الكلمات المختلف فيها عن حفص - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854966 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389834 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2020, 01:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الكلمات المختلف فيها عن حفص

الكلمات المختلف فيها عن حفص

محمود العشري

اعلم - أخي يا صاحب القرآن - أن كلمات الخلاف عند حفص بضعٌ وعشرون كلمة؛ إحدى وعشرون أو اثنتان وعشرون تقريبًا، وهذه الكلمات المختلف فيها عند حفص عليها مدار الخلاف في الثمانية وخمسين طريقًا؛ أي: إننا لو نظرنا لكل طريق من الثمانية والخمسين لرأينا أن كل طريق منها يُذكر فيه هذه الكلمات المختلف فيها، إذًا خلاف حفص كله في الثمانية والخمسين طريقًا حول هذه الكلمات؛ فهذه تُقرأ بوجهٍ من هذا الطريق، وبوجهٍ مختلفٍ عنه من طريقٍ آخر، وهكذا؛ لذلك ينبغي على كل قارئ يريد أن يقرأ بطريقٍ ما أن يعلم جيدًا ما هي كلمات الخلاف عند حفص؛ حتى لا يخلط بين الطُّرق، وها هي كلمات الخلاف عند حفص أذكرها موضِّحا الخلاف فيها، والله المستعان.

أولاً: التكبير: اعلم - رحمك الله - أن التكبير وارد عن علماء القراءات بحديث الوحي الذي انقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم فترة، وهذا الحديث ضعيف عند علماء الحديث، ولكنه عند علماء القراءات مشهور ومأخوذ به عندهم؛ كالاستعاذة، والإدغام، والإخفاء، والغنَّة، وغير ذلك.

محل التكبير: فيه ثلاثة أوجه؛ الأول: تكبير عام من أول القرآن إلى آخره، سوى سورة براءة، والثاني: التكبير من أول سورة الضحى إلى آخر القرآن، والثالث: التكبير من أول الشرح إلى آخر القرآن.

صيغة التكبير هي: الله أكبر، أو: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد، أو: لا إله إلا الله، والله أكبر، والذي اشتهر من القراء بهذا التكبير هو البَزِّي عن ابن كثير.

ثانيًا: البسملة: والخلاف فيها عند حفص بين أمرين؛ أن يقولها القارئ عندما يبدأ من وسط السورة، أو لا يقولها؛ فالخلاف في البسملة بين إثباتها في وسط السورة وعدم إثباتها، ومن خلال الطريق الذي ستقرأ به ستعلم هل تُثبـِت البسملة أم لا؟

ثالثًا: المد المتصل، وهو: ما اتصل فيه الشرط بالسبب؛ أي: اتصل فيه حرف المد بالهمز، مثل: (السماء/ سوء/ وجاء/ وسيئت)، والخلاف فيه في طرق حفص في مقدار مده؛ هل يمد أربع حركات، أو خمس حركات، أو ست حركات؟! فالخلاف في مقدار المد، وليس في أصله؛ إذ من المعلوم أن المد المتصل يسمى بالمد الواجب؛ وذلك لأنه لا يجوز قصره، والذي يضبط لك مقدار المد هو الطريق الذي ستقرأ به؛ فمثلاً من طريق الشاطبية يُمد المتصل بمقدار أربع أو خمس حركات وصلاً، وست حركات وقفًا عند تطرف الهمزة، فإذا قرأت مثلاً من طريق زرعان من روضة ابن المعدل تمده مقدار أربع حركات وصلاً ووقفًا، وإذا قرأت بطريق الحمامي عن الولي عن الفيل عن عمرو بن الصباح من كتاب الكامل للهُذلي يتعين عليك أن تقرأَ بالإشباع، وهكذا مع بقية الطرق.

