موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 54 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #531  
قديم 04-05-2008, 05:11 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون

الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أستاذ النبات في جامعة عين الشمس سابقاً
مدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين حالياً
في السطور التالية سنعيش مع بعض الجوانب العلمية في قول ربنا سبحانه وتعالى: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ {64} لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) سورة الواقعة.
قال المفسرون في معاني الكلمات :
ما تحرثون : الذر الذي تلقونه في الأرض
تزرعونه : تنبتونه حتى يشتد ويبلغ الغاية
حطاماً : هشيماً متكسراً لا ينتفع به .
تفكهون : تتعجبون من سوء حاله ومصيره .
في الآيات السابقات من سورة الواقعة يذكرنا الله سبحانه وتعالى ببعض نعمه الجليلة علينا في إنبات الحبوب والبذور ونموها، وإعطائهما الجذور والسيقان والأوراق والمعاليق والأشواك والأزهار والثمار والحبوب والبذور والنشويات والدهون والبروتين والفيتامينات والهرمونات والروائح الشذية والألوان المختلفة ، وغيرها من الخصائص النباتية المترتبة على إبنات النبات واشتداده حتى يبلغ الغاية، وأنه سبحانه وتعالى لو أراد بقدرته أن يسلبنا تلك النعمة لجعل كل ذلك حطاماً ولعجبنا أشد العجب من ذلك ولوقفنا حيارى عاجزين .
وفيما يلي سنورد بعض الجوانب العلمية في الآيات التي بين أيدينا ، لنعيش في ظلالها ولنرى عظمة الخالق سبحانه وتعالى في إبنات النبات ونموه إلى أن يبلغ غايته لنشكره على نعمه علنيا .
أولاً: الأرض وشقها وتمهيدها للنبات:
إذا نظرنا إلى الأرض الزراعية ، التي هيأها الله سبحانه وتعالى لإنبات البذور ونمو النبات لوجدنا العجب العجاب والإعجاز العلمي في هذه الأرض ، حيث كانت في البداية صخرية صلدة لا تنبت زرعاً ولا تمسك ماء ولا يقوى النبات على اختراقها، ولكن الله سبحانه وتعالى بقدرته وعظمته وحلمه بعباده ، شق هذه الصخور الصلدة وفتتها وجعلها لينة سهلة، يستطيع الجذير الضعيف الرقيق أن يشقها ويخترقها وأن يتوغل فيها ، وأن ترفعها الرويشة الضعيفة الناعمة مصداقاً لقول ربنا سبحانه وتعالى: (ثم شققنا الأرض شقاً فأنبتنا فيها حباً ).
ولو شاء الله سبحانه وتعالى لجعل هذه الأرض صلدة قوية غير قابلة للتفتيت أو الذوبان أو التأين، بحيث يعجز الفولاذ أو الماس على قطعها ، والأحماض عن إذابتها، والماء عن تشققها ، وحينئذ تعجز كل البذور والحبوب عن الإنبات والخروج من التربة والتثبيت فيها والاستفادة بمعادنها وأملاحها . وما كان هناك أي نوع من النبات سواء مائي أو أرضي أو حتى هوائي .
ثانياً : البذور وإنباتها :
الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق البذور والحبوب، وهيأها لحفظ النباتات البذرية، فالبذوره أو الحبة هي الجنين الصغير الناتج من تخصيب حبة اللقاح المذكرة للبويضة المؤنثة، وهذه البذور أو الحبوب هي التي تحمل جميع الصفات الوراثية من النباتات الأبوية إلى الأجيال البنوية وفي هذه البذور أو الحبة كتب الله سبحانه وتعالى بقدرته جميع الصفات الظاهرية والتشريحية والوظائف (الفسيولوجية) للنباتات المستقبلية الجديدة ، من المخلوقات يستطيع أن يضع في بذرة أو حبة في حجم نقطة على حرف من حروف تلك الصفحة التي نقرأها، أن يضع فيها شفرة تحمل صفات الجذر ونوعه وتشريحه ووظائفه ، والساق وشكله وطوله ، وسمكه وتشريحه ووظيفته والأوراق وعددها ونوعها ولونها ونوع الغذاء المدخر فيها ، وألوانها وروائحها والثمار ومتى تعقد وحجمها وتركيبها الكيميائي الحيوي.
كل هذه الصفات ومثلها آلاف المرات أودعها الله سبحانه وتعالى تلك البذرة أو الحبة غير العاقلة والصغيرة والتي تحمل من التعليمات الوراثية ما يزيد عن الكلمات الموجودة في الموسوعة البريطانية عشرات المرات وما يعجز القلم عن كتابته في عشرات السنين . فبذرة الطماطم تشابه في شكلها الخارجي بذرة الباذنجان، ولكن هذه تعطي ثمار طماطم ذات لون وطعم وتركيب تختلف تماماً عن ثمار الباذنجان في اللون والطعم والتركيب وبذرة التوت تشابه بذرة الجرجير، وهذه تعطي شجرة توت عملاقة وتلك تعطي نباتاً حولياً صغيراً .
هذه البذور إذا مات جنينها أو دخل في دور السكون (أو الكمون ) أو غاب عائله كما في النباتات الزهرية المتطفلة فإنه لا ينبت من فعل هذا ؟ أإله مع الله ؟ ! الطبيعة الصماء، والصدف العمياء !! أم أنه الله سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه، الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
ولو سلب الله سبحانه وتعالى تلك الصفات من البذور أو الحبوب وحولها إلى حبة رمل هل يستطيع كل الماديين اللادينيين أن يعيدوها إلى طبيعتها الأولى؟
هل لو سخن الجنين حتى مات في البذرة أو الحبة تستطيع أبحاث الدنيا كلها أن تنبت تلك الحبة أو البذرة التي سلبت حيويتها ؟
ثالثاً : خروج النبات وتكشفه :

فدائماً الجذير، ثم الجذر يتجه كل منهما نحو التربة والماء حتى ولو زرعنا النبات مقلوباً.
أما الرويشات ثم الساق فيتجهان نحو الهواء ولو حدث العكس لهلك النبات، فالجذر خلق أصلاً لتثبيت النبات في التربة وامتصاص الماء والأملاح منها لذلك فهو ميسر لما خلق له، ويتجه إلى التربة ولكن هناك بعض الجذور العرضية لها وظائف أخرى مثل التسلق والتنفس، مثل نبات القرم (ابن سينا ـ او الشوري ) فإن جذوره التنفسية تتجه بعيداً عن التربة وتصعد إلى أعلى طلباً للهواء وتحقيقاً للتنفس، وجذور النباتات الصحراوية عادة تكون طويلة تتعمق في التربة بحثاً عن المياه الجوفية.
أما الساق فهو دائماً يتجه إلى الهواء، لأن مهمته حمل الأوراق والأزهار والثمار بعيداً عن التربة ، ووضعها في الوضع الأمثل للقيام بوظيفتها التي خلقها الله سبحانه وتعالى لها . ومع ذلك فبعض السيقان عندما تغيرت وظيفتها تغيرت هيئتها واختلف سلوكها فظلت تحت الأرض مثل الريزومات والسيقان الأرضية الأخرى، من فعل هذا ؟؟؟ أإله مع الله أم أنه الواحد الأحد الفرد الصمد ؟

وإذا نظرنا إلى ساق النبات لوجدنا ما يأخذ بألباب العلماء ويجعلهم أشد خشية لله، فالأوراق الخضراء الرقيقة المفلطحة تخرج من الساق المصمت الصلد ، وهي تخرج بطريقة منسقة ومنظمة ومرتبة تجعلها في الوضع الأمثل للقيام بوظائفها الحيوية وبحيث لا تحول دون قيام باقي الأوراق على نفس النبات والنباتات المجاورة بوظائفها الحيوية هي الأخرى.
وهذه الأوراق بعضها مفلطح يصل قطره إلى مليمترات وإبرى الشكل وبعضها حرشفي أثري.
وبالأوراق أصباغ لاقتناص الطاقة الضوئية، وثقوب لدخول ثاني أكسيد الكربون وأوعية لتوصيل المياه ومسارات لحمل الغذاء المتكون بالورقة، والورقة أعظم مصنع للطاقة في العالم ولو توقف لهلكت البشرية واختلت جميع النظم الحيوية على كوكب الأرض.
بعض النباتات يصل ارتفاعها إلى 180 متراً ومحيطها 50 متراً والدائرة التي تغطيها أوراق وأغصان تلك السيقان يصل قطرها إلى 600 متر في بعض الأشجار.
ومع ذلك تصل المياه إلى كل برعم على الساق حتى البرعم الطرفي وإذا توقف امداد المياه هلك النبات.
من فعل هذا أإله مع الله ؟ الطبيعة الصماء ؟ أم أنه تدبير العليم الخبير ؟
رابعاً : الأزهار والثمار :

بعد مدة من نمو النباتات الزهرية ، تبدأ البراعم الزهرية في إنتاج الأزهار والتي تعطي بدورها الثمار، والثمار من أجمل الأجزاء في النبات مع العلم أن الزهر علمياً عبارة عن ساق من النبات خلق وهي للقيام بعملية التكاثر الجنسي وإنتاج الثمار والبذور، وإذا فشلت معظم النباتات الزهرية في إنتاج الأزهار والثمار والبذور فإن مآلها إلى الهلاك .
فكما قلنا في أول الكلام أن البذرة تحمل جميع الصفات المطلوبة في الأجيال القادمة للنبات الواحد.
وتتحكم في صفة الأزهار العديد من الخواص الحيوية ـ الكيماوية ولولا إنتاج الأزهار والثمار ما كان في الدنيا حبوب ولا بذور وما أكلنا رغيف خبز ولا أنتجنا حبة قمح ولا ثمرة فاكهة.
والأزهار عالم عجيب ومعجز، ألوانها عظيمة ورائحتها غريبة وتركيبها دقيق، ولها سلوكيات غاية في الإتقان، فبعضها يغلق بتلاته ليلاً ويفتحها نهاراً ولها أماكن لتخزين الرحيق وأعضاء غاية في الدقة والأتقان وما يعلمه القاصي والداني عن الأزهار ليس بالقليل.
أما الثمار فهي عالم عجيب مليء بالمواد الغذائية والروائح الزكية والألوان العظيمة وماذا بعد:
ماذا يحدث لو أن الله سبحانه وتعالى أمر بقدرته العمليات الحيوية من تلك النباتات هل نستطيع زرعها وإنباتها.
وماذا يحدث لو أن الله سبحانه وتعالى أمر بقدرته العمليات الحيوية أن تقف، والحشرات والفطريات والبكتيريا والفيروسات أن تهاجم تلك النباتات وأن لا تتكاثر تلك الآفات بجميع المبيدات وأن تستعصي على جميع المقاومات ومنع عنها الماء، وصّلب الأرض وأرسل عليها حاصباً من السماء وجعلها حطاماً، هل تستطيع البشرية بكل علمها أن تنقذها ؟ وصدق رب العزة عندما قال (أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون، لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون ) صدق الله العظيم .. ونحن على ذلكم من الشاهدين .
ــــــــ
التواصل مع المؤلف :

  #532  
قديم 04-05-2008, 05:13 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

تأملات في آية المشكاة




الأستاذ حسن يوسف شهاب الدين
أستاذ فيزياء ـ سوريا ـ دمشق
تأملات علمية في آية المشكاة (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ......)
بقلم: حسن يوسف شهاب الدين ... أستاذ فيزياء.
قال الله تعالى في سورة النور ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {35} [سورة النور].
المشكاة:
المشكاة عمود القنديل الذي فيه الفتيلة. وقال مجاهد: هي القنديل. وقال "في زجاجة" لأنه جسم شفاف، والمصباح فيه أنور منه في غير الزجاج. والمصباح: الفتيل بناره "كأنها كوكب دري" أي في الإنارة والضوء.
قال ابن جبير وجمهور المفسرين : المشكاة هي الكوة في الحائط غير النافذة، وهي أجمع للضوء، والمصباح فيها أكثر إنارة منه في غيرها، وأصلها الوعاء يجعل فيه الشيء.
والمشكاة وعاء من أدم كالدلو يبرد فيها الماء؛ وهو على وزن مفعلة كالمقراة والمصفاة. قال الشاعر:
كأن عينيه مشكاتان في حجر قيضا اقتياضا بأطراف المناقير
(كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة) هي القنديل والمصباح السراج أي الفتيلة الموقدة والمشكاة الطاقة غير النافذة أي الأنبوبة في القنديل (الزجاجة كأنها) والنور فيها (كوكب دري) مضيء بكسر الدال وضمها من الدرء بمعنى الدفع لدفعها الظلام وبضمها وتشديد الياء منسوب إلى الدر اللؤلؤ.
الزجاجة:
ما هو الغرض من استخدام زجاجة المصابيح التقليدية؟
لقد استخدم الناس الشعلة لأجل الإضاءة على مدى آلاف السنين, دون اللجوء للاستفادة من الزجاج في هذا المجال ثم جاء العبقري ليوناردو دافينشي(1452-1519), وقام بهذا العمل المهم لتطوير المصباح, ولكن لم يضع الشعلة باسطوانة زجاجية, بل وضعها باسطوانة معدنية, وقد مرت ثلاثة قرون من الزمن, قبل أن يتوصل الإنسان إلى استبدال الاسطوانة المعدنية باسطوانة من الزجاج الشفاف. كما يتضح لنا فان زجاجة المصباح هي عبارة عن اختراع عملت على إيجاده عشرات الأجيال من البشر.



صورة مصباح الزيت القديم


ما هو الغرض من استخدام زجاجة المصباح؟
1- حماية الشعلة من الرياح لكي لا تنطفئ وهذا هو الدور الثانوي للزجاجة.
2- أما الدور الرئيسي لها فيتمثل في زيادة تألق الشعلة بالنسبة للناظر. الزجاجة هي القنديل من البِلَّوْر، جعل فيها المصباح لأن الضوء في الزجاج أظهر وأبين منه في كل شيء عندما يكون نقيا لامتلاكه قرينة انكسار (النسبة بين سرعة الضوء في الخلاء إلى سرعة الضوء في الزجاج) مناسبة يجعل الضوء النافذ منه يسير منكسرا في جميع الاتجاهات. ووجه ذلك أن الزجاج جسم شفاف يظهر فيه النور أكمل ظهور.
3- تعجيل عملية الاحتراق
إن دور الزجاجة هو نفس دور مدخنة الفرن أو المصنع, المتمثل في تقوية تيار الهواء المندفع نحو الشعلة. مما يؤدي إلى زيادة سحب الهواء.
وتحدث هذه العملية كما يلي:
إن الشعلة تسخن عمود الهواء الموجود داخل الزجاجة أسرع بكثير من تسخينها للهواء المحيط بالمصباح عندما يسخن الهواء ويصبح نتيجة لذالك أخف مما هو عليه, وبموجب قانون ارخميدس, يطرد إلى الأعلى من قبل الهواء الثقيل البارد, الذي يدخل من الأسفل من خلال الفتحات الموجودة في قاعدة فتيلة المصباح .
وبهذا الشكل يتكون تيار دائم من الهواء, يتجه من الأسفل إلى الأعلى ويعمل باستمرار على سحب نواتج الاحتراق إلى خارج الزجاجة وإدخال الهواء النقي إليها, وبزيادة الفرق بين وزني عمودي الهواء ا لساخن والبارد وتزداد بذالك شدة اندفاع تيار الهواء النقي وبالتالي تزداد سرعة الاحتراق وهذا هو نفس العامل الذي يفسر لنا سبب إنشاء المداخن العالية جدا في المصانع الحديثة.
وجاء في سنن الترمذي - بَابُ مَا جَاءَ في تخميِر الإناءِ وإطفاءِ السِّراجِ والنَّارِ عند المنام,ِ
حَدَّثَنَا قُتَيبةُ عن مالكٍ عن أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ قال:
قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم: (أغلقوا البابَ وأوكِئوا السِّقاءَ وأكفئُوا الإناءَ أو خمِّروا الإناء َوأطفئُوا المصباحَ فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتحُ غُلقاً ولا يحلُّ وكاءً ولا يكشفُ آنيةً فإنَّ الفُويسقَةَ تُضرمُ على الناسِ بيتهُم).
وهنا نجد تحذير من النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الغازات والأبخرة الناتجة عن احتراق الزيت في قوله (أغلقوا الباب ... وأطفئوا المصباح ). لأنه إذا بقي المصباح مشتعلاً أطلق الغازات الناتجة في جو الغرفة المغلقة ملوثاً هواءها وهذا من شأنه التأثير سلبا على صحة الإنسان النائم , وحفاظا على صحتنا أوصانا أكرم الخلق وخاتم الرسل بإطفاء المصباح.
الغرض من استخدام الزجاجة حول المصابيح الكهربائية الحديثة.
تطور أسلوب الإنارة منذ اكتشاف النار واستخدامها للتدفئة ونشر الضوء إلى المصابيح الكهربائية الحديثة بكافة أنواعها وأشكالها, التي تشترك جميعا بوجود الزجاجة حول المصباح الذي يبعث الضوء والنور, ولكن ما الغرض من هذه الزجاجة ؟
قام العالم أديسون مخترع المصباح الكهربائي بوضع سلك من التنغستين (سلك معدني لولبي الشكل يسمى سلك الإضاءة ), ليكون المصباح (الفتيلة) الذي يستمد الطاقة من المنبع الكهربائي فيتوهج مصدرا الضوء, وتتم هذه العملية كما يلي:
عندما يمر التيار الكهربائي عبر السلك يسخّنه بشدة حتى يشعّ و يتغيّر لونه إلى الأحمر أو الأصفر.

