لا أفهم نفسي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859436 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393799 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215952 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2024, 08:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي لا أفهم نفسي

لا أفهم نفسي
أ. رضا الجنيدي

السؤال:

الملخص:
شاب جامعي لا يَفهَم نفسه ويُؤنِّبُها كثيرًا، ولا يُحب التحدث مع الناس، ولا يُحب النشاطات الاجتماعية والتطوعية، ويَحلُم كثيرًا أنه مات، ويريد حلًّا.
التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا شاب جامعي، عندي مشكلة في فَهْم نفسي، أرى كثيرًا من التناقضات بيني وبين نفسي وبين المحيطين بي، ومن ذلك أني لا أُحب التحدث مع الناس، ولا أُحب العلاقات الاجتماعية، في الوقت الذي إذا جاء إليَّ أحدٌ يريد التحدُّث معي، أُحدِّثُه ولا أُمانع؛ لأني أرى أنه من الواجب أن أتحدَّث معه، وكذا الحال في التواصل مع الأهل، وأخشى أن يَغضَبَ مني أحدٌ إذا لم أتواصل معه.


دائمًا أَجِدُني أُؤنِّب نفسي، وأُخطط لموتِها، وقد وصلتُ إلى أني لا أَستيقظ من نومي إلا وأنا أَحلُم أني مُتُّ، وإذا جلستُ وحدي أتحدَّث مع نفسي، فمشكلاتي كثيرة، وقد أصحبتُ أتخيَّل نفسي كأني جمادٌ أو حيوان.


إذا تَحدثتُ مع شخصٍ في موضوع معين، وكان له رأي عكس رأيي، فلا أُحاول الدفاع عن رأيي؛ لأن إذا دافعتُ طال الحديثُ، وأنا أُريده ألا يَطولَ.


أجد صعوبةً في التعبير عن شعوري ووصفِ ما أُريد، ولا أستطيع أن أشعُر الشعور المناسب لكلِّ موقفٍ، وأَكره الأمور التي تتعلق بالأعمال الاجتماعية والتطوعية؛ لأني لا أُحب الظهور وأُفضِّل البقاء خلفَ الأضواء.
أُريد فَهْمَ نفسي وتحديدَ مشكلتي وما أُعانيه

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الابن الفاضل، البشرُ مختلفون، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ، ولا يمكن أن تستقيم الحياة إذا تشابَه الجميع، وفي طبائع البشر يُصنَّف الناس من حيث التواصُل مع الآخرين إلى نمطين: نمط اجتماعي، ونمط ذاتي أو انطوائي.

الشخص الاجتماعي نراه مُنفتِحًا على الآخرين، ويتواصل معهم بسهولة، ويستمتع حين يكون معهم، أمَّا النمط الذاتي فهو نمطٌ يتَّسِم بالهدوء والخصوصية الشديدة، وتواصُله مع الآخرين محدودٌ، ويستمتع بالحياة أكثر حين يكون وحيدًا أو مع أُناسٍ مُعيَّنين، فهل هذا يَعيب النمط الذاتي، أو ذاك يُميِّز النمط الاجتماعي؟!

إطلاقًا، فهذه طبائع لا تُقلِّل مِن شأنكَ، ولا تضعكَ في موقفٍ تقلق بشأنه على نفسِك، فالنمط الذاتي يا بُني به مميزات هائلة، ويتميَّز أيضًا في أعمال لا يستطيع النمط الاجتماعي التميُّز والتألُّق فيها، وهذه طبيعة الحياة؛ فقد وهَب الله لكل نمطٍ قدراتٍ تُميِّزه عن غيره، وأنت مع أنك انطوائي، فإنك تتميَّز بميزة رائعة، وهي القدرة على التفاعُل مع الآخرين عند الضرورة، ومراعاة مشاعرهم أيضًا، فهذا يُحسَبُ لكَ لا عليكَ؛ لذلك عليكَ أن تتقبَّل نفسكَ كما هي، وأن تُدرك أنَّ ما أنت عليه لا يُعدُّ عيبًا بأي حالٍ من الأحوال، ولكن عليكَ أن تضع في اعتبارك أنكَ تحتاج إلى شيء من التواصُل غير المرهق لأعصابك؛ حتى تستقيم حياتُكَ، وتكون متوازنةً، فنحن لا غنى لنا بأي حالٍ من الأحوال عن التواصُل مع مَنْ حولنا، فكيف يُمكن أن يَحدث ذلك دون أن تَضغَط على نفسكَ؟!

