وقفات حول آية: وجعلوا لله شركاء الجن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191126 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 660 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 941 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1093 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 837 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 922 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92819 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2019, 09:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات حول آية: وجعلوا لله شركاء الجن

وقفات حول آية: وجعلوا لله شركاء الجن
محمد السيد حسن محمد




قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنعام: 100].

هذه الآية هي تمام المائة من سورة الأنعام، وقد جاءت بعد وقبل ذكر ما امتن به الله تعالى على عبيده من صنوف النعم، ومن آيات القدرة، مما كان حاصله التعبد لله تعالى على الوجه الذي يرضيه، مما لاءم ولو وجهًا واحدًا من هباته، أو سندًا واحدًا من عطاءاته لعبيده المتنكرين لألوهيته، أو أولئك الجاحدين لربوبيته، وهو الذي خلقهم كلهم كما خلق غيرهم من عَدَمٍ؛ ليس إلا لكي يُعبد؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

وقد غمر سبحانه خلقه بوافر النعم؛ لكي يُصدِّقوا أمره، ويُصدَّقوا هم في ذلك التصديق؛ ذلك أن من وهب تلكم النعم على كثرتها، ومن أسبغ بها على وفرتها - لقَمنٌ أن يعبد أبدًا بلا كلل، ولموجب لأن يُدعى وحده بلا ملل سائر الأوقات وعموم الأزمان؛ ذلك أن فضله عام، وأن نعمه غامرة لكل من خلق وسائر من برأ، كما أنها شاهدة على وحدانيته تعالى من كل وجه، وكان يمكن إرغام الخليقة على عبادته بلا نعم وأسباب، لكنه تعالى وهبهم دالة الاختيار، وقد كان يمكن أطرهم على الحق أطرًا بلا نعم وهبات، يتنسمون عبيرها ويستروحون نسيمها؛ اعتبارًا لأصل خلقة أرادها لهم، بها يميزون الغث من السمين، وذلكم كله أو بعضه مما يلائم الفطرة في خلقه لعبيده.

وفوق ذلك أراد الله فضلًا منه وعطاء ومنًّا وكرمًا - أن يسعد عباده بنِعَمِه المتوالية عليهم؛ ليعيشوا عيشة هنية لا كدر فيها، وليهنؤوا بعيش كريم في ظلال آياته، وكريم دلالاته، ووافر عطاءاته وهباته لخلقه المساكين.

وقد نفهم من الآية ما يبين عوار البرية يوم أن تتنكب طريق هداها، ليختم باريها على قلوب الناكصين منهم لتتنكر لما وهب، ويوم أن تدير ظهرها جاحدةً عظيمَ ما أسدى لها؛ كيما تُسعِدَ نفسها في ملذات العبودية لله تعالى ذي الفضل كله والإنعام كله أيضًا، وإذ بها تدير ظهرها للمنعم؛ فلا شكرَ قامت بحقه، ولا تعبُّدَ له تعالى وحده قامت بواجبه.

ومنه نفيد شكر كل ذي فضل، والثناء على كل ذي إنعام؛ فذلكم خلق حسن جميل، وأدب جمٌّ حميد، وغيره حَنَقٌ لا يُرجى بَرْؤه، وسوءُ طويَّةٍ إثمها على من كان مصدرًا لها ومنبعًا لدائها، فالشكر دأب الأوابين، ونكرانه خذلان الناكرين.