صورة لأديسون ومصباحه الكهربائي


و ما هذا الضوء الذي تستمع به وتستفيد منه سوى نتيجة احمرار السلك وتوهّجه ..
لذلك يتم اختيار معدن السلك بحيث يكون شديد و سريع التوهج وبما أن هذا السلك يحترق بوجود الأوكسجين كان على أديسون تخلية جو الزجاجة التي تحيط بالمصباح من الهواء لكي لا يحترق السلك الذي يعتبر مصدر الضوء.
ما الحكمة من اختيار الزجاج كمادة تحيط بالسلك؟
الزجاج من المواد الشفافة, لان الضوء ينفذ من خلاله بانكسار بسيط يحدد بدرجة نقاء الزجاج وينشر الضوء في جميع الاتجاهات, وبذالك تصبح زجاجة المصباح وكأنها المصباح نفسه لأنها تمتلك خاصية التألق.
بعض أنواع المصابيح الكهربائية:
مصباح الفلوريسنت - المصابيح المملوءة بغاز الأرغون الخامل – مصابيح النيون - المصباح المملوء ببخار الزئبق - مصابيح الكسينون الذي يستخدم في الملاعب والساحات العامة - مصابيح التنغستن مع إضافة مادة هالوجينية كاليود في الحوجلة الزجاجية للمصباح ويستخدم بشكل واسع في مصابيح السيارات. ونلاحظ أن جميع المصابيح تشترك بالزجاجة التي تحضن المصباح.

(الزجاجة كأنها كوكب درّي)

الفرق بين النور والضوء:
مصادر الضوء تقسم عادة إلى نوعين: مصادر مباشرة كالشمس والنجوم والمصباح والشمعة وغيرها , ومصادر غير مباشرة كالقمر والكواكب و هي الأجسام التي تستمد نورها من مصدر آخر مثل الشمس ثم تعكسه علينا .
أما الشمس والمصباح فهما يشتركان في خاصية واحدة وهي أنهما يعتبران مصدرا مباشرا للضوء ولذلك شبه الخالق الشمس بالمصباح الوهاج ولم يشبه القمر في أي من الآيات بمصباح . كذلك سمي ما تصدره الشمس من أشعة ضوءا, أما القمر فلا يشترك معهما في هذه الصفة فالقمر والزجاجة مصدر غير مباشر للضوء فهو يعكس ضوء المصباح الوهاج إلينا فنراه ونرى أشعته التي سماها العليم الحكيم نورا.
والمصباح هو السراج، وأصله من الضوء، ومنه الصبح. وما انعكس من شعاعه وسطوعه على الأجسام الصقيلة المعتمة هو نوره..
قال الله تعالى (وجعلنا سراجا وهاجا) النبأ(13).
أي مضيئا وقد وهجت النار توهجا , والوهج: حصول الضوء والحر من النار, وتوهج الجوهر: تلألأ .
يسمى الجسم الذي يولد الضوء سراج (مصباح).
و يسمى الجسم الذي يستمد الضوء من السراج جسما منير.
فالشمس والنجوم والمصابيح (نجوم فتية) هي المصابيح التي تشع الضوء.
والكواكب نوعين:
1 – كواكب دريّة (مضيئة )كالزهرة والمشتري كما قال الضحاك: الكوكب الدري هو الزهرة. التي تستمد نورها من المصابيح فتتلألأ في السماء السوداء المظلمة لتزينها كما تفعل النجوم.
قال الله تعالى( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ {6}) سورة الصافات
وقال سبحانه {تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا}. الآية: 61 سورة الفرقان.
(وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا {16}) سورة نوح.
وورد في رياض الصالحين الحديث رقم:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: (أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دريّ في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوّة (عود الطيب) أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. يبين لنا الحديث الشريف أن الكوكب الدري هو الكوكب المضيء.
2 – كواكب غير دريّة مثل الأرض التي ترى من الفضاء على شكل نقطة زرقاء باهتة.
زيت الزيتون يكفيه ليضيء القليل من الضوء الخافت لأن لونه له خاصة فسفورية
ويكون المعنى أن الزجاجة لصفاء جوهرها، وحسن منظرها، كأنها كوكب دريٌّ. أي: كوكب مضيء متلألئ، يشبه الدرَّ في صفائه، ولون نوره.
وأهدأ النور، وأجمله هو ذو اللون الدرِّيِّ. وذهب الجمهور إلى أن المراد بالكوكب الدري- هنا- كوكب من الكواكب المضيئة .
(يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ)
من مبدأ السببية (لكل سبب مسبب أدى لحدوثه) فسبب اشتعال السراج (الزيت ) كما ورد في الآية الكريمة , والسراج يوقد من زيت شجرة الزيتون المباركة ,
( مباركة ):
لاحتوائها على عناصر تحوي في طياتها الفوائد الجمة في كل المجالات تقريبا وخاصة الفائدة الصحية لما فيها من الحموض والأصباغ والدهون والتركيبات المعقدة, وهي شجرة معمرة دائمة الخضرة شكلها جميل وجذاب .
(لا شرقية ولا غربية ): نفهم من هذه الكلمات الربانية أن شجرة الزيتون تنمو وتعيش في جو خاص .
الدراسة العلمية لأماكن تواجد شجر الزيتون.
نبذة تاريخية عن الزيتون وزيته:
قال الله تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20} )
و قال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)
والتين والزيتون : (قسم) بمنبتيهما من الأرض المباركة وقد قال معظم المفسرين أن المقصود هنا هو الموضع والمكان وليس النبات نفسه والله أعلم
يعود منشأ الزيتون إلى ماض سحيق من تاريخ البشرية والى أزمان موغلة في القدم حيث وجد المهتمون صعوبة في تحديد مكان وزمان بداية زراعة الزيتون لكنه من المسلم به اختلاط تاريخ الزيتون بتاريخ حوض البحر المتوسط وأنه يشكل جزءاً هاماً من حضارة وثقافة شعوب هذه المنطقة . ولقد قدست الديانات السماوية والحضارات الإنسانية شجرة الزيتون .
قال ابن عباس رضي الله عنه:
دعا لشجرة الزيتون سبعون نبيا بالبركة منهم إبراهيم الخليل ونبينا محمد صلى اله عليه وسلم فإنه يقول (اللهم بارك في الزيت والزيتون).
تعتبر الشواطئ المتوسطية لسوريا وفلسطين موطناً أصلياً ومهداً لنشأة شجرة الزيتون ومنها انتشرت إلى بقية بلدان العالم. من المؤكد أن شجرة الزيتون وجدت منذ العصر الحجري أي قبل أكثر من /12/ ألف عام وأصبح جلياً كذلك أنه في الألف الثالث قبل الميلاد كانت في كل من سوريا وفلسطين مزارع زيتون مستثمرة. كما اكتشفت أغصان و بذور زيتون في آثار إيبلا تعود لأكثر من 2500 عام قبل الميلاد ،كما وجدت في قبور الفراعنة بمصر وتعود لأكثر من 1500 عام فبل الميلاد وهنالك دلائل أكيدة أيضاً على وجودها في تلك الفترة في الواحات الليبية و على ضفاف بحر إيجة في تركيا و اليونان.
يقر المختصون بأن الزيتون قد استوطن في البداية أراضي سوريا الكبرى قبل أن ينتشر إلى باقي أراضي حوض المتوسط , ووصلنا.
الظهور الأول لهذه الشجرة المباركة أنه كان في مدينة ايبلا القديمة , وتقع مملكة ايبلا عند ضواحي حلب السورية . وقد بلغت أوج عظمتها (2600- 2240 ق . م ) وسيطرت على شمال سوريا ولبنان وأجزاء من بلاد الرافدين الشمالية , وكانت رائدة في العلاقات التجارية والدبلوماسية مع البلدان المجاورة ومصر وايران وسومر, مما أدى لانتشارها في المناطق البعيدة.
وقد وُجد التوثيق الرسمي الأول حول أشجار الزيتون في ألواح طينية تم الحفاظ عليها بصورة ممتازة بعد أن تعرضت للنيران التي دمرت القصر. تدور مواضيع العديد من هذه الألواح حول قضايا إدارية ومالية. ومنها اثنتي عشرة وثيقة يعود تاريخها لعام 2400 قبل الميلاد وتصف الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والتي تعود ملكيتها للملك والملكة. يؤكد الأرشيف أن العائلة المالكة وحاشيتها كانت تمتلك 4000 جرة من زيت الزيتون، و7000 جرة من أجل الشعب.
شجرة الزيتون من الأشجار المباركة التي تعيش في حوض البحر المتوسط
وبما أن كل جرة تتسع لنحو 60 كغ من الزيت، وهذه الكميات كبيرة جدا مما يجعل من زيت الزيتون الصناعة الرئيسية في ذلك الوقت.
إن العبارة المستخدمة في اللغة العربية لتسمية تلك الثمرة (زيتون) تشابه كثيراُ العبارة الأكّادية (زيرتون) والتي تعني زيتون.
تعتبر الجرار الضخمة التي وجدت في مدينة إيبلا القديمة إحدى أقدم المكتشفات التاريخية عن زيت الزيتون حيث كانت مليئةً بزيت الزيتون وقد استخدمت للتجارة مع مصر عبر مرفأ مدينة أوغاريت.
الجو المناسب لشجرة الزيتون:
تعتبر منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط من أفضل المناطق لزراعة أشجار الزيتون، حيث تتميز بشتاء بارد ممطر وصيف حار جاف. ولا تثمر أشجار الزيتون إثمارا تجاريا ما لم تتعرض لكمية مناسبة من البرودة شتاءً تكفى لدفع الأشجار للإزهار. فسبحان الله الذي أخبر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن منبت هذه الشجرة وعلمه فوائد زيتها وثمرها.
وبتحليل الزيت وجد أنه يحتوي الأحماض الدهنية التالية :
1. حمض الأولييك Oleic Acid
2. حمض البالمتيك Palmitic Acid
3. حمض الينولييكLinoleic Acid
4. حمض الاستياريك stearic Acid
5 . حمض الميرستيكMyrisitic Acid
وزيت الزيتون قابل للاشتعال لتوفر الحموض الدهنية فيه .
( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ )
هذه إشارة إلى صفاء الزيت وكمال استعداده للاشتعال, ولون زيت الزيتون أخضر داكن يكاد يضيء دون أن تمسه نار ويكفيه ليضيء القليل من الضوء الخافت لأن لونه يمتلك الخاصة الفسفورية. واللون الفسفوري عند تسليط الضوء عليه تظن أنه يشعه.
أوجه الإعجاز:
الإعجاز العلمي:
علمنا الله نور السماوات والأرض سبحانه كيف يصبح المصباح لماعاً ومتألقا بوضع الزجاجة حولها لما للزجاج من الخواص التي تمكنه من نشر الضوء في كل الاتجاهات ومنها – شفافيته بالنسبة للضوء الذي ينفذ من خلاله. – وقرينة انكساره .
لأن الغرض من المصباح كما هو معلوم الحصول على الإنارة .
واحتواء زيت الزيتون على مواد قابلة للاشتعال.
ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم والتحذير من ترك المصباح مشتغلا عند النوم في المكان المغلق لأنه ينتج من احتراق الزيت نقص في غاز الأكسجين وغازات ضارة تلوث الهواء .
الإعجاز التاريخي:
أخبرنا الله عالم الغيب والشهادة عن مواطن نشأة شجرة الزيتون والأماكن التي زرعت فيها قبل علماء الآثار والنبات, بقوله سبحانه في القرآن الكريم (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20}.
و قوله تعالى:(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ {3}) سورة التين
و قوله تعالى(يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ) النور
الإعجاز اللغوي
التمييز بين الضوء والنور والدلالة العلمية بالأسلوب البلاغي المعجز عندما وصف الله سبحانه الشمس بالسراج الوهاج والقمر بالمنير ووصف الزجاجة بالكوكب الدري ليعلمنا الفرق بينهما,
قال الله تعالى(تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منبرا) سورة الفرقان(61).
وقال الله تعالى (وجعلنا سراجا وهاجا) النبأ(13).
والله أعلم.
للمراسلة : [email protected]
المراجع:
1- القرآن الكريم .
2- كتاب آيات قرآنية في مشكاة العلم للدكتور:يحيى المهجري.
3- الزيتون في القرآن الكريم والعلم الحديث عن كتاب (آيات معجزات من القرآن وعالم النبات) للدكتور : نظمي خليل أبو العطا.
4- الفيزياء المسلية /ج2/ ,ص173.
5 - من أسرار البيان في أمثال القرآن بقلم محمد إسماعيل عتوك.
6- تفسير الجلالين. للإمام جلال الدين المحلِّي وجلال الدين السيوطي تفسير سورة النور. الآية: 35.
7- سنن الترمذي (وشرح العلل) للإمام الترمذي المجلَّد الثالث. بَابُ مَا جَاءَ في تخميِر الإناءِ وإطفاءِ السِّراجِ والنَّارِ عند المنامِ. [ص 171] رقم الحديث /1872 /.
8- رياض الصالحين للإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي رقم الحديث /1882/.
9- كوكب الارض نقطة زرقاء باهتة تأليف كارل ساجان . وترجمة: د.شهرت العالم ص( 138).
المواقع:
www.55a.net
www.kenanaonline.org
www.oliveoilsyria.com
www.emocsyria.com
  #533  
قديم 04-05-2008, 05:16 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

