شرح حديث ابن عمر: "على المرء المسلم السمع والطاعة" - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2021, 06:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث ابن عمر: "على المرء المسلم السمع والطاعة"

شرح حديث ابن عمر: "على المرء المسلم السمع والطاعة"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين











عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((على المرء المسلم السمعُ والطاعة فيما أحَبَّ وكره، إلا أن يؤمر بمعصيةٍ، فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))؛ متفق عليه.







وعنه رضي الله عنه قال: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا: ((فيما استطعتم))؛ متفق عليه.







وعنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من خلع يدًا من طاعة، لقي اللهَ يوم القيامة ولا حُجةَ له، ومن مات وليس في عنقه بيعةٌ مات مِيتةً جاهلية))؛ رواه مسلم.







وفي رواية له: ((ومن مات وهو مفارقٌ للجماعة، فإنه يموت مِيتة جاهلية)).







((المِيتة)) بكسر الميم.











قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:



أما الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله، فمنها حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((على المرء المسلم السمعُ والطاعة فيما أحَبَّ وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإنْ أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)).







قوله ((على المرء)) هذه كلمة تدلُّ على الوجوب، وأنه يجب على المرء المسلم بمقتضى إسلامه أن يسمع ويطيع لولاة الأمور فيما أحَبَّ وفيما كره، حتى لو أُمِر بشيء يكرهه، فإنه يجب عليه أن يقوم به ولو كان يرى خلافه، ولو كان يكره أن ينفذه؛ فالواجب عليه أن ينفذ، إلا إذا أُمِر بمعصية الله، فإذا أُمِر بمعصية الله فطاعة الله تعالى فوق كل طاعة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.







وفي هذا دليلٌ على بطلان مسلك من يقول: لا نطيع ولاة الأمور إلا فيما أمَرَنا الله به، يعني إذا أمَرونا أن نصلِّيَ صلَّينا، إذا أمرونا أن نزكِّي زكَّينا، أما إذا أمَرونا بشيء ليس فيه أمرٌ شرعي، فإنه لا يجب علينا طاعتُهم؛ لأننا لو وجبت علينا طاعتهم لكانوا مشرِّعين، فإن هذه نظرة باطلة مخالفة للقرآن والسُّنة؛ لأننا لو قلنا: إننا لا نطيعهم إلا فيما أمَرَنا الله به، لم يكن بينهم وبين غيرهم فرقٌ، كل إنسان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فإنه يطاع.







ثم نقول: بل نحن قد أُمِرنا بطاعتهم فيما لم يأمُرنا الله عز وجل؛ إذا لم يكن ذلك منهيًّا عنه أو محرَّمًا، فإننا نطيعهم حتى في التنظيم، إذا نظَّموا شيئًا من الأعمال، يجب علينا أن نطيعهم؛ وذلك أن بطاعتهم يكون امتثال أمر الله عز وجل، وامتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظُ الأمن، والبعد عن التمرد على ولاة الأمور، وعن التفرق، فإذا قلنا: لا نطيعهم إلا في شيء أُمِرنا به، فهذا معناه أنه لا طاعة لهم.







يأتي بعض الأنظمة: مثلًا تنظم فيها الحكومة شيئًا نظامًا لا يخالف الشرع، لكن لم يأتِ به الشرعُ بعينه، فيأتي بعض الناس ويقول: لا نطيع في هذا، فيقال: بل يجب عليك أن تطيع، فإن عصيتَ فإنك آثمٌ مستحق لعقوبة الله، ومستحق لعقوبة ولاة الأمور.







وعلى ولاة الأمور أن يعزِّروا مثل هؤلاء الذين يعصُون أوامرهم التي يلزمهم أن يقوموا بها؛ لأنهم إذا عصَوا أوامر ولاة الأمور - وقد أمر الله تعالى بطاعتهم فيها - فهذا معصية لله، وكل إنسان يعصي اللهَ فإنه مستحق التعزير يعني التأديب بما يراه ولي الأمر.







ومن ذلك مثلًا أنظمة المرور؛ أنظمة المرور هذه مما نظَّمه وليُّ الأمر، وليس فيها معصية، فإذا خالَفَها الإنسان فهو عاصٍ وآثم، مثلًا السير على اليسار، والسير على اليمين، والسير في الاتجاه الفلاني، وفي السير يجب أن يقف إذا كانت الإشارة حمراء وما أشبه ذلك، كل هذا يجب أن ينفذ وجوبًا، فمثلًا إذا كانت الإشارة حمراء، وجب عليك الوقوف، لا تقل: ما أمَرَنا الله بذلك، ولاة الأمور نظَّموا لك هذا التنظيم وقالوا: التزم به، فإذا تجاوزت فإنك عاصٍ آثم؛ لأنك قلت لربك: لا سمع ولا طاعة، والعياذ بالله.







فإن الله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، كذلك أيضًا في التقاطع، معروف أن الذي في الخط العام هو الذي له الحقُّ أن يتجاوز، إذا كنت أنت في خط فرعي ووجدت إنسانًا مقبلًا من الخط العام، فلا تتجاوز؛ لأن النظام يقتضي منع ذلك.







