تقديم البشارة على النذارة في القرآن الكريم ومضامينها التربوية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2019, 09:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي تقديم البشارة على النذارة في القرآن الكريم ومضامينها التربوية

تقديم البشارة على النذارة في القرآن الكريم ومضامينها التربوية
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي



البشارة تعني: الخبر الذي يفرح ويسر، ويدخل الابتهاج على النفس، أما تعريف النذارة، فهي إخبار فيه تخويف؛ (انظر: مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني).


وتقديم البشارة على النذارة أو العكس يكون حسب الموقف نفسه: زمانًا، ومكانًا، وموضوعًا، وحالة، فالغالب الأعم أن تكون البشارة مقدمة على النذارة من باب تقديم الرحمة على الغضب، ومن باب ما جُبلت عليه النفوس من حب ما يفرح ويسر، وكراهية ما فيه تخويف وإنذار، ومن الأمثلة الموضحة لذلك ما يلي:
أولًا: قال الله تعـالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الأحزاب: 45]، وهنا قدَّم الله تعالى البشارة على النذارة، وإن الله تعالى قدم التبشير على الإِنذار؛ تكريمًا للمؤمنين المبشرين، وإشعارًا بأن الأصل في رسالته صلى الله عليه وسلم التبشير، فقد أرسله الله تعالى رحمة للعالمين[1]، ويقول ابن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره عند هذه الآية: "قُدمت البِشارة على النِذارة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم غلب عليه التبشير؛ لأنه رحمة للعالمين، ولكثرة عدد المؤمنين في أمته".


ثانيًا: وعند قوله تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [البقرة: 213]؛ يقول الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره (مفاتيح الغيب): "وإنما قدم الله تعالى البشارة على الإنذار؛ لأن البشارة تجري مجرى حفظ الصحة، والإنذار يجري مجرى إزالة المرض، ولا شك أن المقصـود بالذات هـو الأول دون الثاني، فلا جـرم وجب تقديمـه في الذكر، أو الأول لكـونه مقصـود الغذاء، والثاني كتناول الدواء".


ثالثًا: في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ [البقرة: 119]، وهنا يقول ابن عرفة رحمه الله تعالى في تفسيره: "وقدم البشارة على النذارة؛ لأن القاعدة في محاولة الأمور الصعبة أن يبدأ فيها بالتلطف والتيسير؛ ليكون أدعى للقبول، كمـا إذا كان لك جمل معك، وأردت أن تدخله موضعًا، فإنك تسايسه بربيع تطعمه لـه، مثل قول الله تعالى لموسى أن يقول لفرعون قولًا فيه لطف ورفق ولين: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 44].


رابعًا: وقوله تعالى: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ [هود: 3]؛ وهنا يقول شهاب الدين الألوسي رحمه الله في تفسيره (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني): "لما أجمل الله تعالى فيما سبق من البشارة، جـاء الإنذار بقوله سبحـانه: ﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا؛ أي: تستمروا على الإعراض عما ألقى إليكم من التوحيد والاستغفار والتوبة، وأخَّر الإنذار عن البشارة؛ جريًا على سنن تقدم الرحمة على الغضب".


خامسًا: وجاء عند قوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ [العنكبوت: 31، 32]؛ قال الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره: "البشارة أثر الرحمة، والإنذار بالإهلاك أثر الغضب، ورحمته سبقت غضبه، فقدم البشارة على الإنذار".


سادسًا: وجاء في قول الله تعالى: ﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف: 188]، وفي هذه الآية تقديم النذارة على البشارة؛ وحول ذلك يقول ابن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره: "وإنما قدم وصف النذير على وصف البشير هنا؛ لأن المقام خطـاب المكذبين المشركين، فالنذارة أعلق بهـم مـن البشارة".


