8 خصائص للمعلم الناجح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مناقشة في الناسخ والمنسوخ للشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 1909 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4427 - عددالزوار : 862600 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3958 - عددالزوار : 396974 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 1893 )           »          الإضراب عن العمــل وحكمه في الشرع الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 17743 )           »          حسن الخلق عبادة عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          إلى منكري بعث الموتى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          العلماء وهموم العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          لمحبي القراءة.. كيف تختار كتاباً جيداً ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2024, 08:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,281
الدولة : Egypt
افتراضي 8 خصائص للمعلم الناجح

8 خصائص للمعلم الناجح



ترجمة: عمر خليفة – الرياض - المصدر: مجلة المعرفة
لقد عملت في التدريس طيلة العشر سنوات الماضية، عملت خلالها في مدارس عامة وفي جامعات، كما عملت في برامج خارج المنهج الدراسي، وفي فصول محو الأمية للكبار، كان أصغر تلاميذي طفلاً صغيرًا يبلغ من العمر ست سنوات، وكان أكبرهم مهاجرة جامايكية بدأت في سن الثالثة والستين تتعلم كيف تكتب وتقرأ، وقد قمت بتدريس طلاب بدرجة الامتياز في كلية العلوم الإنسانية وآخرين متأخرين كثيراً في مدرسة ثانوية عامة.
إن خبرتي وتجاربي الواسعة قد أثرت حياتي في التدريس كثيرًا، لكنها تركتني دون ترفيه ورغد قد يتمتع به بعض زملائي؛ لقد كنت أعرف ما يحتاجه طلابي كلما خطوت إلى حجرة درس جديدة في فصل دراسي جديد، كما كنت أعرف أفضل الطرق التي أبادلهم بها ذلك الأمر، هذا لا يعني أنني كنت أدخل حجرات الدرس مغمضة العينين، بل كان لدي في معظم الحالات ما يكفي من الوقت لجمع ما كان يبدو مواد مناسبة, وأكتشف شيئًا عن الطلاب الذين سأكون معهم بعد قليل, ما لم يكن لدي هو مقدار التشابه الخطير الذي يحدث للمعلم الذي يبقى في الظروف نفسها وفي المستوى نفسه ولعدد من السنوات على التوالي؛ إذ لا يمكنني أن أفترض البتة أن ما كان ناجحًا ومفيدًا في الفصل الدراسي الماضي سيكون كذلك هذه المرة.
ونتيجة لوضعي المتغير باستمرار، فقد قضيت وقتًا طويلًا أفكر في هذه المهنة وفي ممارستها، بمعزل عن محتوى المناهج وأعمار الطلاب وحجم حجرات الدرس والمحيط المؤسسي, وفي كل مكان أذهب إليه أقابل معلمين مثاليين، وقد كنت مهتما جدًا بالأسباب التي جعلتهم كذلك, وكان ما اكتشفته هو بعض التشابه الفطري والمتأصل بين أولئك المعلمين الجيدين، بغض النظر عن الاختلافات الجوهرية بينهم من حيث الشكل والشخصية والأهداف ونمط التفاعل مع الطلاب، بل أود أن أذهب بعيدًا إلى حد القول إن لدى المعلمين الجيدين في الظروف جميعها وفي المستويات قواسم كلها مشتركة ببعضهم ببعض أكثر مما قد يكون بين زملائهم في وظائف مماثلة.
ولكي تفهم العبارة الجريئة أعلاه جرب التمرين الآتي: اجلس بارتياح وأغمض عينيك ثم حاول أن تستعيد في ذاكرتك أسماء ثلاثة من أفضل معلميك، وحاول أن تتذكر كيف كانوا، كيف كانوا يتحدثون ويتصرفون، وكيف كانت حجرات الدرس عندهم أو مكاتبهم، وكيف جعلوك تشعر بأنك طالب, وعندما تصل إلى نتيجة مقنعة حول أولئك الثلاثة افتح عينيك وتمعن جيدًا في الكلمات التالية التي قالها المعلم والفيلسوف «باركر بالمر»: «إن التدريس الجيد ليس أسلوبًا، لقد طلبت إلى تلامذتي في جميع أنحاء البلاد أن يصفوا لي أفضل معلميهم, بعضهم وصف من يحاضرون طوال الوقت، وبعضهم وصف من يبذلون جهدًا أقل، وبعضهم الآخر وصف كل شيء بين هذا وذاك، ولكنهم جميعاً وصفوا من لديهم شيء من القدرة على التواصل، الذين يصلون أنفسهم بطلابهم ويصلون طلابهم ببعضهم، ويصلون الكل بالمادة التي يقومون بتدريسها».