وهكذا أيضًا الأنظمة في الإمارة، والأنظمة في القضاء، وكل الأنظمة التي لا تخالف الشرع؛ فإنه يجب علينا أن نطيع ولاة الأمور فيها، وإلا أصبحت المسألة فوضى، وكل إنسان له رأيٌ، وكل إنسان يحكم بما يريد، وأصبح ولاة الأمور لا قيمة لهم، بل هم أمراء بلا أمر، وقضاة بلا قضاء.







فالواجب على الإنسان أن يمتثل لأمر ولاة الأمور إلا فيما كان فيه معصية الله؛ فلو قالوا لنا مثلًا: لا تخرُجوا إلى المساجد، لا تصلُّوا الجمعة، لا تصلُّوا الجمعة والجماعة، قلنا لهم: لا سمع ولا طاعة، ولو قالوا: اظلموا الناس في شيء، قلنا: لا سمع ولا طاعة. كل شيء أمر الله به أو نهى عنه، فإنه لا سمع ولا طاعة لهم فيه أبدًا.







كذلك لو قالوا مثلًا: احلقوا اللِّحى - مثل بعض الدول يأمرون رعيتهم بحلق اللحى، ولا سيما جنودهم الذين عندهم - لو قالوا: احلقوا اللحى، قلنا: لا سمع لكم ولا طاعة، وهم آثمون في قولهم لجنودهم مثلًا: احلقوا اللحى، وهم بذلك آثمون مضادُّون لله ورسوله، منابذون لله ورسوله.







كذلك لو قالوا مثلًا: أَنزِلوا ثيابكم إلى أسفل من الكعبين، فإننا نقول: لا، لا سمع ولا طاعة؛ لأن هذا مما حرَّمه الله وتوعَّد عليه، فإذا أمرتمونا بمعصية فإننا لا نسمع لكم ولا نطيع؛ لأن لنا ولكم ربًّا حكمُه فوق حكمِنا وحكمِكم.







إذًا أوامر ولاة الأمور تنقسم إلى ثلاثة أقسام:



الأول: أن يأمروا بما أمر الله به، فهنا تجب طاعتهم لوجهين:



الوجه الأول: أنه مما أمَر الله به.







والوجه الثاني: أنه مما أمروا به كغيرهم من الناس؛ إذا أمرك شخص بالمعروف وهو واجب، فالواجب عليك أن تقوم به.







الثاني: أن يأمروا بمعصية الله، فهنا لا سمع لهم ولا طاعة مهما كان، وأنت إذا نالك عذاب منهم بسبب هذا، فسيعاقَبون عليه هم يوم القيامة؛ لوجهين:



الوجه الأول: لحقِّ الله؛ لأن أمْرَهم بمعصية الله منابذة لله عز وجل.







الوجه الثاني: لحقِّك أنت؛ لأنهم اعتدَوا عليك، وأنت وهم كلكم عبيد الله، ولا يحل لكم أن تعصوا الله.







الثالث: إذا أمَروا بشيء ليس فيه أمر ولا نهي، فيجب عليك أن تطيعهم وجوبًا، فإن لم تفعل فأنت آثم، ولهم الحقُّ أن يعزِّروك وأن يؤدبوك بما يرون من تعزير وتأديب؛ لأنك خالفت أمر الله في طاعتهم؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((على المرء المسلم السمعُ والطاعة فيما أحَبَّ وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإنْ أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)).







ثم أشد من ذلك من لا يعتقد للإمام بيعةً؛ من يقول: أنا ما بايعتُ الإمام، ولا له بيعةٌ عليَّ؛ لأن مضمون هذا الكلام أنه لا سمع له ولا طاعة له ولا ولاية، وهذا أيضًا من الأمر المنكر العظيم؛ فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أن من مات من غير بيعة وليس له إمام، فإنه يموت ميتة جاهلية، يعني ليست ميتة إسلامية؛ بل ميتة أهل الجهل والعياذ بالله، وسيجد جزاءه عند الله عز وجل.







فالواجب أن يعتقد الإنسان أن له إمامًا، وأن له أميرًا يدين له بالطاعة في غير معصية الله، فإذا قال مثلًا: أنا لن أبايع، قلنا: البيعة لا تكون في رعاع الناس وعوام الناس، إنما تكون لأهل الحل والعقد.








ولهذا نقول: هل بايع كلُّ الناس أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا؟ هل بايعهم كل الناس حتى الأطفال والعجوز والمرأة في خدرها؟ أبدًا لم يبايعوهم، ولم يأتِ أهل مكة يبايعون أبا بكر، ولا أهل الطائف ولا غيرهم، إنما بايَعَه أهل الحل والعقد في المدينة، وتمَّت البيعة بذلك.







وليست البيعة لازمةً لكل واحد من الناس أن يجيء يبايع، ولا يمكن لعوام الناس، ورعاعُ الناس تابعون لأهل الحل والعقد، فإذا تمت البيعة من أهل الحل والعقد؛ صار المبايَع إمامًا، وصار وليَّ أمر تجب طاعته في غير معصية الله، فمن مات وهو يعتقد أنه ليس له وليُّ أمر، وأنه ليست له بيعة، فإنه يموت ميتة جاهلية. نسأل الله العافية والحماية، والله الموفق.







المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 652- 657)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.05 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]