نجم من نجوم أهل الحديث قد أفَل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28409 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2020, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,614
الدولة : Egypt
افتراضي نجم من نجوم أهل الحديث قد أفَل

نجم من نجوم أهل الحديث قد أفَل


د. حشر الدين عبدالشهيد المدني

الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المكلف بترجمة خطب المسجد الحرام


تُوفِّي شيخنا الشيخ عبدالسلام بن أبي أسلم المدني يوم الاثنين، الثالث من ذي القعدة سنة 1439هـ، والسادس عشر من يوليو/تموز سنة 2018م، الساعة الخامسة والنصف مساءً بتوقيت الهند عن عمر يُناهِز 74 سنة.

أحسن الله عزاءنا في فقيدنا، وغفر له، وتجاوَز عن سيِّئاته، وتقبَّل حسناتِه، ورحِمه رحمةً واسعةً، ونوَّرَ له في قبره، وأدخله فسيحَ جنَّاتِه، إنه سميع مجيب.

كان الشيخ رحِمه الله عَلَمًا من أعلام أهل الحديث بالهند، وقضى حياتَه كُلَّها في ظِلال الحديث والسُّنَّة دراسةً وتدريسًا، وتأليفًا وتعليقًا، ودعوةً ونَشْرًا.

ودرَّس بالجامعة السلفية بـ"بنارس" الفقه والحديث نحو 43 سنة، وتوالى على التَّتَلْمُذ عنده، واجتناء اليانِعِ من واحتِه، واستقاء الزُّلال من مَنْهلِه ثلاثةُ أجيالٍ متعاقبة؛ فكان حقًّا أستاذ أساتذة الأساتذة، لا أستاذ الأساتذة فحسب.

وخلف الشيخُ رحمه الله شيخَنا الشيخ محمد رئيس الندوي رحِمه الله على مشيخة الحديث بالجامعة السلفية بعد وفاته سنة1430هـ/2009م؛ فلُقِّب بـ"شيخ الحديث".

وكان رحمه الله من كِبار أساتذة الجامعة الذين لهم أيادٍ بيضاء في توجيه طُلَّابِها وجهةً صحيحةً، وترسيخ العقيدة السلفية وحُبِّ السُّنَّة في نفوسهم، وتعريفهم بمنهج أهل الحديث في التلقِّي والاستدلال، ولهم دورٌ بارزٌ ملموسٌ في الرُّقي بمستوى التعليم بالجامعة، وتخريج علماء أكْفَاء اضْطلعوا بمهامَّ قياديَّة في العمل المؤسسي والتعليم والتأليف والدعوة والإفتاء داخل الهند وخارجها.

وكان رحمه الله ممَّن أُعطِي حِسًّا حديثيًّا، وفِقْهًا للسُّنَّة، ومَلَكةً عجيبةً في الاستدلال والاستنباط من نصوص الكتاب والسُّنَّة، وكان يستحضر معظم النصوص القرآنية والحديثيَّة التي تدور عليها الأحكام.

كما وهبَه الله تعالى مَلَكةً في الخطابة والوَعْظ، بنبرة نديَّة متميِّزة، فيها صُعُود وهبوط، مع استيفاء مقوِّمات الخطابة: من استمالة، وتأثير، واستدلال، وتحليل، وتعزيز منطقي؛ فكانت خُطَبُه مؤثِّرةً، تترُكُ في نفوس المستمعين أثرًا بالغًا، لِمَا تتحلَّى به من نصوص الشَّرْع، ويتناثر في ثناياها من دُرَر وغُرَر مستخرجة من مَعْدِنِه، وخاصة خطبه ومواعظه في الرقائق والسِّيَر، فكان لها عَلَقٌ عجيب بالقلوب.

وعاش رحمه الله مُدَّةَ بقائه في الجامعة السلفية مهيبًا مبجَّلًا محترمًا، له وَقارٌ وسَمْتٌ يزيدان في هَيْبته واحترامه، وابتسامةٌ وبشاشةٌ تعلوان مُحيَّاه، ناصحًا لطُلَّابه، يتعاهدهم بالنُّصْح والتوجيه والإرشاد، كلما آنَس فيهم انحرافًا خُلُقيًّا، أو زَيْغًا سُلوكيًّا، أو تقاعُسًا عن الواجب، كريمَ النفس؛ لا يخُوضُ في سفاسِفِ الأمور وفيما لا يعنيه، مُقتصِدًا؛ لا إفراط ولا تفريط، لا تبذير ولا تقتير، عفيفَ اللسان؛ ما رأيتُه يغتابُ أحدًا في الفصل.

