دفاع عن الإمام الكسائي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 784 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2019, 01:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي دفاع عن الإمام الكسائي

دفاع عن الإمام الكسائي


د. إسلام بن نصر الأزهري


نعوذ بالله من تحاسُد الأقران أن نُبتلى به، فنرمي غيرَنا بسوء، أو يرمينا غيرُنا بسوء.
الإمام الكسائي الكوفي (المتوفَّى سنة 189هـ)، هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبدالله بن بَهْمَنْ بن فيروز الأسدي، ولُقِّب بالكسائي؛ لإحرامه في كساء.

قرأ على حمزة بن حبيب الزَّيات، وأقرأ ببغداد بقراءته زمانًا، ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها النَّاس، وحُفظت عنه، وقرأ عليه خَلْقٌ كثيرٌ ببغداد وبالرقة وغيرهما من البلاد، ومنهم: راوياه: أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي المقرئ، (المتوفَّى عام 240هـ)، وأبو عمرو حفص بن عمر بن عبدالعزيز بن صهبان الأزدي الدوري، (المتوفَّى عام 246هـ)، وسمع من سليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عيَّاش، ومحمد بن عبيد اللَّه العرزمي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
ومن تلامذته الذين تخرجوا على يديه: أبو زكريا الفرَّاء، وأبو عبيد القاسم بْن سلام وغيرهما.

مات الكسائي ومحمد بْن الحسن الشيباني فِي سنة اثنتين وثمانين ومائة، فرثاهما اليزيدي، فقال:
تَصَرَّمت الدُّنيا فليس خلود
وما قد ترى من بهجة سيبيد
سيفنيك ما أفنى القرونَ الَّتي مضت
فكن مستعدًّا فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمدٍ
فأذريت دمعي والفؤاد عميد
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا
بإيضاحه يومًا وأنت فقيد
وأوجعني موت الكسائيِّ بعده
وكادت بي الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كلِّ عيش ولذَّة
وأرَّق عيني والعيون هجود
هما عالمانا أوديا وتخرَّما
وما لهما في العالمين نديد