رابعًا: المد المنفصل: وهو ما انفصل فيه حرف المد عن الهمزة؛ فحرف المد في كلمة، والهمز في كلمة أخرى، مثل: (بما أنزل/ قوا أنفسكم/ وفي أنفسكم/ يأهل/ هؤلاء)، ولاحظ الانفصال في هذه الأمثلة؛ فقد يكون الانفصال حقيقيًّا، وقد يكون حكميًّا؛ فالحقيقي هو ما انفصل فيه حرف المد عن الهمزة خطًّا ولفظًا؛ كما في: (بما أنزل/ وفي أنفسكم/ وقوا أنفسكم)، والحُكميُّ هو ما اتصل فيه المد المنفصل خطًّا؛ أي: جاء حرف المد والهمز في كلمة واحدة، مثل: (يأهل الكتاب/ يأيها/ يإبراهيم/ هأنتم) وهكذا، ولكن هذا النوع منفصل حكمًا؛ لأننا في اللفظ ننطقه بـ: (يا/ ها) ثم الهمزة التي في أول الكلمة بعدها؛ فالـ: (يا/ ها) لفظ، وبقية الكلمات لفظ آخر، فهو وإن كان قد اتصل فيه حرف المد بالهمز خطًّا ورسمًا، فإنه منفصل حُكمًا.

والخلاف فيه عند حفص بين القصر حركتين، والتوسط أربع حركات، وفويق التوسط خمس حركات، ولم يأتِ الإشباع لحفص من جميع الطرق.

خامسًا: النون الساكنة والتنوين مع اللام والراء: والخلاف فيهما بين أمرين؛ إدغام النون الساكنة في اللام والراء إدغامًا كاملاً؛ أي: بغير غنة، وهذا هو مذهب الجمهور؛ أي: الذي ورد عن أكثر طرق حفص، والأمر الثاني: إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء إدغامًا ناقصًا؛ أي: بغنة، وهذا ما ذهب إليه الهذلي في كتابه: "الكامل"، كما سيأتي معنا - إن شاء الله تعالى.

سادسًا: "يبسط" و"بسطة": "يبسط" من قوله -تعالى-: ﴿ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ ﴾ [البقرة: 245]، و"بسطة" من قوله -تعالى-: ﴿ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً ﴾ [الأعراف: 69]، والخلاف فيهما قائم بين السين والصاد؛ فإن قرأت مثلاً بتوسط المنفصل من طريق الشاطبية فإنك ستقرؤهما بالسين، وإذا قرأت مثلاً بالقصر حركتين من طريق زرعان، فإنك ستقرؤهما بالصاد، فالذي يحدد كيفية قراءتك لهذا الكلمات هو الطريق الذي ستقرأ به.

سابعا: "المصيطرون" "بمصيطر": المصيطرون في قوله -تعالى- في الآية من سورة الطور: ﴿ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾ [الطور: 37]، وبمصيطر في قوله -تعالى- في الآية من سورة الغاشية: ﴿ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ﴾ [الغاشية: 22]، والخلاف في هاتين الكلمتين بين السين والصاد مثل: (يبسط/ بسطة)، فإذا قرأت من طريق الشاطبية بتوسط المنفصل فلك في المصيطرون الوجهان؛ أي: السين والصاد، يجوز أن تقرأ بالسين هكذا: (المسيطرون)، ويجوز أن تقرأ بالصاد هكذا: (المصيطرون)، ولك في: (بمصيطر) من الشاطبية وجه واحد، وهو: الصاد، أما إذا قرأت مثلاً من طريق الفيل أو زرعان من روضة ابن المعدل فلك فيهما السين فقط.

