التواصل الإسلامي المعاصر: وسائل وضوابط ووظائف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         علاقة القرآن بشهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ماهية الاعتصام بالله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فوائد مختصرة منتقاة من المجلد الأول من الشرح الممتع على زاد المستقنع للعلامة العثيمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سحر صلاة العشاء في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أساليب التعذيب النفسي في السجون الإسرائيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حق اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          آل عمران.. المرابطون ببيت المقدس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 25015 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2019, 06:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,367
الدولة : Egypt
افتراضي التواصل الإسلامي المعاصر: وسائل وضوابط ووظائف

التواصل الإسلامي المعاصر: وسائل وضوابط ووظائف
الطيب رحماني





التواصل لغةً:

وصل وتواصل: ربط شيئًا بشيء، أو ترابط مع شيء واقترن به.



وفي المجال الاجتماعيِّ:

هو التفاعل الإيجابيُّ المُفضِي إلى نَسْج عَلاقة بين طرفين على الأقل، يتبادلان أدوار الإرسال والاستقبال، اعتمادًا على وسائط متعدِّدة؛ منها ما هو ذاتيٌّ، ومنها ما هو موضوعيٌّ.



1- نعمة الحواسِّ ومسؤولية توظيفها فيما يرضي الله تعالى:

يقول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

قَفَا أثرَه: تتبَّعَه، وقذفه بالقول، وضربه من الخلف، ولا تَقْفُ: لا تقل.

قال قتادة: "لا تَقُلْ: رأيت ولم ترَ، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم؛ فإن الله سائلك عن ذلك"[1].

فالآية في معناها العامِّ تُوجِّه إلى وجوب ربط القول - أيِّ قولٍ - بالعلم الصحيح، وتحذِّر من الأخذ بالظن والتوهم والخيال؛ كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، فإذا استشعر الإنسانُ عِظَمَ هذه المسؤولية لم يكن ليتجرَّأَ على اتهام الناس بمجرد الظن أو التوهم، بل يحرص على حفظِ جوارحه عن مواطن الشُّبَه، فلا يكون موضع اتهام فاعلًا أو مفعولًا.



أ– وظائف الحواسِّ:

الحسُّ هو الصوت الخفي، وهو الشعور المنبَعِث من صلة جسدية بالمحيط، ويكون ذلك من خلال الجوارح بما فيها تلك التي تسمى الحواس الخمس (الأُذُن، والعين، واللسان، والأنف، والجلد).

والحسُّ أوَّل مراتب المعرفة، قبل أن تنتقل إلى التجريد عن طريق العقل، لذا كان البحث في موضوع الحواسِّ ومجالات اشتغاله مِن صميم نظرية المعرفة.

والحواسُّ مجبولةٌ بفطرتها على تتبُّع دلائل الحق، وتزويد العقل بها، فتعطيه مادة خامًا للتأمُّل والتفكُّر المُفضِي إلى الاقتناع بالحقائق الكبرى؛ مثل وجود الخالق عز وجل، ثم يأتي الوحي مُثمِّنًا ذلك الدور، مزوِّدًا إياها بثوابت الغيب التي لا تصل القدرة البشرية إلى اكتشافها.



فالمعرفة في الإسلام قائمةٌ على تكامل الغيب والشهادة، والحسِّ والمعنى، والوحي والعقل، والعلم والإيمان، مؤمنةٌ بوَحدة المصدر؛ أي: الخالق عزَّ وجلَّ، مؤمنةٌ بالغاية الاستخلافية للإنسان في هذا الوجود، مقدِّرةٌ للأمانة التي حمَلها.

كل هذا بخلاف المعرفة الوضعية، فهي في الغالب ماديةٌ بَحْتة، أساسها التجرِبة والمعاينة بالحواسِّ لا غيرُ، وحتى العقل نفسه تابعٌ لتلك الحواسِّ، حتى عُدَّ عند بعض المذاهب واحدًا منها، والعلم فيها منفصلٌ عن الإيمان تمامًا؛ لذلك فالعقول غافلةٌ بل مُصِرَّة على تجاهل الحقائق الغيبية، فهي "عقول ماهرة بارعة في وضع أسئلة الكيف الوصفيِّ الوظيفيِّ، زاهدة يائسة في وضع سؤال لماذا؟ عقول ماهرة في الجواب المفصَّل المدقق المعزَّز بآلات الفيزياء وتفاعلات الكيمياء، وأشعة الفحص وتاريخ الحقب، وتجريب الوظائف، وهم عن الآخرة هم غافلون، وهم عن ربهم وخالقهم لا يسألون"[2].



