تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216176 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7836 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859739 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394078 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 17-10-2020, 07:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

إعراض بني إسرائيل مع كثرة ما رأوه من الآيات البينات

يقول تعالى: سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ [البقرة:211] عرفنا من هم بنو إسرائيل؟ أولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ولم يقول الله تعالى لمصطفاه: سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ [البقرة:211]؟ ليخفف عنه آلامه، ليخفف عنه أتراحه وأحزانه مما يعاني من المشركين والمنافقين واليهود. سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ [البقرة:211] يخبروك كم شاهدوا من آيات وما آمنوا ولا انقادوا ولا أسلموا ولا أطاعوا، أما شاهدوا عصا موسى تتحول إلى ثعبان تلتهم وادياً كاملاً بما فيه؟ أما شاهدوا آية أخرى هي يد موسى يخرجها من جيبه وكأنها فلقة قمر؟ أما شاهدوا البحر كيف ينقسم إلى اثني عشر قسماً وكل قبيل يدخل في قسمه؟ أما شاهدوا في تيههم أنه ينزل اللحم المشوي وأن العسل ينزل من السماء؟ آيات، هل نفعتهم تلك الآيات؟ إذاً: لا تحزن يا رسول الله إذا لم يستجيبوا لك ولم يقبلوا دعوتك، كما أن في الآية أيضاً: تأنيباً وتعنيفاً للذين ما زالوا مصرين على الكفر من اليهود والمشركين. سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ [البقرة:211] وهنا (كم) للتكثير، والآيات جمع آية، وهي العلامة الدالة على الشيء، ولكنها هنا خارقة للعادة.مثالها: أنهم لما قتل أحدهم عمه ليرثه ورفعت القضية إلى موسى وما عرفوا من القاتل، وكل ادعى كذا وأخذ القتيل ووضعوه عند باب الآخر، فقال تعالى لهم: اذبحوا بقرة وخذوا قطعة من لحمها واضربوه فإنه يحيا وينطق ويقول: قتلني فلان، والله! لكان ذلك، إذاً: أية آية أعظم من هذه الآية؟ أما كان عيسى ينادي من على النعش وهو محمول إلى المقبرة: يا فلان بن فلان، فيرفع عن نفسه الكفن ويقول: لبيك يا روح الله، يقول: ضعوه، امش إلى أمك!آيات، فهل آمنوا عليها؟ ما آمنوا. ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان له آية انفلاق القمر وانشقاقه فلقتين، أية آية أعظم من هذه؟ القمر مثل الأرض أو أكبر ينقسم قسمين أمامهم ما بين جبل أبي قبيس ورأوه أمامهم، هل آمنوا؟ آيات الرسول بلغت ألف آية، منها أنه حان الأذان يوماً وأخذ الناس يتوضئون فما وجدوا الماء، إذاً: فجيء بركوة فيها ماء فغمس فيها الرسول أصابعه وإذا بها تفيض بالماء، فتوضأ منها سبعون رجلاً أو ثمانون. وفي الحديبية كان العمار ألفاً وأربعمائة معتمر، عطشوا أيضاً وانقطع الماء وخافوا من العطش والموت، فأتوا بركوة أيضاً فوضع فيها أبو القاسم يده فصارت كعين فوارة، فسقوا وملئوا قربهم وأزودتهم وتوضئوا وشربوا والماء يفور، أية آية أعظم من هذه؟ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ [البقرة:211] واضحة كالشمس دالة على وجود الله ووجوب عبادته وحده دون من سواه، وعلى نبوة النبي وصدق دعواه فيما يدعو إليه.
معنى قوله تعالى: (ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب)
قال تعالى: وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ [البقرة:211]، اسمع هذا الخبر العظيم: وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ [البقرة:211] ما الذي يحصل؟ الانتقام، التدمير، التخريب، الإذلال، الإهانة، التمزيق؛ لأن الله شديد العقاب، إذا عاقب وأخذ بعد الإثم أو الذنب فعقابه شديد. والآن كيف أمسيتم؟ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ [البقرة:211] ما هي نعمة الله؟ النعم كثيرة لا تحصى، إذ قال: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، لكن في هذا الموطن بالذات، في هذا الموقف، في هذا السياق الكريم نعمة الله هنا الإسلام وشرائعه، أما قال تعالى من سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]؟ نعمة الله هنا الإسلام وشرائعه، الموصل أهله إلى عز الدنيا وكرامتها، إلى السيادة والريادة والقيادة على الطهر والصفاء، إلى الغنى، وفي الآخرة إلى دخول دار الأبرار الجنة دار السلام، فكيف تبدل نعمة الله؟ اليهود بدلوها بالكفر والشرك، فأصابهم الذل والإهانة آلاف السنين وهم يعيشون في الذل والهون والدون. هنا يجب أن نتدبر، عرفنا قول ربنا: وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [البقرة:211] والله! لا نعمة أجل ولا أبرك ولا أطيب ولا أنفع من نعمة الإسلام، الإسلام بشرائعه وقوانينه، إذ هو سبيل السعادة في الدنيا والآخرة.