والآية وقعت موقعًا فريدًا بين آيات المن والعطاء؛ حيث كانت وسطًا بين ما يمكن إطلاقه من عموم النعم ومن فيض المواهب في السورة المسماة بسورة الأنعام؛ لما ورد ذكره من وافرها حتى صارت علمًا عليها، وحتى صارت كثرة كاثرة فيها؛ لتأخذ القلوب أخذًا إلى باريها فلا تعبد إلا إياه، ولا تشرك به أحدًا سواه؛ ذلك لأنه سبحانه من قبلها قال: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 99]، فالآيات سبب للإيمان لنفر قيض لهم الهدى وكتب لهم الإحسان، ومن بعدها قال: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 101] في تعداد مهيب لنعم عز وجودها إلا بفضله، وندر نفعها إلا بأمره، وبعُد فيضها إلا بإذنه سبحانه؛ فذاك ماء تراه العيون، وقد أنزله الله تعالى من السماء بلا سبب من أولاء الناكصين ولا يستطيعون، وهذا الماء نفسه قال فيه: ﴿ فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾، نبات كل شيء! مما هو ماثل أمامها يانعًا تزكو برؤيته النفوس، وتهنأ بلونه القلوب، وهذا الخَضِر ﴿ نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا ﴾ في منظر مهيب أيضًا؛ سنابل بعضها فوق بعض تسر الناظرين، عطاء منه تعالى غير مجذوذ، ﴿ وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ ﴾؛ وهي صورة تشكل لدى الإنسان العربي المرهف بالنخيل أهمية بالغة في حياته، حتى إنهم كانوا يقيسون الترف والنعيم بمقدار ما يحوزه المرء منهم من أعداد النخيل، وهذا النخيل من طلعه قنوان دانية؛ فلا تعب في تناولها ولا جهد في طعامها، كما نجد ﴿ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 99].

وآيتنا محل البيان تشير إلى نفر قد جعلوا بينه تعالى وبين الجِنَّة نسبًا تارة؛ كما في: ﴿ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الصافات: 158، 159]، واتخذوها شريكة لله تارة أخرى في تجاوز لألوهيته وربوبيته سبحانه؛ إذ إنها لم تدع يومًا فضلًا لها في إنعام، ولا رزقًا لها لكائن من كان من الأنام، حتي يكون سندًا لهم في اتخاذها أندادًا لله تعالى الخالق وحده للكون كله وما فيه؛ ومنه كان النعي عليهم أشده؛ إذ لم يأتوا ببرهان واحد يكون لهم سندًا في دعواهم الإشراك به تعالى: ﴿ وَخَلَقَهُمْ ﴾، ومن حيث كان ذلك كذلك، وقد انفرد الله تعالى بخلقه وما برأ، وكان جديرا عقلًا وشرعًا ألَّا يعبد سواه؛ فدل على بطلان نسبتهم الشركاء لله تعالى؛ إن من إنس، وإن من جن، وإن مما سواهما.

لكن المعروف أن العرب إنما كانت تعبد الأصنام لا الجن، ومنه لزم البيان أنهم إنما اتخذوا الأصنام آلهة وشركاء؛ طاعة للجن في تسويلهم، واتباعًا للشياطين في تزيينهم؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 117 - 120]، ويبلغ النعي أشده؛ كما في: ﴿ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 100]؛ ذلك أن يهود والنصارى نسبوا إليه تعالى الولد؛ كما في: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [التوبة: 30]، وزعم مشركو العرب أن لله تعالى البنات ولهم البنون، سبحانه وتعالى عما يصفون؛ كما في: ﴿ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ﴾ [الطور: 39]، ونسي القوم أنه تعالى كما قال: ﴿ مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [مريم: 35]؛ ليأتي التشنيع على كل معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم؛ كما في: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾ [البقرة: 116]؛ ليكون النكير عليهم بأكبر ما يمكن من دلالات الاستنكار، وبأفصح ما يمكن أن يكون من علامات التصدي لذلكم العدوان السافر على ألوهيته تعالى؛ كما في: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 88 - 95]، ومنه كان قطع دابر زعمهم حاسمًا، وردُّه تعالى عليهم قاصمًا لما قد ادعوه كذبًا منهم وبهتانًا؛ كما في: ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنعام: 100]، ومنه نفيد الحسم في الأداء، والحزم في رد الظلم بغير مواربة، وما أقبح زعمًا أكبر من ذلكم الزعم، حتى ناسبه ذلكم الحسم، وحتى قابله ذلكم الحزم!





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.38 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]