والأذن هي أولى الحواسِّ وأكثرها نجاعةً في إدراك المعرفة، وهي الجارحة التي يترتَّب عنها إحساس السمع، وقد دلَّ الإعجاز القرآني العددي على أهميتها قبل غيرها؛ إذ إن مادة (س م ع) وردت 139 مرةً، متجاوزةَ مادة (ب ص ر) التي وردت 106 مرات؛ ذلك أن الأذن قادرة على استقبال الأصوات من مختلف الجهات، في وقت واحد، كما أنها تملك قدرة خارقة على تجاوز الحواجز والمسافات، والسلامة من الخطأ في التقدير والتمييز، والسمع في القرآن الكريم مستويات؛ فمنه سمع الإدراك، وسمع الفَهم والعلم، وسمع الانقياد وقَبول الحق.

وتأتي العين في المرتبة الثانية من حيث الأهميةُ في إدراك المعرفة، ولذلك فالبصر في القرآن الكريم قرين السمع، ومن وظائفها تمييز الأشكال والألوان والأحجام والأبعاد.

أما بقية الجوارح (اللسان، الأنف، الجلد)، فهي مكمِّلة مدققة في المعارف المتوصَّل إليها عن طريق السمع والبصر.



ب- علاقة الحواسِّ بالقلب:

ربط الحقُّ عز وجل بين السمع والبصر والفؤاد في الآية السابقة؛ ممَّا يعني أن للقلب بالجوارح عَلاقةَ تأثُّر وتأثير، فصلاح القلب أو فساده يُؤثِّر على الجوارح، وما تتلقَّاه الجوارح عن العالم الخارجي ينطبعُ أثره في القلب، والمعنى الأول يناسب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإن في الجسد مضغةً، إذا صلحت صلح الجسد كله))[3] ، والمعنى الثاني في قوله عليه الصلاة والسلام: ((تُعرَض الفتن على القلب كالحصير عُودًا عودًا))[4].

وتتفاوت الحواسُّ في حجم تأثيرها أو تأثرها بالقلب فالأذن قناة فياضة بما تسمعه، وسلطان القلب عليها أن يوجهها لتسمع الطيب فتستزيد منه، فإذا عرض لها الخبيث أعرضت عنه، وإذا وعت الأذن وعى القلب.

أما العين فمرآة القلب فإذا غضَّ القلب من شهوته أحجم البصر، وإذا أفشى القلب رغبته أطلق العنان للبصر، فانطبعت فيه الصور، وشغله ذلك عن ذكر الله، وأدخله طريق الغفلة...والقلب السليم يجعل من البصر رسولاً لمشاهد الحق والانتفاع به.

واللسان ترجمان القلب المبلغ عنه، فلا يُطّلع على ما به من أسرار لا يعلمها إلا الله، فإذا أفشاها الإنسان بانت واتضحت.



ج – مسؤولية حفظ الحواسِّ:

في صحيح مسلم عن أنسٍ رضي الله عنه قال: "كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحك، فقال: ((أتدرون مِمَّ أضحك؟))، قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: ((مِن مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب، ألم تُجِرني من الظلم؟ قال: فيقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أُجِيزُ على نفسي إلا شاهدًا مني، قال: فيقول: كفى بنفسِك اليوم عليك شهيدًا، وبالكرام الكاتبين شهودًا، قال: فيختم على فيه، ويقال لأركانِه: انطِقي، قال: فتَنطِق بأعماله، قال: ثم يخلِّي بينه وبين الكلام، فيقول: بعدًا لكنَّ وسحقًا، فعنكنَّ كنتُ أُناضِل))[5] ، وهذا الحديث مصدِّق لقوله عز وجل: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].

فالحواسُّ التي خوَّلنا الله تعالى أمانةٌ ووديعة عندنا، كلفنا بمسؤولية شغلها بالحق فتشهد لنا قبل أن يشغَلَها أعداؤنا بالباطل فتشهد علينا، ومِيزانُ توظيفها لا يخرج عن دائرة الشرع القائم على الأحكام الخمسة (الواجب، والمندوب، والمباح، والمكروه، والحرام).



