إثبات العلو وتفسير آية: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855011 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389873 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2019, 08:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي إثبات العلو وتفسير آية: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور

إثبات العلو وتفسير آية: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور
محمد بن علي بن جميل المطري



قال الله تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16]؛ أي: أأمنتم أيها المشركون اللهَ الذي فوق السماء أن يخسف بكم الأرض؛ عقوبة لكم على كفركم بالله؟ فإذا الأرض حين يخسف الله بكم، تضطرب ذهابًا وإيابًا حتى تهلككم.

يُنظر: [(تفسير مقاتل بن سليمان) (4/ 391)، (تفسير ابن جرير) (23/ 129)، (تفسير ابن أبي زمنين) (5/ 14)، (الهداية) لمكي بن أبي طالب (12/ 7600)، (الأسماء والصفات) للبيهقي (2/ 236)، (تفسير الألوسي) (15/ 17، 18)، (تفسير القنوجي) (14/ 240)، (تفسير السعدي) (ص: 877)].

بعض الآيات الدالة على علو الله على خلقه:
1- ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف: 54].
2- ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ [النحل: 50].
3- ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5].
4- ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].
5- ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1].

بعض الأحاديث والآثار الدالة على علو الله على خلقه:
1- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء؟))؛ رواه البخاري (4351)، ومسلم (1064).

2- عن معاوية بن الحكم السُّلمي رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل جاريته التي لطمها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها؛ فإنها مؤمنة))؛ رواه مسلم (537).

3- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء))؛ رواه أبو داود (4941)، والترمذي (1924)، وصححه هو والألباني.

4- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((ما بين كل سماء إلى أخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله على العرش، ويعلم أعمالكم))؛ رواه ابن خزيمة في (التوحيد) (1/ 242)، والطبراني في (المعجم الكبير) (8987)، وأبو الشيخ الأصبهاني في (العظمة) (2/ 565)، والبيهقي في (الأسماء والصفات) (851)، وغيرهم، بإسناد حسن.

بعض أقوال العلماء في إثبات علو الله:
1- قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان رحمهما الله: "أدركنا العلماء في جميع الأمصار؛ حجازًا وعراقًا، وشامًا ويمنًا، فكان من مذهبهم... وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف، أحاط بكل شيء علمًا، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾"؛ (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) لللالكائي (1/ 198).

2- قال أبو الحسن الأشعري: "وأنه عز وجل فوق سماواته على عرشه دون أرضه، وقد دل على ذلك بقوله: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16]"؛ (رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب) (ص: 131).

3- نقل النووي عن الأرموي رحمهما الله كلامًا طويلًا في العقيدة مقرًّا له، وفيه: "نؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر في كتابه العزيز، ولا نقول: هو في كل مكان، بل هو في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو منه مكان؛ كما قال: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الملك:16]، وكما جاء في حديث الإسراء، ثم قال النووي: هذا آخر ما أردنا ذكره من هذا المختصر من معتقد مصنفه، مما ذكره في كتابه (غاية المرام في مسألة الكلام) للشيخ أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي، وهو الذي عليه الجمهور من السلف والخلف"؛ (جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات) للنووي (ص: 68، 69).

4- قال ابن تيمية رحمه الله: "كتاب الله من أوله إلى آخره، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين، ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله سبحانه فوق كل شيء، وعليٌّ على كل شيء، وأنه فوق العرش، وأنه فوق السماء"؛ (الفتوى الحموية) (ص: 201).

5- قال الذهبي رحمه الله: "روى يحيى بن يحيى التميمي وجعفر بن عبدالله وطائفة قالوا: (جاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبدالله، ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، كيف استوى؟ قال: فما رأيت مالكًا وجد من شيء كموجدته من مقالته، وعلاه الرُّحَضاء؛ يعني: العَرَق، وأطرق القوم، فسُرِّي عن مالك وقال: الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وإني أخاف أن تكون ضالًّا، وأُمِر به فأُخرج)، هذا ثابت عن مالك، وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة، أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نعمق، ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفيًا ولا إثباتًا، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل، لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقينًا مع ذلك أن الله جل جلاله لا مِثْل له في صفاته، ولا في استوائه"؛ (العلو للعلي الغفار) (ص: 139).

6- قال علامة اليمن السيد محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله: "قوله تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾: (في) هنا بمعنى: فوق، كقوله: ﴿ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه: 71]، ولا يحيط بالله شيء بالإجماع، وهي (في) الفوقية حقيقة لا مجاز، وآيات الاستواء توضح ذلك"؛ (العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم) (5/ 92).

7- قال قاضي قضاة اليمن محمد بن علي الشوكاني رحمه الله: "الحق الذي لا شك فيه ولا شبهة هو ما كان عليه خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، وقد كانوا - رحمهم الله وأرشدنا إلى الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم - يمرون أدلة الصفات على ظاهرها، ولا يتكلفون علم ما لا يعلمون ولا يتأولون، وهذا المعلوم من أقوالهم وأفعالهم، والمتقرر من مذاهبهم، لا يشك فيه شاكٌّ، ولا ينكره منكر، ولا يجادل فيه مجادل"؛ (التحف في مذاهب السلف) (ص: 17).