هل تجد أفضل معلميك في هذا الوصف؟ عندما نتحدث عن تدريس شخصٍ ما، فإننا نتناول قضايا مثل: الأسلوب، المحتوى، وطريقة عرض المادة، لكننا جميعًا نعرف أناسًا لديهم معرفة هائلة لكنهم يفشلون في توصيلها: أناس لديهم دروس عظيمة على الورق فقط، لكن طلابهم يشعرون بالملل والإحباط, وعندما نكون صادقين فإننا نعترف بأن التدريس الجيد في كثير من الأحيان له علاقة غير كبيرة بمقدار معرفتنا ومهاراتنا مقارنة بموقفنا تجاه الطلاب وتجاه المادة وتجاه العمل نفسه.
سنتناول في بقية هذا المقال بعض الخصائص التي يتمتع بها المعلمون الجيدون، وليس المقصود أن تكون هذه الخصائص شاملة أو نهائية، فقد يمتلك كثيرٌ من المعلمين الجيدين بعض هذه الصفات ويعدون بقية الصفات غير ذات قيمة. إن الخصائص الواردة هنا بشيء من التفصيل ربما تكون ببساطة مجموعة من الأدوات التي تسمح للمعلمين بإيجاد التواصل والحفاظ عليه في حجرات الدرس.
فالمعلمون الجيدون:
- لديهم شعور بالهدف:
لن تستطيع أن تكون جيدًا بشكل عام، عليك أن تكون جيدًا بعض الشيء, وبوصفك معلماً هذا يعني أنك تعرف ما يتوقعه طلابك، وأنك تضع خططًا لتلبية تلك الاحتياجات، ولديك أيضًا توقعات حول ما يحدث في حجرة الدرس، استنادًا إلى الأهداف التي تحاول تحقيقها, فإذا كنت تعد طلابك للوظيفة فإنك تتوقع منهم الدقة في المواعيد والالتزام بالحضور, وإذا كنت تدرس طلابًا يستعدون لنيل الدبلوم التعليمية العامة فإنك ستنفق الوقت في شرح شكل الاختبار وفي مساعدة الطلاب لتحسين مهارات الإجابة فيه, وإذا كنت تعد طلابك كي يكونوا قراء جيدين فإنك ستتيح لهم الوقت الكافي للقراءة وتوفر لهم فرص الحصول على الكتب.
- لديهم توقعات بالنجاح لكل الطلاب:
وهذه أكبر مفارقة في التدريس، فإذا كنا نضع تقييمنا الشخصي بصورة بحتة على نجاح طلابنا فإننا سنصاب بخيبة أمل، ففي كل المستويات - ولاسيما في تعليم الكبار- هناك عوامل كثيرة جدًا في حياة الطلاب بالنسبة للمعلم كي يكون قادرًا على ضمان النجاح للجميع، وفي الوقت نفسه إذا كان لنا أن نتخلى عن طلابنا قائلين: «هذا خارج عن استطاعتي أو هذا ليس بمقدوري»، فإن طلابنا سيشعرون بعجزنا عن التزامنا. إن الحل الوسط هو ما يمكن تحقيقه من خلال السؤال البسيط: هل قمت بكل ما في وسعي في حجرة الدرس في هذا الوقت لتلبية احتياجات جميع طلابي بافتراض أن النجاح الكامل كان أمرًا ممكنًا؟ ومادام يمكنك الإجابة عن هذا السؤال بالإيجاب فإنك ستخلق مناخًا للنجاح.
يعرفون كيف يتعايشون مع الغموض:
إن واحدة من أعظم التحديات في التدريس نابعة من عدم وجود الملاحظات الدقيقة الفورية. إن الطالب الذي يخرج اليوم من حجرة الدرس وهو يهز رأسه ويهمهم حول مادة الجبر ربما يندفع إلى داخل حجرة الدرس غدًا معلنًا انتصاره على مادة الرياضيات ويشكرك على ما قمت به في الدرس السابق. ليست هناك طريقة للتنبؤ بدقة عما ستكون عليه النتائج بعيدة المدى لعملنا، ولكن إذا كنا نملك الشعور بالهدف الذي يوضح خيارنا للاستراتيجيات والمواد، وكنا نحاول أن تكون هناك توقعات بالنجاح لكل الطلاب فإننا سنكون أقل عرضة للإسهاب في عدم القدرة على التنبؤ، ونختار بدلًا من ذلك أن نركز على ما يمكننا التحكم فيه، وأن نثق بأن الإعداد الجيد والمدروس يحرز نتائج جيدة.