كان الإمام الكسائي أحدَ القُرَّاء العشرة الذين طَوَّقوا بجميلِهم أعناقَ القُرَّاء بعدهم، بما حفظوا لهم من الأحرف المتواترة التي نزل بها القرآن الكريم.
قال ابن مجاهد: «كان الكسائيُّ إمام النَّاس في القراءة في عصره، وكان يأخذ النَّاسُ عنه ألفاظَه بقراءته عليهم».
وكان إمام مدرسة السَّعَة في علوم العربية؛ المدرسة الكوفيَّة، وما ظنُّك برجل غلامُه الفرَّاء؟!
قال الشَّافعي: «من أراد أن يتبحَّر في النَّحو فهو عيال على الكسائيِّ».
وقال الفرَّاء: «ناظرت الكسائيَّ، فكأنِّي كنت طائرًا أشرب من بحر».
وقال إسحاق الموصليُّ: «ما رأيت أعلم بالنَّحْو قطُّ منه، ولا أحسن تفسيرًا، ولا أحذق بالمسائل... المسألة تُشَقُّ من المسألة، والمسألة تدخل على المسألة».
ويذكر ابن الأنباريِّ أنَّه قد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره، فكان واحدَ النَّاس في القرآن، وأعلمَهم بالنَّحو، وأوحدهم في الغريب.
جاء أميرٌ كوفيٌّ، عاملًا على البصرة، فجمع علماء من شتَّى الفنون، وسألهم عدَّة أسئلة، في تخصُّصات متعدِّدة - في الفقه والحديث واللُّغة والنَّحْو والأدب والبلاغة - فلم يُتقنوا الجوابَ، واعتذر كلُّ واحد منهم بأنَّ السؤال الذي وُجِّه إليه ليس من تخصُّصه! فقال الأميرُ: ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنةً، لا يعرف إلا فنًّا واحدًا! فإذا سُئل عن غيره لم يُجب! ولكنَّ عالمنا بالكوفة الكسائيَّ، لو سُئل عن كلِّ هذا لأجاب.
وكان فاضلًا، عظيم القدر، صادق اللَّهْجة؛ قال يحيى بن معين: «ما رأيت بعينيَّ هاتين أصدق لهجةً من الكسائيِّ»، وقال الخطيب البغداديُّ: «كان عظيم القدر في دينه وفضله».
وكان ثقة مأمونًا، يأنف من الكذب؛ قال للفراء: «قطع الله لساني إن قلتُ ما لا أعلم».
وكان سخيًّا جميل الأخلاق، متواضعًا، يقضي حاجتَه بنفسه.
افْتَرَى حُسَّادُه عليه، وأشاعوا أنَّه كان يشرب الخمر وغير ذلك! وقد ذكر ذلك في بعض تراجمه، وهذا باطل دافِعُهُ: حسدُ الأقران، وتطاوُلُ الأقزام، فقد كانوا كثيرًا ما يغتابونه، ويقعون فيه؛ لِسَعةِ علمه، وقربه من هارون الرشيد، وحظوته عنده، لا سيَّما أنَّه لم يكن له زوجة ولا جارية، فكان مظِنَّة الحسد، وغرضَ الحُسَّاد، ولم يكتفِ حُسَّادُه بهذا؛ بل طعنوا عليه في علمه.
ويدلُّ على أن ما أشيع عنه من كذا وكذا إفكٌ وكذبٌ، أمور:
الأوَّل: أن الذي ذكر هذه الرِّواية، ذكرها بصيغة التَّمريض: «حُكِيَ» الدَّالَّة على مرض الرِّواية، وأنَّها فريةٌ لا تثبتُ.
الثَّاني: أن ابن أبي حاتم (المتوفَّى عام 327هـ)، والخطيب البغداديَّ (المتوفَّى عام 463هـ)، وابن الأنباريِّ (المتوفَّى عام 577هـ) والذَّهبيَّ (المتوفى عام 748هـ)... وغيرهم - قد ترجموه، وأكثروا من الثَّناء عليه، ولم يذكروا قالةَ السُّوء المصنوعةَ تلك؛ لعلمهم بقرائن الأحوال الدَّالَّة على كذبها.
الثَّالث: أنَّ مثل هذا الذي اتَّهموه به بين العامَّة من الأمور التي تتوافر الدَّواعي على نقلها، فلو كانت ثابتة، لاستفاضت شهرةً وذياعةً، لا سيَّما مع إمام مشهور كالكسائيِّ الذي كان غرضًا لسهام أعدائه.
وأوَّل من تكلَّم بهذه الفرية: ابنُ الأعرابيِّ، وكان بينه وبين الكسائي خصومةٌ (والظَّنُّ - وأرجو أن يكون صادقًا - أنه لم يختلقها هو؛ بل نقلها على سبيل الحكاية بدافع الخصومة عن بعض العامَّة)، ونقَلَها ياقوتُ الحمويُّ عن أحمد الخزَّاز وحده بصيغة التَّمريض، ونقلها مَنْ بَعْدَ ياقوت عنه، وهذه دلائلُ بُطلانِها.