إجماع الصحابة والتابعين على أن الله في السماء، مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله:
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله المتوفى سنة 620 هجرية: "الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء، والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزًا في طباع الخلق أجمعين"؛ (إثبات صفة العلو) (ص: 63)، ويُنظر: [(الرد على الجهمية) لأحمد بن حنبل (ص: 146)، (التوحيد) لابن خزيمة (1/ 254 - 289)، (الإبانة) لأبي الحسن الأشعري (ص: 105، 106)، (رسالة إلى أهل الثغر) لأبي الحسن الأشعري (ص: 130، 131)، (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) لللالكائي (3/ 429)، (رسالة في إثبات الاستواء) للجويني (ص: 33)، (التمهيد) لابن عبد البر (7/ 129)، (شرح السنة) للبغوي (1/ 168 - 171)، (الانتصار في الرد على المعتزلة) لابن أبي الخير العمراني (2/ 607 - 625)، (جزء فيه ذكر اعتقاد السلف) للنووي (ص: 68)، (الحموية) لابن تيمية (ص: 201)، (العلو) للذهبي (ص: 596)، (اجتماع الجيوش الإسلامية) لابن القيم (2/ 95 - 331)، (شرح الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي (2/ 375 - 394)، (العواصم والقواصم) لابن الوزير (4/ 148) و(5/ 92).

تنبيه: لاحظ أن أكثر العلماء المذكورين آنفًا الذين يثبتون علو الله على خلقه، وأنه في السماء مستوٍ على عرشه، كانوا قبل شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728 هجرية، وقد تم ترتيبهم على حسب وفياتهم، فأحمد بن حنبل توفي سنة 241 هـ، وابن خزيمة سنة 311 هـ، والأشعري 324 هـ، واللالكائي سنة 418 هـ، وعبدالله بن يوسف الجويني سنة 438 هـ، وابن عبد البر سنة 463 هـ، والبغوي 516 هـ، وابن أبي الخير العمراني سنة 558 هـ، والنووي سنة 676 هـ، فبعض الناس قد يظن أن إثبات علو الله جاء به ابن تيمية، وإنما هو ناقل لكلام العلماء، متبع لما في كتاب الله وسنة رسوله؛ قال ابن تيمية رحمه الله: "الذين نقلوا إجماع السلف، أو إجماع أهل السنة، أو إجماع الصحابة والتابعين على أن الله فوق العرش، بائن من خلقه - لا يحصيهم إلا الله"؛ (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية) (5/ 69).

واعلم أن علماء أهل السنة والجماعة لا يقولون: إن الله داخل السماء، ولا أنه في مكان محصور فيها، بل يقولون: الله فوق السماء مستوٍ على عرشه، كما أخبر في كتابه؛ قال ابن تيمية: "من توهم أن مقتضى هذه الآية أن يكون الله في داخل السماوات، فهو جاهل ضالٌّ بالاتفاق"؛ (التدمرية) (ص: 85)، ويُنظر: [(تفسير ابن كثير) (3/ 426، 427)، (أضواء البيان) للشنقيطي (2/ 18 - 32)].

قال ابن عبد البر: "أهل السنة مجموعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيِّفون شيئًا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة، وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها، ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة"؛ (التمهيد) (7/ 145)، وينظر: [(سنن الترمذي) (3/ 41)، (التبصير في معالم الدين) للطبري (ص: 132 - 147)، (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) لللالكائي (3/ 457)، (ذم التأويل) للمقدسي (ص: 11، 39، 40)، (مجموع الفتاوى) لابن تيمية (13/ 294، 295)، (الصواعق المرسلة) لابن القيم (1/ 212 - 214)، (منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات) للشنقيطي (ص: 38)، (القواعد المثلى) لابن عثيمين (ص: 34)، (صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة) لعلوي السقاف (ص: 273)].

ومن العجائب أن كثيرًا من المفسرين المتأخرين يفسرون قوله تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ بقولهم: "من في السماء قدرته وسلطانه"، وبعضهم يقول: "من في السماء ليس هو الله، بل هو جبريل عليه الصلاة والسلام"؛ انظر مثلًا: تفسير الواحدي، وتفسير ابن عطية، وتفسير القرطبي، وتفسير البيضاوي، وتفسير الجلالين، وتفسير ابن عاشور، عفا الله عنهم جميعًا فيما أخطؤوا فيه، ونفعنا بعلومهم الصحيحة التي هي غالب كتبهم، وغفر لنا ولهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية) (1/ 9، 10): "وأكثر الطالبين للعلم والدين ليس لهم قصد من غير الحق المبين، لكن كثرت في هذا الباب الشبه والمقالات، واستولت على القلوب أنواع الضلالات، حتى صار القول الذي لا يشك من أوتي العلم والإيمان أنه مخالف للقرآن والبرهان، بل لا يشك في أنه كفر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من رب العالمين - قد جهله كثير من أعيان الفضلاء، فظنوا أنه من محض العلم والإيمان، بل لا يشكـون في أنه مقتضى صريح العقل والعيان، ولا يظنون أنه مخالف لقواطع البرهان... ولهذا كان السلف والأئمة يُكفِّرون الجهمية في الإطلاق والتعميم، وأما المعيَّن منهم فقد يدعون له ويستغفرون له؛ لكونه غير عالم بالصراط المستقيم، وقد يكون العلم والإيمان ظاهرًا لقوم دون آخرين، وفي بعض الأمكنة والأزمنة دون بعض بحسب ظهور دين المرسلين".

وقال ابن تيمية أيضًا في كتابه (منهاج السنة النبوية) (5/ 239): "إن المتأول الذي قصده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُكفَّر ولا يُفسَّق إذا اجتهد فأخطأ، وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية، وأما مسائل العقائد فكثير من الناس كفَّر المخطئين فيها، وهذا القول لا يُعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا عن أحد من أئمة المسلمين، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع الذين يبتدعون بدعة ويُكفِّرون من خالفهم".


وقال ابن تيمية رحمه الله في معرض رده على بعض أهل البدع والضلال في كتابه النافع (درء تعارض العقل والنقل) (2/102 - 103): "ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له مساعٍ مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين - ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف... وخيار الأمور أوساطها... والله يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات، ويتجاوز لهم عن السيئات: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.58 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]