ثامنًا: "ءالذكرين/ ءالئن/ ءالله": كلمة "ءالذكرين" وردت في موضعين من القرآن في سورة الأنعام، في الآيتين: 143 - 144، وكلمة "ءالئن" وردت كذلك في موضعين من القرآن، والموضعان في سورة يونس، الأول في الآية: 51، والثاني في الآية: 91، وكلمة "ءالله" وردت أيضًا في موضعين من القرآن، الأول في سورة يونس، الآية: 59، والثاني في سورة النمل الآية: 59 أيضًا، والخلاف عند حفص في هذه الكلمات بين أمرين، التسهيل والإبدال مع المد، فالأول: التسهيل في الهمز؛ أي: همزة الوصل؛ لأن همزة الوصل وقعت بين همزة القطع وبين اللام الساكنة، فالتسهيل يكون بين الهمزة والألف، كما تفعل - يا صاحب القرآن - عند قراءتك لكلمة: "أاعجمي" من الآية 44 من سورة فصلت، ولكن احذر من شيئين عند النطق:
1- الإبدال؛ أي: أن تبدل الهمزة هاءً، هكذا: أهذكرين/ أهلله/ أهلآن/ أهعجمي.

2- التحقيق؛ أي: أن تحقِّق همزة الوصل، مع تحقيق همزة القطع - بالطبع - فتصير هكذا: أأذكرين/ أألله/ أألآن/ أأعجمي.

ولاحظ أن كلمة: "أاعجمي"أدخلت معهم؛ لأنها تنطق بالتسهيل، كأحد الوجهين في الكلمات الثلاث المذكورة، وليس في: "أاعجمي" إلا التسهيل فقط عند حفص، وهذا هو الوجه الأول في هذه الكلمات عند حفص.

وأما الوجه الثاني فهو الإبدال مع المد؛ أي: أن تبدل الهمزة - همزة وصل - ألفًا مع الإشباع، وتَمُدَّ الألف ست حركات، وهذا يعتبر من قبيل المد اللازم الكلمي المثقل في: "ءالذكرين/ ءالله"؛ لأن بعد المد حرفًا مشددًا، ومن قبيل المد اللازم المخفف في: "ءالئن"؛ لأن بعد حرف المد حرفًا ساكنًا وليس مشددًا.

قال الشاطبي - رحمه الله -:
وإن همز وصل بين لام مُسَكَّن
وهمزة الاستفهام فامدده مبدلا

فللكل ذا أولى ويقصره الذي
يسهل عن كل ك: "الآن" مُثِّلا


تاسعًا: "يلهث ذلك" في سورة الأعراف، الآية: 176، والخلاف في ثاء: "يلهث" مع ذال: "ذلك" وصلاً، بين أمرين:
الأول: الإدغام، وهو مذهب الجمهور؛ أعني: أكثر طرق حفص، ومعلوم أن الثاء والذال يخرجان من مخرج واحد، وهو: طرَف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، ولكنهما يختلفان في الصفات؛ فالمخرج واحد والصفة مختلفة، فكان سبب إدغام الثاء في الذال هو التجانسَ الذي بينهما؛ ولذلك نقول على "يلهث ذلك" وصلاً: إدغام متجانسين صغير، وتنطق هكذا: "يلهذَّلك"، وأقول: وصلاً؛ لأنك لو وقفت على يلهث امتنع الإدغام؛ لأن القاعدة أن الوقفَ أو السَّكْتَ يمنع الإدغام.

الثاني: الإظهار، وهو إظهار الثاء عند الذال وصلاً، ويكون ذلك بنُطق الثاء وحدها، ثم الذال، وهذا الإظهار جاء في بعض طرق حفص.

عاشرًا: "اركب معنا" وصلاً؛ أي: بوصل الباء بالميم، والخلاف فيها بين أمرين: الإدغام والإظهار؛ الأول: الإدغام، وهو مذهب الجمهور، وهو من باب إدغام المتجانسين الصغير؛ لأن الباء والميم يخرجان من بين الشَّفَتين، ويختلفان في الصفات، فيكون المخرج واحدًا، والصفة مختلفة، وهكذا أي حرفين - عمومًا - يخرجان من مخرج واحد ويختلفان في الصفات يكون بينهما تجانس، مثل: الطاء والتاء والدال، ومثل: الظاء والذال والثاء، وهذا يُعرَف في باب المخارج والصفات، المهم: أن وجه الإدغام سيكون هكذا: "ارْكَمَّعَنَا" مع الغنة في الميم بمقدار حركتين، وطبعًا الباء قلبت ميمًا، ثم بعد ذلك تم إدغام الميم في الميم.

الثاني: الإظهار؛ أي: بإظهار الباء عند الميم وصلاً، ويكون ذلك بنُطْق الباء وحدها، ثم الميم.


وقد يقول قائل: ما علة إظهار الثاء عند الذال من: "يلهث ذلك"، وكذلك الباء عند الميم من: "اركب معنا" رغم التجانس الذي بينهما، والتجانس سبب من أسباب الإدغام! فما وجه الإظهار؟! وهذا سؤال وجيه، وجوابه: أن الأصل هو الإظهار؛ أي: إن العرب كانت تنطق هذا الإظهار، وجاء الإدغام للتخفيف في النطق، فمن أظهرها فعلى الأصل، ومن أدغمها فللتخفيف، ولكن ينبغي أن تعلم - يا صاحب القرآن - أن القراءة ليست بالقياس، بل القراءةُ سنَّةٌ متبعة - كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه - يأخذها الآخِرُ عن الأول، وكما قال الشاطبي - رحمه الله -: "وما لقياسٍ في القراءة مدخَل".

حادي عشر: "لا تأمنا": في سورة يوسف الآية: 11، والخلاف فيها عند حفص بين أمرين؛ الإشمام والرَّوْم.
الأول: الإشمام، وهو عبارة عن ضم الشفتين مقرونًا بسكون الحرف المدغم بدون صوت، بل هو إشارة بحركة الضم، فهنا تضم شفتيك بُعَيْدَ إسكانك النون الأولى مباشرة، وقبل إدغامها في النون الثانية إدغامًا تامًّا، وهذا لا يؤخذ ولا يعرف إلا بالتلقي والمشافهة عن أفواه المشايخ؛ لأن الأصل في القراءة التلقي؛ كما قال -تعالى-: ﴿ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾ [النمل: 6].

الثاني: الرَّوْم، وهو كما عرفه أهل العلم: الإتيان ببعض الحركة وقفًا مع ضعف صوتها، ويسمَعُه القريب دون البعيد، وقدَّر العلماء بعض الحركة بثُلثها، وهذا أيضًا لا يؤخذ إلا بالتلقي والمشافهة.

ثاني عشر: السكتات الأربع، وهي:
السكت على ألف: "عوجا" في سورة الكهف الآية: 1.
السكت على ألف: "مرقدنا" من سورة يس الآية: 52.
السكت على النون من: "مَن راقٍ" في سورة القيامة الآية: 27.
السكت على اللام من: "بَل ران" في سورة المطففين الآية: 14.

والخلاف في هذه السكتات الأربع عند حفص بين أمرين: السكت، وعدم السكت:
1- السكت، وهو أن تقف على الألف مِن: "عوجا/ مرقدنا"، وعلى النون من: "مَن راق"، وعلى اللام من: "بَل ران" سكتةً لطيفة بدون أَخْذِ نَفَس، وهذا هو الذي جاء لحفص من طريق الشاطبية؛ قال - رحمه الله -:
وسكتة حفص دون قطع لطيفة
على ألف التنوين في عوجا بلا

وفي نون مَن راق ومرقدنا ولا
م بَل ران، والباقون لا سكت موصلا


ولذلك لو نظرت في المصاحف الموجودة بين أيدينا، سترى فوق هذه المواضع الأربعة حرف السين، ومكتوب بجانبه: سكتة لطيفة على ألف عوجا، والسبب في ذلك أن المصاحف التي بين أيدينا رسمت بطريق الشاطبية، فترى في المد المنفصل علامة المد، وعند كلمة: "يبصط" مثلاً ترى السين موضوعة فوق حرف الصاد، دلالة على قراءتها من طريق الشاطبية بالسين، وهكذا في بقية كلمات الخلاف تجدها مضبوطة ومرسومة في المصاحف على ما يوافق طريق الشاطبية فقط.