الاستعمار عقوبة استبدال المسلمين العقيدة بالخرافة

وقد استبدل المسلمون من القرن السابع بالعقيدة الربانية السليمة الصحيحة الخرافات والأوهام والضلالات، إذاً: فعاقبهم الله -كما علمتم- فسلط عليهم الغرب والشرق فأذلوهم، أهانوهم، حكموهم، فعلوا فيهم الأعاجيب، ويكفي أنهم أورثوا فيهم صفات الدون والهون، الآن نحن نصلي المغرب والرجل ببرنيطته -والله- كأنه يهودي مر بين أيدينا، أعوذ بالله! لأن الغرب لما غلب وساد وانتصر وأذلنا وأهاننا أصبحنا نعشق حياته في المأكل، في المشرب، في الملبس، في الفهم، في كل شيء كشأن المغلوب يتأسى بالغالب.

إعراض المسلمين عن إقامة دعائم الإسلام بعد الاستقلال

والآن جاءت محنة جديدة، استقل العالم الإسلامي من أندونيسيا إلى موريتانيا استقلالاً، لا تعترض علي وتقول: ما استقلوا، والله! استقلوا، الآن يديرون أمورهم بأيديهم، وإذا كان هناك خبراء أو كذا من غير المسلمين فهذا لا حرج فيه ولا ضيق، فهم مستقلون، فماذا فعلوا؟ أين تطبيق شريعة السماء في الأرض؟ ابتدئوا بالقواعد الأربع البسيطة التي لا تكلف ديناراً ولا درهماً، وهي دعائم الدولة الإسلامية، وقد تكررت وقرأناها، إلا أن السورة التي فيها هذه الدعائم ما تقرأ على الموتى، فهي طويلة، لو كانت كالكهف أو (يس) لعرفها المسلمون، أنها سورة الحج، فما هذه الدعائم؟ يقول تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ [الحج:41] ما معنى: مكناهم، ومكنا لهم؟ أي: حكموا، سادوا. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ [الحج:41] ماذا فعلوا؟ أَقَامُوا الصَّلاةَ [الحج:41] ما معنى: أقاموها؟ لم يسمح لمواطن ذكراً أو أنثى، عزيزاً أو ذليلاً، غنياً أو فقيراً أن يؤذن المؤذن وهو في الشارع يلعب أو في دكانه يبيع ويشتري، الكل إلى بيت الرب عز وجل، ومن ضبط وهو لا يصلي فإنه يستتاب ثلاثة فإن تاب وإلا أعدم، إذ خلقنا للصلاة، خلقنا لأي شيء؟ والله! للصلاة، إذ مظاهر العبادة كلها في الصلاة، وإليكم بعض بيانها: المصلي قبل أن يأتي إلى بيت الرب يطهر ثيابه ويغسل بدنه ويزيل الحدث عنه ويمشي إلى بيت الرب، هذا التطهر، هذا الغسل، هذا الوضوء لوجه الله، فهو عبادة، ثم يدخل بيت الرب فيستقبل بيته لا يحرف وجهه لا شرقاً ولا غرباً، ولكن إلى بيت ربه، ويقف بين يديه وقفة الذليل المنكسر ويرفع يديه: الله أكبر، فما يبقى في العالم من هو أكبر من الله يخافه أو يرهبه أو يلتفت إليه أو يفكر في حاله وشأنه.ويقرأ كتاب الله، يتملقه بآياته التي أنزلها، وفجأة ينحني، يركع بين يديه وإن كان فلان بن فلان، ينكسر ويذل ويركع بين يدي الله، ويأخذ في تسبيحه لله: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبعاً أو تسعاً أو إحدى عشرة أو إحدى وعشرين، ثم يرفع رأسه بين يدي ربه قلاً: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ثم يخر إلى الأرض ساجداً على التراب يعفر أعز عضو في أعضائه وأطهرها وأصفاها وهو الوجه، هل بعد الوجه شيء؟ وضعك قدمك على الأرض غير مهم، ووضع كفيك غير مهم، ووضع ركبتيك غير مهم، لكن وضع وجهك على الأرض، يضع جبهته وأنفه الذي يشمخ به علواً وكبرياء، يذل بين يدي الله ويأخذ في هذه العملية الساعة والساعات، أية عبادة أعظم من هذه؟ فلهذا فالذي لا يصلي كافر لا يدخل الجنة أبداً، وليس من أهل الإيمان ولا الإسلام. إذاً: هذه العبادة التي خلقنا من أجلها: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] لا لشيء آخر أبداً، ما هو في حاجة إليهم أبداً، ما خلقهم إلا ليسمع ذكرهم له ويرى شكرهم له عز وجل.وقد عايشنا -والحمد لله- الاستقلالات استقلالاً بعد استقلال، كلما يستقل إقليم نكبر في نادي الترقي: الله أكبر، طلع الإسلام من جديد، وخاصة يوم استقلت إندونيسيا وباكستان، اعتقدنا أن الإسلام طلع كوكبه، والآن سيسود العالم، فكان يستقل الإقليم ويمكنهم من الله، فبدل أن يقيموا الصلاة يقيموا حفلات الرقص وشرب الخمر والصياح، ولا إله إلا الله! كأنهم ما عرفوا الله ولا سمعوا به. وإياكم أن تفهموا أن هذا الشيخ يقول ما لا يعلم أو يكذب عليكم، انزع هذا من ذهنك، لقد أقاموا حفلات استقلال، والله يقول: أقاموا الصلاة. ورحم الله مسعودنا وأخاه، مضيا وسبقانا إلى دار السلام، لما استقلت الجزائر قالا: هيا بنا نمشي نصلي في قباء على أرجلنا شكراً لله تعالى، وفعلا، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا [الحج:41] ماذا؟ الصَّلاةَ [الحج:41]. وأعطوني علماء النفس والاجتماع والسياسة نتكلم معهم دقيقة، والله العظيم! لو أقيمت الصلاة في بلد في إقليم لساده الأمن الذي لو وضعوا أمام كل باب بوليساً بالرشاش ما حققوه، إذا أقيمت الصلاة بالمعنى الذي يقول الله: أَقَامُوا الصَّلاةَ [الحج:41] على علم وبصيرة، ذلك البلد ينتهي منه الخبث، ذاك الخبث الذي لو تبذل الملايين على إزالته ما يزول إلا بإقامة الصلاة، وما ينفق على إبطال المنكر وما لا يتلاءم مع الأمة ودينها لو يبذلون المستحيل فلا يمكن أن يزول، ولكن يزول بإقام الصلاة. ومن قال: برهن يا شيخ ودلل؛ قلنا: هل دولة الرسول وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي كان عندهم بوليس وشرط؟ لا، هل عرفت الدنيا أمناً وطهراً كما عرفته يومئذ؟ الجواب: لا، لأنهم أقاموا الصلاة، كل مؤمن بوليس، هل تعرفون هذا أم لا؟ أيام أحداث جهيمان خاف بعض أهل القرى إذا أردنا أن نتكلم معهم، فقلت لهم: لا تخافوا أبداً، أتدرون من نحن؟ كل واحد منا هو في المباحث وهو بوليس، هل فينا من يرى منكراً ويسكت؟ يرى باطلاً ويشجع عليه؟ يجوز هذا؟ ما هي مهمة البوليس إذاً؟ أهي مقاومة الفساد أم لا؟ فهيا أروني مؤمناً يشاهد منكراً ويرضى وتطمئن نفسه؟ إذ كل مؤمن باستقلاله آمر بالمعروف ناه عن المنكر، هو سيد البوليس في العالم، ولكن أبوا أن يجعلوا للصلاة شأناً، فمن شاء صلى ومن شاء غنَّى. والبرهنة ما سأقول، وقد يقول لكم إبليس: هذا الشيخ يتملق الحكومة السعودية، عميل، ذنب، فلعنة الله على إبليس، والعجب: كيف يقبل العقلاء هذا الكلام؟ هذا الكلام نقوله ونردده ويا ليتنا أسمعناه كل مسلم في الأرض، هذه براهين أنوار الله في كتابه وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.