- يتأقلمون ويتغيرون لتلبية احتياجات الطلاب:
هل يمكننا حقًا أن ندعي أننا قد قمنا بتدريس الفصل مادة الجغرافيا إن لم يكن هناك من بين الطلاب من تعلم أيًا من مفاهيم الدرس من خلال العرض الذي قدمناه؟ وإذا لم يكن أي من طلابنا قد تناول كتابًا خارج حجرة الصف، فهل نكون قد علمناهم كيف يكونون قراءً جيدين؟.. إننا لا نفكر دائمًا في هذه القضايا، لكنها تشكل لبّ التدريس الفعال. إن التحضير الجيد للدرس والدرس الجيد نفسه أمران مختلفان تمامًا، وإنه من الجيد أن يتبع أحدهما الآخر، لكننا جميعًا نعلم أنه لا يحدث ذلك دائمًا. إننا ندرس كي يتعلم الطلاب، وعندما لا يحدث ذلك التعلم فإننا نكون في حاجة إلى وضع إستراتيجيات جديدة، وأن نفكر في أساليب جديدة، وبصورة عامة فإننا نقوم بكل ما هو ممكن من أجل إحياء عملية التعلم. إنه لأمر رائع أن يكون لدينا منهجية جيدة، ولكن من الأفضل أن يكون الطلاب مشاركين في التعلم الجيد.
ربما تكون هذه الميزة هي الوحيدة الناجعة والمشتركة بين جميع المعلمين الجيدين؛ لأنه بدونها لن تؤتي أي من الخصائص الأخرى التي ناقشناها أكلها بشكل جيد.
إن المعلمين الجيدين يفكرون ويتأملون بشكل روتيني في فصولهم وفي طلابهم وفي أساليبهم والمواد التي يقومون بتدريسها. إنهم يقومون بالمقارنة دائمًا، ويلحظون أوجه الشبه والاختلاف، ويراجعون ويثبتون ما هو صحيح ويزيلون ما هو غير ذلك.
إن إخفاقنا في ملاحظة ما يجري داخل حجرات الدرس على أساس يومي يبعدنا عن عملية التدريس والتعلم لأنه من المستحيل أن نوجد الاتصال إذا كنا قد أبعدنا أنفسنا.
- لا ينزعجون من عدم المعرفة:
إذا فكرنا وتأملنا بصدق فيما يحدث داخل حجرات الدرس الخاصة بنا فإننا سنجد - في كثير من الأحيان - معضلات لا يمكننا حلها على الفور، وأسئلة لا يمكننا الإجابة عنها وقد اقترح الشاعر الشاب راينر ماريا ريلك في بعض كتاباته ما يلي: «حاول أن تحب الأسئلة نفسها كما لو أنها كانت أبوابًا موصدة أو كتبًا مخطوطة بلغة غريبة جدًا.. عش الأسئلة .. وبعد فترة من الزمن - ربما في يوم بعيد في المستقبل - ودون أن تلاحظ ستجد طريقك تدريجيًا نحو الجواب» (1986 صفحة 34-35)، وبالطريقة نفسها سنستفيد من تدريسنا إذا استطعنا أن نعيش برهة من الوقت مع سؤال ما، نتأمل ونلاحظ ثم نترك الإجابة تتشكل استجابة لحالة معينة نواجهها.
- لديهم قدوة ونموذج جيد:
فكر مرة أخرى في أفضل ثلاثة معلمين لديك، كيف تشكل تدريسك أنت بتدريسهم إياك - بوعيٍ منك أو دون وعي؟ وفكر أيضًا في أسوأ معلم صادفته في حياتك.. هل هناك أشياء لم تفعلها على الإطلاق لأنك تتذكر كيف أنها كانت مدمرة بالنسبة لك ولزملائك في الصف؟ إننا نتعلم كيفية التدريس تدريجيًا، ونستوعب الأفكار والممارسات من مصادر متنوعة. كم فيلمًا رأيته كان المعلم أحد شخصياته؟ وكيف أسهمت تلك الأفلام في تدريسك؟ إننا لا ننتبه دائمًا للمؤثرات التي تؤثر في تدريسنا، جيدة أو غير ذلك، لكن التفكير في النماذج المختلفة من التدريس التي اكتسبناها والنظر في كيفية اكتسابنا لها يجعلنا قادرين بشكل أفضل على التكيف والتغير كي نجابه التحديات الجديدة.