وقد يقول قائل: وما الحكمة من هذا السكت؟!
اعلم - أخي يا صاحب القرآن - أن الحكمة من السكت على ألف: "عوجا" هي أن الوصل من غير سكت يوهم أن: "قيمًا" صفة لـ: "عوجًا"، ولا يستقيم أن يكون القيم صفة للمعوج، والحكمة من السكت على ألف: "مرقدنا" في سورة يس هي أن الوصل من غير سكت يوهم أن قوله -تعالى-: ﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ﴾ [يس: 52] مِن مَقُول المشركين المنكِرين للبعث؛ أي: إنك إذا قرأت: ﴿ قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 52] جعلت الجملة الثانية: ﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ﴾ [يس: 52] من قول المشركين المنكرين للبعث، وهذا ليس بصحيح؛ إذ هذه الجملة من قول الملائكة، وهو مستأنَف، وقيل: هو من قول المؤمنين للكفَّار، والحكمة من السكت على النون من: "مَن راق" واللام من: "بَل ران" هي أنك لو وصلت هذين الموضعين - أي: النون بالراء من: "مَن راق"، واللام بالراء من: "بل ران" - لتوهم السامع أن مَرَّاق كلمة واحدة، وكذلك برَّان، والحقيقة أنهما كلمتان، واعلم أن هذا الإدغام جاء للتخفيف عند العرب؛ إذ إن القراءة بالإدغام أيسَرُ وأسهل من القراءة بالإظهار، خاصة عند الحروف المتماثلة والمتقاربة والمتجانسة.

2- عدم السكت: وهو الوجه الثاني لحفص في هذه السكتات الأربع، فتقرأ: (ولم يجعل له عوجًا قيمًا) بالإخفاء الحقيقي، وذلك إذا وصلت، أما إذا وقفت على: "عوجًا" فلا شيء عليك؛ لأن عدم السكت يكون في حالة الوصل، ومثلها بقية المواضع، ولكن انتبه إلى أن عدم السكت على: "مَن راق" و: "بل ران" سيترتب عليه إدغامٌ بدون غنة.

وهنا قد يَرِد على الأذهان سؤال عن الحكمة من عدم السكت رغم أن الوصل يوهم خلاف المعنى كما ذكرت في الحكمة من السكت! فلم جاء عدم السكت؟!
والجواب: أن الذي وصل هذه الكلمات ولم يسكت عليها جعلها على الأصل، ولم ينظر إلى تغير المعنى، واعلم أن الأصل هو أن القراءة سنَّة متبعة، فإذا جاءت علة لنعرفها كان خيرًا، وإن لم تأتِ علة فعلينا بالاتباع وعدم القياس؛ أعني القياس الكلي على الكلي، كما قال الشاطبي - رحمه الله -: "وما لقياس في القراءة مدخل".

ثالث عشر: العين من فاتحة مريم والشورى: والخلاف الذي وقع في العين عند حفص في فاتحة السورتين بين ثلاثة أوجه؛ القصر والتوسط والإشباع.

1- القصر: ويكون بمقدار حركتين، فأصل الكلمة الأولى في النطق هكذا: "كاف ها يا عين صاد" فتمد الكاف ست حركات، والهاء والياء حركتين من قَبيل المد الطبيعي، والعين تمد حركتين، مع ملاحظة إخفاء نون: "عين" عند الصاد، وأصل: "حم * عسق" هكذا: "حا ميم عين سين قاف" فتمد الحاء حركتين، وتمد الميم ست حركات، وتقصر العين حركتين مع إخفاء النون عند السين، ثم تمد السين ست حركات مع إخفاء نون: "سين" عند القاف.

