#1
|
||||
|
||||
الاختِصاصُ .. من "جامع الدروس العربية" للشيخ مصطفى الغلاييني
الاختصاصُ نصبُ الاسمِ بفعلٍ محذوفٍ وجوباً تقديرُهُ "أَخصُّ، أو أعْني". ولا يكونُ هذا الاسمُ إلا ضميرا لبيان المرادِ منه، وقَصرِ الحكمِ الذي للضمير عليه، نحو "نحنُ - العرَبَ - نُكرِمُ الضّيفَ". ويُسمّى الاسمَ المُختصّ.
(فنحن مبتدأ، وجملة "نكرم الضيف" خبره. والعربَ منصوب على الاختصاص بفعل محذوف تقديره "أخصّ". وجملة الفعل المحذوف معترضة بين المبتدأ وخبره. وليس المراد الإخبار عن "نحن" بالعرب، بل المراد أن إكرام الضيف مختص بالعرب ومقصور عليهم. فإن ذُكرَ الاسمُ بعد الضمير للإخبار به عنه لا لبيان المراد منه فهو مرفوع؛ لأنه يكون حينئذ خبراً للمبتدأ، كأن تقول: "نحنُ المجتهدون" أو "نحن السابقون". ومن النصب على الاختصاص قولُ الناس "نحنُ - الواضعين أسماءنا أدناه - نشهد بكذا وكذا". فنحن مبتدأ، خبره جملة "نشهد" والواضعين مفعول به لفعل محذوف تقديره "نخصّ، أو نعني"). ويجبُ أن يكونَ مُعرّفاً بأل نحو "نحنُ - العربَ - أوفى الناسِ بالعُهود"، أو مضافاً لمعرفةٍ كحديث "نحنُ - مَعاشرَ الأنبياء - لا نورثُ ما تركناهُ صدَقةٌ"، أو عَلَماً وهو قليلٌ كقول الراجز: بنا - تَميماً - يُكشَفُ الضَّبابُ أما المضافُ إلى العَلَمِ فيكونَ على غيرِ قِلّةٍ، كقولهِ "نحنُ - بَني ضَبَّةَ - أصحابَ الجَمَل". ولا يكونُ نكرةً ولا ضميرا ولا اسمَ إشارة ولا اسمَ موصولٍ. وأكثرُ الأسماءِ دخولاً في هذا البابِ "بنو فلان، ومعشر (مضافاً)، وأهلُ البيتِ، وآلُ فلانٍ". واعلمْ أن الأكثر في المختصِّ أن يَلي ضميرَ المتكلِّمِ كما رأيتَ، وقد يلي ضميرَ الخطاب نحو "بكَ – اللهَ- أرجو نجاحَ القصدِ" و "سُبحانَكَ - اللهَ - العظيمَ". ولا يكون بعدَ ضميرِ غيبة. وقد يكون الاختصاصُ بلَفظ "أَيُّها وأَيَّتُها"، فيُستعملان كما يستعملان في النّداءِ، فيبنيان على الضمِّ، ويكونانِ في محلِّ نصبٍ بأخُص محذوفا وجوبا، ويكونُ ما بعدَهما اسماُ مُحَلًّى بألْ لازمَ الرفعِ على أنه صفةٌ لِلَفظهما، أو بدلٌ منهما، أو عطفُ بيانٍ لهُما. ولا يجوزُ نصبه على أنه تابعٌ لمحلّهما من الإعراب. وذلك نحو "أَنا أفعلُ الخيرَ، أيُّها الرجلُ. ونحن نفعلُ المعروفَ، أيُّها القومُ". ومنه قولهم: "اللهمَّ اغفر لنا، أَيَّتُها العَصابةُ". (ويراد بهذا النوع من الكلام الاختصاص، وإن كان ظاهره النداء. والمعنى "أنا أفعل الخير مخصوصا من بين الرجال، ونحن نفعل المعروف مخصوصين من بين القوم, واللهمّ اغفر لنا مخصوصين من بين العصائب". ولم ترد بالرجل إلا نفسك، ولم يريدوا بالرجال والعصابة إلا أنفسهم. وجملة "أخص" المقدّرة بعد "أيها وأيتها" في محل نصب على الحال). |
#2
|
|||
|
|||
رد: الاختِصاصُ .. من "جامع الدروس العربية" للشيخ مصطفى الغلاييني
جزاك الله خيرا
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |