حكم ألفاظ التهنئة بالعيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 88 - عددالزوار : 24295 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 8576 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 4987 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 22 - عددالزوار : 1700 )           »          أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فقه النبوءات والتبشير – عند الملِمّات وضوابطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 72 )           »          ذنوب القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3798 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الكفت المنهي عنه في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سجود المسبوق مرَّة أخرى في آخر صلاته بعد أن سجد مع الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2024, 05:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,412
الدولة : Egypt
افتراضي حكم ألفاظ التهنئة بالعيد

حكم ألفاظ التهنئة بالعيد

أ. د. كامل صبحي صلاح



الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فلقد تعارف الناس فيما بينهم قديماً وحديثاً على تهنئة بعضهم بعضاً عند قدوم الأعياد، بعدة ألفاظ وعبارات، ولا شك أنّ التهنئة بقدوم العيد من الأمور المشروعة المباحة، وهي من الأعراف والعادات الحسنة التي انتشرت بين الناس، ولا يزال العمل بها إلى يومنا هذا في أعياد المسلمين، وإنهّ لمن المعلوم، ومما لا شك فيه أنّ العيد شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، التي ينبغي إظهار الفرح والسرور فيها، وسُمي العيد عيداً؛ لأنه يعود ويتكرر في وقته كلّ عام؛ ولأنه يعود بالفرح والسرور على المسلمين عموماً، ولأنه يعود الله تبارك وتعالى فيه بالإحسان على عباده على إثر أدائهم لطاعته بالقيام والصيام ويعقبه عيد الفطر، ونسك الحج ويعقبه عيد الأضحى، وهذه من نعم الله جل وعلا على عباده المؤمنين.

ولقد حُددت الأعياد المشروعة في الإسلام بثلاثة:
1- عيد الفطر: ومناسبته اختتام صيام شهر رمضان المبارك.
2- عيد الأضحى: ومناسبته اختتام عشر من شهر ذي الحجة.
3- عيد الجمعة: وهو عيد الأسبوع ومناسبته اختتام أيام الأسبوع، ولا يظهر غيرها من الأعياد، ولا يحتفل بما سواها.

وإنّ هذه الأعياد مِنَ الشَّعائرِ الدِّينيَّةِ الَّتي تختصُّ بها كلُّ أُمَّةٍ عن غيرِها، وقد أعطى اللهُ تعالى لأُمَّة الإسلام عيدَ الفطرِ وعيدَ الأضحى؛ ليُميِّزَها عن غيرها، ويُبْدِلَها بهما عمّا دونَهما من الأعيادِ، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وجد لهم يومين يلعبونَ فيهما، وقيل: كانا يُسمَّيانِ بـ(النَّيْرُوزِ والمِهْرَجانِ)، وقالوا كنّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ، وقبلَ دُخولِ الإسلامِ إلى المدينةِ، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله تعالى أبدلهم خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ، وهما خير لكما من شعائر الجاهلية.

ففي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال:« قدمَ رسولُ اللَّهِ ﷺ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ» «أخرجه أبو داود (1134)، والنسائي (1556)، وأحمد (12006)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1134»، وفي الحديث إشارة إلى النهي عن الاحتفال بأعيادِ الجاهليَّةِ، وتوجيه وحثّ للمسلمين إلى التمسك بشَعائر الإسلام، ويدلّ الحديث على أنّ في الدين فسحةً للناس، فلذا أباح لهم الفرح واللعب والسرور فيما لا يغضب الله تبارك وتعالى. وشرع لهم التكبير: «اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ. أو يُكبِّر ثلاثًا، فيقول: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمد. وكل ذلك جائز».

ولقد تعارف الناس على تهنئة بعضهم بعضاً عند قدوم الأعياد، بعدة ألفاظ وعبارات، [كعبارة تقبل الله منا ومنكم، وعبارة كل عام وأنتم بخير، وعبارة عيدكم مبارك]، وغيرها من أنواع عبارات المعايدة المنتشرة والمشتهرة بين الناس.