2- توسط العين: والتوسط يكون بمقدار أربع حركات، والحركة - كما قدرها العلماء - بقبض الإصبع أو بسطه بحركة متوسطة، وهذا لا يؤخذ إلا بالتلقي والمشافهة.

3- التوسط والإشباع: لأن القراءة بالإشباع مطلقًا لم تأتِ لأحد من الطرق كلها، بل الخلاف كله في القصر فقط، والتوسط فقط، والتوسط والإشباع.

رابع عشر: كلمة: "فِرْق": من سورة الشعراء الآية رقم 63، والخلاف في هذه الكلمة في الراء من حيث التفخيم والترقيق؛ فمن فخَّم الراء نظر إلى حرف الاستعلاء - وهو القاف - الواقع بعد الراء، ولم ينظر إلى الكسر الذي قبل الراء في الفاء، ولم ينظر أيضًا إلى كسر حرف الاستعلاء؛ لذلك ألحقها بعض أهل العلم بـ: "قرطاس/ مرصادًا" وأشباههما، ومن رقق الراء نظر إلى كسر الفاء الواقعة قبلها، وهذا ما قاله أهل العلم في توجيه التفخيم والترقيق بالنسبة للراء من: "فرق".

خامس عشر: "ءاتان" وقفًا، وقد جاءت هذه الكلمة في سورة النمل الآية رقم 36، فعند الوقف على كلمة: "ءاتان" فيها وجهان: إثبات الياء هكذا: "ءاتاني"، وحذف الياء هكذا: "ءاتان"، فتقف بالمد العارض للسكون.

سادس عشر: "سلاسلا" وقفًا: في سورة الإنسان الآية رقم 4، والخلاف في الألف من: "سلاسلا" حال الوقف بين ثلاثة أشياء، وهي: إثبات الألف، وحذف الألف، والاثنين معًا، فإثبات الألف وقفًا يكون هكذا: "سلاسلا" بالمد الطبيعي حركتين في الألف، وحذفها يكون هكذا: "سلاسل".

سابع عشر: "ضعف/ ضعفًا": في سورة الروم الآية رقم 54 قال -تعالى-: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ﴾ [الروم: 54]، ففي هذه الكلمات الثلاث في الآية - عند حفص - ثلاثة أوجه في الضاد، وهي: الفتح هكذا: "ضَعْف/ ضَعفًا"، والضم هكذا: "ضُعف/ ضُعفًا" والاثنان معًا، والذي سيحدد قراءتك بالفتح أو بالضم هو الطريق الذي تقرأ به.

ثامن عشر: "يس * والقرآن الحكيم/ ن * والقلم وما يسطرون": والخلاف في هذين الموضعين عند حفص مع الواو وصلاً، هل تقرأ بالإظهار أم بالإدغام؟ وسترى - إن شاء الله - عند استعراض الطرق مَن الذي يُظهِر ومَن الذي يُدغِم.