- يستمتعون بعملهم مع طلابهم:
ربما تكون هذه الميزة واضحة، ولكن رغم ذلك من السهل أن نغفل عن أهميتها. إن المعلمين الذين يستمتعون بعملهم وبوجودهم مع طلابهم يكونون محفزين ونشطين ومبدعين دائمًا. إن عكس التمتع التبلد، حيث لا أحد ولا شيء يثير الاهتمام. لاحظ أيضًا أن استمتاعك بالعمل وبوجودك بين طلابك يمكن أن يكونا شيئين مختلفين. فالتركيز الكثير على المحتوى قد يجعل الطلاب يشعرون تجاهه بالغرابة، وقد يساء فهمه أو يستبعد, وكذلك التركيز الشديد على الطلاب دون النظر إلى المحتوى ربما يجعل الطلاب يشعرون بالفهم والتقدير، لكن ذلك لن يساعدهم على تحقيق أهدافهم التعليمية بالسرعة التي يرغبون.
إن تحقيق التوازن بين النقيضين يستغرق وقتًا واهتمامًا: إنه يتطلب أن نلاحظ عن كثب ونقيم بعناية ثم نتصرف بناء على النتائج.
وأود أن أختم هذا المقال بقصيدة للشاعر والباحث الصيني (لاو تزو)، وإنني أحمل معي نسخة من هذه القصيدة منذ سنوات عدة لأنني أجد فيها رسالة مفيدة ومشجعة؛ لأنها تذكرنا أن التدريس الجيد ليس حالة ثابتة، بل هو عملية مستمرة. إن لدينا فرصًا جديدة كي نصبح معلمين جيدين كل يوم، وإن المعلمين الجيدين هم الذين يغتنمون من الفرص أكثر من التي تفوتهم:
يقول بعضهم إن تدريسي هراء, وآخرون يقولون إنه نبيل ولكن غير عملي.
ولكن لأولئك الذين نظروا داخل أنفسهم يرون أن ذلك الهراء يصنع شعورًا بالكمال ولأولئك الذين يريدونه عمليًا هذا النبل له جذور تغوص عميقًا.
لدي ثلاثة أشياء لأدرسها:
البساطة، والصبر، والرحمة.
البساطة في الأفعال والأفكار تعود إلى مصدر الوجود، فكن صبورًا مع الأصدقاء والأعداء على السواء, كي تنسجم مع الأشياء كما هي, كن رحيمًا تجاه نفسك تسترضِ كل من في العالم.
استراتيجية التفوق
الأسابيع الأخيرة قبل الاختبارات تكون دومًا محمَّلة بالقلق؛ لأن الطالب المجتهد يريد أن يحصل على أعلى العلامات، والطالب غير المجتهد يسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتعويض ما فاته طوال العام. لكن الأمر يحتاج إلى إستراتيجية عمل كما نصت على ذلك دراسة علمية يمكن تلخيص أهم خطواتها فيما يلي:
المذاكرة صباح مساء بلا انقطاع ليست هي الحل، بل لابد أن يبقى للرياضة وللأصدقاء والهوايات وقت، بشرط وضع جدول زمني للمذاكرة، مع تأجيل الأنشطة التي يمكن ممارستها إلى الإجازة الصيفية.
لا ينبغي أن يتحول الوالدان إلى شرطة مذاكرة، يراقبان الابن طوال الوقت، وما أن يتوقف عن المذاكرة يهددانه، ويتوعدانه، ويحرمانه من كل شيء؛ لأن ذلك يؤدي إلى العناد، والحل الأفضل أن يكونا بمثابة المشرف على العمل، فيقدما المساعدة إذا احتاج لها، ويشجعاه كلما فترت عزيمته، ويبشرانه بالنجاح، ويعززا شعوره بالتفاؤل.
لا يستطيع طفل المرحلة الابتدائية تحديد الأهداف بمفرده؛ لذلك يحتاج إلى من يتابع معه المذاكرة خطوة بخطوة، كما يحتاج طالب المرحلة المتوسطة إلى من يساعده على اكتشاف نقاط الضعف لديه، ويدله على الطريق للتخلص منها.
عندما يجد الابن أهله هادئين يشعر بالاطمئنان، وبأنهما واثقان وبه وبقدرته على إنجاز مهمته بنجاح، وعلى العكس فإن توترهما يزيده قلقًا، ويجعله يفقد هدوءه. ويجب على والديه أن يرأفا به إذا لم يتمكن من إنجاز كل المهام الواردة في الجدول الزمني للمذاكرة، ومساعدته بدلاً من ذلك على تعديل الجدول بما يتناسب مع قدراته، كما أن لقاءه بأصدقائه يساعده على الشعور بروح المنافسة.