ولعلّ من أفضلها وأجملها وأحسنها، وهو المنقول عن الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم، «تقبّل الله منا ومنكم».

حيث ورد عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم أنهم كانوا يهنئون بعضهم بعضاً بالعيد بقولهم: (تقبّل الله منا ومنكم).

فعن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَال: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: إسناده حسن.

وقَالَ الإمام أَحْمَدُ بن حنبل رحمه الله تعالى: وَلا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك. «نقله ابن قدامة في المغني».

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله تعالى:«وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث، منها، أنّ محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبّل الله منا ومنك)، وقال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد. «المغني، لابن قدامة (2 /130)».

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: هَلْ التَّهْنِئَةُ فِي الْعِيدِ وَمَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ: عِيدُك مُبَارَكٌ " وَمَا أَشْبَهَهُ, هَلْ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ, أَمْ لا؟ وَإِذَا كَانَ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ, فَمَا الَّذِي يُقَالُ؟

فأجاب: أَمَّا التَّهْنِئَةُ يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إذَا لَقِيَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ , وَأَحَالَهُ اللَّهُ عَلَيْك , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا قَدْ رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ وَرَخَّصَ فِيهِ , الأَئِمَّةُ , كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ. لَكِنْ قَالَ أَحْمَدُ: أَنَا لا أَبْتَدِئُ أَحَدًا , فَإِنْ ابْتَدَأَنِي أَحَدٌ أَجَبْته , وَذَلِكَ لأَنَّ جَوَابَ التَّحِيَّةِ وَاجِبٌ , وَأَمَّا الابْتِدَاءُ بِالتَّهْنِئَةِ فَلَيْسَ سُنَّةً مَأْمُورًا بِهَا , وَلا هُوَ أَيْضًا مَا نُهِيَ عَنْهُ , فَمَنْ فَعَلَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ , وَمَنْ تَرَكَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ.
«الفتاوى الكبرى، لشيخ الإسلام ابن تيمية (2 /228)».

وقيل: أنّ التهنئة بالعيد جائزة مشروعة، وليس لها صيغة محددة مخصوصة، فألفاظ التهنئة التي اعتادها الناس جائزة مباحة، ما دامت ألفاظاً حسنة، ما لم تكن اثماً وألفاظاً قبيحة سيئة، وإنّ هذه الألفاظ المتداولة لا بأس بها؛ لأنّ الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، وإنّما يتخذونها على سبيل العادات والأعراف والتقاليد، والإكرام والاحترام، وكونها ما دامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها، ولا بتحديدها بألفاظ مخصوصة، فإنّ الأصل في استعمالها الإباحة والجواز.

الترجيح:
وبناءً على تقدّم ذكره وايراده، يترجح أنّ التهنئة بالعيد جائزةٌ مشروعةٌ، وإنّ من أفضل صيغها وأجملها وأحسنها، وهو المنقول عن الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم، «تقبّل الله منا ومنكم»، حيث ورد عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم أنهم كانوا يهنئون بعضهم بعضاً بالعيد بقولهم: (تقبّل الله منا ومنكم)، ولا مانع من استعمال صيغ أخرى، ما دامت ألفاظاً حسنة، ما لم تكن اثماً وألفاظ قبيحة سيئة، وإنّ هذه الألفاظ المتداولة بين المسلمين لا بأس بها؛ لأنّ الناس لا يتخذونها على سبيل التعبّد والتقرّب إلى الله عز وجل، وإنّما يتخذونها على سبيل العادات والأعراف والتقاليد، والإكرام والاحترام، إذ ‏المقصود منها التودد وإظهار الفرح والسرور، وكونها ما دامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها، ولا بتحديدها بألفاظ مقيدّة مخصوصة، فإنّ الأصل في استعمالها الإباحة والجواز. والله تعالى أعلى وأعلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.90 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]