الرَّابع: سيرةُ الكسائي العطرة، ومسيرته العلمية والتربوية التي شهد بها القاصي والدَّاني والتي لا يَتصوَّر أحدٌ بعد الاطِّلاع عليها، أن يُثبت ذلك عليه - تدلُّ على فسادها.
الخامسُ: أنه كان مؤدِّبَ الرَّشيد - وناهيك به علمًا وخُلُقًا وتقوى وغيرة على الإسلام - وولديه: الأمين والمأمون، وكان الرَّشيد يُحَكِّمُه في المنازعات العلميَّة؛ ثقةً منه بعلمه.
ولما مات الكسائيُّ قال الرشيدُ: اليوم دفنت الفقه والعربيَّة بالرَّيِّ، وهل يُظنُّ بمؤدِّب الرَّشيد وولديه أن يكون كذلك ويسكت عنه الخليفة؟!
السَّادس: أن المحدِّثين - وهم لا يُوَثِّقون من ثُلِمت عدالتُه بفسقٍ أو خارم للمروءة - قد وَثَّقُوهُ، ومرَّ بنا قول يحيى بن معين، وابن حِبَّان: مستقيمُ الحديث، وذكره ابن قُطلوبغا في الثِّقات.
السَّابع: أنَّ هذه الفرية وغيرها، هي التي أشار بها اليزيديُّ إلى الكسائيِّ في وليمة جمعتهما عند خلف بن هشام البزَّار؛ حيث قال له اليزيديُّ: «أمورٌ بلغتنا عنك ننكر بعضَها!» فغضب الكسائيُّ غضبًا شديدًا، وقال له: "أوَمثلي يُخاطَب بهذا؟!"... إلى آخر الخبر.
الثَّامن: أنَّه كان يُعلِّم الصبيانَ القرآنَ، وكان النَّاس يتكاثرون عليه، ويدفعون صبيانَهم إليه، فلو كان كذلك لمنعوا صبيانهم، أو لرفعوا أمره إلى الخليفة، لا سيَّما وقد كان العلماءُ يحمون عرين العلم أن يدخله أربابُ الفساد والإفساد.
التَّاسع: كتب الله عز وجل أنَّ من عاش للقرآن عاش كبيرًا، ومات كبيرًا، وبُعِث على رؤوس الناس يوم القيامة كبيرًا، ولا يصطفي الله لكتابه - مُتعلِّمًا ومُعلِّمًا -إلا من طهُر قلبُه، وسلمت جوارحه، وكان الكسائيُّ قامةً من قاماتهم الذين اصطفاهم الله عز وجل؛ ليكونوا من أسباب حفظ الوحي الشَّريف.
العاشر: أن الله سبحانه قد خلَّد ذكره في العالمين، وجعل له لسان الصِّدق في الآخِرين، واصطفاه لحفظ حروف نزل القرآن الكريم بها، فكان أجرُه غيرَ ممنون، كلُّ من قرأ القرآن بحرفه الذي اختاره، عاد الأجر إليه كاملًا، وهل يصطفي ربُّنا لحفظ كتابه من فسدت أخلاقه؟! ثم يُخَلَّد ذِكْرُه!
الحادي عشر: قال أبو جعفر: كان رجلٌ يجيئنا فيغتاب الكسائيَّ، ويتكلَّم فيه، فكنت أنهاه، فما كان ينزجر، فجاءني بعد أيام، فقال لي: يا أبا جعفر، رأيتُ الكسائيَّ في النوم أبيضَ الوجه، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بالقرآن، إلا أني رأيت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: لي: أنت الكسائي؟ فقلت: نعم يا رسول اللَّه، قَالَ: اقرأ، قلت: وما أقرأ يا رسول اللَّه؟ قَالَ: اقرأ:﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ﴾ [الصافات: 1]، قَالَ: فقرأت: ﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ ﴾ [الصافات: 1 -4]، فضرب بيده كتفي، وقال: لأُباهينَّ بك الملائكة غدًا.
ورأى رجلٌ الكسائيَّ في المنام كأنَّ وجهه البدرُ، فقال له: ما فعل ربُّك بك؟ قال: غفر لي بالقرآن، فقال: فما فعل بحمزة؟ قال: ذاك في عِلِّيِّين، ما نراه إلَّا كما يُرى الكوكبُ.
وقد تواترت الرُّؤى التي رُؤيت له على هذا الحال، رضي الله عن سيِّدنا الكسائيِّ، وقطع دابر من مسَّ بسوءٍ أهلَ القرآن.
اللهمَّ طهِّر ألسنتنا وقلوبنا، واحفظنا أن نؤذِي أو نُؤذَى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.11 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]