التنوين بين الذكر والحذف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28440 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60061 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 842 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-03-2021, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي التنوين بين الذكر والحذف

التنوين بين الذكر والحذف

فريد لطفي أحمد






لغة: مصدر نوَّن ينوِّن تنوينًا، تقول: نونتُ الاسم تنوينًا، إذا ألحقتَ به نونًا[1].



وفي اصطلاح النحويين: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظًا، لا خطًّا ووقفًا، لمعنى يختص به[2].



ويبدو أنَّ عدم كتابة نون التنوين في آخر الكلمة في العربية الفُصحى مُرتبطٌ بفكرة ودعوة أبي الأسود الدُّؤلي لنقط الإعراب؛ حيث كانت علامات فوقية أو تحتيَّة، فلم يضع لها رموزًا مستقلة منفصلة[3].



أما عند علماء الأصوات، فهو (عبارة عن حركة قصيرة بعدها نون) [4]، فالتنوين في رأيهم مجموع الحركة والنون معًا، وأن هذه الحركة والنون خاضعة لنظام المقاطع في الكلام الموصول، وأنَّ الذي يحدِّد الحركة أحد عاملين هما: طبيعة الصوت، أو انسجام الحركة مع ما يَكتنفها من حركات أخرى[5].



وقد اتَّفق النُّحاة على أنَّ للتنوين أنواعًا، هي: تنوين التمكين، والتنكير، والمقابلة، والعِوَض، وهي مختصَّة بالاسم، وقد أضاف بعض النحويين تنوين الترنُّم والغالي، وهما مما يَشترك فيه الاسم والفعل والحرف[6].



وقد كان التنوين محلَّ اهتمام النحويين واللغويين؛ لأنه يعدُّ مِن الخصائص التي تنفرد بها اللغة العربية، وظاهرة من ظواهرها التي لا تُشاركها فيها لغة أخرى، ولأنَّ التنوين يهدينا إلى أمور لغوية قد تغيب عنا لولا هذه العلاقة، فهو قد يدلُّنا مثلاً على هُوية الكلمة واشتقاقها، ومعرفة هي أم نَكِرة، فهو علامة يحملها الاسم تدلُّ على أصله وهويته؛ إذ قد تكون الكلمة ذات مادة اشتقاقية ذات معنى معيَّن[7].



والتنوين يكون علامة للاسم المتمكِّن، كما أنه يكون للفرق بين المتمكِّن الخفيف من الأسماء وبين الثقيل الذي ليس بمتمكِّن.



قال سيبويه: "اعلم أنَّ بعض الكلام أثقل من بعض، فالأفعال أثقل من الأسماء؛ لأنَّ الأسماء هي الأول، وهي أشدُّ تمكنًا، فمِن ثمَّ لم يلحقها تنوين، ولحقها الجزم والسكون"[8].



وقال الفراء: "التنوين فارق بين الأسماء والأفعال"[9].



ولأبي القاسم السهيلي[10] رأي في فائدة التنوين في الاسم يَختلِف فيه عن النُّحاة السابقين عليه؛ حيث قال: "فإن قيل: ما الحكمة في إلحاق هذه النُّونِ الأسماءَ، وسقوطها في الوقف، وإبدالها ألفًا في حال النصب، وغير ذلك من أحوالها؟

فالجواب: أنَّ أكثر مسائل هذا الباب، قد تكلم الناس فيه بحكمة وصواب، إلا أشياء أغفلوها، منها مسائل كثيرة من باب ما يَنصرف وما لا يَنصرف، ونُتَفٌ في أبواب أُخَر، لعلنا - إن شاء الله - أن نَكشف عنها، ويشفى منها، ونقدِّم لها ها هنا أصلاً، فنقول: التنوين فائدته التفرقة بين المنفصل والمتصل، فلا يدخل في الاسم إلا علامةً لانفصاله مما بعده؛ ولذلك يكثر في النكرات لفرْط احتياجها إلى التخصيص بالإضافة، فإذا لم تُضَفْ احتاجت إلى التنوين؛ تنبيهًا على أنها غير مضافة"[11].