في البداية حاوِل أن تتحدَّث مع نفسكَ بصوتٍ عالٍ مِن حينٍ لآخر، ولكن في أمور إيجابيةٍ لا تحمِل داخلَها التشاؤمَ أو القلَقَ، ثم حاوِل أن تقترب أكثرَ من صديقكَ المقرَّب، وتُوسِّع دائرةَ الحوار معه؛ فهذا يفتح لكَ باب المقدرة على التفاعُل مع المقرَّبين بشكلٍ أفضلَ.

حين تتحدَّث مع الآخرين لا تنظر في عيونهم مباشرةً؛ حتى لا يُصيبكَ ذلك بالتوتُّر المضاعف، واجعَل جلساتكَ في البداية مع الآخرين قليلةً ووقتَها محدودًا، ثم زِدْ في هذا الوقت تدريجيًّا.

بالنسبة إلى الأفكار التي تأتيكَ، اعلَم أن بعضها ناتجٌ من الضغط النفسي الذي تضع فيه نفسكَ بنفسكَ، واللوم الذي تَلومه لنفسكَ، والبعض الآخر يرجع إلى طبيعة هذا النمط الذي يتعامل مع الحياة والأحداث من خلال عالَمه الداخلي وأفكاره الداخلية، والبعض الآخر له علاقة بالمرحلة العُمرية التي تمرُّ بها، فلا تَقلق بشأنها، وفي الوقت نفسه لا تَستسلم لها، ولا تَسمح لنفسكَ بالاسترسال فيها، وحاوِل أن تخرُج من دائرة هذه الأفكار كلَّما حاصَرتْك؛ سواء بالقراءة في كُتبكَ المفضَّلة، أو بممارسة نشاط تُفضِّله، كذلك عليكَ الاستعانة بالدعاء كثيرًا، وردِّد دائمًا: "اللهمَّ إني أعُوذ بكَ من الهمِّ والحَزَن، وأعُوذُ بكَ من العَجز والكَسَل، وأعُوذ بكَ من غَلَبة الدَّيْن وقَهْرِ الرجال".

كذلك ادعُ الله بهذا الدعاء الرائع، واجعَله صديقًا لكَ في كل صلاة وفي كل سجود: "يا حيُّ يا قيُّومُ، برحمتِكَ أَستغيث، أَصلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عينٍ".

أمَّا بخصوص أنك لا تُحبُّ الوقوف أمام الجمهور، وتحبُّ أن تكون خلفَ الأضواء، فهذا شيءٌ طبيعيٌّ لدى الكثيرين من أصحاب النمط الذاتي، فلا تَقلق، ولا تُكلِّف نفسكَ فوقَ طاقتها، واخترْ حاليًّا الأنشطة الفردية، حتى تنتهي مرحلةُ المراهقة المتأخِّرة لديكَ التي تؤثِّر في رؤيتك للأمور، وتَجعل منكَ شخصًا حسَّاسًا قَلِقًا، وبعدها ستجد نفسك بإذن الله قد بدأتَ تتأقلم مع مَنْ حولَكَ شيئًا ما، واعلَم أنه ليس مطلوبًا من الجميع أن يُواجهوا الجمهور، وأن يكونوا تحت الأضواء.

أما بخصوص عدم قدرتك على التعبير عمَّا تشعُر به، فيُمكنكَ في البداية أن تلجأَ إلى الكتابة، وتُحاول أن تكتب خواطركَ، وتُعبِّر عمَّا تشعُر به مِن خلالها، ويُمكنكَ كذلك أن تُشارك في المنتديات المفيدة؛ فإن التواصُل فيها غيرُ مباشر، فيكون في ذلك تدريبٌ لكَ على التعبير عن ذاتك وعن أفكارك، وعمَّا تشعُر به، ومع الوقت - وباستخدام هذه الطريقة - ستتمكَّن من التعبير عن ذاتكَ بمنتهى السهولة.

وأخيرًا تذكَّر أنَّ ما أنت فيه ليس بمشكلةٍ إطلاقًا، ولكنه نمطٌ طبيعيٌّ مُغلَّف بمزيدٍ من الحساسية؛ فدَعْكَ من كل هذه الأفكار التي تُصوِّر لكَ أنكَ تُعاني مشكلةً لا تستطيع بسببها فَهْمَ نفسك!

استعنْ بالله يا بُني، وتقبَّل ذاتكَ كما هي، وحاول أن تُعدِّل بعض الأمور في شخصيتك بشكلٍ تدريجيٍّ، وتعمَّق في القراءة؛ لأنها ستزيد مِن خبراتكَ، وتُوسِّع آفاقكَ، وتُعمِّق مِن رؤيتكَ.
تقرَّب إلى الله، وادْعُه أن يَرزقكَ السلام النفسيَّ، وستكون حياتُكَ على ما يرام بإذن الله






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 49.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.47 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.70%)]