البـترول والمـاء


بقلم د. إبراهيم طرابية
دكتوراه فى الجيوفيزياء
[email protected]
البترول مادة اقتصادية ذات أهمية كبرى توجد في خزانات بترولية داخل القشرة الأرضية. وكلمة بترول Petroleumمشتقة من Petroيعنى صخر ومن oleumيعنى زيت بمعنى زيت الصخر أي بترول. إن هذا الخام لقد تكون علمياً نتيجة لدفن الكائنات الحية (النباتية والحيوانية) بسبب الحركات الأرضية المؤثرة على القشرة الأرضية. ويتميز هذا الخام البترولي بأنه أقل كثافة من الماء وأثقل من الغاز الطبيعي فلو تصادف تواجدهم معا في خزان واحد فيكون ترتيبهم كالآتي : ماء يعلوه بترول ثم يعلوه غاز طبيعي.
وتوجد هناك عدة نظريات علمية تفسر أصل تكوين البترول وأهمها :-
1-النظرية الغير عضوية بناءاً على إمكانية تحضير مركبات مثل غاز الميثان –الأثين – الأستلين – البنزين من مصادر غير عضوية.
2-النظرية العضوية تعتمد على وجود مادة البورفرين والنتروجين في بقايا نباتية وحيوانية.
ولكن في الحقيقة لقد تكون هذا الخام البترولي من أصل عضوي نباتي وهذا يتبين من قوله تعالى يقول الله عز وجل " الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ " يس80 .
وبدراسة دورة الماء في الطبيعة من خلال القرآن الكريم فإنه يمكن استنتاج الكثير عن الحقائق العلمية الخاصة بتواجد البترول والغاز الطبيعي وهل هذا الخام يهاجر من خزان إلى آخر وهل أيضاً البترول مخزون لا ينفذ أما ماذا ؟
بالتفكر والتمعن في قوله تعالى: (أَخْرَجَ مِنْهَا ماءها وَمَرْعَاهَا) [سورة: النازعات - الآية: 31] نجد أن كل ماء الأرض يخرج منها، فلقد تبين علميا أن اغلب الماء إن لم يكن كله يخرج مع البراكين ثم يمر هذا الماء بعدة مراحل حتى يصبح نقيا صالحاً للاستخدام ونوجز تلك المراحل كالآتي :-
1-البراكينحيث يصاحبه كميات هائلة من المياه سواء حدث على سطح القارات أو على قيعان البحار والمحيطات وحينئذ تعرف تلك المناطق المائية التي يحدث بها براكين بالبحر المسجور.
2-الرياحتقوم بدور تلقيح للسحب لقوله تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [سورة: الحجر - الآية: 22] وقال تعالى: (اللّهُ الّذِي يُرْسِلُ الرّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السماء كَيْفَ يشاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فإذا أَصَابَ بِهِ مَن يشاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [سورة: الروم - الآية: 48].
3-أشعة الشمسحيث تتبخر مياه البحار والمحيطات مكونة سحب وعند تلقيحها بواسطة الرياح أو اصطدامها بجسم بارد فتسقط الأمطار، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهّاجاً * وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ ماء ثَجّاجاً) [سورة: النبأ - الآية:13- 14]
4- الجبالالشامخات لها دور فعال في تكوين الثلوج على قممها عند اصطدام السحب بها وعندما ترتفع درجة الحرارة يذوب هذا الجليد مكونا أنهاراً قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم ماءً فُرَاتاً) [سورة: المرسلات - الآية: 27]
5-الصخورحيث تلعب مسامية الصخور دوراً هاماً في تجميع مياه الأمطار على هيئة خزانات جوفية Aquifersوهذا النوع من المياه يعرف بالمياه الجوفية Ground Water.قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ أَنزَلَ مِنَ السماء ماءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأرْضِ ثُمّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمّ يَهِـيجُ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىَ لأولي الألْبَابِ) [سورة: الزمر - الآية: 21] وقال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّاهُ فِي الأرْضِ وَإِنّا عَلَىَ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [سورة: المؤمنون - الآية: 18] وهذه الخزانات الجوفية قد توجد قريبة من السطح أو عميقة ، قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤكم غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بماء مّعِينٍ) [سورة: الملك - الآية: 30]
6-البحار والمحيطات ودورها تعمل كخزان مياه سطحي بلا حدود حيث تتعرض المياه لعملية البخر Evaporationبتأثير أشعة الشمس.
وجه المقارنة بين البترول والماء
1-الخزان: إن تواجد المياه في الأرض يكون على هيئة إسكان إلى أن يشاء الله تعالى. قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء ماء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّاهُ فِي الأرْضِ وَإِنّا عَلَىَ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [سورة: المؤمنون - الآية: 18] بينما تواجد البترول يكون على هيئة مٌكث لقوله تعالى: (.... وَأَمّا مَا يَنفَعُ النّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ ....) [سورة: الرعد - الآية: 17]. ومن هنا يتبين استمرارية المياه في الوجود بينما البترول موجود بصفة مؤقتة وإنه في طريقه للنضوب.
الشكل التالي يبين الخزانات الجوفية في باطن الأرض
2- الهجرة من (الآية: 18 سورة: المؤمنون) و (الآية: سورة: الزمر 21) يتبين أن الماء يهاجر أينما توافر له مسلكا مثل فالق أو صخور ذات مسامية ونفاذية عالية والبترول أيضاً يهاجر إما بداخل الخزان البترولي وتسمى هذه الهجرة بالهجرة الأولية Primary Migration وإما أن يهاجر من خزان إلى آخر وتسمى بالهجرة الثانوية Secondary Migration.
3-الحاجز: إنه عند تقابل ماء النهر العذب بماء البحر المالح فتتكون منطقة تسمى بالبرزخ والحجر المحجور.
قال تعالى: (وَهُوَ الّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مّحْجُوراً) [سورة: الفرقان - الآية: 53]
بينما عند تقابل البترول بالماء الجوفي فإنه يطفو فوق الماء ويتكون بينهما حاجز حيث لا يذوب البترول في الماء . كما بالشكل(2 ، 3).
المراجع:
1-القرآن الكريم
2-www.55a.net
  #534  
قديم 04-05-2008, 05:16 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

هرمون الإزهار … واختلاف الليل والنهار


الأستاذ الدكتور نظمي خليل أبو العطا أستاذ النبات في جامعة عين الشمس سابقاً
مدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين حالياً

قال تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون) سورة البقرة.
هذه الآية من الآيات العظيمة في القرآن الكريم ، والقرآن كله عظيم وقد أمرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نتفكر فيها ، وفي هذا الموضوع سوف نتعرض للتفسير العلمي لقوله تعالى: (واختلاف الليل والنهار ) لنتدبر جانباً من الإعجاز النباتي في الآية السابقة .
1. أهمية النهار لاستمرار الحياة على الأرض :
المعلوم علمياً أن النهار وضوء الشمس وما تمدنا به من حرارة وإشعاعات من أهم العوامل التي سخرها الله سبحانه وتعالى لقيام الحياة واستمرارها على كرتنا الأرضية فعندما يسقط ضوء الشمس على النباتات الخضراء فإنها ، بما أودع الله سبحانه وتعالى فيها من خصائص حيوية ، تحول تلك الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية على هيئة روابط في المواد السكرية ، بعملية البناء الضوئي (Photosynthesis) حيث يثبت النبات ثاني أكسيد الكربون في وجود الماء ولولا عملية البناء الضوئي ما كانت على الأرض أي حياة ، فجميع صور الطاقة على الأرض تقريباً وجميع المواد الغذائية عليها مصدرها عملية البناء الضوئي ولولا الضوء ما تمت تلك العملية ولفنيت البشرية وجميع الكائنات الحية كما حدثناكم سابقاً .
2. أهمية الليل لاستمرار الحياة على الأرض:
تتم عمليات البناء الضوئي داخل أوراق النبات
كما أن أهم العلميات الحيوية تتم في الضوء ، فإنه توجد الملايين من العلميات الحيوية المهمة لا تتم إلا في الليل فالعلماء يقسمون تفاعلات البناء الضوئي إلى تفاعلات الضوء وهي التي لا تتم إلا في الضوء (النهار ) وتفاعلات الظلام وهي تتم في الليل أولاً تحتاج إلى الضوء حتى تتم .
3. أهمية اختلاف الليل والنهار لاستمرار الحياة:
اختلاف الليل والنهار طولاً وقصراً نوراً وإظلاماً برودة ودفئاً من أهم عوامل استمرار الحياة على الأرض ففي النباتات الزهرية إذا لم تتكون الأزهار لا تتكون الثمار ولا الحبوب وهذه الأزهار لا تتكون في أي نبات إلا إذا تكونت فيه أولاً مادة كيميائية حيوية تؤدي إلى عملية الإزهار هذه المادة تسمى هرمون الإزهار (Flowaring Hormone)وهذه المادة تتكون فقط عندما يختلف الليل والنهار في حياة النبات فتكوين هذا الهرمون متوقف على تتابع فترة الإضاءة وفترة الإظلام ومدة كل منهما واستمرارها، وشدة الضوء والظلام .
تتم داخل خلايا أوراق النبات الخضراء عمليات مقعدة تسمىPhotosynthesis

فقد خلق الله سبحانه وتعالى في المملكة النباتية نباتات تحتاج إلى فترة إظلام يومية لا تقل عن عدد معين من الساعات حتى تزهر ولذلك سميت هذه النباتات بنباتات الليل الطويل .
وتوجد أيضاً نباتات تحتاج إلى فترة إضاءة يومية لا تقل عن عدد معين من الساعات حتى تزهر ولذلك سميت بنباتات النهار الطويل .
إذا نقلنا نبات من نباتات الليل الطويل إلى بيئة فيها النهار أطول فإن هذه النباتات تفشل في تكوين الأزهار والثمار والحبوب .
إذا قطعنا ليل النباتات المحتاجة إلى ليل طويل بالضوء الصناعي فإن عملية تكوين هرمون الإزهار تفشل وتقف ، ويقف الإزهار وتكوين الثمار .ولذلك نحذر من الخلل البيئي العظيم الذي ينجم عن استخدام مرآة كبيرة من قبل بعض العابثين لتحويل الليل إلى نهار في بعض أجزاء الأرض ، عندها ستختل العمليات الحيوية للنبات ويحدث إفساد كبير في البيئة المضادة
توجد في الكائنات الحية الأخرى غير النبات كائنات حية لا تنشط إلا في الليل وأخرى لا تنشط إلا في النهار.
توجد جراثيم لا تخرج من مكامنها إلا ليلاً وأخرى لا تخرج إلا نهاراً .
الهائمات البحرية تصعد إلى الطبقات السطحية للمياه في الصباح وتهبط إلى الطبقات السفلية في وسط النهار.
وجد بالتجربة أن طبقة الأوزون تحمي كائنات الأرض من شدة الإضاءة ونوعيتها وزيادة الضوء عن الحد المقدر يؤدي إلى هلاك الكائنات الحية ، فعندما زادت كمية الضوء وتغيرت نوعيتها بالنسبة إلى بعض النباتات انخفضت نسبة البروتين فيها 20% عن المعدل ووجد أن الليل ضروري لحماية تلك النباتات والحفاظ عليها من الهلاك .
مما سبق ومن غيره من الحقائق العلمية نرى أن خلق الليل ضروري لاستمرار الحياة على الأرض وعندما بحثت في آيات القرآن الكريم التي تتكلم عن الليل والنهار وجدت أن كلمة الليل في كثير منها تسبق كلمة النهار ، وهذا يدل على أن الليل ضروري ومفضل في القرآن الكريم مثله مثل النهار تماماً .
وأيضاً فإن النهار حيوي وضروري واختلاف الليل والنهار قصراً وطولاً ضروري من الناحية العلمية وعلى من ينكر آيات الله أن يثبت لنا عكس ذلك.
فهل بعد ذلك نقول : أن الكون خلق صدفة وبعشوائية كما يقول الدارونيون والعلمانيون الماديون القارونيون ؟ أم أن كل شيء خلقه الله تعالى بقدر !!.
ـــــــــــــــ
التواصل مع المؤلف :
[email protected]
  #535  
قديم 04-05-2008, 05:18 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا

دكتور/ أحمد مليجي
أستاذ مساعد في مجال الجيولوجيا البيئية
قسم العلوم الجيولوجية - المركز القومي للبحوث- الدقي- القاهرة
قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا﴾ [سورة الأعراف].
أقوال المفسرين في الآية :
في تفسير تأويل قوله تعالى «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ» [سورة الأعراف:58].
ذكر الطبري: القول في تأويل قوله تعالى « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ»، أي والبلد، الطيبة تربته العذبة مشاربه، يخرج نباته إذا أنزل الله الغيث، وأرسل عليه الحيا بإذنه، طيبا ثمره في حينه ووقته، وقوله تعالى «وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا» أي والذي خبث فردؤت تربته وملحت مشاربه لا يخرج نباته إلا نكدا.
وجاء في تفسير القرطبي: قوله تعالى « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا »، أي التربة الطيبة والخبيثة التي في تربتها حجارة أو شوك؛ وقيل: معناه التشبيه، شبه تعالى السريع الفهم بالبلد الطيب، ومتبلد الفهم بالذي خبث؛ وقيل: هذا مثل للقلوب؛ فقلب يقبل الوعظ والذكر، وقلب فاسق ينبو ويعرض عن ذلك.
وذكر ابن كثير: « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ » أي والأرض الطيبة يخرج نباتها سريعا حسنا، وقوله تعالى « وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا » قال مجاهد وغيره كالسباخ ونحوها، وقال علي ابن أبى طلحة عن ابن عباس في هذه الآية هذا مَثل ضربه الله ليبين الفروق بين المؤمن والكافر.
وجاء في فتح القدير: قوله تعالى « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ »، أي التربة الطيبة يخرج نباتها بإذن الله وتيسيره إخراجا حسنا تاما وافيا ، « وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا » أي والتربة الخبيثة لا يخرج نباتها إلا نكدا، أي لا خير فيه، قيل ومعنى الآية التشبيه، شبه الله تعالى السريع الفهم بالبلد الطيب، والبليد بالبلد الخبيث، ذكره النحاس وقيل: هذا مثل للقلوب فشبه القلب القابل للوعظ بالبلد الطيب والنائي عنه بالبلد الخبيث ، قاله الحسن. وقيل: هو مثل لقلب المؤمن وقلب المنافق، قاله قتادة ، وقيل: هو مثل للطيب والخبيث من بني آدم.
وجاء في تفسير الظلال: بأن الله عز وجل شبه قلب الإنسان بالتربة الزراعية، حيث تنبت المشاعر والأحاسيس والنوايا والاتجاهات في قلبه، لذلك فالقلب الطيب ينبت فيه الخير، مثل الأرض الطيبة التي تنبت الثمار الناضجة، والقلب الخبيث ينبت فيه الشر، مثل الأرض الخبيثة التي لا تنبت إلا هشيما. فالقلب الطيب يهدي لله ويعمل بما جاء في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والقلب الخبيث كالأرض البور يصد عن ذكر الله، ولا يخرج منه إلا نكدا على نفس صاحبه وعلى المحيطين به من البشر.
الدلالات اللغوية:
من التأملات اللغوية في دلالات بعض الألفاظ القرآنية الواردة في الآية الثامنة والخمسين من سورة الأعراف كما يلي:
أولا: قوله تعالى: (الطيب):
جاء في المعاجم: الطَّيِّبُ: أي كل ما تستلذه الحواس أو النفس: و كل ما خلا من الأذى والخبث ، ومن تخلى عن الرذائل وتحلى بالفضائل ، فيقال فلان طيب القلب: أي طاهر الباطن ، وبلدة طيبة: أي كثيرة الخير آمنة أو مأمونة من الآفات، وتربة طيبة: أي جيدة طاهرة تصلح للنبات. و طُعمة طيبة: حلال ، و ريح طيبة: لينة، و نكهة طيبة: ذكية الرائحة لا نتن فيها.
ثانيا: قوله تعالى: (خبث):
جاء في المعاجم: خَبُثَ: الشئُ – خُبثـَا، وخَباثَةً، وخَباثـيةً أي صار فاسدا رديئا مكروهَا. وفلان: صار ذا خُـبْثٍ فهو خبيثٌ وجمعها خٌبَثَاء ، وخُبُـثٌ ، وخَبَثَـة ، وأخباثُ. (جج) الأخير: أخابيث: وهي خبيثة، (ج) خبائث.
ثانيا: قوله تعالى: (نكدا):
فالنكد: العسر بشدته الممتنع من إعطاء الخير على وجه البخل ، تقول: نكد ، ينكد، نكدا. و"نكدا" بفتح الكاف، هو مصدر بمعنى ذا نكد، وجاء في المعاجم أيضا: النَكِدُ: الشحيح والقليل النفع ، والنَّكَـدُ: أي كل شئ جر على صاحبه شرا ، ويقال أرض نكدة أي قليلة الخير.
من الدلالات العلمية:
في قوله تعالى « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ » [سورة الأعراف:58].
أولا: خروج النبات طيبا:
تشير الآية الكريمة من قوله تعالى « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ.....» إلى أن البلد، الطيبة تربته، العذبة مشاربه (كما جاء في تفسير الطبري)، يخرج نباته بإذن الله وتيسيره إخراجا حسنا تاما وافيا في حينه ووقته (كما جاء في تفسير فتح القدير). كما يشير قوله تعالى « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ » إلى خروج النبات طيبا – بحول الله وقدرته – من خلال وسط بيئي موزون ، كما أشار المولى عز وجل إلى ذلك في موضع آخر قائلا « وأنبتنا فيها من كل شئ موزون » [سورة الحجر:19]. ويعتبر هذا التقدير الدقيق هو الأصل في خلق الله عز وجل للنبات الطيب ، وهو الظاهرة العامة في توازن الوسط البيئي كما بين المولى سبحانه وتعالى «وكل شئ عنده بمقدار » [سورة الرعد:8]، وقال عز من قائل: « إنا كل شئ خلقناه بقدر » [سورة القمر:49]، وقال عز وجل « وإن من شئ إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم » [سورة الحجر:21].
ولقد وضح الله عز وجل خطوات إخراج النبات في صورته البهيجة في تسلسل علمي غاية في الدقة، و هذا ما أشارت إليه الآية الخامسة من سورة الحج ، حيث قال عز من قائل: «وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ و َأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ «، حيث تشير هذه الآية إلى عملية إنزال المطر، ثم يليها عملية اهتزاز التربة، و ما يتبعها من عملية ربُوّ التربة و زيادتها، وذلك نتيجة نشاط عمليات التجوية الجيوكيميائية و ما يصاحبها من انفصال العناصر المغذية للنبات، وأخيرا يخرج النبات طيبا بهيجا.
ولقد تناول الباحث بإسهاب الإعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة في المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدبي 2004 م، موضحا التسلسل الدقيق و التوازن البديع لخروج النبات طيبا بهيجا، في وسط طيب جميل ، من أجل الإنسان. فقد بين الله عز وجل في موضع آخر تتابع عملية الإنبات من خلال الإشارة القرآنية المعجزة في الآيات الكريمات التي جمعت بين صب الماء، وشق الأرض، والإنبات في تسلسل دقيق معجز يقول ربنا (تبارك وتعالى): « فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ، فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ« [سورة عبس:24-32]. وهذا التسلسل المعجز في تسع آيات قصار ، تشكل الطعام الرئيسي المتنوع في محتوياته ومكوناته المغذية لكل من الإنسان والأنعام، ولذا خُتمت بقول الحق (تبارك وتعالى): «مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ«. ومن هنا أكد الله عز وجل في موضع آخر من سورة السجدة (آية:27) على أهمية الزرع لكل من الحيوان والإنسان قائلا « أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ «. وتشير هذه الآية الكريمة إلى أهمية الزرع لكل من الأنعام والإنسان ، ولذا نجد من خطورة التلوث أنه يصيب كل من النبات والحيوان والإنسان ويدمر الجميع. وتقديم الأنعام على الإنسان في قوله تعالى « فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ « يشير إلى أهمية النظام الغذائي للحيوان الذي يعتمد على النبات كمصدر وحيد للغذاء ، أما الإنسان فيعتمد في طعامه على كل من الإنتاج النباتي والحيواني. ولكن عندما اخترق الإنسان هذه السنة الكونية، و أصبح يُطعم الأنعام طحينا حيوانيا من أجل زيادة الإنتاج الحيواني في وقت وجيز، فكانت الكارثة الكبرى بظهور مرض جنون البقر وأمراض أخرى عديدة مما أدى إلى هلاك الملايين من رؤوس الماشية ، ولذلك عقـََّب الله، سبحانه وتعالى، هذه الآية بـ «أفلا يبصرون« أي اعتبروا أيها الناس بهذا المنهج الرباني ولا تخالفوه.
ثانيا: خبث الوسط:
يُعرّف علماء البيئة خبث الوسط البيئي، بأنه: تغيير في الخواص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية المحيطة بالإنسان – من ماء وتربة وهواء – و الذي قد يسبّب أضرارا لحياة الإنسان أو غيره من الكائنات الحية الأخرى. وقبل أن نوضح أسباب خبث الوسط البيئي، نجد أنه من الأهمية بمكان، أن نعرّف باختصار شديد مكونات الوسط البيئي وكيفية توازنه الرائع بقدرة الخالق سبحانه وتعالى، وذلك كمدخل لمعرفة تحول الوسط البيئي من الحالة الطيبة التي خلقها الله بقدرته من أجل الإنسان، إلى الحالة الخبيثة التي فعلها الإنسان بيديه. فما هي المكونات الأساسية للوسط البيئي؟
المكونات الأساسية للوسط البيئي
المكون الأساسي الأول للوسط البيئي: الماء
الماء هو أصل الحياة. ولا يمكن الاستغناء عنه، وصدق الحق – عز وجل – حين قال في محكم كتابه :« وجعلنا من الماء كل شيء حي « [سورة الأنبياء:30]. فالماء معجزة من معجزات الخالق سبحانه وتعالى، وهو النعمة المهداة من الخالق العظيم إلى جميع مخلوقاته، حتى تستمر الحياة إلى ما شاء الله لها أن تكون. وقال تعالى « هُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُون، يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَْعْنابَ وَمِن كُلِّ الَّثمَراتِ إِنَّ في ذلِكَ لأَيَةً لِّقَوْم يَتَفَكَّرُون « [سورة النحل: 10-11].
و يتكون الماء من أجسام متناهية الصغر، تسمى "جزيئات". و قطرة الماء الواحدة تحتوي على الملايين من هذه الجزيئات، وكل جزيء من هذه الجزيئات يتكون من أجسام أصغر تسمي ذرات، ويحتوي جزيء الماء الواحد على ثلاثة ذرات مرتبطة ببعضها برابطة تساهمية (Covalent Bond)، هما ذرتي الهيدروجين والأكسجين وتشكلان زاوية مقدارها 105 درجات. وتركيبه الكيميائي كما هو معروف (H2O) (شكل 1). ولذلك كان من بديع صنع الله الخالق – سبحانه وتعالى– و روائع حكمته أن جعل هذا البناء الجزيئي الفريد للماء ما يميزه عن غيره من السوائل والمركبات الهيدروجينية، ويتضح ذلك في قطبيته الكهربية الواضحة التي جعلت منه أقوى مذيب على سطح الأرض، وجعلت لجزيئاته قوة تلاصق وتماسك عالية جدا فيما بينها، وذلك لترابط جزيئات الماء فيما بينها برابطة تعرف باسم الرابطة الهيدروجينية.
شكل (1): يبين تركيب جزئ الماء.
وبالإضافة إلى ذلك فإنه من فضل الله على عباده ورحمته ولطفه بهم أنه ينزل ماء المطر من السماء خاليا من الشوائب، وفي غاية النقاء والصفاء عند بدء تكوينه، ويظل الماء نقيا إلى أن يصل إلى سطح الأرض، كما قال تعالى « وأنزلنا من السماء ماءا طهورا« [سورة الفرقان: 48]. ومن خصائصه أنه سائل لا لون و لا طعم و لا رائحة له، إذا كان نقيا، وهو متعادل (أي ليس بحمضي ولا قلوي)، إذا كان في حالته النقية ، فقيمة مقياس رقمه الهيدروجيني هي 7 – سبحان الله – وإذا تدخل الإنسان وغيَّر من هذه الخصائص فإنه يتحول من حالته المتعادلة، ليصبح حمضيا أو قاعديا ، كما سيأتي ذكره، مسببا مشاكلا بيئية كثيرة، تؤدي إلى خبث الوسط البيئي.
المكون الثاني للوسط البيئي: التربة
التربة هي خليط مختلف التراكيب من معادن نتجت من عمليات التجوية Weathering الفيزيائية والكيميائية والحيوية للصخور والرواسب المكونة لمادة الأصل Parent material ، ومواد عضوية نتجت من النشاط الحيوي للكائنات الحية بأنواعها المختلفة.
هذه المواد المعدنية والعضوية تكونان معا الطور الصلب Solid phase من نظام التربة، ويمثل الطور الصلب حوالي 50 ٪ من حجم التربة (45٪ مواد معدنية ، 5٪ مواد عضوية). والمكونات الأخرى لنظام التربة هما الطور السائل Liquid phase والطور الغازي Gaseous phase ، وكلاهما معا يكونان حوالي نصف حجم نظام التربة، و تختلف نسبة كل منهما للآخر، حسب الظروف المناخية، و ظروف الري و الصرف، و امتصاص الماء بواسطة النبات.
و تتكون التربة الأرضية في قطاعها العلوي أساساً من: معادن الصلصال، و السيلت، و حبات الرمل. و تختلف أنواع التربة بتعدد أنواع الصخور التي تنشأ منها، و على الرغم من ذلك تبقى المعادن الصلصالية من أهم المعادن التي يعتمد عليها النبات، حيث تنفصل منها العناصر المغذية للنبات، مثل البوتاسيوم، و الكالسيوم، و الماغنسيوم. و ذلك في معظم أنواع الترب الأرضية. كما تعتبر المعادن الصلصالية الموجودة في التربة أكثر شراهة للماء، فإذا وصلها الماء امتصته بسرعة، فتتميأ، مما يؤدي إلى زيادة حجمها، ثم تهتز و تربو إلى أعلى، لتفسح طريقا آمنا لسويقة النبتة المنبثقة من داخل البذرة المدفونة في التربة. و التربة بذلك تعتبر وسطا رئيسيا لخروج النبات طيبا نقيا، و ذلك ما لم يتدخل الإنسان بإفسادها و تغيير هذا الوسط، و ذلك بتغيير مقياس الرقم الهيدروجيني. فعندما يقل الرقم الهيدروجيني عن سبعة يصبح وسط التربة حمضيا، و إذا زاد الرقم الهيدروجيني عن سبعة يتحول إلى وسط قاعدي. و في كلا الحالتين تحدث مشاكل عديدة للنباتات المتواجدة تحت هذه الظروف.
المكون الثالث للوسط البيئي: الهواء
يحتوي الهواء على نسبة كبيرة تمثل (99 ٪ تقريبا ) من غازي النيتروجين (N2)، و الأكسجين (O2)، و يعتبر غاز النيتروجين صاحب النصيب الأوفر من هذه النسبة، حيث يمثل (78 ٪)، و هو غاز خامل لا يساعد على الاشتعال و غير قابل للذوبان في الماء. و من آيات الله سبحانه و تعالى، أن نسبة غاز النيتروجين العالية مقدرة تقديرا دقيقا من قبل الخالق العليم الخبير. إذ لو كانت نسبته أقل من ذلك و حدث أن سقطت شرارة كهربائية من الفضاء الخارجي نحو الأرض، لاحترق كل شئ على سطح الأرض.
أما الأكسجين فيمثل (21٪) و هو غاز نشيط يساعد على الاشتعال، و قابل للذوبان في الماء من أجل الأحياء المائية، التي تعتمد أساسا في حياتها على الأكسجين المذاب في الماء، و الذي يتجدد من خلال قدرة الماء على امتصاصه و احتوائه.
أما النسبة الباقية (1٪) فيمثلها عدد كبير من الغازات، منها غاز الأرجون (0.94 ٪)، و ثاني أكسيد الكربون (0.3 ٪) و الهيدروجين (0.01 ٪)، إضافة إلى: أول أكسيد الكربون، و ثاني أكسيد الكبريت، و الهيليوم، و الميثان، و الأوزون، و الكربيتون، و النيون، و الزينون، و غيرها. و النسبة الضئيلة جدا من ثاني أكسيد الكربون (0.3 ٪)، مقدرة تقديرا دقيقا من قبل الله عز و جل، و هي بمثابة صوبة الأرض، حيث أودع الله فيها خاصية امتصاص الموجات الحرارية الأرضية (الأشعة تحت الحمراء)، و الاحتفاظ بها في الغلاف الجوي بما يعطي لهذا الغلاف هذه الدرجة المناسبة من الحرارة التي تسمح بوجود الحياة.

يتبـــــــــــــــــــــــــع
  #536  
قديم 04-05-2008, 05:19 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع ...... وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا

و هناك مصادر عديدة تؤدي إلى تلوث الهواء، منها : انبعاث الغازات السامة من المصانع و المركبات و استخدام الطاقة. و قد تبين للعلماء أن تزايد نسبة ثاني أكسيد الكربون لا ترجع فقط إلى تزايد استهلاك مصادر الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، الغاز الطبيعي)، و إنما ترجع أيضا نتيجة التدهور و الدمار الذي أصاب الغطاء النباتي، و هو المختزل الرئيسي لثاني أكسيد الكربون.
أهم أسباب خبث الوسط البيئي:
يشير قوله تعالى «... وَالَّذِي خَبُثَ...» إلى خبث الوسط البيئي الذي يحيط بالمحتوى الحيوي، فإذا تأثر هذا الوسط بأي من ملوثات التربة أو الماء أو الهواء، فإنه يؤثر تأثيرا سلبيا على نوعية خروج النبات، فيحوله من نبات طيب إلى نبات نكد، و هذا يؤكد ما جاء في تفسير الطبري (رحمه الله) والذي خبث، فردؤت تربته وملحت مشاربه، لا يخرج نباته إلا نكدا.
ومن أهم أسباب خبث الوسط البيئي هي: عملية التمليح، عملية الصودية، عملية التحميض، التلوث بالفلزات الثقيلة. و التي نتناولها بشئ من التفصيل في السطور التالية.
1. عملية التمليح (Salinization)
تـُعرف التربة الملحية عادة على أن توصيلها الكهربائي لعجينة التربة المشبعة أكبر من المدى 4 مليموز/ سم ، والنسبة المئوية للصوديوم المتبادل (ESP) أقل من 15 ، ونسبة الصوديوم المدمَص (SAR) أقل من 13. و الكاتيونات الهامة التي توجد في التربة الملحية هي: الصوديوم (Na+)، و الكالسيوم (Ca2+)، والماغنسيوم (Mg2+)، و البوتاسيوم (K+). أما الأيونات الأساسية فهي: أيونات الكلور (Cl-)، و الكبريتات (SO4--)، و البيكربونات (HCO3-)، و الكربونات (CO3--)، و النيترات (NO3-)، ويتواجد أيون البيكربونات نتيجة لتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع الماء، ويكون مصدر ثاني أكسيد الكربون إما الهواء أو نتيجة لتنفس جذور النبات وميكروبات التربة. وعادة ما يتواجد أيون الكربونات فقط عند الرقم الهيدروجيني (pH) أعلى أو يساوي 9.5. وعند تجمع الأملاح الذائبة نجد أن أيون الصوديوم يصبح هو الأيون السائد على مقعد التبادل، و يؤدي إلى تفريق حبيبات التربة، و هذا بالتالي يؤدي إلى عديد من المشاكل الفيزيائية في التربة، مثل: سوء الصرف، والنفاذية. وسيادة عنصر الصوديوم في عملية التبادل الكتيوني يؤدي إلى إحلال الصوديوم محل الكالسيوم و الماغنسيوم المتبادل في التربة، و ترسيب أيونات الكالسيوم و الماغنسيوم على صورة كربونات كالسيوم و ماغنسيوم.
2. عملية الصودية (Sodication)
و من مظاهر خبث الوسط البيئي كذلك عملية الصودية، و هي تعني زيادة نسبة الصوديوم، حيث يكون فيها النسبة المئوية للصوديوم المتبادل (ESP) أعلى من 15 ، والتوصيل الكهربائي لمستخلص عجينة التربة المشبعة أقل من المدى 4 مليموز/سم ، و الحد الأدنى لنسبة الصوديوم المدمص (SAR) في مستخلص عجيبة التربة المشبعة هو 13 ، و ينحصر مدى الرقم الهيدروجيني (pH) للتربة الصودية بين 8.5 – 10، ويعزى ذلك إلى تحلل كربونات الصوديوم (Na2CO3). وتتواجد أيونات الكلوريد و الكبريتات و البيكربونات في محاليل التربة الصودية بكميات كبيرة و بدرجة أقل من الكربونات. و نتيجة ارتفاع الرقم الهيدروجيني و وجود الكربونات يحدث ترسيب لأيونات الكالسيوم و الماغنسيوم، و بالتالي تكون كمية الكالسيوم و الماغنسيوم في المحلول الأرضي قليلة. و تتميز الأراضي القلوية بالخواص الطبيعية السيئة، مثل: سوء التهوية، و النفاذية، و الرشح، التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بسيادة كاتيون الصوديوم على مقعد التبادل، بالإضافة لوجود سيليكات الماغنسيوم المترسبة خلال تكوين الأراضي القلوية.
3. عملية التحميض (Acidification)
و تعرف عمليات التحميض بأنها زيادة ثاني أكسيد الكبريت (SO2) والذي يسبب تكون حمض الكبريت (H2SO4)، و أكاسيد الآزوت المختلفة الذي يؤدي إلى تكون حمض الآزوت (HNO3)، و من هنا يتبين لنا أن الأمطار الحمضية تتشكل نتيجة لتلوث أجواء البلاد الصناعية بالغازات الحمضية، كثاني أكسيد الكبريت و أكاسيد الآزوت المختلفة كما يتضح من (شكل 2)، و التي يعطي تفاعلها مع الرطوبة الموجودة في الغيوم قطرات الحموضة مع الأمطار أو الثلوج، لتضاف إلى المحتوى المائي على سطح الأرض كالبحيرات والأنهار و النباتات، مما يؤدي إلى تلوثها.
شكل (2) : يبين سقوط الأمطار الحمضية نتيجة لتلوث أجواء البلاد الصناعية بالغازات الحمضية كثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد الآزوت المختلفة.
4. التلوث بالفلزات الثقيلة (Heavy ****ls)
تعتبر الفلزات الثقيلة، مثل: الرصاص، و الزئبق، و الكادميوم، و الزرنيخ، و السيلنيوم، من أخطر المواد السامة التي تلوث التربة و الماء و الهواء، مسببة أضرارا فادحة بالإنسان و الحيوان و النبات. و من أهم مصادر هذا التلوث: مخلفات و نفايات المصانع، و صهر المعادن، و احتراق الفحم، و عوادم المركبات.
و يتم انتقال العناصر الثقيلة من الجزء الصلب (التربة) إلى قمة النبات عن طريق خمس خطوات أساسية، و تعرف باسم العمليات التي تتحكم في صلاحية العناصر (Availability of elements) و هي كما يلي:
أ‌) ذائبية وتحرر العناصر (Desorption or dissolution):
و هذه الخطوة قد تكون سريعة أو بطيئة و يتوقف ذلك على العنصر نفسه، و تقل صلاحية العنصر للنبات إذا ما كان انطلاق وتحرر العنصر من الصورة الصلبة ضعيفا، أو درجة ذوبان الصورة الصلبة ضعيفا.
ب) الانتشار (Diffusion)
و هذه الخطوة تكون بطيئة جدا للعناصر الصغرى و ذلك لأن انخفاض تركيز هذه العناصر في المحلول الأرضي ينتج عنه صغر كمية الأيونات التي تتحرك بواسطة الانتشار. أما بالنسبة للعناصر الأخرى التي تتواجد بتركيزات كبيرة في المحلول فيكون الانتشار هاما جدا وسريعا.
جـ) الامتصاص أو الترسيب (Sorption or precipitation)
يحتمل أن يحدث امتصاص على حبيبات التربة بعد تحرره و انطلاقه و ذلك قبل أن يصل إلى الجذر. و هذه العملية قد تحد من حركة صور بعض العناصر في التربة التي تحتوي على مستويات عالية من الطين و الهيومس.
د) الامتصاص بواسطة الجذور (Absorption by roots )
يتوقف امتصاص العناصر بواسطة الجذور على تركيز هذه العناصر في المحلول الأرضي القريب من الجذور، و ينشأ ما يسمى تأثير منطقة الجذور (Rhizosphere effect). و يتم ذلك عن طريق تغيير خواص التربة في هذه المنطقة، مثل: درجة الحموضة pH، و جهد الاختزال (Redox potential).
هـ) انتقال العنصر داخل النبات (Trans******** in plant)
انتقال العناصر من الجذور إلى قمة النبات يعتبر الخطوة الأخيرة في صلاحية العناصر. و هي عملية بيولوجية تخرج عن نطاق كيمياء التربة. و سلوك انتقال العناصر داخل النبات يعتبر عملية معقدة، و لكن أفضل ما يشار إليها علميا هي اختلاط الماء بأنسجة النباتات و خلاياه.
ثالثا: خروج النبات نكدا:
تشير الآية الثامنة والخمسين من سورة الأعراف التي نحن بصددها في قوله تعالى « وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا» إلى تأثر النبات بما يحيط به من وسط، و عند خبث الوسط يتبعه ظهور النبات نكدا، و كما جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى «نَكِدًا» و هو العسر الممتنع من إعطاء الخير.
و مما لاشك فيه، فإن جميع ما ذكرناه من ظواهر بيئية، ( كالتمليح، وزيادة الصودية، و التحميض، و زيادة تركيزات العناصر الثقيلة )، تؤدي جميعا إلى تحول الوسط الطيب الجميل إلى وسط خبيث، يُخرج نباتا نكداَ.
و سوف نحاول – بإذن الله – في الفقرات القادمة توضيح بعض الدراسات الميدانية للدور الذي تلعبه الظواهر البيئية، السابق ذكرها، في خبث الوسط وخروج النبات نكدا، وذلك كما يلي:
1. تأثير التمليح و الصودية على نكد النباتات:
تؤثر ملوحة و صودية التربة بدرجة كبيرة على نمو النبات كما في (شكل 3). فالصودية يمكن أن تسبب سُمّية النباتات، بالإضافة إلى مشاكل التغذية المعدنية مثل نقص الكالسيوم.
ولقد قام الباحث باستخدام معايير قياس الصودية بواسطة نسبة الصوديوم المدمص (SAR) في منطقة بهتيم (شمال القاهرة).
ولقد أكدت الدراسة على زيادة نسبة الصودية في التربة نتيجة لزيادة كل من ملوثات صرف المصانع، ومعدل انفصال الصوديوم من عملية التجوية الجيوكيميائية. و لتقييم مدى خصوبة التربة، أدخلت النتائج الجيوكيميائية المتكاملة التي حُصل عليها في نموذج ديناميكي (نموذج البروفيل)، و ذلك لحساب معدلات التجوية الكيميائية. و لقد وجد أن انفصال العناصر المغذية للتربة في المنطقة الصناعية الملوثة، يقدر بحوالي (6.47 كيلومكافئ/هكتار/سنة)، و كانت معدلات انفصال العناصر الرئيسية المغذية للتربة تشير بارتفاع تركيزات الصوديوم كالتالي: صوديوم ( 3.29 كيلومكافئ/هكتار/سنة)، كالسيوم (1.63 كيلومكافئ/هكتار/سنة)، ماغنسيوم (1.39كيلومكافئ/هكتار/سنة)، بوتاسيوم (0.16 كيلومكافئ/هكتار-سنة).
شكل (3) : يبين تأثير الملوحة والصودية على النبات .
أما في التربة الملحية، فإن وجود تركيزات عالية من الأملاح الذائبة، مثل: أملاح الكلوريد، والكبريتات، والبيكربونات، والصوديوم، والكالسيوم، وأحيانا البوتاسيوم، يؤثر تأثيرا سيئا على النبات نتيجة لخفض الجُهد الأسموزي. و لذا نجد في أماكن متعددة بمصر حيث تتحول الأراضي من تربة خصبة، فيها نباتات مثمرة، إلى تربة ملحية، تظهر بها نباتات نكدة، كما يتضح من (شكل 4 ).
أ‌) المنطقة جيدة ب) المنطقة تأثرت جـ) المنطقة بعد زيادة
قبل زيادة الملوحة جزئيا بالملوحة الملوحة و ظهور
و بداية تدمير النبات نباتات نكدة
شكل (4): خطوات زيادة الملوحة في منطقة الفيوم بمصر وظهور نباتات نكدة.
2. تأثير المطر الحمضي على نكد الغابات:
لقد أثبتت كذلك دراسات الباحث منذ ما يزيد عن عشر سنوات ، أن سقوط الأمطار الحمضية على الغابات في الجمهورية التشيكية أخذت تتزايد، لدرجة أنها بدأت تؤثر على المحيط الحيوي برمته، و تهدد الغابات و الأشجار و تصاب بظاهرة الموت التراجعي "Dieback" ، حيث تموت الأشجار واقفة كما يقولون، إذ تتلف الأوراق العلوية المعرضة مباشرة للمطر الحمضي، والذي يقتل المادة الخضراء فيها، ثم ينتقل التأثير بعد ذلك إلى الأوراق التحتية كما في (شكل ).
و لقد أكدت الدراسات أن مساحة كبيرة من الغابات تقدر بنحو 560 ألف هكتار أي حوالي 7‚7٪ من مجموع مساحات الغابات في ألمانيا قد دمرت أو أتلفت بدرجات متفاوتة، نتيجة المطر الحمضي والضباب الحمضي.
و يشكل إنتاج الغابات نحو 15٪ من الإنتاج الكلي للمادة العضوية على سطح الأرض. و يكفي أن نتذكر أن كمية الأخشاب التي يستعملها الإنسان في العالم تزيد عن 2.4 مليار طن في السنة، كما إن غابات الحور المزروعة في واحد كيلومتر مربع تطلق 1300 طن من الأكسجين، و تمتص نحو 1640 طنا من ثاني أكسيد الكربون خلال فصل النمو الواحد. و مما لاشك فيه أن هذا الدمار الكبير يحدث نتيجة تزايد الأمطار الحمضية، و يؤدي إلى جعل الغابات نكدة لما لها من تأثير مخل للنظام البيئي.
شكل (5): يوضح أثر المطر الحمضي على نكد الغابات.
كذلك تؤثر الأمطار الحمضية في النباتات الاقتصادية ذات المحاصيل الموسمية، فهي تجرد الأشجار من أوراقها، وبالتالي تجعل الامتصاص يضطرب في الجذور، و هذه النتيجة تؤدي لحدوث خسارة كبيرة في المحاصيل، علما بأن أكثر الأشجار تأثرا بالأمطار الحمضية هي الصنوبريات في المرتفعات الشاهقة، نظرا لسقوط أوراقها قبل أوانها، مما يفقد الأخشاب جودتها، و بذلك تؤدي إلى خسارة اقتصادية تتمثل في تدمير الغابات وتدهورها.
3. تأثير الفلزات الثقيلة على نكد الزروع:
قد تظهر النباتات يافعة وجميلة. و لكن للأسف الشديد تكون أكثر فتكا وهلاكا إذا نمت وأينعت في وسط بيئي خبيث مليء بالعناصر الثقيلة، الناتجة من مخلفات و نفايات المصانع و غيرها. و هذه النباتات الملوثة بالعناصر الثقيلة تعتبر مثل القنبلة الموقوتة، فإذا ما أكلها الإنسان فتكت بأحشائه مسببة له مشاكل صحية عديدة. فمثلا زيادة تركيزات الرصاص، داخل المحاصيل الزراعية، تسبب إصابة الإنسان بأمراض في الجهاز العصبي والهضمي والكلى والدم، فضلا عن مرض الأنيميا. و يعد الرصاص من أهم العناصر الثقيلة التي تساهم في التأثير على مخ الأطفال خاصة والكبار عامة. كما يعتبر الزئبق من المعادن التي قد تختلط مركباته بالتربة و الماء ، و يسبب التلوث بمركبات الزئبق في إصابة الإنسان بالأمراض السرطانية واضطرابات في الجهاز العصبي المركزي والتهاب اللثة والكلى. و يعتبر مثيل الزئبق (Methyl Mercury) من أحد مركباته العضوية، والتي لها قدرة كبيرة على الذوبان في الشحم و الأعصاب المحيطة، و ينتقل عبر مشيمة الحامل إلى الجنين مسبباً تشوهات خلقية و عقلية. و يعتبر الكادميوم من المعادن التي تلوث التربة و الماء و المحاصيل الزراعية.
يتبـــــــــــــــــــــع
  #537  
قديم 04-05-2008, 05:21 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع ...... وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا

و لقد دلت الدراسات على إن تلوث التربة و الماء بالكادميوم يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض الكلى والرئة و القلب والعظام.
المبادرات الدولية تجاه المشاكل البيئية
إن موضوع خبث الوسط البيئي وخروج النباتات نكدة، من الموضوعات الخطيرة، ولذا نجد أن العالم قد توجّه إلى محاولة حل كثير من المشاكل البيئة ودراسة أسباب خبث الوسط البيئي. و لقد عُقدت العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية في هذا الشأن، نذكر بعضها بإيجاز:
· ففي عام 1954م عقد مؤتمر دولي لمنع تلوّث البحار بالنفط.
· وفي عام 1968م عقد مؤتمر للبيئة من قبل الجمعية العامّة للأممّ المتّحدة للبحث عن حلول لمشكلات التلوّث وغيرها.
· وفي عام 1972م عقد مؤتمر للأمم المتحدة في مدينة استوكهلم السويدية وحضرته كافّة الدول.
· وفي عام 1975م عقدت ندوة عالميّة للتربية البيئية والبحار في بلجراد.
· وفي عام 1978م عقدت ندوة في مدينة تبليس في جورجيا للتعليم البيئي والتوعية البيئيّة. وفي نفس العام أصدرت الجمعية العامة للأمم المتّحدة قراراً حول البيئة.
· وفي عام 1992م عقد مؤتمر الأمم المتّحدة للبيئة والتنمية في البرازيل ، عرف بقمّة الأرض ، وشاركت فيه 178 دولة.
· وفي عام 1995م عقد المؤتمر العالمي للمناخ في برلين الألمانية.
وأخيراً شارك الباحث في المؤتمر السابع لتحميض الأمطار 2005 ، في مدينة براغ، وذلك لحماية المكونات البيئية المختلفة من تلوث الأمطار الحمضية والذي يحول النبات إلى نبات نكد.
و هذا ما تمت مناقشته في المؤتمر وأخذت من أجله التوصيات في ختام المؤتمر و كأن حال المؤتمريين يتمحور في الحفاظ على النظام البيئي وعناصره من هواء و تربة و ماء على هدي ما قاله الله عز و جل : « ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» [سورة الروم : 41].
هدي الإسلام في رعاية البيئة النباتية:
نستطيع أن نقول أن الزراعة من أهم الموارد الأساسية التي تحمي بيئة الأرض، و أن حياة جميع الكائنات مرهونة بالورقة الخضراء و لذا أولاها الإسلام عناية متميزة. ولقد نهى الإسلام عن الفساد وإتلاف الزرع والحرث بقطعه أو حرقه لغير منفعة، فقال الحق، عز وجل، : « وإذا تولى سعى في الأرضِ ليُفسدَ فيها ويهلكَ الحرثَ والنسل واللهُ لا يحبُ الفساد» [سورة البقرة: 20]. ولقد حضت السنة النبوية الشريفة كذلك على الاهتمام بالنباتات ورعايتها. فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً؛ فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة) رواه البخاري، وعن أنس أيضا، كما أخرجه مسلم في كتاب [المساقاة]، باب (فضل الغرس والزرع)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) رواه ابن عدي.
ولا شك أن تلوث النبات هو ضرر يحيق بالبيئة الزراعية، وينتقل أثره بالتالي إلى كل الكائنات الحية التي تعتمد في غذائها على النباتات بما في ذلك الإنسان. و لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التسبب في وقوع الضرر وإلحاقه بالآخرين ، فقال في الحديث الشريف الذي رواه عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا ضرر و لا ضرار» – رواه ابن ماجه والإمام مالك في الموطأ. والقاعدة الفقهية تقول: (درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة)، بمعنى أن منع الضرر و الفساد مقدم على أي منفعة عند استغلال البيئة.
و الحقيقة أن هذه الآيات العظيمة والأحاديث النبوية الشريفة هي دعوة صريحة تربي فينا الحس البيئي الإسلامي والسلوكيات البيئية الإيجابية نحو الاهتمام بزيادة المساحات الخضراء في كل مكان. فالإسلام دستور يتمتع بنظرة أعمق و أوسع للبيئة، حيث طالب الإنسان و حثه أن يتعامل مع البيئة من منطلق أنها ملكية عامة يجب المحافظة عليها حتى يستمر الوجود. فقال تعالى: » وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ« [الأعراف / 85]. و من ثم جاءت العقوبة العادلة الإصلاحية من الله عز وجل إذا تمادينا في الفساد، لعلنا نفيق و نقلع عما نحن فيه، في قول الحق تبارك وتعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» [سورة الروم : 41]. فالآية تشير بجلاء ووضوح إلى التلوث الذي يفسد البر والبحر، نتيجة ً لما تصنعه يد الإنسان و ما يمارسه من تدخل في إفساد جمال وروعة الكون وطبيعته. فعدل الله في هذه الآية، أن العقاب من جنس العمل. و هي تشير أيضا إلى الضرر البالغ الذي يحل بالإنسان نتيجة عمله هذا و ممارسته غير الراشدة، حيث قال تعالى : « ليذيقهُم بعض الذي عَمِلوا». فإذا فسد الناس تركهم الله سبحانـه وتعالى وشأنهم حتى يذوقوا بعض نتائج أعمالهم، لعلهم يرجعون وينتهون عما يغضب الله سبحانه وتعالى.
وجه الإعجاز:
تناول هذا البحث توضيح الإعجاز العلمي في الآية 58 من سورة الأعراف، قوله تعالى: «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ». حيث تشير هذه الآية بإعجاز علمي بالغ الدقة، عن أهم عوامل تغيير نعمة الله علينا، و تحول النباتات الطيبة البهيجة، إلى نباتات نكدة لا فائدة منها، و ذلك نتيجة لخبث الوسط البيئي الذي كانت تعيش فيه.
كما يبطن، في هذه الآية الكريمة، التوجيه الإلهي العظيم نحو المحافظة على الوسط البيئي نظيفا، حتى يخرج لنا نباتا طيبا بهيجا.
و لقد توجهت حكومات دول العالم منذ النصف الثاني من القرن العشرين إلى الاهتمام بالمحافظة على الوسط البيئي و الحفاظ عليه نظيفا، فعقدت من أجل ذلك العديد من الندوات و المؤتمرات، و لقد سبق للقرآن الكريم إقرارها قبل و قوعها بأربعة عشر قرن أو يزيد. فطالب الإنسان بأن يتعامل مع البيئة من منطلق أنها ملكية عامة يجب المحافظة عليها حتى يستمر الوجود، كما قال تعالى : « وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ« [الأعراف / 85]. ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرا لتلك الإشارة القرآنية الباهرة غير الله الخالق (تبارك و تعالى). و لتبقى هذه الومضة القرآنية الباهرة شهادة صدق بأن القرآن الكريم هو كلام الله عز و جل، و أن سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم كان موصولا بالوحي و أن القرآن الكريم وهو معجزته الخالدة إلى قيام الساعة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
يمكن التواصل مع المؤلف:
البريد الإلكتروني: [email protected]
المراجع العلمية:-
أولا: المراجع العربية:
- القرآن الكريم
- تفسير الطبري
- تفسير ابن كثير
- تفسير القرطبي
- فتح القدير
- الأحاديث النبوية الشريف
- المعجم الوسيط
- مواقع الإنترنت المختلفة.
· أ. محمد عبد القادر الفقي – البيئة مشاكلها و قضياها و حمايتها من التلوث – مكتبة الأسرة–صفحة 13 – 1999م.
· د. زين الدين عبد المقصود غنيمى – البيئة من منظور إسلامي – الكويت 1990م.
· د. أحمد عبد العزيز مليجي – التقرير النهائي (2003م) لمشروع ممول من أكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيا - 110 صفحة - تحت عنوان: "تأثير التحميض و الأنشطة الزراعية علي معدلات التجوية و التوازن الكمي الجيوكيميائي في التربة – شبرا الخيمة – مصر".
· د. أحمد عبد العزيز مليجي بحث مقدم إلى النـــدوة العالميـــــــة للجيوكيميـــــــــاء البيئيــــــــــة- في مدينة إدنبره – اسكتلندا- 7-11 سبتمبر 2003.
· د. أحمد عبد العزيز مليجي –التوازن الكمي الجيوكيميائي لبعض المعادن الثقيلة المتواجدة في نظام بيئي صغير بمصر- المجلة المصرية لعلم الرسوبيات- مجلد 11- صفحة 185-193 – 2003.
· د. أحمد عبد العزيز مليجي – المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة- المجلد الثالث – المحور الثالث-2004.
· د· علي علي السكري: البيئة من منظور إسلامي، منشأة المعارف، الإسكندرية- ص 16- 1995.
· أ. عبد العظيم أحمد عبد العظيم: الإسلام و البيئة، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، ، ص 54 – 1999 ·
· أ. عبد الله النعنيش. منبر البيئة. المجلد (6). العدد (2) صفحة 7 (يونيو 1993).
· د. عز الدين الدنشارى ، د. الصادق أحمد طه – سموم البيئة (أخطار تلوث الهواء والماء والغذاء)، دار المريخ للنشر، 1994.
· أ. درويش الشافعي – الهواء الملوث – مجلة البيئة – العدد 79 – مارس 1989.
· د.عبد البديع حمزة زللي- أخطار الرصاص الصحية والحماية الربانية – مجلة الإعجاز العلمي-العدد الخامس عشر- صفحة 38 -43- 2003.
· د. السيد أحمد الخطيب – الكيمياء البيئية للأراضي – منشأة المعارف بالإسكندرية للنشر ، 454 صفحة- 1998.
· دليل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للإدارة و البيئة و التنمية القابلة للاستمرار- 1992.
ثانيا: المراجع الأجنبية:
Balek, J., Moldan, B., Paces, T. and Skorepa, J., 1978, Hydrological and geochemical mass balance in small forested and agricultural basins. Proc. Symp. Modelling the water quality of hydrological cycle. IAHS-AISH publ. vol.125, p.50-57.
Borman, F.H. and Likens, G.E., 1967, Nutrient cycling. Science vol. 155, p.424-429.
Christofersen, N., and Wright, R.F., 1981, Sulphate budget and a model for sulphate concentrations in stream water at Birkenes, Norway. Water Res. Res., 17, p.377-389, Washington.
Claridge, G.G.C., 1970, Studies in elemental balances in a small catchment at Taita, New Zealand. Proc. IASH, UNESCO Symp. On Results of Research on Representative and Experimental Basins, p.23-540, Wellington.
Henriksen, A. and Brakke, D.F., 1988, Increasing contributions of nitrogen to the acidification of surface waters in Norway, Water, Air and Soil Pollut. Vol.42, p.183-201.
Johnson, N.M., Driscoll, C.T., Eaton, J.S., Likens, G.E. and McDowell, W.H., 1981, “Acid rain”, dissolved aluminum and chemical weathering at the Hubbard Brook Experimental Forest, New Hampshire. Geochim. Cosmochim. Acta 45, p.1421-1437.
Melegy, A., 1998, Biogeochemical mass balance and its relation to chemical weathering during acidification of soil environments. Ph.D. Thesis, Faculty of Natural Science, Charles University, Czech Republic.
Moldan, B., Balek, J., Fottova, D. and Paces,T., 1979, Sulphur budgets in some small catchments in Central Europe. Int1. Symp. Sulphur emissions and the environment p.231-233, The Soc. Chem. Industry, Water and Environmental Group, London.
Paces, T., 1985, Sources of acidification in Central Europe estimated from elemental budgets in small basins. Nature, Vol. 315, No. 6014, p. 31-36.
Swaine, D.J., 1962, The trace-element content of fertilizer. Commonwealth agricultural Bureau, Farnham Royal, Bucks, England.
Ulrich, B., 1983, An ecosystem oriented hypothesis on the effect of air pollution on forest ecosystems. In: Ecological Effects of Acid Deposition. Nat1. Swedish. Environ. Prot. Board-Report PM 1636, p.221-231, Stockholm.
Ayers, R.S., and Westcot, D.W. (1976). Water quality for agriculture, Irrig. Drain.No. 29. Food and Agriclture Organization of the United Nations, Rome.
Bresler, E., McNeal, B.L., and Carter, D.L. (1982). “Saline and sodic soils. Princibples-Dynamics-Modeling.” Springer-Verlag, Berlin.
Bower, C.A., Spencer, J.R. and Weeks, L.O. 1969. Salt and water balance, Coachella Valley, California. Irrig. and Drainage Div., Proc. Amer. Soc. Civil Eng. 95:55-64.
Goldich, S.S. (1938): A study in rock weathering. Journal of Geology Vol. 46, p. 17-58.
Goudie, A.S. 1990. Soil salinity- causes and controls. p 110-111 in Techniques for Desert Reclamation. England, John Wiley and Sons, Ltd.
Lepp, N.W. (1981). Effects of Heavy ****l Pollution on Plants - Vol.1. Effects of Trace ****ls on plant flinctions. Applied Science Publishers. London.
Likens, G.E., F.H., Bormann, N.M. Johnson and R.S. Pierce (1967): The calcium, magnesium, potassium and sodium budgets for a small forested ecosystem, Ecology, 48, 772-785.
Sayegh, A.H., Alban, L.A. and Petersen, R.G. 1958. A sampling study in a saline and alkali area. Soil Sci. Soc. Amer. Proc. 22:252-254.
Schilfgaarde, J.V. 1974. Drainage for salinity *******. Drainage for Agriculture 17:433-461.
Szabolcs, I. 1979. Introduction. pp. 9-10 in Review of Research on Salt Affected Soils. Paris, United Nations.
Wilcox, L.V. and Resch, W.F. 1963. Salt balance and leaching requirement in irrigated lands. USDA Tech. Bull. 1290, 23 p.
* * * *
  #538  
قديم 04-05-2008, 05:23 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