وواضح أنَّ السهيلي يرى أنَّ وظيفة التنوين في الاسم التَّفرقة بين المُنفصِل والمتَّصل، فهو علامة لانفصال الاسم المنون عمَّا يَليه، ويرفض كلام من سبقوه من النحاة، فيقول: "وليس دخول التنوين في الأسماء علامة للتمكن، كما ظنه قوم"[12].



يقول أحد الباحثين المُعاصِرين عن فائدة التنوين: "والبحث يرى أنَّ التنوين في كل هذه الشواهد من باب واحد، وذو نمط ومنهج موحَّد غير مختلف، فهو في كل الحالات وفي جميع المواضع ليس إلا نونًا زيدت على آخر الكلمة؛ لتحسين اللفظ بما تمنحه إياه وتُضفي عليه من جرس صوتي خاص، كما قد يعمَل بجانب هذا على استقامة واعتدال صيغة الكلمة، وإبرازها على وجه مُعتدِل، ومثال ما تقبله مُثُل العرب وأبنية كلامها، كما أنه كثيرًا ما يلمس بدخولها تمكين المعنى وتحقيقه بما تمنحه هذه النون من فضل تثبُّت وطول إقامة على اللفظ"[13].



هذا، وقد يحذف التنوين من الكلمة، ويأتي ذلك على نوعين: واجب وجائز.



أما وجوب حذفه، فيكون في المواضع الآتية[14]:

(1) دخول (أل) التعريف في صدر الكلمة، مثل: (جاء الرجلُ).



(2) أن تُضاف الكلمة المنوَّنة، فحينئذٍ يحذف التنوين، نحو: (جاء رجلُ الكرم).



(3) أن تكون الكلمة ممنوعةً مِن الصرف، نحو: (جاءت فاطمةُ)، و(رأيت يزيدَ)، و(تحدَّثت مع عمرَ).



(4) أن يوقف على الكلمة المنونة.



(5) أن تكون الكلمة متصلة بالضمير نحو: (ضاربك) فـ (ضارب) اسم فاعل، والكاف مضاف إليه في محل جر بإضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، فحينئذٍ يجب حذف التنوين.



(6) أن يكون المنوَّن علمًا موصوفًا بـ (ابن) ويكون مضافًا إلى علم؛ نحو: (جاء زيدُ بن علي)؛ وذلك لكثرة استعمال (ابن) بين علَمين أحدهما موصوف به والآخر مضاف إليه، فحُذف التنوين تخفيفًا.



(7) أن يكون الاسم المنادى مبنيًّا على الضم، وهو المفرد العلم، فإنه حينئذٍ لا ينوَّن، نحو: (يا محمدُ أقبل).



حذف التنوين جوازًا:

إذا ولي التنوينَ حرفٌ ساكن، فمن النحاة من يحرِّكه بالكسر لالتقاء الساكنين، ومنهم مَن يُجيز حذفه، ويرى الأستاذ عباس حسن - رحمة الله عليه - أنَّ حذف التنوين هنا أولى من تحريكه؛ حيث يقول: "ومِن العرب من يجيز حذف التنوين إذا وليَه ساكن، وهو أسهل اللغات كلها، فيقول: (وقف خطيبُ اسمع خطبتَه)، وصاح (قائل افهموا)، و(أقبل عالمُ اخرج لاستقباله)، وحبَّذا الاقتصار عليه"[15].





[1] ينظر: لسان العرب، مادة: (نون).



[2] ينظر: المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية (1/ 44)؛ للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي، تحقيق: د. عبدالرحمن بن سليمان العثيمين، جامعة أم القرى، معهد البحوث العلمية، مركز إحياء التراث الإسلامي، حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (1/ 28)، ضبْط وتشكيل وتصحيح: يوسف الشيخ محمد البقاعي، إشراف: مكتب البحوث والدراسات، دار الفكر للطباعة والنَّشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1424هـ، 2003م، وظاهرة التنوين في اللغة العربية (ص: 9)، د. عوض المرسي الجهاوي، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ودار الرفاعي بالرياض، بدون تاريخ.



