أحاديث وقصص عن الحلم والعفو عند الغضب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2020, 03:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي أحاديث وقصص عن الحلم والعفو عند الغضب

أحاديث وقصص عن الحلم والعفو عند الغضب
ندا أبو أحمد



وهذه مواقف عطرة للرَّسول الأمين، وصحابته الطيِّبين، والسلف الصالحين -رحمة الله عليهم أجمعين-، وكيف كانوا لا يغضبون لأنفسِهم؛ بل لا يملكون إلاَّ العفو والصفح لمَن أغضبهم:
1- ها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
أ - أخرج البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: هل أتى عليك يومٌ أشدُّ من يوم أُحُد؟ قال: ((لقد لقيتُ من قومِك، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقَبة، إذ عرضتُ نفسي على ابن عبْد يَالِيلَ ابن عبد كُلَالٍ، فلم يُجبنِي إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفِق إلا وأنا بقرنِ الثَّعالب، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إنَّ الله تعالى قد سمع قولَ قومك لك، وما ردُّوا عليك، وقد بعث إليك ملَك الجبال، لتأمره بما شئتَ فيهم، فناداني ملَكُ الجبال فسلَّم عليَّ، ثمَّ قال: يا محمد، إنَّ الله قد سمع قولَ قومك لك، وأنا ملَك الجبال، وقد بعثني ربِّي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئتَ؟ إن شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبين[1]، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابِهم من يعبد اللهَ وحده لا يشرك به شيئًا)).
ب - أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَسَمَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَسْمًا، فقال رجلٌ: إنَّ هذه القسمة ما أُريد بها وجهُ الله، فأتيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فأخبرتُه، فغضِب حتى رأيت الغضبَ في وجهه، ثم قال: ((يرْحَمُ اللهُ موسى، قد أُوذِي بأكثر من هذا فصبَر)).
ج - وأخرج البخاري ومسلم من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: "كنتُ أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه بُردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشيةِ، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذهُ بردائه جبذةً[2] شديدةً، فنظرتُ إلى صفحة[3] عاتِق[4] النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أثَّرت بها حاشيةُ الرِّداء مِن شدَّة جبذتِهِ، ثمَّ قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفتَ إليه فضحكَ، ثمَّ أمر له بعطاء".
د - وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كأنِّي أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحكي نبيًّا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ضَرَبَه قومُهُ فأدمَوهُ، وهو يمسحُ الدمَ عن وجهِهِ، ويقول: ((اللهم اغفِر لقومي؛ فإنَّهم لا يعلمون)).
وها هم سلفنا الصَّالح الذين ربَّاهم الرسول الأمين الكريم بالفعال والأقوال، فنقل إليهم هذا الخُلُق الكريم؛ خلُق العفو والرِّفق والحلم على الجاهل.
2 - وها هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:
فقد أخرج البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "استأذن الحُرُّ بن قيس لِعُيَيْنة، فأذن له عمر، فلمَّا دخل عليه قال: هِيْ يا بن الخطاب، فو الله ما تعطينا الجزل (أي: العطاء الكثير) ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى همَّ به، فقال له الحُر: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199] وإنَّ هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمرُ حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله".
3 - أبو الدرداء -رضي الله عنه-:
وأسمع رجلٌ أبا الدرداء -رضي الله عنه- كلامًا، فقال: "يا هذا، لا تغرقنَّ في سبِّنا، ودع للصُّلح موضعًا؛ فإنَّا لا نكافئ مَن عصى اللهَ فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه".
4 - أبو ذر -رضي الله عنه-:
قال أبو ذر -رضي الله عنه- لغلامِه: "لِمَ أرسلتَ الشاة على عَلف الفرَس؟"، قال: أردتُ أن أَغِيظك، قال: "لأجمعن مع الغيظ أجرًا؛ أنت حرٌّ لوجه الله تعالى"؛ (البيان والتبيين 1/ 406)، و(المستطرف: 201).
5 - ابن عباس -رضي الله عنهما-:
سبَّ رجلٌ ابنَ عباس -رضي الله عنهما- فلما فرغ قال: "يا عكرمة، هل للرجل حاجة فنقضيها؟ فَنَكَّس الرجل رأسَه واستحى"؛ (المستطرف: 201).