تاسع عشر: "نخلقكم": في سورة المرسلات، الآية رقم: 20، والخلاف في هذه الكلمة عند حفص في القاف مع الكاف بين الإدغام الناقص والإدغام الكامل؛ فالناقص: هو أن تظهر صفة الاستعلاء للقاف أولاً، ثم تنطق بالكاف، وسبب هذا الإدغام الناقص أن حرف القافِ قوي، وبعده حرف الكاف، وهو أضعف منه، ومن المعلوم عند العلماء أن القويَّ لا يدغم في الضعيف؛ لذا جاء الإدغام ناقصًا، وهذا بالضبط مثل: (بسطت/ أحطت/ فرطتم) فتظهر صفة الاستعلاء، وهي حرف الطاء، ثم التاء بعد ذلك، والله أعلم، وأما الإدغام الكامل: فهو ظهور صفة الكاف، ومن المعلوم عند الإدغام أنك إذا أردت أن تدغم حرفًا في حرف تقلب أولاً الحرف المدغم مماثلاً للحرف المدغم فيه، ثم تدخل المدغم في المدغم فيه فتنطق بحرف واحد مشدد، وهذا القلب يكون لفظًا لا خطًّا، كما هو معلوم، فعندنا هنا في هذه الكلمة القاف ساكنة؛ لأن الفعل مجزوم بـ: "لم"، وعلامة الجزم السكون، فتقلب القاف كافًا، فأصبح عندنا كافانِ، الأولى ساكنة، والثانية متحركة، وهذه هي قاعدة الإدغام، فتُدخل الساكن في المتحرك فيصير حرفًا واحدًا مشدَّدًا هكذا: "ألم نخلكُّم"، فانظر يا صاحب القرآن لنطقك سترى أنك تنطق بكاف مشددة، وسترى - إن شاء الله - عند استعراض الطرق مَن الذي يقرأ بالإدغام الناقص، ومَن الذي يقرأ بالإدغام الكامل، ومَن الذي يقرأ بالاثنين معًا، وانتبه إلى أن: (ألم نخلقكم) من مواضع الخلاف الجزئي التي لم تتكرر إلا مرة واحدة.

قال ابن الجزري - رحمه الله - في المقدمة مبينًا الخلاف الذي وقع في هذه الكلمة: "والخُلْف بنَخْلُقْكم وقَعْ".
21 - الموضع الأخير من مواضع الخلاف عند حفص هو الساكن قبل الهمز، والخلاف عند حفص فيه بين أمرين: السكت وعدم السكت - وهو التحقيق، ولأن هذا الأمر - ألا وهو الساكن قبل الهمز - جديد على كثير من الطلاب، وبعيد عن آذانهم، فإنني سأقف عنده وقفة لبيانه وبيان أنواعه، فأقول وبالله التوفيق:
المراد بالساكن هنا هو الحرف الصحيح الساكن، وشرط هذا الساكن أن يكون بعده همزة قطع، مثل الدال من: (قد أفلح)، والنون من: (فمن ءامن)، والذال من: (وإذ أنجيناكم)، والتاء من: (وإذ قالت أمة)، وهكذا أي حرف ساكن سكونًا أصليًّا، ويكون بعده همزة قطع يكون هو المقصود بالساكن قبل الهمز، وأقول: ساكن سكونًا أصليًّا؛ لإخراج ما كان ساكنًا ثم كُسِرَ أو فُتِحَ أو ضُمَّ للتخلص من التقاء الساكنين، ويدخل ضمن الساكن: الواو والياء الساكنتان بعد فتح نحو: (شيء/ سوء)، وهكذا.

وهذا الساكن ينقسم لعدة أنواع، وهي: الساكن المفصول، والموصول، والسكت على أل التعريفية التي بعدها همزة قطع، والسكت على شيء وشيئًا، وهذا هو الموجز، وإليك توضيح الأنواع بالتفصيل.

الأول: الساكن المفصول، وهو ما انفصل فيه الحرف الساكن الصحيح عن الهمز، مثل: (من ءامن/ من أحد/ ابني آدم/ وهل أتاك) لاحظ هذه الأمثلة، تجد أن الحرف الساكن جاء في كلمة، والهمزة جاءت في كلمة أخرى، ومثل ذلك التنوين الذي يأتي بعده همزة قطع؛ لأن التنوين عبارة عن نون ساكنة، ولكنها زائدة تلحق آخر الاسم لفظًا ووصلاً، وتسقط عنه خطًّا ووقفًا، فأي تنوين يأتي بعده همزة قطع يدخل ضمن الساكن المفصول، مثل: (عذاب أليم/ بقبس أو/ كفوًا أحد)، ولكن انتبه - أخي يا صاحب القرآن - إلى أن التنوين الذي يأتي بعده همزة وصل لا يدخل معنا في الساكن المفصول، لأن التنوين كان ساكنًا، ولكن تُخُلِّصَ بالكسر من التقاء الساكنين، نحو: ﴿ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ ﴾ [الأعراف: 164]، وهكذا مع: ﴿ جَزَاءً الْحُسْنَى ﴾ [الكهف: 88]، ﴿ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ ﴾ [الأعراف: 177].