إعجاز السنة النبوية في العلاج بالقسط البحري

بقلم العلامة الدكتور محمد نزار الدقر
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط ) رواه البخاري وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً فتحكه بماء ثم تسعطه إياه ) رواه أحمد وأصحاب السنن .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط ) رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إن خير ما تداويتم به السعوط ) رواه الترمذي.
وقد روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة (رضي الله عنه) وعندها صبي يسيل منخريه فقال : ما هذا ؟ فقالت : إن العذرة. فقال: (ويلكن لا تقتلن أولادكن، أيما امرأة أصاب ولدها العذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فتلحكه ثم يسعط به ) فأمرت عائشة فصنعت به فبرئ.

وقد روى البخاري أن أم قيس بنت محصن الأسيدة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) يريد الكست ..
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويُلد به من ذات الجنب " .
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب).
قال ابن حجر في كتاب فتح الباري : والسعوط ما يجعل في الأنف مما يتداوي به وقوله: (استعط) : أي استعمل السعوط، وهو أن يستلقي على ظهره وجعل ما بين كتفيه يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه ماء أو دهناً فيه دواء (ينطبق بلعومة الخلفي )لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس . والعذرة (بضم العين ) وجع في الحلق يهيج من الدم ، وتسميها العامة بنات الأذن .
وهذا التفسير يوافق في الطب أمراض الحلق التي تترافق باحتقان دموي سواء أكان التهاب لوزات أو التهاب لهاة أم التهاب بلعوم . وكان نساء المدينة وما يزال نساؤنا حتى اليوم يلجأن إلى معالجة العذرة بالأصابع أو غمز الحلق بها .
والإعلاق في اللغة أيضاً الدغر وتعني غمز العذرة بالأصابع .
وقد يلجأن إلى إدخال فتيل من خرقة في أنف المريض فيطعن به البلعوم الأنفي فينفجر من الدم . ويقال عذرت المرأة الصبي إذا غمزت أو أعلقت حلقه من العذرة .
ومن توجيهات النبي صلى الله[1]عليه وسلم في هذا المجال أن نبه إلى وجوب تجنب الخطأ في بعض المعالجات الشعبية والتي لا تستند إلى أساس علمي فنهى النساء عن مثل هذه المعالجة القاسية والمؤذية أحياناً مقدماً لهن العلاج الأمثل في هذه الحالة وهو القسط . قوله (ويلد من ذات الجنب) يعني يسقاه في أحد شقي فمه وهو تنبيه إلى طريقة لسقي المريض دواء عندما لا يتمكن من الجلوس أو من تناوله بيده أو عندما يثير ذلك ألماً شديداً لديه، واللدود ما يسقي الإنسان في أحد شقي الفم، أخذ من لديدي الوادي وهما جانباه واللدود (بضم اللام ) الفعل . فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي ) رواه الترمذي .
وروى زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
ولقد ذكر ابن سينا في معالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وزر الورد، وسقوط اللهاة هو ضخامتها المتأتية عن التهابها .
وقال الموفق البغدادي[2]في كتابه الطب من الكتاب والسنة (وذات الجنب قسمان : حقيقي وهو ورم حاد يعرض في الغشاء المستبطن للأعضاء، وغير حقيقي وهو ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود وفي الحقيقة ناخس ).
وقال الدكتور عبد المعطي القلعجي [3]معلقاً : تنطبق هذه العلامات على التهاب الغشاء المبطن للرئة Pleurisy الذي يترافق بألم حاد شديد يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال بالإضافة إلى سعال جاف وأرتفاع حرارة وإنهاك القوى العامة وقد يتجمع في الغشاء سوائل في بعض الحالات.
ويرى الدكتور محمد ناظم النسيمي أن ذات الجنب الواردة في الأحاديث هي الألم الجنبي الناتج غالباً عن البرد أو الرثية (الروماتيزم ).
وذكر الكحال ابن طرخان
[4] طريقة المعالجة بالقسط للألم الجنبي فقال: يدق القسط ناعماً ويخلط بالزيت المسخن دون غلي أو قلي ويدلك به مكان الألم ويلعق .

أما ابن القيم [5]فقد أكد هذا المعنى بقوله : (والعلاج الموجود في الحديث عن آفة في المصدر تنجم عن ريح غليظة فإن القسط بالبحري إذا دق ناعماً وخلط بالزيت المسخن ودلك به مكان الريح المذكور أو لعق كان دواء موافقاً لذلك نافعاً له محلاً لمادته مذهباً لها، مقوياً للأعضاء الباطنية ).
قوله صلى الله عليه وسلم :( فإن فيه سبعة أشفية) قال البخاري: قال الراوي: فسمعت الزهري يقول: بين لنا اثنتين ولم يبين لنا خمسة.
وقال ابن حجر : كذا وقع الاختصار في الحديث عن السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودها حينئذ دون غيرها.
وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء.
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
قال الموفق البغدادي (وفي جمعه صلى الله عليه وسلم بين الحجامة والقسط سر لطيف وهو أنه إذا طلي به شرط الحجامة لم يتخلف في الجلد أثر المشاريط وهذا من غرائب الطب فإن هذه الآثار إذا نبتت في الجلد قد يتوهم من رآها أنها بهق أو برق والطباع تنفر من هذه الآثار فحيث علم ذلك مع الحجامة ما يؤمن من ذلك، والقسط قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم أمثل ما يتداوى به لكثرة منافعه، ينفع الفالج ويحرك الباه وهو ترياق لسم الأفاعي، واشتمامه على الزكام يذهبه، ودهنه ينفع وجع الظهر).
قال ابن حجر : ويحتمل أن تكون السبعة أصول التداوي بها لأنها إما طلاءٌ أو شرابٌ أو تكميدٌ أو تقطيرٌ أو تبخيرٌ أو سعوطٌ أو لدود . فالطلاء يدخل ويجعل في عسل أو ماء وغيرها . وكذا التقطير والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف والدهن والتبخر واضح . وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم .

وخلاصة ما كتبه شراح الحديث [6]أن نبات القسط الموصوف في السنة، نبات يعيش في الهند وخاصة في كشمير وفي الصين وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء، وكان التجار العرب يجلبونها إلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت القسط البحري، كما كان يسمى بالقسط الهندي .
وقد يدعى الأبيض بالقسط البحري والأسود بالهندي كما ورد في السنة باسم العود الهندي كمترادفات، إلا أنه من غير شك غير العود الهندي الذي يتخذ في البخور وله نفس الاسم مع أنهما نباتان مختلفان .
وقال البخاري تحت باب السعوط بالقسط الهندي والبحري وهو الكست (بالقاف والكاف) مثل كافور وقافور وكشت وقشطت.
قال ابن القيم: القسط نوعان: أبيض يقال له البحري وأسود هو الهندي وهو أشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وقطعاً وجع الجنب ونفعاً من السموم وإذا طلي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف.

أما الدكتور أحمد الرشيدي (1) فقد ذكر أن للقسط Costus نحواً من 15 صنفاً وأن الأصلي منه هو القسط الجميل C.Speciosusومأواه الهند ، ومن أنواعه القسط العربي C.Arabicus .
وذكر أن ابن سينا نقل عن ديسقوريدس بأن القسط ثلاثة أنواع : صنف أبيض خفيف عطري هو القسط العربي أو البحري، وصنف أسود خفيف غليظ قليل العطرية هو الهندي، وصنف ثالث ثقيل يشبه خشب البقس، رائحته ساطعة هو القسط الشامي.
وينقل عن الدكتور ميره قوله أننا إذا جرياً على كلام المؤلفين نسبنا الجذر الذي يسمى عندنا الآن بالقسط العربي للقسط الجميل وهو أبيض فطري مائي عذب الطعم يقرب قليلاً لرائحة الزنجبيل، وهذا يوافق أيضاً ما يسمى بالقسط الحلو C.Duleis.
مكانة القسط Costus في الطب الحديث:
ذكرت مجلة التايم في صفحتها العلمية (1999) أن القسط نبات ينمو بشكل عشوائي بدون زراعة في منطقة الهيمالايا الحاوية على قمة أفرست الأعلى ارتفاعاً في العالم، ويعتبر القسط أهم ركائز الطب التيبتي التقليدي، وقد كان الكهنة هناك لا يكشفون عن طبهم هذا إلا لأمثالهم ليبقى سراً بينهم إلى أن جاء زعيمهم الأخير دالاي لاما فأسس كلية الطب التيبتي لتعليم أي كان وذلك في منطقة Dharamsalaعلى الحدود الهندية للتيبت ليحافظ على ذلك الطب من الإندثار .
وبدأ الكهنة في التيبت بحفظ ذلك الطب على شكل خلطات مرقمة لشركة بادما Padma السويسرية ومنها الخلطة رقم 28 لإذابة جلطة أوعية الساق وفيها خلاصات من نبات القسط، إذ ليس في جعبة الطب الحديث دواء ناجع لها سوى الطلب إلى المريض عدم تحريك ساقه لأسابيع حتى تذوب تلك السدادة ببطء وحتى لا تنطلق إلى الدورة الدموي فتحدث خثرة في مكان آخر.
ويذكر معجم أسماء النبات (1) أن القسط على شكلين :
قسط العود الهندي والقسط المر البحري من عائلة الزنجبيليات .
وله أنواع كثيرة عدد منها كتاب المرجع المفهرس لأصل السلالات النباتية :
القسط العربي :
ويستعمل في أوربا لأمراض الكبد.
والقسط المهدب :
المنتشر في فنزويلا لمعالجة مرض الزهري ،والقسط الأسطواني في أمريكا الوسطى المستعمل أيضاً لمعالجة بعض الأمراض التناسلية كما هو مطهر للدم . وقسط الزهاد في البارغوري من أجل الإخصاب، والقسط الحريري في جزر كارولين في المحيط الهادي لمعالجة الدمامل والقشعريرات ، والقسط النوعي في أوربا وجزر هاواي والهند وجاوة والملايو من أجل علاج الثعلبة والإمساك الزمن والربو والتهاب القصبات وسرطان الفم والكوليرا والسعال والاستسقاء والزحار والحميات والرمال والجذام والتهاب العين وعضة الأفعى وغيرها .
والقسط الشوكي في الدومينيكان بأريكالدنسون طارد للريح ومدر للبول ولمعالجة الاحتقان والروماتيزم ..
والقسط اللولبي في البرازيل للأورام .
وقد ذكر المرشد إلى المصادر العالمية للنباتات النافعة [7]أن للقسط أنواعاً كثيرة،
وأكد على المنافع الطبية لثلاثة أنواع :
القسط الجميل ( Costus Speciosus)
وهو المسمى أيضاً بالقسط العربي C.Arabicus وهو ينتشر تلقائياً في جنوب شرقي آسيا من جبال هيميالايا وحتى سيلان وفي الهند الصينية والفلبيين وتايوان . ويزرع في الهند وأندونوسيا وتؤكل سوقه الحاوية على 24% من تركيبها على النشاء . ويستعمل علاجياً في آفات الصدر والسعال والربو .
القسط الأفريقي C .Afrri
ويسميه الأنكليز Ginger lily وهو منتشر في أفريقيا الاستوائية تستخدم جذوره لتحضير عجينة لصنع الورق.أم طبياً فيستعمل مسحوق سوقه لمعالجة السعال. أما الصبغة المحضرة من جذوره فتدخل في عداد تركيبة دوائية لمعالجة داء النوم .
وتطبق أوراقه المسلوقة موضعياً لمعالجة الرثية ، أما الجذور المسلوقة فتفيد موضعياً لشفاء التقرحات الجلدية .
القسط الموبر C.Villiosissimus
ومن أسمائه C.Spetimusوينتشر في كولومبيا وأمريكا الأستوائية وخاصة في البيرو وغويانا ويستعمل طبياً لعلاج النزلات الشعبية وخاصة المعوية منها وفي حمى التتفوس .
وفي كتاب النباتات النافعة في غرب أفريقيا أشار J.Daliziel فقط إلى القسط الأفريقي وأكد فائدته كدواء للسعال حيث يؤخذ مغلي سوقه أو مدقوق ثمراته أو تعلك سوقه طازجة وقد يستعمل مغلي جذوره لنفس الغرض . كما تطبق أوراقه المسلوقة كمادة محمرة لمعالجة الآلام الرثوية . ويشير إلى ما يعتقد سكان سيراليون وساحل الذهب وغيرهم حول القدسية لهذه المادة العلاجية عندهم .
ويذكر قاموس وبستر [8] Webster زيت القس Costus Oil وأن هذا الزيت أصفر فاتح اللون يستخرج من الجذور العطرية للقسط وهو عشب ينمو في كشمير (القريبة من التيبت )ويستعمل في حماية الفراء وصناعة العطور .
ويقسم كتاب أزهار العالم [9]القسطيات إلى 4 فروع و200 نوع وهي نباتات إستوائية وحيدة الفلقة تشابه عائلة الزنجبيليات ولكن ينقص أوراقها الرائحة العطرية لتلك العائلة .
والقسط هو الفرع الأكبر من القسطيات ويحوي مائة وخمسون نوعاً . أشهر أنواعه القسط الناري البرازيلي ذي الأزهار الصفراء البرتقالية على جذوع ورقية، وهذه الأوراق مستطيلة ومستدفئة ومرتبة بشكل لولبي، وتحتاج زراعتها لمناخ حار وتربة غنية وسقاية جيدة وحماية من التعرض المباشر لأشعة الشمس والقسط العجيب موجود من شرق أفريقيا إلى غربها حيث يشكل أحزمة من الورود ملتصقة بالتربة وبأوراق ثخينة تجلس في وسطها أزهار صفراء أو برتقالية لا ساق لها .
وأهم أنواعها القسط العجيب وهو نبات الأماكن الصخرية الرعوية المغطاة بالأشجار المتناثرة ويمتد انتشاره من السنغال وعلى طول ساحل إفريقيا الغربي إلى شرق إفريقيا الأستوائية وأنغولا ويتألف من حزام وردي بأربعة ـ 6 أوراق مستديرة وممتلة شيئاً ما.
غالباً ما تتلون بالأحمر الأرجواني، حوافها مشعرة وممتدة باسترخاء على التربة . وتظهر الأزهار بدون ساق بلون برتقالي ناصع من تاج الحزام الوردي وبزمن واحد مع الأوراق ثم يتبع ذلك ظهور الثمار ذات المحفظة الغشائية ، إلا أن أحزمة الورد في القسط العجيب تختلف عن بقية الأنواع .
ويرى الدكتور ظافر العطار أن القسط الجميل والقسط النوعي شيء واحد لأن الاسم اللاتيني لهما واحد .
وختاماً، وحيث لم نجد أبحاثاً حديثة تكشف أسرار هذه المادة العلاجية النبوية التي دعانا إلى التداوي بها من لا ينطق عن الهوى وأنها من أمثل الأدوية وتحدثنا عن جواهر فعالة مدروسة فيها فإننا نحث همم الباحثين من علمائنا وأطبائنا لدراسة هذه النبتة ومعرفة خواصها الدوائية واستطباباتها السريرة في مختلف الأمراض.

[1]عن كتاب الطب النبوي والعلم الحديث للدكتور نظمي النسيمي
[2]عن تحقيقه لكتاب : الطب من الكتاب والسنة لكاتب موفق البغدادي
[3]عن تحقيقه لكتاب البغدادي : المصدر السابق
[4]عن كتاب : الأحكام النبوية في الصناعة الطبية
[5]عن كتاب : الطب النبوي
[6]عن كتاب الدكتور النسيمي في كتاب : الطب النبوي والعلم الحديث
[7]صدر بالروسية في موسكو ألفه العالمان فول ومالييفا 1952
[8]القاموس الدول لـ websterط3 1981
[9]لمؤلفه فرنسيس بري perriانظر المراجع
  #539  
قديم 04-05-2008, 05:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

فذروه في سنبله – معجزة علمية

بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا
أستاذ علم النبات في جامعة عين شمس سابقا
ومدير مركز ابن النفيس في البحرين للاستشارات الفنية
نعيش اليوم مع جانب من جوانب التفسير العلمي النباتي في قوله تعالى : ( قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون * ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون * ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) يوسف (47-48) .
وسوف يكون تركيزنا في التفسير العلمي على قوله تعالى : ( فذروه في سنبله )، وقوله تعالى :( إلا قليلاً مما تحصنون ).
قال الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله في التفسير المنير :
دأبًا: أي متتابعة على عادتكم المستمرة.
فذروه: أي فاتركوه وادخروه .
إلا قليلاً مما تأكلون: في تلك السنين فادرسوه , ( والدراس كما نعلم زراعيًا هو العملية التي يقوم بها الفلاح بفصل الحبوب من الأغلفة المحيطة بها، ثم بعد ذلك يقوم الفلاح بعملية التذرية لفصل الأغلفة تمامًا عن الحبوب.
قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسير التحرير والتنوير :
الإحصان: الإحراز، والادخار، أي الوضع في الحصن وهو المطمور .
وقال أبو بكر الرازي – رحمه الله – في مختار الصحاح .
المطمورة : حفرة يطمر فيها الطعام، أي يخبأ، وقد طمرها أي مَلأها.
قال الشيخ عبد الرحمن بن السعدي – رحمه الله – في تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان : ( تزرعون سبع سنين دأبًا ) أي متتابعات .
( فما حصدتم ) من تلك الزروع.
( فذروه ): أي اتركوه .
( في سنبله )لأنه أبقى له وأبعد من الالتفات إليه .
( إلا قليلاً مما تأكلون ) : أي دبروا أكلكم في هذه السنين الخصبة ، وليكن قليلاً ، ليكثر ما تدخرونه ويعظم نفعه ووقعه .
( إلا قليلاً مما تحصنون ) : أي تمنعونه من التقديم لهم .
قال الدكتور وهبه الزحيلي أيضًا:
أرشدهم إلى ما يفعلونه في سني الخصب . فقال : مما جنيتم في هذه السبع السنين الخصب من الغلال والزروع، فادخروه في سنبله، لئلا يأكله السوس، إلاَّ المقدار القليل الذي تأكلونه . فادرسوه ، ولا تسرفوا فيه لتنتفعوا بالباقي في السبع الشداد ، وهن السبع السنين الجدب التي تعقب هذه السنوات السبع المتتاليات .. لأن سني الجدب ، يؤكل فيها ما جمعوه في سني الخصب ، وهن السنبلات اليابسات.
ففي سني القحط لا تنبت الأرض شيئًا ، وما بذوره (فيها) لا يرجع منه شيئًا ، لهذا قال سبحانه ( يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا ) ، أي أن أهلها يأكلون كل ما ادخرتم في تلك السنين السابقة لأجل السنين الجدباء ، إلا قليلاً مما تخزنون ، وتحرزون ، وتدخرون لبذور الزراعة ويلاحظ أنه نسب الأكل للسنين والمراد به أهلها .
قال القرطبي - رحمه الله – في الجامع لأحكام القرآن (1).
آية ( تزرعون سبع سنين .. )، أصل في القول بالمصالح الشرعية ، التي هي حفظ (الدين) (2)والنفوس والعقول والأنساب والأموال ، فكل ما تضمن تحصيل شيء من هذه الأمور فهو مصلحة ، وكل ما يفوت شيئًا منها فهو مفسدة ، ودفعه مصلحة ، ولا خلاف في أن مقصود الشرائع إرشاد الناس إلى مصالحهم الدنيوية ، ليحصل لهم التمكين من معرفة الله تعالى وعبادته الموصلتين إلى السعادة الأخروية، ومراعاة ذلك فضل من الله عز وجل، ورحمة رحم بها عباده من غير وجوب عليه ولا استحقاق .
نصيحة العالم المخلص :
هذه نصيحة سيدنا يوسف عليه السلام مما علمه الله من تفسير الأحلام وتدبير الشؤون الاقتصادية، وما تعلمه في بيت العزيز من كيفية تدبير شؤون الدولة ، إنها نصيحة للملك، والوزراء، والمسؤولين عن الشؤون الزراعية، والمتنفذين لتفادي المجاعة، نصحهم بأن يزرعوا باجتهاد في سنوات المطر والماء الوارد من نهر النيل، ثم علمهم كيف يدخرون أهم المحاصيل المنتجة في السنين الممطرة، بأسلوب علمي تقني اقتصادي .
أرشدهم إلى طريقة تخزين إبداعية علمية متميزة فقال لهم: اتركوا الحبوب في سنابلها، واطمروها وحصنوها للأيام القادمة، وقد تولى بعد ذلك توزيعها بنفسه على الناس كما جاء في باقي آيات سورة يوسف .
والإحصان كما قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور - رحمه الله - هو الوضع في الحصن، وهو المطمور .
وعلمنا أن المطمور كما قال الرازي : المطمور حفرة يحفظ بها الطعام ، أي يخبأ ، وقد طمرها أي ملأها .
الرؤية العلمية للآية القرآنية :
قال لهم : ( فذروه في سنبله ) أي فاتركوه في سنبله .
والسنبلة ( Spike): عبارة عن مجموعة من الأزهار تجمعت بطريقة معينة ، وبترتيب معين على محور يسمى محورالسنبلة، ويسمى هذا التجمع بالنورة Inflorecence.
والسنبلة نوع من النورات غير محددة النمو لأن طرف المحور لا ينتهي بزهرة توقف نموه, ولذلك يزداد المحور في الطول، وتزداد عدد الأزهار التي يحملها بزيادة طوله.
وينتمي القمحTriticum vugariوالشعير Hordum vulgariوالذرة الشامية Zea maysوالذرة العويجة Sorghum vulgariوالأرز Oryza sativaإلى العائلة النجيلية Family : Gramineaeوهي أصل الغذاء في الأرض وتتركب سنبلة القمح ( أو نورة القمح ) من عدد من السنيبلات spikelet، تتكون كل سنبلة من عدد الأزهار الجالسة (بدون عنق) على محور (Rachilla) قصير مفصلي.
وتنظم الأزهار في صفين وتغلفها جميعًا قنابتان يطلق على السفلية منها اسم القنبعة الأولى (Firist Glume) وعلى الثانية العلوية القنبعة الثانية (Second Glume) وهي تنتمي إلى رتبة القنبعيات Order: Glumiflora.
الشكل التالي يبين أقسام سنبلة القمح
وتحيط بكل زهرة قنايتان، أحدهما سفلية خارجية تقع في الجانب الآمامي من الزهرة وتسمى العصيفة السفلى (Lemma)، والأخرى علوية داخلية تقع في الجانب الخلفي من الزهرة تسمى العصيفة العليا (Palea) .
إذًا الحبوب تحاط من خارجها بالاغلفة التالية :
القنابع Glumes.
العصيفة العليا Palea.
العصيفة السفلى Lemma.
علاوة على أغلفة الحبة نفسها الملتصقة بالحبة , كل هذه الأغلفة لها دور رئيس في حفظ الحبوب بعيدًا عن التأثيرات البيئية الخارجية وعوامل التلف والأنبات.
وفي الذرة الشامية Zea maysتنشأ النورة المؤنثة (كوز الذرة) في جانبي ساق النبات ووسطه .
والنورة المؤنثة (كوز الذرة ) سنبلة مُحوَّره، تتركب من محور وسطي (القولحة التي ينتظم عليها الحبوب التي نأكلها) تحمل السنبلات المؤنثة مرتبة في أزواج في صفوف طولية، يتركب كل زوج من سنبلتين جالستين، وتتكون الزهرة من عصيفة قصيرة وإتْب، وهناك الذرة المغلفة (Pod Corn)، وفيها يغلف كل حبة غلاف من القنايات كما يغلف الكوز بأغماد الورق.
ولأغلفة الحبوب، وكوزالذرةأهمية في حفظ الحبوب عند التخزين بشرط الجفاف التام لجميع الأغلفة .
وفي الأرز تغطى الحبوب بأغلفة من القنابع والعصيفة والأتب.
والحبوب عبارة عن ثمار جافة ذات بذرة يخزن فيها الغذاء النشوي في نسيج الأندوسبرم .
الأغلفة ودورها في حماية الحبوب :
نخلص من الوصف السابق أن حبوب القمح، والشعير، والأرز، والذرة، مغطاة بأغلفة خاصة من الأوراق هي : القنابع, والعصيفات، وأغماد الأوراق، علاوة على أغلفة ( جُدُر ) الحبة الملتصقة بتركيب الحبة تمامًا بطريقة يصعب إزالتها باليد، وهي الأغلفة التي تميز الحبوب عن البذور، وتجعلها من الثمار، فالحبوب ليست من البذور، وهي من الثمار الجافة من النوع بُرَّه (Coryopsis) وهي كربلة واحدة تحتوي على بذرة واحدة – غلاف الثمرة يلتصق تمامًا بالقصرة .
صورة للأغلفة التي تحيط بحبة القمح

وهذه الأغلفة تحمي الثمرة وقت وجودها على النبات وبعد حصاده، وتمنع إنباتها على النبات الأم أو في وقت الدراس والتخزين .
أهمية ترك الحبوب في سنابلها :
- ترك الحبوب في أغلفتها وعلى محورها ( السنبلة ) يحفظ الحبوب من التلف لمدة طويلة للأسباب التالية :
-الأغلفة بها مواد ( مثبطة للنمو ) تمنع إنبات الحبوب وهو على النبات الأم وبأغلفة الحبة مواد مثبطة للإنباتأيضاًتمنع إنبات الحبوب وقت الدراس والتذرية والتخزين السليم .
-الأغلفة تحمي الحبوب من الجفاف أيام الصيف وحمايتها من الرطوبة الخارجية أمام الشتاء.
-تحفظ الأغلفة درجة حرارة الحبوب من الارتفاع في الصيف ، والانخفاض في الشتاء , لأن هذه الأغلفة عازلة للحرارة ، وهذا يحفظ البذور بعيدًا عن التأثيرات الخارجية,ويساعد على حيوية الجنين ، وصلاحية الغذاء المدخر فيها لمدة أطول .
-الأغلفة المحيطة بالحبوب تمنع وصول الرطوبة إلى الحبوب أو إلى فقدانها لرطوبتها الذاتية ، خاصة أن تلك الأغلفة المحيطة بالحبوب ملجننه الجدر ولا تتشرب الرطوبة بسهولة، وبذلك لا تنمو الفطريات وخاصة الجنس اسبرجيللاس Aspergillus وعفن الخبزRhizopus والبنسليوم Penicillus، وهذا يحمي البذور من التحلل والتعفن أو احتوائها على السموم خاصة الأفاتوكسين التي ينتجها الفطر اسبرجيللاس فلافس Aspergillus flavus، وهذه المادة السامة تؤدي إلى سرطان الكبد ، وهي من أخطر آفات البذور والحبوب المحتوية على الزيوت والمخزنة بطريقة سيئة .
-وجود الأغلفة بين الحبوب يؤدي إلى تهويتها وعدم تكدسها ، وعدم التهوية فالتكديس يؤدي إلى سرعة تعفن الحبوب وعزلهاعن البيئة الخارجية تساعد على حيوية الجنين وعدم موته ، وبذلك يمكن زراعته وإنباته بسهولة .
-الأغلفة المغطاة للحبوب تمنع عملية الأكسدة الضوئية للمحتويات الغذائية المدخرة من الحبوب ، وتمنع تزنخ Rancidityالمواد الدهية فيها، وتحافظ على البروتين من التغيير، فالضوء يؤدي إلى الأكسدة الضوئية، والإسراع في تزنخ الدهونوتغيير تركيب المواد الغذائية في الحبوب وغيرها.
-الأغلفة تحمي الحبوب من سقوط جراثيم الفطريات، والخلايا البكتيرية على الحبوب مباشرة أو وصولها إليها فلا تنمو عليها وتتلفها بسهولة .
وكما قال الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور الإحصان في قوله تعالى : ( إلا قليلاً مما تحصنون )، هو الوضع في الحصن وهو المطمور .
وكما قال الرازي المطمورة: حفرة يطمر فيها الطعام أي يخبأ، وقد طمرها أي ملأها .
صورة لسنبلة قمح

