسائل في مختلف فروع الفلسفة والعلوم الإنسانية. وقد عرفت هذه الرسائل رواجًا كبيرًا في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كما يظهر من خلال العدد الكبير الذي وصلنا من نسخها المخطوطة، لمزيد من التفاصيل. انظر دراسة الأستاذ الكتور محمود إسماعيل: إخوان الصفا: روّاد التنوير في الفكر العربي، المنصورة، 1996 م.
(20 ) إخوان الصفاء: رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء، ط2، دار صادر، بيروت، 2004 م.
(21) ظلت المؤثرات الحضارية الإسلامية بالأندلس من 711م، واستمرت حتى بعد خروجهم منها سنة 1492م.
(22) في الفترة ما بين عامي 711م و714م بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير وسقوط دولة القوط الغربية، وبذلك يبدأ العصر الإسلامي في الأندلس الذي مدته (800) عام تقريبًا حتى سقوط مملكة غرناطة سنة 1492م.
(23) كريستوبال كويفاس غارسيا: الإسلام. محتواه وتاريخه وأثره في التفكير الديني المسيحي بإسبانيا، قام بعرضه عبد الرحيم الجباري في ملحق الفكر الإسلامي لجريدة "العلم" المغربية، عدد 54،11 دجنبر 1992، ص 3.
(24)Barcelona: Ediciones Sayma, 1961
(25) حازم جهلوم: كلمات لها تاريخ في اللغات الأوروبية واللغة العربية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2007 م، ص 194.
(26) نفسه، ص 194.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.45 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]