2- ضوابط ومحاذير استثمار وسائل التواصل الحديثة:

حكم الوسائل أن يؤخذ منها بحسب ما تتطلَّبه الغايات (الوسائل تأخذ حكم الغايات)، ولا يتحقق ذلك إلا بتحديد ضوابط تنظِّم استثمارها، وتكشف عن محاذير استعمالها؛ ومن ذلك:

• استحضار النية:

بأي نية نستعمل هذه الوسائل؟

بأي نية نتواصل، أبنِيَّة قضاء الأوقات، أم بنيَّة مجاراة العصر، أم تقرُّبًا لله عز وجل وامتثالًا لأمره؟

من الواجب أن يكون توظيف أدوات التواصل الحديثة مرتبطًا بنيَّة طلب مرضاة الله تعالى، الذي حث على بثِّ وَشائِج القُربى بين الناس، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [الحجرات: 13]، ونهى عن الفُرقة والخلاف، ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾ [آل عمران: 105].



• تحديد الأهداف:

النيَّة هي بوصلةُ المؤمن في تحديد أهدافه الكبرى في خضمِّ حركة وسائل التواصل الهائلة في هذا العصر، والذي يُحدِّد هدفه في هذا الخضمِّ هو الذي يصلُ إلى برِّ الأمان.

أما الذي يفتح باب تلك الوسائل بدافع الهوى، فلا شك يضلُّ.

والمؤمن مطالَبٌ بأن يرصد أهدافه بدقة، ويرتبها حسب الأولى فالأولى؛ فمرضاة الله تعالى وطاعته هي الهدف الأسمى الذي يتفرَّع عنه إسداء الخير للناس، وجلب المنافع لهم، ودَرْء المفاسد عنهم، وطلب الحق وأصحابه ومساعدتهم، ونشر الصحيح الصادق من القول، والإعراض عن الغث السقيم، ثم يختار مِن وسائل التواصل ما يناسب تلك الأهداف.



• التحلي بالقيم الإسلامية النبيلة لضبط السلوك التواصلي:

مثل الصدق في القول والعمل، والأمانة في نقل الأخبار والمعلومات ونشرها، والتواضع وخفض الجناح للمؤمنين، والرفق بهم، والأخذ على أيدي الظالمين وكشف ظلمهم بالحكمة، كل ذلك في سلك استشعار مسؤولية وأمانة الحواسِّ المخوَّلة له.



• ضبط الوقت:

ليس كل وقت المؤمن وقفًا على تلك الوسائل آناء الليل وأطراف النهار؛ فهي - كما ذكرنا - مجرد وسائل، ولكن الواقع شاهدٌ على أنها اليوم سارقٌ ماهر لأوقات ثمينة من أعمارِ كثيرٍ من الناس، أوقاتٌ ثمينة تُنفَق بسخاء في إعراض تامٍّ عن ذكر الله، وغفلة مطبقة عن الله، "أوقات لو استغرقها السعي على العيال لكانت عبادةً، ولو استغرقها المباح من أمر الدنيا لكان متاعًا، فكيف وقد تمضي الساعات الطوال في السماع الحرام والنظر الحرام، والفكر الشيطانيّ، وحديث النفس الخبيث، فأيّ حصيلة تجمع ليوم معادِه؟"[6].



إن المؤمن مطالَبٌ بالحزم مع نفسِه في تنظيم الوقت، فيكون له وقتٌ ينصرفُ فيه إلى ربه بالعبادة والتبتُّل، ووقتٌ يقضي فيه حوائج أهله، ووقت يزوره فيه أحبابه وأصحابه ومعارفه، وأوقات لسائر أفعال الخير، فلا يَدَع الوسيلة تتحكَّم فيه، فيدور في فلكها حتى لا يبقى له من ذاته إلا الرسم، وليعلم في ذلك أنه مسؤول عن ساعةٍ قضاها في غير ما يُرضي الله تعالى؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تزول قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن جسده فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه؟))[7].



• حفظ الأسرار:

لا يجعل المؤمن من وسائل التواصل مجالًا مفتوحًا لفضح أسراره أمام العالَمين، ولم يكلَّف بذلك، فتجد الواحد مِن مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي يُحدِّث عن كل صغيرة وكبيرة عمِلها من ليلٍ أو نهارٍ؛ (حلّه وترحاله، طعامه وشرابه، ولده وعائلته، مهنته وهمومه واهتماماته...)، مرفقًا ذلك بالصوت والصور، قائلًا باللسان والحال: هذا كل ما لا تعلمون عن سرِّي وسريرتي، جاعلًا من نفسه فريسةً سهلةً ولُقمةً سائغة للحاسدين والمتربِّصين، في الوقت الذي أوصانا الله بأخذِ الحذر، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ﴾ [النساء: 71].