والتركيز في المذاكرة يتطلب توفير البيئة المناسبة في غرفة فيها الهدوء والنظافة وجودة الإضاءة والتهوية والمقعد المريح المناسب لحجم الجسم وارتفاع المكتب.
كذلك ينبغي التفرغ لهدف واحد وعدم التشعب وتشتيت الاهتمام بأكثر من مادة أو تمرين، أو تشغيل التلفزيون بصوت عال أو إرسال (إس إم إس) من حين لآخر أو الرد على الهاتف لأن كل ذلك يؤثر سلبًا على التركيز.
كلما شعر الابن بالمملل والتعب، يمكنه أن يقوم ببعض التمارين الرياضية، التي تسهم في تنشيط الدورة الدموية، وتزيل الخمول من عينيه، وتبعث النشاط في أوصاله، كما أن هناك تمارين أخرى تساعد على الهدوء عند التوتر، مثل وضع كتاب فوق الرأس، والوقوف على قدم واحدة، والعد من 1 إلى 20، ثم استبدال القدم بالأخرى، وتكرار عملية العد.
التخطيط الجيد يقتضي جمع المعلومات بمعرفة المطلوب إنجازه، والبدء في الوقت المناسب وعدم التسويف، وتقسيم الوقت بصورة منطقية وقابلة للتنفيذ، وتقسيم المادة العلمية إلى وحدات صغيرة حتى يشعر الطالب بأنه أنجز جزءًا من المهمة كلما انتهى من إحدى هذه الوحدات، والسعي للبدء بالسهل ثم الانتقال إلى الصعب.
إظهار الأهل اهتمامهم بما يقوم به الابن، والإنصات إليه عندما يتكلم عن المواد الدراسية؛ لأن ذلك يساعده على استرجاع المعلومات وبتقدير الوالدين لجهده، كما أن مدحه على ما قام به يشجعه على القيام بالمزيد من الجهد.
تقسيم الوقت بين المذاكرة وبين الاستراحة حسب عمر الابن، بحيث تطول فترة المذاكرة، كلما كان أكبر في العمر، ويفضل في الاستراحة أن يخرج إلى الهواء الطلق، ويمكنه أن يتناول قطعًا من الفاكهة أو الخضراوات الطازجة، مثل الجزر أو الخيار، مع الحرص على تناول الكثير من الماء.


القوة الاستراتيجية.. القيم
بقلم : د. سعود بن عبدالعزيز العاصم
التربية التي نريد تتمثل في منظومة من القيم التي تتوافق مع الفطرة السليمة السوية التي تفتح مساحات من الحرية المنضبطة التي يعيش الفرد من خلالها الحياة الطيبة.
فالعالم اليوم لا يحركه الاقتصاد العالمي أو النظم السياسية أو الاجتماعية.. إنما تتحكم فيه القوة الاستراتيجية التي هي القيم؛ حيث ينعقد عليها القلب المحرك للشعوب اليوم، مهما بلغ وعي الفرد وتمكنه من الدرجات العلمية والمكانة الاجتماعية والثراء، فالقيم هي الطاقة لتلك الروح داخل الأجساد، وهي مركز انطلاق الإنسان وإبداعه وانتمائه، يصوغ رؤيته وغايته وأهدافه في الحياة على ضوئها، وإن لم تكن مكتوبة فهي محفوظة وبشكل متقن، يعيش ويموت من أجلها.
واستنادًا إلى ذلك لا بد للمخططين التربويين وغيرهم أن يولوا جانب القيم مزيدًا من الأهمية والحضور، وأن تركز مكونات المنهج بمفهومه الشامل على تحقيق هذه الأهداف القيمية، وأن تُرسم البرامج والمشروعات التربوية الواسعة الانتشار التي لها خاصية التأثير المباشر على الطالب والمعلم، وتُبنى أدوات ومؤشرات القياس لضبط توظيف القيم وتفعيلها في البيئة المدرسية، وبشكل مركز من خلال المواقف التعليمية، الصفية وغير الصفية، وأن تكون ضمن مهام جميع المشرفين التربويين الزائرين للميدان التربوي؛ كي نحقق التربية التي نريد ونستكمل مواصفات الطالب المبدع المتكامل الشخصية والانتماء.. على هدى وبصيرة.


اعداد: عمر خليفة




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.03 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]