سابعًا: جاء في قوله تعالى: ﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ [يونس: 2]، وقدم سبحانه الإِنذار على التبشير؛ لأن التخلية مقدمة على التحلية، وإزالة ما لا ينبغي مقدم في الرتبة على فعل ما ينبغي، وذكـر المنذر به؛ لتهويله وتعميمه؛ حتى يزداد خوفهم وإقبالهم على الدين الحق، الذي يؤدي اتباعـه إلى النجاة مـن العذاب، وخص التبشير بالمؤمنين؛ لأنهم وحدهم المستحقون له، بخلاف الإِنذار فإنه يشمل المؤمن والكافر؛ ولذا قال تعالى: ﴿ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ؛ أي: جميع الناس، وذكر تعالى في جانب التبشير المبشر به - وهو حصولهم على المنزلة الرفيعة عند ربهم - لكي تقوى رغبتهم في طاعته، ومحبتهم لعبادته، وبذلك ينالون ما بشرهم به[2].


ثامنًا: ويقول ابن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره عند قوله تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر: 27 - 30]: "لما استوعب ما اقتضاه المقام من الوعيد والتهديد والإِنذار، ختم الكلام بالبشارة للمؤمنين الذين تذكروا بالقـرآن واتَّبعوا هديه، على عادة القرآن في تعقيب النذارة بالبشارة والعكس؛ فإن ذلك مما يزيد رغبة الناس في فعل الخير، ورهبتهم من أفعال الشر".


ومن خلال ما تقدم، فإن على المربي سواء كان أبًا، أو معلمًا، أو داعيًا، أو مصلحًا، أن ينظر في حالة من يربيهم ويعلمهم، ويرشدهم ويوجههم؛ فإن كانوا مفرطين وبعيدين عن الله تعالى، فيكون في حقهم الإنذار والترهيب أفضل، وإن كانوا ممن يغلب عليهم شدة الخوف من الله، أو ممن ابتلوا باليأس والقنوط، فيكون في حقهم البشارة والترغيب أفضل.


ولعل هذا القول يقودنا إلى قضية الرجاء والخوف، تلكم القضية المهمة التي تمر بها الشخصية المسلمة، وأيهما أفضل في حقها: الخوف أم الرجاء أم همـا معًا؟


وحول ذلك يقول معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ في كتابه (التمهيد لشرح كتاب التوحيد): "إن العلماء اختلفوا في أيهما يُغَلَّب: هـل يغلب العبد جانب الـرجاء أو يغلب جانب الخوف؟"، ثم يقول: "إن التحقيق في هذه المسألة: أن ذلك على حالين: الحالة الأولى: إذا كان العبد في حال الصحة والسلامة، فإنه إما أن يكون مسددًا مسارعًا في الخيرات، فهذا ينبغي أن يتساوى في قلبه الخوف والرجاء، فيخاف ويرجو؛ لأنه من المسارعين في الخيرات، وإذا كان في حال الصحة والسلامـة، وكان من أهل العصيان، فالواجب عليه أن يغلب جانب الخوف؛ حتى ينكف عن المعصية.



الحالة الثانية: إذا كان في حال المرض المخوف، فإنه يجب عليه أن يعظم جانب الرجاء على الخوف؛ فيقوم في قلبه الرجاء والخوف، ولكن يكون رجاؤه أعظم من خوفه؛ وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا يموت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله))"، ثم ختم قوله بما نصه: "ومن هنا اختلفت كلمات أهل العلم، فتجد بعضهم يقول: يجب أن يتساوى الخوف والرجاء، وبعض السلف قال: يغلب جانب الخوف على جانب الرجاء، وبعض السلف قال: يغلب جانب الرجاء على جانب الخوف، وهي أقوال متباينة ظاهرًا، ولكنها متفقة في الحقيقة؛ لأن كل قول منها يرجع إلى حالة مما ذكرنا"[3].



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[1] التفسير الوسيط.

[2] التفسير الوسيط.

[3] ج: 2، ص: 41.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.73 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]