الثاني: الساكن الموصول، وهو: ما اتصل فيه الحرف الساكن بالهمز؛ أي: إن الحرف الساكن جاء في كلمة وبعده في نفس الكلمة جاء الهمز، مثل: (قرءان/ ظمآن/ سوء/ ينأون)، فهذا نقول عنه: ساكن موصول؛ لاتصال الحرف الساكن بالهمز، وقد يقول قائل: أليست كلمة الملائكة أو يشاء أو السماء أو ما شابه ذلك تدخل ضمن الساكن الموصول؟ أقول: بلى؛ لأن حرف المد ساكن، كما هو معلوم، وبعده الهمز في نفس الكلمة، لكن هذا الساكن - أعني حرف المد الذي بعده همزة في كلمة واحدة - لم يأتِ لحفص مطلقًا من جميع الطرق، وعلى هذا فلا يدخل هذا النوع في الساكن الموصول عند حفص، والذي اشتُهِر به من القراء هو حمزة، وهذا ليس من طريق الشاطبية، بل من طريق طيبة النشر لابن الجزري.

الثالث: أل التعريفية التي بعدها همزة قطع، مثل: (الأرض/ الأنفال/ الآخرة/ الأنعام/ الأنهار)، فالملاحَظ في هذه الكلمات وما شابهها أن اللام ساكنة، وبعدها في نفس الكلمة همزة قطع، وطبعًا هذه اللام قمرية، حكمها الإظهار؛ لوقوع الهمز بعدها، والهمزة من أحرف الإظهار.

الرابع: السكت على شيء وشيئًا، ولاحظ - أخي يا صاحب القرآن - أن كلمة شيء مكونة من ثلاثة أحرف، وهي الشين والياء الساكنة والهمز، فعندنا الياء ساكنة وبعدها همزة، فيسمى هذا السكت على "شيء"، سواء كانت مرفوعة أو مجرورة أو منصوبة، مثل: "شيئًا" قال -تعالى-: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، وقال: ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾ [الانفطار: 19].

والسكت على الساكن الذي قبل الهمز يكون بأن تقف على هذا الساكن مدة يسيرة دون أخذ نفس.
وبهذا ينتهي الكلام عن مواضع الخلاف عند حفص، لكنه تبقى ملاحظة أخيرة، وهي: أنه بالنظر إلى كلمات الخلاف السابقة يتضح أنها تنقسم قسمين؛ مواضع خلاف كلية، ومواضع خلاف جزئية؛ فالكلية هي التي تتكرر في القرآن كثيرًا، وهذه المواضع هي: "المد المنفصل والمد المتصل، والساكن قبل الهمز، والنون الساكنة، والتنوين مع اللام والراء، والتكبير العام من أول القرآن إلى آخره"، والجزئية هي التي تأتي مرة أو مرتين فقط، وهي بقية مواضع الخلاف، وعلى ذلك فيجب على القارئ أن يضبط قراءته من حيث معرفة الطريق الذي سيقرأ به، ثم يضبط كلمات الخلاف الكلية والجزئية، ويتحقق منها جيدًا؛ لأنك لو لم تعرفها جيدًا وقعت في الخلط بين الطرق بسهولة، بمعنى أنك قد تُدخل طريقًا في طريق آخر، وهذا لا يجوز؛ ولذلك فإني أنتقل الآن من الكلام على مواضع الخلاف إلى مسألة الخلط بين الطرق.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.42 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]