[3] ينظر: في المعنى النحوي والمعنى الدلالي (ص: 41)، د. خالد إسماعيل حسان، الناشر: مكتبة الآداب، الطبعة الأولى: 1430هـ، 2009م.



[4] من أسرار اللغة (ص: 239)؛ د. إبراهيم أنيس، منشورات لجنة البيان العربي، الطبعة الثانية، سنة: 1958م.



[5] ظاهرة التنوين في اللغة العربية (ص: 10).



[6] ينظر: المقاصد الشافية (1 / 45)، وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (1 / 11)؛ لمحمد محيي الدين عبدالحميد، دار الطلائع، 2004م، الموضح المبين لأقسام التنوين (ص: 44 وما بعدها)؛ لمحمد بن محمد بن أبي اللطف العشائري، تحقيق ودراسة: محمد عامر أحمد حسن، 1408هـ، 1988م، وهمع الهوامع (1 / 25).



[7] ينظر: معاني النحو (3 / 266)؛ د. فاضل صالح السامرائي، دار الفكر، الطبعة الرابعة، 1430هـ، 2009م، وقراءة حمزة بن حبيب الزيات، دراسة نحوية (ص: 97)؛ د. حمودي زين الدين المشهداني، طبعة دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 2006م، 1427هـ.



[8] كتاب سيبويه (1 / 6)؛ لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، تحقيق وشرح: عبدالسلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، بدون تاريخ.



[9] الإيضاح في عِلَل النحو (ص: 97)؛ لأبي القاسم الزجاجي، تحقيق: د. مازن المبارك، دار النفائس، الطبعة الثالثة، 1399هـ، 1979م، ولم أقف عليه في مصنفات الفراء.



[10] أبو القاسم السهيلي: هو أبو زيد عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد بن أبي الحسن، واسمه: أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتُّوح، الخثعمي السُّهيلي، الإمام المشهور، ولد سنة ثمان وخمسمائة، وتوفِّي بحضرة مراكش يوم الخميس سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، ومن مصنفاته: (الروض الأنف)، و(التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام)، و(نتائج الفكر)، و(أمالي السهيلي)؛ ينظر: طبقات المفسرين (ص: 197)؛ لأحمد بن محمد الأدنروي، تحقيق: سليمان بن صالح الخزي، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1997م، وأبو القاسم السهيلي ومذهبه النحوي (ص: 44) د. محمد إبراهيم البنا، الناشر: دار البيان العربي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 1405هـ، 1985م.



[11] نتائج الفكر في النحو (ص: 69)؛ لأبي القاسم عبدالرحمن بن عبدالله السهيلي، حققه وعلق عليه: الشيخ عادل أحمد عبدالموجود، والشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت؛ لبنان، الطبعة الأولى، 1412هـ، 1992م.



[12] أمالي السهيلي في النحو واللغة والحديث والفقه (ص: 25)، تحقيق: د. محمد إبراهيم البنا، القاهرة، المكتبة الأزهرية للتراث، سنة 2002م، وينظر: في المعنى النحوي والمعنى الدلالي (ص: 36 وما بعدها).



[13] الألفاظ الشاذة في اللغة والنحو دراسة وتبويب (ص: 588)؛ د. أحمد عبدالتواب الفيومي، بحث منشور بحولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، العدد (11) سنة: 1413هـ، 1993م.



[14] ينظر: مغني اللبيب (2 / 808)، وظاهرة التنوين في اللغة العربية (ص: 53 وما بعدها).



[15] النحو الوافي، هامش الكتاب (1 / 43)؛ للأستاذ: عباس حسن، الناشر: دار المعارف، الطبعة السادسة عشرة، سنة 2007م.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.56 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]