وكان له رحمه الله طريقةٌ خاصة في التدريس، امتاز بها عن زملائه المدرسين؛ لم يكن يتَّبع في قاعة الدرس طريقةَ التلقين التي لا يُهِمُّ المدرسَ فيها إلا تفريغُ ما يُفرزُه عقلُه، وإملاء ما تشتهيه نفسُه، وفرض ما تشبَّع به فكرُه من صوابٍ أو خطأ، ومن حقٍّ أو باطل، غافلًا عن مدارك المتلقين، غير آبهٍ بمشاعرهم ونفسيَّاتهم، ولا مُلتفتٍ إلى درجة قناعتهم بما يُلقي عليهم من معلوماتٍ، ولا إلى مدى قَبولهم أو رفضهم لما يعطون من دروس؛ بل كان رحمه الله يجعل تلامذته يشاركونه ما يطرح عليهم من مسائل وقضايا بالمناقشة والمباحثة، فيُدلُون بآرائهم ويُعرِبُون عن موقفِهم حسب مداركِهم ومعلوماتهم؛ إما بالتأييد أو الرَّدِّ؛ فتتحوَّل قاعةُ الدرس قاعةَ مُناقشةٍ؛ شيخنا جالس في وسطها يعلوه وقارٌ، وتلامذته بين يديه، وعن يمينه وعن شماله، وهو يطرح مسألةً بين أيديهم، ويشرحُها، ويذكُر أدِلَّتَها، إذا صوت يرتفع من إحدى زوايا القاعة، ويعقبُه صوتٌ آخَرُ من زاوية أخرى، بالردِّ عليه مُدليًا بما يستحضره من دليل، والشيخ يستمع لهذا، ويُصغِي إلى ذلك مُبتسمًا، مُرحِّبًا به صدره، غير متضجِّر ولا متضايق، ثم يحاول إقناعهم بما انتهى إليه اجتهادُه فيها، من غير فرضٍ لرأيه، ولا تأنيبٍ أو توبيخٍ عند رفضه، وهكذا كان رحمه الله يُضفِي على جوِّ القاعة حيويَّةً ونشاطًا وحماسًا، ويُحرِّك في تلامذته كامِنَ البحث والتحقيق، ويدفعهم إلى مواصلة المراجعة والمطالعة، وفعلًا لم يكن يجِدُ الجادُّون منهم بُدًّا من تحقيق ذلك، وهذا أفادهم كثيرًا، وأثرى معرفتهم.

وللشيخ رحمه الله مسائلُ تفرَّد فيها برأيه، كان يتمَسَّك به، ويُنافِحُ عنه، وقلما وجدتُ مَنْ وافَقَه عليه فيها، لا مِنْ أساتذة الجامعة، ولا من طُلَّابها، ومع ذلك لم يتنازل عنه، وكان عِراكٌ ونِقاشٌ بينه وبين تلامذته حول هذه المسائل غالبًا.

والمشايخ الذين أدركتُهم بالجامعة السلفية، ودرستُ عليهم، وأفَدْتُ من علومهم، كلُّهم فُضلاءُ، ونُخْبةٌ من الأساتذة، رحم الله من تُوفِّي منهم، وغفر له وأدخله فسيح جنَّاته، وحفِظ مَن نُسِئَ منهم في أجَلِه من كل سوء ومكروه، وكَساهُ حُلَّةَ الصِّحة والعافية لا تَبلى، ولكن مَنْ منهم لَمستُ فيه حِسًّا عجيبًا للصناعة الحديثيَّة، وتبصُّرًا بمتْنِ الحديث وإسناده، ونَظَرًا ثاقِبًا في لطائفهما وأسرارهما، هم: الشيخ محمد رئيس الندوي، والشيخ عبدالسلام المدني رحِمهما الله، والشيخ أحمد مجتبى المدني، والشيخ عزيز الرحمن السلفي، والشيخ علي حسين السلفي، حفظهم الله جميعًا، ورفع عنهم كُلَّ بأسٍ.

ومن أهم الكتب التي أُسنِد إلى الشيخ رحمه الله تدريسُها: "صحيح البخاري"، (النصف الأول، والنصف الثاني)، و"سنن النسائي"، و"مشكاة المصابيح"، و"نزهة النظر بشرح نخبة الفكر"، و"شرح الوقاية" في الفقه الحنفي، وأنا درسْتُ عليه "صحيح البخاري" (النصف الأول) في السنة الأولى من الفضيلة، و"شرح الوقاية" في السنة الأولى من العالمية، واجتنيتُ من تدريسه إيَّاهما فوائدَ علميةً هي دُرَر وغُرَر، لا أزال أعتزُّ بها مدى الحياة.
رحِم الله شيخنا رحمةً واسعةً، وغَفَرَ له، وأسكنَه فسيحَ جنَّاته.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.44 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]