دولة عبد العزيز وتباطؤ الحكام عن ضم الأقاليم المستقلة إليها

لما أقام عبد العزيز باسم الله هذه الدولة فوالله العظيم! لقد ساد هذه البلاد أمن لم تحلم به ولم تره بقعة في العالم، إلا على عهد القرون الذهبية الثلاثة، كان الرجل يمشي من أقصى المملكة إلى أقصاها لا يخاف إلا الله، أبعد هذا يقولون: كيف؟ ما يريدون هذا؟ لأنهم لا يريدون أن تقام الصلاة ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، هذا الله واضع هذه القواعد: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ [الحج:41] هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انتشرت في هذه المملكة انتشاراً عجباً، أريكم منها صوراً وعندي من ينطق.كان رجل الهيئة وهو إمام المسجد يقرأ في صلاة الصبح قائمة: إبراهيم بن عثمان، صالح بن زيد، علي بن فلان، من هو الذي تخلف عن صلاة الصبح؟ فيذهبون إليه، إن كان مريضاً واسوه أو داووه، وإن كان غائباً حرسوا بيته، وإن كان تأخر أدبوه وجروه بعمامته وأدبوه تأديباً كاملاً، فأقيمت الصلاة وجبيت الزكاة، ويجبون ماذا؟ صاع الشعير والعنز، هل هناك غير هذا؟ لا بترول ولا فضة، بل حفنة التمر والشعير والعنز، جبيت الزكاة طاعة لله عز وجل، إذاً: فساد هذه الأرض طهر لم تعرفه إلا أيام الصحابة وأحفادهم وأحفاد أحفاهم، ثلاثة قرون. فلم حين كان يستقل الإقليم من فرنسا أو بريطانيا أو إيطاليا ويمكن الله للعباد البلاد؛ لم لا يأتون عبد العزيز ويقولون: أنت دولتك أول دولة في هذا العهد، أعطنا قضاة يطبقون الشريعة، ونتعاهد معكم؟ وسوف تعرفون هذا يوم القيامة.كان المفروض أنه أول إقليم يستقل -وأظنه سورية من فرنسا- يجب أن يأتي أهله ويضمون سورية إلى السعودية، والله! إنه لواجب، وامتناعهم هو الذي دمرهم وحرمهم الإسلام، لو انضمت سورية وطبق فيها شرع الله فستصبح كالجنة. واستقل الإقليم الآخر فيأتي رجاله: لقد خرجت بريطانيا، فهيا باسم الله تعالى، ابعث والياً وقضاة، وهكذا، فما تمضي ثلاثون سنة أو أربعون إلا وأمة الإسلام دولة واحدة، وشريعة الله تطبق، فلماذا ما فعلنا؟ ما نريد الإسلام ولا شرائعه ولا قواعده ومن ثَمَّ كان البلاء، وأعطانا الله آية عجيبة، فاللهم لك الحمد، الحمد لله، الحمد لله أن أرانا آية من آياته، وهي: أن أوجد تلك الحفنة من اليهود وأذلنا بهم إذلالاً عجباً، لما دخلوا فلسطين وأخرجوا الأردن جمعوا قناصل وسفراء العرب على جدار وبالوا عليهم! فمن أذلنا؟ الله، لا الغرب ولا الشرق ولا أمريكا ولا الهند، هو جل جلاله وعظم سلطانه، هو الذي أرانا آياته ومع هذا أعمينا أنفسنا عنها وأبينا أن ننظر إليها، واستمر العرب والمسلمون على الإلحاد والباطل والزيغ، لا صلاة ولا زكاة ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ولا وتطبيق لشرع الله وهكذا، فهذا كفر أم ماذا؟ ما هذه الآية؟ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [البقرة:211] معناه: سيعاقب أشد العقاب وآلمه في الدنيا وفي الآخرة معاً، فهل فهمتم هذه؟ هل يسمعها العرب والمسلمون؟ هل رجال العلم والصحافة يكتبون؟ لا، أمة ميتة حتى يحييها الله عز وجل، اللهم أحينا يا ربنا، اللهم أحينا يا ربنا، يا من يحيي العظام وهي رميم أحي هذه الأمة بعد موتها يا رب العالمين.وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 1,336.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,334.54 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (0.13%)]