6 - أبو هريرة -رضي الله عنه-:
سبَّ رجلٌ أبا هريرة، فلمَّا انتهى قال له أبو هريرة -رضي الله عنه-: "انتهيتَ، قال الرجل: نعم، وإن أردتَ أن أزيدك زِدتُك، فقال أبو هريرة: يا جارية، ائتني...، فسكن الرَّجل، وقال في نفسه: بماذا سيأمرها؟ فقال: أبو هريرة ائتني بوضوءٍ، فتوضأ أبو هريرة وتوجَّه إلى القِبلة، فقال: اللهم إنَّ عبدك هذا سبَّني، وقال عنِّي ما لم أعلمه من نفسي، اللهمَّ إن كان عبدك هذا صادقًا فيما قال عنِّي، اللهم فاغفر لي، اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا فيما قال عنِّي، اللهم فاغفر له، فانكبَّ الرجل على رأس أبي هريرة رضي الله عنه يُقَبِّلُها".
7 - عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:
أسْمَعَ رجلٌ عمرَ بن عبد العزيز كلامًا يكرهه، فقال عمر: "أردتَ أن يستفزَّني الشيطان لعزَّة السلطان، فأنال مِنك اليوم ما تناله منِّي غدًا (يوم القيامة) انصرِف رحمك الله".
• ودخل عمر بن عبد العزيز المسجدَ في ليلةٍ مظلمة، فمرَّ برجل نائم فعَثَر به، فرفع الرجلُ رأسَه وقال: أمجنونٌ أنت؟ (وما علم أنَّه أمير المؤمنين)، فقال عمر: لا، فهمَّ به الحرس، فقال عمر: مَهْ، إنَّما سألني أمجنون؟ فقلت: لا.
8 – عبد الله بن المبارك -رحمه الله-:
يقول نوح بن حبيب: "كنتُ عند ابن المبارك فألحُّوا عليه، فقال: هاتوا كتبكم حتى أقرأ، فجعلوا يرمون إليه الكتبَ من قريبٍ ومن بعيد، وكان رجلٌ من أهل الريِّ يسمع كتاب الاستئذان، فرمى بكتابه فأصاب صلعةَ ابن المبارك حرفُ كتابه، فانشقَّ وسال الدَّم، فجعل ابن المبارك يعالج الدمَ حتى سكن، ثمَّ قال: سبحان الله! كاد أن يكون قِتال، ثمَّ بدأ بكتاب الرَّجل فقرأه"؛ (رواه البيهقي في الشعب: 8320).
9 - إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-:
خرج يومًا يمشي فمرَّ على رجلٍ من اليهود وكان معه كلب، فأراد الرَّجل أن يُغضب إبراهيم، فقال الرجل لإبراهيم: يا إبراهيم، لحيتُك هذه أطهر من ذَنَب كلبي أم ذَنَبُ كلبي أَطهر من لحيتك؟ فإذا إبراهيم يقول: إن كنتُ من أهل الجنَّة فإنَّ لحيتي أطهر من كلبك، وإن كنتُ من أهل النَّار فذَنَب كلبك أَفْضل من لحيتي، فقال الرجل: هذه أخلاق النبوَّة، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
10 - وها هو زين العابدين علي بن الحسين -رحمهما الله-:
يُذْكَر أنَّ جارية له جعلت تسكب عليه الماءَ، فتهيأ للصلاة فسقط الإبريقُ من يد الجارية على وجهه فشَجَّهُ، فرفع علي بن الحسين رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله عزَّ وجل يقول: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) فقال لها: قد كظمتُ غيظي، قالت: ? وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ?، فقال لها: قد عفا الله عنكِ، قالت: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134] قال: اذهبي فأنتِ حرَّة"؛ (البيهقي في "الشعب": 8317)، ولقيه رجلٌ مرَّة في الطريق فسبَّه، فثارت إليه العبيد فقال: مهلاً، ثمَّ أقبل على الرجل فقال ما سُتر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجَة نعينك عليها، فاستحيا الرَّجل، فألقى عليه خميصةً كانت عليه، وأمر له بألفِ درهم، فكان الرَّجل بعد ذلك يقول: أشهد أنَّك من أولاد الرسول، وصدق ربنا حيث قال: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [5] [فصلت: 34].
فرحم الله الرَّعيلَ الأول، كانوا لا يتعدون كتابَ الله، وما غضبوا لأنفسهم قطُّ، فزادهم الله عزًّا ورفعةً وثناءً حسنًا، وصدق النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- حيث قال كما في صحيح مسلم: ((وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
[1] الأخشبان: الجبلان المحيطان بمكة، والأخشب: هو الجبل الغليظ.
[2] الجبذة: الجذبة.
[3] الصفحة: الجانب.
[4] العاتق: ما بين العنق والكتف.
[5] حميم؛ أي: صديق شفيق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.85 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]