يتعثره الوجد والرجاء.. - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849998 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386186 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-04-2021, 02:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي يتعثره الوجد والرجاء..

يتعثره الوجد والرجاء..


أم وفاء خناثة قوادري







ها هي بكة تتأهَّب لاستقبال الحجيج، مِمن لبُّوا نداء خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام!

دروبها تستحث شوقهم لموافاة طُهرها، واستشراف قداستها التي طالما لوَّثتها حجارة صماء، أعمت وأقفلت قلوبًا بدنَسها، قلوبَ كبراء وسادة، هم أولاء يَنفثون من أفواههم السم الزعاف، في كل المسالك والدُّروب، يُحذِّرون وينفِّرون من رجل يتلو قرآنًا له تأثير السحر على القلوب، يسلب إرادة سامعيه، ويسرق عقولهم، فيَنقلبون له أتباعًا!

إنَّهم يستنفرون جموعهم ضد من رد أصنامهم، وسفَّه أحلامهم، ينهون عن قرآنه وينأون، مرهِّبين منفِّرين، محذِّرين متوعِّدين.

ومَن ذاك القادم من بعيد يتعثَّره الوجد والرجاء بين أفواج حجيج أرض اليمن السعيد؟!

إنه الطفيل بن عمرو، رئيس دَوسٍ وشاعرها اللبيب، هاله ما سمع من أحاديث القوم، فاحتار كيف يواجه هذا الخطب والأمر الجلل؟ ثم اهتدى فزعًا إلى حشو أذنيه كرسفًا[1]؛ علَّه بذلك يقطع الطريق عن السحر وتأثيره، ثم يقصد الكعبة مطمئنًّا ساكنًا.

ويتلألأ النور ويصدح الحق عاليًا، فيَقف الطُّفيل قريبًا من رسول الهدى، ويُلامس الإيمان شغاف قلبه، وتستجيب الجوارح، ويتهلَّل الوجه بالبشرى.

ينقلب الرسول راجعًا إلى بيته، وتأبى روح الرجل ووجدانه إلا الترقي والتسامي عن الباطل والظلمات.

ويغشى هذه الفطرة ما يشبه التيقظ المفاجئ، فيَرمي ما بأذنيه من كرسفٍ، ويَستحثُّ الخطو خلف الرسول الكريم.

يستقبله النبي في بيته كأحسن ما يستقبل الشريفُ الشريفَ، يُسمعه القرآن، ويعرض عليه الإسلام، ويُعلن الطفيل إسلامه.

يا ألله! ما أعظم كلمة التوحيد! لقد غسلت قلب هذا الرجل فما بقي من درنه شيء، أشرقت بأنوارها على نفسه فارتقت روحه إلى عالم الطهر والصفاء.

ويعود الطفيل ربانيًّا، حاملاً إلى قومه رسالة الخير والهدى، يدعو إلى الحق بنبْل وكرَمٍ غير هياب ولا وَجِلٍ، ويأبى عليه قومه ذلك، ويُقابلون دعوته بالهجر والقطيعة، ويشتد عليه الأمر، فما تزيده المحنة إلا صلابة وثباتًا، فيصبر ويحتسب الأجر عند الله.

وما كان الله ليضيع أجر من أحسن عملاً؛ فها هو الطفيل بن عمرو يوفَّى الجزاء الأوفى، ويتفضَّل عليه ربه بالمزيد؛ لتُعلنَ دَوس إسلامها، وعن بكرة أبيها، وتأتي وفودها النبي بالمدينة مُبايعةً.

ثم يَختم الله للطفيل بالحسنى، فيَختاره للشهادة في معركة اليمامة سنة 11 للهجرة، وتعرج روحه الطاهرة إلى بارئها، ويرقى ذكره ليُطاول عنان السماء.


[1] الكرسف: القطن.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.15 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]