وهذا معناه أن السنابل موضوعة في مخازن محصنة، وليست متروكة في الحقول أو الأجران أو في أماكن غير محصنة .
أو أنها مطمورة في حجرات تحت الأرض كما يفعل المصريون هذه الأيام في الفول المكمورة أو المطمورة حيث يخزنون القول في مخازن تحت الأرض مغطاة بتراب الأفران منعًا لتسويتها وأكسدتها ضوئيًا وتلفها .
منع البييضات الداخلية التي وضعتها الحشرات بحقنها داخل الحبوب قبل نضجها من إتمام دورة حياتها داخل الحبة وإفسادها وتسويسها .
حماية السنابل من التغييرات البيئية الخارجية ( الحرارة ، الرطوبة ، الضوء ) .
حماية الحبوب في المخازن المحصنة من الفئران ، والحشرات الخارجية ، والعصافير ، والحيوانات ، واللصوص ، والعبث ، والأمطار ، والسيول .
أثبتت بعض التجارب العلمية أن ترك الحبوب في السنابل لمدة عامين لم يطرأ عليها أي تغيير صحي وبقيت على حالتها100% بخلاف الحبوب المنزوعة الأغلفة.
أن البذور التي تركت في سنابلها فقدت كمية مهمة من الماء وأصبحت جافة مع مرور الوقت بالمقارنة مع الحبوب المفصولة من سنابلها ، وهذا يعني أن نسبة 20.3% من وزن الحبوب المجردة من سنابلها مكون من الماء مما يزيد تعفنها .
تفوقت بادرات الحبوب المتروكة في سنابلها في إنباتها وطول جذورها بنسة (20%) وكذلك طول الرويشات والسيقان بنسبة (32%) على بادرات الحبوب منزوعة الأغلفة .
نقصت كمية البروتين في الحبوب المفصولة عن سنابلها بنسبة (20%) بعد سنة واحدة ، (32%) بعد سنتين .
استخدام الصوامع والمخازن المحصنة :
صورة لصومعة حديثة يخزن فيها القمح

كلمة مما تحصنون تظهر أنهم استخدموا الصوامع والمخازن المحصنة في التخزين .
وهذا لا يمنعنا من استخدام التقنيات الحديثة في تخزين الحبوب ، ولكن سيدنا يوسف دلهم على طريقة علمية وتقنية تصلح لما هو متاح من علم وتقنية يومها .
لذلك نحن نحتاج إلى دراسات علمية بحثية في تخزين الحبوب والبذور والثمار تتلائم مع دعوة القرآن الكريم للعلم واستغلال نواميس الله في الكون .
وهذا غيض من فيض ما تحمله الآية من معاني علمية يمكن للمختصين غيرنا القيام بها ونشرها, فالقرآن لا تنقضي عجائبه لا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد .
ــــــــــــــــــــــــــــ
راسل المؤلف:

(1) نقلاً عن التفسير المنير.
(2) في الأصل الأديان وهذا لا يجوز.
  #540  
قديم 04-05-2008, 05:27 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

نعم الإدام الخل


بقلم الدكتور علي إسماعيل عبيد السنافي
عميد كلية الصيدله – جامعة تكريت
جاء عن صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله قال أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سأل أهله الأدام فقالو ما عندنا الاّ خل، فدعا به وجعل يأكل ويقول :نعم الادام الخل.
الخل هو حامض الخليك acetic acid ذو الصيغة الكيماوية CH3COOH وله وزن جزيئي 05 ,60 وهو عبارة عن سائل قابل للمزج بالماء بأي نسبة .وقد عرف الخل منذ القدم حيث كان يصنع من التمر منذ 5000 سنة قبل الميلاد واستخدم في روما القديمة بمفردة أو مع الملح أو عسل النحل كمادة مضافة للأغذية لغرض الحفظ .يتم تصنيع الخل إما بطريق الأكسدة البايولوجية التي تعتمد على استخدام قدرة بكتريا حامض الخليك Acetobacter على أكسدة الكحول الاثيلي إلى حامض الخليك، كما يحضر الخل تحضيرا صناعية من اكسدة الاستلدهايد او الهيدروكاربونات البسيطة وكذلك من كربنة carbonylation كحول الميثانول(1،2) .
يلعب حامض الخليك دورا مهما في العمليات الحيوية كمساعد انزيمي Acety1- co enzyme كما يشارك في الكثير من التفاعلات الحيوية منها التمثيل الحيوي لكل من الاحماض الدهنية والكربوهيدرات لاستخدامها كمصادر للطاقة التي تديم وظائف كل اعضاء الجسم ولذا فانه استخدم كمصدر للطاقة للثدييات (4,3) وان استعراضاً بسيطا لدورة كربس في ايض الكربوهيدرات واستعراضا لايض الدهون من الممكن ان نفهم من خلاله دور Acety1-co- enzyme A في أيض هذين المصدرين المهمين للطاقة.فضلا عن ذلك فان Acetyl -co -enzyme A يلعب دورا مهما في تصنيع العديد من المواد البايلوجية في الجسم ومنها على سبيل المثال الناقل العصبي الاستيل كولين الذي له دور رئيسي في وظيفة كل من الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي وان الخلل في انتاج هذا الناقل العصبي يؤدي الى اضطراب وظيفة الجهاز العصبي خصوصا الذاكرة والقدرة على التعلم .ولذلك فان الخل يعتبر مركب من مركبات الجسم ولاتوجد قوانين محدده لاستخدام الخل أو لتحديد الحد الأعلى في استخدامه (1)خصوصا وان جرعته التي تظهر معها اعراض غير مرغوبة هي جرعة كبيرة جدا . ولكن لاينصح باعطاءه بكميات كبيرة من تراكيز عالية تزيد على 30% (7,6,5)
للخل فعلا قاتلا للجراثيم وان تاثيره القاتل للجراثيم يعود لاسباب عديدة منها انه يخفض الحموضة PH حيث ان معظم البكتريا الممرضة للإنسان تنمو في الأوساط المتعادلة كما أن للخل القدرة على اذابة دهون غشاء الخلية الجرثومية والقدرة على إحداث تغيرات تركيبة في البروتين (دنترة) denaturationوللخل ثابت تاين dissociation coefficient يشبه ثابت تأين حامض البروبيونيك وحامض السوربيك ولذلك فان جزء كبير منه حتى في درجات الحموضة المرتفعة (مثل وسط المعدة )يكون بصورةغير متاينة وللحالة غير المتاينة للخل فعلا قاتلا للجراثيم. وفيما يلي الحد الادنى المثبط للخل لمجموعة من الجراثيم ( 10,9,8)
الحد المثبط الأدنى
% MIC
درجة الحموضة
PH value
الأحياء الدقيقة
Microorganisms
0.04
4.9
Salmonella
0.03
0.5
Staphylococcus aureus
0.02
5.2
Phytomoas phaseoli
0.04
4.9
Bacillus cereus
0.04
4.9
Bacillus mesentericus
0.59
3.9
Saccharomyces cervisiae
0.27
4.1
Aspergillus niger
لاحظ روتلا وجماعته ان الخل كانت له فعالية مضادة للجراثيم ضد العديد من االجراثيم الممرضة للانسان وحتى الجراثيم المقاومة، ومنها جراثيم المكورات العنقودية الذهبية والسالمونيلا وجراثيم المكورات المعوية الحساسة والمقاومة للفانكومايسين والمكورات العنقودية الحساسة و المقاومه للمثسلين(11)ولاحظ انتاني وجماعته ان الخل بتركز ( 5 , .- 2.5 ) ٪كان قاتلا للبكتريا المحدثة للتسمم المعوي و كانت فعاليته القاتله للبكتريا تزداد مع اضافه ملح الطعام او برفع درجة الحرارة و قد اشار الباحثون الى ان تعاطي الخل مع الغذاء يعتبر احد المعالجات لتفادي التسمم الغذائي (12) واشار نفس الباحث و جماعته في دراسةموسعة الى ان الخل ثبط وبشكل كامل نمو 34عترة بكتيريةstrain. وظهر ان الخل بتركيز 1,. ٪كان كافيا لتثبيط نمو جميع العتر البكتيرية . وقد اختار الباحثون في هذه الدراسة انواعا من الخل وكان اكثرها فعالية الخل الصناعي تلاه خل الحبوب (Grain vinegar))ثم خل الرزRice vinegar))(13)وقد لاحظ كرابنار وكونول ان الخل كان فعالا في قتل جراثيم اليرسينيا ( Yersinia enterocolitica) بتركيز ( 156 , 0 % ) عند حضنها معه لمدة 60 دقيقة كما لاحظوا ان حضن الخضار المصابة اصطناعيا بهذه الجراثيم مع تركيز 5 % خل لمدة نصف ساعة ادى الى قتل الجراثيم تماما (15 ,14 ). وقد درس دكنز وجماعته تاثير الخل على المظهر والحمل الجرثومي لدجاج اللحم عند نقعة بتركيز 6 % حامض الخليك فوجدا ان لون الجلد تحول الى اللون الاصفر البراق وان محتوى اللحم من جراثيم العائلة المعوية enterobacteriaceae قد قل كثيرا مقارنة باللحم المنقوع بالماء (16).كما لوحظ ان الخل بتركيز 120 مل/لتر ادى الى قتل وإزالة الميتاسركاريا بشكل كامل من الخضر الورقية التي تستخدم في عمل السلطة فيما ادى الغسل بالماء فقط الى ازالة 50 % من الميتاسركاريا فقط وبناءا على ذلك فقد اشير الى ان غسل الخضار بالخل او اضافتة الى السلطة او تعاطيه مع الاكل يؤدي الى قتل الجراثيم وازالة الاطوار اليرقية ويمنع حصول الاصابات الطفيلية والتسمم الغذائي (12 ,17)
لوحظ ان الخل يخفض سكر الدم عند اعطاءه عن طريق الفم حيث انه يؤثر على انتقال الكلوكوز وفعالية انزيمات disaccharidasesوعند دراسة آلية خفض السكر بالخل لوحظ انه يثبط انزيم sucrase اثباطا مرتبطا طرديا مع الجرعة ولم يلاحظ هذا التاثير مع الاحماض العضوية مثل الستريك والسكسنيك و الماليك وا للاكتيك , ولوحظ ان حضن بعض الخلايا مع الخل بتركيز 5 ملي مول / لتر لمدة 15 يوم قد ثبط انزيمات disaccharidaseمثل sucraseو maltase و trehalase وlactase والانزيم المحول للانجيوتنسين-1 ولكنه لم يؤثر على انزيمات hydrolases مثل الفوسفاتير القاعدي و amino peptidase - N و dipeptidyl peptidase - 17 وgamma glutamyl transpeptidase واشير الى ان اثباط فعالية disaccharidases هي الآلية التي يخفض بها الخل سكر الدم . وقد لوحظ ان اعطاء الخل بكمية 1 غم مع وجبة اكل تتضمن الخس وزيت الزيتون و 50 غم كربوهيدرات ادى الى خفض مستوى الاستيت ، والكلوكوز في الدم بمعدل 4, 31 % (18 ,19 ).
وعلى الجانب الاخر فان للخل فعلا مضادا للالتهابات، فحينما يطبق موضعيا المستحضر الحاوي على الصبر و الخل و المسمى Muktashuki Bhasma فأنه يثبط الألتهابات الحادة المحدثة بمادة الكاراجينان و الهستامين و السيروتونين و النستاتين و كذلك الألتهاب المحدث بغرس القطع القطنية و لوحظ أن الفعالية المضادة للألتهابات لـ1000 ملغم /كغم من هذا المستحضر تعادل فعالية 300 ملغم /كغم من الأسبرين . إن إعطاء هذا المستحضر عن طريق الفم أخر حدوث الأسهال المحدث بزيت الخروع و لوحظ أن فعاليته ناجمة عن اثباطه تخليق البروستوكلاندينات و الهستامين و السيروتونين و تثبيطه للأغشية اللأيزوزوميه (20).
فضلا عن فعاليته المضادة لللألتهاب و فعاليتة القاتلة للجراثيم فأنه يعتبر مادة قابضة astringentكونه يؤدي إلى دنترة denaturation البروتين (1) لذا يستخدم كمادة شاده للأنسجة المخاطية مثل أنسجة الفم و اللثة .
فضلا عن استخدام الخل كمادة حافظة للمواد الغذائية لقدرته القاتلة للجراثيم فأنه مادة مكسبة للطعم و يفضل على الملح في أكساب الطعم و الحفظ حيث أن الملح يزيد من تماسك اللحوم و لكن الخل يزيد من طراوتها (1) .
المصادر
1. Conner , H.A. , Allgeier , R. J. . " Vinegar , its history and development . " . Adv. Appl. Microbiol . 1976, 20, 81-133 .
2. أيرش لوك , المواد الحافظة للأغذية , الخواص , الأستخدام , التأثير . ترجمة أحمد عسكر و فتح الله الوكيل . الدار العربية للنشر و التوزيع 1987, ص193-200 .
3. Elliot , J. M. etal . " Effect of acetate and propionate on the utilization of energy by growing fattening lambs ." J. Nutr. 1965, 87, 233-238.
4. McAtee , J. W. , Little , C. O. and Mitchell , G. E. . "Utilization of rumen ****bolites as energy sources in rats " Sci. 1968 , 7II,769-775
5. Von , O. W. F. . "The aliphatic acids and their esters , toxicity and potential dangers . The saturated monobasic alphatic acids and their esters . Acetic acid and esters : Acetic acid . " . Am. Med. Assoc. Arch. Ind. Health. 1960, 21, 28-32.
6. Spector , W. S. "Handbook of toxicology " . Vol. 1. W. B. Sannders , Philadelphia , London . 1956, 44-45 and 470-476 .
7. Smyth , H. F. et al. "Rang finding toxicity data ", List VII. Am. Ind. Hyg. Assoc. J. . 1969, 30, 470-476 .
8. Reynolds , A. E. . "The mode of action of acetic acid on bacteria " Diss. Abstr. B, 1975, 35, 4935-3936.
9. Ingram , M. A. , Ottaway , F. J. H. . and Coppock , J. B. M. . " The preservative action of acid substances in food " Chem. Ind. (London )1956, 1154-1163 .
10. Levine, A. S. and Fellers, C. R. . " Action of acetic acid on food spoilage microoganisms." J. Bacteriol . 1940, 39, 499-514.
11. Rutala , W. A. et al. " Antimicrobial activity of home disinfectant and natural products against potential human pathogens " Infect. ******* Hosp. Epidemial. 2000, 21(1) 33-38.
12. Entani , E. etal. " Antibacterial action of vinegar against food borne pathogenic bacteria including Escherichia coli 0157. H7(part 2) . Effect of sodium chloride and temperature on bactericidal activity . " Kansenshogaku. Zasshi . 1997, 71(5) , 451-458.
13. Entani ,E. et al . " Antibacterial action of vinegar against food - borne pathogenic bacteria including Escherichai coli 0517:H7 "(part 1) . Examation of bacteriostatic and bactericidal activities . Kansenshogoaku . Zasshi , 1997, 71(5), 443-450 .
14. Karapinar , M. and Gonul, S. A. . "Effects of sodium bicarbonate , vinegar , acetic and citric acids on growth and survival of Yersinia enterocolitica . " Int. J. Food. Microbiol. 1992 , 16(4) , 343-347 .
15. Karapinar , M. and Gonul , S. A. . "Removal of Yersinia
enterocolitica from fresh parsley by washing with acetic acid or
vinegar . " . Int. J. Food. Microbiol. 1992, 16(3), 261-264 .
16. Dickns , J. A. , Lyon, B. G. , Whittemore , A. D. etal . " The effect of an acetic acid dip on carcass appearance, microbiological quantity , and cooked breast meat texture and flavor.". Pout. Sci. 1994, 73(4) 576-581 .
17. El-Sayad , M. H. , Allam , A. F. and Osman , M. M. . "Prevention
of human fascioliasis : a study on the role of acids detergents and
potassium permenganate in clearing salads from ****cercariae. " J. Egypt. Soc. Parasitol . 1997, 27(1) , 136-169 .
18. Ogawa , N. et al. Acetic acid suppresses the increase in disaccharidase activity that occurs during culture of caco-2 cells. J. Nutr. . 2000, 130(3) 507-513 .
19. Brighenti , F. etal . Effect of neutralized and native vinegar on blood glucose and acetate responses to a mixed meal in healthy subjects . . Eur. J. Clin. Nutr. . 1995, 49(4) 242-247 .
20. Chauhan , O. et al . Anti-inflammatory activity of Muktashukti Bhasma . Ind. J. Exp. Biol. , 1998, 36(10), 985-989.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 90 ( الأعضاء 0 والزوار 90)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 249.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 244.11 كيلو بايت... تم توفير 5.82 كيلو بايت...بمعدل (2.33%)]