أنت معدن نادر الوجود - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2023, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي أنت معدن نادر الوجود

أنت معدن نادر الوجود
د. سعد الله المحمدي*


لا تقارن نفسك بالآخرين، ولا أولادك ومستواهم الفكري والعلمي بأولاد الآخرين، ولا ما أنعمَ الله به عليك من مالٍ وصحةٍ وبيتٍ، بمال وصحة وبيوتِ الآخرين، بل ارْضَ بما قسَم الله لك تكنْ أغنى الناس، واشكُر ربك عملًا بقوله تعالى: " ﴿ فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 144]؛ أي: خُذ ما آتيتك من الأمر والنهي بانشراح صدر، وتلقَّه بالقبول والانقياد، وَكُنْ مِنَ الشاكِرِينَ لله على ما خصك وفضلك، كما قال الشيخ السعدي رحمه الله.

أنت عملة نادرة وشخصية مستقلة وكِيان خاص، له خصائص نفسية وعقلية وفكرية، خلقك الله في أحسن تقويم، وصورك فأحسنَ صُورتك، ومنَّ عليك بموهبة واستعداد فكري يختلفُ عما لدى الآخرين، وكل ميسر لما خُلق له، ولكل فن رجال، وقد يصلحُ لإدارة البيت وعمل المكتب شخصٌ، بينما يصلح لرفع صوت التوحيد والأذان في ساعة الوغى والمعركة شخص آخر.

وللمعارك أبطالٌ لها خلقوا *** وللدواوين حسابٌ وكتابُ

أنتَ معدن نفيس، وطراز مستقل، ونكهة خاصة، ولكل معدنٍ مظهرهُ ولونه ولمعانه وشفافيته ووزنه وقيمته، ولربما تكون موطنًا للذهب الخالص والألماس اللامع والياقوت الأحمر، لكن لم تكلف البحث والتنقيب عن الأحجار الكريمة في نفسك وذوقك، ولم تكلف الغوص لاستخراج اللآلئ والدرر الكامنة في شخصيتك وفطرتك، فبقيتَ في دائرة محصورة وحدود ضيقة، وربما أصابك الخمول والعطل الفكري الذي يعتبر لونًا من ألوان الانتحار.

الناس يا أحبتي قدرات وكفاءات وطاقات مختلفة، فيصلح أحدهم لأمرٍ لا يصلح له الآخر أصلًا، والعكس صحيح، واختلاف الناس في صفاتهم وطبائعهم وألوانهم وألسنتهم، آية من آيات الله؛ حيث مَايَزَ بين المخلوقات، فكما أن شجرة التين لا تنبتُ الرطب، ولا يُجنى من الشوك العنب، فكذلك كل إنسان لا يشبه شخصًا آخر في الخليقة، بل يختلف عنه في ملامح النفس ومستوى التفكير وخصائص العقل ونسبة الإدراك.

ومن التعاسة وسوء الحال والشقاء والكدر النفسي - أن يحاول الإنسان أن يتقمص شخصية غيره، أو يقلده في أسلوب حياته من نبرة الصوت والكلام والصفات والمواهب والحركات وأسلوب الحديث، ومن الأسوأ أن يتكلف في ذلك ويتصنَّع، فلكل شأنُه وحياتُه وما يصلح له وما يناسبه: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68].

يا أخي، أنت لا تشبه أحدًا، فلا تقلده، ولا تتقمص شخصيته، ولا تنتحل صفته، ولا تكلف على نفسك فيما لم تخلق له، أنتَ جميلٌ في صوتك، وجميلٌ في حركاتك، وجميلٌ في أدائك، عشْ كما أنتَ بشكلٍ طبيعي ومألوف، كن نفسك وأحبَّها، وستجد كل شيء يبادلك نفس الشعور، ولا تكن إمعة للآخرين، ونسخة مكررة عنهم لا دراية له بالدين، ولا رأي له في أمور الدنيا.

وكم من غرابٍ رام مِشيةَ قَبْجةٍ *** فأنسِيَ ممشاه ولم يمش كالحجلْ

شمعة أخيرة:
"إن جاذبيتك وطلاوتك وعذوبتك تكمُن في استقلاليتك في الإبداع والتأثير، وتفرُّدك في العطاء وتميزك في الطرح"؛ لا تحزن، ص 512.

* بقلم د. سعد الله المحمدي/ دكتوراه في اللغة العربية، ومدرب معتمد.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.72 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]