3- جدوى وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة إلى الله:

بما أن هذه الوسائل أثبتت نجاعتها البالغة في التأثير على عقول وقلوب الناس، حتى غدت جزءًا كبيرًا من اهتماماتهم، فلا فكاك للمؤمن من فقهٍ بهذا الواقع الجديد نظرًا وتطبيقًا، ولا يعقل أن يغضَّ الطرف عن معتركِ الناس هذا بدعوى المحافظة على نقاء السريرة، وعدم معافسة الباطل؛ "فـ((المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)).[8]



أما الداعية، فأكيد أنه ملزَمٌ بتطوير أداءِ دعوته بما تُتِيحه عوالم التكنولوجيا الحديثة؛ حتى يُبلِّغ كلمة الله إلى أكبر وأوسع نطاقٍ مِن مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا أنها تتيح مجالًا أرحب للدعوة بما تتميَّز به من الانتشار عبر العالم بسهولة ويُسْرٍ، وتخلص مِن قيود الرقابة والوصاية، وما تتيحه من حرية التعبير والتفاعل بين الداعية والمدعوِّين بالصوت والصورة، وليعلم أن هذه الوسيلة مسخَّرة من قِبَل صانعها وسيلة حربية صامتة، فإذا لم يستثمِرها في ردِّ هذا البلاء، فلا مفرَّ له من الهزيمة، والأسف على تفرُّق جموع الناس عنه.



وكثيرٌ من الدعاة اليوم - والحمد لله - يُوظِّفون هذا الجانب، ويعكُفُون أفرادًا ومجموعاتٍ على نشر معاني التحابِّ في الله والتجالس فيه، والتواصي بالخير، ومدافعة الباطل وأهله، وتربية الأمة - خصوصًا الشباب الذي يأخذ حصة أكبر من روَّاد مواقع التواصل - على ذلك، إلا أن كثيرًا من المؤمنين ما زالوا مُحجِمين عن تطوير مستوى تعاملهم مع مواقع التواصل الاجتماعي وجعله دَعْويًّا أكثر من أن يظل مقتصرًا على اليومي الاعتيادي.



وعلى المؤمن أن يأخذ بالضوابط السابقة؛ حتى يتسنَّى له مجال واسع لتكوين ذاته الدَّعْوية، فيكون له زادٌ ضروريٌّ من العلم الشرعيِّ، يُتيح له تحديد أهدافه، واختيار الإجراءات الملائِمة لها على مواقع التواصل، وينخرِطُ في الأنشطة الرائجة محكمًا منطق الأهداف من مثل عمل مجموعات تدافع عن الدعوة ومشروعيتها، ونشر موادِّها بالصوت والصورة في مختلِف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية، ومشاركة الروابط الجادَّة والمنشورات المفيدة، والانخراط بقوة في الحملات الهادفة على مواقع التواصل، فشرفُ الرسالة هو الكفيل بجَعْل هذه الوسائل مُفيدة هادفة، ومِن واجب الداعية المؤمِن أن يعمل على ذلك.



يقول الأستاذ عبدالسلام ياسين رحمه الله - موجهًا الإعلام الإسلامي الحامل همَّ الدعوة -: "أُولى وظائف الإعلام الإسلامي أن يستعمل سلطان الصوت والصورة واللون والحرف المطبوع وفن الإخراج؛ لتبليغ دعوةٍ وترديدها على الأسماع والأبصار والأنفس والعقول، بشتى الأساليب حتى تنطبع بها الأخلاق والأفكار والسلوك"[9].





[1] تفسير القرآن العظيم، تفسير ابن كثير، الآيات 36 - 39، ص 1118، دار ابن حزم، 1420ه - /2000م.




[2] محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى، عبدالسلام ياسين، دار البشير لبنان، ط 1415ه - /1995م، ص134.




[3] متفق عليه.




[4] رواه مسلم.




[5] رواه مسلم.




[6] إمامة الأمة، عبد السلام ياسين، دار لبنان للطباعة والنشر بيروت، 2009، ص 197.[6]





[7] رواه الترمذي.




[8] رواه أحمد وابن ماجه.




[9] إمامة الأمة، عبدالسلام ياسين، ص 197.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.04 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]